اذا نزل اب في القلب حل اذار في العين هان يقول رحمه الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. هذه الكلمات تشبه ان تكون امثالا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد فرغ القوم قلوبهم من الشواغل فضربت فيها سرادقات المحبة فاقاموا العيون تحرص تارة وترش اخرى ترادك المحبة لا يضرب الا في قاع لا يضرب الا في قاع نزه فارغ نزه فؤادك من سوانا والقنا فجنابنا حل لكل منزه. الصبر تل اصم عندي بالكسرة فجنابنا حل لكل منزه الصبر تل لصم لكنز وصالنا من حلم فاز بكنزه اعرف قدر ما ضاع منك وابك بكاء من يدري مقدار الفائت لو تخيلت قرب الاحباب لاقمت المأتم على بعدك ايه المأتمة آآ لو استنشقت ريح الاسحار لافاق منك قلبك المخمور من استطال الطريق ضعف مشيه وما انت بالمشتاق ان قلت بيننا طوال الليالي او بعيد المفاوز اما علمت ان الصادق اذا هم القى بين عينيه عزما كما تقدم في غالب ما ذكر في هذا الفصل يقول فرغ فرغ القوم قلوبهم من الشواغل اي عن الله عز وجل وعن ما يكون مانعا من الوصول اليه فضربت فيها سرادقات المحبة اي خيام محبته جل وعلا فاقاموا العيون تحرص تارة وترش اخرى اقاموا العيون تحرس تارة ان يتطرق العدو الى هذه المنازل فيفسدها وترش اخرى اي تدمع قال رحمه الله سرادق المحبة لا يظرب الا في قاع اي في ارض قاع وهي الارض الصالحة للزراعة لكنه قال نزه فارغ فقيده بقيده النزه اي طيب قد طيب ونقي من اذى فارغ غير مشغول فان كان مشغولا فانه لا يشتغل بما ينفعه ولذلك كل من عمر قلبه بمحبة سوى الله اشتغل قلبه عن محبة الله نزه فؤادك من سوانا والقنا فجنابنا حل لكل منزه والصبر اي في الوصول الى ذلك طل اسم طل اسم لكنز وصالنا اي يحل به لغز وصالنا من حل ذا اللسم اي اه هذا اللغز او المبهم فان فاز بكنزه اعرف قدر ما ضاع منك وابكي بكاء من يدري مقدار الفائت وهذا لا شك فيه ان من عرف مقدار ما ضاع منه اشتد حزنه على ما فات لو تخيلت قرب الاحباب لاقمت المأتم على بعدك صحيح لو استنشقت ريح الاسحار يعني ما يكون فيها من سكنة من رحمات وتنزل طيور وخيرات لافاق منك قلبك المخمور اي الذي غطي بما يسكره عن استثمار هذه الاوقات ولهذا لما كان الاخيار قد عرفوا عظيم ما في هذه اللحظات من الخيرات قال الله تعالى عنهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا رزقناهم ينفقون هذه الاية الكريمة ذكر الله تعالى في سورة السجدة ذكر الله تعالى فيها حال اولئك من تجافي جنوبهم تتجافى جنوبهم عن المضاجع اي تبعد خوفا وطمعا خوفا من الله تعالى وطمعا فيما عنده ومما رزقناهم ينفقون فهم مشتغلون بكل ما يقربهم الى الله من الاحسان او من اوجه الاحسان قال من استطال الطريق ضعف مشيه لاعتقاده بعد لاعتقاده بعد المنال وصعوبة حصوله وما انت بالمشتاق ان قلت بيننا طوال الليالي او بعيد المفاوز فان من عظمت رغبته في الوصول هان عليه ما يلقاه من مشق الطريق اما علمت ان الصادق اذا هم القى بين عينيه عزمه ونكب عن ذكر العواقب جانبا هذا بيت لسعد بن ناشب وهو بيان لمن انصح عزمه وعظمت رغبته لا يفكر فيما يلقاه من متاعب للوصول الى غرضه اذا هم بالشيء ورغب في تحصيله القى بين عينيه عزمه يعني جعل كل طاقته ومكنته في وصوله الى هدفه ولم يفكر بالعوائق واذا قال وجنب ونكب عن ذكر العواقب جانبا قال اذا نزل اب في القلب حل اذار في العين اذا نزل اب شهر حر وهو اغسطس تقويم الدارج على السنة الناس اذا حلت اذ اذا نزل اب في القلب حل اذار في العين يعني بكت العين قال هذا قال هان سهر الحراس لما علموا ان اصواتهم بسمع الملك وقال من لاح له حال الاخرة هان عليه فراق الدنيا وقال اذا لاح للباشق الصيد نسي مألوف الكف يا اقدام الصبر احملي بقي القليل تذكر حلاوة تذكر حلاوة الوصال. يهن عليك مر المجاهدة وقال قد علمت اين المنزل فاحدو لها تسر وقال اعلى الهمم همة من استعد صاحبها للقاء الحبيب وقدم التقادم بين يدي الملتقى فاستبشر بالرضا عند القدوم وقدموا لانفسكم وقال الجنة ترضى منك باداء الفرائض. والنار تندفع عنك بترك المعاصي والمحبة لا تقنع منك الا ببذل الروح وقال لله ما احلى زمانا تسعى فيه اقدام الطاعة على ارض الاشتياق وقال لما سلم القوم النفوس الى رائد الشرع علمها الوفاق على خلاف الطبع فاستقامت مع الطاعة كيف دارت دارت معها واني اذا اصطكت رقاب مطيهم وثوب حاد بالرفاق عجول اخالف بين الراحتين على الحشا وانظر اني ملسم فاميلوا قال رحمه الله فصل علمت كلبك فهو يترك شهوته في تناول ما صاده احتراما لنعمتك وخوفا من سطوتك وكم علمك معلمو الشرع وانت لا تقبله وقال حرم صيد الجاهل والممسك لنفسه فما ظن الجاهل الذي اعماله لهوى نفسه وقال جمع فيك عقل الملك وشهوة البهيمة وهوى الشيطان وانت للغالب عليك من الثلاثة ان غلبت شهوتك وهواك زدت على مرتبة ملك وان غلبك هواك وشهوتك نقص نقصت عن مرتبة كلب وقال لما صاد الكلب لربه ابيح صيده ولما امسك على نفسه حرم ما صاده. ولما صاد الكلب لربه يعني لصاحبه وبحصيده يعني حل اكل ما صاده الكلب ولما امسك على نفسه يعني امسك الصيد لاجل نفسه ليأكل منه حرم ما صاده اي حرم على على سيده اكله لقول الله تعالى فكل مما امسكنا عليكم و هذا تمثيل ان العمل اذا كان خالصا فان الله تعالى يقبله فما كان من العمل لله كان موضع القبول وما كان العمل لحظ النفس كان خبيثا غير مقبول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه نعم وقال مصدر ما في العبد من الخير والشر والصفات الممدوحة والمذمومة من صفة المعطي المانع فهو سبحانه يصرف عباده بين مقتضى هذين الاسمين هذين هذين الاسمين فحظ العبد الصادق من عبوديته بهما الشكر عند العطاء والافتقار عند المنع فهو سبحانه يعطيه ليشكره ويمنعه ليفتقر اليه. فلا يزال شكورا فقيرا مصدر ما في العبد من الخير والشر والصفات الممدوحة والمذمومة من صفة المعطي المانع اي كل ذلك يرجع الى هذين الوصفين ان الله معط مانع جل في علاه فهو سبحانه يصرف العبد بين مقتضى هذين الاسمين. مقتضى العطاء وهو الشكر ومقتضى المنع وهو الافتقار والذل والخضوع واللجاء والالحاح فاعطيه ليشكره ويمنعه ليفتقر اليه فلا زالوا شكورا فقيرا نعم قال رحمه الله فصل قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا هذا من الطف خطاب القرآن واشرف معانيه وان المؤمن دائما مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده واوليائه فهو مع الله على عدوه الداخل فيه والخارج عنه يحاربهم ويعاديهم ويغضبهم له سبحانه كما يكون خواص الملك معه على حرب اعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك غير مهتمين به والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه وعبارات السلف على هذه تدور ذكر ابن ابي حاتم عن عطاء ابن دينار عن سعيد ابن جبير قال عونا للشيطان على ربه بالعداوة والشرك وقال الليث عن مجاهد قال يظاهر الشيطان على معصية الله. يعينه عليها وقال زيد بن اسلم ظهيرا اي مواليا. والمعنى انه يوالي عدوه على معصيته والشرك به فيكون مع عدوه معينا له على مساخط ربه فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه واله قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان ومع نفسه وهواه قربانه ولهذا صدر الاية بقوله ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وهذه العبادة هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة وظاهروا اعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه بخلاف وليه سبحانه فانه معه على نفسه وشيطانه وهواه. وهذا المعنى من كنوز القرآن لمن فهمه وعقله. وبالله التوفيق يقول رحمه الله قوله تعالى وكان الكافر على ربه ظهيرا وهذه الجملة اخر الاية التي كان صدرها قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم. وكان الكافر على ربه ظهير يقول رحمه الله هذا من الطف خطاب القرآن واشرف معانيه من الطف يعني من المعاني من من الايات التي فيها معاني خفية دقيقة فاللطف هو ما دق وخفي قال واشرف معانيه يعني واعلم فيه من المعارف القرآن معانيه متفاوتة في في المنزلة والفضل وكله خير وفضل وان وان المؤمن دائما مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه. هذا بمفهوم المخالفة. لان الله تعالى قال وكان الكافر على ربه في ظهيرة و خلافه المؤمن فان المؤمن مع ربه ظهيرا على نفسه وهواه والشيطان قال وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده واوليائه فهو مع الله على عدوه الداخل فيه وهو نفسه والخارج وهو الشيطان قرناء السوء يحاربهم ويعاديهم ويبغضهم آآ له سبحانه اي لاجله سبحانه وتعالى كما يكون خواص الملك معه على حرب اعدائه والبعيدون منه فارغون من ذلك مهتمين به قال والكافر هذا ما دلت عليه الاية مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه. قال وعبارات السلف على هذا تدور يعني في بيان معنى الاية وذكر فيما نقل عن سعيد ابن ابن جبير قال كان عونا للشيطان على ربي بالعداوة والشرك ومثله كلام الليث. قال فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه واله قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان. وكان الكافر على ربه ظهيرا فهو مع الشيطان واما الاول فهو مع ربه على نفسه وهو هو شيطانه وهو المؤمن قال فالمعية الخاصة التي للمؤمن مع ربه واله قد صارت لهذا الكافر والفاجر مع الشيطان مع نفسه وهواه وقربانه ولهذا صدر الاية بقوله ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم فلا يدركون من عبادتهم شيئا يعود عليهم بالنفع. قال وهذه العبادة بل فسرها هي الموالاة والمحبة والرضا بمعبوديهم الموالاة تقتضي النصرة والمحبة والرضا بمعبوديهم المتضمنة لمعيتهم الخاصة فظاهروا اعداء الله على معاداته ومخالفته ومساخطه بخلاف وليه سبحانه فانه معه اي مع ربه على نفسه وشيطانه وهواه. وهذا المعنى من كنوز القرآن اي من مما فيه من ثمين المعاني ونفيسها. فالكنز هو الشيء الثمين المخبأ للظرورات والمهمات لمن فهم وعقل وبالله التوفيق. نعم قال رحمه الله فصل قوله تعالى والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميان. هذا في صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان قال الله في جملة صفاتهم والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميان يبين معنى ذلك فيقول قال مقاتل اذا وعظوا بالقرآن لم يقعوا عليه صما لم يسمعوه. وعميانا لم يبصروا ولكنهم سمعوا وابصروا وايقنوا به وقال ابن عباس لم يكونوا عليها صما وعميانا بل كانوا خائفين خاشعين وقال الكلبي يخرون عليها سمعا وبصرا وقال الفراء واذا تلي عليهم القرآن لم يقعدوا على حالهم الاولى كانهم لم يسمعوه فذلك الغرور. وسمعت وسمعت العرب تقول قعد يشتمني فقولك قام يشتمني واقبل يشتمني والمعنى على ما ذكر لم يصيروا عند انتهى صما وعميان وقال الزجاج المعنى اذا تليت عليهم خروا سجدا وبكيا سامعين مبصرين لما لما امروا به وقال ابن قتيبة اي لم يتغافلوا عنها كأنهم صم لم يسمعوها وعمي لم يروها قلت ها هنا امران ذكر الغرور وتسليط النفي عليه وهل هو خرور القلب او خرور البدن للسجود وهل المعنى لم يكن خرورهم عن صمم وعمى؟ فلهم عليها خرور بالقلب خضوعا او بالبدن سجودا او ليس هناك كغرور وعبر عن القعود وعبر عن القعود قوله تعالى والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا معناه ان من صفات عباد الرحمن انهم اذا ذكرهم مذكر بحجج الله وبراهينه لم يكونوا صما لا يسمعون ولا عمياء لا يبصرون ولكنهم ايقاظ القلوب قلوبهم يقظة فهماء العقول يفهمون عن الله ما يذكرهم به ويفهمون عنه ما ينبههم اليه بيعون المواعظ التي جاءت بها الايات ويسمعونها ويعقلونها وتعيها قلوبهم وقوله لم يخروا عليها صما وعميانا اي انهم لم يكون في نظرهم للقرآن على حال من لا يفقه ومن لا يسمع ومن لا يبصر كما قال الله تعالى الهم قلوب لا يعقلون بها ولهم اذان لا يسمعون بها فاولئك قوم عمت ابصارهم و صمت اذانهم عن الحق فلا يسمعون الهدى ولا ولا يقيمون له وازنا فقوله لم يخروا عليها صما وعميان اي لم يصم عن الايات ولا عموا عنها ولم يصيروا على باب ربهم صما وعميانا بل كانوا اهل بصر وفكر ونظر. قال رحمه الله في ختم البيان بعد ما ذكر قال قلت ها هنا امران ذكر الخرور هذا واحد وتسليط النفي عليه هذا اثنين لم يخروا فذكر الخرور ونفى وسلط عليهن فيه ثم قال وهل هو غرور القلب ام او خرور البدن للسجود؟ يكمل ان شاء الله في القراءة القادمة