الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نستكمل القراءة في هذا السفر المبارك هذا الكتاب النافع كتاب تجريد التوحيد اه المفيد تجريد التوحيد المفيد للمقريزي رحمه الله وكنا قد وصلنا الى آآ حديثه وكلامه عن افضل العبادة واختلاف الناس في اي العبادات افضل نقرأ ونعلقها في نهاية المجلس ان شاء الله تعالى نجيب على ما يسر الله من الاسئلة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد غفر الله لشيخنا وللسامعين. قال المصنف رحمه الله تعالى في كتابه تجريد التوحيد المفيد ثم اهل مقامي اياك نعبد لهم في افضل العبادة وانفعها واحقها بالايثار والتخصيص اربعة طرق. وهم في ذلك اربعة اصناف الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها اشقها على النفوس واصعبها. قالوا لانه ابعد الاشياء من هواها وهو حقيقة التعبد والاجر على قدر المشقة. ورووا حديثا ليس له اصل افضل الاعمال احمزها اي اصعبها واشقها وهؤلاء هم ارباب المجاهدات والجور على النفوس. قالوا وانما تستقيم النفوس بذلك. اذ طبعها الكسل والمهانة اخلاد الى الراحة فلا تستقيم الا بركوب الاهوال وتحمل المشاق هذا هو القسم الاول من اقسام الناس فيما يتعلق بانفع العبادات و احقها بالتقديم فهؤلاء حققوا العبادة لله عز وجل كل هذه الاصناف حققت العبادة لله عز وجل ولكنها اختلفت وتفاوتت في الهداية الى افضل الاعمال التي يستعمل الانسان نفسه فيها في افضل العبادات والقربات والبحث هنا ايها الاخوة فيما يتعلق بافضل الاعمال بعد الفرائض فان الفرائض هي المقدمة على كل عمل وذلك ان الله عز وجل فرض فرائض وامر بحفظها وعدم تضييعها وهي احب ما يتقرب بها اليه جاء ذلك فيما رواه البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل من عادى لي وليا فقد اذنته بالحرب ثم قال وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه فاحب ما تتقرب به الى الله عز وجل هو ما فرضه عليك فالواجبات هي اولى واول ما ينبغي ان يشتغل به الانسان الراغب في تحقيق العبودية للرحمن الراغب في ان يحقق اياك نعبد واياك نستعين فان العبادة اول ما تكون الفعلي للواجب ثم بعد ذلك التقرب الى الله عز وجل بالنوافل والمستحبات. وهذه هي المنزلة الثانية ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ولا يزال عبدي يتقرب بالنوافل يعني بعد الفرائض حتى احبه اي الى ان يبلغ من من تحقيق العبادة في فرضها وواجبها وفي وفي مستحبها ومندوبها يبلغ هذه المنزلة العالية ان يحبه الله عز وجل فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ولن استعانني لاعيننه ولن استنصرني لانصرنه فما ذكره رحمه الله في هذا المقطع من تفاوت الناس او من اختلاف الناس او تنوع طرق الناس في افضل العبادات وانفعها وحقها بالايثار هو فيما بعد الفرائض اما فيما يتعلق بالفرائض فهي مقدمة على الجنسي العملي بالمستحبات والمندوبات فالخلاف هنا هو في اي الاعمال افضل مما يتعلق بالنوافل من العلماء ومن العباد من يقدم في العبادات ما كان اشق واصعب على النفس وهذا هو الصنف الاول عندهم انفع العبادات وافضلها طبعا واعظمها اجرا اشقها على النفوس واصعبها اشقها على النفوس واصعبها لماذا؟ ذكروا في ذلك تعليلا ودليلا اما التعليل فقالوا لان ابعد الاشياء عن لانها ابعد الاشياء من هواه اي من هوى المكلف وهو ما يشتهي ويحبه. وكلما كان الشيء ابعد عن الهوى كان اقرب الى الهدى كلما كان الشيء ابعد عن الهوى كان اقرب الى الهدى عدد التعليل الاول والتعليل الثاني ان الاجر على قدر المشقة الاجر على قدر المشقة اي الثواب على قدر المشقة فذكروا تعليمين واما الاستدلال فهو تعزيز للتعليل الثاني حيث قال قالوا افضل الاعمال احمزها استدلوا بهذا الذي ذكروه حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قالوا ورد في الحديث افضل الاعمال اي اعلاها منزلة واكثرها فظلا احمزها اي اشقها واصعبها وهذا الحديث الذي ذكروه من غرائب الاحاديث ولن يروى في شيء من كتب السنة وهو حديث لا اصل له فلا يصلح الاستدلال به هذا الحديث لا يصلح الاستدلال به وبالتالي ليس ثمة ما يستند اليه في ان افضل الاعمال اشقها واصعبها وانما ذكروا التعليل والتعليل لا يقوى على التفظيل اذ ان الادلة دالة على ان هذه الشريعة شريعة سمحة وبالتالي الاستدلال بان الاشق هو الافظل يتنافى مع روح الشريعة المبنية على اليسر والسماحة قال النبي قال الله عز وجل ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج وقال تعالى يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الدين يسر ولن يشاد الدين احد الا غلب وقال كما في المسند باسناد جيد بعثت بالحنيفية السمحة الحنيفية يعني التوحيد المجافي للشرك والسمحة يعني اليسيرة السهلة التي لا مشقة فيها ولا حرج ولا عناء كل هذه النصوص لا تلتئم مع هذه التعليلات التي ذكروا. واما الحديث الذي استندوا اليه فهو ضعيف ثم لو قدر ان الحديث صحيح فانه يحمل على معنى يتفق مع بقية النصوص الدالة على اليسر والسماحة في هذه الشريعة وان المشقة ليست مقصودة للشارع ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم والنصوص في هذا كثيرة مستفيضة في تقرير هذا المعنى وان الشريعة لا تطلب من المكلفين العسر والمشقة على العكس بل تطلب منهم تحقيق العبودية على الوجه المتيسر فقد جاء نفي المشقة في احاديث كثيرة. ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فقام رجل يدعى ابو اسرائيل فقال ما باله فقالوا هذا رجل نذر ان ان يقوم وان لا يقعد وان لا يفطر وان آآ يصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليقعد وليستظل وليتم صومه فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن امور الزم بها نفسه ليس فيها تعبد وفيها مشقة على النفس غير مقصودة للشارع وفي حديث اخر في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يهادى بين رجلين فسأل عنه فقالوا انه نذر ان يحج ماشيا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم مروه فليركب ما يفعل الله بي هذا بتعذيب نفسه يعني ليس غرظ الشارع ان يحمل الناس مشقة بل المشقة منفية شرعا وانما تكون المشقة مأجورا عليها اذا كانت ملازمة للعمل لا ينفك عنها العمل لكن لم يأمرنا الشارع بان نقصد المشقة وفرق بين الامرين اظرب لذلك مثلا حتى يتظح الفرق الصوم في اليوم الصعفي الحار شديد الحرارة عبادة يؤجر عليه الانسان ويقال له اجرك على قدر ما اصابك من المشقة. لكن هل معنى هذا ان يقصد الانسان الاشقاق على نفسه بان يتعرض للشمس ويتعرض للحر الذي يزيد من عنائه؟ الجواب لا ليس هذا مقصودا للشارع انما العبادة التي تلازمها المشقة يكون الاجر فيها على قدر المشقة فما كان من شاق في العمل يؤجر عليه الانسان. لكن لا لا يؤجر الانسان على قصد الاشقاق على نفسه بل يكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ما يفعل الله بعذاب بتعذيب نفسه او بعذاب بعذابه لنفسه فان الله تعالى لم يقصد من العبادات ان ينال اسأل ان ينال الناس مشقة وعناء وعسر بل ذلك مما نفته الشريعة ففرق بين الامرين بين المشقة الملازمة للطاعة هذي يؤجر على الانسان. الاستيقاظ لصلاة الفجر في الليل الشاتي اليس متعبا وعسيرا على كثير من النفوس ان تهجر وتير الفرش؟ الجواب نعم لكن هذه المشقة لا تذهب هباء فاجرهم على الله عز وجل لكن لو ان انسانا قال اريد ان اكلف نفسي مشقة زائدة لاؤجر فلما استيقظ لصلاة الفجر ذهب الى ماء بارد فصبه على نفسه دون حاجة الى الاغتسال وخرج ليلقى مشقة زائدة في خروجه. ايؤجر على هذا العمل؟ الجواب لا. لان هذا من الاشقاق على النفس الذي لا يتعبد لله تعالى به ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وامنتم وبه يفهم معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة في الحج اجرك على قدر نفق نفقتك ونصبك اي على قدر بما تبذلونه من المال وعلى قدر ما تتحملينه من العناء والمشقة لكن هذا لان الحج بطبيعته فيه من المشاق والعناء ما يحتاج مع الانسان الى ان يصبر وان وان يذكر بان ما يلقاه من مشاق في عبادة هو مأجور عليه فليس صحيحا ان اعظم الاعمال اجرا وان افضلها عند الله عز وجل الاكثر مشقة وصعوبة وعناء فليس ثمة دليل لا في الكتاب ولا في السنة ولا في ما اجتمعت عليه كلمة الائمة ان المشقة مقصودة بل الشريعة جاءت باليسر. اذا هذا هو الصنف الاول وبيان غلط هذا المسلك اما الصنف الثاني فيما يتعلق بافضل الاعمال الذين قالوا افضل الاعمال افضل العبادات. الصنف الثاني قالوا افضل العبادات وانفعها التجرد والزهد في الدنيا والتقلل منها غاية الامكان وانطراح الاهتمام بها وعدم الاكتراث لما هو منها. ثم هؤلاء قسمان فعوامهم ظنوا ان هذا غاية فشمروا اليه وعملوا عليه وقالوا هو افضل من درجة العلم والعبادة ورأوا الزهد في الدنيا غاية كل عبادة ورأسها. وخواصهم رأوا هذا مقصودا لغيره. وان المقصود به عكوف القلب على الله تعالى والاستغراق في محبته والانابة اليه والتوكل عليه والاشتغال بمرضاته. فرأوا افضل العبادات دوام ذكره بالقلب واللسان هذا ما يتعلق بالقسم الثاني من اقسام الناس الذين رأوا ان افضل الاعمال وافضل العبادات هو الزهد في الدنيا افضل ما تتقرب به الى الله عز وجل ان تخلي قلبك من التعلق بالدنيا وهؤلاء ذكر المؤلف رحمه الله انهم على طريقين او على قسمين عوام جعلوا الزهد في الدنيا هو المقصود فتخلوا عن الدنيا ونفروا ونفروا عنها ونفروا الناس عنها لاجل ان يحققوا افضل الاعمال وفوق هؤلاء درجة وهم وهم القسم الثاني الذين قالوا ان الزهد في الدنيا ليس مقصودا لذاته وانما مقصود لثمرته وغايته. فان الزهد في الدنيا يوجب خلو القلب من التعلق بها. واذا خلا القلب من التعلق بالدنيا تعلق بالله عز وجل فيقبل عليه محبة وذكرا وانابة و خوفا ورغبة وخشية توكلا وما الى ذلك وهؤلاء اعلى درجة من اولئك لكن سيأتي ان الزهد في الدنيا عمل صالح الا انه ليس هو افضل الاعمال بل سيأتي في بيان اصناف الناس انواع الطرق التي اختلف فيها الناس في بيان افضل الاعمال ما يبين ان هذا العمل مفضول وليس هو افضل ما يكون من العمل نعم لا سيما اذا اقترن بذلك جهل بتعطيل الدنيا فان تعطيل الدنيا ليس مقصودا شرعيا قال الله تعالى في محكم كتابه وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا فلو كانت الدنيا مطلوبا التخلي عنها بالكلية لما قال ولا تنسى نصيبك من الدنيا. فذكر بالحظ من الدنيا الذي لا بد منه. نعم. ثم هؤلاء قسمان فالعارفون اذا جاء الامر والنهي بادروا اليه ولو فرقهم واذهب جمعيتهم والمنحرفون منهم يقولون المقصود من القلب جمعيته. فاذا جاء ما يفرقه عن الله لم يلتفت اليه ويقولون يطالب بالاوراد من هو غافل فكيف بقلب كل اوقاته ورد؟ هذا حال اولئك الذين قالوا الزهد في الدنيا مطلوب لخلو القلب من التعلق بها ولاقباله على الله عز وجل. هؤلاء قسمان قسم يجعل اقبال القلب على الله عز وجل هو المقصود باي طريق حصل الاقبال. ولو كان الاقبال على الله بترك الواجب وهذا من الشيطان نظيره ذاك الذي يقول انا لا اخشع في صلاتي الا اذا اغمضت عيني. يقال له هذا من الشيطان فان اغماظ العينين على وجه الدوام في الصلاة بدعة تعبدا وهو مكروه كما ذكر ذلك اهل العلم فيما نقل عن عائشة رضي الله تعالى عنه وعليه عامة العلماء فيما يتعلق باغماظ العينين. هنا لو قال اني اذا فتحت عيني لم اجد الخشوع الذي اجده في الاغماق. نقول افتح عينيك واخشع لله عز وجل جاهد نفسك في الخشوع بان يكون نظرك في موضع سجودك هذا ما يتصل القسم بهذا القسم وهم عارفون يقول عارفون اذا جاء الامر والنهي يعني اذا جاء الشرع بادروا اليه وتركوا ما يكون من اه جمعية قلوبهم وخلوها عن الشواغل واقبالها على الله. انفاذا لامر الله ورسوله لان امر الله ورسوله هو الذي تجتمع بها القلوب وتقبل به على الله عز وجل وما عداه فانه استدراج من الشيطان. يستدرج به الانسان الى انواع من الضلالات ولذلك قال والمنحرفون منهم اي الخارجون عن الصراط المستقيم يجعلون اقبال القلب ورقة القلب هي المقصود ولو كانت بطريق غير مشروع ولو كانت بطريق غير مشروع فتجدهم مثلا يجدون طرقا منحرفة عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ترق بها قلوبهم مثل الذين يجعلون الرقص عبادة ويتقربون الى الله بالرقص ويسمونها مجالس ذكر على سبيل المثال فتجدهم يضربون ويرقصون ويتأوهون ويقولون هذا الو ما فعله الرسول لكن افعله لان قلوبنا تقبل على الله بهذا يقال ان هذا الاقبال غير مقبول. من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ولا يمكن ان تقبل القلوب اقبالا صحيحا على الله الا بلزوم شرع شرعه وهدي رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فهؤلاء منحرفون ثم يقول ثم هؤلاء قسمان اي المنحرفون الذين يجعلون همهم ما يظنونه صلاحا لقلوبهم بترك الشرع ومخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم. هؤلاء على قسمين