وهو التوحيد العلمي الخبري واما دعوة الى عبادته وحده لا شريك له وخلع ما يعبد من دونه فهو التوحيد الارادي الطلبي. واما امر واما امر والا واما امر ونهي والزام بطاعته وحكم وقضى ان ما سواه ليس باله او ال او اله او اله هية ما سواه باطلة فلا يستحق العبادة سواه كما لا تصلحوا الالهية لغيره وذلك يستلزم الامر باتخاذه وحده الها. والنهي عن اتخاذ غيره معه الها. وهذا يفهمه المخاطب من هذا او كبعض المعنوية والمجوس. من مجوس هذه الامة الذين جعلوا الخلق خالقين هو خالق الخير النور الخير النور وخالق الشر الظلمة وهم مكابرون في ذلك والا فان لهم يعتقدون احد ان النور هو الغالب وان هو الذي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا يا رب العالمين قال الامام العز بن عبد السلام قال الامام ابن ابي العز رحمه الله تعالى ثم التوحيد الذي دعت اليه رسل الله ونزلت به كتبه نوعان. توحيد في الاثبات والمعرفة وتوحيد في الطلب والقصد. فالاول هو اثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وافعاله واسمائه. ليس كمثله شيء في ذلك كله كما اخبر به عن نفسه وكما اخبر رسوله صلى الله عليه وسلم وقد افصح القرآن عن هذا النوع كل الافصاح كما في اول الحديد وطه واخر الحشر واول الف لام ميم تنزيل السجدة واول ال عمران الاخلاص بكمالها وغير ذلك. والثاني وهو توحيد الطلب والقصد. مثل ما تضمنته سورة قل يا ايها الكافرون وقل يا وقل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم واول سورة تنزيل الكتاب واخرها واول سورة يونس واوسطها واخرها واول سورة الاعراف واخرها وجملة سورة الانعام وغالب سور القرآن متضمنة لنوعه التوحيد. والكل سورة في القرآن. فالقرآن اما خبر عن الله واسمائه وصفاته فذلك من حقوق التوحيد وهو مكملاته واما خبر عن اكرامه لاهل توحيده وما فعل بهم في الدنيا وما يكرمهم به في الاخرة. فهو جزاء توحيده واما خبر عن اهل الشرك وما فعل بهم في الدنيا وما فعل وما فعل بهم في الدنيا من النكال وما يحل بهم في العقبة من العذاب فهو جزاء ومن خرج عن حكم التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه وجزائه وفي شأن الشرك واهله وجزائهم. فالحمد لله رب العالمين توحيد الرحمن الرحيم توحيد مالك يوم الدين توحيد اياك نعبد واياك نستعين توحيد اهدنا الصراط المستقيم توحيد متضمن لسؤال الهداية الى طريقه للتوحيد الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين الذين فارقوا التوحيد. وكذلك شهد الله لنفسه بهذا التوحيد وشهدت له شهدت له به ملائكته وانبياؤه ورسله. قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الاسلام. فتضمنت هذه الاية الكريمة اثبات حقيقة التوحيد والرد والرد على جميع والرد على جميع طوائف الضلال وتضمنت اجل شهادة واعظمها واعدلها واصدقها من اجل شاهد باجل مشهود به. وعبارات السلف في تدور على الحكم والقضاء والاعلام والبيان والاخبار. وهذه الاقوال كلها حق لا تنافي بينها. فان الشهادة تتضمن كلام الشاهد وخبره وتتضمن اعلامه واخباره وبيانه فلها اربع مراتب. فاول مراتبها علم ومعرفة واعتقاد لصحة المشهود به وثبوته وثانيها تكلمه بذلك وان لم وان لم يعلم به غيره بل يتكلم بها مع نفسه ان لم يعلم وان لم يعلن به وان لم يعلن به غيره بل يتكلم بها مع نفسه ويتذكرها وينطق بها او يكتبها. وثالثها ان يعلم غيره بما به ويخبره به وهو يبينه له. ورابعها ان يلزمها ان يلزمه بمضمونها ويأمره به. فشهادة الله سبحانه لنفسه بالوحدانية القيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الاربع علمه بذلك سبحانه وتكلمه به واعلامه واخباره لخلقه به وامرهم والزامهم به فاما مرتبة العلم فان الشهادة تضمنتها ضرورة والا كان الشاهد شاهدا بما لا علم به. قال تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون وقال صلى الله عليه وسلم على مثلها فاشهد واشار الى الشمس. واما مرتبة التكلم والخبر فقال تعالى واجعلوا الملائكة الذين هم عباد اناثا اشهدوا خلقهم؟ ستكتب شهادتهم ويسألون. فجعل ذلك منهم شهادة. وان لم يتلفظوا بلفظ الشهادة ولم يؤدوها عند غيرهم اما مرتبة الاعلام والاخبار فنوعان. اعلام بالقول واعلام بالفعل وهذا شأن كل معلم لغيره بامر تارة يعلمه به بقوله وتارة بفعله ولهذا كان من جعل داره مسجدا فتح بابها وافرزها بطريقها واذن للناس بالدخول في بالدخول والصلاة فيها معلما انها وقف. وان لم يتلفظ معلما معلنا انها وقف وان لم يتلفظ به. وكذلك من وجد متقربا الى غيره بانواع المسار. يكون معلما له ولغيره. نعم وكذلك من وجد متقربا الى غيره بانواع المسار يكون معلما له ولغيره انه يحبه وان لم يتلفظ بقوله وكذلك وكذلك شهادة الرب عز وجل وبيانه واعلامه يكون بقوله تارة وبفعله اخرى. فالقول ما ارسل به رسله وانزل به كتبه بيانه واعلامه بفعله فكما قال ابن كيسان شهد الله بتدبيره العجيب واموره المحكمة عند خلقه انه لا اله الا هو وقال اخر وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد. ومما يدل على ان الشهادة تكون بالفعل قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم بالكفر. فهذه شهادة منهم على انفسهم بما يفعلونه. والمقصود انه سبحانه يشهد بما جعل اياته المخلوقة دالة عليه ودلالتها انما هي بخلقه وجعله. واما مرتبة الامر بذلك والالزام به. وان مجرد الشهادة لا يستلزمه ولكن الشهادة في هذا الموضع تدل عليه وتتضمنه فانه سبحانه شهد به شهادة من حكم به وقضى وامر والزم عباده كما قال تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. وقال تعالى لا تتخذوا الهين اثنين. وقال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا. وقال تعالى لا تجعل مع الله الها اخر. وقال تعالى ولا تدعو مع الله الها اخر. والقرآن شاهد بذلك ووجه استلزام شهادته سبحانه لذلك انه اذا شهد انه اذا شهد انه لا اله الا هو فقد اخبر وبين النفي والاثبات. كما اذا رأيت رجلا يستفتي يستفتي رجلا او يستشهده او يستطبه وهو ليس اهلا لذلك. ويدعو من هو اهلا ويدع من هو اهل له؟ ويدعو من هو اهل له فتقول هذا ليس بمفت ولا شاهد ولا طبيب. المفتي فلان والشاهد فلان والطبيب فلان فان هذا امر منه ونهي. وايضا فالاية دالة على انه وحده المستحق للعبادة. فاذا اخبر انه هو وحده المستحق للعبادة تضمن هذا الاخبار امر العباد والزامهم باداء ما يستحق الرب تعالى عليهم. وان القيام بذلك هو خالص حقه عليهم. وايضا فلفظ الحكم والقضاء يستعمل في الجملة الخبرية. ويقال للجملة الخبرية قضية وحكم. وقد حكم فيها بكذا. قال تعالى الا انهم من افكهم ليقولون ولد الله وانهم لكاذبون اصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون؟ فجعل هذا الاخبار المجرد منهم حكما. وقال تعالى افنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون؟ لكن هذا حكم لا الزام معه. والحكم والقضاء بانه لا اله الا هو متضمن الالزام ولو كان المراد مجرد شهادة لم يتكلم لم يتكلم بها عندي لم يتمكن قل له تكلم بها. فلو كان المراد مجرد شهادة لم يتمكن ولو كان المراد مجرد شهادة لم يتمكنوا من العلم بها ولم ينتفعوا بها ولم تقم عليهم بها حجة بل قد تضمنت البيان للعباد ودلالات وتعريفهم بما شهد به كما ان الشاهد من العباد اذا كانت عنده شهادة ولم ولم يبينها بل كتمها لم ينتفع بها احد ولم تقم بها حجة واذا كان لا ينتفع بها الا ببيانها فهو سبحانه قد بينها غاية البيان بطرق ثلاثة السمع والبصر والعقل. اما السمع فبسمع اياته المتلوة المبينة لما عرفناه لما عرفنا اياه من صفات كماله كلها الوحدانية وغيرها غاية البيان لا كما لا كما يزعمه الجهمية ومن وافقه من المعتزلة ومعطلة بعض الصفات من دعوى احتمالات توقع في الحيرة تنافي البيان الذي وصف الله به كتابه العزيز ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم. كما قال تعالى حميم والكتاب المبين. وقال تعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب المبين. وقوله تعالى الف لام راء تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. وقوله عز وجل هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين. وقوله تبارك وتعالى فاعلم انما على رسولنا البلاغ المبين. وقوله وقوله عز وجل وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. وكذلك السنة تأتي مبينة او مقررة لما دل عليه القرآن. لم يحوجنا ربنا سبحانه وتعالى الى رأي فلان ولا الى ذوق فلان ووجده في اصول ولا الى ذوق فلان ووجده في اصول ديننا. ولهذا نجد من خالف الكتاب والسنة مختلفين مضطرين بل قد قال تعالى. مضطرين مضطربين. مضطربين نسخة غريبة. بل قد قال تعالى اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي. ورضيت لكم الاسلام دينا. فلا في تكميله الى امر خارج عن الكتاب والسنة. والى هذا المعنى اشار الشيخ ابو جعفر الطحاوي فيما يأتي من كلامه من قوله لا ندخل في ذلك لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا لا ندخل. لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين هوائنا فانهما سلم في دينه الا من الا من سل الا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم واما اياته العيانية الخلقية فالنظر فيها والاستدلال بها يدل على ما تدل عليه اياته القولية السمعية والعقل يجمع بين هذه وهذه يجزم بصحة ما جاءت به الرسل فتتفق شهادة السمع والبصر والعقل والفطرة. فهو سبحانه لكماله لكمال عدله ورحمته واحسانه وحكمته ومحبته للعذر واقامة الحجة لم يبعث نبيا الا ومعه اية تدل على صدقه فيما اخبر به. قال تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط. وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك الا رجالا نوحي اليهم فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر. وقال تعالى وقد جاءكم رسل من قبل بالبينات وبالذي قلتم وقال تعالى فان كذبوك فقد كذب الرسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر والكتاب المنير. وقال تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان. حتى ان من حتى ان من اخفى ايات حتى ان من اخفى ايات الرسل ايات هود حتى قال له قومه يا هود ما جئتنا ببينة. ومع هذا فبينته من اوضح البينات وفقه الله لتدبرها وقد اشار اليه وقد اشار اليه بقوله اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون اني اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم فهذا من اعظم الايات ان رجلا واحدا يخاطب امة عظيمة بهذا الخطاب غير جزع غير جزع غير جزع ولا فزع ولا خوار بل هو ثق بما قاله جازم به فاشهد الله اولا على براءته من دينهم وما هم عليه اشهاد واثق به معتمد عليه معلم معلم قومه انه وليه وناصره معلم لقومه انه وليه وناصره وغير مسلط علم وغير مسلط عليهم وغير مسلط له عليه ثم اشهدهم اشهاد مجاهر لهم بالمخالفة انه بريء من دينهم والهتهم التي يوالون عليها ويعادون عليها ويبذلون دماءهم واموالهم في نصرتهم لها ثم اكد ذلك عليهم بالاستهانة لهم واحتقارهم وازدرائهم ولو يجتمعون كلهم على كيده وشفاء غيظهم منه ثم يعاجلونه ولا لم يقدروا على ذلك الا ما كتبه الله عليه. ثم قرر دعوتهم احسن تقرير. وبين ان ربه تعالى وربهم الذي نواصيهم بيده ووليه ووكيله القائم بنصره وتأييده. وانه على صراط مستقيم فلا يخذل من توكل عليه واقر به ولا يشمت به اعداءه اي اية وبرهان احسن من ايات الانبياء عليهم السلام وبراهينهم وادلتهم وهي شهادة من الله سبحانه لهم بينها لعبادة غاية البيان ومن اسمائه تعالى المؤمن وهو احد وهو في احد التفسيرين المصدق الذي يصدق الصادقين بما يقيم لهم من شواهد صدقهم فانه لابد ان يري العباد من الايات الافقية والنفسية ما يبين لهم ان الوحي الذي بلغه رسله حق قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي لانفسهم حتى يتبين لهم انه الحق اي القرآن فانه هو المتقدم في قوله قل ارأيتم ان كان من عند الله؟ ثم قال اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد؟ فشهد سبحانه لرسوله بقوله ان من جاء به حق ان ما جاء به حق ووعد اي ان ووعد انه يري ان ووعد انه يري العباد من اياته الفعلية الخلقية ما يشهد بذلك ايضا ثم ذكر ما هو اعظم من ذلك كله واجل وهو شهادته سبحانه بانه على كل شيء شهيد. فان من اسمائه الشهيد الذي لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه شيء بل هو مطلع على كل شيء مشاهد له. عليم عليم بتفصيله عليم بتفاصيله. وهذا استدلال باسمائه وصفاته والاول استدلال بقوله وكلماته واستدلاله بالايات الافقية والنفسية استاد استدلال بافعاله ومخلوقاته. فان قلت كيف يستدل وصفاته فان الاستدلال بذلك لا يعهد في الاصطلاح. فالجواب ان الله تعالى قد اودع في الفطرة ان في الفطرة التي لم التي لم تتنجس بالجحور والتعطيل ولا بالتشبيه والتمثيل انه سبحانه الكامل في اسمائه وصفاته وانه الموصوف بما وصف به نفسه ووصفه به رسله وما خفي عن خلقي من كماله اعظم واعظم مما يعرفون منه. ومن كماله المقدس شهادته على كل شيء واطلاعه عليك. شهادته على كل شيء واطلاعه عليه بحيث لا يغيب عنه ذرته في السماوات ولا في الارض باطنا وظاهرا. ومن هذا شأنه كيف يليق بالعباد ان يشركوا به وان يعبدوا غيره ويجعلوا معه الها اخر. وكيف يليق بكماله ان يقر اي ان يقر من يكذب من يكذب عليه اعظم الكذب. ويخبر عنه بخلاف ما ما الامر عليه ثم ينصره ثم ينصره على ذلك ويؤيده ويعلي شأنه ويجيب دعوته ويهلك عدوه. ويظهر على دينه من الايات والبراهين ويظهرها على على يديه على يديه ويظهر على يديه صح من على دينه غير صحيح ويظهر على يديه من على يديه من الايات والبراهين ما يعجز عن مثله قوى البشر وهو مع ذلك كان كذب غير مفتري ومعلوم ان شهادته سبحانه على كل شيء وقدرته وحكمته وعزته وكماله المقدس ابا ذلك. ومن جوز ذلك الليالي ذلك يأبى ذلك؟ يأبى ذلك ها؟ يأبى ذلك لا. وكماله المقدس يأبى ذلك. ومن جوز ذلك فهو من ابعد الناس عن معرفته. والقرآن مملوء من هذا الطريق وهي طريق الخواص يستدلون بالله على افعاله وما يليق به ان يفعل ولا يفعله. قال تعالى ولو تقول علينا بعض الاقاويل اخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من احد عنه حاجزين. وسيأتي لذلك زيادة بيان ان شاء الله تعالى. ويستدل ايضا باسمائه وصفاته على وحدانيته وعلى بطلان الشرك. كما في قوله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. واضعاف ذلك في القرآن وهذه الطريق قليل سالكها لا يهتدي لها الا الخواص. وطريقة الجمهور الاستدلال بالايات المشاهدة لانها اسهل تناوله واوسع. والله سبحانه يفضل بعض خلقه على بعض. فالقرآن العظيم قد اجتمع فيه ما لم في غيره فانه الدليل والمدلول عليه والشاهد والمشهود له. قال تعالى لمن طلب اية تدل على صدق على صدق رسله. او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ان في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون. واذا واذا عرف ان توحيد الالوهية واذا عرف ان توحيد الالهية هو التوحيد الذي ارسلت به الرسل وانزلت به الكتب كما تقدمت الاشارة كما تقدمت اليه الاشارة فلا يلتفت الى قول من قسم التوحيد الى ثلاث انواع وجعل هذا النوع توحيد العامة والنوع الثاني توحيد الخاصة وهو الذي وهو الذي يثبت بالحقائق. والنوع الثالث توحيد قائم بالقدم وهو توحيد خاصة الخاصة فان اكمل الناس توحيد الانبياء. فان اكمل الناس توحيد الانبياء صلوات الله عليهم وصلوات الله وسلامه عليهم والمرسلون منهم اكمل في ذلك. واولو واولو العزم من الرسل اكملهم توحيدا. وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد الله وسلم عليهم اجمعين. واكملهم توحيدا الخليلان محمد وابراهيم صلوات الله عليهما وسلامه. فانهما قاما من التوحيد ما لم يقم به غيرهما علما ومعرفة وحالا ودعوة للخلق وجهادا فلا توحيد اكمل من الذي قامت به الرسل ودعوا اليه وجاهدوا الامم عليه ولهذا سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقتدي بهم فيه ان يقتدي بهم فيه. كما قال تعالى بعد ذكر مناظرة ابراهيم بعد ذكر مناظرة ابراهيم قومه في بطلان الشرك وصحة التوحيد وذكر الانبياء من ذريته اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدوا فلا اكمل من توحيد من امر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقتدي بهم. وكان صلى الله عليه وسلم يعلم اصحابه اذا اصبحوا ان يقولوا اصبحنا على فطرة الاسلام وكلمة الاخلاص ودين نبينا محمد وملة ابينا ابراهيم. حنيفا مسلما وما كان من المشركين. فملة ابراهيم التوحيد ودين محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء ما جاء به من عند الله قولا وعملا واعتقادا. وكلمة الاخلاص هي شهادة ان لا اله الا الله. وفطرة الاسلام هي ما فطر عباده من محبته من من محبته وعبادته وحده لا شريك له. والاستسلام له عبودية وذلا وانقيادا وانابة. فهذا توحيد خاصة الخاصة الذي الذي من رغب عنه فهو من اسفه السفهاء. قال تعالى ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الاخرة لمن الصالحين اذ قال له ربه اسلم قال اسلمت لرب العالمين. وكل من له حس سليم وعقل يميز به لا يحتاج في الاستدلال الى التوحيد فهو جاهل بكلام الله جاهل برسل الله عز وجل. فجميع فجميع الامم السابقة واللاحقة كلها فطرت على انها مقرة بالله عز وجل ربا وخالقا ورازقا ولم يخالف في ذلك الا مكابر كفرعون لعنه الله عندما قال ربكم الاعلى اوضاع اهل الكلام والجدل واصطلاحهم وطرقهم البتة. بل ربما يقع بسببها في شكوك وشبه يحصل له بها الحيرة والضلال والريبة. فان التوحيد انما ينفع اذا سلم قلب صاحبه من ذلك وهذا هو القلب السليم. ما الذي لا يفلح الا من اتى الله به. ولا شك ان النوع الثاني والثالث من التوحيد الذي ادعوا انه توحيد الخاصة وخاصة الخاصة ينتهي الى الفناء الذي يشمر اليه غالب الصوفية وهو ضرب خطر يفضي الى الاتحاد انظر الى ما انشد شيخ اسلام ابو اسماعيل الانصاري رحمه الله تعالى حيث يقول ما وحد الواحد من واحد اذ كل من وحده جاحد توحيد من ينطق عن نعته عاري ابطلها الواحد توحيده اياه توحيده ونعتوا من ينعته لاحد. وان كان قائله رحمه الله لم يرد به الاتحاد. لكن لكن ذكر لفظا مجملا محتملا جذبه به الاتحاد اليه. جذبه به الاتحادي اليه. واقسم بالله جهد ايمانه انه معهم ولو سلك الالفاظ الشرعية التي لا اجمال فيها كان احق مع ان المعنى الذي حام حوله لو كان مطلوبا منا لنبه الشارع عليه. ودعا الناس اليه فان على الرسول البلاغ المبين. فاين فاين؟ قال الرسول هذا توحيد العامة وهذا توحيد الخاصة وهذا توحيد خاصة الخاصة او ما يقرب من هذا المعنى او اشار الى هذه النقول والعقول او اشار الى هذه النقول والعقول حاضرة. فهذا كلام الله نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا كلام خير القرون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم. وسادات العارفين من الائمة هل جاء ذكر الفناء فيها؟ وهذا التقسيم هل هل جاء ذكر الفناء فيها وهذا التقسيم عن احد منهم؟ وانما حصل هذا من زيادة الغلو في الدين المشبه المشبه لغلو الخوارج بل لغلو النصارى في دينهم. وقدم الله تعالى الغلو في الدين ونهى عنه فقال يا هذا الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. وقال تعالى قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا وضلوا عن سواء السبيل. وقال صلى الله عليه وسلم لا تشددوا فيشدد الله عليكم فان من كان قبلكم شددوا فشدد الله عليهم فتلك بقاياهم في الصوامع والديارات رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم. رواه ابو داوود. والله اعلم. وصلى الله وسلم عليه. الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اما بعد هذا المقطع الذي شرح به رحمه الله تعالى كلام الامام الطحاوي يتعلق بتوحيد الله عز وجل وانه لا شريك له. وهذا التوحيد الذي قرره ابن ابي العز واطال الكلام فيه يتضمن مسائل. المسألة الاولى حقيقة التوحيد الذي جاءت به الرسل. حقيقة الذي جاءت به الرسل. والمسألة الثانية باي شيء عرفنا ربنا وكيف عرفنا ربنا سبحانه وتعالى المسألة الثالثة اثبات صدق الرسل صلوات الله وسلامه عليهم في دعوتهم وفي اثبات رسالتهم. هذه ثلاث تطرق لها المؤلف رحمه الله تعالى وذكر مسألة رابعة وهي ما زاغ به الأهل التصوف في باب التوحيد حيث انهم بالغوا في ذلك ووصلوا الى ما يسمى بالفناء الذي حاد بهم الى درجة الاتحاد او الحلول نسأل الله العافية والسلامة. المسألة الاولى حقيقة التوحيد. الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. اتوا وبعثهم الله عز وجل لتحقيق عبادة الله عز وجل ارسلهم الله ليحققوا عبودية الله وليأمروا الناس ويأوى يحذرونهم وينهونهم عن معصية وعن الشرك به ان يأمروهم بالتوحيد وان يحذروهم وينذرونهم الشرك وان من التوحيد فله النجاة المطلقة في الدنيا والاخرة. ومن وقع في الشرك فانه فانه شقي في الدنيا. شقي في الاخرة خالد مخلد في نار جهنم. اذا هذا هو هذه هي دعوة الرسل والتوحيد الذي جاءت به الرسل هو توحيد الالوهية الذي حصل به بين الامم ورسل الله عز وجل. فتوحيد الربوبية وتوحيد الاثبات التوحيد الاعتقادي. هذا لم يحصل فيه نزاع ولم يخالف فيه احد من المشركين بل كلهم يقرون بان الله هو الخالق الرازق المدبر كما بين ربنا في كتابه سبحانه وتعالى في قوله تعالى ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله. فهم يقرون بان الله هو وان الله هو الرازق وان الله هو يحيي ويميت وانه هو النافع الضار سبحانه وتعالى. ومن طر من ظن ان الرسل جاءوا ليقرروا هذا يغلب الظلمة والخير يغلب الشر فيقول الخالق واحدا عندهم ايضا. واما فرعون كما قال تعالى عنه وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا فهو مقر بان الله هو الخالق الرازق. لكنه جحد بذلك ظلما وعلوا منه لعنه الله عز وجل والعجيب انك تجد من ينتسب الى الاسلام ومن يردد صباح مساء قول لا اله الا الله يقرر ان معنى التوحيد وان تعتقد ان الله هو الخالق الرازق النافع الضار. بل بعضهم يعقد الساعات الطوال يقرر فيها توحيد الروبية. زاعما انه هو التوحيد الذي جاءت به الرسل وانه بعد لا اله انه لم معنى لا اله الا الله. وبعض الدعاة ايضا كمن كمن ينسب الى التبليغيين وغيره تجدهم يطلقون هذا الباب طرقا واسعا فتجدهم يرددون في مجالسهم تعظيم الله عز وجل وانه الخالق الرازق المدبر المحيي المميت ويمجدون الله بهذه الصفات وهذا حسن. لكن ليس هذا معنى التوحيد الذي جاءت به رسل الله عز وجل. ولا ينازع في هذا احد حتى اليهود يقرون معك بهذا الامر ويسلمون لك بان الله هو الخالق الرازق المدبر. النصارى كذلك يعظمون الله ويجلونه ويجعله هو الخالق الا انهم ينسبون له ولدا وزوجته والا هم يقرون بان الله هو الخالق الرازق وجميع الطوائف يقرون بهذا المعنى. اذا معنى الذي جاءت به الرسل كما قال الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فالامر الذي لاجله ارسل الله رسله هو تحقيق التوحيد. وبعد تحقيق التوحيد هو تحقيق العبودية لله وحده. وهو تحقيق توحيد قال يا سبحانه وتعالى لا بافعاله سبحانه وتعالى. هذه المسألة الاولى. المسألة الثانية طرقها وهي بست بما يا ربنا. الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى هو دليل كل شيء. وكل شيء يدل عليه سبحانه وتعالى. وكما لا يصح في الاذهان شيء اذا احتاج النهار الى دليل والله اعرف من ان يعرف والله اوضح من ان يوضح سبحانه وتعالى ولذلك لما قالت لما رأت تلك العجوز من من عجائز الري رأت خطيب الرأي خطيب الري الرازي وقد وقد اقتذف طلابه وحوله الالاف من الطلبة والناس يمشون وراءه. قالت من هذا الرجل؟ قال الا تعرفين هذا الرجل؟ هذا الذي اثبت وجود الله من الف وجه فقالت سبحان الله افي الله شك فاطر السماوات والارض؟ والله لو لم يكن في قلبه شك لاحتاج الى هذه الاوجه ليثبت الله الله عز وجل وكل شيء في هذا الكون يدل على الله سبحانه وتعالى. فذكر ان الله عرف من طريق السمع ومن طريق البصر ومن طريق الفطرة ومن طريق العقل فالله سبحانه وتعالى عرفناه بانه عرفنا نفسه باياته. فاياته المسموعة التي يتلوها التي نتلوها وهي كلام ربنا سبحانه وتعالى تقرر لنا ان الله هو الاله وحده وان الله هو الخالق الرازق المدبر كما قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط. فهذه الاية اثبتت لنا ان الله هو الاله. وبهذا عرفنا ربنا عرفناه بان لو عرفنا نفسه ودلنا على نفسه باياته المسموعة. اما ايات المشاهدة وبالبصر فكل شيء في هذا الكون يدل على الله عز وجل يدل على الله عز وجل وينادي بلوبيته والوهيته سبحانه وتعالى. ولذلك قال الامام ابو احمد رحمه الله تعالى هذه البيضة تدل على الله سبحانه وتعالى. فبينما هي قشرة صلبة اذا فيها ماء اصفر وابيض واذا به يخرج منه سيخرج منه كائن حي يأكل ويشرب من الذي احياه؟ وربنا سبحانه وتعالى. وكذلك قال الامام دودة القز تدل على الله عز وجل تأكل من الشجر وتخرج حريرا صافيا. وكذلك لما ناظر الامام الامام ابي الامام ابو حنيفة رحمه الله تعالى بعض السببية في مسألة وجود الله وانه الخالق الرازق ذكر لهم سفينة ابحرت وارشد وحفلت وانزلت وليس وليس معها ملاح ولا معها من يقودها وايرمان فتعاظموا ذلك وقالوا لا يكون هذا ابدا قال كيف وهذه السماء العظيمة وهذه وهذا الشمس والقطر يتعاقبان الليل والنهار لا يتقدم هذا على هذا ولا يتأخر هذا عن هذا وكلهم يجري في في تقدير بديل المنتهي بالدقة. اليس يدل على ان لهذا خالق؟ فاقروا بذلك وسلموا ان الله عز وجل هو الخالق لهذا كون ان هذا كون له خالق ومدبر. وكما قال الاعرابي بفطرته البعرة تدل على البعير. والاثر يدل على المسير. سماء ذات سماء وارض سماء ذات ابراج وارض ذات فجاج وبحار تزفر والنجوم تزهر. الا تدل على العظيم الكريم سبحانه وتعالى؟ فكل شيء في هذا الكون يدل على الله سبحانه وتعالى. كذلك الفطرة. فالله سبحانه وتعالى فطر الناس على الاقرار لربية الله والوهيته كما قال تعالى فطرة الله التي فطر الناس عليه وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابي هريرة قال كل مولود يولد على الفطرة فأباه يهودان يوم الى الصراري فالمقصود ان الفطرة ايضا دلت على ان الله هو الاله وانه المعبود وحده وان كل اله سواه فالهيته باطلة وعبادته كفر بالله عز وجل وانه الخالق الرازق المدبر سبحانه وتعالى. اما من جهة العقل فالعقل ايضا ينادي ينادي على ان لهذا الخلق خالق وان هذا الخالق هو المعبود المألوف وحده سبحانه وتعالى. فكما شاهدت ورأيت في هذه المخلوقات التي التي يجريها ربنا سبحانه وتعالى ولم ولو لم يكن من ذلك ما تراه من اثر من اثر رحمة الله على ما مخلوقاته وبين طيور وحشرات وبهائم فكلها تدل على ان لهذا الكون خالق. والعقل ينادي بذلك والعقل ينادي بذلك فمثلا هذا الخلق بتدبيره وتقديره وتقدير الله له لا يتغير لا يتقدم لم تأتي يوم لم يأتي يوم خرج الشاب المغربي دون ان تخرج من مشرقها ولن يأتي يوما من القمر سبق سبق الشمس ولا النهار سبق الليل بل منذ ان خلق الله هذا الكون وهو يجري في هذه الدقة المتناهية ولو كانت بغير خالق لحصل فيه شيء من الفوضى لحصل فيه شيء من الفوضى ولو كان معه خالق نتنازع الخالقان في هذا الملك فدل هذا الدليل دليل التبارع العقلي انه اما ان يكون لهذا الخلق اكثر من خالق واما ان لا يكون الا يكون له خالق. واما ان يكون له خالق واحد. فنظرنا هل يمكن ان يكون لهذا الخلق الخالقين لو كان هناك خالقان شكوا؟ حصل التضاد وحصل الاختلاف وحصل تنازع وحصل اختلاف التنازل وانت ترى بطبيعة البشر بطبيعة الخلق انه لا يمكن ان يستقر ان يتفق اثنان على امر واحد سنوات طويلة فكيف ايام قليلة فكيف بسنوات طويلة يحصل نزاع الاختلاف في الوقت اليسير. فكيف وهذا التدبير يجري منذ ان خلق الله الكون الى ان يرث الله الارض ومن عليه وهي تجري بهذه الدقة المتناهية اذا يمتنع ان يكون هناك خارطان. الامر الثاني ان تكون بغير خالق هذا ايضا مستحيل ان هذه الاشياء هذه المحدثات لابد لها من محدث ولابد لها من موجد ولا يمكن ان توجد بنفسها ولا يمكن ان توجد صدفة او بدعة من الخلق او بدعا بغير خالق هذا مبتدع العقل. مبتدع عقله فلا بد ان يكون لها خالق. ولابد ان يكون هذا الخالق هو الغالب ولابد ان يكون هذا الغالب هو المعبود وحده سبحانه وتعالى وانت من عبد ما وان من عبد غيره فقد فقد كفر الله عز وجل ولو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لو كان فيها معبود غير الله يعبد بحق لفسدت هذه السماوات ولفسدت هذه الارض ولكن الله عز وجل لم يصح لم يجعل فيها الا لم يجعل فيها غيره يعبد من دونه سبحانه وتعالى وان كان موجود من يعبد من دونه لكن عبادته باطلة وعابده هو المعبود الراضي بتلك العبادة كلاهما في نار جهنم خالدا فيها ابد الاباد. المسألة الرابعة او المسألة الثالثة اثبات صدق الرسل. الرسل صلوات الله عز وجل عليهم قد ان الله قد بين الله عز وجل انهم صادقون مصدقون في دعواهم. وقد اخبر الله عز وجل انهم رسله كما قال تعالى يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. فالله اخبرنا ان رسله كثير وانه ارسل رسلا من نوح عليه السلام الى خاتمة الرسل محمد صلى الله وسلم وانهم كلهم من لدنه صلى الله عليه وسلم. هذا من جهة السمع. من جهة المشاهدة ايضا ان ان رسل الله منصورون نصرهم الله عز وجل ومكنهم واظهرهم واعلى كلمتهم وابقى دينهم فدينهم باقي ومنصور الى قيام الساعة ولو حورب دين غير دين كالمجوسية او المعنوية او الهندوسية وغيرها من العبادات الاديان الباطلة لاندرست وانتهت ولم يبقى لها اثر ومع ذلك درى ان الاسلام يحار منذ ان خرج الى يومنا هذا وقد تجمع داء الاسلام على حربه وازالته ومع ذلك نراه باقي وجدها اهله له ذو الحجة وله البيان وله النصر والتمكين مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال الحقوق سورة لا يضرهم من خالف ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله. فهذه الحالة المشاهدة او هذه الحالة المشاهدة تدل على اي شيء على ان هؤلاء الرسل انهم صادقون مصدقون وانهم رسل الله عز وجل ناهيك عما اتوا به من المعجزات الكثيرة فكل رسول اتى من عند الله عز وجل فانه اتى بمعجزات حتى هود عليه السلام معه معجزة وهي من اخف وهي من اخف من اخفى المعجزات التي اتى بها الرسل. ومعجزة هود عليه السلام لم تكن ظاهرة للبشر محسوسة للبشر كصالح ذاقه وكموسى تسع ايات منها العصا ومنها اليد كمحمد صلى الله عليه وسلم معجزة القرآن الى قيام الساعة هود كانت معجزته التوكل على الله سبحانه وتعالى حيث ان واجه امة كاملة متحديا محارب مبينا له عداوته ويتحداه ويقول اني اشهد الله واشهد اني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني لي جميعا ثم لا تنظرون يتحداهم ويتهددهم ان ان ان يكيدوه باي مكيدة وانهم لا وانهم لا يؤخرون كيدهم عنه ومع ذلك لا يستطيع هذا الجمع العظيم ان يكيدوا هود عليه السلام في اي نوع من انواع المكاين ولم يستطع يضروه ويقول اني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها فهذه هي بينة هود السلام وهي التوكل على الله عز وجل مع تحديه لقومه وعجزهم ان يضروه بشيء. ايضا من الادلة على اثبات الرسل ان الله سبحانه وتعالى نصر رسله وهم بين امرين. اما ان يكونوا صادقين واما ان يكونوا كاذبين. فان كان هؤلاء الرسل كذبة في دعواهم انهم رسل الله والله لم يرسلهم فوالله مع ذلك يعينهم وينصرهم ويمكنهم ويعزهم ويعز اوليائهم واتباعهم الى قيام الساعة فهذا نوع ايش؟ نوع ظلم اذا كان هذا كاذب مفتري على الله ومن العدل من الله سبحانه وتعالى اي شيء ان يقسم هذا الظالم وان يقسم هذا المفتري وما رأينا مفتريا على الله عز وجل كفرعون لعنه الله وكل من اتى من هؤلاء الظلمة والطغاة الا ونوا ان الله قد قصمهم واهلكهم. فكيف يكون رسل الله كاذبون مفترون على الله سبحانه وتعالى ومع ذلك ينصرهم الله ويمكنهم ويظهر دينهم ويعزهم ويعز اصحابهم واوليائهم فاما ان يكونوا ليكون الله ظالم واما ان يكون صادقين ويكون الله مصدقا لهم ناصرا لهم وهو كذلك سبحانه الا وهم كذلك ايضا رسل الله انهم صادقون مصدقون. المسألة الاخيرة في هذا المقطع مسألة درجات التوحيد يذكر اهل العلم في درجة التوحيد ان الناس بالتوحيد على ثلاث درجات. درجة توحيد العوام وهذا التقسيم ليس له ليس له اصل في كتاب الله ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما ذكره بعض المتأخرين حيث قسموا التوحيد الى توحيد العوام والى توحيد الخاصة والى توحيد خاصة الخاصة. والصحيح ان التوحيد واحد والناس يتفاوتون في تحقيقه كمالا ونقصا. فاكملوا حقق التوحيد التحقيق الكامل فاتى بكماله المستحب مع كماله الواجب وهم رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم ومن ومن سار على نهجهم. اما من قصر في توحيده ووقع فيما ينادي كمال توحيده الواجب فهذا من المقتصدين فهذا من الظالم انفسهم وهذا الذي ان شاء الله عذبه وان شاء الله غفر له. اما قول من يقول توحيد العام وتوحيد الخاصة ويقصد توحيد خاصة الخاصة هو درجة الفناء مع الله عز وجل فهذا قول باطل. فالفذا الفدى الذي يقصده الصوف انه يفنى مع الله عز وجل حتى لا يرى الا الله. ولا يسمع الا الله ولا يتكلم الا بقول الله عز وجل حتى يظن ان الله حل به واتحد به سبحانه وتعالى ولا شك ان هذا الفناء فناء باطل وفناء الشرك وفناء يكفر به معتقده وهذا الذي قصده ابن سبعين وابن الفارظ والخبيث التلمساني وابن وابن عربي الخبيث ايضا فهؤلاء اهل العلم بالاجماع فانهم جعلوا الله عز وجل حالا في مخلوقاته متحدا في او باوليائه وان ما في الكون انما هو الله وان ما بين السماء والارض هو الله سبحانه وتعالى. تعالى الله عن قوله علوا كبيرا. اما اهل السنة فقد ذكروا الفناء بان العبد يفنى الله فلا يمتثل الا لامره ولا ينتهي الا عن نهي. وهذا الفناء محمود هذا الفناء محمود وهو الذي يفنى مع الله. فيكون عبدا ربانيا ان تكلم تكلم بما يرضي الله وان مشى مشى الى ما يرضي الله وان سمع سمع ما يرضي الله وان قال قال ما يرضي الله فهذا هو مصداق الحديث لا يتقرب ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه. ولا يزال عبدي يتقرب بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها فمن يسمع ومن يبصر فهذا العبد فهذا هو الذي حقق الفناء المحمود انه فدا مع الله فلا فلا فلا يرى من من يسعى لمرضاته الا الله ولا يرى من يخاف من سخطه الا الله سبحانه وتعالى ويرى كما قال المتنبي اذا كان الذي بيني وبينك عابر فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب. هذا يقول الفناء المحمود اما فناء الصوفية فانهم فنوا مع الله حتى اعتقدوا ان الله حل في ذواتهم وان الله اتحد بهم. هذه هي المسائل الاربع في معنى التوحيد وفي قوله نقول في توحيد الله معتقدين ان الله واحدا لا شريك له. ذكر معنى الشهادة والشهادة كما ذكرنا دروس سبقت ان بمعنى العلم والاخبار والاعتقاد وان الشاهد لا يسمى شاهدا حتى يكون عالما بما شهد ويكون متكلما بتلك هذا مخبرا بها ملتزما بمقتضاها فهي تشتمل على اربع مراتب مرتبة العلم ومرتبة الكلام ومرتبة الاخبار ومرتبة الالتزام هذه مراتب الشهادة. والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم