ان يحرك شيئا من القرآن من ذلك ما ذكره البخاري رحمه الله عن جهم في كتاب خلق افعال العباد وهو انه قال لما قرأ قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى قال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه العقيدة الواسطية ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في بتكييف ولا تمثيل. بل يؤمنون بان الله سبحانه ليس ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في اسماء الله واياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. لانه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له. ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. فانه وسبحانه اعلم بنفسه وبغيره واصدق قيلا واحسن حديثا من خلقه ثم رسله ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. وهو سبحانه قد جمع فيما وصف فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والاثبات. فلا عدول لاهل السنة والجماعة عما جاء به المرسل طيب اه الحمد لله الحمد لله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين اما بعد فتقدم لنا في الدرس السابق مقدمة هذه العقيدة المباركة وكنا قد تكلمنا على ان الشيخ رحمه الله ابتدأ هذه الرسالة ببيان الايمان المجمل الذي لا يعذر احد بتركه ولا يتم ايمان احد الا به وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وهذه الاصول هي الاصول الستة التي آآ يقوم بها الايمان الاخلال بها كفر وخروج عن آآ الاسلام اه ذكر مؤلف فيها الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر اللفظ الذي استعمله الشيخ رحمه الله في ما يتعلق باليوم الاخر قال والبعثي بعد الموت وهذا جاء في آآ السنن ومسند الامام احمد من حديث علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يؤمن باربع آآ وذكر آآ البعث بعد الموت فقال آآ ان لا يشرك بي شيئا الا يشرك بالله شيئا يؤمن ويؤمن بالبعث بعد الموت والقدر فهذه الاربع آآ هي الاصول التي يبنى عليها وترجع اليها هذه الاصول الستة وآآ الشاهد هو قوله البعث بعد الموت وكذلك جاء في صحيح البخاري في رواية ابي هريرة لمجيء جبريل انه قال والبعث الاخر ويؤمن بالبعث الاخر وبالبعث الاخر يعني الذي يكون بعد الموت فهذا تنويع عبارة والا المؤدى والمعنى واحد. ثم ذكر المؤلف رحمه الله بعد ذلك ما تعلق بتفصيل الايمان بالله تعالى فذكر شيئا مما يتعلق بتفاصيل الايمان بالله تعالى فقال ومن الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. هذا شروع في بيان ما يتضمنه الايمان بالله تعالى على وجه التفصيل في امر من الامور. والا المؤلف رحمه الله كما ذكرنا لم يتكلم عن جميع ما يتعلق بالايمان بالله تعالى انما بحث وتسلم عما يتعلق الايمان بالاسماء والصفات وهو فرع من فروع الايمان بالله تعالى فان الايمان بالله يشمل الايمان بالله وملائكته الايمان بالله بالوهيته وربوبيته واسمائه وصفاته بحث هنا وفي غالب هذه الرسالة فيما يتعلق بالايمان بالله فيما يتعلق بهذا الاصل وهو الايمان بالاسماء والصفات وذلك ان المؤلف رحمه الله راعى الجهة التي كتب اليها هذه الرسالة هذه العقيدة فانها جهة كثر فيها الخلاف فيما يتعلق هذا الاصل من اصول التوحيد او هذا القسم من اقسامه. يقول رحمه الله ومن الايمان بالله اي من الايمان الواجب الذي لا يتم الايمان الا به الايمان بما وصف به نفسه في كتابه. بما وصف به نفسه اي بما اخبر جل وعلا به عن نفسه في كتابه فيما يتعلق باسمائه وصفاته وافعاله جل وعلا فان قوله رحمه الله بما وصف به نفسه ليس فقط البحث في الصفات بل في الاسماء وكذلك في الافعال وكذلك في صفات الله تعالى. فالاسماء من صفات والافعال تدل على صفات فكل فعل من افعال الله تعالى يدل على صفة لان الافعال صفات في فاعليها. يقول رحمه الله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه اي في القرآن الحكيم والقرآن بين الله تعالى فيه من اوصافه وعظيم آآ قدره وشأنه جل وعلا وما له من الكمالات بيان من عظيما جليا وجاء في بيان ذلك على طريق واضح وهو طريق التفصيل وهو الاكثر وطريق الاجمال وهو الاقل وسيأتينا اهل السنة والجماعة في الخبر الوارد عن الله و عن رسوله خبر عن الله جل وعلا في صفاته وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن عن الله تعالى كيف يتعاملون مع هذه النصوص؟ الكثيرة التي فيها ذلك في كلام المؤلف رحمه الله. المراد انه لابد من الايمان بما وصف الله به نفسه في كتابه ولا يتم الايمان الا بذلك والمؤلف رحمه الله يبين لنا في هذا المقطع من كلامه الاصل الذي يعتمد ويستند اليه فيما يتعلق بصفات الله تعالى فان المرجع والاصل هو كتاب الله تعالى وخبر الله عن نفسه وخبر رسوله عنه فليس هناك طريق يمكن ان نصل فيه او نصل من خلاله الى معرفة الله تعالى سوى هذين الطريقين طريق الكتاب وطريق السنة لانهم الطريقان اللذان بهما يكمل العلم فان نور النبوة في الكتاب والسنة هو الذي يدل العبد على حقوق الله تعالى. ولذلك لا يمكن ان يقول احد ان الصفات يمكن اثباتها من طريق العقل ابتداء فالعقل لا يمكن ان يستقل بإثبات شيء مما يتعلق بالله تعالى اذ لا مدخل له في ذلك فلم اكبر من ان يحيط به العقل قال الله تعالى ولا يحيطون به علما لا يستقل العقل دون هداية بالوحي تأصيلا ولا تفصيلا. لا يستقل العقل دون الوحي اي من غير اه هدي الله تعالى وهداية القرآن لا تأصيلا ولا تفصيلا يعني لها في اثبات اصل الصفات ولا في تفصيلها وذلك ان العقل يحتاج الى نور يدرك به ما يتعلق بالله تعالى فهو كما قال الشاعر كالطرف دون النور ليس بمدرك حتى يراه بكرة واصيلا الان لو ان الانوار طفئت وكنا في مكان مظلم ليس فيه نور. هل نبصر شيئا يتعطل البصر لعدم وجود ما يتوقف عليه ادراك المرئيات كذلك العقل اذا انطمست انوار النبوة وعرض الانسان عن الاهتداء بالكتاب والسنة فانه لا يمكن ان يدرك ما اخبر الله ما ما لا يمكن ان يدرك ما يجب لله تعالى من الكمالات في الاسماء والصفات والافعال ولذلك قال الشاعر فاذا النبوة لم ينلك ضياؤها فالعقل لا يهديك قط سبيلا. ابدا لا يمكن ان يهديك العقل الى سبيل من سبل نور النبوة مثل شمس مثل الشمس للعين البصيرة فاتخذه دليلا. وهذا مثال مطابق لابطال اعتماد في ادراك ما يجب لله تعالى من الكمالات فكل من اعتمد على سوى العقل على سوى الكتاب والسنة فيما يجب لله تعالى فانه انما يظرب عطلا ويسلك خطأ ولا يصيب صوابا ولا يدرك الا حيرة وظلالا فلذلك ينبغي العبد ان يقف على هذا الاصل. فالمؤلف رحمه الله بين لنا في اول كلامه على ما يجب لله تعالى من الصفات وما هي طريقة اهل السنة والجماعة في هذا بين لنا الاصل الذي يعتمد والقاعدة التي يرجع اليها فيما يتعلق بصفات الله تعالى فيما يجب له سبحانه وتعالى وفيما يمتنع عليه وفيما يجوز فكل هذا مرجعه الى النصوص القاعدة الاولى التي نستفيدها من كلام الشيخ رحمه الله بيان مصادر التلقي فيما يتعلق بهذا الباب ما هي مصادر التلقي؟ الكتاب والسنة ولذلك قال الايماء من الايمان بالله الايمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصف وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. لم يذكر غيره من الرسل لماذا؟ مع ان الرسل كلهم ان الرسل كلهم جاؤوا بالله معرفين واليه داعين لان كل رسول جاء قد نسخت شريعته واما ما يتعلق بالتعريف بالله فاننا لا نأمن من التحريف والزيادة والنقص ولذلك قصرنا فيما يتعلق بالخبر عن الله تعالى على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كل من طلب شيئا مما يتعلق بالله تعالى عن غير هذا الطريق فانه لا يصيب حقا حتى لو رجع الى التوراة والانجيل وسائر ما آآ بقي من الكتب فانه لا يدرك شيئا ولا لا سيما وان اليهود والنصارى ظلوا في قدر الله ظلالا كبيرا. فاليهود قالت وقالت قال الله عنهم وقالت اليهود يد الله مغلولة وقال الله عنهم وقالت اليهود عزير ابن الله قالت النصارى المسيح ابن الله فعندهم ضلالات كبرى تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. جاءوا بضلالة عظيمة بين الله تعالى قدرها وكبير خطرها في هذه الايات التي حكى فيها ظلال هؤلاء فيما يتعلق صفاته والخبر عنه فلا مصدر لمعرفة الله تعالى الا ما جاء في الكتاب والسنة وفيهما الكفاية والغنية لمن طلب الهدى ورام معرفة ربه جل وعلا. يقول رحمه الله بعد ان بين الاصل بين ما هي طريقة خبر على الله جل وعلا انهم يتعاملون بهذه الظوابط الاربعة التي ذكرها المؤلف رحمه الله في قوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل فهذه اصول تضمن السلامة للعبد من الانزلاق في انواع الضلالات في باب الاسماء والصفات فالضلالات في في باب الاسماء والصفات ترجع الى ضلالتين على اختلاف صورها وتنوع اشكالها واختلاف قائليها وسائر ما يكون من الافتراق فيها يرجع في الحقيقة الى احد الى احد قولين القول الاول او الضلالة الاولى هي ما يتعلق بالتعطيل واشار اليها المؤلف رحمه الله بقوله من غير تحريف ولا تعطيل واما الضلالة الثانية فهي التمثيل وهي ان يثبت الله تعالى نظير ما يكون للمخلوق من الصفات فهاتان الضلالتان ظلالة التعطيل وظلالة التمثيل هما مرجع كل مرجع كل ضلالة في باب الاسماء والصفات يعني كل منحرف عن سبيل اهل السنة والجماعة ينزع الى احد هذين الطريقين اما ان يكون معطلا واما ان يكون ممثلا والمؤلف رحمه الله احترز من كل ضلالة بقيدين الاحتراز من ظلالة التعطيل؟ قال رحمه الله من غير تحريف ولا تعطيل والاحتراز من ظلالة التمثيل قال من غير تكييف ولا تمثيل وهذا الاحتراز مقصود ومراد وله معنى ينبغي ان يفهمه ان يعقله المؤمن حتى يسلم من التورط في شيء من هذه الضلالات الاول من غير تحريف ولا تعطيل. ذكر امرين التحريف والتعطيل وابتدأ بالتحريف لان التحريف هو الوسيلة التي تفظي بالعبد الى التعطيل. يعني ما هو الطريق الذي يصل به الانسان الى التعطيل التحريف والتحريف هو صرف اللفظ عن معناه. هذا اخطر ما قيل في تعريف التحريف التحريف صرف اللفظ عن معنى هناك تعريفات اخرى منها آآ صرف اللفظ عن معناه الراجح الى معناه الى المعنى المرجوح من غير قرينة ولا دليل فالتحريف هو صرف اللفظ عن معناه مثاله قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى الله سبحانه وتعالى اخبر في مواضع عدة من كتابه لاستوائها على العرش والاستواء معلوم في كلام العرب انه العلو والاستواء والارتفاع والصعود والاستقرار هذا ما جاء في كلام السلف في معنى الاستواء جاء المحرفون وقالوا الاستواء هنا ليس المراد به هذه المعاني كلها انما المراد بالاستواء الاستيلاء الاستيلاء قالوا من اين جئتم بهذا استدلوا؟ سيأتينا تفصيله تفنيده ان شاء الله تعالى في الموضع الذي ذكره المؤلفين الاستواء. المراد انهم صرفوا اللفظ هل معناه ما معنى اللفظ وما معناه؟ معناه العلو والارتفاع والصعود ويضيف بعض اهل العلم الاستقرار هؤلاء قالوا هذه المعاني غير مراده المعنى بالاستواء المعنى المراد بالاستواء هو الاستيلاء. هذا تحريف لانه في الحقيقة صرف اللفظ عن معناه ليس في كلام العرب اطلاق الاستواء وارادة الاستيلا ما احد تكلم من اهل العلم من اهل من اهل اللغة ومن اهل اللسان فقال الاستواء هو الاستيلاء فهذا معنى معنى محدث. اذا التحريف حقيقة صرف اللفظ عن معناه. يعني معناه الحقيقي الذي يتبادر يديه ويفهمه اهل اللسان هذا التحريف والتحريف نوعان من حيث وقوعه تحريف كلي وتحريف جزئي تحريف كلي هو تحريف كل النصوص الواردة فيما يتعلق بالخبر عن الله تعالى وجزئي تحريف بعض النصوص وسيأتينا هذا في التعطيل بعد قليل ويمكن تقسيم التحريف من حيث صرفوا اللفظ عن معنى كيف يصلون الى صرف اللفظ عن معناه؟ لهم طريقان في ذلك اما ان يحرفوا تحريفا يسمونه تأويلا وهو صرف اللفظ عن معناه واما ان يحرفوا تحريفا حقيقته تبديل كلام الله تعالى وهذان النوعان سماهما جماعة من العلماء منهم الشيخ الاسلام رحمه الله وكذلك ابن القيم تحريف التأويل وتحريف التنزيل تحريف التأويل وتحريف التنزيل تحريف التأويل عمله في المعاني كمثال الذي ضربناه قبل قليل اول الاستواء بايش بالاستيلاء تحريف التنزيل هو تغيير ما تكلم الله تعالى به حتى يوافق ما يريدون من المعاني تبديل في اللفظ ولذلك يسميه بعظهم تحريف الفاظ وهذا التحريف اما بالازالة واما بالتغيير في الحركات لكن الله جل وعلا حفظ كتابه من هذا التحريف وغالبه واقع في السنة غالب هذا النوع من التحريف تحريف التنزيل في السنة النبوية وقد تطاول بعضهم وهم وددت لو اجد سبيلا فاحكها من المصحف يعني يزيلها من مصحف هذا تحريف ايش؟ تأويل او تحريف تنزيل تحريف تنزيل اخفاء بعض ما اخبر الله به عن نفسه ومنه ايضا ما نقل وهذا هذه القصة ذكرها البخاري في آآ خلق افعال العباد ايضا الامام آآ ذكر عبد الله ابن الامام احمد في كتاب السنة وآآ ذكر ان في اسنادها مجهول لكن المقام مقام تزهيل وليس مقام تحرير وتحقيق لصحة هذه القصة من عدمه. كذلك آآ من امثلة التحريف الذي هو من تحريف التنزيل ما اقترحه احمد ابن ابي دواد القاضي ما اقترحه على المأمون من كتابة ليس كمثله شيء وهو السميع ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم اقترح ان يكتب على على ستار الكعبة ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم بدل وهو السميع البصير. الاية هي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. فاقترح احمد بن ابي جهاد على المأمون ان يزيل السميع البصير ويستبدلها العزيز الحكيم هذا نوع من انواع التمثيل فهذا نوع من انواع التأويل التنزيل ايظا من انواع تأويل التنزيل تغيير حركات الاعراب ومنه وكلم الله موسى تكريما هكذا يقرأها اهل الاسلام وعلى هذا مطبقة جميع القراءات لا خلاف بين القراء في ذلك. جاء من يطلب ويقول لبعض القراء اقرأها بالسورة التالية آآ وكلم الله موسى تكليما فجعلوا الله مكلما لا مكلما هذا تحريف ايش تحريف تنزيل فهو تحريف لفظ المراد ان اما السنة فتحيف التنزيل صورته ابطال الاحاديث ردها. آآ ادعاء انها احاديث احاد لا يحتج بها آآ الاستشهاد الروايات الضعيفة الشاذة كل هذا من تحريف التنزيل في السنة النبوية آآ فقول المؤلف رحمه الله من غير تحريف فهمنا ما المراد بالتحريف؟ التحريف هنا ايش ازالة اللفظ عن معناه ازالة اللفظ عن معناه هذا المعنى المتبادل وهو التأويل المذموم وهذا لا يسميه اصحابه تحريفا انما يسمونه تأويله ما هم كاذبون في هذا لان التأويل حقيقته بيان المعنى وكشفه. فالسلف كانوا يستعملون كلمة التأويل في مقام البيان والكشف لمعاني القرآن. كما ترى ذلك كثيرا في كلام آآ الطبري رحمه الله فانه يقول تأويل الاية كذا ويذكر تفسيرها وكذلك التأويل يطلق ويراد به ما يؤول اليه الامر وما ينتهي اليه حقيقة الخبر عن الله وعن رسوله وهذا سيأتينا الاشارة اليه فيما نستقبل ان شاء الله تعالى. اذا الخلاصة ان التحريف هو ايش صرف اللفظ عن معناه وانواعه ذكرنا تحريف التنزيل وتحريف التأويل والغالب في ما يسلكه هؤلاء في اه تحريم هو تحريف التأويل. قال ولا تعطيل من غير تحريف ولا تعطيل كل محرف يصل الى التعطيل والتعطيل في اصل اللغة هو الاخلاء. عطلت الشيء عن كذا اي اخليته منه هذا معناه في اللغة المراد به هنا نفي الصفات. التعطيل نفي الصفات وهو نوعان نوع يحصل به التعطيل الكلي لما اخبر الله به عن نفسه او اخبر به رسوله عنه وهذا مسلك الجهمية والمسلك الثاني التعطيل الجزئي وهو تعطيل بعض ما جاء به الخبر عن الله وعن رسوله كتعطيل المعتزلة فانهم عطلوا الله عز وجل عن صفاته واثبتوا له الاسماء وكتعطيل الاشاعرة والماتوريدية وغيرهم من مثبتة الصفات الذين اثبتوا شيئا من الصفات ونفوا شيئا فالتعطيل هو نفي الصفات وهو نوعان تعطيل كلي وتعطيل جزئي كيف كيف يصل اصحاب التعطيل الى التعطيل من اي طريق من طريق التحريف ولذلك قال المؤلف رحمه الله من غير تحريف ولا تعطيل والتعطيل حقيقته اثبات العدم اثبات العدم لله تعالى وقد اشار ابن القيم رحمه الله الى هذا فقال ان المعطل والممثل ان المعطل والممثل ما هما متحققين عبادة الرحمن ذا عابد معدوم لا سبحانه ابدا وهذا عابد الاوثاني فالمعطل حقيقة قوله عبادة الادب لان الجهمية الذين ينفون عن الله تعالى كل وصف لا يمكن ان يصدق هذا النفي الا على اي شيء على العدم ولذلك هم حابب معدوم حقيقة ليسوا عابدون. ليسوا عابدين ليسوا عبادا لله تعالى. ولذلك قال ابن القيم رحمه الله العابد المعدوم لا سبحانه يعني لا ليس عابدا لله تعالى ابدا فانه لا يمكن ان يعبد من لا سمع له ولا بصر ولا علم ولا حياة ولا قدرة ولا ولا يصيبونه الا بالسلوب والنقص فهذا هو العدم. آآ ثم قال المؤلف رحمه الله بعد ذلك ومن غير تكييس ولا تمثيل وهذه الضمانة او الاحترازات التي يسلم بها الانسان من الانحراف فيما يتعلق بالتمثيل ذكر امرين التكييف التمثيل. التكييف هو الدرجة التي يصل بها الى التمثيل كما ان التحريف هو الدرجة التي يصل بها الى التعطيل. فما هو التكييف؟ التكييف والسؤال عن صفة او عن هيئة وصورة الصفة التكييف هو السؤال او طلب صورة هيئة ما اخبر الله به عن نفسه فيقول في الاستواء كيف استوى في العلم كيف عليه في السمع كيف يسمع في الوجه كيف وجهه؟ في اليد كيف يده؟ هذا كله تكييف اي طلب للكيفية فقوله رحمه الله من غير تكييف اي من غير تعيين كيفية معينة هل هذا يعني انه لا كيفية لما اخبر الله تعالى به عن نفسه الجواب لا بل ما اخبر به عن نفسه لابد له من كيفيات لكن الشأن في اننا لا ندرك هذي الكيفيات ليس في مقدور عقولنا ولا في مكنة اذهاننا ان تدرك حقيقة تلك الكيفيات التي اخبر الله تعالى بها عن نفسه اخبر بها اخبر بها عن صفاته سبحانه وبحمده فالتكييف لا يمكن ادراكه دليل ذلك قول الله تعالى وما يعلم تأويله الا الله هذا مما يستدل به على ان الكيفيات لا سبيل الى ادراكها فان كيفيات ما اخبر الله به عن نفسه هي هي تأويل كلام الله تعالى فالتأويل يطلق ويراد به حقيقة ما اخبر الله به عن عن نفسه التأويل يطلق ويراد به ما حقيقة ما اخبر الله به عن نفسه فهنا قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله يعني ما يعلم حقيقة الخبر حقيقة الخبر الذي اخبر الله به عن نفسه الا هو جل وعلا وقول تأويلا وما يعلم تأويله وتأويل ما في القرآن من الاخبار الغيبية حتى ما يتعلق باليوم الاخر ما ندرك حقائق الخبر عن اليوم الاخر كيف تدنو الخلائق الشمس من رؤوس الخلائق قدرا قدر ميت كيف يكون هذا؟ لا ندرك حقيقته كذلك لا ندرك حقيقة كيف يحشر الله عز وجل اقواما على وجوههم. ولا ندرك حقيقة كيف يحاسب الله تعالى الخلق وهم كثر في ساعة واحدة هذي انت ولا يدرك كيف يقعد الميت ويسأل وتنضم عليه الارض وتختلف اضلاعه هذي الاخبار كلها نؤمن بها لكن لا ندرك حقائقها كيفياتها لان ذلك لا سبيل الى ادراكه. ولا طريق الى معرفته وتحصيله لا ينبغي ان يعلم ان الخبر عن الله والخبر عن الغيبيات كلها لا يمكن ادراكه. المحراج وهو امر اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوقوعه وشاهده بنفسه صلى الله عليه وسلم. لا ندرك حقيقة ذلك. كيف يسرى به في ليلة الى مسجد الاقصى ويعرج به الى السماء الى السماء الدنيا ثم الى السماء السابعة ثم الى مقام يجمع فيه صريف الاقلام ومع ذلك يرجع في ليلة واحدة هذا كله خبر ما يمكن ادراك كيفيته ولا الاحاطة به الا ان نقول نؤمن بما اخبر الله به عن نفسه او اخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم من غير تكييف ولا تمثيل. اذا سلمنا من طلب الكيفيات فاننا سنسلم من التمثيل لان التمثيل هو ثمرة الكيفيات. فالتمثيل هو تسوية الله تعالى بخلقه. تسوية ما اخبر الله به عن نفسها واخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم بما ندري من الخلق فيقول العبد استواء الله كاستوائنا علمه كعلمنا سمعه كسمعنا فهذا هو التمثيل الذي نفاه المؤلف رحمه الله نفي التسوية بين الخالق والمخلوق ولا شك ان الله جل وعلا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. المؤلف رحمه الله ذكر هذه الاحترازات وهي التحريف والتكييف التحريف والتعطيل والتكييف والتمثيل نقتص على هذا من الوقت حان ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم