الاية الثالثة التي ذكرها المؤلف رحمه الله في شأن الشفاعة وهي قول من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه من هنا استفهام لكن هذا الاستفهام ليس استعلاما ليس طلبا للعلم بل هو استفهام انكار يفيد النفي فقوله من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه اي لا يشفع احد عند الله الا باذنه جل في علاه. فاثبتت الاية الشفاعة يوم القيامة لكنها بينت ان هذه الشفاعة لا تكون الا باذن الله عز وجل. والله تعالى للشافع ويأذن في المشفوع فيه ولا يكون ذلك الا برظاه عن الشافعي والمشفوع. ولذلك ذكر الله تعالى حال الملائكة وهم من اكثر ترى الخلق شفاعة يوم القيامة فقال تعالى في الاية ذكرها في وهي الاية الرابعة التي ذكرها المؤلف وكم من ملك في السماوات تم هنا للتكفير وكم من ملك في السماوات يعني كثير من الملائكة في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا اي لا تنفع شفاعتهم احدا شيئا يعني قليل او كثير شيئا اي في في النجاة من النار او في دخول الجنة او غير ذلك مما تحصل فيه الشفاعة. لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى. فاظافت هذه الاية شرطا ثانيا في الشفاعة في نفع ساعة وهو وهو رضا الله جل في علاه. فالشفاعة لا تنفع الا اذا توفر فيها شرطان. الشرط الاول اذنه جل وعلى والشرط الثاني رضاه عن المشفوع وليعلم ان الله تعالى لا يرضى عن احد من الخلق الا ان يكون من اهل عبادته وتوحيده. فقد قال الله تعالى في الكفر ولا يرضى لعباده الكفر فمن وقع في الكفر فانه وقع فيما لا يرضاه فكان من غير المرضيين عند رب العالمين. فلا ينال الرضا الذي تحل به الشفاعة تباح به الشفاعة للخلق يوم القيامة. اما اخر الايات التي ذكرها فهو بيان ان الشفاعة لا تنفع الا باذنه فقد ذكر حال المدعوين من دون الله فقال قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض اي ليس لهم ادنى ملك في السماء ولا في الارض. هؤلاء الذين يدعون من دون الله من الملائكة. يدعون من دون الله من الرسل. يدعون من دون الله من الانبياء من الصالحين من الشهداء هؤلاء الذين يتوجه اليهم بالقربات والنذور يستغاث بهم ويطلب منهم النجدة في الكربات ويطلب منهم قضاء الحاجات هؤلاء حالهم انهم لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض واذا كانوا كذلك فمن الخبال وضعف الرأي وعمل البصر طمس البصيرة ان يتوجه اليه بالسؤال والطلب لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك. يعني الذي ينفعك هو ماء اما ان يكون مالكا واما ان يكون شريكا فنفى الله تعالى عنهم الملك ونفى عنهم الشركة وينفعك ايضا من كان معينا للمالك قال جل وعلا وما لهم منهم من ظهير فليس لهم اعانة لرب العالمين في شيء من شأن خلق السماوات والارض او تدبير امر السماوات والارض فالله غني عن ان يكون له معين جل في علاه فهو الغني الحميد. لا حول ولا قوة الا به. لا مانع لما اعطى ولا معطي منع سبحانه وبحمده اذا كان هؤلاء ليس لهم ملك ولا لهم شركة في الملك ولا لهم اعانة فالتوجه اليهم طلبا للشفاعة طلبا للنفع والضر هو خبال وخلل. ثم ذكر بعد ذلك شبهة يتعلق بها المشركون وهي قضية الشفاعة. فقال جل وعلا ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له. فبين ان الشفاعة وهي ما يتعلق به المشركون في صرف في العبادة لغير الله لا تكون الا باذنه ولا تنفع الشفاعة عنده الا باذنه وبين ان هؤلاء في غاية الضعف والعجز والذل لله عز وجل. ومن كان ذليلا فانه لا يتقدم بين يدي ربه. بالشفاعة دون حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير. بعد ان فرغ المؤلف الله من ذكر ما ذكر من الايات التي اثبتت الشفاعة لاهل التوحيد لمن يأذن الله تعالى ويرضى ونفذ التي يتعلق بها المشركون ويتذرع بها من يعبد غير الله عز وجل نقل رحمه الله كلاما نفيسا لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تضمن بيان عدة امور. الامر الاول الذي بينه ما نقله عن شيخ الاسلام ابن تيمية هو بيان بطلان دعاء غير الله عز وجل. حيث نفى كل ما يتعلق به المشركون في دعائهم غيره جل وعلا فبين انه لا ملك لهم ولا شريكة لهم ولا معاونة لهم وبين ان الشفاعة له وانها وانها لا تنفع الا باذنه ولا تكون الا برضاه. هذا الامر الاول الذي بينه ما نقله عن شيخ الاسلام ابن تيمية الامر الثاني الذي بينه كلام شيخ الاسلام ما هي الشفاعة المنفية؟ في القرآن وهي ما كان يعتقده المشركون في من يعبدونه من دون الله عز وجل او انهم يشفعون دون اذنه ولا رضاه. الامر الثالث الذي بينه الكلام الذي رحمه الله هو بيان ما هي الشفاعة المثبتة؟ وهي التي تكون لاهل التوحيد بعد اذن الله تعالى ورضاه. وقد ما ورد في صفة الشفاعة العظمى الشفاعة العظمى اهل الاسلام متفقون عليها لا خلاف بينهم في اثباتها وهي المقام المحمود الثابت لسيد الورى وامام اهل التقى والذي بعثه الله لكافة الخلق والورى. نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الثابتة له في ذلك اليوم الذي يظهر به ما قاله صلى الله عليه وسلم في الصحيح انا سيد ولد ادم يوم القيامة ولا فخر. سيدهم اي الذي تبوأت الذي تبوأت منزلة السيادة عليهم فجمع الله له الفضائل واظهر الله تعالى له عظيم المقام في ذلك اليوم حيث يأتيه الخلق بعد ان يذهبوا الى ادم نوح وابراهيم وموسى وعيسى يطلبون منهم الشفاعة كلهم يعتذر فينتهي الحال بالخلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطلبون منه ان يشفع عند الله عز وجل فيقول صلى الله عليه وسلم انا لها انا لها. وهذا هذي شفاعة عامة لاهل الموقف مسلمهم وكافرهم لكن الذي ينتفع منها اهل الاسلام واما اهل الكفر فانه يصار بهم الى النار نعوذ بالله من الخذلان كما قال تعالى ونسوق المجرمين الى جهنم وردا. اي يردونها على نحو ما وصف الله عز وجل. لكن اهل الايمان ينتفعون التخفيف من اهوال ذلك الموقف العظيم. فيقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انا لها انا لها لكنه عندما يأتي للشفاعة لا يبتدأ الشفاعة دون اذن الله عز وجل بل يستأذن اولا في الشفاعة ساجدا لله معظما له جل في علاه ثم بعد ذلك يؤذن في الشفاعة فيقال له ارفع رأسك وقل يسمع واشفع تشفع واعلم ان الشفاعات الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاث انواع من الشفاعة ثابتة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وثلاث شفاعات اخرى له ولغيره من الشافعين. فمجموع الشفاعات كم شفاعة؟ ست شفاعات ثلاثة منها تخص النبي صلى الله عليه وسلم وثلاث منها يشترك فيها النبي صلى الله عليه وسلم مع غيره من الشافعين الشفاعة الاولى التي تخصه صلى الله عليه وسلم شفاعته في اهل الموقف ان يأتي الله لفصل القضاء التي ذكرنا حالها قبل قليل من ان الناس يأتون الى الانبياء يقولون لهم الا ترون ما قد بلغنا؟ الا ترون ما نزل يطلبون منهم ان يشفعوا عند الله لمجيئه سبحانه وبحمده لفصل القضاء كما قال تعالى وجاء ربه والملك صفا من صفى فيأتون فيأتي الله تعالى لفصل القضاء والحكم بين الناس هذا النوع الاول من الشفاعة الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم. الشفاعة الثانية الثابتة له صلى الله عليه وسلم وهي خاصة به شفاعته في عمه ابي طالب فان ابا طالب نصر النبي صلى الله عليه وسلم وذب عنه الا انه لم يمت على التوحيد بل مات على ملة عبد المطلب فقد جاء في الصحيح من حديث سعيد ابن المسيب عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه في قصة موته حيث حضره النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا عم قل لا اله الا الله احاج لك بها عند الله وقد حضر او اثنان حظره عبد الله بن ابي امية وحضره ابو جهل فقال له شوف سبحان الله اهل الشر يطمعون في الاظلال حتى في الرمق الاخير واهل الخير يطمعون في الهداية حتى في الرمق الاخير. قال له اترغب عن ملة عبد المطلب اي اتطلب وترضى دينا غير دين ابيك لان ابا طالب ابوه عبد ابوه عبد المطلب. فقالا له اترغب عن ملة عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله. ما التفت اليهم وانما اعاد عليه المقالة التي يرجو ان تصدر منه ليكون للنبي صلى الله عليه وسلم حجة يحاج بها عند الله. في هذه بهذه الكلمة فقال له اعاد وقال له اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فكان اخر ما قال نعوذ بالله من خسران هو على ملة عبد المطلب. مات على هذه فخسر تألم النبي صلى الله عليه وسلم بموته على هذه الحال الما شديدا وحزن حزنا عظيما لعظيم ما كان من ابي طالب في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن الله انزل مسليا لرسوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله فيهدي من يشاء الهداية منحة من الله يهبها من يشاء من عباده هذه الهبة ليست خبطة عشواء بل هي وفق علم الله وحكمته هو اعلم بمن اهتدى جل في علاه. وهو اعلم بالمتقين. وهو سبحانه وتعالى اعلم حيث يجعل رسالته. اعلم بمن يستحق ان يكون من المهتدين واعلم بمن هو اهل للضلالة خروجي على الصراط المستقيم. فلذلك لا يملك احد لاحد شيئا في الهداية انما والهداية التي استقل بها وانفرد بها جل في علاه هي هداية القلوب انك لا تهدي من احببت. المقصود بذلك هداية القلوب. اما الدلالة والارشاد الى الحق فهذه داية ثابتة له صلى الله عليه وسلم. وقد فعلها عندما قال يا عمي قل كلمة احاج لك بها عند الله. وهي التي اثبتها الله لرسوله في قوله وانك لتهدي الى صراط هذه الهداية المثبتة في هداية الدلالة لكن هداية التوفيق التي التي تقتضي العمل بالارشاد التي تقتضي الامتثال هذه لا يملكها الا الله هداية القلوب الى الله لا الى سواه سبحانه وبحمده وهي التي قال فيها ربنا جل في علاه انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فعمه ابو طالب مات على الكفر فتألم لذلك فقال النبي لاستغفرن لك ما لم انهى عنك انزل الله تعالى ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى. فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستغفار له بعد هذه الاية ولكنه يشفع له. العباس اخو ابي طالب اخوه قال للنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث آآ كما في صحيح الامام مسلم قال العباس للنبي يا رسول الله ابو طالب كان يحوطك ويغضب لك ما نفعته. يعني ايش نفعته؟ ماذا تنفعه به؟ وهو الذي كان يحوطك يعني يحميك ويغضب لك اي وينتصر لك فقال هو في ضحظاح من نار. في ضحظاح من النار من نار. الظحظاح هو ما يبلغ الكعبين من النار. هو في ظحظاء منا يغلي منهما دماغه. يرى يعني هو اهون اهل الشرك عذابا في النار وهو يرى انهم واشد وهو يرى انه اشدهم عذابا. هل انتفع بهذا التخفيف؟ الجواب لا. ما انتفعت. لانه يرى فيما يرى من نفسه انه اشدهم عذابا لكن هذا التخفيف من كرامة الله لرسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. لكنه من حيث الواقع هذه الشفاعة لم تنقله من النار الى الجنة لان الله لم يرظ عنه فالشفاعة لا تكون الا لمن ارتضى وهي خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الشفاعة الثانية الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. اما الشفاعة الثالثة التي تختص النبي صلى الله عليه وسلم هي شفاعته للناس في دخول الجنة. شفاعته لاهل الجنة في دخولها وهي التي جاء الخبر عنها في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اول شفيع في الجنة انا اول شفيع في الجنة يعني انا اول من يشفع في دخولها ويبين هذا ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتي باب الجنة فاستأذن فيقول الخازن من؟ فاقول محمد. فيقول الخازن بك امرت لافتح لاحد قبلك بك امرت لا افتح لاحد قبلك هذه ثلاث انواع من الشفاعات كلها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم. بقي ثلاث انواع من الشفاعة هي له ولغيره من اهل الايمان. لكن ما الذي يميز الرسول صلى الله عليه وسلم فيها؟ الذي يميز النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الثلاث الشفاعة ان نصيبه منها اعظم من نصيب غيره لعظيم جاهه ورفعة منزلته صلوات الله وسلامه عليه. الثلاث المشتركة بينه وبين غيره من الشفاعات هي شفاعته صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قوم استحقوا النار الا يدخلوها. الشفاعة في قوم استحقوا النار الا يدخلوها يعني يشفع فيهم الا يدخل النار فينجوها فينجيهم الله تعالى منها الثانية الشفاعة في قوم دخلوا النار ان يخرجوا منها الشفاعة الثالثة شفاعات اهل الايمان في رفعة المنازل في الجنة وهي التي اشار اليها قوله تعالى الذين امنوا واتقوا تبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم يرفع الله تعالى منازلهم. وما التناهم من عملهم من شيء. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه لابي سلمة قال وارفع درجته في المهديين. هذا شفاعة في رفع الدرجات هذه الشفاعة له صلى الله عليه وسلم ولغيره. هذه الانواع الثلاثة من الشفاعة ثابتة له ولمن يشفع من ممن يأذن الله قال له بالشفاعة من عباد الله الصالحين وهي شفاعة اه وهي شفاعات يكون فيها نصيب النبي صلى الله عليه وسلم اعلى من نصيب غيره صلى الله عليه وعلى اله اذا هذه الشفاعات الست كلها لله يمنحها الله من يأذن له ومن يرضاه سبحانه وبحمده مما افاده كلام الكلام المنقول عن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان الشفاعة لا تكون الا بعد اذن الله تعالى للشافع. فلا بد من ولهذا يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة العظمى وكذلك يستأذن كل شافع في شفاعته اذا اراد ان يشفع مما بينه وهذا الخامس مما افاده كلام شيخ الاسلام فيما نقله تعليقا على ايات الشفاعة ان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون الا لاهل الاخلاص لا تكون الا لاهل التوحيد. فالشفاعة انما تنال بتجريد التوحيد فمن كان اكمل اذا كان احرى بالشفاعة واجدر فهي لا تنال بالشرك. ولا تنال غير رضا الله جل وعلا لذلك لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابي هريرة من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال اسعد الناس بشفاعتي يعني اعلاهم نصيبا واوفرهم حظا من قال لا اله الا الله ليس بلسانه فقط من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه السادس من الفوائد التي والبيان الذي تضمنه الكلام المنقول ان النصوص التي وردت فيها شفاعة نبيل صلى الله عليه وسلم لامته نوعان. نوع ذكر فيها. من اسعد الناس بشفاعته صلى الله عليه وسلم؟ وهو من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه والنوع الثاني بينت من الذي تباح له الشفاعة؟ اذا الشفاعة ليست على مرتبة واحدة هي مباحة من لاهل التوحيد واهل الايمان لكنهم متفاوتون فيها على قدر ما يقوم في قلوبهم من التوحيد. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم من سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي حلت ابيحت واستحقها لكن هذه لكن هذه الشفاعة ليست على درجة واحدة بل اصحابها متفاوتون فيها على قدر ما يقوم في قلوبهم من التوحيد. اخر ما ذكره المؤلف رحمه الله فيما نقل مما يتعلق بالشفاعة هو بيان حقيقة الشفاعة حقيقة الشفاعة ان الله تعالى يتفضل على اهل الاخلاص وهم اهل التوحيد اهل لا اله الا الله فيغفر ما يكون من الخطأ والزلل بواسطة دعاء من اذن الله له ان يشفع. فيكون فتكون الشفاعة كرامة من الله عز وجل الشافعين من عباد الله الصالحين من الملائكة والمرسلين والانبياء والصديقين والشهداء والصالحين وهي وهي وهو ايضا كرامة لمن يشفع فيهم من اهل القصور والعصيان. فان الله تعالى يكرمهم بشفاعة الشافعين الذين يظهر به فظلهم ويظهر به فظل من رظي عنهم جل وعلا اذن ان يشفع فيهم وهو انهم على توحيد وايمان. هذا ما تظمنه هذا الباب على وجه الاجمال من المسائل وخلاصته وجوب معرفة ما اثبته الله من الشفاعة وما نفاه. الشفاعة المنفية هي شفاعة الشرك. والشفاعة المثبتة هي جماعة التوحيد وانه لا تنال الشفاعة بالسؤال بسؤال المخلوقين بل لا تنال الشفاعة الا بسؤال الله طلبة قد قال ربكم جل في علاه قل لله الشفاعة جميعا فلا تسألوا من غيره سبحانه وبحمده وبقدر ما معك من توحيد واخلاص يكون لك من الشفاعة فتكون من الشافعين باذنه اكراما ويشفع فيك ان كنت ممن آآ يحتاج الى الشفاعة اما في الانجاء من النار نعوذ بالله منها واما في الخروج منها لمن دخل فيها واما في برفع الدرجات نسأل الله ان يرفع درجاتنا وان يشفع فينا رسوله صلى الله عليه وسلم وان يبلغنا الدرجات ان يأتي من الجنة وان يرزقنا صدق اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وكمال الاخلاص له جل في علاه وان يجعلنا من اهل لا اله الا الله الذين يقولونها بالسنتهم خالصة بها قلوبهم