لا يغتني عن ظيافة من نزل بهم الذي ينزل على اهل قرية لا يجد مأوى يأوي اليه ولا مسكن يذهب اليه فهنا ضيافته عليهم واجبة اما من كان في القرى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قد اه تكلمنا في اه المجلس السابق عن الخامس عشر وهو من اخوه المصنف رحمه الله من طريق الزهري عن عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر يقل خيرا او ليصمت من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم تجارة ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه هذه الجملة الثالثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وهي جملة شرطية موافقة لما تقدم من جملتين حيث قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه على نحو ما تقدم في الصفتين السابقتين قد ذكرت ان الحديث تضمن ما تصلح به حال الانسان مع الخلق القول والعمل الاول الحديث اصلاح ما بينك وبين الناس في القول وجملتان الاخيرتان في الحديث لاصلاح ما بينك وبين الخلق بالفعل وهو الاكرام القريب والعارض الدائم الكرام الدائم للجار لان الجار دائم الصلة بك واما الاكرام العارظ هو للضيف الذي جاء في اخر الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه وهنا يتبين لماذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الضيف لان الضيف حالة عارضة في معاملة الخلق الاكرام المأمور به في معاملة الخلق يشمل من كان دائم المعاملة ومن كان عارض المعاملة الضيف كما سيأتي في الفوائد وقوله صلى الله عليه وسلم ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر تقدم الكلام على هذا فليكرم ضيفه. هذا جواب الشرط الفاء واقع في جواب الشرط. وقوله ليكرم اللام للامر ويكرم فعل مضارع مجزوم باللام والاكرام هو السعي في ايصال الخير الكثير قولا وعملا الكرم يدور على هذا المعنى الخير الكثير الجملة ولكن في المعاملة يشمل كل خير ظاهر او باطن قولي او عملي وقوله صلى الله عليه وسلم فليكرم ضيفه من المقصود بالضيف الضيف هو من نزل بالانسان من غير ذوي الحقوق لانه اذا كان له حق الكرام يكون لاجل حقه لكن اذا لا لم يكن له حق فانه يكون اكراما لضيافته هكذا قال جماعة من اهل العلم في بيان من المراد بالضيف في قول من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه من نزل بالانسان من غير ذوي الحقوق الغريب والصاحب وقوله صلى الله عليه وسلم هنا فليكرم ضيفه جاء مطلقا غير مقيد فيشمل كل اوجه الاحسان الى الضيف دون تقييد زمان ودون تقييد جنس يشمل الاكرام في المطعم المنزل كل ما يكون من شأن الضيافة ويشمل ايضا المدة دون تحديد لكن قد جاء تحديد ذلك في ما رواه الشيخان من حديث ابي شريح الخزاعي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته قالوا وما جائزته يا رسول الله قال يوم وليلة وهذا تحقيق تحديد زماني للاطلاق الذي في حديث ابي هريرة رضي الله عنه هذا الحديث يبين ان المقصود بالضيف هو النازل على اهل البلد من غيرها. فخرج بذلك الظيافة العارضة التي تكون للضيافة التي تكون لاهل البلد كان يزورك جار او قريب او يزورك او يزورك صاحب او يزورك احد من اهل البلد حتى ولو لم يكن ذا صلة وحق انه يدخل فهذا يدخل في ما جاء في حديث عبد الله ابن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان لزورك عليك حقا عليك حقا وهذا يشمل من كان نازلا على الانسان من اهل البلد او من او من غير اهل البلد لكن الذي من غير اهل البلد له حق الظيافة يوم وليلة اما الذي من اهل البلد فهذا له حق الظيافة لكن دون ان يحدد هذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي شريح الخزاعي رضي الله عنه الاكرام حق للجميع لكن التحديد جاء في حديث ابي شريح للضيف الذي يكون طارئا على البلد اما من كان من اهل البلد فانه لا يجب له ذلك بل يجب اكرامه كما جرى من اه ضيافة ابي الدرداء رضي الله عنه لسلمان عندما جاءه فانه قد قال له ان لزورك عليك حقا فاقره النبي صلى الله عليه وسلم وكان من اكرامه ان يشاركهم في الطعام حيث قال لا اكل حتى تأكل كما في الصحيح فانه قال له عندما رآه صائما لا اكل حتى تأكل فاكل اكراما له استنادا الى قوله ان لزورك عليك حقا وهنا نأتي الى معنى الضيافة المطلوب الضيافة هي كل ما جرى به العرف من الاكرام وكل ما عده الناس عرفا قولا او فعلا ومطعما مجلسا او منزلا فانه مأمور به في قوله تعالى من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه هذا مما يرجع في ما يرجع فيه تحديد الى العرف كما سبق في قول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره. فاننا قد ذكرنا هناك ان كل ما جاء الامر به من قول النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت بيانه وتحديده فان المرجع في معرفة حقيقته الى ايش الى العرف كما قال الناظم وكل ما اتى ولم يحدد بالشرع الحرز فبالعرف احدد. قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر يكرم الاكرام هو طلب الاعلى من الاحسان دون اسراف وتبذير ولهذا سئل الاوزاعي عن من اطعم ضيفه خبز شعير وعنده خبزة وعنده خبز بر واطعمه الخبز بالزيت وعنده الخبز باللحم فيكون هذا اكراما؟ قال هذا ممن لا يؤمن بالله واليوم الاخر هكذا قال الاوزاعي رحمه الله في بيان ان المطلوب في اكرام الضيف اعلى ما يستطيع مما لا يشق عليه واما لا يوقعه في الاسراف الاكرام المطلوب به هو من مقدور عليه لقول الله تعالى لينفق ساعة من سعة ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله. فالفقير اكرامه ليس كاكرام الغني لكن الجامع بين هذا وذاك الا يكون في ذلك اسراف وقوله صلى الله عليه وسلم فليكرم ضيفه هذا امر وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذا الامر هل هو على الوجوب استحباب ذهب الامام احمد رحمه الله وليت ابن سعد وهو قول جمهور اه وهو قول جماعة من اهل العلم الى انه واجب للامر به في قوله فليكرم ضيفه وهذا خلاف ما عليه جمهور العلماء لان اكرام الضيف مستحب وليس واجبا قالوا ان الوجوب مستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم عندما سأله الصحابة حيث قالوا انك تبعثنا انك تبعثنا ننزل بقوم لا يقرؤوننا كما ترى فيه يعني ما يضيفونا ننزل على ناس ولا يقومون بتظيفنا قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا نزلتم بقوم فامروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا يعني اقبلوا ما جاءكم من ضيافتهم على حسب استطاعتهم. ما ينبغي للضيف على حسب استطاعتهم ان لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف وهذا استدل به الامام احمد والليث ابن سعد وجماعة من اهل العلم على الوجوب والقائلون بالوجوب استدلوا بهذا لكن الجمهور قالوا ان هذا في الحالة الاولى عندما كان الصحابة محتاجون الى ذلك وقال اخرون بل هذا في الحالة التي يكون فيها الضيف العظيمة التي فيها مساكن ويستطيع الانسان ان يستقل بنفسه. كذا الحواضر التي فيها فنادق واماكن للسكنة فهذه تكون الضيافة مستحبة ليست واجبة هكذا قال الجمهور رحمهم الله في توجيه الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم فليكرم ضيفه وبين آآ ما جاء في الحديث الذي سأل فيه الصحابة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم آآ عن ضيافة عن عن حق الضيف فيما في من لم يضيفه وانه قال فاذا لم يأمروا لكم بذلك فخذوا منهم حق الظيافة والذين تدلوا الاستحباب قالوا في حديث ابي شريح قال النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه جائزته والجائزة عطاء زائد عن المطلوب والواجب والا لما سمي جائزة لكن الاستدلال في هذا نظر والاقرب في الجمع بين الاحاديث انه اذا كان في اماكن التي يمكن للانسان فيها الاغتناء عن الناس فالضيافة ليست واجبة واما اذا كان في اه مكان لا يجد مأوى فهنا هذا من حق المسلم على المسلم ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه هذا ما يتعلق بهذا الحديث من معاني اما الفوائد هذه جملة من الفوائد نستعرض ابرز ما فيه من الفوائد من فوائد هذا الحديث من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره فهو من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم ضيفه من فوائد هذا الحديث ان الايمان بالله واليوم الاخر يحمل الانسان على حسن الخلق وجميل القول واضح هذا على حسن الخلق وجميل القول ان الايمان من ثمار الايمان باليوم الاخر الا يقول الا خيرا وان يسكت عما سوى ذلك وان يكرم جاره وظيفه ومن فوائد الحديث ان الايمان قول وعمل ما هو عقد اهل السنة والجماعة ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل من خصال الايمان ودلائله القيام بهذه الخسارة وانه انتفى الايمان المتعلق بهذه الخصال من قال شرا لم يؤمن بالله واليوم الاخر. كما قال الاوزاعي الرجل الذي يطعم ضيفه دون ما ينبغي له من الظيافة قال ذلك ممن لا يؤمن بالله واليوم الاخر ان في هنا نافلة الايمان الكامل امالا واجبا الذي يحمل الانسان على فعل ما يجب وترك ماء آآ ينهى عنه من آآ سيء العمل اذا الفائدة خلاصتها ايش؟ ان الايمان قول وعمل كما هو عقد اهل السنة والجماعة الادلة على هذا كثيرة امامنا وصدق وعمل يزيد بالتقوى وينقص بالزلل. من فوائد هذا الحديث ان الواجب على المؤمن ان يمسك لسانه عن قول غير الخير ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فليقل خيرا او ليصمت من فوائد هذا الحديث انه ينبغي للانسان ان يتأمل فيما يتكلم والا يطلق للسانه العنان. بعض الناس يتكلم ثم يفكر. لا فكر قبل ان تتكلم فان الكلام قد يوردك مهالك لا قبل لك بها فقد جاء في الصحيحين من طريق عيسى بن طلحة عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها. يعني ما يتأمل ما يفكر ما ينظر في هذا الكلام الذي تكلم فيه. ما اتبين فيها يهوي بها في النار ابعد ما بين المشرق والمغرب يعني هذا هذا البعد العظيم هذا سقوط سحيق في النار يعني هذا بيان ما الذي ينزل به الى اي حد في النار اسأل الله ان يكفينا واياكم شرها. ابعد ما بين المشرق والمغرب. هذا معنى قومي. قول يهوي بها ابعد ما بين المشرق والمغرب يعني نزول سحيق في الدركات السفلى منها الله النجاة وفي رواية اخرى في الصحيح انطلق ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يعني ما يفكر بها ولا يهتم اماما آآ متحريا او لا يظن انها تبلغ به هذا المبلغ يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم جاء بيان مقدار الهوي الرواية الاخرى ابعد ما بين المشرق والمغرب من فوائد الحديث ان الكلام ينقسم الى اقسام وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قسمين فقال من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت الخير وما يقابله الكلام ينقسم في الجملة الى قسمين خير وغير خير لكنه في ما يتعلق التقسيم المستوعب هو خير او شر او ما لا شر فيه ولا خير او ما يؤدي الى احدهما تكون القسمة اربعة فيكون خيرا وهو ما من قول الله وقول رسوله امر بالمعروف والنهي عن المنكر تسبيح تحميد تهليل سائر الاذكار تعليم العلم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر كل ذلك من الخير والكلام البذيء الفاحش بالمنكر التعاون على بالقول على الشر ما القسم الثالث ما ادى الى احدهم هذا يؤدي يأخذ حكمه ما يؤدي الى الخير فهو خير وما يؤدي الى الشر الرابع ما لا خير فيه ولا الكلام الذي لا خير فيه ولا شر له مثل يعني ما يكون بين الناس من حديث ليس محرما في ذاته هو الكلام المباح ولا يؤدي الى محرم وليس خيرا في ذاته. ولا يؤدي الى خير هنا الذي امر النبي صلى الله عليه وسلم بالامساك عنه هو كل ما عدا الخير يدخل في قول من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا ما كان خيرا في ذاته وما ادى الى خير واما المأمور بالصمت عنه فهو ما كان شرا في ذاته وما ادى الى الشر ويلحق به ما لا خير فيه ولا شر لانه يستحب الصمت عنه لانه قد يؤدي الى شر لانه قد يؤدي العشا الحديث من الفوائد الندب الى اكرام الجار وان الكرم اعظم ستار يتوقى به الانسان شرور الناس القريب والبعيد الدائم والعارض ولذلك ليس شيء مثل الكرم في دفع اذى الناس يدفع اذى الناس بالاكرام والاكرام يشمل كل ما يمكن ان يكون من خير توصله الى الناس سواء كان ذلك بالمال اذا قدره عليه الانسان او كان ذلك بالقول او كان ذلك بالجاه او كان ذلك التبسم او كان ذلك بكل وسيلة يحصل بها اكرام الناس وهنا يبين لنا الحديث ان الاكرام قيمة عليا لكسب قلوب الناس وفي ايصال الخير اليهم وفي توقي شرورهم وان الاكرام يحتاجه القريب والبعيد الداء الذي لك به على علاقة دائمة وعلاقة عارظة ولذلك امر به لانه يلبي حوائج الناس وهذا معنى ما يقوله بعض المعاصرين الاحترام قيمة يحتاجها الناس كلهم الاحترام يعني انزال الناس منازلهم على حسب منازلهم وعلى حسب ما يكون من اه مراتب احوالهم لهم الاكرام ويكون لهم الاحترام من فوائد الحديث عظم حق الجار فانه خصه بالذكر والجار له حق مؤكد يكفي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه كما في المسند والسنن ومن فوائد الحديث حق الضيف وانه ينبغي ان يعتنى بالضيف الاعتناء بالضيف بكل وجه من اوجه الاعتناء هو من سنن النبيين ومن خصال الخير وذلك لكل ممكن من الاحسان الفضل في القول وفي العمل وفي المعاملة وكما قيل التبسم خير من القراءة. النفس الطيبة خير من الضيافة الجميلة قد تقدم للانسان سفرة من هنا الى اخر المسجد لكن تقابله علوم او بجفاف فيذهب جفاؤك ما بذلت من مال وقد تقدم شيئا قليلا لكن هذا المستطاع عليك وهذا المتيسر عندك هاكا اللحظة وتقابله باحسان واكرام وبشاشة يكون هذا اوقع في نفسه. لذلك ينبغي العناية بالاكرام المعنوي وهذا معنى المثل الذي يقوله العرب التبسم خير من القراء. يعني كونك تتبسم في وجه الضيف خيرا من انك تطعمه القراءة الطعام والضيافة في الاكل والشرب وهذا واقع انك تدخل على شخص قد يقدم لك صنوف الطعام لكن اما انه قد علا بنفسه او انه جفا في معاملته فلا تخرج وانت مسلم شريعة الصدر. وقد تدخل على انسان لا يقدم لك شيئا الا التبسم والاحسان القولي فتخرج وانت منشرح الخاطر مسرور الفؤاد ينبغي العناية بهذا الامر حتى يتحقق ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من الاكرام. من فوائد الحديث العناية باصحاب العلاقات الدائمة والعلاقات العارظة فان النبي صلى الله عليه وسلم اعتنى بهذين في قول من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكون ضعيفا ومن كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكرم جاره والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد بارك الله فيكم