نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى القراءة في هذا الكتاب ونختمه في مجلسنا غدا ان شاء الله تعالى بعد المغرب وصلى الله وسلم على نبينا محمد القسم الاول يقول منهم ثم هؤلاء ايضا قسمان منهم من يترك الواجبات والفرائض لجمعيته. ومنهم من يقوم بها ويترك والنوافل وتعلم العلم النافع لجمعيته. والحق. القسم الاول اخطر من القسم الثاني. الذي يترك الواجبات قل اترك الصلاة اترك الصوم اترك الحج اترك الزكاة لان تركي لهذه العبادات يجعل قلبي يقبل على الله. نقول هو مقبل على وليس مقبلا على الله لان القلوب لا تقبل على الله الا بطاعته وكل اقبال على الله بغير الطريق الذي شرع فهو ادبار عن سبيله. وهو بعد عنه وهو خروج عن الصراط المستقيم. ولو كان ذلك مقربا الى الله ومقبلا بالقلوب اليه لشرعه سبحانه وبحمده فهو العليم الخبير جل في علاه الذي شرع احكم الشرائع واكملها. وارضى الاديان واطيبها. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ابدينا وانزل من هؤلاء مرتبة الذين يتركون السنن فلا يصومون تطوعا ولا يصلون يقتصرون فقط على الفرائض ويشتغلون باعمال يقولون هي التي تقبل بقلوبنا على الله. كلاهما خارج عن الصراط المستقيم ومنحرف لكن الانحراف درجات ومراتب نسأل الله السلامة من الانحراف دقيقه وجليله ونسأله ان يلزمنا الصراط المستقيم وان يسلك بنا الدين القويم وان يثبتنا على هدي سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. يقول رحمه الله والحق ان الجمعية حظ القلب واجابة داعي الله قل رب فمن اثر حق نفسه على حق ربه فليس من العبادة في شيء. نعم. هؤلاء تبعوا اهواءهم في تحقيق رضا ربهم ولم ينالوا شيئا من ذلك لان رضا الله لا يكون باتباع الهوى انما يكون بلزوم الشرع واتباع الهدى. نعم الصنف الثالث اذا هذا هو القسم الثاني من اقسام الناس في بيان افضل الاعمال. القسم الاول الذي يرى ان افضل الاعمال اشقها واصعبها. القسم الثاني الذي يرى ان افضل اعمال الزهد في الدنيا والتخلي منها وهؤلاء ذكر تحتهم اقسام. الصنف الثالث من من اصناف الناس في افضل الاعمال رأوا ان افضل العبادات ما كان فيه نفع متعد فرأوه افضل من النفع القاصر. فرأوا خدمة الفقراء والاشتغال بمصالح سوى قضاء حوائجهم ومساعدتهم بالجاه والمال والنفع افضل. لقوله صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله واحب وهم الى الله انفعهم لعياله. قالوا وعمل العابد قاصر على نفسه وعمل نفاع متعد الى الغير. فاين احدهما من الاخر ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وقد قال صلى الله عليه وسلم علي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. وقال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجر من تبعه من غير ان ينقص من اجورهم شيئا. وقال ان الله وملائكته يصلون على معلم الخير. وقال ان العالم يستغفر يغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الحيتان في البحر والنملة في جحرها. قالوا وصاحب العبادة اذا مات انقطع عمله وصاحب النفع لا ينقطع عمله ما دام نفعه الذي تسبب فيه. والانبياء عليهم الصلاة والسلام انما بعثوا بالاحسان الى الخلق وهدايتهم ونفعهم في معاشهم ومعادهم لم يبعثوا بالخلوات والانقطاع. ولهذا انكر النبي صلى الله عليه وسلم على كالنفر الذين هموا بالانقطاع والتعبد وترك مخالطة الناس. ورأى هؤلاء ان التفرق لنفع الخلق افضل من الجمعية على الله بدون ذلك قالوا ومن ذلك العلم والتعليم ونحو هذه الامور الفاضلة هذا هو القسم الثالث من اقسام الناس وهم من يرى ان افضل العمل وافضل العبادة ما كان نفعه متعد الى الغير ما كان نفعه متعد الى الغير يعني نفع ليس عائدا على الانسان نفسه مصلحة هذه العبادة ليست راجعة للانسان نفسه بل مصلحتها تتعدى الى غيره وهؤلاء ذكروا لذلك جملة من الاستدلالات وذكروا في حجة ما ذهبوا اليه جملة من الاحاديث ابتداء ذكر ذكروا في ذلك اه قول النبي صلى الله عليه وسلم الخلق عيال الله واحبهم الى الله انفعهم لعياله وهذا الحديث جاء من طرق عديدة عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه لكن ليس له طريق مستقيم فهو حديث ضعيف لكن من حيث المعنى المعنى صحيح الخلق عيال الله والعيال اي ان الله هو الذي يعولهم جل في علاه هو الذي يقوتهم هو الذي يرزقهم وليس المقصود العيال الاولاد بعض الناس يظن ان العيال هم الاولاد العيال الاولاد سموا عيالا بالنسبة لابيهم لانه يعولهم ابدأ بنفسك ومن تعول اي من تقوم به من زوجة وولد ووالد وغير ذلك فالخلق عيال الله اي انهم فقراء الى الله كما قال تعالى يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد. وكما قال تعالى فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت. فهو القائم على الانفس يرزقها جل في علاه يسوق اليها ارزاقها وما من دابة في الارض الا على الله حزبها ويعلم مستقرها ومستودعها. الا ان هذا الحديث ضعيف فلا يصلح الاستدلال به على ما ذكروا من ان افضل الاعمال ما كان نفعه متعديا. ثم ذكروا ايضا قالوا عمل العابد قاصر على نفسه وعمل نافع او النفاع متعد الى الغير. فاين احدهما من الاخر ما كان قاصرا وما كان متعديا فانما كان متعديا اعظم نفعا واكبر اجرا. قال ولهذا كان فضل العالم على العابد كفضل القمر البدر على سائر الكواكب وذكروا جملة من النصوص الدالة على فضيلة العمل المتعدي. وجعلوا ذلك دليلا على ان العمل المتعدد يكون صاحبه اعظم اجرا عند الله عز وجل. قالوا وصاحب العبادة اذا مات ايضا هذا وجه ثالث استدلوا به انه اذا مات انقطع عمله وصاحب النفع لا ينقطع عمله من كان نفعه متعد لا ينقطع عمله بموته بل له اجر ما تسبب به من الخير ولو بعد موته. ثم قال ولا هذا الوجه الرابع الذي ذكروه في الاستدلال على ان العمل متعدي نافع قال الانبياء صلوات الله وسلامه عليه انما بعثوا بالاحسان الى الخلق فهذا عمل الانبياء وهو عبادتهم التي اجروا اه التي ميزوا بها وفضلوا والله اصطفاهم بها بهذا يكون تم ما ذكره رحمه الله ثم انتقل الى الصنف الرابع. اذا ما ذكره اربعة ادلة. ما ذكره في بيان ان افضل العبادة ما كان نفعه متعد. الدليل الاول الخلق عيال عيال الله عز وجل واحبهم الى الله انفعهم لعياله. اما الدليل الثاني فهو ما ذكره من ان الاحاديث دالة على فضل العمل المتعدي. وانه اعظم اجرا من العمل الخاص القاصر كفضل العالم على العابد ونحو ذلك. اما الوجه الثالث من من الاوجه التي ذكرها في بيان فضل العمل المتعدي هذا الوجه الثالث ان العمل لا ينقطع بالموت بخلاف العمل القاصر. هذا الوجه الثالث الوجه الرابع ان هذا عمل الانبياء فالانبياء ميزوا على غيرهم بهذا العمل هذه اربعة اوجه الان بعد ان ذكر اصناف الناس و اه ما سبق تقريره من ان الناس في افضل العمل على ثلاثة طرق واحد ان افضلها اشقها اثنين ان افظلها آآ ما كان زهدا في الدنيا واقبالا على الاخرة. الثالث ما كان نفعه متعديا جاء الصنف الرابع وهو اعدل الاقوال واقومها واجمعها للادلة. لانه تلاحظ انه في الاصناف السابقة ذكرها ولم يتعقب جميعها بل ذكر احيانا دليل ومضى الى الذي يليه لانه لانه هؤلاء جاءوا ببعض الحق فاخذوا ببعظ الادلة ولم يجمعوا الادلة التي تدل على افظل العمل. الصنف الرابع هو ما ذكره رحمه الله في قوله الصنف الرابع قالوا افضل العبادة العمل على مرضات الرب سبحانه واشغال كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته هذا هو القول الرابع ان افضل الاعمال ما كان ارظى للرب في الوقت وهذا يختلف باختلاف الاوقات وباختلاف الازمان وباختلاف الاحوال وباختلاف الاشخاص فثمة اختلاف الشخص في الحال في العمل في الزمان في المكان وكلها تحدد الافضل كل هذه المعايير تحدد الافضل. فليس ثمة عمل هو الافضل في كل الاحوال لكل الناس ولهذا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم من يسأل اي العمل افضل؟ قال ايمان بالله وجهاد في سبيله. وجاء من سأله فقال اي العمل افضل؟ قال الصلاة على وقتها وهلم جر مما وقع فيه اختلاف جواب النبي صلى الله عليه وسلم لاي العمل افضل. سبب ذلك ان العمل ان العمل من الافضلية يختلف باختلاف العامل باختلاف الحال باختلاف الزمان باختلاف المكان كل ذلك مما يؤثر في اي الاعمال افضل ولهذا قال الصنف الرابع قالوا افضل العبادة العمل على مرضاة الرب سبحانه وتعالى كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت اي ما يقتضي ذلك الوقت بالنظر الى الحال بالنظر الى المكان بالنظر الى الشخص وهذا يختلف. قال ووظيفته اي والواجب فيه ثم يفصل هذا فيقول فافضل العبادات فافضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد وان ال الى ترك الاوراد من صلاة الليل وصيام بل بل من ترك اتمام صلاة الفرض كما في حالة الامن. والافضل في وقت حضور الضيف القيام بحقه والاشتغال به الافضل في اوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والذكر والدعاء. والافضل في وقت الاذان ترك ما هو فيه من الاوراد والاشتغال اجابة المؤذن والافضل في اوقات الصلوات الخمس الجد والاجتهاد في ايقاعها على اكمل الوجوه والمبادرة اليها في اول الوقت والخروج الى المسجد وان بعد. والافضل في اوقات ضرورة المحتاج المبادرة الى مساعدته بالجاه والمال والبدن والافضل في السفر مساعدة المحتاج واعانة الرفقة وايثار ذلك على الاوراد والخلوة. والافضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره والعزم على تنفيذ اوامره اعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك افضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر. والافضل في ايام عشر ذي الحجة الاكثار من التعبد لا سيما التكبير والتهليل والتحميد وهو افضل من الجهاد غير المتعين. والافضل في العشر الاواخر من رمضان لزوم المساجد والخلوة فيها ما والخلوة فيها مع الاعتكاف والاعراض عن مخالطة الناس والاشتغال بهم حتى انه افضل من الاقبال على تعليمهم العلم واقرائهم القرآن عند كثير من العلماء. والافضل في وقت مرض اخيك المسلم او موته عيادته وحضور جنازته وتشييعه وتقديم ذلك على خلوتك وجمعيتك. والافضل وقت نزول النوازل واذى الناس لك. اداء واجب الصبر مع خلطتك لهم والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم افضل من من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم. وخلطتهم في الخير افضل من عزلتهم فيه وعزلتهم في الشر خير من خلطتهم فيه. فان علم انه اذا خالطهم ازاله وقلله فخلطتهم خير من اعتزالهم وهؤلاء هم اهل التعبد المطلق والاصناف التي قبلهم اهل التعبد المقيد المقيد. فمتى خرج احدهم الفرع تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص ونزل ونزل عن عبادته فهو يعبد الله على وجه واحدة وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضات الله تعالى. ان رأيت ما ارأيته معهم وكذلك في الذاكر وكذلك في الذاكرين والمتصدقين وارباب الجمعية وعكوف القلب على الله فهذا هو الغذاء جامع للسائر الى الله في كل طريق والوافد عليه مع كل فريق واستحضر هنا حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه وقول النبي صلى الله عليه وسلم بحضوره هل منكم احد اطعم اليوم مسكينا؟ قال ابو بكر انا قال هل منكم احد اصبح اليوم صائما؟ قال ابو بكر انا. قال هل منكم احد عاد اليوم مريضا؟ قال ابو ابو بكر انا قال هل منكم احد تبع اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا الحديث. هذا الحديث روي من طريق عبد الغني عبدالغني بن ابي عقيل فلا يغنم ابن سالم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في من اصحابه فقال من صام اليوم فقال ابو بكر انا. قال من تصدق اليوم؟ قال ابو بكر انا. قال من عاد اليوم مريضا قال ابو بكر انا قال فمن شهد اليوم جنازة؟ قال ابو بكر انا. قال وجبت لك يعني الجنة. ويغنم ويغنم ابن سالم وان تكلم فيه لكن تابعه سلمة بن وردان وله اصل صحيح من حديث مالك عن محمد ابن شهاب عن حميد ابن عبدالرحمن ابن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قال من انفق زوجين في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير. فمن كان من اهل الصلاة نودي من باب ومن كان من اهل الجهاد نودي من باب الجهاد. ومن كان من اهل الصدقة دعي من باب الصدقة. ومن كان من اهل الصيام دعي من باب الريان فقال ابو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ما على من يدعى من هذه الابواب ضرورة فهل يدعى احد من هذه الابواب كلها قال نعم وارجو ان تكون منهم. هكذا رواه هكذا رواه عن مالك موصولا مسندا. يحيى ابن يحيى ومعن ابن عيسى وعبدالله بن المبارك ورواه يحن بن ورواه يحيى بن بكير وعبدالله بن يوسف عن مالك عن مالك عن ابن شهاب عن حميد مرسلا وليس هو عند القعنبي مرسلا ولا مسندا. ومعنى قوله من انفق زوجين يعني شيئين من نوع واحد نحو درهم او دينارين او فرسين او قميصين. وكذلك من صلى ركعتين او مشى في سبيل الله تعالى خطوتين او صام يومين ونحو ذلك وانما اراد والله اعلم اقل التكرار واقل وجوه المداومة على العمل من اعمال البر لان الاثنين اقل الجمع. فهكذا فهكذا كالغيث اين وقع نفع. صحب الله صحب الله بلا خلق. وصاحب الخلق بلا نفس. اذا كان مع الله عزل قلائق مع البين وتخلى عنهم. واذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها فما اغربه بين الناس وما وحشته منهم وما اعظم انسه بالله وفرحه به وطمأنينته وسكونه اليه. هذا هو القسم الرابع من اقسام اقوال الناس في اي العبادة افضل وخلاصة هذا العرض المفصل المتقن ان الافضل في العبادات هو الارظ لله عز وجل في كل زمان وحال وهذا يختلف باختلاف الحال وباختلاف الزمان. ففي حال الجهاد الافظل الجهاد وهو مقدم على نوافل العبادات. بل ويؤدي في بعض الاحيان الى تغير صفة الواجب في الصلاة كما جاء بيانه في صفة صلاة الخوف في اية سورة النساء وكذلك حال بقية الاحوال الافضل في الافضل فيها ما كان موافقا لامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم لذلك مثلا وان بعد ان ذكر الافضل في الاختلاف قال وهذا الذي يجمع الكمال في كل حال للانسان وذكر في ذلك حديث عن ابي بكر رضي الله تعالى عنه وتنوع ابواب الخير التي فتحها الله تعالى عليه من صالح العمل حيث ان ان النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن جملة من الاعمال من من اصبح منكم اليوم صائما؟ فقال ابو بكر انا من تصدق منكم بصدقة فقال ابو بكر انا من عاد منكم اليوم مريضة مريضا فقال ابو بكر انا من تبع منكم اليوم جنازة فقال ابو بكر انا فكان رظي الله تعالى عنه متنوعا في عمله في تحقيق مرضاة ربه في العمل القاصر الذي يعود نفعه اليه وفي العمل المتعدي حسب ما تقتضيه الحال يتحقق به ان بما يتحقق به رضا الله جل وعلا. ثم ذكر ان ان هذا التنوع في العمل هو مما يؤجر عليه الانسان وينادى من الابواب كلها. فان حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في الصحيح من انفق زوجين في سبيل الله اي شيئين من صنف واحد الزوج هو ضد الفرد انفق شيئين من من جنس واحد نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير ثم قال فمن كان من اهل الصلاة نودي من اهل الصلاة ومن كان من اهل الجهاد نودي من باب الجهاد ومن كان من اهل الصدقة نودي من باب الصدقة وان كان من اهل الصيام نودي من باب الريان والشاهد هنا فقال ابو بكر يا رسول الله ما على من يدعى من هذه الابواب من ضرورة؟ يعني لا يلحقه ضرر فقال النبي صلى الله عليه فهل يدعى احد من هذه الابواب كلها فيكون قد ضرب بباب بباب من الخير وضرب بنصيب من البر في كل باب من ابواب الطاعة والخير. فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اي هناك من يدعى من هذه الابواب باب الجهاد باب الصلاة باب الصوم باب صدقة وغيرها من ابواب الجنة. قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم وارجو ان تكون منهم. وذلك لانه اخذ بنصيب من هذه الابواب. فدل ذلك على ان العمل ليس الافضل فيه ليس الافضل فيه نوعا معينا بل الافضل فيه ما كان محققا لطاعة الله عز وجل ثم بعد ان ذكر ما ذكر من من استدلال على صحة هذا الطريق وان اسعد الناس بتحقيق اياك نعبد هم اهل هذا الصنف قال فهذا كالغيث اي صاحب هذا المسار والمسلك كالغيث اين وقع نفع؟ صحب الله بلا خلق اي اخلص لله في عمله فلم يكن في قلبه التفات لما يتعلق بالخلق بل نظره الى الخالق صحب الله بلا خلق وصحب تلقى بلا نفس فغرضه رضا ربه ولو افضى ذلك الى تلف نفسه. اذ اذا كان مع الله عزل الخلائق مع البيع اي لم يلتفت اليهم وابعد عنهم وتخلى عنهم. واذا كان مع خلقه عزل اذا كان مع خلقه اذا كان مع خلق الله مع الناس عزل نفسه من الوسط لم يجعلهم لم يجعل لم يجعلهم لم يجعلهم بينه وبين الله بل عامل الله فيهم كما تقدم قبل قليل في معيار السعادة ان تعامل الله في الخلق فترجوا من الله العطاء في كل ما يكون من معاملتك للخلق. وتخلى عنهم ثم قال فما اغربه بين الناس طوبى للغرباء وما اشد وحشته منهم لقلة السالك هذا المسلك وهذا الطريق. وما اعظم انسه بالله لانه اقبل على الله ومن تقرب الى الله شبرا تقرب اليه ذراعا ومن تقرب اليه ذراعا تقرب اليه باعا ومن اتاه يمشي اتاه هرولة فيجد من الانس والسرور والبهجة والطمأنينة بالله عز وجل ما لا يجده غيره ممن قصر نفسه على نوع من العمل على نمط من الطاعة يرى انه خارج عن تحقيق العبودية بالخروج عنها هذا ما يتصل ما ذكره المؤلف رحمه الله من اقسام الناس في اي العبادات افضل وفي اي انفع؟ وذكر في ذلك كم طريق فذكر اربعة طرق الطريق الاول ان افضل العبادات اشقها واصحابها. الطريق الثاني ان افضل عبادة الزهد في الدنيا. الطريق الثالث ان افضل العبادات ما كان نفعه متعديا. الطريق الرابع وهو اكملها ان افضل العبادات ما كان محققا الله في اي حال كان وهذا يختلف باختلاف واجب الوقت ويختلف باختلاف الحال حال العامل ويختلف باختلاف المكان وله عدة اعتبارات