بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال المؤلف رحمه الله تعالى قوله تعالى ولا يكتمون الله حديثا. هذه الاية تدل على ان الكفار لا يكتمون من خبرهم شيئا يوم القيامة وقد جاءت ايات اخر تدل على خلاف ذلك. كقوله تعالى ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وقوله تعالى فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء وقوله بل لم نكن ندعو من قبل شيئا ووجه الجمع في ذلك هو ما بينه ما بينه ابن عباس رضي الله عنهما لما سئل عن قوله تعالى والله ربنا ما كنا مشركين مع قوله ولا يكتمون الله حديثا وهو ان السنتهم تقول والله ربنا ما كنا مشركين. فيختم الله على افواههم وتشهد ايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون فكتم الحق باعتبار اللسان وعدمه باعتبار الايدي والارجل. وهذا الجمع يشير اليه قوله تعالى اليوم نختم على وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون واجاب بعض العلماء بتعدد الاماكن فيكتمون في وقت ولا يكتمون في وقت اخر والله عند والعلم عند الله تعالى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير السراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الاية في سورة النساء يقول الله جل وعلا فيها يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا. يومئذ يعني يوم القيامة الذي يجري فيه ما ذكر الله جل وعلا من امنية الكفار والعصاة ان تسوى بهم الارض اي ان يرجعون موتى وان يكونوا لم يبعثوا ولا يكتبون الله حديثا والحال انهم لا يكتبون الله حديثا اي لا يتمكنون من كتمان شيء مما يسألون عنه ومما يطلب الاخبار عنه فانهم يوم القيامة يسألون يسألهم الله تعالى من ذلك قوله جل في علاه ماذا اجبتم المرسلين هذه الاية تدل على انهم لا يستطيعون اخفاء شيء مما يطلب منهم بيانه و جاء في ايات اخرى ما يدل على انهم يكتمون من ذلك قوله جل وعلا فالقوا السلام ما كنا نعمل من سوء وهذا كتمان فانهم يكتمون عمل السوء الذي اجترحته ايديهم ومنه ايضا ما ذكر المصنف في قوله بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا وهذا تبرأ من عبادة غير الله وكذب بانهم لم يكونوا يعبدون من دون الله شيئا وايضا قول ثم لم تكن فتنة الا ان قال والله ربنا ما كنا مشركين فهذه الايات دلت على ما ظاهره يخالف قوله في سورة النساء ولا يكتمون الله حديثا والمصنف رحمه الله جمع بين هذه الايات بما بما ذكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه فقال ووجه الجمع في ذلك هو ما بينه ابن عباس لما سئل عن قوله والله ربنا ما كنا مشركين مع قوله ولا يكتمون الله حديثا فقد سئل عنها ابن عباس رضي الله تعالى عنه واجاب فهم قد كتموا حديثا قال وهو ان السنتهم تقول والله ما ربنا ما كنا مشركين فيختم الله على افواههم وتشهد ايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون فقوله ولا يكتبون الله حديثا محمول على ما تنطق به الالسن لا ما تشهد به الايدي والارجل كما قال تعالى يوم نشهد وعليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وهذا الجمع وان كان كما ذكر المصنف رحمه الله قريبا الا ان الشهادة لم تقتصر على الايدي والارجل بل استشهد الله تعالى الالسن حيث قال يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون فالذي يشهد ليس فقط اليد والرجل والجلد بل يشهد على الانسان لسانه فيقر بما كان من سيء اعماله واقرب في الجواب ان ان يقال ان هذا على اختلاف الاحوال فالقيام يوم عظيم طويل الناس فيه على احوال ففي مقام يكتمون الله حديثا ثمان الله تعالى يقيم عليهم من الشواهد والشهود والبراهين ما لا يملكون معه الا الاقرار بما كان منهم من سيء الاعمال وهذا اقرب من القول بان الشهادة انما تكون اه على الانسان من يده ورجله فقوله ولا يكتب الله حديثا اي ما تنطق به الارجل وما تنطق به الايدي والظاهر بالاية العموم قال ولا يكتبون الله حديث نكرة في سياق النفي فتعم كلما ينطق من يد ولسان ورجل كما قال تعالى يوم تشهد عليهم السنتهم وارجلهم بما كانوا يعملون. خلاصة الكلام ان المصنف رحمه الله الشيخ الشنقيطي غفر الله له جعل ذكر في الجواب عن اشكال الاية جوابين. الجواب الاول ان الكتمان بالنظر الى نطق نطق اللسان لا الى شهادة الايدي والارجل ونقل ذلك عن ابن عباس وهذا جواب قريب وله وجه والجواب الثاني ان هذا باختلاف احوال القيامة وعبر عنه بقوله واجاب بعض العلماء بتعدد الاماكن يعني هذا في مكان دون مكان يتكلمون في وقت ولا يتكلمون في وقت اخر وهذا والله تعالى اعلم اقرب وهو كما هو مشار في التفسير مجاهد عن ابن عباس هذا هو الوجه الثاني واذا اردنا ان ان نختار بين هذين الوجهين فالاقرب فيما يظهر والله تعالى اعلم هو اي الوجهين الثانية لماذا؟ وجه الترجيح العموم في قوله ولا يكتمون الله حديثا وحديث هنا نكرة في سياق النفي فتعم الثاني ان الله تعالى ذكر شهادة الالسن ولا تشهد الا بالحق في قوله تعالى يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وهذا يوم القيامة وهو في حال من احوالها نعم قوله تعالى عندك في الحاشية؟ قال وفي الجمع اجوبة اخرى اخر منها ان قوله ولا يكتمون الله حديثا ان شاء بمعنى التمني. اي يودون انهم لم يبعثوا وانهم كانوا والارض سواء قاله الزجاج في معاني القرآن ومنها ان قوله ولا يكتمون الله حديثا لكن هذا كيف يكون جمع انشاء بمعنى التمني ايودون انهم لم يبعثوا وانهم اي بس ما ذكر هذا والمتوقع ان يأتي ولم يكتمه فهذا يحتاج الى مراجعة المراجع التي ذكر اذا ثم اذا كان ثمة بقية حديث فواضح يكون الكلام واضح اما اذا لم يكن ثمنه ثمة حديث هم يودوا ان تمنوا الا ان لم يبعثوا. صحيح لكن وهل تمنوا الا يكتبون الله حديثا فاذا كان تمنوا ان لا يكتبوا الله حديثه فهذا هو الواقع انهم لن يكتموا الله حديثا ها لا لا ليس لازما ثمة امران تمني الا يبعثوا وانهم لا يكتمون الله حديثا اذا لم يبعثوا لم يكن جزاء ولا حساب هنا ما قال ان يكتم الله قال ولا يكتمون الله حديثا ما هو واضح لكن على كل حال يراجع هذا هذا النقل من المحسنات ومنها ان قوله ولا يكتمون الله حديثا يراجع واحد منكم يا اخوان ها درجة المصادر اللي نقل منها حتى يرى دقة النقل لانه احيانا النقل يكون هذا حمل من كلام الله لانه ما نقل بنص انما احال الى قاله الزجاج قاله في ايش انشاء بمعنى التمني في اول الاية وليس في كلها نعم طيب ومنها ان قوله ولا يكتمون الله حديث كلام مستأنف اي انما عملوا مظاهر لا يقدرون على كتمانه وانظر معاني القرآن للفراء اه يعني هذا نفي لا في ان يكتم الله حديثا لظهوره وهذا كيف يكون جواب هذا يكون مم يعني ايه وما عامله ظاهر لا يقدرون على كتمانه فيكون هذا موافق اه لا هذا ما فيه جواب هذا ليس فيه جواب اي انما عمله ظاهر لا يقدرون على كتمانه. طيب كيف يبقى الاشكال ما كنا نعمل من سوء نفوا لم تكن فتنة ثم لم تكن فتنة بالله ان قال والله ربنا ما كنا مشركين نفوا الشرك كلام مستأنف ما في اشكال هو كلام مستأنف ها اي انما عملوه لا لا مستأنف منهم هم. خبر من خبر الله تعالى عنهم المتكلم به رب العالمين ويخبر عن حالهم في ذلك اليوم انما عملوه ظاهر لا يقدر على كتمانه. متى لا يقدر على كتمانه يوم القيامة اذا كان كذلك فكيف يقولون يوم القيامة ما كنا نعمل من سوء الا ان يكون المعنى وياكم الله حديثا يعني انه ظاهر فلو نفوه لم يقدروا على اثبات هذا النفي لظهوره المقصود ان الجواب اقرب ما يقال من اجوبة الجواب الظاهري القريب ان هذا باعتباره ايش تعدد الاحوال والاماكن والاوقات في ذلك اليوم. نعم نعم. وقوله تعالى وان تصيبهم حسنة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يقول هذه من عندك قل كل من عند الله لا تعارض بينه وبين قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من من سيئة فمن نفسك والجواب ظاهر وهو ان معنى قوله وان تصبهم حسنة اي مطر وخصب وارزاق وعافية يقول هذا اكرمنا الله به وان تصبهم سيئة اي جذب وقحط وفقر وامراض يقول هذه من عندك. اي من شؤمك يا محمد طيب في قوله قبل الوقت لا يتسع للاستيعاب ما ذكر لكن قوله تعالى ان تصبهم حسنة. الحسنة هنا بمعنى النعمة يقول هذه من عند الله وان تصبهم سيئة يعني شيء يسوءهم ويكرهونه من البلاء والمصائب السيئة هنا المقصود بها ما ينزل به من المصائب يقول هذه من عندك يقول اي يقول هؤلاء الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم هذه من عندك اي هذه بسببك ومن جهتك تشائما بالنبي صلى الله عليه وسلم جاء الجواب قل يعني يا محمد في الرد على هذا الافتراء او الكذب كل من عند الله. يعني النعم التي نزلت بكم من عند الله وما اصابكم من المصائب فمن عند الله الاية الاخرى يقول لا تعارض بينه وبين قول لا اه ما اصابك من حسنة من نعمة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. هذه تفريق بين النعم والمصائب. وهذا ظاهره التعارض. والجواب ان شاء وتعالى نقف عليه الدرس القادم باذن الله بارك الله فيكم