بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله واعلم رحمك الله ان الدين انما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وارائهم وعلمه عند الله وعند لرسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الاسلام. فانه لا حجة لك فقد فانه لا فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لامته السنة واوضحها لاصحابه وهم الجماعة وهم السواد الاعظم واد الاعظم الحق واهله فمن خالف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من امر الدين فقد كفر واعلم ان الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذر المحدثات من الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ضلالة واهلها في النار واحذر صغار المحدثات من الامور فان صغير البدع يعود حتى يصير كبيرا. وكذلك كل بدعة احدثت احدثت في هذه الامة كان اولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج ثم لم يستطع الخروج منها فعظمت وصارت دينا يدان به فخالف الصراط المستقيم فخرج من الاسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه ومن اهل الزمان كخاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم به اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم او احد او احد من العلماء فان وجدت فيه اثرا عنهم فتمسك به. ولا تجاوزه شيء ولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد بعد ان بين المؤلف رحمه الله ما تقدم من آآ قواعد واصول اه في افتتاح رسالته نبه في بداية الرسالة الى منزلة العقل من النص منزلة العقل ومكانة اه العقل في النص او من النص منزلة العقل من النص العقل هو مناطق التكليف بلا شك فان الله تعالى انما خاطب من يعقل ووجه الخطاب لمن يفقه ولذلك قال الله تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب القرآن وهو اصل الهدايات جاء مخاطبا العقل واناط الفلاح العقول والقلوب الحاضرة وبالتالي منزلة العقل هي ادراك النص وفهمه تدبره وتعقله كما تقدم في آآ قراءة سابقة قال واعلم رحمك الله ان الدين الذي ان الدين انما جاء من قبل الله تبارك وتعالى يعني الذي شرعه هو الله عز وجل وهو العليم الحكيم جل في علاه لم يوضع على عقول الرجال وارائهم. يعني لم يشرع على قدر ما يصدر عن عقول الرجال وارائهم واختياراتهم فان ذلك لا يمكن ان يبلغ المصالح على وجه الكمال اذ العقول تقصر عن ادراك المصالح على وجه الكمال. تدرك المصالح اجمالا لكنها لا تستطيع ان تدرك ذلك تفصيلا وكمالا. لذلك قال رحمه الله لم يوضع على عقول الرجال وارائهم وعلمه عند الله وعند رسوله اي علم الدين عند الله وعند رسوله واليه واليه ما يرجع فيرجع بمعرفة عقائد وفي معرفة الاحكام الى ما جاء عن الله وما جاء عن رسول وما جاء عن رسوله وما عداه فهو فهو هوى ورد ولذلك قال فلا تتبع شيئا بهواك اي لا تسر وراء شيء بناء على ما تحب وما تشتهي وما تميل اليه نفسك فان هذا لا يمكن ان يحقق سعادة ولا يمكن ان يدرك به الانسان نجاة بين السعادة والنجاة والفلاح والفوز انما هو في ايش باتباع الكتاب والسنة وفي لزوم ما جاء عن الله وعن رسوله ولذلك يقول الله تعالى في بيان ظلال من ضل فان لم يستجيبوا لك فاعلم ان ما يتبعون ايش اهواءهم ويقول ويقول جل وعلا افرأيت من اتخذ الهه هواه واضله الله على علم ومن اضل ممن اتبع هواه فالهوى يهوي باصحابه والهوى هو ميل النفس ومشتهاها وما تحب ولذلك قال رحمه الله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين اي تخرج منه. والخروج اما ان يكون خروجا خروجا كليا ومروقا تاما واما ان يكون خروجا ومروقا جزئيا. قال فتخرج من الاسلام فانه لا حجة لك يعني في هذا الخروج ولا في هذا المرور مع تبين الادلة مع ظهور الادلة واستبانتها في الكتاب والسنة. ولذلك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة واوضحها لاصحابه وهم الجماعة. نعم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما يحتاجه الناس في امر عقائدهم وفي امر شرائع دينهم فليس ثمة بالناس حاجة الى مزيد بيان على ما جاء به صلى الله عليه وعلى اله وسلم. بل الغاية والمنتهى في علوم الشريعة الى ما جاء في الكتاب والسنة. ليس فوق ذلك علم ولا وراء ذلك هدى بل انما هو ظلال وعماء ولذلك يجب الاقتصار على ما جاءت به الادلة في الكتاب والسنة وقد بين المؤلف رحمه الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدين بيانا تاما ووضح ذلك ايضاحا لا لبس فيه ولا غبش وقد ندب اصحابه الى الاخذ عنه بشرائع الدين فقال صلوا كما رأيتموني اصلي وقال خذوا عني مناسككم والله تعالى ندب الى اخذ كل ما كان من هديه وعمله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز علي ما علمتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. ثم يقول جل في علاه ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. ويقول لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فينبغي للمؤمن الا يجاوز السنة في فهم كلام الله عز وجل وفي معرفة الديانة فان السنة بيان القرآن قال الله تعالى وانزلنا اليك الذكر لتبينوا للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون ثم قال المؤلف رحمه الله بعد ان ذكر لزوم السنة وان النبي صلى الله عليه وسلم بين السنة لاصحابه قال وهم الجماعة ومعنى هذا ان كل من سار على طريقهم ولزم منهجهم فقد انضم الى جماعتهم وهم الذين يدرك به هم الذين يدرك بهم الانسان الفلاح والسعادة هم القوم لا يشقى بهم من صاحبهم وسار على نهجهم هم اهل الصراط المستقيم. ولذلك يقول وهم السواد الاعظم وعلى هذا مهما جرى من انحراف بعد زمن الصحابة مهما عظم هذا الانحراف فانه ليس بجماعة الجماعة ان تكون على الحق ولو كنت وحدك كما قال من عبد الله بن مسعود الجماعة ان تكون على الحق ولو كنت وحدك. والحق هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ما ما جاء به صلى الله عليه وسلم وسار على وسار عليه اصحابه رضي الله تعالى عنهم. قال والسواد الاعظم الحق واهله كثروا او قلوا فانه لا عبرة