اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة هذا بيان موضوع هذه الرسالة المباركة فموضوعها بيان اعتقاد اهل السنة والجماعة والاعتقاد مصدر اعتقد وهو جزم القلب وتصديقه. والمراد به هنا الاقرار بالتصديق الالتزام ويدخل فيه الاعتقاد الذي يدخل فيه اليقين والظن الغالب. فهذه الرسالة اشتملت على بيان عقيدة الفرقة الناجية وهم اهل السنة والجماعة. وقد وصفها بجملة اوصاف فوصفها بالناجية لانها نجت من الاهواء والبدع في الدنيا وكذلك تنجو من نار في الاخرة ووصفها بالمنصورة الى قيام الساعة. لانها موعودة بالنصر والظهور الى يوم القيامة ووصفها باهل السنة والجماعة لان شعارها هو السنة والجماعة دون البدعة والفرقة وكل هذه الاوصاف جاءت بها الاخبار. فوصف هذه الفرقة بالنجاة جاء في بعض روايات حديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد. كسنن ابي داوود والترمذي والنسائي وغيرهم ولفظه افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة. كلها في النار الا واحدة تركت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار الا واحدة. وفي لفظ على ثلاث وسبعين ملة. وفي رواية قالوا يا رسول الله من الفرقة الناجية؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. وفي رواية قال هي الجماعة يد الله على الجماعة ولهذا وصف الفرقة الناجية بانها اهل السنة والجماعة اما وصف الفرقة الناجية بالمنصورة لان النبي صلى الله عليه وسلم قال فيهم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة. وقد جاء هذا الحديث بلفظ لا تزال طائفة من امتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة وهذا الوعد الصادق متحقق ولله الحمد فانه لم يزل ولا يزال فيه طائفة قائمة بالهدى ودين الحق ظاهرة بالحجة والبيان واليد والسنان الى ان يرث الله الارض ومن عليها. وهو خير الوارثين ومع قيام هذه الطائفة وظهورها فانه لا يتمكن فانه لا يتمكن ملحد ولا مبدر مبتدع من افساده بغلو او انتصار على اهل الحق. وبالنظر الى احوال الفرق واقوالهم وما هم عليه يتبين ان احق الناس بان تكون هي الفرقة الناجية اهل الحديث والسنة اذ هم المتمسكون بالاسلام المحض الخالص عن الشوب فهم اهل هذا الوصف واحق به وسموا اهل السنة لانه ليس لهم متبوع يتعصبون له الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اعلم الناس باقواله واحواله واعظمهم تمييزا بين صحيحها وسقيمها امتهم فقهاء فيها واهل معرفة بمعانيها واتباعا لها تصديقا وعملا وحبا ولاة لمن والاها ومعاداة لمن عاداها. الذين يردون المقالات المجملة الى ما جاء به من الكتاب والحكمة فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من اصول دينهم وجمل كلامهم ان لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الاصل الذي يعتقدونه اعتمدونه وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة والجماعة المجتمعون الذين ما فرقوا دينهم وكانوا شيعا. فان الله تعالى امر بالجماعة والائتلاف وذم التفرق والاختلاف. وهم اهل الجماعة ايضا. لان الاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمدون عليه في العلم والدين. فمن قال بالكتاب والسنة والاجماع كان من اهل السنة والجماعة ومما ينبغي ان يعلم ان قوله رحمه الله هذا اعتقاد الفرقة الناجية لا يلزم منه ان لا يلزم منه ان كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب ان يكون هالكا فان المنازع قد نكون مجتهدا مخطئا يغفر الله خطأ. وقد لا يكون في ذلك من العلم ما تقوم به الحجة هذه المقدمة التي قدم بها المؤلف رحمه الله اول بيانه في هذه العقيدة المباركة تقرير ما سار عليه المؤلف في بيان العقائد المتصلة بالله واسمائه وصفاته وما يتعلق بسائر اصول الايمان. فهو سائر في ذلك على هذا النحو الذي ذكر في هذه المقدمة حيث انه التزم بيان عقيدة الفرقة الناجية المنصورة اهل السنة والجماعة وذلك ان الناس كانوا في اول في اول في اول الزمان زمن في اول العهد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم. على نحو واحد من الاعتقاد يتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذون عنه وما اشكل عليهم رجعوا واستبانوا فيه من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وما ادركه صلى الله عليه وسلم من خلل او خطأ بين فيه الخلل والخطأ كما جرى في بيانه لخلل الخوارج. صلوات الله وسلامه عليه لما جاءه تحاديهم ومقدمهم فقال له اعدل يا محمد هذه قسمة لم يرد بها وجه الله بين النبي صلى الله عليه وسلم ضلالة وانحرافه وخطأ عمله واخبر عمن سيأتي في سبيله ومسلكه وطريقه ممن يقتفي اثره في معارضة النصوص والخروج عن دلالات الكتاب والسنة بالاهواء والاوهام ثم جاء الصحابة سائلين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما في عهد الخلفاء الراشدين فانه لم تحدث بدع كبرى سوى نوابت ما كان من عمل الخوارج ومن قابلهم ثم بعد ذلك ترعى الانحراف في الامة وازداد وكانت بدايات كثير من البدع قد ظهرت في اواخر زمن الصحابة رضي الله تعالى عنهم. ورد عليها الصحابة وبينوا وانحرافها ثم جاء التابعون فذهب عامتهم الى اختفاء ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم. فلزموا منهجهم وطريقهم ولم يكن الانحرف متجرا ولا واسعا بل كان الانحراف على نحو ما كان في زمن الصحابة نوابت اصول للانحراف لم تتسع دائرتها ولم يستطر شرها ثم جاء تابع التابعون على نحو هذا مع زيادة في ظهور البدع والانحراف فكان اهل هذه القرون الثلاثة الصحابة والتابعون وتابعوهم هم اهل القرون المفضلة. بعد ذلك عظم في الامة الانحراف وتباينت الطرق وظهرت الفرق وتنوعت الافهام المعارضة لما دلت عليه لما دل عليه الكتاب والسنة ولما كان عليه سلف الامة. لهذا كذا المؤلف رحمه الله في بداية هذه العقيدة ان ما ان ما سيبينه هو جار على عقد اهل السنة والجماعة. وقد ذكر في بيان لذلك ثلاثة اوصاف اولا قوله اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية فهمنا من هذا ان مضمون هذه الرسالة الا هو بيان العقيدة وتوضيح تفاصيلها وما دلت عليه النصوص في الكتاب والسنة مما يتعلق بامر قائد والاعتقاد اصله جزم القلب ويقينه وهو مرتبة من مراتب العلم. ولذلك يفسر الاعتقاد بانه حزن القلب وتصديقه واصله مأخوذ من عقد الشيء بشده وربطه وتوثيقه ذاك ان العقيدة امر يعقد الانسان قلبه عليها كما يعقد الحبل. فيوثق ذلك توثيقا اكيدا هكذا شأنه فيما يتعلق بعلمه بالله فان علمه بالله عقد يوثق فيه الانسان معرفته بالله على نحو من الهدى اذا لزم الكتاب والسنة او على نحو من الضلالة اذا خرج عن دلالة الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الامة فقوله رحمه الله هذا فهذا اعتقاد الفرقة الناجية بيان لموضوع الرسالة وانه في شأن العقيدة التي يجب ان تسكن القلوب وان تعتقدها الافئدة وان يربط الانسان عليها قلبه اقرارا وجزما وتصديقا الا ان هذه العقيدة تميزت بانها عقيدة الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. فذكر المؤلف رحمه الله في بيان ما كتبه من عقيدة انه عقيدة الفرقة الناجية المنصورة الى قيام الساعة اهل السنة والجماعة. وهذه اوصاف ثلاثة لهذه عقيدة ولمن اعتقدها فقد تضمنت بيان عقد الفرقة الناجية فمن هي الفرقة الناجية؟ الفرقة الناجية هي السالمة من الانحراف والخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا. والسالمة من النار في الاخرة فسميت هذه الفرقة بالناجية لنجاتها من الانحراف في الدنيا عن الصراط المستقيم ولنجاتها من النار في الاخرة وهذه الفرقة هي المشار اليها فيما رواه اصحاب السنن والمسند من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال افترقت اليهود على احدى وسبعين ترقى اي طائفة وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة فهذه الامة زائدة لماذا؟ لان النبي اخبر انها ان هذه الامة ستتبع سنن من كان قبلها. حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه. والفرق السابقة بلغت فثنتان وسبعون فرقة اخذوا بما كان عليه الامم السابقة من اليهود والنصارى وفرقة واحدة سلمت من الانحراف فكانت هي الناجية ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار اما خلودا واما تعذيبا فقول كلها في النار ليس على وجه التأبيد. لان هذه الفرق في الانحراف على مراتب ودرجات. كلها في النار اي موعودة بالنار والنار من يدخلها صنفان صنف لا يخرج منها وهم اهل الكفر كما قال الله قال ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار انه من يشرك بالله انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. هذا النوع الاول ممن يدخل النار وهو دخول ابدي لا يخرج منه. النوع الثاني وهو دخول مؤقت بقدر الجرم ان لم يكن عفو الله ومغفرته وان لم يصل الله عز وجل العبد اسباب المغفرة التي تزيل عنه الاثام فيسلم من النار نسأل الله ان يسلمنا واياكم من النار هذا النوع الثاني من الدخول فقوله كلها في النار يشمل هذا وذاك اما في النار مؤبدا وذلك في الفرق التي خرجت عن الاسلام واما في النار مؤقتا بقدر الجرم وهو في الفرق التي لم تخرج عن الاسلام بالكفر بل بقيت في دائرة الاسلام مع ما معها مع ما كان فيها من انحراف وخروج عن الصراط المستقيم كلها في النار الا واحدة ووصفها الحديث جاء موظحا بسؤال الصحابة رضي الله تعالى عنهم حيث قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم فمن هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه اليوم واصحابي. اي من سار على نهج ونهج اصحابه رظي الله تعالى عنهم وفي الرواية الاخرى قال صلى الله عليه وسلم هي الجماعة وهي في مسند الامام احمد وهذه الاوصاف تبين انها جماعة سائرة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مجتمعة على الحق هذا الوصف الاول في قوله اما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية فاجؤها من وجهين الوجه الاول لجأها من الاحراف في الدنيا والوجه الثاني نجاؤها من العذاب نجاتها من العذاب في الاخرة. وقوله رحمه الله المنصورة الى قيام الساعة. هذا الوصف الثاني الذي ذكره المؤلف رحمه الله وصفها بالمنصورة لان الله تعالى وعد في محكم كتابه بظهور هذا الدين وظهوره لمن كان لازما ما جاء به الرسول هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله. فكل من لزم جاء به الرسول فانه ظاهر. ولذلك قال المنصورة فان المنصور هنا هي الظاهرة بالعلم والبيان والحجة والبرهان وبالسيف والسنان. والجهاد والقتال كما تقدم في ما سبق من بيان فقوله المنصورة اي على من عاداها وقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا بقوله فيما رواه البخاري ومسلم من حديث المغيرة بن شعبة وكذلك من حديث معاوية بن ابي سفيان وثوبان وجابر قال صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا تزال طائفة فرقا جماعة من امته صلى الله عليه وسلم وهم اهل اتباع وعلم وعمل وسلامة اعتقاد وصلاح في الاعمال على الحق ظاهرين على الحق اي مستقرين ثابتين اذا قال على الحق والعلو على الشيء هو تمكن منه لا يظرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى تقوم الساعة لا يظرهم اي لا يؤثر على ثباتهم ظهور حجتهم كثرة مخالفيهم. ولا كثرة من يخذلهم فهم على الحق ظاهرين رغم وجود المخالف ورغم وجود الخاذل حتى تقوم الساعة. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط هذه الفرقة بانها الفرقة المنصورة. فهي منصورة لدوام ظهورها كما قال صلى الله عليه وسلم على الحق ظاهرين وظهورها بالعلم والبيان وبالسيف والسنان. اما ثالث الاوصاف التي ذكرها فهو قوله اهل السنة والجماعة اما كونهم اهل السنة فلان السنة هي مصدر تلقيهم هي مفتاح علومهم. طيب وين القرآن؟ السنة بيان للقرآن. فذكر السنة يغني عن ذكر القرآن لان السنة انما جاءت بيانا للقرآن ولا يمكن ان يعمل احد بالسنة الا وهو اخذ بالقرآن كما قال تعالى ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وكما قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة بمن كان يرجو الله واليوم الاخر فالقرآن مظمن في ذكر السنة وذلك انه لا يخالف احد في العمل بالقرآن والاخذ به لكنهم يخالفون في السنة التي هي بيان القرآن كما قال تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم. فالله تعالى انزل القرآن انزل القرآن على محمد ليبينه للناس. ويوضح وليوضح معانيه ويكشف ملتبسة ويفصل مجملا ويبين مبهم. كل ذلك من وظائف الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم فلذلك ذكر السنة فهم اهل السنة لانهم معتصمون بها. معظمون لها عنها يصدرون. وبها يعملون وعنها وبها يشتغلون وهي سبيل فهمهم لكلام رب العالمين. فلذلك سموا اهل السنة ليس تحزبا ولا تعصبا ولا شعارات انما هذا وصف يقترن بعمل واعتقاد فهم اهل السنة وهم اهل الجماعة وسموا باهل الجماعة لامرين الامر الاول انهم ضد اهل التفرق التشرذر فان الله تعالى نهى عن ذلك. قال الله تعالى في محكم كتابه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. وقال تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا. والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ايش؟ ولا تتفرقوا فيه. فلا فلا قيام بالديانة مع الفرقة. لا يقوم الدين بالتفرق بل لا يقوم الدين الا بالاجتماع والائتلاف والانظمام الى جماعة المسلمين وامامهم هذا المعنى الاول. المعنى الثاني لسبب لسبب تسميتهم بالجماعة انهم يعملون بالاجماع فيعتمدون الاجماع ويصدرون عنه عملا بدلالة القرآن حيث قال الرحمن جل في علاه ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونوصيه جهنم وساءت مصيرا. هذه الاية اصل في وجوب عملي بالاجماع لان الله تعالى جعل العقوبة مرتبة على مشاقة الرسول وعلى اتباع غير سبيل المؤمنين قال تعالى ومن شاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين عقوبته نوليه ما تولاه ونصره جهنم وساءت مصيرا. فالعقوبة مرتبة على معصيتين المعصية الاولى ترك متابعة ترك متابعة الرسول بمشاقته. المخالفة الثانية اتباع غير سبيل المؤمنين وهو خروج عن الصراط المستقيم ولذلك سموا اهل الجماعة. لماذا سموا اهل الجماعة؟ لانهم ظد الفرقة والخلاف والتشرذر. ولانهم اهل عمل بالاجماع كما دل عليه الكتاب والسنة. ولهذا كل من خرج على اهل الاسلام بتجمع او تحزب او تكتل ينابذ جماعة المسلمين فانه ليس من اهل السنة والجماعة. لانه خارج عن الاجتماع الذي الله تعالى به هذه الامة وشرعه لها كما شرعه للامم السابقة اذا هذه العقيدة هي بيان لعقيدة اهل السنة والجماعة. الان بعد هذا البيان للمصدر الذي يستند اليه المؤلف في كتابة هذه عقيدة شرع في بيان العقيدة وسلك في بيان العقيدة مسلكين بيان اجمالي ثم بيان تفصيلي فبدأ اولا بالبيان الاجمالي للعقيدة التي يجب ان يعتقدها كل مسلم وان يعرفها كل مؤمن وان لا يخلو منها قلب من يرجو نجاة وسلامة من الهلاك وهو الايمان المجمل ثم بعد ذلك ذكر الايمان المفصل