آآ نقرأ في الاربعين بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال محمد رحمه الله تعالى الحديث الاول عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فمن كانت هجرته الى الله ورسوله الى الله ورسوله. ومن كانت هجرته ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة يكلها هجرته الى ما هاجر اليه ابو عبد الله محمد بن اسماعيل سيدنا ابراهيم ابن المنيرة ابن البخاري ابو الحسين مسلم ابن حجاج ابن مسلم الخشيري في صحيحهما الذين هما اصح الكتب المصنفة الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث الاول من احاديث الاربعين النووية التي جمعها الامام شرف الدين النووي رحمه الله اه وهو حديث امير المؤمنين ابي حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو مشهور بحديث النية وقد ابتدأ المصنف رحمه الله هذه الاربعين بهذا الحديث في بعض اهل العلم الذين بدأوا كتبهم ومصنفاتهم بذكر هذا الحديث حديث النية ومن ابرز من فعل ذلك امام المحدثين البخاري ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله انه قد افتتح صحيحه ذكر حديث النية مع كونه رحمه الله بدأ كتابه كتاب بدء الوحي ولذلك اطال الشراح تلمس العلة والسبب في كون البخاري رحمه الله افتتح كتابه بهذا الحديث وقيل انه اراد ان يذكر نفسه وان يذكر القارب باهمية الاخلاص في طلب العلم وانه لن ينال الاجر والمثوبة في تعلمه الا اذا خلصت نيته وقيل انه ابتدأ لذلك حديث النية لكونه الحديث الذي خطب به النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم الناس اول مقدمه الى المدينة وهي الدار دار الهجرة التي تلقى فيها الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم في امن وطمأنينة والاقرب والله اعلم وقيل غير ذلك والاقرب والله اعلم انه اشارة الى اهمية النية تأكيد لاستحضارها في القراءة وفي التعليم والتعلم هذا معنى ويضاف الى هذا المعنى ان هذا الحديث من اجمع الاحاديث معنى لذلك قال البخاري رحمه الله ليس في اخبار النبي صلى الله عليه وسلم شيء اجمع واغنى واكثر فائدة من هذا الحديث يريد حديث حديث عمر رضي الله عنه ولذلك قال عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله ينبغي ان يجعل هذا الحديث في رأس كل باب ليس في في اول كل كتاب انما في رأس كل باب من ابواب العلم لاهميته ودخوله في ابواب العلم كلها ولا غرابة فان هذا الحديث اصل في ما يتعلق بصحة القصد وسلامة النية فان اصلاح النية تصحيح القصد عليهما يبنى العمل ولهذا كان اعظم منة يمن الله تعالى بها على العبد ان يرزقه صحة الفهم وحسن القصد اي سلامة النية كما انعم الله تعالى على العبد بنعمة اعظم من هذه النعمة يفتتح الخير ويدركه ويبلغه وينجو من الشر ويسلم منه الصالحة سبيل لادراك المطالب الشريفة كلها فيما يتعلق بالاعمال او فيما يتعلق بالاقوال او فيما يتعلق بالعلوم او فيما يتعلق بالعقائد ولا يمكن ان يتم الانسان غرض ولا ندري كمطلبا الا بسلامة النية وصحة القصد وعلى قدر ما يكون مع الانسان من اخلاص يكون له من الاجر والثواب عند الله عز وجل وقد اثنى العلماء رحمهم الله على هذا الحديث واطالوا ذكره وبيان منزلته اتفق ابن مهدي الشافعي وابن حنبل وابن المدين وابو داود والترمذي ان هذا الحديث ثلث الاسلام معنى ثلث الاسلام اي انه يرجع اليه ثلث ما يتعلق في ما جاءت به الشريعة ما جاء به الاسلام وقال اخرون انه ربع الاسلام وقيل خمسه وقيل غير ذلك. وفي محصلة كل هذه الاقوال تبين جليل قدر هذا الحديث وتكشف رفيع منزلته هذا الحديث شيخ المسلمين فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانه لم يثبت عن احد غير عمر رضي الله عنه وان كان قد جاء عن جماعة من الصحابة كانس ابي هريرة وعلي وابي سعيد لكن كل طرق واسانيد تلك الاحاديث ضعيفة ولهذا قال الترمذي رحمه الله لا نعرفه الا من حديث يحيى بن سعيد سعيد هو الراوي الذي انتشر عنه هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه فان هذا الحديث رواه يحيى ابن سعيد عن محمد ابراهيم عن علقمة ابن وقاس الليثي عن عمر الترمذي يقول هذا الحديث لا نعرفه صحيحا ثابتا الا عن يحيى بن سعيد الانصاري الذي رواه عن محمد ابراهيم التيمي الذي رواه عن علقم ابو وقاص الليثي الذي رواه عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وكل هذه الطبقات انفرد فيها كل راو عن من روى عنه عمر انفرد بهذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلقمة بن وقاص الليثي انفرد به عن عمر محمد إبراهيم التيمي انفرد به عن علقمة ويحيى بن سعيد الانصاري انفرد به عن محمد إبراهيم ثم انتشر حتى بلغ حد التواتر عن يحيى بن سعيد الانصاري. ولهذا يمثل بهذا الحديث على ما كان اوله غريبا واخره متواترا قد ذكروا انه بلغ عدد من روى عن يحيى بن سعيد ما يزيد على ما ما يقارب سبعمائة نفس الا ان الحافظ ابن حجر رحمه الله قال وانا استبعد صحة هذا فقد تتبعت طرق طرق طرق هذا الحديث فقد تتبعت طرقه من الروايات المشهورة والاجزاء المنثورة منذ طلب الحديث يعني من اول اشتغاله بالحديث الى وقتي هذا فما قدرت على تكميل المئة وهذا ليس نفيا وهي عبارة ايضا رفيعة العمق وآآ هكذا العلماء لا يجزمون بما لم يبلغوا علمهم انما قال وانا استبعد صحة هذا استبعاد ليس لم يقولوا هذا ليس بصحيح لاني طلبت ولم اجد انما استبعاد لانه طلبه مدة متطاولة لانه طلبه طلب طرق هذا الحديث منذ بدايته بطلب الحديث الى ان كتب هذه الكلمات في شرحه لهذا الحديث في فتح الباري وهذي مدة ليست بالقصيرة رغم اهتمامه وعنايته اه اشتغاله الروايات والاحاديث لكنه لم يقف على هذا العدد بل قال رحمه الله فما قدرت على تكميل المئة يعني ما وصلت الى مئة وعلى كل حال يمكن ان يكون من اطلق سبع مئة يريد الكثرة لان العرب تطلق سبع وسبع مئة وسبعين على العدد الكثير فلعله اراد هذا والله تعالى اعلم المقصود ان هذا الحديث رواه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على النحو الذي ذكرت ورد به عن النبي صلى الله عليه وسلم رغم ما فيه من عظيم العلم وغزيره الذي بلغه بعض اهل العلم ان وصف الحديث بانه ثلث الاسلام قد بين المصنف راوي الحديث وهذه طريقته في آآ ذكر الرواة ومن ينقل عنهم ويعرف بشيء من البست المناسب للمتن تبين قال عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولما ذكر البخاري ومسلم عرف بهما قال رواه امام امام المحدثين ابو عبد الله محمد اسماعيل وذكر نسبه ثم قال وابو الحسين مسلم ابن الحجاج وذكر نسبه وعرف بكتابيهما هذا الحديث تضمن جملتين ومثلين تضمن جملتين ومثلين. الجملتان هما انما الاعمال بالنيات هذي الجملة الاولى وانما لكل امرئ ما نوى. هذه الجملة الثانية ثم ذكر مثلين المثل الاول فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله. هذا المثل الاول والمثل الثاني ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها او امرأة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه فيقول الحديث قد تضمن جملتين ومثلين. الجملتان قاعدتان المثلان هما ترجمة وتبيين لمعنى تلك الجملتين وهذا من حسن التعليم كما سيأتي في الفوائد فان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر القاعدة ثم ذكر لها من الامثلة ما يبينها ويوضحها قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات هذي هي الجملة الاولى التي ذكرها النبي التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث. انما الاعمال بالنيات قوله انما هي من ادوات الحصر في كلام العرب تفيد عصر المعنى والحكم في المذكور ونفيه عما عداه والغالب انها للحصر المطلق هذا غالب استعمالها وقد تأتي للحصر الاضافي يعني الحصر النسبي نظير قول النبي قد نظير قوله جل وعلا انما انت منذر في وصف النبي صلى الله عليه وسلم مع انه بشير ونظير قوله تعالى انما الحياة الدنيا لعب ولهو. مع ان الدنيا فيها ما ليس بلعب ولا لهو لكن هذا حصر يسمى نسبيا او اضافيا والحصر الذي تفيده انما هل هو بالمنطوق او بالمفهوم على قولين عند الاصوليين والاكثر على انها تفيد الحصر بالمنطوق هذا الذي عليه اكثر الفقهاء والمحدثين والاصوليين وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال الاعمال جمع عمل والالف واللام في قول الاعمال للاستغراق لتشمل كل عمل يشمل عمل جوارح وعمل اللسان وهو القول اما شمول قوله انما الاعمال لاعمال الجوارح فهذا بالاتفاق لا خلاف بين اهل العلم فيه. واما شمول قوله انما الاعمال بالنيات لقول اللسان فهذا قول جمهور اهل العلم وهو اصح القولين دليل شمول الاعمال لقول اللسان ان الله تعالى ذكر العمل وصف ما ما يصدر من قول بانه عمل في قوله تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون فسمى قولهم فعلا فكان القول من جملة اعمال والافعال كما دل عليه قوله تعالى ولو شاء ربك ما فعلوه. اي ما فعلوا هذه الزخرفة القولية التي يروجون بها الباطل. ويزينون بها الشر وايضا يدل هذا قوله تعالى فوربك لنسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون قال ابن عباس في موضوع السؤال الان الاية تقول فوربك لا نسألنهم اجمعين عما كانوا يعملون. السؤال عن عمل اليس كذلك قال ابن عباس في تفسير العمل قال يسألون عن قول لا اله الا الله فدل هذا على ان القول من العمل وهذا دليل قول الجمهور الذين ذهبوا الى ان قوله انما الاعمال يشمل الاعمال التي في الجوارح والاعمال التي وقول اللسان ويشمل قول اللسان ولا ريب ان الاقوال بالنيات كما الاعمال بالنيات ولذلك الطلاق في كناياته وكنايات العقود والنذور وكذلك الالفاظ المحتملة انما يحدد معناها ويبين مقصودها ماذا النية ولهذا كنايات الالفاظ في العقود كلها هي الفاظ تحتمل تلك العقود تحتمل تلك المعاني لكن الذي حدد ذلك المعنى وجعله آآ وجعل تلك الكلمة صالحة فيه وماذا المتكلم ونية المتكلم فلما يقول الرجل لامرأته اخرجي عن بيتي انتهى اللي بيني وبينك كما يقوله بعض الناس لزوجته يحتمل ان انتهى اللي بيني وبينك في هذا الموضوع فلا نقاش بعد ذلك ويحتمل انه انتهى اللي بيني وبينك انه لا اريدك زوجة ما الذي يحدد هذا من هذا النية وبالتالي الاقوال بالنيات كما ان الاعمال بالنيات واما ما يتعلق باعمال القلوب فقالوا هي غير داخلة لان ادخال اعمال القلوب في الحديث يستلزم ان تكون اعمال القلوب متسلسلة لان كل نية تحتاج الى نية وهذا يلزم عليه الدور. فقوله انما الاعمال بالنيات هو في اعمال الجوارح اتفاق وفي قول اللسان في قولي عامة العلماء في قول جمهور العلماء وهو اصح القولين وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات ما المراد بالاعمال الاعمال المقصود بالاعمال هنا الاعمال الاختيارية المقصود بالاعمال هنا الاعمال الاختيارية وهنا نقف مع الاعمال الاختيارية لنبين ما هي الاعمال الاختيارية هي الاعمال الصادرة على الانسان بارادته دون اكراه خرج بذلك الاعمال غير الاختيارية كالحركة الاضطرابية التي تكون من ممن لا يحكم آآ التصرف بنفسه او كتقلبات النائم وما اشبه ذلك من الحركات التي والاعمال التي لا اختيار فيها للانسان فانها ليست مقصودة بهذا الحديث طيب ما هي الاعمال الاختيارية؟ هل هو كل الاعمال الاختيارية لان الاعمال الاختيارية تنقسم الى قسمين اعمال اختيارية عبادية. واعمال اختيارية عادية فهل قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال المراد بها الاعمال الاختيارية العبادية فقط كالصلاة والزكاة والصوم والصدقة والحج قراءة القرآن وما اشبه ذلك من الاعمال العبادية ام انه يشمل حتى الاعمال العادية كالنوم والاكل والذهاب والمجي وسائر ما يفعله الناس عادة من العلماء من قال انما الاعمال اي العبادية بالنيات واما الاعمال العادية فليس للنية اثر فيها والصواب ان قوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات يشمل كل الاعمال الاختيارية سواء كانت عبادية او كانت عادية فان الاعمال العادية تؤثر فيها النيات وقد يكتسب الانسان اجرا عمل عادي كما كما قال عمر كما قال معاذ ابن جبل اني لاحتسب نومتي كما احتسب قومتي اتبين من قول انما الاعمال بالنيات ان الاعمال المقصود هنا هي الاعمال الاختيارية عبادية كانت او عادية وكلها بالنيات وقوله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات البال المصاحبة الباء للمصاحبة اي مقترنة الاعمال مقترنة بنياتها مصاحبة لنياتها ومقاصدها ومراداة اصحابها كما معنى النيات؟ النيات جمع نية والنية هي القصد والعزم وقيل النية هي انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع او دفع ضر ولا يختلف عن ما تقدم هذا تعريفه في اللغة قيل العزم قيل القصد قيل انبعاث القلب لما يراه موافقا من جلب مصلحة ودفع مضرة الامر في هذا قريب لكن غالب ما يقال في تعريف النية انها القصد والعزم والارادة والهم وهذه كلمات متقاربة المعنى يفسر بعضها بعضا لكن عندما تأتي في سياق واحد تستقل هذه الكلمات بمعاني تميز بينها اما في ما يتعلق الاستعمال الشرعي فان النية هي الارادة المتوجهة نحو عمل ابتغاء رضا الله تعالى وامتثالا هذا تعريفه النية في الاصطلاح الشرعي الارادة المتوجهة نحو او عمل ابتغاء مرضات الله تعالى وامتثالا حكمه ابتغاء مرضاته وامتثال حكمه او امره فقوله انما الاعمال بالنيات اي انما الاعمال مصاحبة ارادة التقرب الى الله تعالى بفعلها مصاحبة لارادة امتثال امر الله تعالى بفعلها وقوله صلى الله عليه وسلم بالنيات الباء وما بعدها جار مجرور ومعلوم في كلام العرب ان مثل هذه الصيغة تحتاج الى ما تتعلق فيه اللي يسمى المتعلق فلا بد من تقدير متعلق ليصح الكلام وبالنظر الى ما ذكره اهل العلم يتبين ان ملخص ما ذكر في متعلق بالنيات القول الاول اول من يقول ان قول النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات متعلقة تصح او تقبل اي انما تصح الاعمال انما تقبل الاعمال انما تعتبر الاعمال انما تحصل الاعمال انما تستقر الاعمال ذكروا عندنا انما المتعلقة تصح تعتبر تقبل تستقر تحصل كل هذه معاني متقاربة تقيدوا ذلك في هذه متعلقات وهذا قول اكثر المتأخرين من اهل العلم. وعلى هذا فيكون المعنى انما الاعمال تصح وتقبل وتعتبر بالنظر الى ما صاحبها من النيات النظر الى ما صاحبها من النيات والمقاصد نقف على هذا ونكمل ان شاء الله تعالى الدرس القادم. اذا انتهينا يعني قربنا الانتهاء من الجملة الاولى والله اعلم صلى الله وسلم على نبينا محمد