وهذا التعريف كما سيظهر باذن الله تعالى سنقف معه فيه قيود للادخال وقيود للاخراج فقوله رحمه الله هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم هذا جنس والجنس يراد به الإدخال اذا فيدخل في قوله من لقي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد فيقول المؤلف رحمه الله وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين والا يذكر احد من صحابة الرسول الا باحسن ذكر. والامساك عما شجر بينهم وانهم احق الناس ان يلتمس لهم احسن المخارج ويظن بهم احسن المذاهب هذا كلام منه رحمه الله على اعتقاد اهل السنة والجماعة في اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والكلام في هذه المسألة ينحصر في خمس مباحث كما عند الشارع المبحث الاول من هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟ قبل الكلام عليهم وما يجب تجاههم وجب اولا تصورهم وذكر ووجب ذكر حد جامع مانع لهم. ليخرج غيرهم ممن ليس منهم. من هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم احسنوا واصح تعريف للصحابي كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله هو ان الصحابي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ولو تخللت ردة بالاصح. ذكر هذا التعريف في نخبة الفكر. واشار الى انه اصح ما وقف عليه من التعاريف في كتابه الايصال في تمييز الصحابة الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام ولو تخللت ردة في الاصح النبي صلى الله عليه وسلم كل من اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم والتقى سواء رآه بعينه او لم يره لمانع كالعمى فيدخل في ذلك ابن ام مكتوم وغيره من الصحابة ممن كانوا لا يبصرون باعينهم لا يرون خلافا ذلك التعريف الشائع وهو ان الصحابي من رأى النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا التعريف فيه قصور غير جامع انه لا يدخل به من لم يرى النبي صلى الله عليه وسلم لعارض كالعمى. وذلك كعبد الله بن ام مكتوم. اذا من لقي هذه العبارة تشمل من رآه ومن لم يره وتشمل من جالسه ومن لم يجالسه وانما رآه رؤية من بعيد لكن لم يتيسر له الجلوس معه وتشمل هذه العبارة من غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومن لم يغزو معه وتشمل من سمع منه ومن لم يسمع منه وغير ذلك مما يدخل فيها فهي عبارة عامة من لقي النبي صلى الله عليه وسلم. كل من لقيه فانه يدخل في في هذا القيد الاول ويسمى عند المناطق جنسا. ثم الفصول الاتية للاخراج. اذا هذا اللفظ الاول من لقي النبي صلى الله عليه وسلم. اللفظ الثاني مؤمنا. الان هذه القيود للاخراج بعد ان ادخلنا كل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم في القيد الاول سيأتي من يخرج ومن يبقى مؤمنا خرج بقولهم مؤمنا من لقي النبي صلى الله عليه وسلم كافرا فانه ليس بصحابي. اذا فلا بد من شرط ايمان فمن لقيه كافرا مشركا غير مؤمن به ولا بنبي من الانبياء من قبله فانه ليس صحابيا. هذا الثاني مؤمنا القيد الثالث به مؤمنا به خرج بهذا القيد من لقيه مؤمنا بغيره. مؤمنا بموسى او بعيسى عليهما الصلاة والسلام من اليهود والنصر فإن هؤلاء ليسوا من الصحابة. فمن لقيه مؤمنا بغيره ليس صحابيا. يشترط ان يلقاه مؤمنا به هو وعليه الصلاة والسلام انه نبي مرسل. واختلف العلماء في سورة وهي من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به قبل بعثته وذلك كبحيرة الراهب الذي لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا بغيره قبل بعثته عليه الصلاة والسلام. هل يدخل هؤلاء في الصحابة ام لا؟ قولان للعلماء في هؤلاء اذن من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به اي بعد بعثته. فمن لقاه فمن لقيه وكان مؤمنا بموسى او بعيسى بعد بعثته عليه الصلاة والسلام فانه لا يعد من الصحابة طيب من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا بغيره ثم بعد ذلك اسلم ولم يتيسر له لقاء النبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى. فلا يعد من الصحابة الصحيح يشترط ان يكون وقت لقائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به فان كان مؤمنا بغيره ثم امن به بعد ذلك ولم يلقه مرة اخرى فليس صحابي مؤمنا به القيد الرابع ومات على الاسلام وهذا قيد لا بد منه فيخرج به من ارتد ممن امن برسول الله صلى الله عليه وسلم اذا خرج بهذا القيد عدد يسير ونفر قليل ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم وامن به ثم ارتد ومات على الكفر. وهم كما قلنا نزر يسير وعدد قليل. من عبدالله عبيد الله بن جحش وعبدالله بن خطل الذي قتل وهو متعلق باستار الكعبة وربيعة بن امية بن خلف. هؤلاء يرتد على الاسلام وماتوا على الكفر. اذا فليسوا من الصحابة. اذا يشترط ان يموت على الاسلام. اذا من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به لكنه ارتد ومات على الكفر. فلا تنفعه تلك الصحبة السابقة. لان انه ابطلها واحبطها بالردة بالكفر. فلا يعتبر صحابيا في الشرع لا في اللغة في الشرع. لا يعتبر صحابيا ولا يكون له فضل الصحبة اذ ابطل ذلك بالكفر ولا ينفع مع الكفر عمل صالح طيب هنا مسألة وهي من ارتد ثم رجع الى الإسلام ومات على الاسلام هل يعد من الصحابة الاصح نعم انه يعد من الصحابة من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ثم ارتد وقبيل موته رجع الى الاسلام ومات على الاسلام فانه يعد صحابيا ولا يشترط ان يلقى النبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى على الاصح. ولذا قال الحافظ في النخبة ولو تخللت ردة في الاصح. يعني ولو توسطت ردة بين لقائه لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمنا به وبين موته على الاسلام اذا توسط ذلك ردة فان ذلك لا يضر ولو تخللت ردة تخللت اي توسطته ردة. توسطت بين ماذا؟ بين اجتماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به وبين على الاسلام فان ذلك لا يضر اذا مات على الاسلام فله منقبة الصحبة. وهذا هو القول الاصح والدليل على ذلك العلماء اطباق المحدثين على عد الاشعث ابن قيس في الصحابة فاهل الحديث واهل التدوين اصحاب المسانيد واصحاب السنن وغير ذلك من المصنفات من مصنفات السنة اطبقوا على عد الاشعث ابن قيس في الصحابة وكان ممن ارتد ثم رجع الى الاسلام في خلافة ابي بكر رضي الله عنه فرجع الى الاسلام في خلافة ابي بكر ولم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك لان النبي صلى الله عليه وسلم كان قد مات حينئذ فهذا صحابي على الاصح اما من ارتد ورجع الى الاسلام ولقي النبي صلى الله عليه وسلم فهذا مؤمن فهذا صحابي بلا خلاف. لا يقال على الاصح. هذا صحابي بلا خلاف لما رجع الى الاسلام لقي النبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى. اذا فهذا ينطبق عليه انه اجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الاسلام. فهذا صحابي بلا خير وانما الخلاف كما قلت في من رجع الى الإسلام ولم يلقى النبي مرة اخرى والأصح انه معدود في الصحابة. فهذا التعريف الذي ذكرنا الآن هو من ادق واجمل التعاريف الصحابي كما ذكر الحافظ رحمه الله في كتابه الاصابة. وذكر هذا التعريف في الاصابة وفي متنه مختصر نخبة الفكر اذن هذا هو الصحابي فكل من وجدت فيه هذه القيود فانه يعد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد اشار المؤلف رحمه الله لهذا التعريف لما قال وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به والجواب عن قوله رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذا من باب اش؟ من باب الغالب. فالغالب في اصحاب رسول الله الذين اجتمعوا به انهم رأوه بابصارهم اذ العميان من الصحابة قلة. معدودون على رؤوس الاصابع. ولذا قال رأوا ولكنه اشترط الشرط الذي ذكرنا قال وامنوا به عليه الصلاة والسلام وقد خالف هذا الاصل المجمع عليه بين العلماء قديما بعض نابتة السوء ممن سبقت الاشارة اليهم من قبل. بعض نابتة السوء ممن تأثر بالرافضة زعم ان الصحابة هم كل من امن برسول الله قبل الحديبية وكل من امن بعد صلح الحديبية قال لا يعد من الصحابة. وهذا القول محدث وبدع من الكلام ولا يعتبر ولا يعتد به يعتبر شذوذا هذا القول اذن الصحابي من لقي نفس مؤمنا به ولو قبيل وفاة رسول الله بلحظة يعد من الصحابة. اما من فرق بين من اسلم قبل الحديبية وبين من اسلم بعد الحديبية فانه تفريق شاذ. لم يقل به احد من اهل العلم من اهل السنة. وهو قول وحدة ايضا قال به بعض المعاصرين المسمى بحسن المالكي المتأثر بالرافضة. اذا هذا المبحث الاول في اش؟ ذكر حقيقة او اه تعريف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. المبحث الثاني ما اشار اليه المؤلف بقوله وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به. وهو ان الصحابة هم خير الامة خير هذه الامة هم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجملة وعندما نقول في الجملة فالمقصود بذلك انهم في الجملة اي باعتبار مجموعهم هم افضل هذه الامة ولا مانع من ان يكون بعض افراد الامة ممن جاء بعدهم خيرا من بعض افراد الصحابة هذا قد يكون قد يحصل فيكون بعض افراد التابعين خيرا من بعض افراد الصحابة. لكن في الجملة اذا اردنا مقارنة قرن بقرن فخير القرون على الاطلاق هم قرن الصحابة اذا الصحابة هم خير هذه الامة. وقرنهم هو افضل واحسن القرون. والدليل على ذلك ايات في القرآن الكريم واحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ويليهم في الخيرية التابعون. ثم يليهم في خيرية تابعوهم القرون الثلاثة المفضلة مما يدل على ذلك من القرآن قول الله تعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنه خالدين فيها ابد ذلك الفوز العظيم. وقول الله تعالى محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفر فار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه الاية ومن تلكم الايات قول الله تعالى وما لكم الا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والارض. لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ثم قال وكلا وعد الله الحسنى فاثنى الله تعالى عليهم وزكاهم تبارك وتعالى والله تعالى لا يعدل لا يزكي ولا يثني الا على العدول من خلقه تبارك وتعالى. ومن الايات دالة ايضا على فضلهم قول ربنا تبارك وتعالى للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم وتبون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون. هؤلاء المهاجرون قال والذين تبوأ الدار وهم الأنصار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويوثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هملحون والذين جاءوا من بعدهم شنو المفروض في من جاؤوا من بعدهم من وتابعيهم الى ان تقوم الساعة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رحيم. خلافا للرافضة او النواصب الذين جاءوا من بعدهم يسبونهم ويشتمونهم ويلعنونهم اما اهل الايمان فانهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان. هذه بعض النصوص الواردة في فضل الصحابة من القرآن واما من السنة فالاحاديث كثيرة. منها قول النبي صلى الله عليه وسلم وقد اشار اليه المصنف في كلامه. قال خير الناس قرني. ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. وفي الصحيحين ايضا واللفظ للبخاري من حديث عمران بن حسين قال عليه الصلاة والسلام خير امتي قرني ثم الذين يلونهم قال عمران فلا ادري اذكر بعد قرنه مرتين او ثلاثا اذن القصد انه صلى الله عليه وسلم زكى قرن الصحابة وكذلك من جاء بعدهم من عصر التابعين وتابعيهم قال خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. خير امة قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم هكذا ورد في الصحيحين. ورواية خير القرون قرني لا تصح ضعيفة وقد اشار المؤلف الى هذا لما قال وان خير القرون القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن قيل هو الجيل. القرن هو الجيل وقيل القرن هو الزمان الواحد وقيل اهل مئة عام المئة عام تسمى قرنا اذا فمن عاش في مئة عام يدخل في القرن وهذا التعريف مرجوح والراجح ان القرن هم الجيل او ان القرن هو الزمان الواحد. فالصحابة يعد زمانهم قرنا. والتابعون الذين رأوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. كل من لقي من الصحابة يعد من التابعين. ومن لقي من لقي الصحابة؟ يعني من لم يلقى الصحابة وانما لقي التابعين فانه يعد من اتباع التابعين وهكذا. اذا فالامر ليس مضبوطا بالسنوات بمائة وسبعين وتسعين وانما القرن الجيل على المختار من اقوال العلماء. اذا من الاحاديث التي وردت في فضل الصحابة ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا اصحابي فلو ان احدكم انفى مثل احد ذهب ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه. بمعنى ان الله تعالى فضلهم وميزهم على غيرهم لو ان احدا انفق من غيرهم انفق مثل جبل احد من الذهب ما بلغ ما ينفقه الصحابي من مودين او نصف مت اي ان انفاق الصحابي مدا او نصف مد في سبيل الله تعالى خير من ان ينفق من جاء بعدهم جاب مثل احد ذهب لما خصهم الله تعالى به ولما تميزوا به على غيرهم من نصرتهم لرسول الله النبي صلى الله عليه وسلم تعزيره فدائه باموالهم وانفسهم واهليهم لما لهم من المواقف عظيمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لهم ما لم يكن لغيرهم. ومن الاحاديث الواردة في فضل الصحابة قول النبي صلى الله عليه وسلم النجوم امانة للسماء. فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد. وانا قال عليه الصلاة والسلام وانا امنة لاصحابي فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واصحابي امنة لامتي فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون. فدل ذلك على على فضلهم لأنه قال فإذا ذهب اصحابي اتى امتي ما يوعدون لما لهم من المزية والفضل اذا هذا هو المبحث الثاني وفيه بيان بعض ما جاء في فضل الصحابة وما جاء من ثناء الله تبارك وتعالى عليهم وتعديلهم منه او من رسوله صلى الله عليه وسلم. وكذلك ما جاء من الثناء على التابعين وتابعيهم. على القرون الثلاثة الخيرية المفضلة وتلكم القرون الثلاثة قرن الصحابة والتابعين وتابعيهم اه هذه القرون الثلاثة هي المقصودة والمرادة عند قولنا اتباع السلف الصالح. اذا قلنا اتباع السلف فالمقصود بالسلف عرفا في اصطلاح اهل العقائد والمنهج المراد بهم خصوص الصحابة والتابعين وتابعيه. والمراد بذلك ما اجمعوا عليه او كانوا عليه عملا في الجملة فكل ما اتفقوا عليه واجمعوا عليه سواء اكان الاجماع نطقيا او اكان الاجماع عمليا وهو ما يسمى عند الاصول بالاجماع السكوت ما جرى عملهم به يلزم من جاء بعدهم ان يتبعوهم فيه لان هذه القرون كما رأيتم هي خير القرون ولان الله تعالى عدل اصحابها ومدحهم وزكاهم واثنى عليهم في كل شيء في عقولهم في افهامهم في دينهم في زهدهم وورعهم في تقواهم لله رب العالمين. فلذلك كان فهمهم للشرع للكتاب والسنة مقدما على فهم غيرهم خصوصا ما اجمعوا عليه فان اجماع هذه الامة حجة خصوصا في العصور التي كان الاجماع فيها متأتيا ممكنا. وتلكم العصور هي العصور الاولى. العصور السابقة المتقدمة الاجماع فيها كان ممكن وذلك لان الصحابة كانوا معلومين وكانوا معدودين. فالاجماع في ذلك الزمن كان امرا ممكنا ولا يجدون ادنى حرج في ان يتكلموا فيهم والكلام فيهم محرم كالكلام في عامة المؤمنين المسلمين. دون اي فائدة ولا مصلحة ولا حاجة لذلك اذا فهؤلاء احذروهم هم اهل زيغ واهل ضلال كان امرا متأتيا ولا يمكن ان ينكره احد. ولذا قال بعض اهل العلم كالامام احمد مشيرا لهذا المعنى وقال هذا غير من اهل العلم بانه لا يعتد باجماع من جاء بعد الصحابة. لماذا؟ قال لانه لا يدرى بعد ذلك المخالف الى الموافق وذلك لتفرق المسلمين في اقطار الدنيا شرقها وغربها شمالها وجنوبها. اما في عصر الصحابة فالاجماع ويتأتى الاطلاع عليه بسهولة انهم قد اجمعوا الصحابة منهم من كان بالكوفة ومنهم من كان بالبصرة ومنهم من كان بارض منهم من كان بالشام فاماكنهم معلومة معروفة فاذا اجمعوا على امر يتأتى يتأتى ذلك واما فيمن جاء بعدهم فالحكم بالاجماع ليس مقطوعا به وانما هو بغلبة الظن يغلب على الظن ان هذه المسألة قد وقع عليه اجماع اي انه لم يعلم فيها مخالف واما في عصر الصحابة فيقطع ويجزم بذلك واذا الامام احمد قال مقولته المشهورة من ادعى الاجماع فقد كذب بعض الصحابة قال وما يدريهم ان فلانا قد خالف؟ اذا القصد ارجعوا لمقصودي وهو ان هذه القرون الثلاثة المفضلة هي ما يسمى عند اهل العلم عند اهل السنة بالسلف الصالح. فاذا قيل بوجوب اتباع السلف او وجوب التقيد بفهم بفهم السلف لنصوص القرآن والسنة فالمراد بذلك فهم اهل العلم في هذه القرون او فهم اصحاب هذه القرون لما لهم من الخصائص والمميزات والفضائل. قل زد على ذلك ان اجماعهم يكون حجة بلا شك اذا كان اجماع من بعدهم حجة فكيف باجماعهم هو اولى بالحجية لما سبق لعدم تفرقهم وتشتتهم كما هو حال من جاء بعدهم من علماء المسلمين فقد تفرقوا حقا كبيرا اقصد تفرقوا في الدنيا تفرقا كثيرا بحيث آآ يصعب ويتعسر الجزم باتفاق جميع علماء عصر من العصور اذا فهؤلاء هم السلف اتباعهم لما لهم من الخصائص امر متأتم. قلت ويدخل في ذلك ما جرى عملهم به فقد جرى عمله مثلا مع نصوص الصفات نصوص الأسماء والصفات جرى عملهم على كيفية معينة انهم كانوا يمرون كما جاءت مع اثبات معناها ومقتضاها هذا مما اجمعوا عليه ايضا جرى عملهم في باب الايمان على انهم لا يكفرون بالكبيرة ويرون الايمان يزيد وينقص وفي باب القدر وهكذا اذن هذا هو فالمبحث الثاني المبحث الثالث فيه الكلام على الخلفاء الراشدين قد عرفنا فيما سبق ان الصحابة في الجملة هم افضل هذه الامة. لكن الصحابة انفسهم يتفاوتون في الفضل. هم فضل هذه الامة هذا امر تقرر. طيب الصحابة انفسهم هل هم جميعا باعتبار افرادهم في مرتبة واحدة او يتفاوتون في الفضل يتفاوتون في الفضل بلا شك فافضل الصحابة على الاطلاق الخلفاء الراشدون الاربعة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. ثم يليهم الستة المكملون العشرة وهكذا كل من الصحابة افرادا او مجموعات لهم بعض الخصائص وبعض المناقب التي خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بها. اذا فالصحابة هم افضل هذه الامة. ثم هم متفاوتون في الفضل فافضل الصحابة الخلفاء الراشدون الاربعة. والخلفاء الراشدون ايضا متفاوتون في الفضل في الفضل عند اهل السنة كترتيبهم في الخلافة. فافضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين وقد جاءت آآ في ذلك نصوص اه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها الاشارة والايماء لهذا الترتيب ان افضلهم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم اجمعين. اذا فترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. ومما على هذا الترتيب من النصوص والنصوص المومئة المشيرة لهذا المعنى كثيرة لكن من النصوص الصريحة التي تدل على هذا المعنى ما جاء في صحيح البخاري من حديث محمد بن الحنفي محمد بن الحنفية هذا محمد بن علي بن ابي طالب امه كان معروفا بالنسبة الى امه وهو ابن امير المؤمنين علي رضي الله تعالى عنه قال محمد بن الحنفية بن علي بن ابي طالب قلت لابي اي علي اي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابو بكر ده علي رضي الله عنه يقول قال ابو بكر قلت ثم من؟ قال عمر قال محمد وخشيت ان يقول عثمان. قلت ثم انت؟ قال ما انا الا رجل من المسلمين. رضي الله تعالى عنه وارضاه ولا شك ان اهل الخير واهل الفضل لا يدعون لانفسهم الفضل والخير وانما يرون انفسهم مقصرين يرون انفسهم مفرطين وهذه علامة على صلاحهم وعلامة على زهدهم. لو سئل ابو بكر لقال خير الامة عمر او غيره من الصحابة. وسئل عمر لا اشار الى غيره هكذا اه الصالحون عموما اولياء الله تعالى واصفياؤه من خلقه هذا حالهم انهم لا يدعون لانفسهم الكمال والخيرية والفضل وانما يرون انفسهم مقصرين وقد وقع هذا اه عند سكرات الموت قال اه معنى هذا الكلام ابو بكر وقاله عمر وغيرهما من اولياء الله تعالى واصفيائه من خلقه. ومما يدل على هذا ايضا ما رواه الامام احمد في مسنده بسنده الى الشعبي رضي الله تعالى عنه. قال الامام الشعبي حدثني ابو جحيفة ابو جحيفة هذا كان يسميه علي ابن ابي طالب وهب الخير كان يسميه وهب الخير قال قال لي علي ابو جحيفة يقول قال لي علي ابن ابي طالب يا ابا جحيفة الا اخبرك بافضل هذه الامة بعد نبيها قال قلت بلى قال ولم اكن ابو جحيفة يتحدث قال ولم اكن ارى ان احدا افضل منه. كنت اعتقد انا ان عليا هو افضل الصحابة قال فقال اعلي رضي الله عنه له افضل هذه الامة بعد نبيها ابو بكر وبعد ابي بكر عمر وبعدهما اخر ثالث ولم يسمه. قال وبعدهما شخص ثالث قال ابو جحيفة ولم يذكر اسمه وفي صحيح البخاري عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما انه قال كنا نخير وهذا يعد بمثابة الاجماع منهم في زمن الصحابة. كنا اي اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير ابا بكر ثم عمر ثم عثمان بن عفان. اذا ففي كان هذا الترتيب معلوما عندهم اذا ففضلهم في ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة. لكن اشير هنا الى مسألة لتعلموها من باب المعرفة والعلم اعلموا ان ابا بكر افضل الامة باجماع اهل السنة ثم يليه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ثم يليه عثمان وهذا الامر عند جمهور اهل السنة اذا انتبهوا ابو بكر هو الافضل بالاجماع ثم يليه عمر بالاجماع ثم في المرتبة ثالثة هل علي هذا في الفضل ماشي في الخلافة في الخلافة لا اشكال ان عثمان قبل علي في الخلافة لكن في الفضل هل في المرتبة الثالثة عثمان او علي وقع خلاف بين اهل السنة فجمهور اهل السنة على ان عثمان افضل من علي رضي الله عنه. وبعض اهل السنة ذهب الى ان عليا افضل من عثمان والخلاف في الترتيب بين عثمان وعلي خلاف سني خلاف معتبر لا اشكال فيه. فبعض اهل السنة يفضل عليا على عثمان وبعض اهل السنة يفضل عثمان على علي. ولكن اجمعوا على ان افضل الامة لكن العدالة لا تستلزم العصمة وهذا امر يجمع عليه العقلاء فضلا عن العلماء. لاحظ خلينا من الصحابة في زمن التابعين عندما يقولون سعيد بن جبير ثقة عدل فهل معنى ذلك انه معصوم ابو بكر ثم عمر لكن من الافضل عثمان او علي؟ قلت جمهور اهل السنة على تقديم عثمان وان ترتيبهم. في الفضل كترتيبهم في خلافتهم ثم يليه علي وقيل العكس والخلاف في هذا لا يضر. فكما قال ربنا وكلا وعد الله الحسنى. لكن ترتيبهم في الخلافة معلوم معروف هو الذي وقع. فبعد عمر تولى الخلافة عثمان وسنتحدث ان شاء الله تعالى عن صفة تولية الخلافة. بعد هذا الكلام ستأتي صفة تولية الخلافة ان ابا بكر تولى الخلافة قيل بالنص قال بعض اهل السنة تولاها بالنص لكن ليس نصا صريحا اجمعوا على انه لم يوجد نص صريح في تولية ابي بكر. لكن تولاها عند بعض السنة بالنص غير الصريح يعني بالاشارة. وقال بعض اهل العلم تولى الخلافة ابو بكر تولية اهل الحل والعقد له واما عمر فتولى الخلافة بالعهد من ابي بكر له وعثمان رضي الله تعالى عنه اه تولاها بالمشورة. فقد ترك عمر رضي الله عنه المشورة بين ستة من الصحابة. واختير منهم عثمان رضي الله تعالى عنه سيأتي الكلام على هذا بعد باذن الله. اذا توليتهم الخلافة امر ثبت بطريق صحيح بطريق شرعي عمر ابو بكر قيل بالنص وقيل اهل الحل والعقد وهو الذي عليه جمهور اهل السنة. وعمر رضي الله عنه بالعهد عهد ابو بكر الى عمر ان يكون خليفة من بعده وعثمان رضي الله عنه بالمشورة فقد ترك عمر الامر شورى اه لستة من الصحابة وكل هذه الطرق طرق شرعية تثبت بها الخلافة والولاية وسيأتي هذا ان شاء الله هذا المبحث بعد هذا بإذن الله اذن افضل الصحابة من؟ الخلفاء الراشدون المهديون والدليل على ان الخلفاء الراشدين المهديين هم الاربعة لاحظ النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث العرباد المعروف قال صلى الله عليه وسلم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي هكذا قال ما الدليل على ان الخلافة الراشدة محصورة في هؤلاء الاربعة الدليل على هذا ما رواه ابو داوود وغيره والحديث في الصحيحة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم فيؤتي الله الملك او ملكه من يشاء. قال خلافة النبوة ثلاثون سنة. وهؤلاء الاربعة كانت خلافتهم ثلاثين سنة قال ثم بعد ذلك يؤتي الله الملك او يؤتي ملكه من يشاء. فدل ذلك على ان الخلافة الراشدة المهدية التي مدحها النبي وزكاها محصورة في هؤلاء الذين امضوا بمجموعهم ثلاثين سنة في الخلافة المبحث الرابع الصحابة رضي الله عنهم هل هم عدول او انه ينذر في احوالهم فمنهم العدول ومنهم غير العدول. الجواب اجمع اهل السنة وقد حكى الاجماع غير واحد من العلماء اتفق اهل السنة على ان الصحابة كلهم عدول مرضيون لما لهم من الفضائل التي سبقت اذا الصحابة كلهم عدول ومعنى العدالة كما لا يخفى هي ملكة تحمل صاحبها على ملازمة التقوى والمروءة. هذه الملكة كانت للصحابة كلهم اجمعين في الجملة اذا الصحابة باجماع اهل السنة الصحابة كلهم عدول مرضيون. ولذلك اهل السنة من المصنفين من اهل الحديث اذا كان الراوي من الصحابة لا يتحدثون عنه تجريحا وتعديلا. يكتفون بقولهم فلان صحابي. اذا ارادوا الكلام على حديث اذا ارادوا الكلام على سنده ليبينوا صحته من ضعفه. يقولون هذا الحديث راويه عمر صحابي وينتقلون لمن بعده يكتفون بقولهم صحابي انتهى بمعنى ان الصحابة الصحابة اناس مفروغ من عدالتهم لا يحتاج الى تزكية احد او تجريح احد لهم. لكن من بعدهم يقولون وفلان سعيد بن جبير في من التابعين وثقه فلان وفلان وفلان ثقة ولا غير ثقة لكن الصحابة يقولوا فلان صحابي انتهى الامر بدأ زكاه الله وعدله من فوق سبع سماوات وكذلك زكاهم النبي عليه الصلاة والسلام فهم عدول في الجملة فلا يحتاجون الى توثيق ولا الى تعديل احد لكن هل معنى عدالتهم عصمتهم من الخطأ؟ الجواب لا لا يلزم من كونهم عدولا في الجملة انهم معصومون نحن لا نعتقد عصمة الصحابة. نعتقد ان كل احد بعد رسول الله يؤخذ من قوله ويرد. وان كل احد بعد رسول غيرها باكمل الخصال كذاك في التوراة والانجيل صفاتهم معلومة معلومة التنزيل كما قال الله تعالى في الاية التي سردنا ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطأه فازره ثم قال يصيب ويخطئ. فالصحابة ليسوا معصومين من الخطأ ليسوا معصومين من الغلق يصيبون ويخطئون. لكنهم ان اخطأوا يخطئون عن عن اجتهاد. فالمخطئ منهم مأجور والمصيب المخطئ له اجر واحد والمصيب له اجرا اذا القصد انهم من حيث عدالتهم هم عدول لا اشكال في هذا الامام مالك ثقة العدل معنى ذلك انه معصوم؟ لا ابدا. لم يقل بذلك احد وانما المقصود ان له ملكة تحمله على التقوى التقوى والمروءة في الغالب ولا يلزم من ذلك الا يصدر منه المعصية والا يصدر منه الخطأ. لكن الصحابة لهم ميزة على غيرهم وهياش انهم ولو صدر منهم الغلط والخطأ خطأ فلهم مناقب ولهم فضائل ولهم مميزات على غيرهم يغلب على الظن تكفير سيئاتهم بتلك المناقب فغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدوا معه المشاهد وفعلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ما فعلوا من النصرة والتعزير والفداء. وزكاهم الله تعالى وعدلهم ومدحهم. ولذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم حاطب بن ابي بلتعة لما فعل ما فعل من مما صورته الغدر والخيانة برسول الله صلى الله عليه وسلم دابا ارسل كتابا مع امرأة الى المشركين يخبرهم ان النبي صلى الله عليه وسلم يريد ان يغزوهم وما فعل ذلك كفرا ولا نفاقا وانما فعل ذلك لحاجة له كانت عند بريكين لما كشف امره ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ للصحابة عن حاطب وقد فعل ما فعل اخطأ ليس معصوما قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة بعد ان هم بعضهم بقتله او ضرب عنقه قال ان حاطبا من اهل بدر وان الله قد اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فالقصد ان لهم سوابق في الخير والفضل تلك السوابق يكفر بها عن سيئاتهم وما صدر منهم من ذنب سواء اكان صغيرا او كبيرا هم غير معصومين من الذنوب كلها لكنهم اش؟ عدول في الجملة ولا يلزم من عدالة الرجل ان لا يخطئ فقد يخطئ وقد لكن كما قلنا خطأهم يغفر لهم بسابق ما لهم من الخيرات ومن ينتبه الى مسألة مهمة المرويات والاثار التي تروى في ذكر مثالب الصحابة في التنقيص من الصحابة اكثرها واغلبها موضوع مكذوب لا اصل له اكثر المرويات التي تروى في ذكر مثالب الصحابة لا تصح لا اصل لها مكذوبة وموضوعة خصوصا ما يذكر في كتب الادب ونحوها من مثالب معاوية رضي الله عنه وغيره من الصحابة. كل ذلك لا اصل له موضوع مكذوب وما صح يوجد ما يصح لا ننكر ذلك نقول نجلس بمعصومين لكن اكثر ما يروى يجب التثبت منه قبل الحكم فهو مكذوب عليهم من وضع الزنادقة او من وضع الرافضة وغيرهم وما صح من ذلك فهم بين من وقع منه خطأ وتاب منه قد وقع هذا لكثير من الصحابة صدر منهم ما صدر واعترفوا بذلك وتابوا الى الله منه وبين من له سوابق كفر بها بسببها عما وقع منه ومنهم من ابتلي ببلاء كفر الله تعالى به ما وقع منه من الخطأ ورفع به درجته. فالمقصود كما قلنا هم عدول في الجملة ووقفت مع هذه النقطة لان كثيرا من العقلانيين او المتأثرين بالرافضة يقفون مع هذه العبارة وينتقدون اهل العلم ويسبونهم ويلعنونهم بانهم متحجرون وانهم متعصبون للصحابة ويتهمونهم بالعصمة والصحابة بشر مثلنا مثلهم فيريدون بهذا بهذه المقدمات ونحوها ان يشككوا الناس في هذا الأصل المجمع عليه وهو عدالة الصحابة. نحن لا نقول انهم معصومون نقول يصيبون ويخطئون لكن هم في الجملة عدول. اذا اخبروك بالخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانك لا تحتاج ان تبحث في احوالهم وفي عدالتهم ولذلك مما اتفق عليه المحدثون اش يقولون في هذا في مصطلح الحديث؟ يقولون جهالة الصحابة لا تضر اذا روي لك حديث وكان الصحابي مبهما لم يذكر اسمه تابعي من التابعين قال حدثني بعض اصحاب رسول الله ما سماش تابعي من التابعين قال سمعت احد اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا ابهام فيقولون جهالة الصحابة لا تضر اذا كان الراوي مبهما وكان صحابيا فان ابهام الصحابة الحديث صحيح ثابت لا يضرنا شكون هداك الصحابي ابو بكر وعمر معاوية لا يضر لماذا؟ لان الصحابة كلهم عودوا اليك يقولون جهالة الصحابة لا تضر ابهام الصحابي في الحديث لا يضر الحديث الابهام اذا كان لغير الصحابة هذا يجعل الحديث متوقفا فيه اذا كان الابهام لغير الصحابة للتابعين تابعيهم كذا نتوقف في الحديث ونبحث عن الراوي المبهم فإذا لم نجده نتوقف فيه فالتابعي قد يكون ثقة وقد يكون غير ثقة لكن الصحابة لا تضر جهالتهم اذن القصد قلت هم عدول في الجملة وليسوا بمعصومين من الخطأ وما يروى عنهم يجب التثبت منه فاكثر الاثار المروية في بذكر مثالبهم اثار لا تصح مكذوبة عليهم. خصوصا ما يروى في قضية اه النزاع بين علي ومعاوية وتحكيمي الصحابة ابي موسى الاشعري وعبد الله بن عباس سورة وصيفة المحاكمة التي وقعت بين طائفتين اكثر ما يروى فيها مكذوب. موضوع لا اصل له وتروى في ذلك روايات لا تليق بمقام المؤمنين فضلا عن الصحابة يروى فيها سب وشتم وكلام قبيح خبيث لا يليق بعامة المسلمين فضلا عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان ابا موسى قال لعبدالله بن عباس كذا قال له كذا مما اه هو قبيح جدا تأباه اه الفطر السليمة ان يقوله احد من اصحاب رسوله كل ذلك مكذوب الموضوع من وضع الزنادقة او الرافضة او من شاك لهم وانما القصة الثابتة الصحيحة في ذلك وقد وقعت قضية آآ التحكيم وهي قضية صحيحة وليس فيها شيء مما ينتقص من قدر الصحابة فكل كان مجتهدا من كان مع معاوية كان يراه مصيبا ومن كان مع علي بن ابي طالب كان يراه واهل اهواء قال والا يذكر احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الا باحسن ذكر. والامساك عما شجر بينهم الكف الكف الألسنة يقصد الإمساك امساك الألسنة عما شجر بينهم اي عما نشأ بينهم مما اختلفوا فيه وانهم احق الناس مصيبا ونحن نعتقد ان المحق منهما واحد. وهو علي ومن معه وان وانهم جميعا اجتهدوا في موافقة الحق وبلوغه والوصول اليه. فالمصيب منهم له اجران المخطئ له اجر واحد فهم بين الاجر والاجرين. وتلك فتنة سلمت منها سيوفنا فلتسلم منها السنتنا. وقد اشار الى هذا مؤلف رحمه الله بعد هذا الكلام المبحث الخامس ما هو الواجب علينا تجاه اصحاب رسول الله الواجب علينا تجاه اصحاب رسول الله محبتهم وتوليهم ومودتهم. يجب على كل مسلم ان يحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يتولاهم وان يودهم ولكن مع محبتنا لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوليهم لا نغلو فيهم لا نفرط في حب احد منهم كما يفعل الرافضة. ولا نجفوا احدا منهم كما يفعل النواصب نحبهم مع اعتقادنا انهم يصيبون وويخطئون لكن لهم في قلوبنا مكانة اولا نحبهم لانهم مؤمنون والواجب على المسلم ان يحب المؤمنين لله تبارك وتعالى لكن محبتهم اعلى من محبة سائر المؤمنين لانهم اصحاب رسول الله اختارهم الله لصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. ولا شك ان الله تعالى لن يختار لصحبة نبيه حبيبه وخليله محمد عليه الصلاة والسلام من لا يليق بذلك المقام لن يختار الا افضل الامة لن يصطفي الا احسن الأمة ومن احسن ما قيل في هذا قول بعض العلماء ان قول الرافضة شر من قول اليهود والنصارى فاليهود سئلوا عن افضل امة موسى فقالوا افضل امتنا اصحاب موسى والنصارى سئلوا وقالوا افضل امتنا اصحاب عيسى والرافضة سئلوا عن شر الامة فقالوا اصحاب رسول الله صلى الله عليه اسلم هكذا قالوا اذا فالصحابة يجب علينا محبتهم لكن مع عدم غلو ولا جفاء نحن ولله الحمد متوسطون معتدلون في هذا قال الامام الطاعاوي رحمه الله ونحب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط يعني لا نغلو في حب احد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولا نذكرهم الا بالجميل. وحبهم دين وايمان واحسان نحن نتقرب الى الله بمحبة الصحابة. وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. هكذا نعتقد في اصحاب رسول لا هي صلى الله عليه واله وسلم وهذا هو المبحث الخامس في كلامه رحمه الله اذا نقف مع كلامه ونختم باذن الله يقول المؤلف ان خير القرون وقد ذكرنا المراد بالقرن الجيل او اهل الزمان الواحد القرن الذين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وامنوا به. من هو هؤلاء؟ الصحابة قال ثم الذين يلونهم يتبعونه وهم التابعون ثم الذين يلونهم تابعوا التابعين فذكر ثلاثة قرون اشارة للحديث السابق وهم السلف الذي يجب اتباعه. ثم قال المؤلف وافضل الصحابة الخلفاء الراشدون المهديون ابو بكر الى اخره. دل ذلك على ان الصحابة متفاوتون في في الفضل وليسوا على درجة واحدة ثم قال والا يذكر احد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم الا باحسن ذكر لا يجوز ان يذكر احد من اصحاب رسول الله الا باحسن ذكر تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون. اذا لماذا يذكر بعض الناس اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم باسوء الاخبار. تلك امة قد خلت لها ما كسبت. فان كنت ذاكرا اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت ورعا تخاف على نفسك من ان تقول قولا لا علم لك به. فان كنت من اهل الوراء حقا فلا تذكر الصحابة الا بخير. وامسك وكف عما وقع من النزاع وما نشأ بينهم من الخلاف. تلك امة قد خلت اما من ليس في قلبه شيء من الورع فانه لا يجد ادنى حرج ان يتكلم في اعيان الصحابة وان يسبهم وكأنه كان حاضرا معهم. وكانه يعلم ما في قلوبهم من ارادة الشر او من النفاق او نحو ذلك فهؤلاء ليسوا من ابي وراء لاحظوا عقلا عقلا الى الانسان بغى يخرج يخرج راسو من الاثم قطعا واراد السلامة من الذنب ما الافضل له ان يذكر محاسنهم ولا ان يبحث عن اخطائهم ان يذكر محاسنهم ذاك الصحابي له منقبة فعل مع النبي صلى الله عليه وسلم كذا ونصر وقت كذا وقال كذا وليكف وليغض طرف عن مساوئهم ان كانت لهم ان صحت عنهم فانك ان ذكرت تلك الاخطاء وتلك المثالب ان لم تؤجر فلن تؤجر ان لم تؤجر فلا اجر لك. لكن ان ذكرت محاسنهم تكن من المأجورين فما بال هؤلاء الناس يبحثون عن المثالب فيذكرونها ويتشفون في اصحاب ويسخرون ويتهكمون ويستهزئون ان يلتمس لهم احسن المخارج. وان يظن بهم احسن المذاهب. احق الناس ان نلتمس لهم المعاذير. وان نبحث لفعل مع المخارج هم الصحابة الا كانوا عامة المسلمين خاصنا نلتمسو ليهم المعادر ونحسنو بيهم الظن فما بالك بأصحاب اليسوا احق الناس بأن يبحث لهم عن المخارج وان تلتمس لهم المعادن وان يحسن بهم الظن. ولذلك عقيدة اهل السنة في الصحابة مبنية على الكتاب والسنة وعلى امر الثالث وهو اش حسن الظن تبيتو على الكتاب والسنة وعلى احسان الظن نحسن الظن بالصحابة وسرائرهم الى الله. الله تعالى ما كلفنا بالتنقيب عن الباطل. سرائرهم الى الله امرهم الى الله تبارك وتعالى. لكن نحسن بهم الظن فيما وقع. فنقول هؤلاء اجتهدوا. معاوية معه اجتهدوا ارادوا خيرا. واجتهدوا واخطأوا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اذا حكم الحاكم اجتهد فاصاب فله اجران وان اجتهد فاخطأ فله اجر واحد فهذا من باب التماس المعادن واحسان الظن قال ويظن بهم احسن المذاهب وقد اشار الى هذه العقيدة نفسها اه الامام الطحاوي رحمه الله فقال وان العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة نشهد لهم بالجنة على ما شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قوله الحق. وهم ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير. وسعد وسعيد عبدالرحمن بن عوف وابو عبيدة بن الجراح ثم قال ومن احسن القول في اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وازواجه الطاهرة من كل دنس وذريته المقدسين من كل رجز فقد برئ من النفاق ومن احسن القول في اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه الطاهرات من كل دنس رد على الرافضة اذ يتهمون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بالفاحشة والعياذ بالله وازواجه الطاهرات من كل دنس وذريته المقدسين من كل رجس من احسن ما جوابه فقد برئ من النفاق ثم قال وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من اللاحقين اهل الخير والاثر واهل اه الفكر والنظر لا يذكرون الا بالجميل. ومن ذكر وهم بسوء فهو على غير السبيل واليه الى هذا ايضا اشار حافظ الحكم رحمه الله في سلم الوصول قال بعد ان تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده الخليفة شفيق نعم نقيب الامة الصديق ذاك رفيق المصطفى في الغاري شيخ المهاجرين والانصار وهو الذي بنفسه تولى جهاد من؟ عن الهدى تولى بعد ان ذكر الخلفاء الاربعة قال فالستة المكملون العشرة وسائر الصحب الكرام البررة واهل بيت المصطفى الاطهار وتابعوه السادة الاخيار. فكلهم في محكم القرآن اثنى عليهم خالق الاكوان في الفتح والحديد والقتال بعد ذلك تمسك واجب عما جرى بين هموم فعل ما قد قدر فكلهم مجتهد مثاب وخطأ وهم يغفره الوهاب. اذا هذا ما تعلق بهذه المسألة بمسألة الصحابة. ثم بعد ذلك ان شاء الله يأتي الكلام على قوله رحمه الله والطاعة لائمة المسلمين من ولاة امورهم وعلمائهم واتباع السلف الصالح واقتفاء اثارهم والاستغفار لهم وترك والجلال في الدين وترك ما احدثه المحدثون والله تعالى اعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين