ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من يوم ما من يوم اكثر من ان يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وهذا الفضل ليس خاصا باهل الموقف بل هو عام للناس ساق باسناده ايضا عن حارثة ابن ابن وهب الخزاعي قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن اكثر ما كنا قط وامنه ونحن اكثر ما كنا قط وامنوا. اي انه صلى صلوات الله وسلامه عليه اصلا حال سفره مع الامن. والاية قيدت القصر بامرين قال تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة. الضرب في الارض هو السفر. لكن ذلك مقيد بشرط اخر. ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا فجعل هذا هذه الرخصة في حال الخوف من اذية المشركين والكفار. لكن القيد زال ولهذا بين حارثة بن وهب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى في منى في اكبر جمع شهده صلوات الله وسلم صلوات الله وسلامه عليه. وفي امن جمع فانه امن تماما امن ولذلك قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن اكثر ونحن اكثر ما كنا قط وامنه بمنى ركعتين. فدل ذلك على ان القصر لا ليس من شرطه الخوف بل شرطه السفر القصر في الصلاة هو رخصة في حق المسافر ولو لم يكن خائفا فالخوف كان اولا وقد جاء ذلك في الصحيح من حديث على ابن امية ان انه قال لعمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه ما بالنا وقد امنا يعني ليش نحن نقصر وقد حصل الامن والله تعالى انما اذن بالقصر اذا كان خوف في قوله واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يبتليكم الذين كفروا يوم عظيم من حيث فضله وعظيم اجره من فضل هذا اليوم انه يوم يكثر فيه عتق الله تعالى لعباده من النار. فقد جاء في الصحيح صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال سألت عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي ما استشكلته وقع عندي وسألت عنه النبي صلوات الله وسلامه عليه. فقال هي صدقة تصدق الله بها على عباده. يعني القصر اصبح رخصة وصدقة من الله على عباده في حال السفر ولو لم يكن خوف ثم ساق باسناده عن عبدالله بن عباس عن عبد الله بن مسعود فعن عبدالرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين يعني في المناسك ومع ابي بكر في الركعتين يعني في المناسك المناسك يقصد القصر. ومع عمر ركعتين يعني في المناسك استدلال استدلاله على ان السنة في الصلاة انها تقصر استدل به بفعل النبي صلى الله عليه وسلم وهو الاصل لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فلماذا ذكر ابا بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما؟ ذكر ابا بكر وعمر لعظيم مكانتهما في الاسلام. فهما وزيرا رسول الله وخليفتاه وضجيعاه في قبره صلوات الله وسلامه عليه. فمنزلة عمر ابي بكر وعمر منزلة عالية. اضافة الى انهما خصا بوجوب بان لهما سنة متبعة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي ابي بكر وعمر وقال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ والاجماع عقب ان سنة الخلفاء الراشدين مقدمة فيها سنة ابي بكر وسنة عمر رضي الله تعالى عنهما ثم سنة عثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم جميعا. فالمقصود ان ذكرى ابي بكر وعمر هو لبيان منزلتهما. اضافة لمعنى اخر وهو ان ابا بكر وعمر لما عمل بهذا دل ذلك على ان القصر ليس منسوخا ان القصر ليس منسوخ بل هو باق ودليل بقائه عمل خلفائه رضي الله تعالى عنهم بهذه السنة بعد موته وهذا ما اراد رضي الله تعالى عنه ثم قال ثم تفرقت بكم الطرق يشير بذلك الى اجتهاد اجتهده عثمان رضي الله تعالى عنه. فانه بعد مدة من خلافته ارتأى رضي الله تعالى عنه ان تتم وان ان المشقة التي كانت موجبة للقصر زالت فرأى الاتمام رضي الله تعالى عنه. وقد خالفه في ذلك جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن مسعود لكنه مع مخالفته لعثمان في مشروعية الاتمام الا انه وافقه في العمل فقيل له يا ابا عبد الرحمن تنكر على عثمان اتمامه وتوافقه؟ قال الخلاف شر هذا الفقه الخلاف شر اي كوني اخرج عن متابعته وهو الامام المقتدى به الذي تجتمع عليه الناس يترتب عليه من المفسدة اعظم من مصلحة ان اقصر الصلاة ركعتين ولهذا قال ثم تفرقت بكم الطرق اي اختلفتم فمنكم من يتم ومنكم من يقصر. فيا ليت حظي هذا من كلام عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه يا ليت حظي من اربع ركعات ركعتان متقبلتان ليت ليتني اخرج من هذه الاربعة بركعتين قبلهما الله فمن قبله الله فهو الفائز. هذا الحديث في من الفوائد فقه عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وفيه لزوم ابي بكر وعمر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصر وان القصر لم ينسخ وانه سنة ما باقية وفيها ان السنة في حق اهل منى ان يقصروا الصلاة مدة اقامتهم فيها. وهنا مسألة اختلف فيها العلماء رحمهم الله فيما يتعلق المكي. هل يقصر في منى او لا فهذه من مسائل اختلف فيها العلماء بناء على ان مكة اتصلت الان في الزمن المعاصر بمنى حيث انها احاطت بها من الجهات لا يفصل بينها الا جبل في واما الجهة الاخرى فهي مفتوحة من جهة العقبة مفتوحة على منى. فهل هذا يعد سفرا للعلماء في ذلك قولان؟ اكثر اهل العلم على ان انه لا يقصر المكي. وذلك لعدم وجود السبب. والذي يظهر لي والله تعالى اعلم انه اذا قصر المكي في منى فان صحيح لان منى وان كانت قد قربت منها مكة الا انها متميزة عن مكة ليست منها فهي خارج خارج فهي خارجة عن مكة. وان كانت متصلة بها من حيث آآ قرب المكان وامتداد البنيان ومن اراد العمل بالاحوط والاتمام فذاك خير لكن من قصر فصلاته صحيحة فيما يظهر والله تعالى اعلم. نعم بفضل رضي الله عنها قالت شك الناس يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب وشربه باب صوم يوم عرفة معلوم ان يوم عرفة في اهل عرفة وفي في من جاء عرفة ومن لم يأتي عرفة. لكن اهل عرفة اجدر الناس بتحصيل هذه الفضيلة ولذلك جاء في الحديث نفسه ان الله تعالى وان الله تعالى يدنو من اهل الموقف. ينزل الى السماء الدنيا جل في علاه نزولا يليق بذاته لا لا نقول كيف. كل صفات الله لا تقول فيها كيف بل نزول يليق به على الوجه الذي يليق به فنحن لا نعلم كيف هو حتى نكيف صفاته. بل ليس كمثله كمثله شيء وهو السميع البصير. كل ما اخبرت عن الله فلا تقل فيه كيف فشأنه اعظم من ان تدركه عقولنا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لكن هذا لا يعني ان نحول ان نحرف ونؤول ونغير عن ظاهرها بل الواجب ام ضاعوا النصوص على ما تكلم به. الله جل وعلا في كتابه وعلى ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فنثبت له نزول يليق به جل في علاه ينزل الى السماء الدنيا فيباهي جل في علاه اهل الموقف يباهي بهم الملائكة اي يظهر فظلهم معنى المباهاة انه يظهر فظلهم ويبرز مكانتهم عند الملائكة ولماذا عند الملائكة؟ لان الملائكة اعظم خلق الله عبودية له فيقول لهم هؤلاء الذين جاءوا الى هذا الموقف وحضروا هذا الجمع عندهم من العبادة ما يستحق الاشادة فيباهي بهم الملائكة يعني يثني عليهم ويذكرهم جل في علاه لعظيم منزلتهم وكبير تقربهم وصنعهم حيث جاءوا وتركوا اهليهم وبلدانهم وعرضوا انفسهم للاخطار يرجون ما عند العزيز الغفار جل في علاه سبحانه وبحمده ولذلك يباهي بهم الملائكة يقول ما اراد هؤلاء؟ استمع ما اراده اي كل شيء جاء بهم ماذا يريدون انهم يريدون مغفرته ويريدون رحمته. وليبشروا بذلك اذا صدقوا في الاقبال على الله. فقد قال صلوات الله وسلامه عليه من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه هذا في التخلي من الخطايا والسيئات. واما في في الجانب الاخر في الفوز بالرحمة فقد قال صلوات الله وسلامه عليه والحج حج مبرور ليس له جزاء الا الجنة وهذا فضل عظيم ما اراد هؤلاء يعني كل ما ارادوه فهو لهم. كل ما طلبوه وسألوه فساعطيهم اياه. وهذا كلام من كلام الذي بيده ملكوت كل شيء كلام الذي انما امره اذا اراد اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. ومثل هذا يحفز النفوس. ويرغبها يشحذ الهمم الى اغتنام لحظات وثواني ذلك الموقف. وكلنا ذو حاجة ما منا احد الا وله حاجات وهذا موقف عظيم يقول فيه ما اراد هؤلاء يقول الكريم المنان العظيم الرحمن ما اراد هؤلاء فينبغي لنا ان نحرص على ان لا نفوت هذا الموقف العظيم بسؤال الله ودعائه. هذا جملة مما خص به اليوم واما يخصه الحجاج في فضل هذا اليوم انه يوم الركن الاعظم من اركان الحج. فانه من فاته هذا اليوم لا حج له. لقوله صلوات الله وسلامه عليه الحج عرفة ومن فضائل هذا اليوم لعموم المسلمين ان من صام يوم عرفة كفر الله به سنتين. جاء ذلك فيما رواه في صحيحه من حديث ابي قتادة قال صلوات الله وسلامه عليه احتسب في يوم عرفة احتسب على الله ان يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده. وهذا فضل عظيم. من من يعرض عليه مثل هذا الفضل بصيام يوم ويشح على نفسه ويبخل على نفسه لا شك انه فضل عظيم لكن السؤال هل هذا الفضل ايضا يشارك فيه اهل الموقف غيرهم؟ الجواب اهل الموقف لهم ما هو اعظم ليس مغفرة سنتين بل مغفرة كل ما كان في سالف العهد. اسابق الزمان فانه من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع يوم ولدته امه عطاء عظيم. ولذلك لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ندب الى صوم هذا اليوم في عرفة. بل لما شك الناس في ما رواه آآ سالم عن عمير مولى عبد الله بن عباس قال شك الناس يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم هل صام او لم يصمه فبعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم ام الفضل ام عبد الله ابن عباس بعثت الى النبي صلى الله عليه وسلم بشراب فشربه. صلوات الله وسلامه عليه شربه بين الناس. ورأوه فدل ذلك على انه لم يكن صائما. وقد جاء في سنن ابي داوود وغيره من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم عرفة عرفة نهى عن صوم عرفة في في عرفة وذلك لاشتغال الناس بالطاعة والعبادة لكن هذا الحديث حديث النهي لا يصح اسناده اسناده ضعيف انما الحجة في ان السنة ان لا يصوم الحاج هو فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولو كان خيرا لسبق اليه. لكنه لم يصم صلوات الله وسلامه عليه اشتغالا بالطاعة والعبادة واقبالا على الله عز وجل. فلا يشرع لمن كان من الحجاج لا يسن لمن كان من الحجاج ان يصوم. بل ينبغي له ان يوفر نفسه على الطاعة والذكر وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم