انتهكها من حج فلم يرفث ولم يفسق حج لله ولم يرفث ولم يفسق. انما معنى ذلك ان الله يتحمل عن هؤلاء ما ثبت في ذممهم من حقوق العباد مما عجزوا عن رده الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده احمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه اشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله تعالى فرض على عباده الحج وجعله في منزلة عالية سابقة فهو ركن من اركان الاسلام لا يقوم الدين ولا يصلح الا به وقد رتب الله تعالى على الحج اجرا عظيما وعطاء جزيلا ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه وهذا يدل على من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه وهذا بيان لفضل وان الحاج يدرك بحجه هذا الفضل العظيم والجزاء الكبير وهو حق السيئات والذنوب والخطايا وقد ذكر المصنف رحمه الله الامام البخاري في صحيحه هذا الحديث ضمن فضل الحج المبرور فنقل باسناده عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه من حج لله اي من كان حجه وقصده لله خالصا. لا يبتغي بذلك اجرا من احد ولا ثناء لا رياء ولا سمعة انما يبتغي بحجه الله الذي فرض الحج فهو لله خالصة وقد اخلص فيه القصد والنية لله وحده لا شريك له فالله لما ذكر الحج قال ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. فجعل المقصود بالمجيء مقصودة بهذا العمل هو الله جل في علاه فمن حقق هذا ادرك هذه الفضيلة من حج لله لا رياء ولا سمعة ولا لدنيا يصيبها ولا لغير ذلك من مقاصد الارض انما حجه خالص لله لا يبتغي به اجرا من سواه فهذا اذا استصحب في حجه الاخلاص البعد عن ما حرم الله تعالى فانه ينال هذا الفضل حيث قال صلوات الله وسلامه عليه فلم يرفث ولم يفسق لم يرفث اي لم يقع في الرفث والرفث اسم لما حرمه الله تعالى على الحاج من الاستمتاع بالنساء فعلا وقولا وقد قال الله تعالى الحج اشهر معلومات. فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج فاول ما ذكره الله مما يمتنع منه الحاج في حجه الرفد لانه اعظم ما تنجذب اليه النفوس وترغب فيه الارواح. فلذلك ذكره الله تعالى في مقدم الممنوعات التي يمنع منها الحاج قوله فلم يرفث اي لم يأت شيئا مما حرم الله تعالى عليه مما يتعلق بالنساء. قولا وفعلا وعلى ذلك الجماع الرفث هو الجماع ومقدماته مما يتعلق بالاستمتاع بالمرأة فلم يرفث ولم يفسق اي ولم يقع في فسق والفسق اسم جامع لمعصية الله عز وجل يشمل ذلك معاصي القلوب كالكبر والعجب والرياء ويشمل ايضا معاصي الاعمال البدنية وكذلك معاصي الاقوال. فالفسق هو الخروج عن طاعة الله عز وجل بالقلب او بالقول او بالعمل فقوله صلوات الله وسلامه عليه فلم يفسق اي لم يقع في فسق لا في قلبه ولا في قوله ولا في عمله ويشمل هذا الفسق العام وهو المعصية التي حرمها الله تعالى على الحاج وغيره. كيظاع الصلوات كاضاعة الصلوات مثلا والغيبة والنميمة وعقوق الوالدين اكلمة واكل المال بالباطل وما اشبه ذلك من من انواع الفسق وصوره ويشمل ايضا الفسق الخاص وهو ما يتعلق بمحظورات الاحرام فلم يقع في شيء منها بل تبقى مع منع منه في وقت احرامه من الطيب ومن اللباس المعهود وغير ذلك مما منع منه المحرم مما يعرف في كلام اهل العلم بمحظورات الاحرام. فقوله صلى الله عليه وسلم ولم يفسق اي لم يقع في فسق عام او خاص عام اي مما منع منه المسلم على وجه العموم حاجا كان او غير حاج. وخاص ما منع منه الحاج من محظورات الاحرام. اذا فهذا وهو ان اتى الى هذه البقعة بالحج مخلصا لله وامتنعا عما حرم الله تعالى عليه من الرفه والفسق فجزاؤه وثوابه رجع كيوم ولدته امه اي رجع من عمله من حجه كيوم ولدته امه اي مثلما ولدته امه والمقصود بذلك انه لا اثم عليه ولا ذنب. فيغفر الله تعالى بحجه الخطايا ويتجاوز عن السيئات ويمحو الذنوب وقوله صلى الله عليه وسلم رجع كيوم ولدته امه يشعر بانه يغفر له الصغائر. وهذا محل اتفاق. لا خلاف بين العلماء في ان الحج خالص الذي لا رفث فيه ولا فسوق مما يغفر الله تعالى به الصغائر واختلف العلماء في الكبائر هل تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم رجع كيوم ولدته امه؟ اي هل يغفر الله تعالى بالحج الخالص الذي لا رفث فيه ولا فسوق هل يغفر الله تعالى بذلك الكبائر للعلماء في ذلك قولان فاكثر العلماء على ان الكبائر لا تغفر الا بالتوبة منها. وذهب طائفة من اهل العلم الى عموم الحديث وان من تحقق له الرجوع كيوم ولدته امه فان الله يحط عنه كل السيئات. صغيرها وكبيرها. والى هذا ذهب الامام الطبري رحمه الله وبه قال ابن المنذر واليه ذهب شيخ الاسلام ابن تيمية وقال به جماعات من اهل العلم والعلة في هذا العموم حيث قال صلوات الله وسلامه عليه رجع كيوم ولدته امه ومن ولدته امه لا يقيد عليه صغير ولا كبير فيدل ذلك على عموم المغفرة لكل الذنوب والخطايا. لا يخرج من ذلك شيء من الذنوب الصغيرة والكبيرة فيشمل ذلك جميع الذنوب التي هي حق لله عز وجل. واختلفوا ايضا في التبعات وهي ما يكون من حقوق العباد هل تدخل في المغفرة او لا وللعلماء في ذلك قولان عامة العلماء ذهب الى ان حقوق العباد لا تغفر الا بالاستباحة والتحلل او ردها الى اهلها. وقال اخرون بل الحديث شامل لحقوق العباد وهذا لا يعني ان الله تعالى يضيع حقوق العباد التي مما عجزوا عن رده فما عجزوا عن رده وتابوا منه فانه فان الحج يغفره ويتحمله الله تعالى عن من وقع فيه فيكون هذا الحديث على هذا القول شاملا في المغفرة للصغائر والكبائر والتبعات وهذا فضل عظيم وجزاء كبير على عمل يسير ونحن ايها الاخوة في هذه الايام نستقبل هذا الموسم المبارك موسم الحج فلنحرص على ان نحقق هذا الوصف في حجنا لنفوز بهذا العطاء من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه اي خاليا من الذنوب والخطايا مغفورا له السيئة الظاهر والباطل السر والعلن الصغير والكبير ما كان في حق الله وما كان في حق الخلق كما تقدم بيانه في ما جاء فيه الخلاف عن اهل العلم والذي يظهر هو عموم المغفرة لكل الذنوب والخطايا هذا الحديث فيه عدة فوائد من ابرزها فضل الحج المبرور. فان الحج المبرور هو الحج الذي لا لا اثم فيه الحج المبرور هو الحج الخالي من الاثم. فمن حج حجا خاليا من الاثم فليبشر بهذا العطاء والجزاء العظيم من الى الله عز وجل فيه من الفوائد ان الحج المبرور يتحقق بامرين ان يكون لله خالصا فاخلص عملك لله فانما جئت وتركت بلدك وتركت اهلك وتغربت لتنال فضل الله واعلم انك لن تنال فظله الا اذا كان عملك له خالصة. وقد قال ربك في فرض الحج ولله على الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. فقبل ان يذكر الفرظ ذكر المقصود بالفرظ والمأمور بالمجيء اليه. وهو الله جل وعلا كما ان الحج المبرور لا بد فيه من السلامة من الاثم لانه قد قال صلى الله عليه وسلم فلم يرفث ولم يفسق وفيه من الفوائد ان الحج المبرور يغفر الله تعالى به الخطايا والسيئات يحط به عن العبد ما كان من سيء العمل وفيه من من الفوائد عظيم فضل الله ورحمته بعباده. اذ هيأ لهم من الاعمال ما يعودون به الى سابق الحال من انه لا سيئة عليهم ولا خطأ ولا ذنب ولا وزن ذلك ما جعله من اسباب حق الذنوب والخطايا. وليس هذا مقصورا على الحج بل هو في اعمال عديدة. لكن هذا من الاعمال التي الله تعالى بها الخطايا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمظان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فايها المسلم الموفق احرص على طلب هذه الاعمال التي ذكر فيها النبي صلوات الله وسلامه عليه وحط والخطايا ومن ايسر ذلك واسهله واقربه حصولا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فاحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه الا غفر الله تعالى ما تقدم من ذنبه وهذا عطاء عظيم وجزاء كبير على عمل يسير. مغفرة الذنوب والخطايا ومغفرة الزلات. امرها في متناول اليد بمن اراد ذلك صادقا فليقبل على الله وليسأل منه جل وعلا التيسير الى الاعمال التي يحط بها الخطايا والسيئات ثم بعد ذلك ذكر المصنف رحمه الله ما يتصل المواقيت فقال اللي عنده سؤال يكتبه ونجيبه ان شاء الله في نهاية الدرس نجلس اجل الى ان ننتهي وسنجيب سؤالك اللي عنده سؤال يكتبه وسنقرأه في نهاية الدرس ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا لشيخنا وللحاضرين. اللهم امين. قال المؤلف رحمه الله تعالى الحج والعمرة. رواه البخاري باسناده عن زيد بن جبير انه اتى عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنهما في منزله وله فسحة فسألته من اين يجوز ان اعتمر؟ قال ردها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل بيت القردة ولاهل المدينة ذي الحنيفة ولاهل الشام هذا الباب قال فيه المصنف رحمه الله باب فرض مواقيت الحج والعمرة الله تعالى جعل للحج نوعين من المواقيت مواقيت زمانية ومواقيت مكانية والمواقيت جمع ميقات وهو ما حدده الله تعالى زمانا ومكانا اما الزمان فقد ذكره الله في كتابه الحكيم في القرآن حيث قال الحج اشهر معلومات الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وهي ثلاثة اشهر شهر شوال وشهر ذي القعدة الذي نحن فيه وشهر ذي الحجة وقال مالك وهذا قول مالك وقال الجمهور الاشهر هي ثلاثة شهر شوال وشهر ذي القعدة وعشر من ذي الحجة والمقصود ان المواقيت الزمانية بينها الله تعالى في كتابه واجمعت عليها الامة من حيث المبدأ واختلفت من حيث المنتهى. وهي ثلاثة اشهر اما تامة او شهران وبعض الشهر على نحو ما تقدم هذه هذه المواقيت هي التي يفرظ فيها الحج. واذا قال فمن فرض فيهن الحج اي من احرم فيهن بالحج. من لبى فيهن بالحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وهذا يشمل من حج مفردا او قارنا او متمتعا هذا النوع الاول من المواقيت وهو المواقيت الزمنية. النوع الثاني من المواقيت وهو المواقيت المكانية وهو الذي ذكره المصنف رحمه الله في هذا الباب فيما ساقه من حديث زيد ابن جبير عن ابن عمر انه سأل ابن عمر عبد الله ابن عمر الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه فقال له وهو نازل في مكان من اين يجوز ان اعتمر؟ يعني من اي مكان يجوز ان افرض العمرة ان احرم بالعمرة قال رضي الله تعالى عنه فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم لاهل نجد قرنا اي فرضها اي حدد صلوات الله وسلامه عليه من اين يحرم اهل نجد فقال قرنا وقرن موضع وسمي بهذا لانه جبل يشبه القرن يشرف على واد وهو ما يعرف اليوم بالسير الكبير وهذا لاهل هذه الجهة. ثم قال صلوات الله ثم قال رضي الله تعالى عنه ولاهل المدينة ذا الحليفة. اي وقت وفرض لمن اراد عمرة او نسكا من جهة المدينة من من اهل المدينة ومن جهتها ان يحرم من ذي الحليفة وذو الحليفة واد مبارك كما سيأتي هو سمي بهذا الاسم لانه واد تكثر فيه شجرة اسمها الحلفاء تصغيرها حليفة. فذو الحليفة اي الوادي صاحب الحليفة هي شجرة صغيرة تكثر في ذلك المكان ثم ذكر قال ولاهل الشام الجحفة اي ويحرم اهل الشام من الجحفة واهل الشام هم من في شمال الجزيرة ممن يكون في فلسطين سوريا والاردن ولبنان. كل هذه الجهات تسمى شاما فهؤلاء يحرمون من الجحفة لانهم كانوا يأتون الى مكة من طريق الساحل فيجوزون الى مكة من جهة الساحل فيمرون بهذه القرية التي تسمى الجحفة. والناس يحرمون منها اليوم وفيها ومن الناس من يحرم من حذوها وهي رابغ وهي عامرة اعمر واكثر عمرانا من الجحفة هذا الحديث فيه بيان فيه بيان ابن عمر من اين يحرم من اراد العمرة؟ والمقصود بالاحرام من هذه الجهات هو لمن جاء من جهتها اما من كان من غير جهتها فسيأتي بيان موضع احرامه. فالحديث انما بين احرام اهل هذه الجهات بين احرام اهل هذه الجهات لكنه لم يستوعب والمواقيت المكانية التي جاء تحديدها خمسة مواقيت ذكر حديث ابن عمر ثلاثة منها قرنا لاهل نجد وذا الحليفة لاهل لاهل المدينة والجحفة لاهل الشام ويلملم لاهل اليمن. ولم يذكر ابن عمر رضي الله تعالى عنه يلملم لانه لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم وذات وذات عرق لاهل العراق نعم لله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى. رواه البخاري باسناده عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كان اهل اليمن يحجون ولا يتزوجون ويقولون نحن المتوكلون قدموا مكة سألوا الناس فانزل الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى. رواه ابن عباس رواه ابن عيينة عن عمر الله يكرمك يا موسى باب قول الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى هذه الاية الكريمة التي ترجم بها المصنف هي جزء اية ذكر الله تعالى فيها الحج. قال تعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ثم قال وتزودوا فان خير الزاد التقوى وتزودوا فان خير الزاد التقوى امر الله تعالى بالتزود لهذه الرحلة. وهي من اعظم الرحلات التي يرتحل فيها المؤمن. يرجو ثواب الله وعطاءه ونواله وخير ما يتزود به المؤمن من هذه الرحلة التقوى. ولذلك قال فان خير الزاد التقوى. استكثروا من الزاد الذي تبلغون به ما مقصودكم وجهتكم فالانسان في سفر هناك سفران سفر في الدنيا وسفره في الاخرة سفر الدنيا يحتاج فيه الانسان الى زاد ومتاع يبلغه الى جهته وسفر الاخرة لا يقطع بمراكب ولا مأكل مشرب انما يقطع بالاعمال. سفر الاخرة الزاد فيه تقوى رب العالمين ولذلك اذ جمع الله تعالى ذكر الزادين ذكر زاد الدنيا وهو ما يعين الانسان على البلوغ الى جهته والوصول الى مقصوده وتزودوا ثم ذكر الزاد الاعظم ونبه اليه وهو زادوا القلوب وقوتها وهو تقوى رب العالمين جل في علاه. قال وتزودوا هذا فيما يتعلق بسفر الدنيا فان خير الزاد التقوى هذا فيما يتعلق بسفر الاخرة وهكذا يقرن الله تعالى الامثال فيجمع ما يتعلق بالدنيا وما يتعلق بالاخرة ليتنبه المؤمن الى اهمية ما يتعلق بالاخرة مما يراه في شأن الدنيا. ارأيتم مسافرا يرحل من بلده الى بلد اخر بعيد دون زاد ولا متاع ولا قوت يبلغه غايته ايبلغ في سفره؟ ايصل الى جهته؟ ام ينقطع به السفر من لا زاد له ما يصل انسان خرج من مكة يريد بلده ولم يأخذ لذلك قوتا ولا متاعا. يصل او لا يصل لا يصل لانه ليس عنده زاد كذلك الذي يسافر الى الاخرة بدون تقوى فانه لا يصل الى رضوان الله تعالى بل ينقطع به المسير عن الجنة فلا يصل اليها ولهذا يقول الله تعالى في مثل هذا يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان يا بني ادم قد انزلنا عليكم لباسا يواري سوءات وريشا يمتن الله تعالى على العباد بانه انزل عليهم لباسا وقسمه الى قسمين لباس يستر العورات يواري سوءاتك وريشا وهو لباس التجمل والتزين. بعد ان ذكر نوعي اللباس الذي يستر به البدن. ويتزين به ذكر مهما وهو اعظم من هذا. فقال ولباس التقوى ذلك خير اين تلبس التقوى؟ هل تلبس على المظهر والصورة؟ لا انه لباس القلب لباس التقوى هو لباس القلب ولذلك يقول الله تعالى بهذه الاية وتزودوا فان خير الزاد التقوى يشير الى ضرورة الانسان الى هذا الزاد وهو زاد التقوى وفي تلك الاية يشير الى ضرورة العناية بلباس التقوى فقال ولباس التقوى ذلك خير واعلم ان التقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. التقوى هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية وذلك بفعل ما امرك الله تعالى به وترك ما نهاك عنه رغبة ورهبة. خوفا وطمعا هكذا تتحقق لك كالتقوى ان تفعل الطاعات وان تترك المعاصي والسيئات وان يكون فعلك للطاعة وتركك للمعصية رغبة فيما عند الله وخوفا من عقابه وخوفا من عذابه وخوفا من ما رتبه على معصيته جل في علاه اذا قوله وتزودوا فان خير الزاد التقوى جمع للزادين. وهذا يدل على وجوب العناية بهذا السفر والتهيؤ له سفر الحج سفر عبادة وسفر طاعة ينبغي ان يتهيأ الانسان له بالاستعداد ومنه التهيؤ له بالزات الذي يعين الانسان على الوصول الى جهته. ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم تهيأ لسفره وارتحل على راحلته التي كان عليها متاعه وزاده. صلوات الله وسلامه عليه وهذا مصداق ما امر الله تعالى به في قوله وتزودوا فان خير الزاد التقوى. وذكر باسناده عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال كان اهل اليمن يحجون ان يأتون الى الحج ولا يتزودون اي لا يأخذون من بلادهم زادا ليقطعوا به سفرهم ويقولون نحن المتوكلون هذا في مفهوم التوكل حيث ظنوا ان التوكل هو ترك الاسباب. فقالوا لا نتزود بزاد يبلغنا سفرنا لاننا متوكلون قال يقولون نحن المتوكلون. فاذا قدموا مكة سألوا الناس اي طلبوا من الناس مالا طلبوا من الناس طعاما طلبوا من الناس اعانة فكانوا يتكففون الناس ويسألونهم فانزل الله تعالى قوله جل وعلا وتزودوا اي تزودوا لهذا السفر وهو سفر الحج ولا تقولوا نحن متوكلون فتتركوا الزاد الذي يبلغكم الجهة التي تقصدونها فان خير الزاد التقوى ونبههم الى زاد اخر وهو ما جاءوا لاجله. لماذا جاء الناس الى هذه البقعة؟ جاؤوا يرجون ثواب الله يرجون الجنة والجنة لا تبلغ الا بالتقوى فمن اراد الجنة فليتق الله جل في علاه ولذلك قال وتزودوا ثم قال فان خير الزاد التقوى خير ما يتزود به الانسان التقوى. والتقوى لا تحمل في المحافظ والجيوب والمخابئ انما تحفظ في القلب بان يكون معمورا بمحبة الله وتعظيمه بالبدن بان يكون قائما بطاعة الله مجتنبا ما نهى الله تعالى عنه وزجر