بمعنى حاضر او الله عز وجل او الملائي او او النبي صلى الله عليه وسلم شاهد على الامم او او على هذه الامة وما الى ذلك مما قيل في هذا و شاهد اما ان يكون شاهدا بمعنى حاضر او شاهد بمعنى انه يشهد ويقر على غيره يقر بشيء اما لغيره او على غيره يخبر بشيء اما لغيره او على غيره اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل اصحاب الاخدود ان لذات الوقود اذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد الحميد الذي له ملك السماوات والارض والله على كل شيء شهيد. ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق تفسير سورة البروج وهي مكية قال الامام احمد حدثنا عبد الصمد قال حدثنا رزيق بن ابي سلمى قال حدثنا ابو المهزم عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الاخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق. وقال احمد حدث انا ابو سعيد مولى بني هاشم قال قال حدثنا حماد بن عباد السدوسي قال سمعت ابا المهزم يحدث عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم امر ان يقرأ بالسماوات في العشاء تفرد به احمد الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم يقول الله تعالى في سورة البروج بسم الله الرحمن الرحيم والسماء ذات البروج المصنف رحمه الله شرع في بيان اه موضع نزول هذه السورة فقال وهي مكية وهذا محل اتفاق لا خلاف بين اهل التفسير في ان سورة البروج سورة مكية وهذه السورة سميت بهذا الاسم لان الله تعالى ذكر فيها البروج فاقسم الله تعالى بالسماء ذات البروج في اولها فسميت هذه السورة بسورة البروج مقصود هذه السورة او موظوع هذه السورة هو تثبيت اهل الايمان على الحق والهدى و تصبيرهم ذكر ما يأتسون به يقتدون من احوال الامم السابقة في ثباتهم وصبرهم وفي مآل ومنتهى خصومهم هذه السورة بينت طائفة ذكرت طائفة من اهل الايمان وما كانوا عليه من البلاء العظيم الاذى الكبير وما انتهى اليه مآلهم من الجنات والنعيم و ذكرت الفئة الظالمة الباغية كيف كانت متمكنة من الاذى وانقلب مصيرها الى الهلاك والبوار لذلك هذه السورة جاءت لتثبيت اهل الايمان ليصبروا على ما يلقوه من اذية المشركين فتنتهم التي كانت في مكة زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في اوائل الدعوة فقد لقوا من ذلك شيئا عظيما تحتاج الى ان يعتبروا بقصص الغابرين واخبار السابقين ليكون ذلك معينا لهم على التثبيت ويأتسوا بهم في الثبات والصبر ويؤمل ما صاروا اليه من حسن العاقبة والمال هذا موظوع السورة. ذكر المؤلف رحمه الله ابتداء ما جاء من ان هذه السورة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأها في العشاء الاخرة فذكر ما رواه الامام احمد من حديث عبد الصمد قال حدثنا زريق ابن آآ ابي سلمة قال حدثنا ابو المهزم عن آآ ابي هريرة رضي الله عنه او المهزم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكان يقرأ في العشاء الاخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق وهذا مما جاء به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ان اسناده ليس بذاك ومن حيث المعنى هو قريب مما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة في صلاة العشاء فانه من نظائر سبح اسم ربك الاعلى آآ الليل اذا يغشى والليل اذا يغشى والشمس وضحاها وما اشبه ذلك مما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم هي نحو القدر وهي من من حيث التصنيف في اواسط المفصل في اواسط المفصل يقول جل وعلا آآ بسم الله الرحمن الرحيم والسماء ذات البروج. افتتح الله تعالى السورة بثلاث ايات فيها اربعة اقسام الاول والسماء ذات البروج الثاني واليوم الموعود الثالث وشاهد الرابع ومشهود ثم جاء بعد ذلك ما اخبر به من حال اصحاب الاخدود. نعم يقسم تعالى بالسماء وبروجها وهي النجوم العظام كما اعتقدنا بيان ذلك في قوله تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراج هو قمرا منيرا. قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة والسدي البروج النجوم. وعن مجاهد ايضا البروج التي فيها الحرس وقال يحيى ابن رافع البروج قصور قصور في السماء. وقال المنهال ابن عمرو والسماء ذات البروج الخلق الحسن واختاروا ابن جرير انها منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا تسير الشمس في كل واحد منها شهرا ويسير القمر في كل واحد من يومين وثلثا فذلك ثمانية وعشرون منزلة ويستسر ليلتين ويستسر ليلتين طيب يقول الله جل وعلا والسماء ذات البروج اقسم الله تعالى بالسماء صاحبة البروج قول ذات البروج اي صاحبة البروج والبروج جمع برج وقد ذكر في تفسيره ثلاثة اقوال. القول الاول النجوم العظام ومثله قول من قال بانها النجوم يقول الثاني انها البروج التي فيها الحرس والمقصود بالحرس الذين يحفظون السماء وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله هذا ما يتعلق بكلام ابن جرير رحمه الله شمل هذه الاقوال كلها يعني كانه صحح كل هذه الاقوال قال جميعها يصدق عليه انه شاهد فيصدق عليه كل شاهد سواء كان يوم الجمعة او انا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا هذا مقصوده بالبروج التي فيها الحرس الذين يحرسون السماء الثالث من الاقوال القصور في السماء وهذا القول بعظهم قال انه لا يختلف عن السابق القول بانها النجوم او المنازل التي ينزلها الحرس فعده بعضهم النجوم وسمى وقال سميت قصورا لان القصور هي المنازل التي ينزلها العظماء والاماكن والكبراء فكانت هذه المنازل آآ سميت قصورا آآ الامر الرابع القول الرابع انها الخلق الحسن انها الخلق الحسن اي السماء ذات الخلق الحسن وذلك ان البروج انما تكون فيما حسن خلقه هو الجمل. وبالتأكيد ان السماء اتقن الله تعالى خلقها وزينها على وجه اه ميزها عن سائر الخلق فهي من اعظم ايات الله تعالى المرئية قال واختار ابن جرير انها منازل الشمس والقمر وهذا القول هو اقرب الاقوال الى الصواب فمن سمى البروج بانها نجوم لانها مواضع نزول لانها مواضع النجوم النزول ومن سماها بروج ومن سمى سماها قصور قال لان النجوم والافلاك والكواكب السيارة تنزل في هذه المواطن فسميت قصورا كما ينزل الاشراف في آآ طور والاماكن الرفيعة قال رحمه الله اختار ابن جرير انها منازل الشمس والقمر وهي اثنا عشر برجا تسير الشمس في كل واحد منها شهرا ويسير القمر في كل واحد منها يومين وثلثا وثلثا اه اه قال فذلك ثمانية وعشرون منزلا ويستسر ان يختفي القمر ليلتين اذا عندنا الان البروج هي منازل القمر التي ينزلها وهي اثنا عشر برجا اه وهي معروفة لدى الناس من سالف الزمان وهي الحمل عقرب والاسد والسنبلة والسرطان وما الى ذلك مما عده اصحاب الفلك من منازل الشمس والقمر هذه البروج نزول الشمس فيها يحصل به تغير الفصول ونزول القمر فيها يحصل به يحصل به تحول حال القمر وتنقلاته من هلال الى قمر الى بدر ثم اه يعود حتى كما قال الله تعالى حتى اعادك العرجون القديم. فهي منازل يتغير بها حال القمر وشكله ويعرف الناس ويعرف الناس بها دخول بنزولها دخول الشهور وخروجها اه آآ البروج يسير فيها يسير فيها القمر في شهر ويصير فيها او في ثمانية في ثمانية وعشرين يوما ويصير فيها تصير فيها الشمس خلال عام كامل طبعا اه ذكر الله تعالى هذا القسم لفتا للانظار الى عظيم صنعه جل وعلا في هذا الاتقان العظيم لخلقه الذي جعل فيه هذه المنازل التي تنزلها الكواكب وبها يتم آآ الحساب الشمس وكما قال الله تعالى والشمس والقمر بحسبان وهذا من وسائل تأكيد الحساب او تحقيق الحساب في سير الشمس والقمر يقول تعالى واليوم الموعود وشاهد ومشهود. هذا القسم الثاني والثالث والرابع وقوله واليوم واليوم المشهود واليوم الموعود والشاهد ومشهود اختلف المفسرون في ذلك وقد قال ابن ابي حاتم حدثنا عبد الله ابن محمد ابن الغزي قال حدثنا عبيد الله يعني ابن موسى قال حدثنا موسى ابن عبيدة عن ايوب عن ايوب عن ايوب ابن خالد ابن صفوان ابن اوس الانصاري عن عبدالله بن رافع عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الموعود يوم القيامة وشاهد وشاهد يوم جمعة وما طلعت شمس ولا غربت على يوم افضل من يوم الجمعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها يسأل الله فيها خيرا الا اعطاه الا اعطاه اياه ولا يستغيث فيها من شر الا اعاده ومشهود يوم عرفة وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة من طرق من طرق عن موسى بن عبيدة الربدي وهو ضعيف الحديث. فقد روي موقوفا على ابي هريرة وهو اشبه وقال الامام احمد حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت علي بن زيد علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن مولى بني هاشم عن ابي هريرة. اما علي فرفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم. واما يونس فلم فلم يعدو ابا هريرة انه قال في هذه الاية وشاهد ومشهود قال يعني الشاهد يوم الجمعة ويوم مشهود يوم القيامة وقال احمد ايضا حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة شعبة عن يوسف حدثنا شعبة عن يونس قال سمعت عمارا مولى بني هاشم يحدث عن ابي هريرة انه قال في هذه الاية وشاهد ومشهود قال الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة والموعود يوم القيامة. وقد روي عن ابي هريرة انه قال اليوم الموعود يوم القيامة وكذلك قال الحسن وقتادة وابن زيد ولم ارهم يختلفون في ذلك ولله الحمد. ثم قال ابن جرير حدثنا محمد بن عوف قال محمد ابن اسماعيل ابن عياش قال حدثني ابي قال حدثنا ضمضم ابن زرعة عن شريح بن عبيد عن ابي ما لك الاشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة وان الشاهد يوم الجمعة وان المشهود يوم عرفة ويوم الجمعة ذخره الله لنا ثم قال ابن جرير حدثنا سهل بن موسى الرازي قال حدثنا حدثنا ابن ابي فديك عن ابن حرملة عن سعيد ابن المسيب انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان سيد الايام يوم الجمعة فهو الشاهد وهو الشاهد والمشهود يوم عرفة وهذا مرسل من مراسيل سعيد ابن المسيب ثم قال ابن جرير حدثنا ابو كريب قال حدثنا وكيع عن شعبة عن علي ابن زيد عن يوسف المكي عن عن ابن عن ابن عباس قال الشاهد هو محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة. ثم قرأ ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وحدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن مغيرة عن شباك قال سألت رجل سأل رجل الحسن بن علي عن وشاهد ومشهود قال سألت احد قال سألت احدا قبلي؟ قال نعم. سألت ابن سألت ابن عمر وابن الزبير فقال يوم الذبح ويوم الجمعة. فقال لا ولكن الشاهد ولكن الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا على هؤلاء شهيدا والمشهود يوم يوم القيامة ثم قرأ ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وهكذا قال الحسن الحسن البصري وقال سفيان الثوري عن ابن حرملة عن سعيد ابن المسيب واسمه مشهود يوم القيامة. وقال مجاهد وعكرمة والظحاك. الشاهد ابن ادم والمشهود يوم القيامة. وعن عكرمة ايضا الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم الجمعة. وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس الشاهد الله والمشهود يوم القيامة وقال ابن ابي حاتم حدثنا ابي قال حدثنا ابو نعيم الفضل ابن دكين قال حدثنا سفيان عن ابي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عباس وشاهد ومشهود قال الشاهد الانسان والمشهود يوم الجمعة هكذا رواه ابن ابي حاتم. وقال ابن جرير حدثنا ابن قال حدثنا مهران عن سفيان عن عن ابن ابي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس وشاهد ومشهود الشاهد يوم عرفة والمشهود يوم قياما وبه عن سفيان هو الثوري عن عن مغيرة عن ابراهيم قال يوم الذبح ويوم عرفة يعني الشاهد والمشهود قال ابن جرير وقال اخرون المشهود يوم الجمعة ورووا في ذلك ما حدثنا احمد بن عبدالرحمن قال حدثني عمي عبد الله بن وهب قال اخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن ابي هلال عن زيد بن ايمن عن عبادة بن اسي عن ابي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فانه يوم مشهود تشهده الملائكة. وعن سعيد بن جبير الشاهد الله وتلا وكفى بالله شهيدا والمشهود نحن حكاه البغوي وقال الاكثرون على ان الشاهد يوم على ان الشاهد يوم الجمعة والمشهود والمشهود يوم عرفة طيب الحمد لله هذا الذكر لجملة الروايات بيان للخلاف في معنى الشاهد والمشهود. المصنف ابتدأ اولا بذكر رواية ابي هريرة رضي الله عنه في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود وشاهد ومشهود فذكر الحديث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم الموعود يوم القيامة وشاهد يوم الجمعة ومشهود يوم عرفة وهو الذي رجحه لانه ذكر بعد المضي جملة من الروايات ان الاتفاق آآ انه لا انهم لم يختلفوا في ان اليوم الموعود هو يوم القيامة وانما اختلفوا في شاهد ومشهود في تعيين المقصود بالشاهد ومشهود. على اقوال فقيل شاهد يوم الجمعة. وقيل شاهد ها الادمي وقيل شاهد الله عز وجل وقيل شاهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم فذكر جملة جملة من الاقوال تصل الى اربعة. وفي مشهود ذكر المشهود يوم عرفة ويوم القيامة ويوم الجمعة فذكر فيه ثلاثة اقوال ثم بعد ان فرغ نقل ترجيح ابن جرير وغيره فقال المشهود يوم الجمعة اه بعد ان انفرغ قال ولم يذكر اه انما اه وقال اخرون آآ المشهود يوم الجمعة اه لا هو لم يذكر الترجيح لم ينص على ترجيح ابن جرير ابن جرير رحمه الله قال الشاهد يصدق على كل ما يصح وصفه بشاهد والشهادة هنا بين امرين بين الحضور بهذه الاية ومشهود بمعنى مشاهد مشاهد مشهود بمعنى مشاهد اي يشاهده الخلق او يشهده الخلق وفسر بهذه التفسيرات التي ذكر المصنف رحمه الله وهو صادق عليها كلها لكن فيما يظهر ان اقرب التفاسير ما ختم به المصنف من ان اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة هذا اقرب الاقوال وقيل الشاهد يوم التروية لكن ليس على هذا يعني دليل بين هذا ما يتصل ما اقسم الله تعالى به في اول هذه السورة اقسم بهذه الامور الاربعة وهذه معانيها الله اعلم