ان شاء الله تعالى بيان ذلك في آآ القراءة القادمة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ونستمع الى ما شاء من اسئلة الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نواصل ما كنا قد تكلمنا عنه في بيان تفسير قول الله عز وجل واتموا الحج والعمرة لله فنسأل الله ان يفتح لنا في فهم كتابه وان يجعلنا من المتدبرين لاياتنا وان يرزقنا العمل بما فيه والدعوة اليه. واتموا الحج والعمرة اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم واتموا الحج والعمرة لله ولا تهلكوا رؤوسكم حتى صيام او صدقة او نصب ايام ان عشرة كاملة ذلك ايها لم يكن اهله حاكم المسجد الحرام. واتقوا الله واعلم ان الله شهيد عقاب قال الله جل وعلا في هذه الاية واتموا الحج والعمرة لله. فان احصرتم فمن اكثر من الحديث ولا تحرموا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله. فمن كان منكم مريضا او به اذى من رأسه ففدية من صيامه او صدقة او نسك. ثم قال جل وعلا فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من هذا موضع حديثنا هذا الصباح فنسأله جل وعلا ان يفتح لنا في فهم كتابه. يقول الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من هديه. هذه الاية فسرها الامام البخاري بما نقل عن عمران ابن حسين رضي الله تعالى عنه. لكن قبل ان نقرأ ما ذكره الامام البخاري رحمه الله. الحج له عدة انواع من حيث صفة النسك. فمنه ما هو افراد ومنه ما هو قران ومنه ما هو تمتع هكذا يقسم العلماء انواع النسك في كل المذاهب. فمنه ما هو افراد وسمي افرادا لان الحاج يجعل سفره للحج فقط ومنه ما هو ومنه ما هو تمتع وهو ان يجمع نسكين في سفر واحد. وهذا له صورتان المتعة الخاصة والقران المتعة الخاصة هي ان يحرم بالعمرة في اشهر الحج ثم يتحلل منها ويحرم بالحج من عامه. واما القران فهو ان يلبي بالحج والعمرة جميعا من اول دخوله في النسك يقول لبيك حجا وعمرة. او لبيك عمرة في حجة. او يقول شيئا من هذا الكلام الذي يفيد الجمع بين النسكين العمرة والحج بعمل واحد. الله جل وعلا ذكر هذه الانساك في قوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله فذكر الحاج وذكر العمرة على وجه الانفراد وذكر جمعهما في قوله فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي. فبك هذه الانساك دل عليها القرآن ودلت عليها السنة. واجمع عليها علماء الامة ففي بيان قوله جل وعلا فمن تمتع بالعمرة الى الحج ذكر الامام البخاري هذا الحديث نستمع اليه في تفسير عمران للاية ثم نرجع لذكر بقية الاقوال التي قيلت في معناها باب قول الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحجة يحيى عن عمران ابي بكر. قال حدثنا ابو رجاء. عن مروان ابن قصي رضي الله عنه عنهما قال انزلت اية انزلت من كتاب الله. وفعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم له خمس قرآن يكرمه ولم ينه عنا التامات. قال رجل برأي عمران بن الحسين رضي الله تعالى عنه فسر المتعة التي جاءت في قوله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج بما فعله اكثر الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جمعت عائشة رضي الله تعالى عنها الصديقة بنت الصديق انواع احرام الصحابة رضي الله تعالى عنهم فيما اخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة ان ان قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع ان من اهل العمرة هذا القسم الاول ومنا من اهل بحج هذا القسم الثاني ومنا من اهل بعمرة وحج. هذا القسم الثالث. فتبين ان الصحابة رضي الله تعالى في خروجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم احرموا على ثلاثة انواع على ثلاثة انساك منهم من احرم بعمرة وهؤلاء هم المتمتعون. ومنهم من احرم بحج فقط وهؤلاء هم المفردون ومنهم من احرم بحج وعمرة وهؤلاء هم القارنون وسموا قارنين بانهم اتوا بنسكين في عمل واحد وليس فقط في سفر واحد بل السفر الواحد مشترك بين المتمتع وبين القارئ. لكن الفارق بين المتمتع والقارن ان القارن جمع الحج والعمرة في عمل واحد بما ان طوافه وسعيه يسعه لحجه وعمرته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ان طوافك بالبيت وسعيك بين الصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك. فالقارن يطوف طوافا واحدا ويسعى سعيا واحدا ويجزيه عن عن الممسكين عن الحج وعن العمرة. اما المتمتع فهو يجمع نسكين في سفر واحد وهذا وصف مشترك بينه وبين القارئ لكن الذي يتميز به المتمتع انه اذا فرغ من عمرته تحلل اتى بالعمرة كاملة وتحلل منها وعاد كما كان قبل احرامه. اي حلالا يفعل ما يشاء لا عليه شيء مما يحرم على المحرمين. حتى اذا كان يوم الثامن احرم بالحج لبى بالحج فكان متمتعا من جهة جمع نسكين في سفر واحد. والا من حيث العمل كل نسك له عمله الذي يخصه. والذي فعله اكثر الصحابة رضي الله تعالى عنهم. هو هذا هو هذه الصورة الا الا نفرا قليلا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا قد ساقوا الهدي فبقوا على كما حصل مع النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم اهل بالحج والعمرة قارنا صلى الله عليه وسلم وقد ساق الهدي. ساق الهدي اتى به معه من خارج الحرم. فبقي صلى الله عليه وسلم على احرامه حتى تحلل من نسكه من عمرته وحجه يوم النحر. باعمال التحلل التي كونوا يوم النحر. اما المتمتعون وهم الذين لم يسوقوا الهدي فقد تحللوا. الان النبي وصل الى مكة في اليوم الرابع ضحى يوم الرابع من ذي الحجة صلى الله عليه وسلم هو واصحابه. فلما فرغوا من الطواف بالبيت بين الصفا امر اصحابه فقال من لم يسق الهدي فليتحلل وليجعلها عمرة. وهكذا كان غالب الذين مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كانت هذه حالهم لن يكونوا قد ساقوا الهدي الا نفر قليل جاؤوا بالهدي معهم فهؤلاء بقوا على احرامهم كما بقي النبي صلى الله عليه وسلم على احرامه فقوله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي اي ما تيسر من الهدي ما تيسر من الهدي. والهدي يطلق على ما يذبح من بهيمة الارعاء ما يطلق على ما يذبح من بهيمة مما يتقرب به الى الله عز وجل ويشمل ثلاثة اشياء. الابل والبقر والغنم. كل هذا من الانعام التي يشملها قوله جل وعلا فما استيسر من الهدي. وايسر ذلك ايش؟ ان ان يذبح شاة ولذلك فسرت هذه الاية بذبح شاة وهذه الشاة التي تذبح شاة تقرب وتعبد الله عز وجل وليست فدا عن خطأ او عن تقصير او عن ترك واجب. بل هي قربة. ولذلك يسن لصاحبه ان يأكل منها. وان يتصدق وان تهدي اما الفدا الذي يكون عن ارتكاب محظور او ترك واجب فهذا لا يجوز ان يأكل منه بل يجب واخراجه لفقراء الحرم. كما قال تعالى في فدية من صيام او صدقة او نسك. فالفدية لا يأكل منها اما النسك وهو ما يذبحه المتمتع فانه يأكل منه. فقوله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج يشمل صورتين القران والتمتع. عمران ابن الحسين رضي الله تعالى عنه بالمتعة التي وقعت من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال انزلت اية المتعة يقصد هذه الاية واتموا الحج والعمرة لله. انزلت اية المتعة في كتاب الله. اي انها انزلت ولم تنسخ. بل في كتاب الله لم تنسخ لفظا ولا حكما. ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. اي اننا تمتعنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بامره حيث امرهم صلى الله عليه وسلم ان من لم يسق الهدي يتحلل ويجعلها عمرة. ولم ينزل ولم ينزل قرآن يحرمها اي لم يأتي بعد ذلك شيء في القرآن ينسخ مشروعيتها وانها من الانساك التي يتقرب الى الله تعالى بها. ولم ينهى عنها اي النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات اي لم ينقل عنه انها انه نهى عنها الى ان الى ان مات. قال يقول عمران رضي الله تعالى عنه قال رجل برأيه ما شاء يعني بعد هذا ليقل كل رجل برأيه ما شاء يعني يريد بذلك رد كل قول يخالف ما دل عليه القرآن وانه من اقوال الرجال وليس لان الماء يستفاد من كلام الله او كلام رسوله. صلى الله عليه وسلم. ولذلك قال قال رجل برأيه ما شاء يعني فلا ولا يشكل علينا ما يقوله من خالف ما دل عليه الكتاب وما عن سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. وهو وهو بهذا يشير الى اجتهاد عثمان ابن عفان رضي الله تعالى عنه وقبله عمر بل وقيل ابو بكر ايضا اجتهاد ابي بكر رضي الله تعالى عنه فان ابا بكر وعمر وعثمان كانوا يزهدون الناس في التمتع ويندبونهم الى الافراد. والسبب في هذا رغبتهم رظي الله تعالى عنهم في الا يبقى البيت مهجور في الا يبقى البيت مهجورا لا يؤتى اليه الا في حج. لا سيما في الزمن السابق الذي كان الناس فيه على نحو من المشقة والعسر في وصولهم الى البيت الحرام ما هو معروف فالذي يأتي من اقاصي الدنيا بل الذي يأتي من جزيرة العرب يتعرض لافات واخطار في طريقه تجعله لا ينشط في تكرار المجيء ولهذا ابن عمر رضي الله تعالى عنه تقدم انه كان يحج عاما وايش؟ ويعتمر عاما لاجل ما في المجيء من مشقة وعلى وهذا ملموس الان الذين يأتون بالسيارات من جهات الجزيرة يجدون عانة ومشقة مع انها سيارات وطرق معبدة ومحطات ويمر بمدن ويمكن ان يكون مشبها للمقيم في راحته لكن مع هذا لا يخلو من عناء. فكيف في الزمن السابق عندما كانوا يسلكون المسالك المعهودة في وقتهم من ركوب الابل او الخيل او غير ذلك من الدواب. بل احيانا يمشون على ارجلهم كما قال الله تعالى في ما قصه من دعوة ابراهيم وامره به واذن في الناس في الحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر. قال يأتوك رجالا فقدم المجيء بالاقدام. قوله يأتوك رجالا اي حالا كونهم يسيرون على اقدامهم غير راكبين. او وعلى كل ضامر اي على كل دابة مهيئة بالتظمير للارتحال والانتقال. فبالتأكيد ان الامر كان فيه عسر ومشقة فكان الناس لا يعمرون البيت على مدار السنة بل يكتفون بالحج ويأتون فيه بمتعة بحج وعمرة ويكتفون بذلك. فكان عمر رضي الله تعالى عنه وابو بكر قبله وعثمان كانوا ينهون عن المتعة اي يأمرون الناس ترك المتعة ترك المتعة لاجل اي شيء لاجل ان يأتوا البيت في غير اشهر الحج بعمرة فيأتون في سفر لعمرة وفي سفر لحج. وهذا من اجتهادهم رضي الله تعالى عنهم وقد عارض عثمان رضي الله تعالى عنه في ذلك علي فلما سمع علي عثمان ينهى عن المتعة اظهر رضي الله تعالى عنه المتعة وفعلها ولبى بها. فالمقصود ان عمران في قوله قال رجل برأيه ما شاء اراد ان يشير الى اجتهاد من منع المتعة لاجل عمارة البيت وانه اجتهاد في غير محله بل واجتهاد في مقابلة النص. هذا مراده رضي الله تعالى عنه. وقد جرى في هذه المسألة مناقشة لان الذي نهى عن العمرة في الحج اي التمتع كبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هما ابو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما وتبعهم عثمان عثمان وهؤلاء جلة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واعلمهم دلالة النصوص لذلك لما ناقش ابن عباس من ناقش في هذه المسألة قالوا له ولكن ابا بكر وعمر ينهيان عنها عن المتعة. فقال اقول لكم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال ابو بكر وعمر يوشك ان تنزل الحجارة رضي الله تعالى عنها عظم عليه معارضة قول النبي صلى الله عليه وسلم بقول غيره لكن ماذا قال له؟ من تلقى قال قال هما اعلم به منك. هما يعني ابو بكر وعمر اعلم بمقصود النبي صلى الله عليه وسلم ومراده معنى كلامه منك وهما وهم صادقون في هذا لا يكل لا يعني هذا ان يكون اجتهادهما مطلقا صواب لكن قل بل لا يمكن ان يجتمع اجتهادهما رضي الله تعالى عنهما على شيء يكون الصواب في غيره. اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر. فالمقصود ان قوله رضي الله تعالى عنه قال رجل برحمه اشارة الى هذا الخلاف. ما هي دلالة الاية في قوله تعالى فمن تمتع الى الحج ذكر الامام الطبري رحمه الله في ذلك جملة من الاقوال تصل الى ستة اقوال في التي تندرج تحت قوله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فمن استيسر من الهدي. واستقصاء تلك الصور يطول به المقام لكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان اولى الاقوال في ذلك ان من لم تمكن ان من اتى في سفر في سفره بحج وعمرة سواء كان قارنا او كان قد افرد كل نسك بعمل خاص فانه يجب عليه فدية لقوله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج. واما الاخرى التي ذكرها رضي الله تعالى عنه فانها محتملة وفي ايجاب الهدي خلاف لكن العلماء يشبه ان يجمعوا على ان من جاء بحج وعمرة في سفرة واحدة سواء كان في المتعة الخاصة او كان قارنا والمتعة الخاصة هي ان يحرم بالعمرة في اشهر الحج ثم يتحلل منها ثم يحرم بالحج من عامه فانه يجب عليه هدي لقول الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فمن استيسر من الهدي. هذا الحديث الشريف في جملة من الفوائد من فوائده الاحتجاج بالقرآن والسنة في مقابلة في مقابلة قول كائنا من كان. فان الحجة والمرجع عند التنازع الى قول الله ورسوله. قال الله تعالى تنازعتم في شيء في ايش؟ فردوه الى الله والرسول. فالواجب في كل نزاع. ان ينشرح قدرك للرد الى كلام الله وكلام رسوله. اذا وجدت في نفسك حرجا من هذا فراجع ايمانك لان هذا مؤشر خطير ان لا يجد الانسان انشراحا في الرد الى الكتاب والسنة. الله عز وجل يقول في محكم كتابه فلو ربك لا يؤمنون الله عز وجل يقسم بنفسه جل وعلا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم شجر يعني وقع في خلاف وسمي الخلاف شجر لانه يشتبك ويختلط تقترب اموره فلذلك سمي اي سمي الخلاف شجرا. فلا وربك لا فلا وربك لا يؤمنون حتى يحاكموك فيما شجر بينهم. ثم لا يجدوا في انفسهم خرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. ليس فقط يقبل بل لا بد في الابتداء من سلامة الصدر فلا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. وهذا دليل كمال الانقياد. وكمال الاتباع وكمال الاستسلام فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. اي ينقادوا ان انقيادا كاملا تاما لما قضيت ولما حكمت. وليس فقط الانقياد التام الكامل في الصورة بل قبل ذلك قياد القلب من انتفاء كل حرج يمكن ان يتطرق الى القلب. وفي الحديث من الفوائد جواز نسخ ايجوز ان ينقل الحكم السابق بحكم لاحق. كما قال تعالى وما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. فالله عز وجل يحدث في احكام شرعه ما شاء له الحكمة في ذلك. فما من نسخ الا تجد من حكم التشريع واسرار ما يظهر العقول فهذا الدين من لدن حكيم خبير جل في علاه. واذا كان كذلك فلا يمكن ان يتطرق اليه نقص بل هو متقن في غاية الاتقان. يدل لذلك قول الباري جل في علاه الف لام راء كتاب انزل اليك فلا يكن في صدرك حرج منه. اي لا يتطرق الى قلبك ادنى حرج هنا سبحان الله يعني في ذكر الايات التي بعد آآ الايات التي فيها حروف مقطعة تمجيد الكتاب لكن في في اول سورة بعد الفاتحة وهي سورة البقرة جاء الله تعالى بما هو كالتحدي لكل احد ان يوجد في هذا الكتاب ما يمكن ان يكون مطعنا او منقصة. يقول الله تعالى الف لام ميم ها ذلك الكتاب لا ريب فيه. يحدثني احد المهتمين اسلام ودعوة غير المسلمين ان كاتبا شهيرا له مؤلفات في تتبع الاسلام ونقده والطعن فيه والنيل منه. اطلع على نسخة من القرآن ففتح اول القرآن بنسخة مترجمة فاذا بعد الفاتحة قوله تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. يقول لما قرأت هذا التفسير للاية شعرت بالتحدي شعرت بالتحدي لانه ما في كاتب يكتب كاتب يكتب كتاب ويقول كتاب ما يمكن يستحيل ان تجد فيه ما هو ما فيه شك او ما فيه ريب او ما فيه مطعم او في نقص يستحيل ان تجد كاتبا يكتب في كتابه اول ما كتب في كتابه انه هذا الكتاب ما في خطأ ما في نقص ما في شك ما فيه مطعم الا ان يكون كتابا متقنا يقول فهذه الاية استوقفتني فطلبت ريبا في القرآن من اوله الى اخره لم اجد فيه شيئا. هذا الذي كان يكتب في طعن الاسلام والنيل منه شرح الله صدره للاسلام فاسلم. اسلم بهذا التحدي في اول سورة مع عدو وليس مؤمن مصدق او قابل بل عدو يقرأ القرآن على وجه التحدي وطلب النقص يقول خلنا نشوف هذا القرآن الذي يعظمه المسلمون ما هو؟ فيقرأ في اول ما يقرأ الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه. سبحان الله ما اعظم هذا الكتاب فهو كلام العليم الحكيم جل في علاه الذي قال في محكم كتابه الف لام ميم كتاب احكمت اياته احكمت وتأمل كيف هذا الجزم احكمت والاحكام هو تمام الاتقان. احكمت اياته ثم فصلت بينت ووضحت وهذا التفصيل والبيان من من؟ من لدن حكيم خبير جل في علاه فهو العليم بدقائق وتفاصيل ما في هذا الكتاب مما يصدق عليه انه لا يمكن ان يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيه من حكيم حميم جل في علاه سبحانه وبحمده. لذلك من المهم ايها المؤمنون ان يستشعر الانسان عظمة هذا الكتاب وان ما فيه نور وهداية وهو يهدي الى وهو يهدي الى صراط مستقيم ويخرج الناس من الظلمات الى النور في هذا الحديث في كلام عمران رضي الله تعالى عنه من الفوائد ان المؤمن يستمسك بما علم من كتاب الله وسنة رسوله حتى يأتيه ما ينقله عنهما. فانه قال رضي الله تعالى عنه انزلت اية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا اصل يدل على ثبوت المتعة وصحتها ولم ينزل قرآن يحرمه اي يحرم المتعة ولم ينه عنه حتى مات. فلا وجه لترك هذا الاصل الذي نزل به القرآن وفعلوه مع سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. وفيه ان المؤمن اذا تبين له شيء من كتاب الله على بصيرة وليس على عمى على هدى وليس على ضلال على رشد وليس على غيب فينبغي ان يستمسك به الا ان يتبين له خطأ فهمه. وانا اكدت المعنى بثلاث مؤكدات على هدى وليس على ظلال. وعلى علم وليس على جهل. وعلى رشد وليس على غيب. لان من الناس من استمسك باية بناء على ما فهم ويظن انها حق دون ان يرجع الى كلام العلماء دون ان الى تفسير النبي صلى الله عليه وسلم دون ان يرجع الى تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم فيضل ويضل. ويحمل كلام الله عز وجل ما لا يحتمل. فينبغي للمؤمن ان يكون على غاية الحذر فيما يتعلق بتفسير كلام الله عز وجل فلا تقل في كلام الله شيئا من قبل رأيك مما تخالف به ما دلت عليه النصوص او جاء بيانه في كلام النبي صلى الله عليه وسلم او جرى عليه فهم الصحابة رضي الله تعالى عنهم فان هذا يوردك المهالك. وقد قال الصديق رضي الله تعالى عنه فيما حفظ عنه كلمة عظيمة قال اي ارض تقل تقلني يعني تحملني اي ارض تقلني؟ واي سماء تظلني اذا قلت في كلام الله برأيه يعني من قبل نفسي دون رجوع الى بيان الله او بيان رسوله او ما تبادر الى الفهم مما يعرفه الانسان في كلام العرب. فينبغي المؤمن ان يتأنى ويتريث واذا تبين لهم شيء من كلام الله عز وجل فليستمسك به حتى يأتي ما ينقله. كما فعل عمران رضي الله الان حيث قال انزلت اية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه وحتى مات قال برأي قال رجل برأيه ما شاء. وفيه انه مهما علت قدم الانسان فقد يخطئ في فهم شيء من كلام الله عز وجل فالرد في هذه الحال الى ما دل عليه الكتاب وما دلت عليه السنة في بيان الكتاب ويرد على على المخطئ خطأه. هذا بعض ما في هذا الحديث او هذا التفسير من عمران رضي الله تعالى عنه من فوائد ننتقل الى الباب الذي يليه. نعم ليس عليكم جناح ان تذكروا فضلا من ربكم. قال حدثني محمد رجل قال ابن عباس رضي الله عنهما قال ثم الناس اسواق الجاهلية. فتأثموا ان يتجهوا بالمواسم فنزلت قول الله ليس عليكم جناح ان تبتروا قبلهم ربكم في مواسم الحج. نقرأ الاية ثم نعلق على معناها وما وتزودوا وايتها الزاد التقوى. واتقوا لسانيكم جناح فضلا من ربكم فإذا عند المشعل الحرام عند المشعل الحرام واذكروا كما هداكم هذه الايات ذكر الله تعالى فيها ما ينبغي ان يكون عليه الحاج بعد امره جل وعلا باتمام الحج والعمرة ذكر ما ينبغي ان يكون عليه الحاج اثناء نسكه. وهذا ايضا في حق المعتمر. لان الحج والعمرة تداخلتا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم دخلت العمرة في الحج. ولما سأله الرجل عن ماذا يصنع في عمرته قال اصنع في عمرتك ما كنت تصنعه في حجك. فدل هذا على ان احكام العمرة والحج متداخلة ايقول الله تعالى الحج اشهر معلومات اي له اشهر محددة. وهذه الاشهر تبتدأ من شهر شوال من دخول شهر شوال من خروج رمضان تبتدأ اشهر الحج وهي شهر شوال وشهر ذي وشهر ذي القعدة وشهر ذي الحجة هذه ثلاثة اشهر هي اشهر الحج وقيل بل العشر الاول من ذي الحجة فقوله تعالى الحج اشهر معلومات فمن فرض فان الحج ايمن لبى فيهن بالحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج هذا المأمور والمطلوب ممن دخل في نسك الحج ثم قال وما تفعلوا من خير يعلمه الله اي وما تفعلوا من عمل صالح خفي او معلن ظاهر او مستتر. فان الله تعالى يعلمه. واذا كان يعلمه فانه عليه ولا تطلب الثواب على عمل الا منه جل وعلا. ثم قال جل في علاه وتزودوا فان خير الزاد التقوى وتزودوا لمعادكم بكل صالحة تكون رفعة في درجاتكم وحطا في سيئاتكم اذا انت لم ترحل بزاد من التقى. ولاقيت يوم الحشر من قد تزود. ندمت على الا تكون كمثله. وانك لم خذ كما كان ارصدا. فحري بك ايها المؤمن ان تتزوج. ليس فقط في حجك وعمرتك بل في كل حياتك. الحياة مشروع تزود بالتقوى. مشروع تزود بالحسنات لان القيامة ليس فيها ما ينفع الا ما كان من عمل صالح يوم لا ينفع مال ولا بنون وانما ذكر المال والبنون لانها اكبر ما يتقوى به الانسان في الدنيا واعظم ما يلتفت اليه اكثر الناس وهما اشارة الى انه لا ينفع شيء مما يتعلق بالدنيا لا مال ولا بنون ولا ولا قبيلة ولا جاه ولا منصب ولا شي من امور الدنيا للكلية الا من اتى الله بقلب وانما تأتي الله بقلب سليم اذا اخلصت لله وخلصت قلبك من الشرك اذا خلصت قلبك من النفاق. اذا خلصت قلبك من الكبر والعجب والرياء وسائر رفعت طهر قلبك من الحسد والحقد والغل حتى تفد على الله عز وجل بقلب سليم. سلامة القلب انما تحصل لك تنقيته من الشرك فلا يكون في محبوب ولا معظم الا الله جل في علاه. سلامة قلبك بان تنقيه من النفاق والنفاق اصله الكذب. وان يخالف السر والعلن ان تجنبه الافات تجنب قلبك الافات من الكبر والعجب وسائر يتطرق الى القلب من الامراض والحسد الحقد الغل الرياء حتى يسلم قلبك. اذا حققت هذا قد امتع الله عز وجل بقلب سليم. وتزودوا فان خير الزاد التقوى ثم قال الله تعالى اتقوني يا اولي الالباب. امر الله بتقواه ووجه الخطاب لمن؟ لاصحاب العقوق لانه لا يحمل على الطاعة الا عقله الرشيد. ولا يمنع من الطاعة الا سفه وضعف عقل وبصر. ولهذا وصف الله تعالى المعارضين لشرعه بايش؟ بالسفهاء فقال سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. اما الطائعون العابدون المقبلون على الله فهم اولوا الباب هم اولوا الابصار. هم اولوا البصائر. لانهم ادركوا حقيقة الحياة الدنيا وهذا نور يقذفه الله تعالى في قلب العبد لا علاقة له بمقدار الادراك والذكاء فالذكاء قدرة عقلية لادراك الامور. لكن الذكاء يختلف عن الزكاة حتى ما يقول قائل نرى من الكفار صار من عقله راجح وعنده فهم هذا ذكا والذكاء يختلف عن الزكاة نحن نتكلم عن الزكاة وهو طهارة القلب وبصر القلب وادراك القلب حقيقة الحياة الدنيا. فهذا يختلف عن ذاك. فكم من ذكية لم ينفعه ذكاؤه في الوصول الى الله عز وجل نفعه في امور دنياه لكنه لم ينفعه في الوصول الى مولاه فعند ذلك ليس من اولي الالباب. ولذلك وجه الله تعالى الامر في الاية الى من؟ الى اصحاب العقول والبصائر فقال اتقوني يا اولي الالباب. فان كنت تحب ان تكون من اولي الالباب فخذ بخصال التقوى. فالتقوى تزيد في العقل تزيد في البصيرة تصلح بها الدنيا والاخرة. ثم قال جل في علاه بعد ذلك ثم ليس ثم قال تعالى ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. ليس عليكم جناح اي ليس عليكم اثم. فنفي الجنان هو نفسه الاثم نفي الحرج نفي المؤاخذة ويفيد الاباحة ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ان تبتغوا اي ان تطلبوا وان تبحثوا عن فضل من ربكم. فما المقصود بالفضل هنا؟ قال مجاهد الفضل هنا المقصود به تجارة الدنيا واجر الاخرة. ليس عليكم جناح ان تبدأوا فضلا من ربكم اي تجارة تكتسبون بها في حجكم وعملا صالحا تؤجرون به عند ربكم. فليس عليكم جناح في طلب هذين الامرين ودليل ذلك دليل هذا قول الله جل وعلا ليشهدوا منافع لهم وليذكروا ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام. فذكر الله تعالى في مقصد المجيء الى فائدتين ليشهدوا منافع لهم فيما يتعلق بالتجارات والمكاسب ويذكروا اسم الله في ايام معلومات. وسبب الاية ما ذكره ابن عباس رضي الله تعالى عنه فيما قرأناه قبل قليل حيث قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه في تفسير الاية كانت عكاظ ومجنة وذو بس اسواقا في الجاهلية اي هذه الاماكن كانت اسواقا يجتمع فيها العرب ويجري فيها من التبادل بين في سلعهم واموالهم ما هو معروف ويجري ايضا بينهم تفاخر بالاحساء وطعن في الانساب على عادة الجاهلية التي كانوا عليها. فتأثموا يعني لما كانت هذه حالهم تأثموا اي خشوا من الاثم ان يتجروا في المواسم اي ان يتجروا في مواسم الطاعة والتقرب فنزل ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم. اي تجارة من في في حجكم او في عمرتكم او في سائر الى هذا البيت المحرم للتقرب ليس عليكم جناح في ذلك لا اثم عليكم جل وعلا فضلا من ربكم الفضل في القرآن يطلق ويراد به التجارة. والبيع وقد اطلق في موضعين او عدة مواضع من ابرز المواضع الدالة على التجارة قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا ايش؟ الى ذكر الله وذروا البيع. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض ثم قال وابتغوا ايش؟ من فضل الله وابتغوا من فضل الله اي اطلبوا ما اباح الله لكم من التجارات لماذا فسر هنا بالتجارة؟ لانه قال وذروا البيع. في السعي الى الجمعة وبعد فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله اي اطلبوا ما كتب الله لكم من الارزاق بالتجارة. ومثله ايضا في سورة بل في قوله تعالى واخرون يضربون في الارض يبتغون من فضل الله اي يبتغون من رزقه جل في علاه بالتجارة واوجه التكسب المباح؟ فقوله جل وعلا ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم اي ان تبتغوا تجارة تتكسبون بها. والذي يظهر والله تعالى اعلم ان هذا هو المعنى لكن لا يمنع هذا ما ذكره مجاهد في تفسير الاية ان الفضل يشمل الامرين الفظل الدنيوي بالاكتساب والاتجار والفظل الاخروي بالاجر والمثوبة من الله عز وجل في العمل بالصالحات واحتساب الاجر فيما يكون من الاعمال التي يكتسب بها. قال فنزلت ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ثم قال فاذا افضتم من عرفات الى اخر الاية في ذكر اعمال الحج ومناسكه وسيأتي