نعم. قال حدثنا محمد بن عبدالله الانصاري قال حدثنا حميد ان انس حدثهم عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتاب الله القصاص. قال حدثني عبد الله ابن منير سمع عبد الله ابن بكر قال حدثنا حمده كسرت ثنية جاري فطلبوا اليها العفو فابى فعرضوا الارشقاء فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وابوا الى القصاص. فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص فقال انس بن النظر يا رسول الله اتكس ثنية الربيع لا والذي بعث لك بالحق لا تبصر ثنيتها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا انس كتاب الله القصاص فرضي فعفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله هذا الحديث في بيان ان القصاص المذكور في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص القتلى ليس محصورا فقط في القتل. بل هو حكم جار في كل الجنايات على النفس فما دونها مما يمكن فيه فكل ما يمكن ان يقتص فيه فانه يجري فيه القصاص. فان اعلى ما تكون الجن على النفس فاذا كان في الجناية على النفس يجري فيها الاقتصاص فما دونها من باب ايش؟ من باب اولى فهذا استدلال القياس الاولوي. والا فالنص جاء في القتل. قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى. وقد جاء في شرع من قبلنا ونص الله عليه في الكتاب القصاص في مفردات فيما دون النفس يا قال تعالى وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف والاذن بالاذن والسن ثم بعد هذه المسميات من مفردات الاعضاء والاجزاء والابعاد قال والجروح قصاص ايضا مما يجري فيه القصاص الجروح. وليعلم ان كل ما يمكن ان يقتص منه فانه يجري فيه القصاص حتى ان بعض العلماء قال حتى اللطمة فانه يجري فيها القصاص فاذا لطم احد احدا وذهب الى القاضي يطالب اه الحكم فانه له ان يقضي بالقصاص. لكن ينبغي ان يعلم ان شرط القصاص هو ان كان الاستيفاء والامن من الحيث. لا بد من توافر هذه الشروط. ان يعمل ان يمكن الاستيفاء ان يكون الاستيفاء ممكنا الثاني ان يأمن من الظلم والتعدي والتجاوز. فاذا كان احد هذين الشرطين مختلا فانه يسقط القصاص الى ما يقوم مقامه. هذا الحديث فيه قصة انس ابن رضي الله تعالى عنه وقد قصها انس ابن مالك ساق المؤلف الامام البخاري رحمه الله الحديث باسناده من طريق حميد الطويل عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه ان الربيع عمته عمة انس ابن مالك كسرت ثنية جارية اي كسرت بعض او كامل ثنية جارية اي امة او صغيرة يحتمل هذا او هذا. فطلبوا اليها العفو اي طلب العفو من الجارية. ان تعفو عن هذه الجناية التي اصابت شيئا من اسنانها. فابوا اي ابوا اولياء ابت المجني عليها العفو وطالبت بالقصاص. فعرظوا العرش يعني قالوا نعطيك تعويظ عن هذا الكسل الذي اصاب سنك. فابوا يعني رفضوا يعني هم طلبوا العفو فلم يوافقوا. واعطوهم فلم يوافقوا فاتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وابوا الا القصاص. من الذين ابوا؟ المجني عليها واولياؤها ابوا الا ان يقتص من الربيع. رضي الله تعالى عنها فيما جرى من جنايتها على الجارية فامر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقصاص وهذا مقتضى العدل امر ان يقتص من الربيع بان ان تكسر ثنيتها كما كسرت ثنية الجارية. فقال انس بن النظر وهو اخ الربيع قال يا رسول الله اتكسر ثنية الربيع؟ يعني استبعاد ان يجري هذا اتكسر ثنية الربيع؟ قال لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها هذا من انس رضي الله تعالى عنه انس ابن النضر ليس ردا لحكم الله ورسوله. فما كان لانس ابن النظر وهو من خيار الانصار وخيار الصحابة واصدقهم لهجة ان ان يرد حكم الله ورسوله. بل الامر كما قال الله تعالى وما كان مؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. فما قضى الله لا بد ان يكون. لكن انس رضي الله تعالى عنه المه ان تكسر ثنية ان تكسر ثنية الربيع فاقسم على الله الا تكسر. فقال لا والذي بعثك بالحق. لا تكسر ثنيتها. لا يعني انها ستكون هدرا لكنه بحسن ظنه وعظيم امله وصدق رغبته في ان تحل بغير الكسر اقسم هذا القسم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انس بن النضر يحدث رسول الله لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها. النبي صلى الله عليه وسلم ليس له الا ان يحكم بما حكم الله. فقال يا انس كتاب الله اهل قصاص اي شرع الله ودينه ومكتوبه وحكمه وقضاؤه القصاص في مثل هذه الصورة معذرة عن حكم الله وقضائه. يقول انس بن مالك رضي الله تعالى عنه فرضي القوم. من ارظاهم الله اعلم. ليس ثمة سبب ظاهر الا قسم انس ابن النظر. يقول فرظي القوم فعفوا عفوا عن ايش؟ عن القصاص والظاهر ايضا عفوا عن الدية. والعرش فلم يأخذوا ومن ولم تكسر ثنية الربيع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم والله لابره. ان من عباد الله اي بعض اولياء الله. فالعبودية هنا ليست العبودية العامة. بل هي العبودية الخاصة التي يفوز بها اولياء الله وعباده المتقون الذين قال الله تعالى فيهم ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. فالعبودية نوعان عباد الله يطلق على كل خلق الله. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. ما في احد الا وهو عبد لله. شاء ام ابى. لكن العبودية هنا ليست العبودية القدرية التي لا يخرج عنها شيء من الموجودات في الكون بل هي العبودية اختيارية التي يصطفي الله تعالى لها من يشاء من عباده. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان من عباد الله من لو اقسم على الله اي حلف على الله في امر من الامور لابره اي لا اعطاه ما حلف عليه اي لو وفى له ما طلبه بيمينه وهذي منزلة عالية ومرتبة رفيعة هي من صفات اهل الجنة. فقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ساخبركم باهل الجنة؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال كل ضعيف متضاعف وفي رواية كل ضعيف مستضعف لو اقسم على الله لابره. فهي منزلة عالية رفيعة. لماذا كانت منزلة عالية رفيعة لان القسم على الله في هذه الحال لا يكون الا من قلب عظيم الثقة بالله عظيم الرجاء له. حسن الظن به. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم. من حديث ابي رضي الله تعالى عنه انا عند ظن عبدي بي انا عند ظن عبدي بي فمن ظن بالله خيرا بلغه الله ظنه ومن اساء الظن بالله كان الله له كما يظن. ولذلك كلما عظم قدر الله عز وجل في قلب العبد واحسن الظن به فانه لو اقسم عليه لابره. اي لو اي يفعل الله تعالى شيئا او امرا لكان ذلك موجبا ان يفوز بعطاء الله تعالى وفضله وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصفة وهذه الخصلة في حق اويس القرني كما جاء في حديث اسير ابن جابر عن عمر رضي الله تعالى عنه انه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مجيء اويس القرني في اهل اليمن ثم قال في شأنه لو اقسم على الله لابره وذلك لسلامة قلبه وعظيم حسن ظنه بربه جل في علاه. فينبغي للمؤمن ان يحرص على حسن الظن بالله عز وجل والثقة به. وبه به يتبين ان قول انس بن النمر رضي الله تعالى عنه في قوله للنبي صلى الله عليه وسلم لا والذي بعث بك لا والذي بعثك بالحق لا تكسر ليس ردا لحكم الله. فما كان لمؤمن ولا مؤمنة ان يرد حكم الله كما قال الله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة بالامرين. لكن هو مقر وقابل حكم الله عز وجل لكن يأمل ان يوجد الله تعالى فرجا او ان يحدث الله مخرجا يكون به تحقيق ما امل من ان لا تكسر ثنية الربيع رظي الله او تعالى عنها فكانما اراد واثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسن ظنه بربه. فقال ان من عبادي الله من لو اقسم على الله لابره. فجدير بالمؤمن ان يعتني بهذا المعنى وان ان قوله رضي الله تعالى على كلا والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنية الربيع انما هو حسن ظن بالله لا ردا لحكم الله ورسوله فان ذلك لا يكون من المؤمن. قال الله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. هذا الحديث في جملة من الفوائد. من فوائد هذا الحديث ثبوت القصاص فيما يمكن ان اقتص منه من الاعضاء كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى فالقصاص في النفس ثابت فما دونها من باب اولى. وفيه من الفوائد ان الاحكام الشرعية لا ما فيها احد بل كل من اتى موجبا لحد من حدود الله او حكم من احكام الله فانه ينزل عليه حكم الله ولذلك لما قال انس ابن النظر يا رسول الله اتكسر ثنية الربيع وقال مقال رضي الله تعالى عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا انس كتاب الله القصاص ما في مجادلة هذا كتاب الله يجري على كل احد. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لما شفع لديه في شأن المخزوبية التي سرقت ماذا قال؟ والذي نفس محمد بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لايش؟ لقطعت يدها. فاحكموا الشريعة لا تعرف محاباة ولا تمييز بين الناس بل كل من قام فيه وصف يوجب حكما فان مقتضى ذلك ان يجري فيه الحكم الا ان يشاء الله بفرج من عنده. وفيه فضيلة انس ابن النظر رضي الله تعالى عنه حيث شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الشهادة انه من عباد الله الذين لو اقسموا على الله لابرهم وفيه من جواز القسم على الله عز وجل. لكن ينبغي ان يعلم ان الجواز مقيد بحسن الظن بالله عز وجل والثقة بفظله والامل والطمع في عطائه. لان القسم يصدر في حالين. اما ان يكون من واثق بفظل الله محسن الظن به كما هو في حال انس ابن النظر رضي الله تعالى عنه واما ان يصدر من قلب مغرور يرى لله فضل ويرى انه في منزلة ومكانة يجب ان يطيع الله ان يطيعه الله وان ينفذ له امره. وهذا خائب وذاك فائز هذا من ذاك من عباد الله وهذا من اعدائه. لان الفضل لله في العطاء والمن. والفضل له في الهداية والصلاح وليس للعبد مهما بلغ في الطاعة والقربى ليس لك فضل. فالله هو المتفضل عليك. هو الذي من عليك بالهداية هو الذي وفقك لصالح العمل فلا ترى لنفسك على ربك فظلا واياك ان تعجب بعملك فقد قال الله تعالى يمنون عليك ان اسلموا ايش؟ قل لا تمنوا علي اسلامكم. بل الشأن ما هو؟ بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان فمهما وقع في قلبك او تسرب الى فؤادك شعور بان لك على الله فضل في طاعتك واحسان ازل هذا وتذكر وانزع فان هذا مدخل شيطاني يوشك ان يبطل عملك. ويوشك ان يوقعك المهالك فان الله هو المتفضل عليك. قال الله تعالى لاصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم في معترك القتال وفي وفي منازلة الله يقول يا ايها الذين امنوا اذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن القى عليكم السلام لست مؤمنا. تبتغون عرض الحياة في الدنيا فعند الله مغانم كثيرة. ايش بعد ذلك؟ قال كذلك كنتم من قبل. انتم كنتم من قبل مثل هؤلاء الذين تقاتلونهم كنتم كفارا فمن الله عليكم. فينبغي للمؤمن ان يتذكر منة الله ونعمة واحسانا اذا امتلأ قلبه بذكر نعمة الله ومنة واحسانه عليه فانه لا يمكن ان يقسم على الله في مقام ولا يمكن ان يقسم على الله في مقام علو ولا يمكن ان يقسم على الله في مقام يفرض على الله شيئا باذلاله ورؤيته لعمله بل يتعرض في ذلك لفضل الله واحسانه وعطائه ومنه وجزيل كرمه سبحانه وبحمده. نعم. باب قول الله تعالى يا ايها الذين امنوا لو كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. هذه الاية الكريمة سورة البقرة صدرها الله تعالى بالنداء بوصف الايمان فقال يا ايها الذين امنوا وهذا نداء اهل الايمان كما تقدم في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص وكل ما صدر بوصف الايمان ينبغي ان وعيه مسامحك ان تنتبه له. فهو اما خير تؤمر به كما قال عبد الله بن مسعود واما شر تحذر منه وتنهى عنه ثم كل ما صدر بوصف الايمان فما بعده خصلة من خصال الايمان اما فعل واما ترك خصلة اذا كانت امرا بفعلها تكون خصلة من خصال الايمان واما بالترك اذا فتركها يكون من دلائل الايمان وخصاله. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كتب اي فرض والصيام هو الامساك وهو معروف عند العرب من قبل فكان الصيام مع معروفا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في الجاهلية مع قبل يصوم مع اهل الجاهلية فيما كانوا يصومون من يوم عاشوراء كما سيأتي في الاحاديث التي ذكرها فكان العرب يعرفون الصيام امساك عن اشياء منها اثناء الصيام وهو من الشرائع الباقية في الامم السابقة بقيت حتى عند قريش قريش كانوا يصومون يوم عاشوراء يعظمونه يوم كانوا يكسون فيه الكعبة ويعظمون ذلك اليوم بالامساك الصيام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم معهم يوافقهم في صيامهم. فقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام معروف. ما هو الصيام وهو التعبد والتقرب لله بالامساك عن المفطرات. وجاء بيان وايظاحه في قول الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بما يمسك عنه وما يجب في الامساك وما الى ذلك. لكن الاية واضحة المعالم خاطب الله فيها الناس واهل الايمان بما يفهمون من انه فرض عليهم الصيام وهو معروف لديهم ثم هذا الفرض ليس خاصا بهذه الامة لان الشرائع في هذه الامة على نوعين شرائع تخص هذه الامة لم تفرض في الامم السابقة وشرائع هي في الامم السابقة لكن لا يلزم ان تكون موافقة ومطابقة لشرائع الامم السابقة بل في هذه ما هو اكمل وما هو ارفق وما هو ايسر وما هو اصلح في المعاصي والميعاد الصوم كان مفروضا في الامم السابقة ولذلك قال تعالى كما كتب على الذين من قبلكم اي ان الله فرض الصوم على هذه الامة مثل ما فرض الصوم على الامم السابقة وقوله كما كتب على الذين من قبلكم لم يحدد من الذين قبلنا لكن المقصود بهم اليهود والنصارى فهم من قبلنا ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو بالقذة قالوا من يا رسول الله؟ اليهود والنصارى؟ يسألون. قال فمن؟ يعني اذا لم يكن هؤلاء فمن؟ هؤلاء هم الذين وهم الامم التي بقيت شرائعها الى وقت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وان كان قد طرأ عليها تبديل وتحريف وتغيير فقوله جل وعلا كما كتب على الذين من قبلكم اي كما كتب على اهل الكتاب السابقين. وقد يكون فرضه الله تعالى على الامم قبل اهل الكتاب لكن اهل الكتاب هم الذين نتيقن انه مفروض عليهم هذا الصوم ولذلك جاء في صحيح الامام مسلم من حديث عبدالله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فصل ما بيننا وبين صيام اهل الكتاب اكلة السحر اي فارق ما بين صيام اهل الاسلام وصيام اليهود والنصارى اكلة السحر فهم لا يتسحرون بل صيامهم في شرعهم من العشاء الى العشاء من اليوم التالي. فالصوم مشروع في هذه الامة كالامم السابقة وان كان وسط الصوم مختلفا واحكامه مختلفة وزمانه مختلف فلم يكونوا يصوموا رمضان ولم يكونوا يصوموا آآ من طلوع الفجر الى غروب الشمس بل كان صيامهم مختلفا لكن اصل الشريعة وهو التقرب لله عز وجل بالامساك عن المفطرات شريعة موجودة في الامم السابقة. فالله تعالى يقول في محكم كتابه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ويذكروا العلة والسبب والحكمة من مشروعية الصيام فيقول لعلكم ايش لتتقون لعلكم تتقون. اي لاجل ان تتقوا. فقوله لعلكم تتقون. اي ان الصيام شرعه الله لكم وفرضه عليكم لاجل تحقيق هذه الخصلة. وهي خصلة ايش؟ التقوى نسأل الله ان يجعلنا من المتقين. هل يستشعر كثير من الصائمين هذا المعنى وان الصوم ليس مجرد امساك عن طعام وشراب دون معنى وغاية كثير منا لا يعي هذه الحكمة التي جعلها الله في صدر ايات فرض الصيام اول اية فرض الله فيها الصوم ذكره فيها الحكمة من المشروعية. حكمة الله جل في علاه. والغاية والهدف من مشروعية الصيام هو ان العبد ربه يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. ولهذا جاء في من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور اي قول الباطل والعمل به يعني والعمل بالباطل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. اي ليس لله غرض ولا له قصد في ان يترك الانسان الطعام والشراب ثم يطلق للسانه العذاب في الحديث بالمحرمات يطلق لبدنه العنان في العمل بالمحرمات. ليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه. من لم يدع قول الزور والعمل به ما حقق الغاية ما حقق المقصود من هذه العبادة ما اتى حكمة التي من اجلها شرع الصيام لهذا المؤمن ان يحرص في كل العبادات على معرفة المقاصد والغايات فان معرفة المقاصد والغايات مما الانسان على تجويد العبادات وعلى اتقانها وعلى تحقيق الغرض منها فاحرص على ان تكون في صيامك من المتقين. لتفوز بالاجر العظيم والجزاء الكبير. قال النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له له ما تقدم من ذنبه. هذه الاية هي مفتاح ايات الصيام. وذكر الله تعالى بعدها جملة من الايات اول ذلك قال اياما معدودات. هذا في بيان عدد ما فرضه الله من الصيام. اذا الصيام ليس يوما انما هو ايام وهذه الايام ما اسرع ما تنقضي وما اسرع ما ترتحل ولذلك قال دودات اي انها معدودة وكل معدود ينقضي. ولذلك في نعم الله ماذا قال وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها لكثرتها وتنوعها تفننها ما يمكن مهما عد الانسان وعد وعد وعد فانه لن يستطيع ان يحيط بها او ان يحصي بها او ان يحصيها او ان ينتهي فيها الى عدن بل هي خارجة عن الاحصاء لكن نعم الله تعد او لا تعد؟ كثير من الناس يقولون نعم والله لا تعد ولا تحصى وهذا غير صحيح. بل نعم الله تعد لكنها لا تحصى. ولذلك قال وان تعدوا اثبت عددا وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فالعدد ممكن. لكن الاحصاء لهذا العدد والقدر ليس ممكنا ولذلك قال وان نعمة الله لا تحصوها. فقوله تعالى اياما معدودات هذا من التخفيف. الصوم فيه نوع من المشقة. وفيه نوع من مجافاة المألوف ولذلك هونه الله تعالى بامور اولا قال يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام ليس لكم انتم كما كتب على الذين من قبلكم فلكم اسوة بهم. ثم ذكر الغاية والغرظ من شرع الصيام. والفائدة التي يحصلونها قال لعلكم تتقون. وهذا تخفيف ثم قال اياما معدودات وهذا تخفيف ثالث ثم قال فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر وهذا التخفيف رابع ثم قال وعلى الذين يطيقونه هذا في اول التشريع. وعلى الذين يطيقونه اي يقدرون على الصيام لكن يتركونه هذا في اول ما شرع الله الصيام كان الصيام بالاختيار. اما ان تصوم واما ان تفتدي عن الصيام باطعام. وعلى الذين يطيقونه اي ويتركون يكون الصيام فدية طعام مسكين. فمن تطوع خير زاد عن اطعام مسكين. فهو خير له. بعد ذلك قال وان تصوموا خير لكم كل هذا تخفيف وتهويل وتيسير على العباد ان يقبلوا على الصيام ثم لما فرض الصيام فرضا على اهل الايمان قال تعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه لكن هذا مع التخفيف ايضا ومن كان مريضا او على سفر فعدة فعدة من ايام اخر. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون. ثم ذكرهم بما يجنونه من العطايا والهبات في اثناء الصيام فذكرهم بقرب الله. قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب. اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي لعلهم يرشدون. ثم جاء في بيان احكام الصيام الى اخر ما ذكر الله تعالى في اية احل لكم ليلة الصيام الى نسائكم المقصود ان الصوم شعيرة فرضها الله تعالى على اهل الايمان لتحقيق تحقيق التقوى وقد ساق المصنف رحمه الله الامام البخاري في تفسير هذه الاية جملة من الاحاديث نجعلها ان شاء الله تعالى في درس يوم غد نستمع الى ما جاء من اسئلة نسأل الله ان يرزقني واياكم والعلم النافع والعمل الصالح ان يسلك بنا سبيل الرشاد وان يعيننا على الطاعة والاحسان وان يرزقنا صوما يرضى به عنا وعملا صالحا يرفع بنا يرفع به مقامنا وان يجعلنا من الفائزين بعطائه المقبولين في عباده. الفائزين بمنحه وعطاياه في هذا الشهر. وان يختم لنا واياكم بخير وان يعيننا على الطاعة ظاهرا وباطنا