ذكر اسما يبين انفراده بالكمال فقال جل وعلا الاعلى فهو الاعلى عن ان يكون نقص او عيب في اسمائه او في صفاته وهو الاعلى عن ان يماثله احد من خلقه الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى تفسير سورة سبح وهي مكية. والدليل على ذلك رواه البخاري. حدثنا عبدان قال قال حدثنا عبدا قال اخبرني ابي عن شعبة عن ابي اسحاق عن البراء ابن عازب قال اول من قدم علينا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن ام مكتوم فجعلا يقرئاننا القرآن ثم جاء عمار وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب ثم جاء عمر بن الخطاب في عشرين عمر ابن الخطاب في عشرين ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم فما رأيت اهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يقولون هذا رسول الله قد جاء فما جاء حتى حتى قرأ حتى قرأت سبح اسم ربك الاعلى في سور مثلها في سور مثلها وقال الامام احمد حدثنا وكيع قال حدثنا اسرائيل عن ثوير بن ابي فاختة عن ابي عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة سبح اسم ربك الاعلى تفرد به احمد وثبت في الصحيحين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ هلا صليت بسبح اسم ربك الاعلى والشمس والليل والليل اذا يغشى وقال الامام احمد حدثنا سفيان عن ابراهيم عن محمد بن المنتشر عن ابيه عن حبيب بن سالم عن ابيه عن ابن بشير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيدين يسبح اسم ربك الاعلى وهل اتاك حديث الغاشية وان وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا هكذا وقع في مسند الامام احمد اسناد هذا الحديث وقد رواه مسلم في صحيح وابو داوود والترمذي والنسائي. من حديث ابي عوانة وجرير وجرير وشعبة. ثلاثة وجرير وشعبة ثلاثتهم عن ابراهيم ابن ابن محمد ابن المنتشر عن ابيه عن حبيب عن حبيب ابن سالم عن ابن بشير به قال الترمذي وكذا رواه الثوري ومسعر عن ابراهيم قال ورواه سفيان بن عيينة عن ابراهيم عن ابيه عن حبيب ابن عن ابيه عن النعمان ولا يعرف لحبيب رواية عن ابيه وقد رواه ابن ماجة عن محمد بن الصباح عن سفيان ابن عيينة عن إبراهيم ابن المنتشر عن ابيه عن حبيب ابن سالم عن النعمان به كما رواه الجماعة والله اعلم ولفظ مسلم واهل ولفظ مسلم واهل واهل السوء ولفظ مسلم واهل السنن كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الاعلى. وهل اتاك حديث الغاشية؟ وربما في يوم واحد فقرأهما. وقد روى الامام احمد في مسنده من حديث ابي ابن كعب وعبدالله بن عباس وعبد الرحمن بن ابزى وعائشة ام المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الاعلى وقل يا ايها الكافرون وقل هو الله احد زادت عائشة والمعوذتين وهكذا روي هذا الحديث من طريق جابر وابي امامة دي ابن عجلان عبدالله بن مسعود وعمران بن حصين وعلي بن ابي طالب رضي الله عنهم ولولا خشية الاطالة لاوردنا ما تيسر لنا من اسانيد ذلك ومتونه ولكن بالارشاد بهذا الاختصار كفاية والله اعلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه سورة الاعلى وتسمى سورة تسبح وهي من السور التي اه اختصها النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة تكرارها قراءتها في الصلاة وسميت بسورة سبح لانها افتتحت بذلك وسميت بسورة الاعلى لان هذا الاسم ذكره الله تعالى في اول اية من هذه السورة وهي مكية وهذا محل اتفاق قد استدل له المصنف رحمه الله بحديث البراء بن عازف في الصحيح وفيه انه قرأ سورة سبح قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فيكون هذا مما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم وبالتالي يكون مكيا وهذا محل اتفاق بين اهل العلم هذه السورة ذكر فيها ما ذكر من الاثار على عادته في افتتاحهما يتعلق بالسور من ذكر ما ورد فيها من الاحاديث هذه الاحاديث التي ذكرها بين فظيلتها وبين عناية النبي صلى الله عليه وسلم وبين ما جاء في اه قراءتها في الصلاة فمن فضائلها التي ذكرها المؤلف رحمه الله ان علي رضي الله عنه جاء عنه في المسند انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب هذه السورة وهذا يظهر والله اعلم انه بين من كثرة التكرار فكثرة التكرار تدل اما على محبة او على عظم مضمون او على الحاجة الى بيان ما في هذه السورة حاجة الناس الى ما في هذه السورة ولعل هذا كله قد اجتمع في هذه السورة فمضمونها عظيم و آآ الحاجة الى مضمونها كبيرة كما انها سورة فيها تقديس الله وتمجيد وبيان حقه وما انعم الله به على عباده من انزال القرآن وما يكون من اسباب النجاة وان هذه المذكورات مما تضمنه صحف الاولين من النبيين فكان ذلك مبوءة على هذه المنزلة من التكرار الذي يفيد عظم الشأن ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم لهذه السورة وقد قرأها واكثر وكررها وامر بقراءتها فدل ذلك على ايضا ما تظمنته وعلى محبته لها صلى الله عليه وسلم وان كان في الاسناد الذي ذكره ما فيه لكن ما جاء في هذه السورة يدل على فضيلة هوى كبير منزلتها ما يتعلق بالاحاديث الاخرى فيها اه آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم امر بقراءتها كما في حديث جابر في قصة قوله معاذ افتان انت يا معاذ وحيث امره بان يقرأ بها وبالشمس وضحاها وايضا فيها انه كان يقرأها صلى الله عليه وسلم في الجمعة وفي العيد وجاء في حديث جابر ابن سمرة في صحيح الامام مسلم انه كان يقرأها في صلاة الظهر صلى الله عليه وسلم كان يقرأها في صلاة الظهر فدل هذا على عظيم العناية بهذه السورة هذه السورة مظمونها ما ذكرت موظوعها ما اشرت اليه قبل قليل في بيان فضيلتها تضمنت تعظيم الله وذكر وتضمن الذكر ما له من جميل الفعال سبحانه وبحمده تظمنت عظيم منته بالقرآن وتكفله بحفظه وما انعم الله تعالى به على رسوله تضمنت اقسى تظمنت الامر بالتذكير ثم ذكرت انقسام الناس في الذكرى بعد ذلك ذكرت الناجين والهالكين وبينت ان ما تضمنه من ذكر هذه الموعظة ليس بخاص بهذه الامة بل هو مما جاء في الامم السابقة وكان عليه النبيون من قبل كما قال جل وعلا في ختم هذه السورة ان هذا لفي الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى وهذا ربط لهذه الرسالة بالرسالة السابقة وانه لم يكن بدعا من الرسل صلى الله عليه وسلم لا فيما يجري عليه ولا فيما جاء به ما كنت بدعا من الرسل قل قل ما كنت بدعا من الرسول قل ما كنت بدعا من الرسل اي ما كنت خارجا عن سنتهم وسيرتهم لا فيما يجري عليه ولا فيما ايش يخبر به وما جاء به الم يكن بدعا عنهم في هذا ولا في ذاك افتتح الله تعالى هذه السورة بالتسبيح او بالامر بالتسبيح فقال سبح اسم ربك الاعلى اه مضى المؤلف رحمه الله في ذكر ما جاء من الاحاديث اه على وجه الاختصار ثم شرع في التفسير يقول رحمه الله قال الامام احمد بسم الله الرحمن الرحيم سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق وقف سوى والذي قدر فهدى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. سنقرئك فلا الا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى. ونيسرك لليسرى فذكر ان نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الاشقى الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا احياء قال الامام احمد حدثنا ابو عبدالرحمن هل قال حدث قال حدثنا ابو عبدالرحمن قال حدثنا موسى يعني ابن ايوب ابن ايوب الغافقي قال حدثني عمي اياس بن عامر قال سمعت عقبة بن عامر الجهني لما نزلت فسبح فسبح ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك قال اجعلوها في سجودكم. رواه ابو داوود وابن ماجة من حديث ابن المبارك عن موسى ابن ايوب به. وقال الامام احمد قال حدثنا وكيع قال حدثنا اسرائيل عن ابي اسحاق عن مسلم عن مسلم البطء البطء البطين عن سعيد بن عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا قرأ سبح اسم ربك الاعلى قال سبحان ربي الاعلى وهكذا رواه ابو داوود عن زهير بن حرب عن وكيع به وقال خولف فيه رواه ابو وكيع ابو وكيع وشعبة عن ابي اسحاق عن سعيد عن عن ابن عباس موقوفا. وقال الثوري عن عن السد عن عن عبد خير قال سمعت عليا قرأ سبح اسم ربك الاعلى فقال سبحان ربي الاعلى وقال ابن جرير حدث قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا حكام عن عنبسة عن ابي اسحاق الهمداني ان ابن عباس رضي الله عنهما كان اذا قرأ سبح اسم ربك الاعلى يقول سبحان ربي الاعلى. واذا قرأ لاقسم بيوم القيامة اتى على اخرها اليس ذلك بقادر على ان يحيي الموتى؟ يقول سبحانك وبلى. وقال قتادة سبح اسم ربك الاعلى ذكر لنا ان ذكر لنا ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان اذا قرأها قال سبحان ربي اعلى وقوله الذي خلق فسوى اي خلق الخليقة وسوى كل مخلوق في احسن في احسن الهيئات وقوله والذي قدر فهدى قال مجاهد هدى الانسان للشقاوة والسعادة وهدى الانعام لمراتعها وهذه الاية كقوله تعالى اخبارا عن موسى انه قال لفرعون ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه خلقه ثم هدى اي قدر قدرا قدرا وهدى الخلائق اليه كما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله ابن عمرو ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء. وقوله والذي اخرج المرعى اي من جميع صنوف النباتات فجعله غثاء احوى. قال ابن عباس هشيما متغيرا. وعن مجاهد وقتادة وابن زيد نحوه قال ابن جرير وكان بعض اهل العلم بكلام العرب يرى ان ذلك من المؤخر الذي معناه التقديم وان معنى الكلام والذي اخرج المرعى احوى اي اخضر الى السوء. والذي اخرج المرعى احوى اي اخضر اخضر الى السواد فجعله غثاء بعد ذلك. ثم قال ابن جرير وهذا وان كان محتملا الا انه غير صواب لمخالفته اقوال اقوال اهل التأويل لمخالفة اقوال اهل التأويل افتتحت هذه السورة المباركة بالبسملة كسائرك سور القرآن الحكيم عدا براءة بسم الله الرحمن الرحيم فافتتحت بالبسملة وهي اية في اول كل سورة وليست منها ثم ذكر الله تعالى اول ما ذكر في الاية اول ما ذكر في السورة سبح اسم ربك الاعلى سبح ما ذكر المؤلف رحمه الله تفسيرا لها فيما قرأنا لانه تكرر ذلك كثيرا في القرآن فاكتفى بما سبق بيانه من معنى التسبيح وقوله سبح اي نزه الله تعالى امر رسوله صلى الله عليه وسلم الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خطاب للامة كافة بتنزيه اسمه الاعلى قال سبح اسم ربك الاعلى فالتسبيح التنزيه و التنزيه يشمل صيانة هذه الاسماء من كل نقص او عيب او مماثلة صيانة اسمائه من كل نقص او عيب او مماثلة سواء كان ذلك في الفاظها او كان ذلك في معانيها فالله تعالى له الاسماء الحسنى كما قال جل وعلا ولله الاسماء الحسنى وانما اكتسبت حسنها من جمال الفاظها وعظيم معانيها وحسن الاسماء ليس فقط في الالفاظ والتركيب انما في اللفظ وفي المعنى والله تعالى امر رسوله في هذه الاية بان يسبح اسم ربه سبح اسم ربك الاعلى وقوله اسم ربك؟ اسم مفرد مضاف فيفيد الامر بتنزيه جميع اسماء الله عز وجل وليس اسما من اسمائه فقط يشمل كل اسماء الله جل في علاه ما ذكره الله بالكتاب وما ذكره في السنة وما لم نعلمه كله منزه عن النقص والعين لتحقيق هذا المعنى معنى التسبيح الذي هو التنزيه لاسمه جل في علاه جل في علاه وهذا مناسبة ذكر هذا الوصف او هذا الاسم المتظمد صفة العلو في هذا السياق بل العلو الذي بلغ المنتهى فلا منازع له فيه فهو الاعلى على كل شيء والاعلى السابق لكل شيء سبحانه وبحمده علو القدر والشرف وعلو القهر والملك وعلو الذات وكل ذلك ثابت لله عز وجل من هذا الاسم اذا قول سبح اسم ربك الاعلى معناه نزه اسماء الله تعالى عن كل عيب او نقص او مماثلة قيل سبح هنا بمعنى صلي امره بالصلاة تصلي باسم ربك الاعلى والاقرب والله اعلم هو المعنى الاول وان كانت التسبيح يأتي بمعنى الصلاة لكن هنا عد التسبيح الى الاسم للمفعول فدل ذلك على انه تنزيه لهذه الاسماء وتقديس لها او تمجيد وليس المقصود الصلاة لان الصلاة لا تفعل بالاسماء انما الذي يفعل بالاسماء هو التنزيه والتقديس والتمجيد وانا سبح باسم ربك العظيم فالتعدية هنا بالباء يصلح ان تكون المقصود فصلي باسمه ولكن هذا قال اهذا قول قاله بعض المفسرين بناء على معنى سبح وقوله تعالى سبح اسم ربك الاعلى. المطلوب هنا المأمور به هنا التسبيح للاسم او التسبيح للمسمى الذي هو مضمون الاسم هل المنزه هو الله ذاته او المنزه هو اسمه جل في علاه الصواب ان ذلك شاملة ان ذلك شامل الاسم والمسمى فالتسبيح هنا لاسمه ولذاته جل في علاه ولا يفهم سوى هذا فليس المقصود التنزيه للاسم دون ما تضمنه او ما دل عليه وهو المسمى الله جل في علاه وليس المقصود التسبيح ذات تسبيح ذاته دون اسمائه وهي الحسنى المأمور تنزيهها ولهذا التنزيه هنا يشمل اسماءه وما دلت عليه من المعاني العظيمة التي اتصف بها رب العالمين جل في علاه والله تعالى اعلم وصلى