فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وامره ان يفرد رداءه اخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيديه شيء ووضعه في ذلك الى صدره يقول فما حفظت شيئا فنسيته بعد ذلك بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماء والارض وملء ما شاء من شيء بعد احمده حق حمده له الحمد كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان المؤمن يمتثل ما امر الله تعالى به ورسوله ورسوله على كل حال فذاك هو مقتضى الاسلام ومقتضى الايمان كما قال الله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم فليس للمؤمن ذكر او انثى اختيار بما حكم به العزيز الغفار جل وعلا بل مهمته الامتثال هذا ما امر الله تعالى به ورسوله وهو معيار الايمان فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ومن رحمة الله تعالى بعباده ان بين لهم شيئا من فضائل الاعمال التي بها تنشط النفوس يقدم الناس رغبة فيما عند الله تعالى وتحصيل ما رتبه على تلك الاعمال من الاجور والعلم بفظائل الاعمال مما يشهد نفوس المؤمنين على الاستزادة في الخير والاكثار من العمل الصالح رجائي ما عند الله عز وجل فانه اذا علم الانسان فظل العمل الصالح كان ذلك موجبا للقيام به والاقبال عليه والاكثار منه ان كان مما يطلب تكراره والفظيلة في ان يفعله المؤمن وان يلازمه بهذا حري بنا ونحن نقرأ الاحكام الشرعية ونعمل بها من صلاة وصوم وزكاة وحج وبر والدين وصلة ارحام وغير ذلك من الاعمال حري ان نستحضر ما رتبه الله تعالى وما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم من الفضائل على تلك الاعمال فان ذلك مما ينشط النفوس فاذا علم الانسان بفظل العمل الصالح كان ذلك موجبا لنشاطه واقباله واخلاصه ايظا لانه لن يدرك تلك الفظائل ولن يحصل تلك الاجور الا بتمام الاخلاص وكماله فنحن نصلي فينبغي ان نعرف ما رتبه الله تعالى من الفضائل على الصلاة. نحن نتوضأ فينبغي ان نحرص على معرفة ما رتب على هذا من الفضائل وهلم جر في كل عمل دقيق او جليل وفي جميع خصال الايمان احرص على معرفة ما رتبه الله تعالى على ذلك من اجور وليس في الاجور قليل بل فظله عظيم جل في علاه يعطي على القليل الكثير وهذا من احسانه وفضله. اسألكم ايها الاخوان ما هي ادنى خصال الايمان ما هو ادنى خصال الايمان؟ اماطة الاذى عن الطريق وليس في الايمان دني انما هي مراتب في الفضل اصطفاء من رب العالمين. قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما رواه البخاري ومسلم الايمان بضع وسبعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان. قف عند ادنى خصال الايمان. وانظر ما جاء فيه من الفضائل. روى الامام مسلم في صحيح من حديث ابي هريرة ان رجلا كان يسير في طريق فوجد غصن شجرة فنحاه لان لا يؤذي المسلمين فشكر الله له فادخله الجنة عندما تقرأ هذا الفضل تجد من نفسك نشاطا في الاقبال على هذا العمل فهو ايمان وخصلة من خصال هذا الوصف العظيم الذي رتب الله تعالى عليه سعادة الدنيا والاخرة ومن يعمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن لنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون فكل الفضائل كل السعادات كل الخيرات في الدنيا والاخرة مرتبة على الايمان فانت اذا عملت باي خصلة من خصال الايمان فزت بهذا الوصف الذي هو يوجب الذي هو من موجبات النجاة ومن اسباب السعادة. لكن زيادة على اهذا اذا عرفت ما له من الفضائل كان ذلك حاثا لك حاملا لك على ان تستزيد من تلك الخصال ان تستكثر من تلك الاعمال الصالحة ان تنشط لها انا اجزم انه عندما تسمع مثل هذا الحديث ان الله ادخل الجنة رجل بسبب اماطة الاذى عن الطريق لان لا يؤذي المسلمين سيكون في قلبك حرصا على ازالة كل اذى واماطة الاذى هنا لا تقتصر فقط على الاذى العين الحسي بل يشمل كذلك كل اذى ولو كان اذى معنويا فان كل اذى يميطه الانسان حسي او معنوي من طريق المسلمين يرجو بذلك ثواب رب العالمين سيدرك الفضل والاجر ومما رتبه الله تعالى من الاجور والفظائل على الاعمال الصالحة التي يفعلها كل واحد من اهل الاسلام ما من احد من اهل الاسلام ذكر او انثى الا وهو يفعل ذلك الوضوء هذا الوضوء الذي كلكم قد فعلتموه قبل ان تصلوا فلا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ. فيه من الفضائل الشيء الكثير سنتطرق قيل ذلك وبعض احكامه فيما نستمع اليه من الاحاديث فنسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد وان يعيننا على الطاعة والاحسان وان يرزقنا الثبات على السنة ولزومها والموتى عليها والبعث مع صاحبها والحشرة في زمرته والورود لحوضه صلوات الله وسلامه عليه سم الله يا اخي. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه بلوغ المرام عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان امتي يأتون يوم القيامة برا مهجرين من اثر الوضوء. فمن استطاع منكم ان يطيل غرته لم يفعل متفق عليه واللفظ لمسلم هذا الحديث ومن جملة احاديث فضائل الوضوء وجاء به المصنف رحمه الله في ثنايا احاديث الوضوء لبيان ما يحفز على الاسباغ ما يحفز على تكميل الوظوء فان اسباغ الوظوء مما يرتب الله تعالى عليه اجرا عظيما في الدنيا والاخرة والاسباق كما تقدم اسباغ واجب وهو القدر الذي يبلغ به ما امره الله تعالى به في اية الطهارة وقدر زائد على ذلك وهو التكرار في الغسل. ثلاثا او مرتين وكذلك الاستيعاب للاعضاء بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من المظمظة والاستنشاق والمبالغة في الاستنشاق وتخليل الاصابع وما الى ذلك هذا الحديث نقله المصنف رحمه الله عن ابي هريرة وهو عبدالرحمن بن صخر الدوسي من جلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن اوعية العلم فقد حفظ كثيرا من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم رغم تأخر اسلامه رظي الله تعالى عنه. فانه اسلم في السنة السابعة قبل غزوة خيبر وحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا عظيما ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم فانه قد شكى الى النبي صلى الله عليه وسلم انه يسمع منه شيئا كثيرا لكن يتفلت منه وهذا من فضائل ابي هريرة التي خصها به رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهو من ايات النبي صلى الله عليه وسلم. ولذلك هو من اكثر الصحابة رواية رضي الله تعالى عنهم هذا الحديث متفق عليه في الصحيحين من طريق سعيد ابن ابي هلال عن نعيم المجبر عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين. ان امتي هذا خبر من النبي صلى الله عليه وسلم عن امته. وحالهم يوم القيامة. وقوله ان امتي بالامة هنا امة الاجابة امة الاجابة اي الذين قالوا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله يعني اهل اهل الاسلام فالمقصود بالامة هنا هم اهل الاسلام الذين قبلوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وسميت امة الاجابة لانهم اجابوا النبي الى دعوته واما امة الدعوة فهي شاملة لكل البشرية بل لكل الانس والجن بعد مبعث النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهؤلاء كلهم من امة النبي صلى الله عليه وسلم لكنهم لا يحوزون تلك الفضائل انما يحوز فضائل الامة وما رتب لها من الاجور في الدنيا والاخرة من كان قد اجابه ويعظم ذلك في حق امته الاتباع الذين وفقوا الى العمل به. فالامة تطلق ويراد بها امة الاجابة وتطلق ويراد بها امة الدعوة وتطلق ويراد بها امة الاتباع امة الاجابة في قوله ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فهذا لكل من اجاب النبي صلى الله عليه وسلم امن به ولكل من كمل الوضوء نصيبا اعلى من هذا الوصف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. اما امة الدعوة فهو ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني. كيف هذه الامة ثم يقول يهودي ولا نصراني؟ يهودي ولا نصراني هذا بدل بعض من كل لا يسمع بي احد من هذه الامة يعني امة الدعوة الذين بعثت اليهم قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فهؤلاء كلهم من امته كل البشرية بعد بعثته من امته امة الدعوة لكن الذين امنوا به وصدقوه واتبعوه هؤلاء امة الاجابة. فقول ان امتي المقصود بالامة هنا امة اجابته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ان امتي يأتون يوم القيامة اي يجيئون يوم يقوم الناس لرب العالمين يأتون يوم القيامة اي يوم البعث والنشور وهذا اليوم يوم عظيم وسمي يوم القيامة لان الناس يقومون فيه لرب العالمين كما قال تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين ولانه وايضا اليوم الذي يقام فيه القسط قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فهو يوم تقام فيه الموازين للقسط والعدل والحكم بين الناس. كما انه يوم يقوم فيه الناس لرب لرب عالمين يبدأ يوم القيامة بخروج الناس من قبورهم ثمة مقدمة له وهو ما كان من اشراط الساعة وما يكون من الصعقة التي يموت بها الناس ثم يبعثون من قبورهم. فيقومون وهنا يتحقق اليوم الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هنا في قوله ان امتي يأتون يوم القيامة اي يوم يقوم الناس ويخرجون من قبورهم حفاة عراة غرلا لا يختلفون في الصورة والشكل كما خلقهم الله قال الله تعالى كما بدأنا اول خلق نعيد فيأتون على حالهم الاولى التي خلقوا عليها وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم فلا يأتي الانسان لا بمال ولا بمنصب ولا بجاه ولا بشيء من هذا حتى الانساب فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون. حتى الانساب لا تنفع الناس هي التي تبقى يوم القيامة. لكن الله عز وجل ذكر انها لا تنفع. مع بقائها فهي لا تنفع فالناس يدعون الى ابائهم والى انسابهم يوم القيامة لكنه لا لكنهم لا ينتفعون بذلك كما ينتفعون به في الدنيا يوم يقوم الناس لرب العالمين يقولون يقول النبي ان امتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين اياتون على هذه الصفة غرا محجلين قوله صلى الله عليه وسلم غرا ان يأتون وفي وجوههم بياض فالغرة هي بياض في الوجه واصلها ما يكون في وجه الفرس من بياض من بياض بين عينيه. ثم وسعت دلالته واستعمال ثم وسع استعماله ليدل على كل بهاء وجمال وحسن وبيان فقوله صلى الله عليه وسلم يأتون غرا اي قد ابيضت وجوههم. قال الله تعالى يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فهؤلاء يأتون يأتون يوم القيامة قد ابيظت وجوههم وقوله صلوات الله وسلامه عليه محجلين اي في اطرافهم بياض ونور وذاك ان هذا التحجيل يكون في اطرافه في الاصل يكون في قوائم الفرس بياض في قوائم الفرس والمقصود به هنا انه يأتي وقد ابيضت اطرافه يداه وقدماه وذلك من اثار الوضوء. ولذلك قال صلى الله عليه وسلم لبيان سبب ذلك البياض الغرة بالوجه والتحزيل في الاطراف سببه ما كان منهم من الوضوء ولذلك قال صلى الله عليه وسلم من اثار الوضوء او من اثار الوضوء اما من اثار فعله او من اثار جريان الماء على اطرافهم هكذا بين النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ما يكون لاهل الوضوء يوم القيامة من التمييز العظيم وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم ان امتي يدعون يوم القيامة. وهذه الرواية عند البخاري يدعون اينا دور او ان المقصود الدعاء هنا يسمون اما النداء واما التسمية وفي كل الاحوال هذا بيان لصفة مجيئهم يوم القيامة وانهم يأتون على هذه الصفة التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم غرا محجلين. ثم قال فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل فمن استطاع منكم اي من قدر منكم فليطل غرته ولم يذكر التحجيم والتحجيل تابع فذكر الغرة فقط دون ذكر التحزير لان لانه يفهم من ذكر الغرة التحجيل بهذا يكون قد ذكر احد اللفظين الدال على الاخر وقوله من استطاع منكم ان يطيل غرته؟ هل هو من قول النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال بعض اهل العلم ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هو من كلام ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ادرج في الحديث فتوهم بعض الرواة انه من قوله صلى الله عليه وسلم وهو من كلام ابي هريرة وهذا من دقة العلماء وتحريرهم لاحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وتمييزهم ما هو من قوله بابي هو وامي صلوات الله وسلامه عليه. وما هو من قول غيره والصحيح ان هذا ليس من قول النبي صلى الله عليه وسلم لان اكثر الروايات التي فيها ذكر الغرة والتحجيل لم تذكر هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو من كلام ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ثم انه من حيث الواقع لا يمكن ان تطال الغرة من حيث المكان لان مكان الوجه والوجه محدود طولا وعرضا فلا يمكن الاطالة بالمقدار وانما يمكن ان تكون الاطالة بكثرة الطهارة فيكون الاطالة هنا ليست اطالة مكان ومساحة ومقدار بل هو بل هي اطالة دوام للعمل واستمرار له. هذا لو ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو كما ذكرت لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ويتحقق ذلك بان يتوظأ المؤمن في وجهه ويديه على نحو ما امر وان يجتهد في الاسباغ فالاسباغ مما يتحقق به تمام الغرة وتمام التحجيم. بان يغسل الاعضاء ثلاثا وآآ بهذا يتحقق ما امر به من اطالة الغرة والتحجيم اطالة الغرة والتحجيل في فعله صلى الله عليه وسلم جاء مبينا في حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم توظأ فاسبغ الوضوء ثم غسل يديه حتى اسرع في العضد حتى اسرع في العضد العضد هو ما فوق المرفق فغسل النبي صلى الله عليه وسلم يده الى المرفقين والمرفقان هما المفصل الذي يفصل الساعد عن العضد داخلان فيما يجب غسله كما قال تعالى تغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق اي مع المرافق وحتى يتحقق ذلك على وجه الكمال لا يمكن ان يتحقق ذلك الا بغسل شيء من العضد. ولذلك قال في رواية ابي هريرة في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فغسل يديه حتى اشرع في العضد يعني حتى بدأ في غسل العضد وكذلك في القدمين غسل رجليه حتى اشرع في الساق اي حتى بدأ حتى نال الغسل شيئا من ليتحقق بذلك ما امر الله تعالى به من غسل الكعبين في قوله وارجلكم الى الكعبين اي واغسلوا ارجلكم الى الكعبين. بهذا يتحقق بهذا يتحقق الغرة والتحجيل من حيث المكان. اما من حيث كثرة ذلك فهو يتحقق بتكرار غسل مرتين او ثلاثا فان ذلك اعلى ما ورد في السنة من حيث تكرار الغسل لاعضاء الطهارة ان يكون ذلك مرة ثم او مرتين او ثلاثا وهذا اعلى ما يكون. الحديث فيه جملة من من الفوائد من فوائد الحديث ان الغرة والتحجيل من خصائص هذه الامة من خصائص هذه الامة مما ميز الله تعالى به هذه الامة يوم القيامة عن سائر الامم ما يكون لهم من البياض في وجوههم واطرافهم وقد اخذ بعض اهل العلم من هذا الحديث ان الوضوء خاص بهذه الامة ولم يكن في الامم السابقة الا ان هذا ليس بصحيح وذلك ان الوضوء جاء في الامم السابقة فقد جاء في خبر ابراهيم لما قدم على الملك الذي اراد سارة بسوء وشر انه لما جاءت اليه توظأت وصلت ودعت فصرفه الله تعالى عنها فذكر حديث الوضوء وكذلك في خبر جريج العابد من بني اسرائيل الذي اتهمه اتهمته البغي بان الولد منه فجاء قومه فهدموا صومعته فقال ذروني دعوني اي اين هي؟ فدعيت فقال اعذروني اصلي فتوضأ وصلى وسأل الله ان يبين الحق فكان ما كان من ان نطق الولد انه ان جريج ليس اباه وانما ابوه الراعي فالشاهد ان الوضوء موجود في ابراهيم وفي شريعة بني اسرائيل في قوم موسى عليه السلام فليس من خصائص هذه الامة الوضوء انما الذي من خصائص هذه الامة هو ما رتب الله عليه الاجر والفظل من الغرة والتحجيل مما يدل على ذلك ان الذي خص الله تعالى به هذه الامة هو الغرة والتحجيل ما جاء في صحيح الامام مسلم من ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وددت لو اني رأيت اخواني قالوا له يا رسول الله اخوانك قال صلوات الله وسلامه عليه انتم اصحابي وانما اخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني نسأل الله ان نكون منهم اللهم اجعلنا من اخوانه واحشرنا في زمرته واجمعنا به في مستقر رحمتك يا رب العالمين قال النبي قال الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تعرفهم ولم ترهم ولم يروك قال يأتون يوم القيامة غرا محجلين فيعرفهم صلى الله عليه وسلم بالغرة. يعرفنا اللهم اجمعنا به يعرفون بالغرة والتحجيم فهذا هو العلامة التي بين النبي صلى الله عليه وسلم وامته ومن هنا اخذ العلماء ان من لم يتوضأ فليس من الامة وعليه فان تارك الصلاة لا يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة تارك الصلاة ليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم علامة يميزه بها. لان تارك الصلاة تارك للطهارة وهذا يبين عظيم جرم ترك الصلاة وان ترك الصلاة خطير يحرم الانسان خيرا في الدنيا وخيرا في الاخرة فانه لا يدرك العلامة التي يعرف بها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم امته وهذا مما استدل به من يقول ان ترك الصلاة كفر وقد جاء بذلك جملة من الاحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث جابر بين الرجل والشرك او الكفر بين الرجل والشرك او الكفر ترك الصلاة وهذا يبين خطورة الامر وان ترك الصلاة خطير قد يوصف الانسان بانه كافر بسببه. كما قال بذلك جمع من اهل العلم. وقال الشقيق بن عبدالله لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كون عملا تركه كفر الا الصلاة وهذا يبين خطورة ترك الصلاة وهذا يعزز هذا المعنى لان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ان العلامة التي بينه وبين امته شيء يتعلق بالصلاة وهو الوضوء فمن ترك الوضوء فانه لا يعرفه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من فوائد الحديث مشروعية المحافظة على الوضوء لادراك هذه الفظيلة. وقد جاء في المسند والسنن من حديث ثوبان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن فهذا دليل على ان المحافظة من سمات الايمان وبه يتحقق هذا الوصف في الغرة والتحجير وانت تعرف ان الغرة والتحجيل وهما البياض في وجه الفرس وفي قوائمه تختلف من فرس الى فرس من حيث نصاعة البياض فبقدر ما معك من اتمام الوضوء واسباغه والمحافظة عليه والحرص عليه تنال من الغرة والتحجيل والناس في ذلك متفاوتون على درجات ومراتب وفيه من الفوائد ان الاعمال الصالحة يرتب عليها فضائل عظيمة في الاخرة وفي الدنيا لكن الفرق بين فضائل الدنيا وفضائل الاخرة ان فضائل الاخرة للاعمال ظاهرة لا تلتبس لا تخفى يدركها كل احد بخلاف فضائل الاعمال المتعلقة بالدنيا فانها قد تخفى على الناس. لا تبدو لهم. فما يكون من نور الوجوه بالطاعة والايمان في الدنيا قد لا يتميز ولا يراه كل احد لكن يوم القيامة يكون ظاهرا لا لبس فيه يتميز به من من الله تعالى عليه بذلك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه بياض حقيقي وليس البياض هو ان البشرة تنقلب البشرة السوداء تنقلب بيضاء البياض لا علاقة له لون البشرة من غمق او انفتاح البياض نور يقذفه الله في في وجه العبد. يرى به ويعرف به فليس له علاقة بالوان البشر حتى لا يقول قائل طيب في ناس خلقتهم بيضاء هذا لا لا اثر له فلو كان ابيظ ما يكون لا نور له. اذا لم يكن من اهل الطاعة والاحسان ولو كان اسود ما يكون في لون البشرة فان الله يلقي عليه من النور ما يدركه اهل البصائر في الدنيا وفي الاخرة يظهر لكل احد يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاجور الاعمال في الاخرة تكون حقائق وتتحول الى اشياء تدرك بالحواس في هذا الحديث الذي فيه قال صلى الله عليه وسلم يأتون يوم القيامة غرا محجلين وكذلك احاديث كثيرة ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ الزهراوين البقرة وال عمران فانهما يأتيان يوم القيامة كالغيايتين والصحابتين والفرقين الصواف تظلان صاحبهما فاجر القراءة يأتي على هذا النحو فيكون ظلا لصاحبه يوم القيامة. وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم المرء في ظل صدقته يوم القيامة تتحول الاعمال الصالحة الى اجسام حقيقية يراها الناس وهذا من فضل الله نسأل الله ان يبلغنا واياكم فظله هذا بعض ما في هذا الحديث من الفوائد