فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما فتح الله له مكة في السنة الثامنة من الهجرة كسر الاصنام التي كانت في البيت واخرجت وكان وكان في البيت وحوله قريب يجب ابو طالب النبي صلى الله عليه وسلم الى ما دعاه اليه النبي لم ييأس بل اعاد عليه مقالته رغبة في هدايته فقال له يا عم قل لا اله الا الله الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يرضيه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله سبحانه وبحمده قلق الانس وفطرهم على محبته وتعظيمه وعلى عبادته وحده لا شريك له هذه هي فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله كان الناس على عبادة الله ومضوا على هذا قرونا متطاولة وازمنة مديدة يعبدون الله وحده لا يعبدون سواه تقع منهم المخالفة يعصون الله تعالى في بعض ما امره لكنهم في كل ما يكون منهم لم يعبدوا غير الله جل وعلا لم يعرفوا ربا سوى الله يتوجهون اليه ويصرفون اليه العبادات حتى زين لهم الشيطان ان يعبدوا غيره جل في علاه ولم يكن ذلك الا بعد سنوات متطاولة بل بعد قرون عدة كما جاء في صحيح البخاري عن عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان الناس كانوا على توحيد اي عبادة الله وحده لا شريك له عشرة قرون وهي ما بين ادم ونوح عليه عليهما السلام كانوا يعبدون الله وحده لا شريك له ما يتوجهون الى سواه بالعبادة والطاعة بل لا يعبدون ان الله وحده سبحانه وبحمده قص الله تعالى علينا في محكم كتابه نأبى ابن ادم اللذين قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر وقال متوعدا اخاه لاقتلنك قال لان بسط يدك الي لتقتلني ما انا بباسط يدي يدي اليك لاقتلك اني اخاف الله رب العالمين فكان ما كان من تزيين الشيطان له ان قتل فاصبح من النادمين الخاسرين هذا دليل على ان الناس كانت تقع منهم المعصية لكن لم يكن يقع منهم الشرك حتى اجتالتهم الشياطين بتزيين عبادة غير رب العالمين وكان مبدأ ذلك الغلو في الصالحين فعظموا الصالحين زادوا في محبتهم الى ان عبدوهم من دون الله فجاء الشيطان الى قوم نوح فقال لهم في قوم صالحين كانوا بينهم انسبوا الى مجالسهم انصابا تذكركم ما كانوا عليه من الطاعة والعبادة وتذكركم ما كانوا عليه من الاحسان ثم فعلوا ذلك ولم يعبدوا من دون الله لم تعبد تلك الانصاب التي تذكر باولئك الصالحين من دون الله بل كان الناس على فطرة الله التي فطرهم عليها من عبادته وحده لا شريك له ثم تطاول العهد ومات اولئك ونسي العلم فظن من جاء بعدهم ان اقوامهم كانوا يعبدون هؤلاء من دون الله هؤلاء الصالحين هذه الانصاب التي نصبت ظنوا انهم كانوا يعبدونها من دون الله فتوجهوا اليها بالعبادة من دون الله فوقع الشرك وهذا اول انحراف وقع في المسيرة البشرية الانحراف الذي حصل في مسيرة البشرية عندما صرفت العبادة لغير الله عز وجل فعبد الناس غير الله عز وجل وكان هذا الانحراف هو الذي اشار اليه حديث سيد الورى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بما جاء تسعين امام مسلم من حديث عياض بن حمار قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى خلقت عبادي حنفاء حنفاء اي على التوحيد مائلين عن الشرك مستقيمين على عبادة الله وحده لا شريك له فاجتالتهم الشياطين اي فصرفتهم الشياطين عن هذه الفطرة وعن هذه العبادة وعن هذا التوحيد الى ان عبدوا غيره جل في علاه ولم يكن هذا في مبدأه بعبادة صريحة لغير الله عز وجل انما كان هذا بالتدرج والخطوات التي مهد بها الشيطان للناس ان يعبدوا غير الله وزين لهم عبادة غير الله عز وجل فكان ما كان من الانحراف عن الطاعة والاحسان الى عبادة غير الله عز وجل فبعث الله الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من لدن نوح اول رسول ارسله الله تعالى الى اهل الارض الى خاتم النبيين وسيد المرسلين وسيد الثقلين نبينا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم بعث هؤلاء جميعا بدعوة واحدة وهي دعوتهم الى عبادة الله وحده لا شريك له. كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وكما قال سبحانه وتعالى وبما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوني وكما قال تعالى يلقي الروح من امره على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون فكانت دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من نوح عليه السلام الى خاتم المرسلين. دائرة على تنبيه الناس على خطورة عبادة غير الله على رد الناس الى الجادة الى عبادة الله وحده لا شريك له وفي هذه البقعة المباركة في هذا البيت الحرام كان الناس على دين ابراهيم فان ابراهيم عليه السلام جاء بابنه وزوجه الى هذه البقعة المباركة وكان البيت قد اندثرت معالمه ولم يبقى الا قواعده هيأ الله تعالى وبوأ القواعد وميزها لابراهيم فرفع البيت وكان اسماعيل عليه السلام رسولا من عند الله عز وجل لاهل هذه البلدة ولمن فيها ممن وفد اليها من القبائل فكانوا على التوحيد ومضوا على هذا سنوات متطاولة على عبادة الله وحده لا شريك له لم يبعث فيهم رسول بعد اسماعيل عليه السلام الذي جاء وسكن وامه هذه البقعة المباركة فكان كل من في هذه البلدة على ملة ابراهيم وعلى عبادة الله وحده لا شريك له حتى جاء عمرو بن عامر ابن لحي الخزاعي فسيب السوائب سيب السوائب وعبد الاصنام فتحول الناس في هذه البلدة وبقية جزيرة العرب الى عبادة غير الله عز وجل وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث سهيل بن ابي صالح عن ابيه عن ابي هريرة قال رأيت عمرو بن عامر بن لحي يجر قصبه في النار اي يجر امعاءه في النار وكان اول من سيب السوائب اول من سيب السوائب التي كانت العرب تتركها لاصنامها وتتقرب الى معبوداتها تخليتها وعدم التعرظ لها من من بهيمة الانعام وعبد الناس الاصنام من ذلك الزمان الى ان بعث الله تعالى سيد الورى وامام المتقين وسيد الثقلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه بعثه بالهدى ودين الحق بعثه ليعبدوا الله وحده لا شريك له وكان مبعثه مبتدأ ايحاء جبريل له في غار حراء عندما قال له اقرأ قال ما اقرأ قال اقرأ قال ما اقرأ قال اقرأ قال ما لست بقارئ قال اقرأ باسم ربك الذي خلق قلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم فكان هذا مبدأ الوحي اليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم بعد ذلك جاءته الايات متتابعة بعد زمن ومنه ما امره الله تعالى به في قوله يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز تهجر اي الاصنام التي كانت تعبد من دون الله في هذه البقعة المباركة فانذر النبي صلى الله عليه وسلم قومه فامن به من امن وكانت دعوته في مبدأها دعوة غير معلنة كانت دعوة غير معلنة انما كانت في قومه ومن هم حوله فامن به من امن فكان اول من امن به زوجته خديجة رضي الله تعالى عنها ثم تبعه ابو بكر فامن به وكان اول من امن به من الرجال وامن به علي بن ابي طالب وكان في حضنه صلى الله عليه وسلم وتحت رعايته. ثم تتابع الناس في الايمان به صلى الله عليه وسلم حتى امره الله تعالى بانذار عشيرته الاقربين فقال امرا رسوله صلى الله عليه وسلم وانذر عشيرتك الاقربين فقام على الصفا ونادى بطون قريش بطنا بطنا فاجتمعوا وكان بينهم صادقا امينا مبجلا محترما فقال لهم اعبدوا الله وحده لا شريك له وكان هذا خلافا ما هم عليه من صرف العبادة لاصنام يعبدونها من دون الله من ثلاث مئة صنم تعبد من دون الله فطهر الله تعالى هذه البقعة من تلك الاصنام في ذلك الزمان وكان يقرأ قول الله جل وعلا قل جاء الحق وزهق الباطل. ان الباطل كان زهوقا لما دعا قريش الى عبادة الله وحده لا شريك له وسماها بطونها قال له عمه ابو لهب تبا لك سائر اليوم الهذا جمعتنا فكان اول معارض لدعوته وما جاء به من الهدى ودين الحق كان اول معارض للنبي صلى الله عليه وسلم عمه ابو لهب قال هذه الكلمة التي حقر فيها ما جاء به وابرز فيها تكذيبه وعدم انقياده له ولذلك انزل الله تعالى فيه السورة التي تتلى الى يوم القيامة تبت يدا ابي لهب وتب ما اغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد كان قد كذب الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مقابل ابي لهب تانا عم النبي صلى الله عليه وسلم ابو طالب مناصرا معاضدا للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ولم يتبعه لم يؤمن بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلم بل كان على دين قومه من عبادة غير الله عز وجل لكنه كان موقنا بصدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ويظهر ذلك ويقول لقد علموا ان ابننا لا مكذب لدينا ولا يدعى ولا يعنى بقول الاباطلين فسلم لله وقد سلاه الله تعالى بقوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين فيفوظ امر لله عز وجل فيما يجري فيما يجريه الله عز وجل من الاقضية والاقدار فكان مصدقا للنبي صلى الله عليه وسلم ويعتقد صحة ما جاء به لكنه لم يظهر ذلك بالانقياد والقبول والبراءة من عبادة غير الله عز وجل بل كان يعبد الاصنام كان على هذه الحال من مناصرة النبي صلى الله عليه وسلم والغظب له ومنعه من قومه الا انه لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الهدى ودين الحق لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم لم ينشرح صدره لاتباعه صلوات الله وسلامه عليه فكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على هداية عمه الذي بذل غاية طاقته في مناصرته وفي الذب عنه وفي صد المعتدين عليه صلوات الله وسلامه عليه وكان اخر ذلك ما اخبر به سعيد ابن مسيب عن ابي هريرة في سياق موت ابي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمه يا عم قل كلمة احاج لك بها عند الله طلب منه ان يقول كلمة يحاجه يحاج له بها عند الله اي يشهد له بها عند الله وهي لا اله الا الله فقال له قومه اترغب عن ملة عبد المطلب فكان اخر ما قال انه على ملة عبد المطلب نعوذ بالله من الخذلان فمات على هذه الكلمة فوجد في نفسه صلى الله عليه وسلم مشقة وحزنا عظيما ان فاته ايمان عمه واسلامه الذي كان يحوطه ويغضب له فانزل الله عز وجل قوله في محكمة كتابه انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء نقرأ ما يسر الله تعالى حول هذه الاية وسبب نزولها ثم نعلق بما يفتح الله عز وجل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى باب قول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء في الصحيح عن ابن المسيب عن ابيه قال لما حضرت ابا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال له يا عمي قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقال له اترغب عن ملة عبد المطلب فاعاد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعادا فكان اخر ما قاله على ملة عبد المطلب وابى ان يقول لا اله الا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك ما لم انهى عنك فانزل الله عز وجل ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى وانزل الله في ابي طالب انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان ان هداية القلوب لا تكون الا من الله علام الغيوب فهو الذي يهدي القلوب جل في علاه هداية القلوب ودلالتها على الحق واقامتها على الجادة لا تكون الا لله عز وجل فقال رحمه الله باب قول الله عز وجل انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين هذه الاية خطاب للنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خاطب الله تعالى فيها صفية وخليله محمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قائلا له انك ايا محمد لا تهدي من احببت اي ليس اليك هداية الخلق واقامة قلوبهم على الطاعة جلبهم الى الهدى ليس ذلك من شأنك وليس ذلك في مقدورك بل ذلك هو شأن الله عز وجل وهو اليه جل في علاه فهداية القلوب لا تكون الا لله عز وجل ولا تكون الا من الله جل في علاه فلا تسأل الا منه ولا تقع الا به جل في علاه سبحانه وبحمده والهداية في هذه الاية المقصود بها هداية القلب بالاستقامة على الطاعة. بالاقبال على الايمان بالاخذ بالعمل الصالح فالهداية التي نفاها الله عز وجل عن رسوله في هذه الاية في قوله انك لا تهدي من احببت ليست الهداية مطلقا بل المقصود بالهداية هنا هداية الالهام والتوفيق العمل الصالح اما هداية الارشاد والدلالة الى الحق فان النبي صلى الله عليه وسلم يهدي الى الهدى والى الحق والى والى صراط مستقيم. كما قال الله جل وعلا في كتابه وانك لتهدي الى صراط مستقيم فاثبت في هذه الاية انه يهدي صلوات الله وسلامه عليه الى صراط مستقيم وفي الاية التي في سورة القصص قال جل وعلا انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فالهداية التي نفاها الله تعالى عن رسوله ليست هي التي اثبتها الله لرسوله الهداية التي اثبتها الله لرسوله هي هداية الدلالة والتعريف والارشاد والبيان والايضاح وقد قام بذلك غاية القيام فهدى الناس الى كل بر وخير. لم يترك صلوات الله وسلامه عليه خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه لم يترك طريقا يوصل الى الله الا بينه. ولا طريق ان يوقع في المعاصي ويصرف عن الهدى الا حذر منه صلى الله عليه وسلم لكنه لا يملك ان يقبل الناس منهما جاء به من الهدى ودين الحق ولذلك قال الله تعالى انك لا تهدي من احببت. وقال سبحانه وتعالى ليس عليك هداهم الهداية قلوبهم ولكن الله يهدي من يشاء وقال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين فالذي نفاه الله تعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم من الهداية هو هداية القلوب فتلك ليس في مقدور الخلق ان يوجدوها ولو كان ذلك في مقدور الخلق لكان اجدر الناس بها واولى الناس بان يكون قادرا عليها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حيث انه لم يقدر على هداية عمه رغم كون عمه من اعظم الناس نصرة له ومن اشدهم حماية له لكنه لم يملك ان يهديه ولهذا ذكر ما ثبت في الصحيحين من قصة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه ابي طالب حيث كان ابو طالب يحض النبي صلى الله عليه وسلم وينصره ويقوم في صفه ويحميه من اعدائه صلى الله عليه وسلم حماية شديدة لكونه يعلم صدقه ولكونه ابن اخيه حمية له فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في السياق لما نزل به الموت فقال يا عم في تلطف وشفقة ورفق ورحمة يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله كلمة طلب منه ان يقول لا اله الا الله هذه الكلمة يشهد بها له عند الله لانها الكلمة المنجية التي من قالها موقنا بما فيها فتحت له ابواب الجنة ونجا من النار فمن كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة نسأل الله ان يختم لنا ولكم بها يا رب الله عز وجل ان يجعلنا ممن يقولها في سياق الموت فتكون اخر كلامه من الدنيا يا عم قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله. معنى احاج اي اشهد لك بها عند الله انك قلتها فيكون هذا حجة لي عند الله في انقاذك من النار ودخولك الجنة وكان قد حضره اثنان من قومه هما عبدالله بن ابي امية وابو جهل فقال له كلمة في مقابل دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فقال له فقالا له اترغب عن ملتي عبدالمطلب لم لم يزيد على هذه الكلمة اترغب عن ملة عن ملة عبد المطلب؟ يعني اتترك ما كان عليه ابوك عبد المطلب هو والد ابي طالب. اترغب عن ملة عبد المطلب وهي عبادة الاصنام وما كان وما كان عليه اهل الجاهلية من عبادة غير الله فلم كلمة احاج لك بها عند الله وقال الرجلان ما قال اولا اعاد عليه مقالتهما اترغب عن ملة عبد المطلب كان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب وفي رواية بغير الصحيح قال لولا ان تعيرني قريش لاقررت بها عينك هكذا قال ابو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم لولا ان تعيرني قريش اني قلت لا اله الا الله في سياق الموت وفي حال الاحتضار وان ذلك كان من خوف او نكوص عما كان عليه ابوه من عبادة الاوثاد لاخبرت بها عام عينك اي لقلتها اقرارا لعينك واستجابة لك والخلاصة ان ابا طالب كان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب نعوذ بالله من الخذلان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لن ييأس من ان يغفر الله تعالى لعمه حيث انه كان في مناصرة النبي صلى الله عليه وسلم والذب عنه غاية الذب والنصرة غاية النصرة فقال لاستغفرن لك ما لم انهى عنك قوله صلى الله عليه وسلم لاستغفرن لك قسم اي حلف النبي صلى الله عليه وسلم بالله اقسم بانه سيستغفر لابي طالب اي سيسأل الله المغفرة لابي طالب لاستغفرن لك يعني والله لاستغفرن لك فقوله لا يستغفر ان لا هنا واقعة في جواب القسم وقيل موطأة للقسم والمقصود انها تشير الى قسم يعرف ذلك اهل اللغة واهل اللسان لاستغفرن لك اي اطلب المغفرة لك ما لم انهى عنك اي ما لم ينهل الله عز وجل عن الاستغفار لك فكان ان انزل الله تعالى قوله ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ان تبين لهم انهم اصحاب الجحيم. كيف تبين لهم انهم اصحاب الجحيم؟ في ظاهر العمل انهم ماتوا على الشرك والكفر فلا يجوز لمؤمن ان يستغفر لكافر مات على الكفر لان المغفرة لا تكون لاهل الشرك والكفر كما قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم من الاستغفار لعمه سبب ذلك ان الله نهاه في قوله جل وعلا ما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين اي ان يطلبوا لاهل الشرك ولو كانوا اولي قربى من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم قد وقع للنبي صلى الله عليه وسلم نظير ذلك ايضا باستئذانه صلى الله عليه وسلم ان يزور قبر امه فاذن الله تعالى له واذنه واستأذنه كما في صحيح الامام مسلم ان يستغفر لها فلم يؤذن له وكان ذلك لاجل هذه الاية التي قال الله تعالى فيها وما كان للنبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي من بعد ان من بعد ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وانزل الله تعالى قوله انك لا تهدي من احببت وقد اختلف العلماء في معنى قوله احببت هل المقصود بالمحبة هنا؟ المحبة العائدة للشخص ام المحبة لهدايته؟ قولان لاهل العلم انك لا تهدي من احببت هدايته قال بذلك جماعة من اهل العلم. وقال اخرون بل انك لا تهدم من احببت ذاته اما لقرابته او لاحسانه او لغير ذلك من موجبات المحبة التي تكون بين الناس فان المحبة تكون بين الناس لاسباب عديدة لكن الممنوع من المحبة ما كان باعثه دينيا فانها لا تكون الا لاهل الايمان لكن من كان بينه وبين غيره من اهل الكفر محبة طبيعية كمحبة الوالد لولده ومحبة الزوج لامرأته اذا كانت كتابية فان هذا لا اشكال فيه هذه المحبة محبة طبيعية لا حرج فيها ومنها محبة القريب لقريبه. فان النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب ابا طالب كونه عمه ولكونه ناصره واحسن اليه بصيانته والمدافعة عنه الى ان مات وهو على ذلك بمناصرة النبي صلى الله عليه وسلم والنفوس مجنونة على محبة اصحاب الاحسان فان الاحسان يوجب الانجذاب فقول فقول الله عز وجل انك لا تهدي من احببت الراجح فيه ان المحبة هنا عائدة الى الشخص نفسه والمقصود بذلك المحبة الطبيعية التي تكون بين الناس لاسباب اما لاحسان واما لقرابة واما لغير ذلك من الاسباب التي تثبت بها المحبة الطبيعية التي لا ينام عليها الانسان وانما الممنوع بين اهل الايمان وغيرهم من اهل الكفر الموالاة والموالاة امر زائد على مجرد المحبة فان الموالاة تقتضي المناصرة وتقتضي المدافعة وتقتضي التقديم على اهل الاسلام وهذا لا يكون من مسلم لكافر واما ميل القلب والمحبة التي تقتضيها الجبل والطبيعة فان ذلك لا حرج فيه ولذلك اذن للمسلم ان ينكح الكتاب ومعلوم انه يكون بين الرجل وامرأته ولو لم تكن مسلمة من المحبة ما يصدق به قول الله تعالى وجعل بينكم مودة ورحمة فهذا ثابت بين كل زوجين ولو لم تكن مسلمة او مؤمنة فالمقصود ان قوله تعالى انك لا تهدي من احببت ليس المراد فقط محبة الهداية فان هذا مفروغ منه وهو ثابت لكل احد. فان النبي صلى الله عليه وسلم يحب هداية جميع الخلق وقد بذل لذلك غاية الجهد ومنتهى الطاقة غاية الوسع في هداية الناس الى الجادة واخراجهم من الظلمات الى النور. لكن هذه المحبة محبة خاصة اقتضاها ما كان من مناصرة ابي طالب للنبي صلى الله عليه وسلم ومدافعته عنه وليس فقط القرابة فان ابا لهب كان بمنزلة ابي طالب في القرابة من النبي صلى الله عليه وسلم وذاك انزل الله تعالى فيه قوله جل وعلا تبت يدا ابي لهب وتب فلم تكن المحبة لمجرد القرابة بل كانت ايظا لمعنى اخر اختص به ابو طالب وهو مناصرته للنبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الهداية من الله عز وجل وهي وفق مشيئته لكن اعلم بارك الله فيك ان المشيئة هنا ليست حظوظا عمياء لا اسباب لها ولا موجبات بل هذه المشيئة مقترنة بالحكمة والعلم كما قال الله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ثم قال بعد ذلك ايش ان الله كان اكمل الاية ان الله كان عليما حكيما في كل ما يشاءه ويقضيه ويقدره جل في علاه فمشيئة الله مقترنة بتمام العلم وتمام الحكمة ولهذا يعلم جل وعلا من يستحق الهداية فيمنحه اياه الهداية هبة ومنحة من الله عز وجل والله اعلم حيث يجعل رسالته اعلم بمن يستحق هذه المنحة اعلم بمن يستحق الهداية فيمنحه اياها ولذلك قال جل وعلا ولكن الله يهدي من يشاء ثم قال وهو اعلم بالمهتدين. اي هو اعلم بمن يستحق الهداية. وبمن يتأهل لها. وبمن يمنحها فان ذلك لا يكون الا وفق علمه وحكمته جل في علاه لهذا ينبغي للمؤمن ان يفوض الامر لله عز وجل فيما يتعلق بالهداية وان يعلم ان الخلق يبذلون اسبابا للهداية فمن وفق الى تلك الاسباب نالها بفضل الله عز وجل ومنته ومنحته ومن لم تقم فيه تلك الاسباب فهو الخاسر كما قال الله تعالى فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم فليست الهداية هكذا دون اسباب ولا موجبات بل لها اسباب وموجبات يمن الله تعالى بها على من يشاء من عباده وقد يكون الانسان حريصا في جانب من جوانب البر والخير لكنه لا يوفق للهداية لعدم تأهله لها لكن ثق تماما انه لا يمكن ان يطلب احد الهداية من الله صادقا الا وسيجدوا منه هداية. يقول الله تعالى في محكم كتابه والذين جاهدوا فينا اي بذلوا وسعهم وطاقتهم في رظانا وفي الوصول الى ما نحب لنهدينهم سبلنا اي لندلنهم ولا نقذفن في قلوبهم ولنلهمنهم الاستقامة على الطاعة. وسلوك الصراط المستقيم لنهدينهم سبلنا اي هداية الدلالة والارشاد والتعريف والبيان وهداية العمل والتوفيق والالهام وهذه هي التي التي لا تكون الا لله جل وعلا هداية التوفيق والعمل والالهام لا لا تكون الا لله وهي المشار اليه اليها في قول انك لا من احببت ولكن الله يهدي من يشاء فمن صدق في طلب الهداية لا بد ان يهدى. ولذلك جاء في الصحيح من حديث ابي ذر في الحديث الشريف العظيم حديث نداء الله عز وجل وخطابه لعباده يا عبادي كلكم ضال الا من هديته تستهدوني اي اطلبوا الهداية مني اهدكم اي ادلكم على الهدى والحق والخير واعينكم ليس فقط دلالة بل اعينكم على سلوك الهداية والتزامها والاستقامة عليها والقيام بها. ولهذا كان اعظم مسائل الخلق سؤال الهداية فان سؤال الهداية اعظم المطالب ولهذا جعله الله فرضا على كل احد من اهل الاسلام في كل صلاة ان يقول اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فالهداية بداية الالهام والتوفيق والعمل لا تكون الا من الله عز وجل ونحن فقراء الى الهداية في كل جزئية من حياتنا من الناس من يظن ان الهداية خلاص نحن مسلمون انتهى. لا يا اخي انت محتاج الى الهداية في كل لحظة مع كل نفس في كل شأن قاس نوعان فانه اذا منعك الله الهداية او لم يمنعها اياك ظللت وكما انك محتاج الى الطعام والشراب غدوا وعشيا. بكرة واصيلا حاجتك الى الهداية اعظم واكبر وليست مقصورة على وقت ولذلك كانت الحاجة الى الهداية كالحاجة الى النفس كالحاجة الى النفس فالانسان لا لا ينفك لحظة من ان يحتاج الى هواء يتردد في صدره به يعيش وبه يقوى بدنه بخلاف الطعام والشراب انما يحتاج اليه في مواطن محدودة من يومه صباحا مساء بكرة واصيلا ويكتفي بذلك فلهذا يا اخواني لنستشعر عظيم فقرنا الى الله عز وجل في ان يهدينا صراطه المستقيم واياك ان تغتر اياك ان تغتر بان الله تعالى من عليك بشيء من الهداية فمن الناس من يعجب بنفسه ويظن انه بقوته وحوله وفق الى الهداية وهذا من اسباب الضلال وهو من مقدمات الانحراف فان الانسان الذي يعتد بنفسه وقوته ويرى ان ما كان منه هو الذي وفقه للهداية كان ذلك من اسباب ظلاله. الصحابة وهم سادة الدنيا بعد الانبياء كانوا يرتجزون بين يدي سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه في حفر الخندق ويقولون والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا هي منحة من الله يتفضل بها على من يشاء من عباده. استشعر هذا المعنى واظهر فقرك الى الله ان يهديك وان يدلك على الصواب وان يأخذ بناصيتك الى البر والتقوى وان يثبتك وابشر فسينفتح لك من ابواب الهداية والاستقامة ما ليس لك على بال واياك ان تظن ان احدا من الخلق يملك هداية قلبك. لا يملك هداية القلوب الا رب الارباب جل في علاه. علام الغيوب جل في علاه فسلها منه سبحانه وبحمده وتوجه اليه صادقا وعندما تسمع في صلاتك الامام يقول اهدنا الصراط المستقيم. استحضر انك في غاية الظرورة للهداية. بعض الناس يقول طيب نحن مهتدون فلماذا نسعى الهداية؟ يا اخي فوق كل هداية هداية فوق كل هداية هداية وانت محتاج الى الهداية مع كل نفس فسل الله الهداية وتذكر قول الحق جل في علاه يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم الحديث في جملة من الفوائد من فوائده حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية عمه وذلك في دعوته صلى الله عليه وسلم لعمه في هذا السياق في الرمق الاخير وهو مودع لا يرجو منه نفعا ولا يرجو منه مصلحة لكنه دعاه لاجل ان ينقذه من النار وفيه من الفوائد حرص اهل الشر والفساد على الاظلال فان هذين الرجلين كانا حاضرين وقال هذه الكلمة اترغب عن ملة عبد المطلب؟ فكان سببا ان ختم له بقوله هو على ملة عبد المطلب وفيه التحذير من الصحبة الرديئة والصحبة السيئة تشقى الانسان وقد تورده المهالك فهؤلاء حضروه في السياق وهو في الاحتضار فكان حضورهما سببا لهلاكه وفي من الفوائد انه في حال الاحتضار ينبغي ان يحرص على حضور اهل الخير الذين يذكرون بالله عز وجل فانه من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة والشيطان يتسلط على الانسان في هذه الحال بازاغته واظلاله حتى بالرمق الاخير وقد جاء عن الامام احمد رحمه الله انه وهو في سكرات الموت سمع منه وكان يصاب بشيء من الغياب يغشى عليه سمعوا منه في هذه الحال كلمة انه قال لا بعد لا بعد لا بعد ثلاث مرات لا بعد لا بعد لا بعد فلما افاق قالوا له يا ابا عبد الله سمعناك تقول كلمة لا بعد لا بعد لا بعد فما شأنك قال ان الشيطان تمثل عند قدمي يقول انظر هذا واستمع الى هذا الخبر. يقول فتني يا احمد فتني احمد فتني احمد يعني لم استطع ان اظلك ففت علي خسرتك فكنت اقول له لا بعد لا بعده لا بعده الى الان ما فتك ما دامت الروح في البدن فالانسان معرظ للفتنة فينبغي ان يكون على حذر من ان يختم له بسوء او ان يختم له بما يكره من الكفر او المعصية فان الانسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم والذي لا اله غيره ان الرجل ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها نعوذ بالله من الخذلان فمن الضرورات التي ينبغي ان يستشعرها المؤمن حاجته وفاقته الى رحمة الله والى هدايته والى اجابة دعوته في استقامته على الحق والهدى. من فوائد الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مكافأة عمه على ما قام به من النصرة له صلى الله عليه وسلم فقد بذل وسعه في نصرته ولذلك قال لاستغفرن لك ما لم انهى عنك. فينبغي للانسان اذا احسن اليه ان يبذل جهده في رد احسان المحسنين فهل جزاء الاحسان الا الاحسان؟ لكن ينبغي ان يقيد ذلك بالشرع فان النبي صلى الله عليه وسلم لم يمضي في عواطفه ورغبته بل قال لاستغفرن لك ايش؟ ما لم انه عنك تضبط ما يكون منك بضابط الشرع وما جاء في احكام الله عز وجل فانت عبد لله تطعه فيما امر وتتقي وتجتنب ما نهى عنه وزجر الا الفوائد ايضا سرعة امتثال النبي صلى الله عليه وسلم لامر ربه حيث توقف عن الدعاء لعمه لما انزل الله جل وعلا فما كان النبي والذين امنوا ان يستغفروا للمشركين ولو كانوا اولي قربى من بعد ان ما تبين لهم انهم اصحاب الجحيم وهذا يبين تمام الانقياد من النبي صلى الله عليه وسلم لربه وانه عبد لله يطيعه فيما امره ويجتنب ما نهى عنه يا رب وفيه من الفوائد ان الانسان يسلم امره لله فيما يقضيه ويقدره وفيما فاته مما يحب فان لله في ذلك حكمة فان النبي صلى الله عليه وسلم كان في غاية الحرص على هداية عمه. لكنه لم يحصل له ما يؤمل من هداية عمه وفيه من الفوائد وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لعمه حيث انه لما منع من الاستغفار له لانه كان مشركا شفع فيه ان يخفف عنه العذاب قد جاء ذلك فيما رواه في الصحيح من حديث من حديث العباس ابن عبد المطلب انه قال يا رسول الله عمك ابو طالب كان يحوطك ويغضب لك اي شيء نفعته يعني في ايش نفعته وهو على هذه الحال من المناصرة لك والحماية لك والذب عنك قال النبي صلى الله عليه وسلم انه في ضحظاح من نار. الظحظاح هو ما بلغ الكعبين من الماء الظحظاح هو ما يبلغ الكعبين من الماء انه في ظحظاح ليس مما من نار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار فكانت شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه في تخفيف العذاب لا في رفعه بالكلية وهذا من اكرام الله لرسوله صلى الله عليه وسلم. والا فانه لا ينتفع بهذا التخفيف. لانه يرى انه اشد اهل النار عذابا ولذلك جاء في الحديث الاخر وعليه شراك من نار يغلي منهما دماغه وهذا يبين عظيم ما ينال اهل الكفر من العذاب نسأل الله السلامة والعافية وان يجيرنا واياكم من النار. اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار. اللهم اجرنا من النار يا عزيز يا غفار هذه بعض الفوائد بهذا الحديث وحول هذه الاية اسأل الله ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح آآ نلقاكم ان شاء الله تعالى في درس المغرب آآ هذه الليلة وكذلك في الفجر هذه الايام في هذا المكان والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد