واهل السنة والجماعة لا يجيبون العذاب في حق كل من اتى كبيرا ولا يشهدون لمسلم بعينه في النار لأجل كبيرة واحدة عملها بل يجوز عندهم المصائب اما لحسنات تمحو كثيرة منه او من غيره قوله رحمه الله ان اهل السنة والجماعة المعروف بباب الوعد والوعيد بين المرجئة بين الجبلية اثنين بين الجبرية وبين المرجئة. الذين يجهلون بعضا وعيدا. وما وقالوا لا نجزي بثبوت الوعيد لاحد. فيجوز ان يعذب الله وان نعفو عن الجميع وان ينفذ الوحيد في شخص واحد من فداء وان ينفذ الوحيد في شخص واحد يكون هو المراد من ذلك اللفظ. ولا اعلموا هل هذه الالفاظ للعموم او للخصوص وهذا غلو في التعقيد؟ وبين الوعيدين في الذين يقولون عصاة المسلمين في النار. ويقولون ان من دخل النار لا يخرج منها لا بشفعة ولا غيرها بل يكون عذابه مؤبدا. وصاحب الكبيرة او من رجحت سيئاته عندهم. لا يرحمه الله ابدا فليقللوا بالنار. وكانوا يكذبون بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا الخوارج والمعتزلة ان يكون لنبينا صلى الله عليه وسلم شفاعة في اهل الكبائر شفاعة في اهل الكبائر من اخراج اهل الكبائر من النار. وهذا مردود بما تواتر عنه من السنن ومسألة الوعد والوعيد من اكبر وسائل العلم. ويؤمن اهل السنة والجماعة بان فساق المسلمين لا يخلدون في النار. فليخرج منهم من كان في قلبه مثقال حبة من ايه ما من او مثقالة من الايمان. وان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر شفاعته لاهل الكفار اما لمصائب كفرتها عنه. واما لدعاء مستجاب منه. او من غيره فيه واما لغير ذلك والواجدين انتم من الخوارج والمعتزلة يوجبون العذاب في حق اهل الكبائر لشمول نصوص بنصوص وقال الاولهم لا تتناولوا الا مؤمنا وهؤلاء ليسوا بمؤمنين. وقال الاخرون نصوص الوعيد لا تتناول الا كافرا. وكل من والتحقيق ان يقال. الكتاب والسنة مشتملان على نصوص الوعد والوعيد وكل من النصوص يكسر الاخر ويبينه. فكما ان نصوص الوعد على الاعمال الصالحة مشروقة بعد لان القرآن قد دل على ان من امتد فقد حفظ عمله. وكذلك نصوص الوعيد مشروطة بعدم التوبة. لان القرآن قد دل على ان الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب وهذا مؤتمر عليه بين المسلمين. ومما ينبغي ان يعلم. ومما ينبغي ان ان يعلم فينا ان التناول نصوص الوعد للشخص مشروط بان يكون عمله خالصا لوجهه موافقا للسنة. فإن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له الرجل يقاتل شجاعة والخاتم الحميمية ويقاتل ليقال فأي ذلك في سبيل الله؟ وقال صلى الله عليه وسلم من قاتل لتكون كلمة هي الدنيا فهو في سبيل الله. وكذلك تناول نصوص الوعيد الشخص مشروط بان لا يكون متهونا ولا مجتهدا مخطئا. فان الله مع لهذه الامة عن الخطأ والنسيان. هذا ثالث ما ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتصل وسطية اهل السنة والجماعة جعلنا الله واياكم منهم هم وسط في باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية. وغيرهم النصوص في الكتاب والسنة جاءت بوعد ووعيد وكمال النظر جمع نصوص الوعد مع الوعيد وعدم معارضة هذا بذاك ولا اغفال شروط ادراك الوعد وانفاذ الوعيد قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم هذا وعدا ووعيد ان الابرار لفي نعيم. هذا وعد بان الابرار ينعمون. وان الفجار لفي جحيم هذا وعيد توعد الله تعالى الفجار بالجحيم. وهذا جرى في القرآن في مواضع عديدة يذكر الله تعالى اعمالا او عقائد ثم يعقب ذلك بالجزاء في الصالح منها بالمثوبة. والاجر وبالفاسد منها بالعقوبة فالله تعالى ذكر في كتابه الوعد بالجنة والسعادة والخير لاولياءه وجعل على الوعيد بالعقوبة وشديد العذاب لمن كذب الرسالات او عصى الله تعالى ثمة فريقان من الناس من منهم من غلب نصوص الوعيد ومنهم من غلب نصوص الوعد. الذين غلبوا نصوص الوعيد اسمهم المرجئة والذين غلبوا نصوص الوعيد هم القدرية والخوارج واهل السنة والجماعة سلم الله سبيلهم من كل تلك الشذوذات والانحرافات فجمعوا بين نصوص الوعد والوعيد فامنوا بنصوص الوعد بشروطه التي ينال بها وامنوا بنصوص الوعيد. التي وذكرها الله عز وجل بشروطه التي لا بد من اجتماعها لتحقق الوعيد فجمعوا في ايمانهم بين كل النصوص التي جاء الخبر بها بخلاف تلك الفرق فالمرجئة الذين غلبوا نصوص الوعد اهملوا نصوص الوعيد اثبتوا الجنة والجزاء العظيم للعصاة والمنحرفين وقالوا لا يظر مع الايمان معصية فترتب على ذلك ايضا انحراف في مسائل الايمان وحقيقته ويقابلهم الوعيدية الذين ضاقت قلوبهم عن ادراك اجتماع الوعد والوعيد في الشخص فقالوا اذا وقع الانسان في كبيرة من الكبائر او في موبقة من الموبقات انعدم في حقه كل ما يتعلق بنصوص الوعد فكان من اهل الوعيد ورتبوا على ذلك عقائد في الاسماء والاحكام في الاسماء وكذلك عقائد في الاحكام كما سيأتي بيانه وايضاحه واهل السنة والجماعة سلمهم الله تعالى من هذا وذاك. فقالوا نصوص الوعد ثابتة لمن عملها اي عمل تلك الاعمال التي رتب الله عليها الوعد بالفظل لمن كان مخلصا لمن كان ملتزما بالسنة ولمن انتفى في حقه المانع الذي يمنع من ادراك الوعد وكذلك في الوعيد قالوا الوعيد يستوجبه كل من عصى الله الا ان يكون هناك ما يمنع فقالوا ان اصحاب الكبائر مهددون بالعقوبة الا ان يتوبوا فان تابوا فان التوبة تجب ما كان قبلها والتائب من الذنب كمن لا ذنب له الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكذلك ذكروا في ما يندفع به الوعيد اسبابا اخرى ومن ذلك مغفرة الله وعفوه وتجاوزه وصفحه كما قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فقد يشاء الله تعالى مغفرة الذنب وقالوا ايضا انه قد يجتمع في الانسان موجب الوعد وموجب الوعيد. فيناله من الوعيد ما به خطاياه ثم يؤول امره الى الوعد كاصحاب الكبائر الذين يستحقون النار فيدخلونها حتى اذا طهروا من ذنوبهم ومحصوا من سيء اعمالهم ال بهم الحال وانتهى بهم المآل الى دخول الجنة بفظل الله ورحمته واما اصحاب الوعي اما اصحاب الوعيد فهم يقولون لا يدخل الجنة من دخل النار بل من دخلها فهو خالد مخلد فيها ابدا. فعطلوا النصوص الدالة على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعة المؤمنين والملائكة ما دل عليه النص من فضل الله ورحمته باخراج قوم من النار لم يعملوا خيرا قط عطلوا كل ذلك لانهم غلبوا نصوص الوعيد على الوعد هذا ما سلم الله اهل السنة والجماعة الذين جمعوا النصوص فلم ينظروا بعين عوراء للنص اما نص الوعد واما نص الوعيد. بل نظروا بالبصيرة الى ما اخبر الله تعالى به في كتابه وما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته فجمعوا بين النصوص فسلموا من تلك الانحرافات انحرافات الوعدية الجبرية والوعيدية القدرية نعم اصحاب الايمان والدين لمن الضرورية والمعتزلة. وبين المرجئة والجنية المراد بلا سماء اسماء الدين مثل مؤمن ومسلم وكافر وفاسق واهل السنة والجماعة وزر ويخرجونهم من الايمان ويؤمن اهل السنة بان فساق المسلمين معهم معهم الايمان ورسوله. وليس معهم جميع الايمان الراجح الذين استوى به الجنة واما الحورية وهم الخوارج وكذلك المعتزلة ويقولون صاحب القراء الذي لم يتب منها مخلد من نار. ليس معه شيء من الايمان. ثم الخوارج والمعتزلة توافقهم على على الاسم. ويقولون فيه من ينزل منزلة بين المنزلتين فنسمي فاسق لا مسلما ولا كافرا. واما المرجئة والجنية فعندهم ان المصاحف الكبيرة مؤمن الايمان. فهؤلاء وافقوا اهل السنة على انهم لا يخلدوا في النار منها بالتوحيد احدا يظن ان هذا لا يكون الا مع وجود النوادي. وقالوا كل وهو كامل الايمان يقول رحمه الله في رابع ما ذكر من اوجه وسطية اهل السنة والجماعة بين فرق الضلال والانحراف قال وفي باب اسماء الايمان بين الحرورية وهم الخوارج والمعتزلة وهم صنو الخوارج وبين المرجئة والجهمية فهم في باب الاسماء اسماء الدين والايمان على عدل ووسط كيف ذلك؟ اهل السنة والجماعة يثبتون اسم الاسلام لكل مسلم ووصف الايمان لكل مؤمن ولو كان عاصيا لكنهم لا يثبتون له كمال الاسلام ولا كمال الايمان بل هو مؤمن بايمانه عاص كبيرته. فيثبتون له اسم الايمان على وجه الاجمال لكنهم لا يثبتون له الايمان المطلق الكامل لان الايمان المطلق الكامل يقتضي طاعة الرحمن ومجانبة العصيان. فمن وقع في معصية نقص من ايمانه بقدر عصيانه. من وقع في معصية نقص من ايماني بقدر عصيانه لكنه لا يخرج عن دائرة الاسلام ولا عن وصف الايمان واما دليل نقص الايمان بالعصيان فما في الصحيحين. من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن. ولا ينتهب نهبة ذات شرف يلفت الناس اليه انظارهم وهو مؤمن فنفى عنه الايمان لكن هذا النفي ليس نفيا للايمان بالكلية بل هو نفي للايمان الواجب التام الكامل والا فهو من اهل الايمان ولذلك يصلى على الزاني والسارق وغيره ويدفن في مقابر المسلمين هذا ما من الله تعالى به على اهل السنة والجماعة من الوسطية في اثبات الايمان فيقال مؤمن فاسق ومسلم فاسق ولا ينفع عنه بفسقه الايمان و الاسلام بخلاف طريقين من الناس المرجئة الجهمية الذين قالوا صاحب الكبيرة الزانية والسارق والقاتل هؤلاء مؤمنون كامل الايمان ايمانهم كايمان الملائكة والانبياء والرسل فاثبتوا لهم ايمانا كاملا وهذا ينافي ما دلت عليه النصوص. والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله؟ قال من لا يأمن جاره بوائقه فنفى عنه الايمان والمنفي هو الايمان المطلق الكامل التام وهؤلاء يقولون انه تام الايمان كامل اليقين يقابلهم الوعيدية من الخوارج والمعتزلة وهم الذين يقولون انه يخرج عن مسمى الايمان فلا يوصف بالايمان ولا بالاسلام من وقع في كبيرة من الكبائر وعظيمة من عظائم الاثم فيقولون انه ليس بمؤمن ويختلفون في اسمه ويتفقون في حكمه فالخوارج يسمونه كافرا مرتدا لكبيرته والمعتزلة يقولون هو في منزلة بين المنزلتين بين الايمان والكفر لكنهم يتفقون في حكمه في الاخرة حيث انهم يجعلونه من اهل النار. بسبب ما اقترفه من الكبائر. فيخرجونه عن دائرة الاسلام اهل السنة والجماعة سلمه الله من هذه الانحرافات فكانوا وسطا بين هذه الفرق الضالة فيقولون هو مؤمن بايمانه عاص بكبيرته فاسق بكبيرته فينفون عنه الايمان المطلق لكن لا ينفون عنه مطلق الايمان ينفون عنه الايمان المطلق يعني الكامل لكن لا ينفون عنه الايمان بالكلية اللي هو مطلق الامام بل يثبتون له مطلق الايمان ان كان ينتفي عنه الايمان المطلق كما سيأتي بيانه وتفصيله. فاهل السنة والجماعة نحمد الله ان جعلهم وسطا بين به الضلالات وهذه الفرق فهم الصراط المستقيم وهم الدين القويم الذي كان عليه سيد المرسلين ومن تبعه من صحابته الكرام تابعهم وتابعهم باحسان من اهل القرون المفضلة