واطعام مسكين عن من لا يستطيع الصيام هو في حق من كان عقله معه من رجل او امرأة اما من كان كبيرا وبلغ به الكبر حدا يفقد العقل ولا يدرك ما يكون منه العلماء على ان الاية منسوخة. وعلى كل حال حتى على قول ابن عباس الله تعالى عنه في ان الاية ليست منسوخة بل هي محمولة على حال الصغير على حال الكبير و ساق المصنف رحمه الله بعد هذا حديث عبد الله ابن عباس في الاية هل هي منسوخة او لا؟ نعم قال حجتني اسحاق قال حدثنا عنه دينارا سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقرأ قول الله تبارك وتعالى قال ابن عباس رضي الله عنهما انها ليست بمنسوخة. هو الشيخ الكبير والمرأة كبيرة لا يستطيعان ان يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا. هذه الاية الكريمة بعد ان ذكر عذر السفر والمرض في قوله فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. قال وعلى الذين يطيقونه. هكذا هي القراءة المشهورة. وعلى الذين يطيقون له ان يقدرون عليه. وعلى الذين ينطقون ان يستطيعون الصوم. فالضمير في قوله يطيقونه يعود الى الصيام اي وعلى الذين يطيقون الصيام فدية طعام مسكين فدية لايش؟ فدية لتركهم الصيام. لقوله تعالى وعلى الذين يطيقونه تقدير الكلام وعلى الذين يطيقون الصيام. ولا يصومون فدية اي جزاء. وافتكاك من ترك الصيام. باطعام المسكين وهذا كان فيما شرعه الله تعالى اولا في الصيام فان الصيام اول ما فرض على الامة كان الرجل يخير بين ان يصوم وبين ان يفطر ويطعم عن يومه الذي افطر فيه مسكينا. هكذا كان التخيير في اول الامر. وقد ذكر الله تعالى هذه المرتبة في قوله الذين يطيقونه ان يستطيعون الصوم ويقدرون عليه. لكنهم يفطرون ويختارون الفطر فدية طعام مسكين ثم ندب الله تعالى هؤلاء المفطرين الى الزيادة على مسكين فقال فمن تطوع خيرا فهو خير له يعني من زاد على اطعام مسكين اطعام مساكين فهو خير له اي ثوابا واجرا عند الله عز وجل على هذه الحال وان كان لا يوصف بانه مجنون لكن الخرف والهرم الذي يغيب فيه العقل هو نظير الجنون في رفع التكليف وعدم المطالبة لا باصل التشريع ولا ببدله فالبدل من ان يقتصر على مسكين واحد. ثم قال وان تصوموا خير لكم. عاد الى الى بيان افضل المراتب. اذا المراتب في اول التشريع ثلاثة المرتبة الاولى الصيام والمرتبة الثانية الافطار مع اطعام مسكين. والمرتبة الثالثة افطار مع اطعام اكثر من مسكين وهي من حيث الفضل اولها الصيام ثانيها واطعام اكثر المسكين. ثالثها الافطار واطعام مسكين واحد. اي هذه المراتب افضل ولذلك قال وان تصوموا خير لكم. ذهب اكثر العلماء الى ان هذه الاية منسوخة. ما معنى كونها منسوخة اي ان الحكم الذي فيها وهو التخيير بين الصوم او الافطار والافتداء باطعام مسكين او مساكين مما رفع الله حكمه بايجاب الصيام على اهل الاسلام من استطاع منهم لقوله تعالى شهر رمظان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات بهدى والفرقان ثم خلف من شهد منكم الشهر فليصمه. فذهب جماهير العلماء الى ان اية قد مسخت اي رفع حكمها. والله عز وجل له ان يقضي بما شاء. وكان هذا من حكمة الله تدريج التشريع في الصيام. فالصوم فيه مشقة على الناس. وهو خارج عن مألوف العرب. فكان من حكمة التشريع ان كان فرض الصيام على هذا النحو اول ما فرضه الله عز وجل فرضه على وجه التخيير من شاء صام وهذا افضل واكمل وهو احسن ومن شاء لم يصم لكن افتدى عن ترك الصيام اما باطعام مساكين وهذا افضل او باطعام مسكين واحد. وهذا ادنى المراتب. ثم زال هذا بفرض الصيام على الجميع دون تأخير ازالة ورفع التخيير. ولهذا ذهب الجماهير من اهل العلم الى ان قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ان ذلك زال حكمه بالاية التي جاءت بعد هذه الاية في قوله جل وعلا شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم فليصوم. فزال وارتفع التخيير. ابن ابن عباس رضي الله تعالى عنه يرى ان حكم اياتي ليس مرفوعا بالكلية. بمعنى انه لم ينسخ في كل احوال بل رفع منه شيء وبقي منه شيء. واستدل لذلك بقراءة وهي قراءة وعلى الذين يطوقوا له. فرق بين يطيقونه ويطوقونه يطيقونه ان يستطيعونه ويطوقونه اي يتكلفونه. لما تقول طوقت الامر او طوقوا امر يعني اتكلف واعاني في تحصيله وادراكه. اما لما تقول اطيق الامر فانت تستطيع وتقدر عليه وليس في الاتيان به مشقة خارجة عن المعتاد او عن المقدور عادة بين القراءتين فرض الا ان هذه القراءة وهي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ليست محفوظة. وهي ما هو محفوظ من قراءات المصحف. وبالتالي لم يعتمدها العلماء الذي لا يستطيع الصيام والعجوز التي لا تستطيع الصيام فان هذا له ملمح في الاية. ويكون هذا الحكم مستفادا من اصل المشروعية واما الاية فقد نسخت للفرظ العام الذي عم الجميع بقوله فمن شهد منكم الشهر شهر فليصمه. يقول عطاء فيما سمعه من ابن عباس انه سمعه يقرأ وعلى الذين يطوقونه فلا يطيقونه اي يتكلفون صيامه لكنهم يعجزون عن فدية طعام المسكين. وقد ذكرت ان هذه القراءة هي قراءة عبد الله ابن مسعود وقد وقع عند النسائي من طريق ابن ابي نجيح عن عمرو ابن دينار يطوق اي يكلفونه؟ وهذا تفسير حسن لكن هذه التفسير لا تساعده القراءة من حيث الثبوت فان القرآن لا يصار الى قراءاته الا ما كان منها متواترا اما الافراد فينفع في فهم الاية وتفسيرها لكن لا تكون قراءة يعتمد عليها ابن عباس رضي الله تعالى عنه يرى ان الاية ليست بمنسوخة يعني لم يرتفع حكمها بالكلية بل هي في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان ان يصوما اي يعجزان عن الصيام للكبر وتقدم السن. فيطعمان مكان كل يوم مسكين وقوله رحم الله الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة هذا في حق من كان شيخا كبيرا وامرأة كبيرة معهما عقلهما اما من بلغ حد الهرم او الخرف فلا يعي ولا يدرك فهذا لا لا صيام عليه ولا عار لماذا؟ لان مناطة تكليف ايش؟ العقل وقد زال العقل فاذا زال العقل ارتفع التكليف قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم رفع القلم عن ثلاثة وذكر منهم المسجون حتى يفيق وهذا يشبع ان يكون فان هذا لا يجب عليه لا صوم ولا صلاة ولا يجب عليه بدن لان عقله قد غاب فيلحق بمن رفع عنهم التكليف اذا قول عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه في هذه الاية ليست منسوخة والشيخ الكبير والمرأة الكبيرة المراد بالكبر هنا ما لا يغيب فيه العقل اما ما يغيب فيه العقل فانه لا يدخل فيما ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنه. قال لا يستطيعان ان يصوما اي يشق عليهما الصوم كما جرى من انس بن مالك رضي الله تعالى عنه فان انس بن مالك رضي الله تعالى عنه بلغ من الكبر حدا يعجز معه عن الصيام. وهو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وصحابي جليل. فكان رضي الله تعالى عنه ويطعم عن كل يوم مسكينا. خبزا ولحما. عملا بهذه الرخصة التي في الاية فيطعمان مكان كل يوم مسكينا. وبخصوص هذا الاطعام الاصل فيه ان يكون الاطعام كل يوم بيومه هذا الاصل ولكن يصلح ان يؤخر هذا الاطعام الى ايام بمعنى انه اذا شق عليه ان يطعم كل يوم بيومه فله ان يؤخر اطعام الايام الى ما يستقبل في طعم عن الثلث الاول او عن النصف الاول من رمضان او يطعم في نهاية الشهر عن الشهر كاملا لا بأس بالتأخير. فهل يجوز ان يقدم؟ بمعنى هل يجوز ان يطعم عن الايام التي ستأتي من اول الشهر فاول الشهر يطعم ستين ثلاثين مسكينا اذا كان عاجزا عن الصوم هذا قال بعض اهل العلم والاقرب انه لا يجزئ الاطعام قبل مجيء الايام التي يطعم عنها والسبب ان فعل العبادة قبل وجود سببها غير مجزئ. كما لو صلى الظهران الان يصلح يصلي الظهر الحين يصلح قال بنام انا بصلي الظهر الحين يصلح ما يصلح لماذا؟ لانه ما جاء وقتها الله عز وجل يقول اقم الصلاة لدلوك الشمس. اي ميلها من جهة المشرق الى المغرب. وهذا هو سبب العبادة العبادة قبل وجود سببها لا يجزئ وسبب الاطعام ادراك يوم الصيام. فاذا كان لم يأتي يوم الصيام لا يجزئ الاطعام قبل ذلك على الراجح من قوله العلماء وبالتالي فانه لا يخرج اطعام آآ الفطر الفدية التي بسبب الكبر او العجز عن الصيام قبل وقته. ويلحق بالشيخ الكبير والمرأة الكبيرة. من كان مريضا مرضا لا يرجى برؤه فانه بالكبير والكبيرة في المعنى. ولذلك المريض مرض لا يرجى برؤه. يعني لا يؤمن الشفاء منه. ما في شيء ما يشفى منه. الشفاء الله لكن الكلام على ما جرت فيه عادة الناس وهذا مرض مزمن مستمر لا يمكن ان لم تجد العادة بان يطيب الانسان منه هذا ليس لما نقول لا يرجى برؤه ليس ان الله لا يشفي او ان الله يعجز عن شفائه. فالله الذي وهب الحياة وهب الصحة على كل شيء قدير انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيقول. لكن الكلام في ما لا يرجى برؤه وما يرجى برؤه فيما جرت به العادة. الزكام مثلا هذا يرجى برؤه لا يرجى برؤه. يرجى برؤه جرت العادة بان هذا يوعد فيه. فترة من الزمن ويبرأ لكن هناك امراض جرت العادة بان لا يرجى قرؤه اي لا يرجى شفاؤه في المعتاد المعروف مما يعرفه الناس فهذا حكم حكم الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام ان يصوما فيطعمان عن كل يوم مسكينا نعم. باب قول الله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه قال حدثنا عيسى ابن الوليد قال حدثنا عبد الاعلى قال حدثنا عبيد الله من نافع؟ عن ابن عمر رضي الله انه قرأ فتية طعام مساكين. قال هي منسوقة قال حدثنا قتيبة قال حدثنا بكر بن المضر عن عمرو بن الحارث عن نكيل بن عبدالله عن يزيد رولا للأكوان عن زلمة قال لما نزلت قول الله تبارك وتعالى وعلى الذين يطيقونهم فدية طعام مسكين. كان من اراد ان يفطر ويفتدي حتى نزلت الآية التي بعدها هذان الحديث ان الذين علمان ساقهم المصنف رحمه الله يقابلان ما تقدم من حديث عبد الله ابن عباس. عبد الله ابن عباس رضي الله عن حر الامة ترجمان القرآن يرى ان قوله تعالى وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وان تصوموا خير لكم يرى ان انها غير منسوخة. اي غير مرفوعة الحكم بل هي في الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان الصيام فيفطران ويطعمان عن كل يوم مسكينا. قابل ادم كما جماهير العلماء وذكر منهم المؤلف الامام البخاري رجلين وهما عبد الله ابن عمر وسلمة بن الاكوع يقول المصنف الامام البخاري في باب فمن شهد منكم الشهر فليصمه اي في بيان معنى قوله فمن شهد الشهر فليصم. قال فيما ساقه عن عبد الله ابن عمر انه قرأ فدية طعام مسكين قال هي منسوخة. يعني مرفوعة الحكم وهي مرفوعة الحكم في حق من يطيق الصيام. فان الرخصة التي ذكرها ابن عباس ليست لكل احد انما هي لمن لا يطيق الصيام. واما من كان مضيقا للصيام قادرا عليه فانه يجب عليه ما ذكر الله عز وجل في قوله تعالى فمن شهد منكم الشهر فليصمه ففرض الله الصوم على كل مال شهد الشهر كل من شهد الشهر لزم ووجب عليه ان يصوم وانما استثني المريض بالاية والمسافر بالاية في قوله ومن كان كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى. ففرض الله عدة من ايام اخر. طيب الذي لا يستطيع الصيام؟ تقدم كلام عبد الله ابن رضي الله تعالى عنه في الاستدلال بالاية على انه يفطر ويطعم. ذكر المؤلف رحمه الله حديث سلمة بن الاكوع انه قال لما نزلت وعلى الذين يطيقون فدية طعام مسكين في اول التشريع كان من اراد ان يفطر يعني من احب ان لا يصوم ويفتدي اي يفطر ويفتدي. كان من لا يريد الصوم خياره انه يفطر ولكن يجب عليه الفدية لقوله تعالى وعلى الذين يطيقون الفدية طعام مسكين. كان من اراد ان يفطر ويفتدي يعني الصيام ويفتدي حتى نزلت الاية التي بعدها وهي قوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه فنسختها اي فرفعت حكمها وعلى هذا كما ذكرت اكثر اهل العلم في ان هذا الحكم منسوخ خلاصة ما يقال في مسألة الفطر ان الصوم واجب على كل مستطع والمعتور المريض وقد عرفتم من هو المريض الذي يحل له الفطر؟ قال عطاء وهو مذهب الامام البخاري انه في كل مرض لعموم الاية. وقال جماهير العلماء ان المرض الذي يبيح الفطر واحد من ثلاثة امور اما ان يخشى معه الهلاك ان صار واما ان يتأخر الشفاء ان صام اما ان يزيد الالم والمرض اذا صام هذا هو الذي يبيح المرض الذي يبيح الفطر ومثله المسافر وتقدم بيان حاله. اما ما يتعلق بالكبير الذي لا يستطيع الصوم رجلا كان او امرأة فانه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا. كما ذكر ذلك عبد الله ابن عباس وفعله انس ابن مالك رضي الله تعالى عنهما. والى هذا ذهب الجمهور من اهل العلم وذهب الامام مالك الى انه يفطر ولا اطعام عليه. هذا ما يتصل بالاية. ثم بعد هذا بعد هذه الاية ذكر الله تعالى قوله جل في علاه واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. هذه الاية جاءت بعد ايات فرض الصيام وبيان لزوم الصيام واهل الاعذار في الصيام. ثم بعدها قال احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم يقول ابن كثير ذكر هذه الاية واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا وليؤمنوا به لعلهم يحشرون. ذكر هذه الاية في ثنايا ايات الصيام دليل على ان للدعاء حال في الصيام ليست في غيره. للدعاء حال في الصيام ليست في غيره وهو يشير بهذا الى ان الصائم له دعوة مجابة. وقد جاء هذا في حديثين حديث عبد الله بن عامر وحديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنهما. ان للصائم دعوة مستجابة. هذا في حديث ابي هريرة. وفي حديث عبد الله ابن عمر للصائم دعوة عند فطره. الا ان الاحاديث الواردة من حيث الاسناد ضعيفة. في ان صائم دعوة مجابة. ابن كثير رحمه الله يرى ضعف الاحاديث. لكن قال مجيء هذه الاية في ثنايا ايات الصيام يدل على ان للدعاء حال الصوم منزلة ليست لغيره من الاحوال اي ان دعاء الصائم قريب من الاجابة فان الله عز وجل قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي توعد الله الداعي بالاجابة. وهذا ولله الحمد في كل الاحوال وفي كل الازمان. فانه ما من احد يقصد الله جل في علاه الا ويجد ربا كريما حييا يعطي ويبتدأ بالاحسان ويجيب دعوة السائلين. فقد جاء في المسند والسنن من حديث سلمان رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حيي كريم. فذكر صفتين توجبان العطاء حي وزيادة على هذا الوصف كريم. والحي هو من يستحي. ان يرد من طلب وكريم ان يعطي عطاء جزيلا فالكريم هو الذي يعطي عطاء واسعا. يستحي ان يمد العبد اليه يديه لا يردهما خائبتين اي ان الله جل في علاه يستحي من عبده ان يرفع اليه يديه في طلب ثم يردهما صفرا خاليتين من عطاء ولهذا كل من رفع يديه ودعا ربه لا بد ان يرجع من الله بخير ما يمكن من ان يرجع الا بعطاء. اول العطاء الثواب على الدعاء. اول العطايا الاثابة على الدعاء. لقول النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة. فالدعاء عبادة وطاعة ولو لم تنل من ذلك شيئا فانك تثار على سؤالك الله ودعائه. وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم هذا اول ما يناله الداعي ثم بخصوص مسألته هو بين ثلاث خصال الخصلة الاولى ان يعطيه الله تعالى ما سأل. الخصلة الثانية ان يدفع عنه من الشر مثل ما سأل. الخصلة ان يدخرها له في الاخرة. اي يحبس ما دعاه من فضل وخير في الاخرة والاخرة خير وابقى. والاخرة خير وابقى. ادخارها له في الاخرة لا يفوته بها شيء بل يدرك اجرا وعطاء جزيلا ولتعلم ان هذا الادخار زائد على اجر الدعاء زائد على اجر الدعاء. ولهذا ينبغي للمؤمن ان يكثر من الدعاء. يوم لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحاب هذه البقالة قال ما من مسلم يدعو الله في غير اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله احدى ثلاث خصال اما ان يجيبه الى ما سأل واما ان يصرف عنه من الشر مثلما سعد واما ان يدخرها له في الاخرة قالوا يا رسول الله اذا نكثر اذا كان الانسان بين واحد من هذه الخصائص الثلاثة قالوا يكثر يعني نكثر السؤال والطلب والدعاء اقال لهم النبي صلى الله وسلم الله اكثر. الله اكثر من مسائلكم. واكثر من مطالبكم. واكثر من دعائكم. وحتى ذلك تذكر قول الكريم المنان في محكم القرآن بل يداه مبسوطتان لينفقوا كيف يشاء سبحانه وبحمده. وتذكر ما في الصحيح من حديث ابي ذر قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه يا عبادي لو ان اولكم واخركم هذا ما هو خطاب مجموعة من البشر يا عبادي لو ان اولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا على صعيد واحد اي على محل في مجمع واحد فسألني كل واحد مسألته كل واحد من الخلق من الانس والجن من الاولين والاخرين سأل الله ما يريد وما يتمنى ما نقص ذلك من ملكي شيئا. فاعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا. بعد هذا تصور ان الله عز وجل يرد السائلين. بل الامر كما قال صلى الله عليه وسلم الله اكثر فليجد المؤمن في سؤال الله عز وجل. وليغتنم مواطن الاجابة ونفحات الكريم المنان وليعلم انه انما يفوته من الخير بسبب تقصيره لا بسبب حبس الله عز وجل بل وما بكم من نعمة فمن الله. ابتدأنا جل في علاه بالاحسان. ومن علينا بسائر الالوان من النعم وفنون كرم دون سؤال. انت الان تبصر ولا ما تبصر؟ سألت الله يعطيك نظر ولا الله رزقك النظر بدون قال تسمع او ما تسمع؟ من الذي رزقك السمع؟ الله جل في علاه. تتحرك وتذهب وتأتي وتتنفس ومعافى من اللي اعطاك هالنعم كله؟ الله هنا سؤال فالذي ابتدأك بالانعام اتظن انك تسأله ويمنعك؟ لا والله كرمه وحياؤه يحول دون ذلك لكن ربك جل في علاه حكيم فيما يعطي وحكيم فيما يمنع فقد يمنعك شيئا بالتأكيد ان ما يمنعك ما يمنعك الله تعالى اياه لا يمنعك عجزا فهو على كل شيء قدير. ولا يمنعك بخلا فهو الغني الحميد. لكن يمنعك لحكمة. فقد يعطيك ما يضرك. قد تسأل ما يكون في هلاكك جل في علاه ويمنعك. لان الماء سألته قد يهلكك وانت لا تشعر. وقد يلحقك العطب ويفسد عليك دنياك واخرتك وانت لا تشعر. ولذلك اكمل السائلين هو من من يفوض في العطاء رب العالمين ويرضى بما قسمه له جل في علاه ويعلم ان ما اعطاه وما منعه الا انما هو لحكمة ورحمة وانه لا يمنع لعجز وهذا من احسان الظن بالله عز وجل. فان حسن الظن بالله افتحوا ابواب العطاء انا عند ظن عبدي بي. فاذا احسنت ظنك بالله وانه لا يمنعك. الا لحكمة ما يمنعك ابدا لعجز كما لا يمنعك ابدا ببخل فهو الغني الحميد وهو الكريم الجواد وهو سبحانه وبحمده على كل شيء قدير هذا معنى ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة. معنى موقن بالاجابة انه تتيقن ان الله على اجابتك قادر وان الله قادر على ان يبلغك ما تؤمن لكن لو منعك فهذا ليس لبخل ولا لعجز ولا لعدم قدرة بل هو على كل شيء قدير وهو الغني الحميد منعك لحكمة ورحمة ثم قال جل وعلا احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائهم. هذه الاية نجعل التعليق عليها ان شاء الله تعالى في درس غدا