نستمع الى ما يسر الله تعالى من الاحاديث تتعلق بشروط الصلاة فيما يتصل شرط من شروطها وهو الخشوع في الصلاة او ترك الكلام في الصلاة ونعلق على ما يسر الله تعالى من مسائل ونجيب في اخر المجلس على اسئلتكم طلع التوفيق والسداد نعم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله وعن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. رواه مسلم. وعن زيد ابن ارقم رضي الله عنه عنه قال ان كنا لنتكلم في الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه لم يكلم احدنا صاحبه بحاجته حتى نزلت حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. فامرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام متفق عليه واللفظ لمسلم. هذان الحديث ان الشريفان حديث معاوية بن الحكم رضي الله تعالى العالم وحديث زيد ابن ارقب موظوعهما واحد وهو بيان وجوب القنوت في الصلاة و ترك الكلام الحديث الاول حديث معاوية ابن الحكم السهم السلمي رضي الله تعالى عنه قال في بيان ما حدثه به النبي صلى الله عليه وسلم وذلك اثر قصة جرت له وهو انه ثمة عاطسا وهو في الصلاة فسمع رجلا عطس في الصلاة فقال يرحمك الله وهو يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنظر الصحابة اليه استغرابا من كلامه وهو في الصلاة لما رآهم ينظرون اليه اصابه شيء من الدهشة والوجل والخوف فقال وا ثكل امياه يريد انه اتى شيئا يخاف منه فاخذ الصحابة يضربون على افخاذهم رظي الله تعالى عنهم يصمتونه اي يسكتونه لاجل ان يقف عن الحديث وهو في صلاته فلما قظى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة دعاه فقال له ان هذه الصلاة اي التي يقف فيها العبد بين يدي ربه سواء كانت الصلاة فرض او صلاة نفل ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس. اي لا يصلح فيها شيء من مخاطبة الناس سواء كانت المخاطبة بكلام من امر الدنيا او كانت المخاطبة بكلام من امر الدين كالدعاء فان قول المتكلم في تشميت العاطس يرحمك الله هو دعاء والصلاة محل محل للدعاء لكن لما كان هذا خطابا للناس كان ذلك ممنوعا في حق المصلي وقت صلاته ولو كان ذلك دعاء ولهذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم ان هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ولو كان دعاء ثم بين له ما الذي يكون في الصلاة من الكلام والقول؟ فقال انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. اي المشروع للمصلي ان يشتغل بمناجاة الله عز وجل لا بخطاب الخلق ف المصلي بين يدي الله عز وجل يقف معظما له مجلا له سبحانه فخطابه وكلامه مع ربه ليس مع الخلق ودليل ذلك ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه لانه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فالصلاة مناجاة هي بينك وبين ربك فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الرب حمدني عبدي. واذا قال الرحمن الرحيم قال الرب اثنى علي عبدي واذا قال العبد ما لك يوم الدين قال الرب مجدني عبدي واذا قال العبد اياك نعبد واياك نستعين قال الرب هذه بيني وبين عبدي نصفين اياك نعبد حقه جل في علاه واياك نستعين هو حق العبد عندما يحقق حق الرب جل في علاه فانه ينال منه العون اذا حقق العبادة له على وجه الكمال ثم قال اهدنا الصراط فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال الله عز وجل هذه لعبدي ولعبدي ما سأل. المقصود ان الصلاة مناجاة بين العبد وربه. ولذلك لا التفت لخطاب احد من الخلق بل العبد ينقطع في وقوفه بين يدي ربه عن ان يلتفت الى سواه جل في علاه لا بفكر بقلبه ولا بخطاب بلسانه فالصلاة فيها شغل يمنع الانسان من النظر الى غير الله عز وجل هي مناجاة هي وقوف بين يدي رب الارض والسماوات هي وقوف بين بين يدي مالك الملك سبحانه وبحمده فحري بك ان تكون على غاية الاقبال على الله عز وجل ولذلك لا يصلح فيها شيء من كلام الناس بالمطلق كل كلام الناس لا يصلح فيها ولو كان دعاء للناس انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن. التسبيح هو تنزيه الله عز وجل وتنزيهه سبحانه وبحمده بذكر مجده سبحانه وتعالى. فالمؤمن اذا سبح الله فانه ينزه الله عز وجل عن كل ما لا يليق وبه سبحانه وبحمده فهو نزه الله عن كل عيب وصفه به الجاهلون الذين وصفوا الله عز وجل بالنقص والعيب فاليهود الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فانت اذا قلت سبحان الله تنزه الله عن كل عيب نسبه اليه الجاهلون به سبحانه وبحمده وانت ايضا تنزه الله وهذا مثال هذا مثال قول اليهود ان الله فقير ونحن اغنياء فانت عندما تقول سبحان الله تنزهه عن هذا عن هذه المقالة ومثله ايضا تنزيه الله هذا عنان يكون له ولد تعالى ان يكون له صاحبة او ان يكون له ولد سبحانه وبحمده قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد جل في علاه. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض. وتخر الجبال هدا. ليش ان دعوا للرحمن ولدا امر عظيم وكبير فانت عندما تقول سبحان الله تنزل الله تعالى عن كل هذه المعاني التي نسبها اليه الجاهلون به سبحانه وبحمده وايضا التسبيح تنزه الله تعالى عن النقص في صفاته جل في علاه فهو الذي له المثل الاعلى كما قال جل في علاه ولله المثل الاعلى اي صفة اعلى التي لا شيء فوقها ولا ولله المثل الاعلى سبحانه وبحمده فلا نقصى في صفاته. كذا في اسمائه فلله الاسماء الحسنى وله الاسماء الحسنى جل في علاه فكل شأنه لا نقص فيه بوجه من الوجوه. فاذا قلت سبحان الله انت تنزل الله عن كل نقص. املأ قلبك بهذا المعنى لتعرف عظيم قدر ربك وهذا اذا قام في قلبك ان جذب قلبك الى ربك محبة له سبحانه وبحمده وتعظيما له واجلالا جل في علاه المعنى الثالث الذي يحصل بالتسبيح تنزيه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين تنزيه الله تعالى عن مماثلة المخلوقين في شيء من شؤونه. فالله ليس كمثله شيء سبحانه وبحمده. ليس كمثله شيء في اسمائه وليس كمثله شيء في صفاته وليس كمثله شيء في افعاله وانتبه وليس كمثله شيء فيما يجب له فاحذر ان تخل بشيء من هذه المعاني فتنقض تسبيحك لربك فان تسبيح الله عز وجل تنزيهه عن ان يكون له مثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. لم يكن له كفوا احد هل تعلم له سم يا؟ جل في علاه ليس له سمي ولا كفؤ ولا نظير سبحانه وبحمده وكذلك لا رد له سبحانه وبحمده فمن سوى غير الله بالله فقد جعل له اندادا وهذا حال اولئك الذين يدعون غير الله ويطلبون منهم المدد والعون وقضاء الحاجات واغاثة اللهفات هؤلاء لم يسبحوا الله حق تسبيحة حيث جعلوا له اندادا وامثالا ولو كان ذلك في جانب من جوانب التمثيل وهو انهم جعلوا غير الله كاله بالتوجه اليه وسؤاله الحاجات جل في علاه فانه لا يسأل لا يسأل ولا يدعى الا الله كما قال تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا هذه كلها ثلاثة معاني مما يندرج في معنى التسبيح. فقولك سبحان الله يتضمن تنزيه الله عن كل عين يتضمن تنزيه الله عن كل نقص يتضمن تنزيه الله عن المثيل والند والنظير والكفء والسني فكل ذلك قد نزه الله تعالى نفسه عنه سبحانه وبحمده واما قوله صلى الله عليه وسلم والتكبير اي تكبير الله بقول الله اكبر والتكبير هو تعظيم الله عز وجل واعتقاد انه جل في علاه اكبر من كل شيء سبحانه وبحمده فهو اكبر من كل شيء في صفاته وفي اسمائه وفي افعاله وفي كل شأنه جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير سبحانه وبحمده. قال صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن وقراءة القرآن اي وتلاوة القرآن فقراءة القرآن لا تقوم الصلاة الا بها ولذلك سميت الفاتحة صلاة حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الصلاة هنا المقصود به سورة الفاتحة من اسماء سورة الفاتحة الصلاة سماها بذلك الله عز وجل في هذا الحديث الالهي القدسي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين هذه هي الصلاة قال الرب حمدني عبدي. فقوله صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن اي وتلاوة كلام رب العالمين جل في علاه. واقل ذلك قراءة الفاتحة فانه لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب كما جاء في الصحيحين من حديث عبادة ابن الصامت وقد جاء في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل صلاة لا يقرأ فيها بام القرآن فهي خداج اي ناقصة لا تكمل ولا تتم الا بقراءة الفاتحة. فهذا هو شأن الصلاة. لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ما ذكره اقوال الصلاة والكلام الذي فيها الدعاء انما قال انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن فاين الدعاء الجواب ان الدعاء داخل في معنى الصلاة وهو جزء من الصلاة في السجود وفي ادبار الصلوات فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بالدعاء في الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال اما الركوع فعظموا فيه الرب يعني اكثروا فيه من تمجيد الله وتعظيمه هذا في الركوع بان تقول سبحان ربي العظيم سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي ركع اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. وما اقلت قدمي هذا كله مما يقال في الركوع يعظم فيه الرب جل في علاه وتأمل انك راكع قد حنيت صلبك لربك جل في علاه تعظيما له واجلاله وهذا لا يكون لاحد من الخلق مهما سمى مكانه وعلت منزلته فلا يكون الركوع الا لله جل في علاه فيعظم الرب وهذا تمهيد للطلب فالطلب يكون اين في السجود ولذلك قال واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء فقمنوا اي حري وجدير ان يستجاب لكم فقملون ان يستجاب لكم يعني يقرب ان يجيب الله تعالى دعواتكم فكانت كان الركوع وهو مقدمة السجود كان تعظيما لله واجلالا وتسبيحا وتحميدا وتنزيها له جل في علاه ثم اذا سجد بث نجواه لربه وانزل حاجته بمالك الملك جل في علاه. فيكثر من السؤال والطلب. واما السجود فاكثروا فيه من الدعاء. وكذلك جاء في الصحيح من حديث عبد الله مسعود رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما ذكر التشهد قال ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه. يعني اذا فرغ من التحيات التي هي حمد لله عز وجل وتمجيد وتقديس يعقب ذلك سؤال الله عز وجل بما يشاء من الدعاء ويتخير من الدعاء اعجبه اليه. فالدعاء من الصلاة وان كان النبي وسلم لم يذكره في قوله لقوله في قوله لمعاوية ابن الحكم انما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن لكن هذا معلوم من الادلة الاخرى وبه تعلم ان الاحكام الشرعية لا يقتصر في الوصول اليها من نص واحد ولا من حديث واحد بل تستفاد من مجموع ما جاء عن عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن مجموع ما وردت به الاخبار عن سيد الانام صلوات الله وسلامه عليه. فيما يتعلق دعاء الدعاء المشروع للمصلي ان يدعو بما فتح الله تعالى عليه من خير الدنيا والاخرة لكن ينبغي للمؤمن ان يجعل دعاءه في صلاح دينه واخرته ولا حرج عليه ان يسأل ما شاء من مصالح دنياه لا حرج ان يسأل ما شاء من مصالح دنياه. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في ما يتعلق بسؤال المصالح الدنيوية في الصلاة هل يصلح ان يسأل وظيفة او زوجة او آآ شيئا من امر الدنيا في صلاته فمنهم من قال لا يصلح لان الصلاة لا يصلح فيها شيء من امور الدنيا انما هي لامور الاخرة صلاح الدين ولكن الذي يظهر انه لا حرج وهو الذي عليه اكثر اهل العلم انه لا حرج ان يسأل ما شاء من خير الدنيا والاخرة دليل ذلك ما في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه ان انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه. يعني يسأل ما شاء من الدعاء دون ان يحد ذلك بما يتصل بامور الاخرة. بل يسأل الله عز وجل ما شاء من امر الدنيا ومن امر الاخرة