بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية وفي عرفة القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل انيته عدد نجوم السماء طوله شهر وعرضه شهر. من شرب من يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا والصراط هذا هذا فيه اثبات الحوض في عرصات القيامة قولوا في عصرة القيامة يعني في ارض المحشر الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم والحوظ بشر الله عز وجل رسوله به في قوله جل وعلا انا اعطيناك الكوثر فالكوثر هو ما من الله تعالى به على رسوله من الخير الكثير الذي يشمل كل فضيلة ونعمة اتاه الله تعالى اياها في الدنيا او في الاخرة ومن ذلك حوضه الذي بشر به صحابته وبشر به الامة وقد اجمع اه نعم وجاء في اثبات الحوض احاديث متواترة على النبي صلى الله عليه وسلم فثبوت الحوض متواتر على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اجمع على ذلك سلف الامة فان الاجماع هنا عقد على ان للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حوضا في ارض المحشر خاص بامته يقول رحمه الله في وصف هذا الحوض يقول ماؤه اشد بياضا من اللبن واحلى من العسل الية عدد نجوم السماء طوله شهر وعرضه شهر ومن يشرب منه شربة لا يظمأ بعدها ابدا هذه الاوصاف جاءت في الصحيح في البخاري حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه وكذلك في مسلم من حديث ثوبان وحديث ابي ذر وكلها تصف حوض النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الاوصاف التي تدل على عظيم الاجر والثواب هذا الماء وهذا الحوض الذي يرده اهل الايمان احوج ما يكونون الى من يطفئ ظمأهم فانهم يريدون عليه بعد دنو الشمس وتلك الاهوال العظيمة التي تقدم ذكر شيء منها وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في بيان عظيم حوضه انه مسيرة شهر من حيث المسافة حوضي مسيرة شهر واما من حيث الاوصاف سماؤه ابيض من اللبن وريحه اطيب من المسك وكيزانه عدد نجوم السماء من شرب منه فلا يظمأ ابدا وجاء في مسلم من حديث ثوبان وابي ذر وصفه بانه احلى من العسل في رواية ابي ذر عند مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم طوله مثل عرضه وهذا يدل على اتساعه وقد تكلم بعض اهل العلم في مسألة هل الحوض دائري او مربع وعندي ان هذا لا طائر تحتها وان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال طوره مثل عرضه اراد بيان سعة هذا الحوض وانه لا يضيق بالوالدين عليه على كثرتهم فان هذه الامة اكثر الامم والنبي صلى الله عليه وسلم اكثر الانبياء تابعا ومع هذا لا يضيق هذا الحوض عن من صدقه واستمسك بهديه فقول النبي صلى الله عليه وسلم طوله مثل عرضه او عرضه مثل طوله ببيان سعة هذا الحوض ولا حاجة بنا الى ان نبحث هل هو دائري؟ او هل هو مستطيل؟ هذا من من البحث الذي لا ثمرة وراءه ونقف عند النصوص نقول طوله مثل عرضه. لكن من العلماء من قال ان مقتضى الطول مثل العرض ان يقول مربعا وذهب جماعة من العلماء الى انه دائري لانه ما استوى فيه الطول والعرض من كل جهة فانه يكون مستديرا ولكن آآ الامر في هذا آآ ليس مقصودا ليس المقصود بيان وصفه انما المقصود بيان سعته وانه لا يضيق بوالديه نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يرد هذا الحوض ويشرب منه ثم قال رحمه الله والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. يمر الناس على قدر اعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر. ومنهم من يمر كالبر ومنهم من يمر وكره ومنهم من يمر كالفرس الجواد. ومنهم من يمر كركاب الابل. ومنهم من ذو عدوى ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم فان الجسر عليه كلاليب تخطف الناس تخطف الناس باعمالهم امام مر على الصراط دخل الجنة يقول رحمه الله والصراط منصوب على متن جهنم الصراط فعال بمعنى مفعول مثل كتاب بمعنى مكتوب وهو الطريق الواسع الذي يصل به صاحبه او منه صاحبه الى مراده بيسر وسهولة هذا هو الاصل في الصراط ولذلك جاء وصفه في صحيح مسلم بانه دحض مزلة وهذا لا يكون الا في ما اتسع من الطرق قال والصراط منصوب على متن جهنم يعني على ظهرها منصوب على ظهر جهنم فالصراط على ظهر جهنم من يمر عليه لا بد ان يدخل النار ولذلك قال الله تعالى وان منكم الا واردها. نسأل الله ان يعيننا واياكم على ذلك وهذا الورود لكل احد كل بر وفاجر لا بد ان يرد لكن الورود واحد والصدر مختلف ورود الناس على النار واحد كما قال الله تعالى وان منكم الا واردها لكن الصدر هو الذي يختلف فيه الناس. الخروج منها فمن الناس من يكون خروجه سريعا ومنهم من يكون دون ذلك كما سيأتي بسطه في كلام المؤلف رحمه الله قال وهو الجسر الذي بين الجنة والنار. هذا الصراط هو الجسر الذي بين الجنة والنار لان من جازه دخل الجنة يقول رحمه الله يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فالسير على هذا الصراط على قدر الاعمال السابقون السابقون فمن كان سابقا الى طاعة الله تعالى في الدنيا كان سابقا الى كل بر وخير وفضل ونجاة في الاخرة سيكون سيره سريعا ينجو به من اهوى ذلك الموقف. وهو موقف عظيم ذهابه الرسل والانبياء فانه لا يتكلم احد اذا وردوا الصراط الا الانبياء وكلامهم اللهم سلم سلم وهذا دعاء لانفسهم ودعاء لاممهم اللهم سلم سلم هذه دعوة الرسول واما غيرهم فقد اصابه من الدهشة والذهول ما اعجم رسالة فلم يكن منه كلام على شدة حاجته الى الدعاء لكن الامر مهول وكبير يرد هذه النار العظيمة لا يدري هل ينجو او لا ينجو؟ الله اعلم فيكون امر في غاية الخطورة فلا يكون من كلام الا هذا ومن سادات الخلق من الرسل والانبياء اللهم سلم سلم فمنهم يقول يمر الناس عليه على قدر اعمالهم فمن كان في هذه الدنيا مستقيما على صراط الله المستقيم كان سيره حسنا وبقدر تقصيره يكون قصوره بقدر تقصيره في السير في هذه الدنيا على صراط الله المستقيم يكون قصوره في السير على الصراط يوم القيامة. يقول رحمه الله في بيان تفاوت مراتب الناس في ذلك يقول ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد اي سريع السير ومنهم من يمر كركاب الابل اي ركن ركاب الابل في سيرهم الحزين ومنهم من يعدو عدوا انتهى من يطير وانتهى من يسير سيرا سريعا وجاء من يمشي من يسير على دابة وجاء من يمشي على قدميه ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف خطفا فلا يتمكن من سيف وهذا كله في حق اهل الاسلام لانه لا يسير على الصراط الا المسلمون اما الكفار فانهم كما قال الله تعالى فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود اوليس اجمعون هؤلاء يلقون فيها القاء كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير فهؤلاء لا يسيرون فيها على الصراط بل يلقون فيها القاء واما الصراط فلا يسلكه ولا يسر عليه الا اهل الاسلام هذا التفاوت في السير بين اعلى المراتب وادناها انما هو تفاوت الثائرين من اهل الايمان وذلك على حسب ما معهم من الطاعة والاحسان وما معهم من الاستقامة على صراط الله المستقيم ويلقى في جهنم ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم. وقد جاء بيان هذه تفاصيل هذه المراتب في الصحيح من حديث جابر بذكر الدرجات الناس للمرور على الصراط وكذلك يأتي الصحيحين آآ تفصل ذلك وبيانه وهذا المرور الذي يكون على الصراط هو الورود المذكور في قوله تعالى وان منكم الا واردها ثم قال رحمه الله فان الجسر عليه كلاليب جمع كلاب وكلور وهو ما يمسك الناس ويخطفهم ولذلك عليه كلاليب تخطف الناس باعمالهم قلبها هنا بالسببية اي بسبب اعمالهم وهذا الخط هو الذي يعيق السائل هذا هو الذي يعيق السائر والا فالسائر جاهد في ان يبذل قصارى ما يستطيع من طاقة وقدرة في اجتياز هذا السرار لكن الذي يمنع من السبق انما هو ما يكون من العمل ولذلك قال تخطف الناس باعمالهم ثمن مر على الصراط دخل الجنة اي من جازه دخل الجنة نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يجوزه سريعا كالبرق او وجاء تقرير الجواز تم تفصيلا من هذا لان المؤلف وانا بدأ نعم لا بدأ فقال فمنهم من يمر كلبح البصر منهم من يمر كالبر منهم من يمر كالريح هذه المراتب فيها في بعض الاحاديث اختصاره في بعض الاحاديث تفصيلها نعم ثم قال المؤلف رحمه الله فاذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار. فيقتص لبعضهم من بعض فاذا هذبوا ونقوا اذن لهم في دخول الجنة يقول فاذا عبروا عليها اي على الصراط وجازوه وقفوا على قنطرة. قنطرة هي الجسر وهو يطلق على ما ارتفع من البنيان. وهذه القنطرة بين الجنة والنار كما ذكر المؤلف رحمه الله وفائدة الحبس على القنطرة تكميل التطهير والتطيير لانهم يطيبون ويطهرون. فان الجنة لا يدخلها الا طيب. ولذلك قال فاذا هذبوا ونقوا هذبوا من الاوظار ولوسات الاثام ونقوا من السيئات اذن لهم في دخول الجنة قد جاء خبر هذه القنطرة في صحيح البخاري منطلق قتادة عن عن ابي المتوكل عن ابي سعيد رضي الله عنه ان لا اهل الايمان اذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار فيختص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا. وهذه المظالم بقيت لم تجري بها المحاسبة من قبل ولم يمحصها ما حصل من اهوال سابقة فيلقون ويهذبون حتى اذا لم يبقى شيء يقال له يقال لهم طبتم فادخلوها خالدين فلا يدخلوها الا بعد ان يطيبوا تمام التطييب بتخليصهم من كل اثار المعاصي والسيئات لان الجنة طيبة لا يدخلها الا الطيبون الملقون المهذبون من بقايا الذنوب فلا يبقى معهم ذنب كما ان فائدة الحبس على القنطرة ازالة ما في صدورهم من الضغائن فان اهل فان اهل الايمان يكونوا في قلوب بعضهم على بعض من الغل بسبب ما يقع من خلاف اما ديني او دنيوي ما يحتاجون معه الى تطهير فيكون ذلك في القنطرة وهو المشار اليه في قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر المتقابلين ونزعنا ما في صدورهم فالنزع هو الازالة وذلك قبل دخولهم الجنة حتى اذا دخلوا لم يبقى في قلوبهم غل ولا غيظ ولا حقد ولا افة على من بعضهم على بعض ثم قال المؤلف رحمه الله نعم بعد ذلك قال فاذا هذبوا ونقوا اذناهم في دخول الجنة وسيأتي تفصليب كيف ادخلوها اه لكن هذا هو المشار اليه بقوله تعالى طبتم فادخلوها خالدين. ثم قال رحمه الله واول واول من يدخل الجنة من الامم امة امته. امته. الله اكبر فيقول رحمه الله واول من يستفتح هذا تفصيل لدخولهم الجنة بعد التهذيب والتنقية مذكورة في المقطع السابق ذكر مؤلف رحمه الله كيف يدخل الجنة؟ فقال اول من يستفتح يعني يطلب فتح استفتاح هو طلب الفتح يستفتح باب الجنة محمد وذلك ان الجنة لا يمكن دخولها الا باستفتاحه صلى الله عليه وسلم كما دل على ذلك ما رواه الامام مسلم من طريق سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن انس رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتي باب الجنة يوم القيامة فاستفتح يعني اطلب الفتح فيقول الخازن من انت فاقول محمد فيقول الخازن بك امرت لا افتح لاحد قبلك قلت امرت لا افتح لاحد قبلك وهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم اول من يستفتح باب الجنة وان اهل الجنة لا يدخلونها الا بعده صلى الله عليه وسلم وهذا معنى قول انا اول شفيعا في الجنة كما في الصحيح من حديث انس وقوله اول من يدخل الجنة من الامم امته هذا جاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نحن اخرون الاولون يوم القيامة وقد جاء في مسند الامام احمد من حديث بهزي بن حكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال انتم توفون سبعين امة انتم خيرها واكرمها على الله عز وجل هذه الامة تكمل سبعين امة سبقت وتقدمت لكنها اكرمها عند الله تعالى ومن كرامتها انها اول الامم دخول الجنة ثم بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله الشفاعة فقال وله صلى الله عليه وسلم في القيامة ثلاث شفاعات. اما الشفاعة الاولى فيشفع في هل الموقف حتى يقضى بينهم بعد ان تتراجع الانبياء؟ ادم ونوح وابراهيم وموسى عيسى ابن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي اليه واما الشفاعة الثانية فيشفع في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة وهاتان الشفاعتان خاصتان واما الشفاعة الثالثة فيشفع فيمن استحق النار وهاب وهذه الشفاعة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم فيشفع فيمن استحق النار الا يدخلها ويشفع فيمن دخلها يخرج منها طيب هذا ليته مقدم الورقة فلطفا يقرأ سرا. يعني لا تكره جهرا طيب اه يقول يعني المهم ان الاخ يقول ان فيه بعض الاخوان ينامون في الدرس ونرجو منك ان تسلك منا مسلك شيخك يعني المناقشة بس هو مناقشة زينة لكن بس ما معنى وقت لو بنناقش ما مشينا لكن في مسلك كان يسلكه شيخنا وهو جيد ويعطينا من المناقشة يجيب مسدس فيه ماء رشاش استعمله رحمه الله في تدريسه في رمضان ببعض السنوات لما كان يدرس الصباح وتعرفون رمظان صيامه ويصير من الناس سهر فيأتي بعظ الطلبة وقد يعني يعني قد يحتاج الى النوم فينام فكان يستعمل هذا لكن على كل ان شاء الله تعالى ها يطير اخاف انه نشتغل بالرش على التدريس شوف وحدة معاوية ها؟ ايه يصير معنا رشاش واحد يرش الماء طيب هذا المقطع الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتعلق بالشفاعة وبيان ما للنبي صلى الله عليه وسلم من الشفاعات بحث ما يكون لاهل الايمان منها يقول رحمه الله وله في القيامة ثلاث شفعات. الشفاعة من حيث الاصل في اللغة هي جعل الفرد زوجا جعل جعل الفرض زوجة ولذلك يسمى تسمى الركعتين شفعا الواحدة وترا الشفاعة هي جعل الفرد زوجا والمقصود بها هنا جلب النفع او التخليص من البلاء ويمكن ان يقال هي التوسط في جلب النفع او دفع البلاء توسط للغير في جلب النفع او او دفع الضر. يقول رحمه الله وله في القيامة اي للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث شفاعات الشفاعة امر ثابت في الكتاب والسنة واجماع سلف الامة لا خلاف بينهم في ذلك والاحاديث في اثبات شفاعته صلى الله عليه وسلم واثبات الشفاعة عموما متواترة في الصحيحين وفي السنن والمسانيد وقد جاء ذكرها في كلام الله تعالى الذين ينكروا الشفاعة هم الوعيدية من المعتزلة والخوارج فانكروا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لكنه لم ينكرها مطلقا انما انكروها في اهل الكبائر واثبتوا شناعته العظمى وان تأتي بيان هذا بعد قليل الشفاعة التي آآ ثبتت لنبينا صلى الله عليه وسلم نوعان في الجملة النوع الاول ما يختص به صلى الله عليه وسلم من الشفاعات يعني ما لا يكون الا له والنوع الثاني ما يكون له ولغيره من الشافعي من الملائكة والمؤمنين والصادقين الصديقين والشهداء والصالحين ما اختص به واضح انه مما من الله به عليه دون غيره واما ما كان معه فيه ما يشاط فيه غيره فهذا يتميز فيه النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم عن غيره بان نصيبه من هذه الشفاعة اعظم من نصيب غيره فله صلى الله عليه وسلم القدح المعلى في الشفاعة خصوصا وفي الشفاعة التي يشترك فيها معه غيره وهذا من خصائصه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وتفصيل هذه الشفاعات ذكر المؤلف رحمه الله ذلك فقال اما الشفاعة الاولى اي التي له صلى الله عليه وسلم فيشفع في اهل الموقف اهل الموقف اهل المحشر اهل عرفات القيامة وذلك ان الناس اذا جمعوا في ذلك الموقف واشتد عليهم الكرب والبلاء احتاجوا الى من يشفع يقول المؤلف رحمه الله فيشفع في اهل الموقف ما هو موضوع الشفاعة؟ في اي شيء يشفع؟ قال حتى يقضى بينهم الشفاعة العظمى هذه هي الشفاعة العظمى التي ميز الله بها رسولنا رسولنا صلى الله عليه وسلم دون غيره وهي شفاعته في اهل الموقف في فصل القضاء في ان يأتي الله جل وعلا لفصل القضاء ومعنى فصل قضائي الحكم بين الناس يقول رحمه الله بعد ان تتراجع الانبياء هذا النوع من الشفاعة الاحاديث فيه مستفيضة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهي ثابتة باجماع المسلمين وهي مما لم يخالف فيه منكر الشفاعة من من الجهمية من المعتزلة والخوارج لانهم يثبتون هذا النوع من الشفاعة وهذا النوع من الشفاعة جاء الخبر فيه عن في احاديث في الصحيحين من حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة واحاديث غيرهما. لكن يلاحظ ان الاحاديث التي ذكرت هذا النوع من الشفاعة لم تبسط لم تبسط ذكرها انما تذكر تراجع الانبياء الذي اشار اليه المؤلف رحمه الله بعد ان تتراجع الانبياء. ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى. عن الشفاعة حتى تنتهي اليه. وذلك ان الناس اذا لهم ما اخذهم من الضيق والكرب وشدة اهوال ذلك الموقف طلبوا الشفاعة من سادات الخلق فقال الناس يأتون الى ادم فيقولون انت ابونا انت ابو البشر خلقك الله بيده الا تنظر الى ما نحن فيه؟ الا تنظر الى ما قد بلغنا فيقول نفسي نفسي اذهبوا الى نوح ويذكر خطيئته ثم يأتون الى نوح فيجيب بنفس الجواب ويذكر ما كان منه من من الدعوة ثم يأتون موسى فيذكر ما كان منه ويحيلهم الى نعم يأتون إبراهيم ثم يأتون موسى ثم يأتون موسى ويحيلهم الى عيسى ثم يحيلهم عيسى ولا يذكر سببا للإحالة كل من تقدم من الانبياء يذكرون سبب للاحالة وهذه الاسباب لا يلزم ان تكون خطايا بل انها اعمال يظنون انهم لا يستحقون مرتبة الشفاعة من اجلها وعيسى عليه السلام لا يذكر خطيئة وانما يحيل بدون ذكر خطيئة وبه يتبين ان استحقاق النبي صلى الله عليه وسلم للشفاعة ليس لكون من قبله الم بما يقصر به عن درجة الشفاعة وانما لكونه صلى الله عليه وسلم المستحق لها دون غيره. فهو السابق لجميع الانبياء والمرسلين من كان من منهم يرى انه قد قصرت مرتبته عن الشفاعة بسبب فعل او من لم يكن له فعل يرى انه قد قصر به عن الشفاعة ولذلك عيسى عليه السلام لم يذكر سببا يعتذر به انما احالهم الى محمد لبيان انها انه مستحق لها صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذه الاحاديث كما ذكرت الاحاديث جاءت في ذكر هذه الشفاعة لكنها تطوي ذكر شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم فاذا قرأت الاحاديث في الصحيحين وفي غيرهما في ذكر الشفاعة العظمى تجد انه اذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم الى آآ ربه بعد ان يأتيه الناس فيقولون له ما يقولون فيقول انا لها انا لها سيأتي فيسجد فيحمد الله تعالى المحامد لا يحسنها صلى الله عليه وسلم وقت تحديثه بهذا الحديث فيقول الله له تعالى ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع قل اي ربي امتي فيحد لي حدا فادخلهم الجنة. الان الملاحظ في الاحاديث انها بعد قول الله لو ارفع رأسك وقل يسمع ويشفع تشفع لا يذكر ما من اجله جاء الناس وهو فصل القضاء انما يذكر شفاعته لامته هل هذا لانه غير مذكور في الاحاديث؟ الجواب لا هو مذكور في الاحاديث لكن العلماء اختصروا ذلك لانه لا ينكره احد واتوا بذكر الشفاعة الخاصة التي هي محور الخلاف مع من مع المعتزلة والخوارج ويمكن ان يقال ان ذكر الشفاعة الخاصة يدل على الشفاعة العامة لان شفاعته لامته في فصل في في ادخالهم الجنة هو شفاعة للخلق فصل القضاء لانه لا يدخل الجنة الا بعد المحاسبة وفصل القبر لا يمكن ان يقال هذا ولكن الذي ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله وذكره غيره ايضا ان سبب عدم ذكر الشفاعة العظمى في حديث انما هو لاجل الاختصار فان العلماء اختصروا ذلك الرواة اختصروا ذلك لانه مما اتفقت عليه الامة ولم يقع فيه بينهم خلاف في اثباته وهذه الشفاعة هي المقام المحمود الذي اختص الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم ووعده به في قوله عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا وآآ يأتي بقية الحديث عن انواع الشفاعة في الدرس القادم والله تعالى اعلم