وقوله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة العزة فيها رجلا وفي رواية عليها قدمه. فينزوي بعضها الى بعض. فتقول قط قط متفق عليهم في هذا الحديث اضافة القدم والرجل لله تعالى وهي صفة خبرية يثبتها اهل السنة والجماعة على الوجه اللائق بالله تعالى. وقد ظل في هذه الصفات فريقان من الناس المعطلة والممثلة فغلط في هذا الحديث المعطلة الذين اولوا قوله قدمه بنوع من الخلق كما قالوا الذي لنتقدم في علمه انهم اهل النار حتى قالوا في قوله رجله كما يقال رجل من جرادم. وغلط من وجوه فان النبي صلى الله عليه وسلم قال حتى يضع ولم يقل حتى يلقي. كما قال في قوله لا يزال يلقى فيها الثاني ان قوله قدمه لا يفهم منه هذا لا حقيقة ولا مجازا كما تدل عليه الاضافة الثالث ان اولئك المؤخرين ان كانوا من اصاغر المعذبين فلا وجه الانزواءها واكتفائها بهم. فان ذلك انما يكون بامر عظيم. وان كانوا من اكابر المجرمين فهم في الدرك الاسفل وفي اول المعذبين لا في اواخرهم. الرابع ان قوله فينزوي بعضها الى دليل على انها تنظم على من فيها فتضيق بهم من غير ان يلقى فيها شيء. الخامس ان قوله لا يزال يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع فيها قدمه؟ جعل الوضع الغاية التي اليها ينتهي الالقاء ويكون عندها الانزواء. فيقتضي ذلك ان تكون الغاية اعظم مما قبلها. وليس في قول المعطلة معنى للفظ قدمه الا وقد اشترك فيه الاول والاخر. والاول احق به من الاخرة وقد يغلط في الحديث قوم اخرون ممثلة او غيرهم فيتوهمون ان قدم الرب تدخل جهنم وقد توهم ذلك على اهل الاثبات قوم من المعطلة حتى قالوا كيف يدخل بعض الرب والله تعالى يقول لو كان هؤلاء الهة ما وردوها. وهذا جهل ممن توهمه او نقله عن اهل السنة والحديث فان الحديث حتى يضع رب العزة عليها وفي رواية فيها فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قط وعزتك. فدل ذلك على انها تضايقت على من كان فيها فامتلأت بهم ما اقسم على نفسه انه ليملأنها من الجنة والناس اجمعين. فكيف تمتلئ بشيء غير ذلك من خالق او مخلوق. وانما المعنى انه توضع القدم المضاف الى الرب تعالى. فتنزوي وتضيق بمن فيه والواحد من الخلق والواحد من الخلق. قد يركض متحركا من الاجسام اسكن او ساكنا فيتحرك ويركض جبلا فيتفجر منهما. كما قال الله تعالى اركض هذا مغتسل بارد وشراب. وقد يضع يده على المريض فيبرأ وعلى الغضبان فيرضى وقول جهنم هل من مزيد على سبيل الطلب؟ اي هل من زيادة تزاد فيا؟ والمزيد ما يزيده الله فيها من الجن والانس. وقولها قط قط اي حسبي حسبي. هذا هذا الحديث الشريف الذي يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن كثافة من يرد النار نعوذ بالله من الخذلان ونسأل الله السلامة من النار. يقول صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها لا تزال جهنم يلقى فيها اي من اهلها الذين استحقوا دخولها وهي تقول هل من مزيد؟ اي هل من داخل زيادة على من فيها حتى يضع الرب حتى يضع حتى يضع رب العزة فيها رجله وفي رواية عليها قدما فاذا كان كذلك قال صلى الله عليه وسلم فينزوي بعضها الى بعض فتقول قط قط. هذا الحديث خبر عن حال من احوال يوم القيامة واحوال يوم القيامة لا تدركها العقول. لانها من الامور الغيبية التي لا يمكن لاحد ان يستوعبها بذهنه لا فيما يتعلق بالخبر عما يكون عليه حال الخلق ولا في ما يتعلق بالخبر عن فعل الخالق جل في علاه. اما فعل الخلق فان الله تعالى اخبر في كتابه عن انه يحشر يحشر المجرمون يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما صلبة وقد جاء في الحديث ان اناسا سألوا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقالوا له يا رسول الله كيف يحشرهم على وجوههم كيف يحشرهم على وجوههم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم الذي امشاهم على اقدامهم قادر على ان يمشيهم على وجوههم فقطع صلى الله عليه وسلم كل توهم يمكن ان يرد على النص بان احوال يوم القيامة حال خارجة عما الفه الناس في الدنيا وما اعتادوه وما جرى عليها وما جرى عليه حالهم فان احوالهم يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار. فذاك يوم مختلف عن هذا اليوم ليس له نظير ولا له مثيل فيما يدركه الناس من حال الدنيا ذلك خبر الله تعالى عن نفسه هو خبر عن غيب لا يمكن ان تدركه عقولهم لانهم لا يدركون من تلك الاخبار الا معانيها دون صورها وكيفياتها. ولهذا عقد اهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالخبر عن الله انهم يثبتون ما اثبته الله تعالى لنفسه من غير تكييف ومن غير تمثيل يعني من غير تصوير ولا تشبيه يمثلون فيه قبر الله تعالى الذي اخبر به عن نفسه بما يدركونه من حال الخلق فالخبر عن وضع الله تعالى جل في علاه رجله وقدمه على النار او في النار فينزوي بعضها على بعض هو مما يجب على الانسان ان يعتقده دون ان يتوهم في ذلك كيفية فالله سبحانه وبحمده ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فكما ان استواءه مجهول فكذلك نزوله مجهول وكذلك وظعه قدمه جل في علاه مجهول. وليعلم ان اهل السنة والجماعة استدلوا هذا الحديث او اخذوا من هذا الحديث اثبات صفة القدم لله عز وجل. وليس فيها هذا تمثيل فنحن نثبت ان لله عينا وان له يدا سبحانه وبحمده ولا يتطرق الى قلوبنا شيء من التمثيل فليس كمثله شيء سبحانه وبحمده. لكننا نؤمن بما دلت عليه النصوص. ولا ندخل في تلك النصوص بتأويل او تحريف او غير ذلك مما يفعله من يفعله ممن امتلأت قلوبهم تمثيلا وتكييفا ففروا من ذلك الى الى التحريف والتعطيل فيجب على المؤمن اذا سمع مثل هذه النصوص ان يؤمن بها وان يقر بما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مستصحبا هذه القواعد التي دل عليها الكتاب والسنة ان الله ليس كمثله شيء وانه سبحانه السميع البصير نعم. وقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك في نادي بصوت ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان. اي مفسر في هذين الحديثين اثبات ان الله تعالى متكلم بصوت كما جاءت به الاحاديث الصحاح. وانه سبحانه يتولى كلام عباده يوم القيامة. وظاهر حديث تكليم الله لعباده يوم القيامة عموما وتكليمه لكل احد حتى الكفار. وقد اكد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بنفي الترجمان بنفي الترجمان تأكيدا وتحقيقا تكليم الله. وانه لا واسطة فيه. والقرآن والحديث يدل على ان الله يكلمهم تكليما توبيخ وتقريع وتبكيت. لا تكليم تقريب وتكريم ورحمة وان كان من العلماء من انكر تكليمهم جملة. وقد وردت احاديث صحاح وحسان تصرح بان جميع ذكورهم واناثهم مشتركون في تكليم الله لهم. وقد تقدم البحث في صفة الكلام وسيأتي مزيد ان شاء الله. هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنه فيه الخبر عن قول الله عز وجل لادم يوم القيامة يقول الله تعالى يا ادم فيقول لبيك وسعديك اي اجيبك اجابة تلو اجابة واطلب منك الاسعاد تلو الاسعاد. في نادي بصوت اي الله عز وجل ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار. ان الله يأمرك ان تخرج من ذريتك بعثا الى النار اي من هم مستحقون للنار وهم اهل الكفر والعصيان. نعوذ بالله من الخذلان والشاهد من هذا الحديث اثبات تكليم الله تعالى لادم. واثبات ان كلامه جل في علاه حقيقة. وانه بصوت كما تقدم في الايات الدالة على نداء الله عز وجل لعباده ونداءه لبعضهم كندائه سبحانه وبحمده موسى حيث ناداه الله عز وجل كما قال وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجيا واما الحديث الاخر فيه اثبات وتكريم الله عز وجل يوم القيامة لكل احد من البشر. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا وسيكلمه ربه اي سيتكلم معه الله جل وعلا ليس بينه وبينه ترجمان. يعني ليس بينك وبين الله تعالى من يترجم ومن يفسر. وهذا الكلام على نحو كلام اكرام ورحمة وتقريب. نسأل الله ان نكون من اهله. وكلام توبيخ وتقريع واقامة بحجة واعذار وكلاهما ثابت للرب جل في علاه فان الله عز وجل يلقى الكافر يوم القيامة فيقول الم ربك الم اسودك؟ الم ازوجك فيعدد عليه من نعمائه سبحانه وبحمده ما لا يقول معه العبد الا نعم بلى يا رب بلى يا رب فيقول جل وعلا اكنت تظن انك ملاقي؟ يعني هل كنت تعتقد انك ستلقاني وتجازى على عملك؟ فيقول الكافر يا رب لا يا رب لا كنت لم اكن اعتقد انني القاك لتكذيبه باليوم الاخر فيقول الله عز وجل اليوم انساك كما نسيتني. اليوم انساك اي اتركك. فالنسيان هنا بمعنى الترك اليوم انساك كما نسيتني اي كما تركت خبري وما جاءت به رسلي كما قال الله تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى فالله تعالى يكلم عباده يوم القيامة وما من احد الا وسيكلمه الله تعالى ليس بينه وبينه ترجمان. واما ما من الاحاديث والايات التي فيها نفي كلام الله عز وجل لبعض خلقه فذاك على وجه الاهانة لهم وهو اما ان يكون في حال من احوال يوم القيامة واما ان يكون الكلام المنفي كلام البر والرحمة والتقريب. كقوله تعالى لا ولا يكلمهم الله ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم. فقوله لا يكلمهم النفي هنا لكلام الرحمة والتقريب والاحسان. ويمكن ان يقال ان نفي الكلام هو في بعظ الاحوال وليس في كل احوال يوم القيامة لان يوم القيامة يوم طويل فيه احوال واهوال وهذه الاحوال ليست متفقة في كل ذلك اليوم بل تختلف من حال الى حال ومن حين الى حين في ذلك اليوم العظيم. نسأل الله عز وجل ان يعيننا عليه وان يجعلنا ممن يقدم عليه امنا يوم الفساد اكبر نعم وقوله صلى الله عليه وسلم في رقية المريض ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك امرك في السماء والارض كما رحمتك في السماء. اجعل رحمتك في الارض. اغفر لنا حوبنا وخطايانا. انت الطيبين انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ. حديث حسن رواه ابو داوود وغيرهم وقوله صلى الله عليه وسلم الا تأمنوني وانا امين من في السماء. حديث صحيح. وقوله صلى الله عليه وسلم والعرش فوق الماء. والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه. حديث حسن رواه ابو ابو داود وغيره وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية اين الله؟ قالت في السماء قال من انا قالت انت رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم اعتقها فانها مؤمنة. رواه مسلم. في هذه الاحاديث اثبات علو الله تعالى وفوقيته على جميع الخلق. وقد تواترت بذلك الاحاديث. وفي حديث في الجارية دليل على انها لو لم تؤمن بان الله في السماء كما قال كما قال الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لم تكن مؤمنة. فانها عندما اجابت النبي صلى الله عليه وسلم في السماء. انما اراد في العلو وقد تقدم الكلام على هذا. قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رقية المريض وهو حديث في المسند والسنن من حديث ابي الدرداء ربنا الله الذي في السماء. السماء هنا المقصود بها العلو. فالله هو العلي الاعلى جل في علاه سبحانه وبحمده تقدست اسمك اي تنزه عظم اسمك والاسم هنا؟ ليس اسما بعينه بل جميع اسمائه مقدسة سبحانه وبحمده كما قال سبحانه ولله الاسماء الحسنى امرك في السماء والارض. اي حكمك في السماء والارض. فالامر هنا هو الامر الكوني الشامل لكل ما يكون في السماء والارض. كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض. اي كما انك رحمت اهل السماء اتصفت بهذه الرحمة التي هي لك جل في علاك فاجعل رحمة من رحمتك في الارض. فقوله كما رحمتك في السماء اجعل رحمتك في الارض اي انزل من رحمتك على عباده على عبادك في الارض ما تغنيهم به عمن سواك اليهم كل بر وتدفع عنهم كل شر. اغفر لنا حوبنا وخطايانا. اغفر لنا اي تجاوز عنا اصبح عن كبير ذنوبنا وصغيرها فالحب هو الذنب الكبير العظيم. والخطايا هي المخالفات بترك الواجبات او فعل المحرمات. انت رب الطيبين اي الذي توصل اليهم كل ما يحبون من الخير. فالربوبية هنا ربوبية خاصة تقتضي الانعام والاكرام والربوبية نوعان ربوبية عامة شاملة لكل الخلق. الحمد لله رب العالمين. وربوبية خاصة وهي لعباده الصالحين واوليائه المتقين. وهي ما يتفضل به عليهم من الوان النعم والالطاف. ومنه قول صلى الله عليه وسلم في هذه الرقية انت رب الطيبين. ثم قال انزل رحمة من رحمتك وشفاء من شفائك على هذا الوجع او هذا الوجع. الوجع الى المرض والوجع المرير. فيبرأ اي فيطيب ويشفى والشاهد منه قوله صلى الله عليه وسلم ربنا الذي في السماء تقدس اسمك تقدس اسمك قوله في السماء اي في العلو. وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابي سعيد وهو في الصحيحين الا تأمنوني وانا امين من في يعني الله عز وجل وقوله في السماء اي الله الله في العلو جل في علاه ثم ذكر حديث العرش قال والعرش فوق الماء والله فوق العرش وهو يعلم ما انتم عليه سبحانه وبحمده وقوله للجارية اين الله سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارية اين الله فقالت بفطرتها وما علمته من هداياتي الشريعة في السماء اي في العلو. قال من انا؟ قالت رسول الله. فقال اعتقها فان يا مؤمنة فاثبت لها الايمان بصواب جوابها عن اين الله وعن من انا؟ فقالت الله وفي السماء وقالت انت رسول الله وهذه الاحاديث كلها دالة على اثبات صفة العلو لله عز وجل. وهي صفة ثابتة بالكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة. فقد اجتمع على اثبات هذه الصفة جميع انواع الادلة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف حفظه الله وقوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت. حديث وقوله صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة فلا يبصق قبل وجهه ولا عن يمينه ولكن عن يساره او تحت قدم متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم. ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى. منزل التوراة والانجيل والقرآن. اعوذ بك من شر كل ذي شر. انت اخذ بناصيته. اللهم انت فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء. وانت الباطن ليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر. رواه مسلم. وقوله صلى الله عليه علما رفع اصحابه وقوله صلى الله عليه وسلم لما رفع اصحابه اصواتهم بالذكر ايها الناس اربعوا على انفسكم فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا. انما تدعوا سميعا بصيرا. ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته. متفق عليه في هذه الاحاديث اثبات معية الله تعالى لخلقه. وفيها اثبات عظيم سعته سبحانه وفيها اثبات عظيم سعته سبحانه واحاطته بكل شيء فهو الاول الاخر الظاهر الباطن. وفيها اثبات قربه من عبده الداعي. ففي الحديث الاول اثبات معية الله تعالى لعباده. وهذه هي المعية العامة. وفي الحديث الثاني اثبات وقربه من عبده المصلي مع علوه سبحانه. فان العبد اذا قام الى الصلاة فانه يستقبل وهو فوقه فيدعوه من تلقائه لا من لا من يمينه ولا من شماله. ويدعو من العلو لا من السفل. فالحديث حق على ظاهره. وهو سبحانه فوق العرش وهو على وجه المصلين بل هذا الوصف يثبت للمخلوقات. فان الانسان لو انه يناجي فان الانسان لو انه يناجي السماء او يناجي الشمس والقمر لكانت السماء والشمس والقمر فوقه وكانت ايضا من قبل وجهه وفي الحديث الثالث اثبات اوليته واخريته وظاهريته وباطنه فانه سبحانه قد سبق كل شيء باوليته. وبقي بعد كل شيء باخره وعلى على كل شيء بظهوره. واحاط بكل شيء ببطونه. وقد تقدم الكلام على فهذه الصفات؟ هذه الاحاديث الشريفة التي فيها الخبر عن بعض صفات الله عز وجل اولها في هذا السياق قوله صلى الله عليه وسلم افضل الايمان ان تعلم ان الله معك حيثما كنت وهذه المعية هي معية العلم والاحاطة وسائر معاني الربوبية من القدرة والملك والتدبير والتصريف وكون الانسان يعلم ذلك ويستحضره مما يعينه على تحقيق مرضات الله عز وجل. فيبلغ بذلك درجة احسان التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه فهذا الحديث الذي رواه البيهقي من حديث عبادة ابن الصامت يقول صلى الله عليه وسلم افضل الايمان يعني اعلاه ان تعلم ان الله حيثما كنت وذلك يفضي الى تقواه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اتق الله حيثما كنت اما الحديث الاخر فهو حديث حال المصلي وقد رواه البخاري ومسلم من حديث مالك عن نافع عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال صلى الله عليه وسلم اذا قام احدكم الى الصلاة وهذا يشمل كل صلاة صلاة يقوم فيها الانسان سواء كانت فرضا او نفلا. فلا يبصم قبل وجهه اي لا يتفل بصاقا جهة وجهه ولا عن يمينه. ولكن عن يساره او تحت قدمه يعني يتفل عن يساره او تحت قدمه اذا لم يكن عن يساره احد وتحت قدمه اذا لم يكن في المسجد. اما اذا كان في المسجد او عن يساره احد فانه يتفل في شيء من متاعه او حاجته ليتقي بذلك اذى المساجد او الخلق وهذا الحديث فيه الخبر عن ان الله تعالى قبل وجه المصلي وانه قريب من المصلي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث ابي هريرة اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فقرب الله تعالى من المصلي ومن الساجد ثابت في احاديث عديدة والعبد يقف بين يدي الله في كل صلاة واذا استحضر هذا كان ذلك موجبا لتعظيم هذا الوقوف. لانه في مناجاة ملك الملوك سبحانه وبحمده. اما وما في هذه وما في هذا الحديث والذي قبله من معية الله وقربه لا يتنافى مع علوه وبحمده فهو العلي الاعلى وشأن الله سبحانه وبحمده فوق ان يحيط به العباد ادراكا. قال جل في علاه ولا يحيطون به واما الحديث الثالث فهو حديث ابي هريرة رضي الله عنه وقد رواه الامام مسلم فيه قول صلى الله عليه وسلم اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فارق الحب والنوى منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل ذي شر انت اخذ بناصيته من شر كل ذي شر. يستعيذ بالله عز وجل من شر كل صاحب شر هو في ملك الله وقدرته لا يخرج عن ذلك احد من الخلق. انت الاول فليس فوق قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر ليس فوقك شيء وانت الباطل فليس دونك شيء. اقض عني الدين واغنني من الفقر. الشاهد في هذا قوله ان الظاهر فلو فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء. فجمع الله تعالى هذين الوصفين الدالين على عظيم الله جل وعلا وقربه من عباده سبحانه وبحمده من المصلي والذاكر والداعي كما دل عليه حديث ابي موسى رضي الله تعالى عنه في قول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما رفعوا اصواتهم بالذكر ايها الناس اربعوا على انفسكم اي ارفقوا بها فانكم لا تدعون اصم ولا غائبا انما تدعون سميعا بصيرا يسمع لكم ويرى ويبصر عملكم. ان الذي تدعون وهو الله جل في علاه اقرب الى احدكم من راحلته وهذا بيان عظيم القرب. الحاصل للذاكر فان الله تعالى قريب منه. وهذا لا يتنافى مع ما تقدم من علوه جل في علاه فهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء. ثم ختم المؤلف رحمه الله الاحاديث التي ساق في بيان ما جاء به النص من الخبر عن صفات الله عز وجل من قول النبي صلى الله عليه وسلم بحديث جرير في اثبات الرؤيا وهذا كله على وجه التمثيل لما اراده رحمه الله من ذكر جريان جميع النصوص في الكتاب والسنة فيما يتصل باسماء الله وصفاته على هذه القاعدة اثبات ما اثبته الله لنفسه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ومن غير تكييف ولا تمثيل. يقول رحمه الله وقوله صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون القمر البدر لا تضامون في رؤيته. فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل بها فافعلوا متفق عليه. في هذا الحديث اثبات رؤية الله تعالى يوم القيامة. وقد تواترت فيه الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم عند علماء الحديث وهذا الحديث متفق عليه من طرق كثيرة هو مستفيض بل متواتر عند اهل العلم بالحديث اتفقوا على صحته. وفي الحديث شبه رؤيته رؤية اظهر المرئيات اذا لم يكن ثم حجاب منفصل عن الرائي يحول بينه وبين المرء وذلك لبيان انه سبحانه يتجلى تجليا ظاهرا. فيرونه كما يرون الشمس والقمر. واما قول في الحديث لا تضامون فانه يروى بالتخفيف اي لا يلحقكم ظيم في رؤيته كما يلحق الناس عند رؤية الشيء الحسن كالهلال. وقيل لا تضامون بالتشديد. اي لا ينضم بعضكم الى بعض كما الناس عند رؤية الشيء الخفي كالهلال. فالمعنى لا يلحقكم طير ولا ضيم. وهذا كله وبيان لرؤيته في غاية التجلي والظهور بحيث لا يلحق الرائي طير ولا ضيم. كما يلحقه عند رؤية الشيء الخفي والبعيد والمحجوب ونحو ذلك. هذا كله تقرير لما تضمنه الحديث هذا الحديث الشريف فيه اثبات رؤية المؤمنين لله عز وجل. وقد تقدم ذلك في ادلة القرآن كقوله جل وعلا وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. وكقوله جل وعلا نعيم اهل الجنة للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وقوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. وهنا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم اهل انهم سيرون الله عز وجل كما ترون القمر ليلة البدر التشبيه هنا للرؤية لا للمرء فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انما هو خبر عن انها رؤية حقيقية. ليس فيها ضيم ولا كدر. يرى فيها المؤمنون الله عز وجل سبحانه وبحمده ويتنعمون بهذه الرؤيا. لا لا تضامون اي لا يلحقكم ضيف وفي رواية لا تضامون اي لا ينضم بعضكم الى بعض لاجل رؤيا وذلك لظهوره. اذ ان الناس ينضم بعضهم الى بعض عندما يطلبون رؤية ما هو خفي والله جل وعلا يظهر لعباده المؤمنين ويرونه جل في علاه رؤية لا ضيم فيها ولا ثم ذكر العمل الموجب لهذه الرؤية هذه الرؤيا يفوز بها من حرص على صلاة قبل صلاة قبل طلوع الفجر وهي قبل من حرص على صلاة قبل صلاة قبل طلوع الشمس. من حرص على صلاة قبل طلوع الشمس وهي صلاة الفجر. وصلاة قبل غروبها وهي صلاة العصر وهما البردان اللذان قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة بهذا يكون قد تم ما ذكره المؤلف من الاحاديث وختم ذلك بالاشارة الى مقصوده من ايراد هذه الاحاديث في هذا الكتاب فيقول رحمه الله الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به. فان اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكريف ومن غير تكييف ولا تمثيل. وقد تقدم وتفصيل هذا وبيانه وجملة ذلك ان مذهب اهل الحديث وهم السلف من القرون الثلاثة ومن سبيلهم من الخلف ان هذه الاحاديث تمر كما جاءت ويؤمن بها ويتصدق ويؤمن بها وتصدق وتصان عن تأويل يفضي الى تعطيل. وتكييف يفضي الى تمثيل وقد اطلق غير واحد ممن حكى اجماع السلف منهم الخطابي مذهب السلف. مذهب مذهب انها تجرى على ظاهرها مع نفي الكيفية والتشبيه عنها. وذلك ان الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات فرع على الكلام في الذات يحتذى حذوه. ويتبع فيه مثاله. فاذا كان اثبات ذات اثبات وجودا لا اثبات كيفية. فكذلك اثبات الصفات اثبات وجود لا اثبات كيفية وقالوا ايضا في احاديث الصفات تمر كما جاءت ونهوا عن تأويلات الجهمية وردوها وابطلوا التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه. فتأويل هؤلاء المتأخرين عند الائمة كن باطل وكذلك نص احمد في كتاب الرد على الزنادقة والجهمية انهم تمسكوا بمتشابه القرآن وتكلم احمد على ذلك المتشابه وبين معناه وتفسيره بما يخالف تأويل الجهم وجرى في ذلك على سنن الائمة قبله. فهذا اتفاق من الائمة على انهم يعلمون معنى ان هذا المتشابه وانه لا يسكت عن بيانه وتفسيره بل يبين ويفسر باتفاق الائمة من غير تحريف له عن مواضعه او الحاد في اسماء الله واياته. يقول رحمه الله في هذه الخاتمة للنصوص النبوية التي ذكر فيها ما ذكر من اسماء الله تعالى وصفاته الجليلة قال الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه ان يتكلم ان يتكلم صلى الله عليه وسلم عما يتصف به ربه جل وعلا. فان اهل السنة والجماعة وهم اهل الصراط المستقيم الذين عملوا بالكتاب وفسروه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ولازموا الجماعة. فلم يخرجوا عن الحق في قوله او عمل يؤمنون بذلك اي يؤمنون بما دلت عليه تلك الاحاديث كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه العزيز من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فيؤمنون بكل ما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله على هذا النحو من العدل والقسط والسلامة من ضلالات الانحراف بالتعطيل او التمثيل. فقد سلموا من هذا من هذه البدع وذلك ان البدع في باب اسماء الله وصفاته نوعان معطلة وممثلة والنجاة في من هذين من هذين الانحرافين بلزوم الصراط المستقيم والاستقامة على ما دل عليه الكتاب والسنة وجرى عليه عمل الصحابة وتبعهم على ذلك اهل القرون المفضلة من التابعين وتابعيهم. وجرى على من فتح الله قلبه ونور بصيرته واعانه على فهم كلام الله وكلام رسوله والسير على منها اولئك ممن تبعهم باحسان الى يومنا هذا فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقنا العلم به والبصيرة في دينه وان يجعلنا من العاملين بكتابه المعظمين لسنة رسوله. الداعين الى الهدى المجانبين لكل طرائق الضلال والردا وان يوفقنا الى ما يحب ويرضى في السر والعلن وان يثبت قلوبنا على الحق والهدى انه ولي كريم فضل واحسان وصلى الله وسلم على نبينا محمد ونجيب