من حديث علي رضي الله عنه المقصود ان المؤلف ختم هذا الناقظ بذكر مثال من امثلته. والله الله تعالى اعلم الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر والاصل في النواقض والنقب ان يكون للاعيان والاجسام فيقول نقض البناء ونقض الشيء بازالته وهدمه وابطاله وافساده. ولكن نقظى ايظا يظاف الى المعاني ويفيد ما يفيده معنى النقض في البنيان بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف انبياء المرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا ولجميع المسلمين قال شيخ الاسلام المجدد محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى اراد الاسلام تعلم ان نواقض الاسلام عشرة نوافذ. الاول الشرك في عبادة الله وحده. لا شريك له. قال تعالى ان الله ولا يغفر ان يشرك به ويرفع ما دون ذلك لمن يشاء. وقال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما الظالمين للانصار. ومن الذبح لغير الله ومن يذبح للجن او القوم. الثاني من جعل بينه وبين وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر اجماعا. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذه الرسالة سبق ان تكلمنا عن مقدمة حولها وما يتصل بموضوعها وفي هذا المجلس نشرع في قراءتها فنسأل الله تعالى ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح وان يرزقنا الصواب والسداد في القول والعمل يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم افتتح الرسالة بالبسملة كما في بعض النسخ والبسملة سنة في بداية في بداءة الكتب كما هو الشأن في كلام الله عز وجل وكتابه. وكما هو العمل في كتب النبي صلى الله عليه وسلم. وعلى ذلك جرى علماء الامة وغالبا ما يقتصر العلماء في ذلك على البسملة دون ذكر الحمدلة لانها مظمنة فان ذكر الله باسمائه الحسنى جل وعلا ومن حمده سبحانه وبحمده يقول رحمه الله اعلم ان نواقض الاسلام عشرة نواقض اعلم فعل امر يفيد طلب العلم وهذه الكلمة يؤتى بها في مقدمة ما يعتنى به من الكلام وما يهتم به من الامور فقد جرى استعمال العرب لهذه الكلمة للفت النظر الى مهم والتنبيه الى ما ينبغي الاعتناء به وقد جاء ذلك في كلام الله تعالى فيما يتعلق بالاحكام الشرعية وفيما يتعلق بالعقائد ففي العقائد قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وجاء في الاحكام في قوله واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه الاية وقد جرى على هذا السبيل اهل العلم في تنبيه المتعلمين الى مهمات العلم والى اساءاته والى قضاياه الكبرى واصل العلم هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع فعندما يقول اعلم اي اعتقد جازما بما سيأتي فانه مطابق للواقع وقوله رحمه الله ان نواقض الاسلام عشرة نواقض هذا بيان لعدد النواقض التي سيتناولها المؤلف رحمه الله وقوله نواقض الاسلام هذا لقب على جملة من العقائد والاعمال والاقوال يحصل بها الكفر فعندما نقول نواقض الاسلام اي مفسداته مبطلاته ذلك ان كلمة نواقض جمع ناقضة اسم فاعل من نقض الشيء اذا افسده او ابطله او هدمه او حله ومنه قول الله تعالى ولا تنقضوا الايمان بعد توكيدها وكذلك قوله جل وعلا ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا فان النقض فالمعاني يفيد الابطال والازالة والهدم ومنه نواقض الوضوء فانها تهدمه وتفسده وتبطله وتذهب به فنواقض الاسلام هي مبطلاته ومفسداته وهوادمه وما يحله وما يذهب بحكمه وهي المكفرات اما قوله رحمه الله الاسلام فالاسلام لفظ يتضمن الاستسلام والسلامة وهو دائر على معنى الاخلاص وقيل في الاسلام انه الاستسلام لله تعالى لخلقه وامره لخلقه اي التسليم للقدر بالرضا به والصبر عليه وامره ان يسلم لما يأمر به جل وعلا ويحبه فالاسلام دائر على الاستسلام لله تعالى في خلقه وامره وقيل الاسلام اسم يشمل كل طاعة ينقاد بها العبد لله تعالى من ايمان وتصديق ومن هنا نعرف ان الاسلام يشمل عمل الجوارح وعمل القلب فانه لا يكون اسلام الا بعمل قلب ولهذا يجمع الاسلام معنيين المعنى الاول الانقياد والاستسلام والمعنى الثاني الاخلاص فان من معاني الاسلام الاخلاص كما تقدم ومنه قول الله تعالى ورجلا سلما لرجل اي خالصا له ليس له فيه شريك وهذا المعنى هو المعنى العام للاسلام اذا الاسلام بمعناه العام هو الاستسلام لله تعالى والخضوع له والانقياد له جل في علاه هذا المعنى العام ولما نقول المعنى العام يعني الذي تشترك فيه كل الشرائع والديانات وهو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم الانبياء اخوانه اللي علات دينهم واحد وشرائعهم شتى فدينهم واحد هو دين الاسلام الذي كان عليه الناس يوم خلق الله تعالى البشرية فان الناس كانوا اولا على الاسلام كما جاء عن ابي بن كعب رضي الله عنه انه قال كان الناس امة واحدة حيث حين عرضوا على ادم عليه السلام فطرهم الله يومئذ على الاسلام وهو الاستسلام له والخضوع والانقياد وقد جاء ذلك عن ابن عباس كما في المستدرك باسناد لا بأس به انه قال كان الناس امة واحدة عشرة قرون من ادم الى نوح ثم لما اختلفوا بعث الله النبيين والمرسلين وانزل كتابه فكانوا امة فكانوا امة واحدة يعني في السابق وهو المشار اليه في قول الله تعالى كان الناس امة واحدة. فبعثها فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. كانوا امة واحدة اي على دين واحد قد وعلى ملة واحدة فالامة هنا بمعنى الملة وهي ملة ابراهيم وهذا المعنى العام هو الذي جاء به جميع المرسلين فجميع الرسل جاءوا لرد الناس الى الاسلام الذي هو الاستسلام لله تعالى والخضوع له والانقياد لامره جل في علاه ولهذا سمى الله تعالى من قبلنا من الامم بالاسلام يقول الله تعالى عن نوح وامرت ان اكون من المسلمين وهو اول الرسل لاهل الارض ويقول في إبراهيم ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين ومن قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وقال جل وعلا عن ابراهيم وصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون وكذلك قال يوسف عليه السلام فاطر السماوات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين وفي قصة سبأ قالت واسلمت مع سليمان لله رب العالمين والحواريون ماذا قالوا؟ قالوا امنا بالله واشهد باننا مسلمون او امنا واشهد باننا مسلمون والله تعالى وصف صراط النبيين بانه صراط مستقيم. كما قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم وهو الطريق القويم. الذي اتفقوا عليه وهو الاسلام بالمعنى العام وهناك معنى خاص للاسلام وهو دين الدين الذي جاء به خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو الاسلام الخاص. وهو الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل لما سأله عن الاسلام قال ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت فهذا هو الدين الخاص هذا هو الاسلام الخاص الذي جاء به محمد محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم والاسلام هو الذي رضيه الله تعالى دينا للناس ان الدين عند الله الاسلام ورضيت لكم الاسلام دينا. ومن يبتغ الاسلام دينا فلن يقبل منه وحكم الاسلام يثبت بالشهادتين فمن قال لا اله فمن قال اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثبت له عقد الاسلام فاذا اظاف وثم يضاف اليه بقية الشعائر التي يتحقق بها الاسلام وهي اركانه لكن ثبوت حكم الاسلام يكون بالشهادتين. امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله واني رسول الله اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله فهذا هو مفتاح الاسلام اذا كل من قال لا اله الا الله كان من المسلمين. كل من شهد لله الوهية وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة فانه يثبت له عقد الاسلام ثم ينظر هل يثبت عليه ويأتي بحقوقه؟ او ينقص عنه ويخرج عن حدوده بحثنا في نواقض الاسلام هو نظر فيما يخرج به الانسان عن حكم الاسلام ما هي الاشياء التي يخرج بها عن حكم الاسلام؟ المصنف رحمه الله قال اعلم ان نواقض الاسلام عشرات نواقض فذكر المؤلف رحمه الله عشرة نواقض وقول عشرة عشرة نواقض بناء على ان النواقض جمع ناقض وهذا خلاف الافصح في اللغة فان النواقض جمع ناقضة وليست جمع ناقر كما ذكر ذلك جماعة من اهل اللغة وعليه فيكون الافصح اعلم ان نواقض الاسلام عشر نواقض لان العدد يخالف المعدود هذه مسألة. المسألة الثانية في قوله رحمه الله عشرة عشرة نواقض هل هذا على سبيل الحصر والاستيعاب لكل ما يحصل به نقض الاسلام والخروج عن حكمه الجواب من اهل العلم من قال نعم هذا حاصل للنواقض وعليه فان ما عدا هذه النواقض يرجع اليها ولكن الصحيح ان هذا ليس حصرا ان هذا العد ليس حصرا وذلك ان العدد في كلام الله او في كلام رسوله ليس له مفهوم عند جمهور الاصوليين يعني لا يفيد الحصر والقصر الا ان يقترن به قرينة تدل على ارادة الحصر وعليه فقوله رحمه الله نواه اعلم ان نواقض الاسلام عشرة نواقض لا اشكال فيه لانه ليس حصر ولا قصرا وبالتالي ما لم يذكره من النواقض خرج لسبب من الاسباب فهو قد اصطفى جملة من النواقض وذكرها ما الذي جعله يحد هذه النواقض بهذا العدد ويذكر هذا دون غيره العلماء ذكروا في ذلك اسبابا منهم من قال انه ذكر ذلك بناء على انها اهم ما يكون من النواقض. فذكر اخطر واهم ما يكون من نواقض الاسلام وبالتالي يكون ما ذكره ليس حصرا انما ما ذكره عد لمهمات النواقض التي يحصل بها الخروج عن حكم الاسلام وقيل انه انما ذكر هذه العشرة دون غيرها لانه قد اجمع عليها العلماء فذكر من النواقض ما اتفق عليه العلماء. وذكر ما وقع فيه خلاف وقيل لانها النواقض الشائعة في زمانه والمنتشرة في وقته تنبه عليها لدعاء الحاجة الى التنبيه اليها وقيل في سبب حصر النواقص بهذا العدد وبهذه المذكورات العشرة انه ذكر ذلك لكون هذه النواقص تتعلق بتوحيد العبادة باصل الاسلام وهو التوحيد فهذه النواقظ جامعها انها تتصل بنقض الشهادة مباشرة وعلى كل حال لعل ما ذكره ووجهه بعض اهل العلم يصدق على ما ذكر المؤلف رحمه الله والخلاصة ان ما ذكره من النواقض في هذه الرسالة ليس حصرا لكل ما يحصل به نقض الاسلام والخروج عن حكمه بل النواقض كثيرة المؤلف رحمه الله بدأ النواقض بذكر اخطرها واهمها واعظمها منافاة للتوحيد والاسلام وهو الشرك فقال رحمه الله الاول اي من النواقض الاشراك في عبادة الله وحده لا شريك له الاشراك مأخوذ من الشرك ومادة الشين والراء والكاف تدل على المقارنة والتسوية بين شيئين والاختلاط بين اشياء هذا معناه في هذا معناه في اللغة دائرة على المقارنة والتسوية والاختلاط اما في الاصطلاح فالشرك هو تسوية غير الله تعالى بالله في العبادة او في الربوبية او في الاسماء والصفات هذا تعريف الشرك في الاصطلاح وهو اجمع تعريفا للشرك لانه استوعب كل انواعه اما ما ذكره المؤلف رحمه الله فهو ذكر فهو ذكر لنوع من انواع الشرك وليس للشرك مطلقا لانه ما قال الناقض الاول الشرك بالله انما قال الشرك في عبادة الله وحده لا شريك له كما ذكره رحمه الله هو نوع من الشرك وهو الشرك في العبادة شرك في الالوهية فيما يجب لله تعالى وبقي نوعان من الشرك الشرك في الربوبية والشرك في الاسماء والصفات وبه نعلم ان المؤلف لم يستوعب النواقض ففي الشرك لم يذكر الشرك كله وبانواعه انما ذكر نوعا منه وهو الشرك في العبادة والشرك في كل صوره في الربوبية وفي الالهية وفي الاسماء والصفات يصدق عليه قول الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم فالشرك ظلم عظيم لانه تسوية غير الله تعالى بالله جل في علاه سبحانه وبحمده والذي يخصنا في هذا الناقظ هو الشرك في العبادة ما حقيقة الشرك في العبادة؟ حقيقة الشرك في العبادة هو صرف العبادة لغير الله تعالى فقوله رحمه الله في الناقض الاول الشرك في عبادة الله يعني صرف العبادة لغير الله تعالى ولما يكون العبادة صرفت لغير الله فانت تكون قد سويت غير الله بالله فتكون قد وقعت في الشرك لما يصلي الانسان لغير الله ينذر لغير الله يتقرب بالعبادة لغير الله فيكون قد جعل من تقرب اليه بهذه الاعمال في مرتبة مساوية لمرتبة الله الذي لا تصرف العبادة الا له جل في علاه فالشرك ظلم لانه تسوية المخلوق المربوب المقهور الظعيف بالله الذي له الكمال المطلق جل في علاه سبحانه وبحمده فيسوي بينهما في صرف العبادة له والشرك في العبادة ينقسم الى اقسام ذكرها العلماء رحمهم الله فينقسم باعتبار ظهوره الى شرك ظاهر وشرك خفي والظاهر يكون في الاقوال وفي الاعمال والخفي يكون في الاعتقادات كخوف السر ومحبة غير الله كمحبة الله كما قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله وينقسم باعتبار متعلقه او محله ينقسم الى ثلاثة اقسام شرك الاعمى الاعتقادات شرك الباطن شرك القلب شرك الاعمال والجوارح شرك الاقوال كدعاء غير الله والحلف بغير الله وما اشبه ذلك اما باعتبار اثره باعتبار تأثيره في الخروج عن الاسلام وعدمه فينقسم الى قسمين شرك اكبر وشرك اصغر والشرك الاكبر هو تسوية غير الله تعالى بالله صرف العبادة لغير الله تعالى واما الشرك الاصغر فهو كل قول او فعل او اعتقاد يفضي الى الشرك الاكبر كل قول او فعل او اعتقاد يؤدي الى الشرك الاكبر وهذه التقسيمات للشرك موجودة في كلام العلماء وهي لتقريب العلم ولكن التقسيمات هنا ينبغي ان يعلم انها باعتبارات مختلفة فهناك تقسيم باعتبار ظهوره وخفائه وباعتبار محله ومتعلقه وباعتبار اثره في بقاء الاسلام انتفائه وكلها مندرجة في قول الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم بشتى صنوفه وصوره وقوله رحمه الله الشرك في العبادة قلت الشرك في العبادة معناه صرف العبادة لغير الله فما هي العبادة العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة كالصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين واداء الامانات وصلة الارحام كل هذه من العبادات فاذا صرفها لغير الله تعالى يكون قد وقع في الشرك سواء كان قولا او اعتقادا او فعلا وسواء كان ظاهرا او باطلا وسواء كان واجبا او مستحبا فصرف اي عبادة لغير الله تعالى يكون من الشرك وقد استدل المصنف رحمه الله لكون هذا العمل وهو الشرك بالله استدل المؤلف لكون الشرك في العبادة ناقضا من نواقض الاسلام بدليلين الدليل الاول قوله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ووجه الدلالة في الاية ان الله تعالى جعل الشرك مانعا من مغفرة الذنوب ان الله تعالى جعل الشرك مانعا من مغفرة الذنوب ولا يدخل احد ولا يدخل احد الجنة الا بمغفرة ذنوبه فاذا كان ذنبه لا يغفر فهو لابد ان يؤاخذ به ولا فلا يدخل الجنة احد الا بمغفرة ذنوبه هذا الدليل الاول ووجه الدلالة فيه الدليل الثاني الذي استدل به المؤلف قوله وقال انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار وهذه الاية اصلح في الدلالة لان الله تعالى قظى مخبرا انه من وقع في الشرك فان الجنة حرام عليه. فقد حرم الله عليه الجنة. والتحريم هو المنع والحذر فالجنة ممنوعة محظورة عن من وقع في الشرك ومأواه النار اي مرجعه ومآله ومآبه ثم قال وما للظالمين من انصار لان لان الشرك ظلم كما قال الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم فاستدل المصنف رحمه الله بهاتين الايتين على هذا الحكم وهذه احكام اخروية في الايتين عدم المغفرة هذا اذا مات على الشرك وتحريم التحريم تحريم الجنة هذا اذا مات على الشرك فهذه ايتان تبين الحكم الاخروي لمن وقع في الشرك واستدل بالحكم الاخروي على الحكم الدنيوي فاذا كان من اهل النار وكانت الجنة محرمة عليه دل ذلك على انه خارج عن اهل الاسلام لان المسلمين مآلهم الى الجنة نالهم من العقوبة بسبب ذنوبهم قبل ذلك اذا الاستدلال انه لما كانت اما الاية الاولى انه اذا كانت الجنة لا يدخلها احد الا بمغفرة الله ان الشرك يمنع من دخول الجنة دل ذلك الذي ذكره الله من الاحكام الاخروية على الحكم الدنيوي. ما هو الحكم الاخروي؟ تحريم الجنة وعدم مغفرة الذنوب ما الذي يفيده تحريم الجنة وعدم مغفرة الذنوب انه من اهل النار مخلدا فيها واذا كان كذلك فان هذا يدل على حكمه في الدنيا وهو انه ايش يا اخواني؟ انه من من اهل انه مشرك وليس من اهل الاسلام. ثم ذكر المصنف رحمه الله للشرك في العبادة مثالا فقال ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن او للقبر هذا مثال يتضح به المقام. يتضح به هذا الناقض. فالذبح لغير الله سواء كان ذلك قصدا او كان ذلك لفظا كله من الشرك. الذبح لغير الله قصدا بان يقصد بهذه الذبيحة التقرب للجن. التقرب للمقبور للولي التقرب للنبي التقرب لملك. هذا بالقصد. حتى لو قال عند الذبح بسم الله فان هذه البسملة لا تطيب الذبح لانه مما اهل به لغير الله. قصدا ارادة ونية وكذلك اذا ذبح لغير الله لفظا بان يقصد بالذبيحة التقرب الى الله لكنه عند الذبح يقول باسم المسيح باسم الحسين باسم علي باسم الولي الصالح باسم الجن. هذا كله خارج عن دين الاسلام فهذا من الذبح لغير الله. الداخل فيما جاء فيه الوعيد. لعن الله من لعن الله من ذبح لغير الله كما في الصحيح