على عرشه ما معنى الاستواء الارتفاع والعلو هذا جاء به اللسان العربي فنقر بانه استوى على وارتفع جل وعلا على عرشه لكن كيف ذلك نحن لا نحيط به ولا تدركه عقولنا ثم قال رحمه الله ولا صاحبة له. ايضا هذا نفي لما اعتقده الجاهلون فيه. ونسبه اليه الجاهلون. فليس له صاحبة ليس له زوج تعالى الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا كما قال الله تعالى ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله. وايضا الاية التي في النفى فيها اتخاذ الصاحبة ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. فكل هذه الايات نفي لما نسبه اليه الجاهلون سبحانه وبحمده بعد ذلك قال رحمه الله ولا شريك له وهذا تقرير لما تقدم لا شريك له في شيء مما يختص به لا شريك له في الهي لا شريك له في ربوبيته لا شريك له في اسمائه وصفاته لا شريك له فيما يجب له سبحانه وبحمده من فليس له شريك سبحانه وبحمده لم يكن له كفوا احد. بعد ذلك انتقل الى تفصيل جملة مما الله تعالى به فقال ليس لاوليته ابتداء. ولا لاخريته انقضاء. وهذا بيان انه الاله ازلا وابدا عن هذه الصفات التي تقدمت في انه اله واحد وانه لا شبيه له وانه لا ولد له ولا ولا والد له ولا صاحبة ولا شريك له هذه صفة ليست عارضة ولا مكتسبة بل هو كذلك ازلا وابدا سبحانه وبحمده ولذلك قال ليس لاوليته ابتداء ولا لاخريته انتهاء. وهذا معنى الاسمين الكريمين الذين الذين سمى الله تعالى بهما نفسه في قوله هو الاول والاخر. هو الاول والاخر. والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم سبحانه وبحمده وقد جاء بيان الاول والاخر في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه فيما علمه النبي صلى الله عليه وسلم المسلم عند ما يأوي الى فراشه قال في ذلك انت الاول فليس قبلك شيء. وانت الاخر فليس بعدك شيء. فهو الاول الذي لم يسبقه شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء سبحانه وبحمده. بعد ذلك قال الان ذكر جملة من صفات الله عز وجل قد يتوهم الانسان الانسان يعني كيف يكون هو الاول الذي ليس قبله شيء؟ كيف يكون هو الاخر الذي ليس بعده شيء؟ قطع هذا التفكير الى قصور عقل الانسان عن ان يدرك كما لا الرحمن جل في علاه. ان ان كمال صفات الرب سبحانه وبحمده فقال ولا يبلغ ولا يبلغ كنها صفاته الواصفون لا يبلغ يعني لا لا يدرك حقيقة صفاته الواصفون. لا يدركون حقيقتها التي هي عليها فهذا مما لا يعلمه الا الله عز وجل. حقيقة ما اخبر الله به عن نفسه لا يعلمه الا والمراد بالحقيقة يعني الواقع واقع ما وصف الله تعالى به نفسه حقيقة او وليته حقيقة اخريته هذه الامور لا تبلغها عقول الخلق. فالخلق لا يدركون من ذلك الا مجرد المعاني التي يعرفونها بلسان العرب واما الحقائق فهم لا يدركون حقائق هذه الاشياء. وهذا لان عقول الناس تقصر عن ادراك تلك عقول الناس تقصر تضعف عن ادراك حقائق ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. كما قال تعالى وسيذكر ذلك المؤنأ المصنف لا يحيطون بشيء من علمه هي له جل وعلا ازلا وله ابدا. لكن فيما يتعلق بالصفات الفعلية وهو القسم الثاني من الصفات هذه منها ما هو متجدد حادث بعد ان لم يكن وان كان اصله وكما قال في الايات الاخرى ولا يحيطون به علما فالعباد تقصر عقولهم عن ادراك حقائق صفاتهم ولذلك قال ولا يبلغ كنه صفاته معنى كونه صفاته يعني حقائقها وواقعها الواصفون. طيب هل هذا معناه انه لا يعلمون اي شيء من صفات الله فتكون الصفات مجهولة المعاني؟ الجواب لا. الصفات معلومة المعاني. عندما نقول الرحمن الرحيم نحن نعلم ان الرحمن وان الرحيم وصفان مشتقان من الرحمة فهما يدلان على عظيم الرحمة التي اتصف بها الرب لكن حقيقة هذه الرحمة نجهلها. حقيقتها بمعنى واقعها نجهله لا نستطيع ان ندركه لعظيم رحمته. ندرك ان الله جل وعلا يسمع. لكن لا ندرك كيف يسمع جل وعلا. ولا نحيط بذلك. ندرك انه يبصر لكن لا نعرف نعرف البصر ادراك المرئيات لكن لا نعرف ولا تستطيع عقولنا ادراك حقيقة هذه الصفة وهلم جر في سائر ما اخبر الله تعالى به عن نفسه. ولذلك جمع المصنف رحمه الله بين المعنيين فقال لا يبلغون لا يبلغ كونها صفاته الواصفون اي لا يدركون حقائق صفاته الواصفون مهما ذكروا من صفاته لا يستطيعون ان يدركوا الحقائق فهي مما استأثر الله تعالى بعلمه كما قال تعالى وما يعلم تأويله الا الله. وما يعلمه وتأويله اي حقائق ما اخبر به في كتابه عن نفسه وعن غير ذلك مما غاب لا يدرك حقائقه الا الله جل في علاه على احد القولين في قراءة الاية. اما ادراك المعاني فهم المعاني نعم. نحن المعاني ولذلك قال ولا يحيطون ولا يحيطون بامره ولا يحيط ولا يحيط بامره المتفكرون المقصود بامره هنا بشأنه لا يحيطون بشأنه. جل في علاه. وما اخبر به. ليس الامر هنا الامر الكوني ولا الامر الشرعي انما المقصود بامره هنا بشأنه يعني ما اخبر به عن نفسه. من اسمائه وصفاته. وافعاله لا يحيط بامره المتفكرون. مهما بلغوا في جودة العقل وحضور الذهن لا يتمكنون ادراك حقائق ما اخبر به عن نفسه ولذلك قال يعتبر المتفكرون باياته ولا يتفكرون في مهية ذاته. هنا اشارة الى ان الموفقون من العباد هم من من وفقوا الى اثبات ما اثبته الله لنفسه على نحو ما تقدم ثم لم يشتغلوا بالتفكير في حقائق ذلك لانه من العلوم التي لا يمكن الوصول اليها. لما يقبل الله تعالى في كتابه الرحمن على العرش سواء كيف استوى؟ ما يمكن ادراك هذا. بل السؤال عن هذا محدث وبدعة. فالواجب على العبد ان يقر باستواء ولذلك قال يعتبر المتفكرون باياته اي بدلائل عظمته في الافاق والانفس وفيما ذكره في كتابه من محكمي التنزيل يعتبرون به. ومعنى يعتبرون اي يعبرون تعتبر الاعتبار مأخوذ من العبور يعبرون من تلك الايات الى مقاصدها وهي مقاصدها وهي ادراك عظمة الله عز وجل عندما تشهد الشمس في هذا السير الدقيق تخرج في ساعة محددة وتغيب في ساعة محددة وتسير في محدد لا ينخرم ولا يختل ترى السماء بما فيها من عجائب والارض بما فيها من بدائع الصنع تنظر في نفسك وما فيه من دقائق الخلق لا تملك الا ان تقول سبحان الله وتقر له بالعظمة وتشهد بانه ذو الكمال المطلق سبحانه وتعالى. فتعتبر تعبر من هذه الايات الى عظمة الرب جل وعلا. ولذا قال ولا يعتبر المتفكرون. في اياته ولا يتفكرون في مهية اي حقيقة ذاته هذا لا يدركه العقول العقول تقصر عن ان تدرك مهية ذاته. بل يوم القيامة اذا رأى المؤمنون ربهم لا يحيطون به سبحانه وبحمده كما قال تعالى لا تدركه الابصار. الابصار لا تستطيع ان تدركه. وتحيط به وهو يدرك الابصار جل في علاه. فيرونه ويرون من بهائه وجماله ما تنشرح نفوسهم ويكون الذ ما يكون من نعيم الجنة النظر اليه جل في علاه. لكن لا لا يحيطون به سبحانه وبحمده وانت الان اضرب لك مثلا هذا هذا ولله المثل هذا الجرة عبوة الماء هذه تنظرها وتدرك هواء وتحيط بها تعرف ان هذا غطاء وهذا لونه احمر وهذا بلاستيك وداخله ما تحيط بها تمام؟ تنظر الى الشمس خل الشمس تنظر الى شيء مضيء في هذا المسجد احدى اللمبات تنظر الى الثريا هذه التي امامك قد لا تحيط بها مع انها مخلوق وقريب لكن هل تحيط بالنقش الذي في الثريا؟ انظروا اليها هل تحيط طلب بنقشها ما نحيط بنقشها ما ندري هل هل النقش هذا رسومات او خطوط او كتابة نحيط بها او لا نحيط نراها او لا نراها نراها لكن لا نحيط بها وهي بين ايدينا قريبة خلق ومصنوعة فكيف رب العالمين جل في علاه الشمس والقمر نراهما والنجوم نراها لكن لا نحيط بها. فلذلك ليس ثمة تلازم بين والاحاطة فقد ترى الشيء ولا تحيط به. فقوله ولا يحيطون بشيء من علمه. وفي الاية الاخرى قال ولا يحيطون به علما هذا حق ثابت في الدنيا والاخرة نحن لا نحيط به علما ولا نحيط به جل وعلا بشيء من علمه بجزء من صفة من صفاته وكذلك يوم القيامة لا تدركه ابصارنا كما قال تعالى لا تدركوا الابصار وهو يدرك الابصار. فمهما اوتي الناس من قوة قدراتهم وقواتهم عن الاحاطة بالله تعالى. ذكر المصنف رحمه الله الاية للاستدلال على ما تقدم من انه لا يبلغ لا يبلغ كنهه كنه صفاته الواصفون ولا يحيطون بامر ولا يحيط بامره المتفكرون بجزء من اية كرسي وهي اعظم اية في القرآن. قال تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم ولا يحيطون بشيء من علمه. يعني بجزء من علمه وهذه وهي صفة من صفاته لا يحيطه بها العباد فكيف الاحاطة به وبسأر ما اخبر به عن نفسه جل وعلا. الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤده حفظهما اي لا يثقله جل وعلا ولا يكرثه ولا يتعبه حفظ السماوات والارض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم وهذا اثبات لكماله. وانظر حيث ختم الاية بعد نفي الاحاطة. ختم الاية بذكر شيء من صفاته اليس ثمة تعارض بين ذكر الصفات ونفي الاحاطة فنفي الاحاطة هو لكماله جل في علاه وعظمة تقصر العقول عن ادراك كنه صفاته سبحانه وبحمده. بعد ذلك ذكر جملة من صفات الرب سبحانه وبحمده التي جاءت في القرآن والسنة فقال رحمه الله العالم الخبير. المدبر القدير السميع البصير العليم الكبير وهذي جملة من مما اخبر به عن نفسه. اما قول العالم الخبير فهذا هذا نسمان من اسماء الله عز وجل يدلان على صفة العلم والفرق بينهما ان العالم هو المطلع على الامور المدرك للاسرار والحقائق لكن الخبير هو العالم بالخفايا فالخبرة علم ادق من العلم ادراك ادق من العلم. تقول انا عليم بفلان ايعرف اعرف ما احواله. لكن لما تقول انا خبير به احواله الظاهرة والباطنة. فالعلم العالم والعليم ادراك الظواهر. والخبير هو الذي يدرك الخفايا والخبايا والاسرار. هذا الفرق بينهما ولذلك جاء القرن في القرآن العظيم بين هذين الاسمين في مواضع عديدة وغالبا ما يقدم ذكر العلم على الخبرة من ذلك قوله تعالى عالم الغيب من ذلك قوله تعالى على آآ ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير. ومن ذلك قوله قالت من انبأك هذا؟ قال نبأني عليم الخبير. الفرق بينهما كلاهما دائر على اثبات العلم وكماله لله عز وجل. ما الفرق بينهما؟ العليم يتصل بايش؟ بالظواهر والخبير يتصل بعلم البواطني والسرائر. اه وكلاهما جاء في القرآن المؤلف رحمه الله قال العالم ويقال العليم لكان اولى لانه ابلغ في الوصف ولانه الذي قرنه الله تعالى الا بالخبيث اه كتابه الحكيم هذا الثاني. العليم ابلغ المصنف قال العالم الخبير. قلت ان العليم اولى بالذكر لماذا؟ لانه الله لانه الذي ذكره الله تعالى فيه لانه ابلغ في اثبات صفة العلم تقول فلان عالم وفلان عليم ايهما ابلغ في الوصف؟ عليم. ابلغ في الوصف. هذا من حيث اللغة. الامر الثاني هو الاسم الذي قرنه الله تعالى بالخبير في مواضع عديدة منها قوله تعالى قالت من انبأك هذا؟ قال نبأني العليم الخبير. ولم يقرن العالم بالخبير. الامر الثالث الذي يرجح العليم على الخبير انه لم يذكر الله تعالى صفة العالم على وجه الاطلاق بل ذكرها مضافة في غالب ما ذكر او في كل ما ذكره. عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا. عالم الغيب لا عنه مثقال ذرة في السماوات والارض. عالم الغيب والشهادة. العزيز الحكيم. فلم تأتي مفرده انما جاءت مضافة لم يأتي اسم العليم في القرآن مفردا لم يأتي اسم العالم في القرآن مفردا بل جاء مضافا. طيب اما الاخران اللذان ذكرهما فهو المدبر القدير. المدبر صفة وليس اسما على الراجح من قولي العلماء. المدبر ليس من اسماء الله عز وجل فهو بل هو خبر عنه وهو صفة من اوصافه. وقد ذكره الله تعالى في كتابه في قوله جل وعلا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبروا الامر من السماء يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد اذنه. وقوله يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرجون اليه في يوم كان مقداره الف سنة مما تعدون. فلم يذكر لم يذكر هذا في القرآن على وجه الصفة. ان وانما جاء ذكره فعلا من افعاله سبحانه وبحمده وليس اسما من اسمائه جل وعلا. واسماؤه كلها اسماء. والمدبر ليس من الاسماء الحسنى. المدبر ليس من الاسماء الحسنى انما هو من صفاته سبحانه وبحمده. واما القدير فقد جاء ذكره في القرآن في قوله تعالى لله ملك السماوات والارض وما فيهن. وهو على كل شيء قدير وقال تعالى وكان الله على كل شيء قديرا. ان الله عليم قدير الايات هذا في هذا كثيرا. وفيها اثبات صفة القدرة صفة القدرة له جل وعلا واثبات القدر فهو الذي قدر مقادير الاشياء فهذا مما يدل عليه اسمه قدير سبحانه وبحمده من من الاسماء التي ذكرها المصنف رحمه الله السميع البصير. وهما اسمان قرينان ذكرهم الله تعالى في كتابه في عديدة من ذلك قوله تعالى ان الله سميع بصير. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير بهما يحيط بهما تثبت الاحاطة لله عز وجل بكل ما يتكلم به الخلق وما يصدر عنهم من الفاظ واصوات وبكل ما يجري منهم من حركات واعمال بل السمع تدرك به الاصوات والبصر يدرك به الاعمال والاحوال تدرك به الافعال والاحوال. وكلاهما ثابت في في السنة والقرآن ذكر ايضا من اسماء الله عز وجل العلية قال العلي الكبير اي هو العلي الكبير جل في علاه وهذان اسمان من اسماء الله تعالى يدلان على على علوه سبحانه وعلى عظمته وكبره سبحانه وبحمده. وقد قرن الله تعالى بينهما في في كتابه حيث قال حتى اذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا؟ قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير جل في علاه والمقصود ان المؤلف ساق جملة من اسماء الله تعالى وصفاته التي يثبت بها الكمال له سبحانه وبحمده لبيان اي ان ما اخبر به جار على هذا النحو. وان عدم العلم بكنه صفاته لا يستلزم الجهل باسمائه بل المنفي هو الاحاطة واما المعرفة معرفة معاني الاسماء والصفات فهذا مما جاء به القرآن جاءت به السنة. بعد ذلك قال رحمه الله خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه. وهذا مما يتصل افعاله جل وعلا وذكر الفعل المتصل بالانسان وهو ما يكون به ايجاده من العدم فقال خلق الانسان وخلقه ايجاد وخلق الانسان ايجاده من العدم. فالانسان قبل خلق الله عز وجل ليس بشيء كما قال تعالى فهل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا. وخلق سبحانه وبحمده ولم يهمل هذا المخلوق. بل احاط بكل ما يكون منه حتى ما خفي واستتر عن اعين الناس وهو ما يكون في الظمائر من الافكار الله تعالى محيط بها ولذلك قال ويعلم ما توسوس به نفسك. اي يحيي اي انه سبحانه وبحمده محيط بما يجول في النفس ويدور في الخاطر ويتردد في الظمير من الافكار والهواكس. فهو المحيط بذلك سبحانه وتعالى. ولذلك قال يعلم ما توسوس به نفسه. واشار الله تعالى الى تمام علمه بهذا المخلوق فقال الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير وانظر حيث قال اللطيف الخبيث بعد ذكر العلم الا يعلم استفهام استنكاري كيف لا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير المطلع على الخفايا والسرائر بواطن والضمائر فذاك علمه جل وعلا بما يكون من خلقه. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. فدلت هذه الاية على ان الخلق يستلزم العلم ولذلك قارن بينهما المصنف فقد خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه. ثم قال رحمه الله انه فوق عرشه المجيد بذاته. هذا فيه مما يجب اعتقاده في الله تعالى انه فوق عرشه. اي انه مستو على عرشه وهذا عقد اهل السنة والجماعة يعتقدون ثبوت العرش وان الله عز وجل قد استوى عليه العرش خلق عظيم من خلق الله عز وجل. اصله في اللغة العرش سرير الملك. وهو في حق الله تعالى ما خلقه من خلق عظيم وخصه بالاستواء عليه بالعلو عليه وهو العلي الاعلى سبحانه وبحمده على جميع خلقه لكنه اظاف العلو الخاص على العرش. فعلو الله نوعان علو مطلق على كل الخلائق. سبح اسم ربك الاعلى وهو العلي العظيم وهو القاهر فوق عباده. هذا علو عام ينتظم جميع الخلق دل عليه للقرآن. النوع الثاني من العلو علو خاص وهو علوه فوق العرش. علوه المضاف الى العرش. وهذا ذكره الله تعالى في القرآن في سبعة مواضع الرحمن على العرش استوى. استوى اي علا جل في علاه. وهذا ما اشار اليه المصنف الله في قوله والله وانه فوق عرشه المجيد بذاته اي فوق عرشه على الوجه الذي يليق به فوقية حقيقية علو حقيقي ذكره الله تعالى في محكم كتابه. هنا يتبين عظيم منزلة العرش وانه مما اختص الله تعالى به مما اختصه الله تعالى بين الخلق بهذه الميزة وهذه الفضيلة. وقد وصف العرش بالمجيء فقال فوق عرشه المجيد. عرفنا ما هو العرش؟ وانه خلق من خلق الله عظيم خصه الله بالاستواء قد وصفه الله تعالى بصفات الجلال فوصفه بانه عظيم كما قال تعالى الله لا اله الا هو رب العرش العظيم. ووصف العرش بالعظيم ووصفه بالمجيد كما ذكر المصنف في قوله ذو العرش المجيد على قراءة الكسر ذو العرش اي صاحب العرش المجيد. وفيها قراءة المشهورة المجيد فيكون صفة له جل في علاه. والمجيد تكون صفة للعرش. وهو ايضا وصفه الله تعالى بالكريم فقال فتعالى الله الملك الحق لا اله الا هو رب العرش الكريم. وهذه صفات ثلاثة ذكرها الله في القرآن المجيد والكريم والعظيم وكلها تبين عظيم قدر هذا الخلق الذي خلقه الله تعالى وخصه بهذه الخاصية. ثم قال وهو في كل مكان بعلمه. وهنا جمع في ذكر علوه على عرشه بانه لا يمنعه علوه على عرشه من الاحاطة بخلقه. وهذا في الجمع بين العلو والعلم. في كثير من الاحيان يذكر يذكر علو الله تعالى ويقرن به ذكر علمه. لاجل الا يتوهم المتوهمون ان علوه يقتضي عدم وانه يغيب عن عباده فلا يدرك ما يكون منهم بل هو جل وعلا فوق عرشه بذاته وعلمه قد احاط بخلقه. فلا يعزب عنه شيء من شأنهم ولا امر من امورهم ولا يغيب عنه ظاهرهم ولا باطنهم. ولهذا قال وهو في كل مكان بعلمه. اي ان علمه واحاط بكل شيء وقوله بعلمه للتنبيه الى انه في كل مكان بعلمه لا بذاته. فذاته منزه عن ان تكون في كل مكان فهذا من الانحراف في الاعتقاد ان يعتقد ان الله في كل مكان. كما يقوله من يقوله ممن خالف الكتاب والسنة. ليس بالقرآن ولا في السنة ان الله تعالى في كل مكان. من الذي في القرآن والسنة انه جل وعلا فوق العرش وما جاء من انه سبحانه وتعالى مع عباده كقوله تعالى وهو معكم اينما كنتم فهذه معيته بعلمه الان من هم في الدور الثاني ممن يستمعوا الينا هم معنا لكن هل يشاركوننا في نفس المكان لا ابلغ من ذلك الذين تنقل لهم هذه المحاضرة وهذا الدرس عبر وسائل الاتصال سواء مرئي او مسموع. اليسوا معنا هم معنا لكنهم ليسوا مشاركين لنا في المكان فالمعية لا تلتزم لا تستلزم المشاركة في المكان. سيكون معك من هو في غير مكانك اما معية علم او معية نصر او معية تأييد او معية اعانة او معية اه حفظ او ما اشبه ذلك ولو لم يكن معك في المكان وكذلك ما اخبر الله تعالى من انه مع العباد في قوله وهو معكم اينما كنتم مع انا بعلمه واحاطته وقدرته وسائر معاني الربوبية وسائر معاني الربوبية ليس فقط العلم بل القدرة والتدبير والملك لكن ذكر العلم على وجه الخصوص لانه الذي اريد وثيقة الاية من اجله. فالله تعالى ذكر في محكم كتابه معيته لعباده في العلم فقال ما ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم. ولا خمسة الا هو سادسهم ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا هو اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ثم قال ان الله بكل شيء عليم. واذا تأملت هذه الاية الكريمة وجدت انها مفتتحة بالعلم مختتمة بالعلم. يقول الله تعالى في اول الاية المتر ان الله يعلم ما في السماوات وما في الارض. هذي تعلق بايش؟ بالعلم. ثم قال ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم. ولا ادنى من ذلك ولا اكثر الا ومعهم. اينما اكل معية علم ولهذا اجمع المفسرون واهل العلم على ان المعية هنا معية علم. اينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم فلا يخفى عليه شيء من شؤون عبادهم عباده بل هو المحيط بهم سبحانه سبحانه وبحمده ثم قال المصنف خلق الانسان آآ ويعلم ما توسوس به نفسه هكذا عندكم ها اعادها مرة الثانية عندك معاداة؟ وش اللي بعده؟ وهو اقرب خلق الانسان قبله شيء قبل العالم الخبير. نعم خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو اقرب اليه من حبل الوريد وما تسقط من ورقة لا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب هذي مهيب عندي هذي على العرش استوى نعم تقدم اذا ما يتعلق بالعرش وهو وهو آآ وهو في كل مكان بعلمه. ثم قال خلق الانسان ويعلم ما توسوس به نفسه. خلق الانسان ما توسوس به نفسه. تقدم الحديث عن هذا فيما سبق قال وهو اقرب اليه من حبل الوريد قوله وهو اقرب اليه من حبل الوريد قوله رحمه الله وهو اقرب اليه من حبل الوريد ذكره الله تعالى في محكم كتابه في قوله جل وعلا ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد. هذا اثبات كمال الاحاطة به كمال احاطته جل وعلا بالانسان انه اقرب اليه من حبل الوريد هذا القرب للعلماء فيه قولان منهم من قال هذا القرب بالعلم والقدرة والاحاطة. وهو مضاف اليه وهو قرب الله تعالى من عبده. وقال اخرون بل القرب هنا المقصود به قرب الملائكة. والا فالله تعالى لم يثبت القربى لكل احد من الناس اثبت المعية للجميع وهو معكم اينما كنتم لكن القربى لم يرد في القرآن الا اولياءه اقرب ما يكون العبد قال تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب. لم يثبت لم يثبت القرب في القرآن لكل احد. انما قرب خاص بالداعي قرب خاص بالطائع قرب خاص بالاولاد ان ربي سميع قريب فليس عاما بكل احد. اما القرب المذكور في قوله ونحن اقرب اليه من حبل الوريد فهو قرب الملائكة قال ويدل لهذا ان الله تعالى بعد ان ذكر هذا القرب ماذا قال؟ قال ما يلفظ من قول ها؟ الا لديه رقيب عتيد فقال تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما تؤسس به نفسي ونحن اقرب اليه من حبل الوريد اذ يتلقى المتلقيات هذا تفسير للقرب اذ تلقى المتلقيان وهم الملكان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. وهذا شيخ الاسلام ابن تيمية وجماعة من اهل العلم ان القربى في الاية هو قرب الملائكة. وعلى كل حال لو اضيف الى الله لكان معناه قرب الاحاطة والقدرة والعلم بشأن العبد. ثم قال على العرش استوى كرر ما تقدم وعلى الملك احتوى اي انه جل وعلا ملك كل شيء فما من شيء الا الا في ملكه لا يخرج عن ملكه شيء سبحانه وبحمده. كما قال تعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار فملكه جل وعلا شمل كل شيء تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. وقال تعالى لله ملك السماوات الارض ومن فيهم وهو على كل شيء قدير. فقوله وعلى الملك احتوى اي ان جميع الملك له. فهو المالك لكل شيء سبحانه وبحمده لا يخرج عن ملكي شيء من من خلقه. وقول وقوله رحمه الله على العرش استوى تقدم على الاستواء وانه العلو والارتفاع والصعود على هذا دارت كلمة الائمة. على عرش ذكروا فيه اكثر العلماء ذكروا في ثلاثة معاني العلو والصعود والارتفاع والذي يقرب في قوله على العرش استوى اي انه علا وارتفع جل في علاه. وهو علو خاص كما تقدم قوله رحمه الله وله الاسماء الحسنى والصفات العلى بيان ما لله عز وجل من الكمال بعد ما ذكر جملة من الصفات بين ان ذلك ان الكمال ثابت لله لا يختص ولا يقتصر على هذا بل هذا وغيره. وله الاسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته واسمائه تعالى آآ تعالى ان تكون صفاته مخلوقة واسماؤه محدثة. هذا بيان ان مال الله عز وجل من الصفات هو من الصفات الثابتة له التي يقر بها المؤمن لله عز وجل ازلا وابدا. والصفات تنقسم الى قسمين. صفات ذاتية كالعلم والحياة والقدرة فهو متصل بها جل وعلا ازلا وابدا. هذا النوع الاول. وهذا داخل في وله الاسماء الحسنى وصفاته العلى لم يزل بجميع صفاته واسمائه اي جميع صفاته واسمائه ثابتا لله عز وجل فهو الفعال لما يشاء. وهذا هو النوع الثاني من اسمائه من اسمائه وصفاته سبحانه وبحمده وهي الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئته متى شاء متى متى آآ آآ شاءت تصف بها ومتى لم يشاء لم يتصف بها وان كان اصل الاتصاف بها من حيث الفعل ثابت له جل وعلا فهو فعال ما يريد. هذا ما يتصل بهذه الجملة من كلام المصنف رحمه الله. اه لعلنا احسن ما جت من الاوراق اخواني يريدون اه التوقف الاستراحة نتوقف ولا نستمر يعني نتوقفه الظاهر حسب الترتيب ترتيب الاخوان ونكمل ان شاء الله بعد صلاة المغرب لعل الله ان ييسر ويبارك في الوقت لختم هذه الرسالة المباركة