الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ففي الحديث الحادي عشر الاحاديث الاربعين النووية قال مصنف رحمه الله فيما نقل عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك الترمذي دع ما يريبك الى ما لا يريبك فان صدق طمأنينة والكذب ريبة هذا الحديث فيه في جملة من الفوائد اولا الحديث يمثل الطريق الذي به يخرج الانسان من المشتبهات ما تقدم في الشرح ففي الحديث من الفوائد بيان الطريق الذي يحقق به الورع فان الورع دائر على هذه الكلمة الموجزة المختصرة دع ما يريبك الى ما لا يريبك وذلك تحقيقا لما جاء في الترمذي وغيره من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس من فوائد الحديث ايضا ان ترك الريبة يفضي الى الطمأنينة فان النبي صلى الله عليه وسلم قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك فاذا ترك الانسان ما يريبه ما لا يطمئن اليه ما هو موضع تهمة ما هو موضع اشكال فانه يوصله الى الطمأنينة السكن والانخلاع من الاضطراب وفي الحديث من الفوائد ان المشتبهات تفظي الى الشكوك والى الاضطراب حتى لا يقر الانسان على ويبقى في اضطراب قلق وفي الحديث من الفوائد بيان فضيلة الصدق وما يعقبه وينتج عنه والصدق هنا يشمل الصدق في القول الصدق في العمل حيث قال فان الصدق طمأنينة وفيه من الفوائد ايضا بيان شؤم الكذب وان الكذب في القول او في العمل يفضي الى الريبة التهمة الى الاضطراب الى عدم القرار الى عدم السكن وفيه ان الصدق يقابل الكذب كما الطمأنينة تقابل الريبة وفيه ان التزام الشرع والقيام به مما يثمر السكون والطمأنينة والانشراح فان سلوك في ان سلوك الصراط المستقيم يوصل الى الانشراح الذي ذكره الله تعالى في قوله فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء هذي بعض ابرز ما في هذا الحديث من الفوائد وقد يقف الانسان بالتأمل على اكثر من ذلك والله تعالى اعلم