وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم قال لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا فان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى احمده حق حمده لا احصي ثناء عليه هو كما اثنى على نفسه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وتركها على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته ومن اتبع سنة ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله جل في علاه بعث محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه على حين فترة من الرسل وانقطاع من السبل وانتشار الشرك والفساد في الارض وقد بين النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم عظيم ما كان عليه الناس قبل بعثته صلى الله عليه وعلى اله وسلم من الظلمة والضلال فقال صلوات الله وسلامه عليه ان الله نظر الى اهل الارض اي قبل بعثته صلى الله عليه وعلى اله وسلم فمقتهم اي فباء فابغض وكره ما كانوا عليه الا بقايا من اهل الكتاب اي الا نفرا من اهل الكتاب وهم الذين بقوا على ما كان عليه اهل الايمان في الشرائع السابقة وهم بقايا كما وصف رسول الله كما وصف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا يدل على قلتهم وانهم ليسوا عدد كثير بل هم قلة بالنظر الى مجموع ما عليه الناس من الشرك بالله عز وجل والكفر به والبعد عما من اجله خلقوا الا بقايا من اهل الكتاب ومقت الله تعالى لهم انما لما كانوا عليه من الكفر بالله والاعراض عن شرعه وعدم القيام بحق جل في علاه ثمان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم امره الله تعالى بالبلاغ وامره بالنذارة فقال يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرز فاهجر فقام صلوات الله وسلامه عليه في دعوة الناس الى التوحيد والى عبادة الله وحده اتم القيام. قام بذلك سره واعلانه في ليله ونهاره حتى اظهر الله تعالى دينه على سائر الاديان وانتشر ما جاء به من الهدى ودين الحق في جزيرة العرب وعما النور الذي جاء به ارجاء الدنيا بعد برهة من الزمن ليست بطويلة. فتحق ما اخبر الله تعالى به كما في الصحيح من حديث ثوبان ان الله توالي الارض فرأيت مشارقها ومغاربها وان ملك امتي سيبلغ ما زوي لي منها وهذا يبين ظهور دين رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهور الاسلام على سائر الاديان في كافة الارجاء على مر الزمان والمكان كما قال جل في علاه هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون قرت عينه صلوات الله وسلامه عليه بما فتح الله تعالى عليه من قلوب الخلق واقبالهم عليه كما قال جل في علاه اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك بك واستغفره انه كان توابا فجاء نصر الله وجاء فتحه المبين فاقبل الناس على دين رب العالمين من كل جهة وصوب في جزيرة العرب فدانوا لله عز وجل بالتوحيد. وللنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ولم يقف صلوات الله وسلامه عليه عند هذا الحد بل واصل في دعوة الناس وهدايتهم لما يحذره منهم ويخافه عليهم. وما يرغبه لهم من الهدايات وسلوك المستقيم فجد صلوات الله وسلامه عليه في تبليغ رسالة ربه. فكان على جد واجتهاد بدعوة الخلق الى الهدى وتحذيرهم من الشرك والكفر والضلال. الى الرمق الاخير. فكان كما اخبرت عائشة رضي الله تعالى عنها في تحذير امته من ان تلحق بالامم السابقة فيما كانت فيه من انحراف وضلال في السلوك والاعتقاد قالت رضي الله تعالى عنها لما نزل برسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم طفق يطرح خميصة على وجهه ان يضعوا كساء له اعلام على وجهه لشدة ما ينزل به صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سكرات الموت فاذا اغتم بها كشفها. يعني اذا احتاج الى نفس بسبب ما نزل به وبسبب هذه القطعة التي وضعها على وجهه صلوات الله وسلامه عليه كشفها. وقال وهو في ذلك اي وهو على هذه الحال من معالجة سكرات الموت. قال صلوات الله وسلامه عليه لعنة الله على اليهود والنصارى خذوا قبور انبيائهم مساجد. هكذا يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم امته وهو في السياق. وفي انتظار وعند نزول الموت من شؤم عاقبة ما تورطت فيه الامم السابقة من اتخاذ قبور الانبياء مساجد. حيث سيرها تعبد من دون الله خرجوا بها عن دعوة المرسلين. وما جاءوا به من الهدى ودين الحق فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا النحو من النصح لامته والبيان للهدى والتحذير من الشر على ما وصفت عائشة رضي الله تعالى عنه عنها وعلى ما وصف من خبر حال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في دلالته وحرصه على امته وقد اخبر الله تعالى بذلك في قوله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فهذا الوصف الالهي للنبي صلى الله عليه وسلم يكشف ويبين ما كان عليه صلوات الله وسلامه عليه من النصح للخلق والدلالة لهم الى البر والهدى والاجتهاد في انقاذهم واخراجهم من الضلالة والعمى. فكانوا على اما لما يطيقون فكانوا فكان على اكمل ما يطيق في النصح وهداية الخلق الى الصراط مستقيم وقد حذر الله وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم امته من الوقوع في كل ما يخرجها عن ذلك الصراط المستقيم او يوقعها في ذلك الضلال المبين الذي وقعت فيه الامم السابقة فنقرأ اية ما يسر الله عز وجل من شواهد هذا من شواهد حرص النبي صلى الله عليه وسلم حمايته الامة ونصحه لها ان وقع فيما وقع فيه الامم السابقة من الشرك والكفر فيما ذكره الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى باب ما جاء في لحماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك. وقول الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوا بيوتكم قبورا. ولا تجعلوا قبري عيدا. وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. رواه ابو داوود باسناد حسن رواته ثقات. وعن علي ابن الحسين انه رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه تسليمكم يبلغني اينما كنتم. رواه في المختار. باب حماية المصطفى صلوات الله وسلامه عليه جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل الى الشرك باب ما جاء في حماية المصطفى اي حماية النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم جناب التوحيد اي حمى التوحيد. وجانبه والتوحيد هنا المقصود به عبادة الله وحده لا شريك له وقد جد رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في هذا غاية الجد وبذل فيه نفاسة الوقت حذر امة ما كانت عليه الامم السابقة. اي ما كانت عليه الامم السابقة. بين صلوات الله وسلامه عليه للامة ما تنجو به من الضلالات وما تقوم به من الهدايات وما تقوم به في حق الله عز وجل فالنبي صلى الله عليه وسلم كان عمله في الامة دلالتها على الهدى وبيان الطريق الموصل الى الله عز وجل وتحذيرها من الردى وكل ما يخرجها عن الصراط المستقيم فهذا الباب ذكر فيه المؤلف رحمه الله ما حذره رسول الله صلى الله عليه وسلم امته مما يوقعها في الاخلال اصل الرسالة فان اصل الرسالة توحيد الله جل وعلا. اصل الرسالة عبادة الله وحده لا شريك له كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم في حرصه وبيانه للامة على هذا النحو من بيان الحق وما يجب ان تكون عليه القلوب من عبادة الله وحده لا شريك له بيان كل ما يخرجها عن ذلك الصراط. ويوقعها في عبادة غيره جل في علاه ولا يظن ظال ان قضية التوحيد قضية هامشية او قضية فرعية او قضية في همل القضايا التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني بها بل كانت هي رحى رسالته. والقرآن كله من اوله الى اخره دائر على بيان التوحيد وحقوق رب العالمين واجر القائمين به وما ينقض التوحيد وما هو مآل ومصير ومنتهى من خرج عنه بالشرك او الكفر او الضلال والانحراف. فلذلك جدير بالمؤمن ان يعرف قدر هذا اصل الذي لا تصح العبادة الا به. والذي جرى عليه عمل اهل الاسلام منذ ان خلق الله تعالى البشرية الى خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم من عبادة الله وحده لا شريك له قد سد النبي صلى الله عليه وسلم كل الطرق التي توقع الناس في الظلال. فما من ظلال الا حذر منه ولا من هدى الا دل عليه وذكر في دليل حرصه صلى الله عليه وسلم على صيانة الامة وحمايتها من كل انحراف وضلالة قول الله جل وعلا لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. هذه الاية افتتح الله تعالى بالقسم فان الله تعالى اقسم في اولها وان كان القسم ليس ملفوظا لكنه معلوم بسياق الاية فاللام هنا واقعة في جواب القسم وهي موطئة له وتقدير الكلام والله. او اقسم بالله لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فذكر في صفات النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اربع صفات الصفة الاولى انه من جنس بني ادم لقد جاءكم رسول من انفسكم اي من جنسكم فلم يكن من جنس اخر ليعتذر احد عن اتباعه او ليعجز احد عن الوصول اليه او ليقول احد انه له من له من القدرة والامكانات ما ليس لبني ادم. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كسائر الرسل من جنس بني ادم والخطاب هنا للناس وقيل الخطاب لقريش والاقرب في المعنى ان الخطاب هنا لكافة البشر. لقد جاء لان رسالته صلى الله عليه وسلم ليست فقط بل رسالته للناس كافة كما قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا وكما قال سبحانه وبحمده تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا. فرسالته صلى الله عليه وسلم ليست خاصة انس ولا بصنف ولا بزمان ولا بفئة بل هي عامة لكافة البشر وعامة الورى من الانس والجن. فكانت رسالته على هذا العموم وعلى هذا الاتساع خطابه في هذه الاية لقد جاءكم ايا من ارسل اليكم رسوله الخاتم صلوات الله وسلامه عليه فهو خطاب الانس والجن ولكل من بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم من انفسكم اي من جنسكم وهذا الخطاب لبني ادم وثاني وصف وثاني الاوصاف التي ذكرها جل في علاه لرسول الله صلى الله عليه وسلم عزيز عليهما عنتم عزيز عليه ان يشق عليه ويصعب عليه. كل ما فيه مشقة وضيق عليكم وذلك لعظيم شفقته بامته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا من تمام نصحه صلى الله عليه وسلم للامة واذا اردت ان تعرف عظيم ما كان عليه من النصح لامته. انظر كيف كانت حاله مع من اعرض عن رسالته ولم يقبل ما جاء به من دين الحق وما جاء به من الهدى يقول الله تعالى في وصف رسوله لعلك باخع نفسك الا يكونوا مؤمنين. اي لعلك ان تلحقني نفسك هلاكا الا الا يؤمن بك من لم من لم يؤمن ومن لم يقبل ما جئت به فلعلك تهلك نفسك ان لم وهذا لعظيم ما كان عليه من رحمة ورأفة حدب وشفق على امته الاء الناس الذين بعث فيهم صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ثالث الاوصاف التي ذكرها الله عز وجل في هذه الاية حريص عليكم. والحرص هو هو بلوغ الغاية في الاجتهاد في ايصال كل بر ونفع ودفع كل شر وضر وهذا من الحرص فالحريص على الشيء يسعى في ايصال النفع اليه وفي حمايته وصيانته والذب عنه وابعاده عن كل ما يسوؤه او ينقصه او يوقعه في شيء من الفساد. حريص عليكم ثم بعد ذلك قال بالمؤمنين رؤوف رحيم. وهذه رابع صفات التي ذكرها الله عز وجل لرسوله صلوات الله وسلامه عليه في هذا في هذا السياق فذكر صفات العامة وصفات خاصة. الصفات العامة التي هي وصفه لكل الناس صلوات وصفه ونفعها لكل الناس وكان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم انه من جنس بني ادم انه يصعب عليه ويشق عليه كل ما الحق الناس مشقة وعانت انه صلى الله عليه وسلم حريص على الناس بهدايتهم الى الصراط واخراجهم عن كل طريق ظال منحرف عن الطريق القويم. ثم ذكر صفة هي خاصة بها بمن تبعه وامن به وهي انه صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوف رحيم بالمؤمنين اي الذين اتبعوه خذوا ما جاء به من الهدى ودين الحق بهؤلاء رؤوف رحيم. ورؤوف رحيم معناهما واحد فان الرأفة منتهى الرحمة. الرأفة هي اعلى درجات الرحمة وقد وصف الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم باعلى درجات الرحمة اهل الايمان كما قال الله تعالى في وصف المؤمنين محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم سمته صلى الله عليه وسلم. واعلم بارك الله فيك ان النبي صلى الله عليه وسلم رحمة للناس كافة. كما قال الله تعالى وما ارسلناك الا رحمة للمؤمنين. فهو صلى الله عليه وسلم رحمة للبشرية كافة. من امن به ومن لم يؤمن به ولكنه يزيد وصفه في رحمته صلى الله عليه وسلم بمن امن به واتبعه وصدق ما جاء به وسار على منواله ومنهاجه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن حرصه على امته انه لم يترك خيرا الا دلها عليه ولا شرا الا حذرها منه لم يترك هدى الا بينه لها ولا ضلالة الا انذرها اياه فكان ذلك من حرصه صلوات الله وسلامه عليه ومن شفقته على امته ومن عظيم رحمته بهم ثم الطاقة المصنف رحمه الله صورة منصور حرص النبي صلى الله عليه وسلم على امته. وخشيته ان يقع ان ان يقع ان يقع شيء ان يقع فيهم شيء من الانحراف عما جاء به من توحيد رب العالمين ففي حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا هذا نهي عن ان يجعل اهل الايمان بيوتهم قبورا. وهذا النهي له معنيان. المعنى الاول هو نهي عن ان يدفن الانسان الميت في في بيته. فان البيوت ليست مدافن للموتى بل هي محل سكن الاحياء. فلا يجتمع في البيوت مساكن الاموات ومساكن الاحياء. ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه ان يدفن الناس موتاهم في بيوتهم. فقال صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا فان من مات من اهل الاسلام ينقل الى مقابر المسلمين. ولم يدفن احد في بيته الا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وذاك بوحي من السماء. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما قبض نبي الا دفن حيث مات ما قبض نبي الا دفن حيث مات. ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جرى بين اصحابه رضي الله تعالى عنهم حديث اين يدفن صلى الله عليه وسلم؟ فجاء الخبر ممن تلقى عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما قبض نبي الا دفن حيث يقبض اي الا دفن حيث مات فكان في ذلك من الرحمة للامة والصيانة لقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو مشهود؟ اذ ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا ربه وسأله ان يصون قبره عن ان يكون وثنا يعبد من دون الله حيث قال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اي لا تصيره وثنا يعبد فيه غيرك يتوجه فيه الى سواك قضوا فيهما جئت به من الهدى ودين الحق فصان الله قبر رسوله صلى الله عليه وسلم فدفن في حجرته صلى الله عليه وسلم فلا يصل احد الى قبره صلى الله عليه وسلم باي نوع من انواع الشرك لا بالبناء على القبر فالبناء غير حاصل لانه دفن في بناء بناه وهو بيته صلى الله عليه وسلم بوحي من الله عز وجل. الثاني انه لا يصل احد الى ان يصلي على قبر النبي الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. او ان نصلي عند قبره صلوات الله وسلامه عليه. او ان يقصده بدعاء ونحوه فان ذلك كله لم يجري لقبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ فاجاب رب العالمين دعاءه واحاطه بثلاثة الجدران في ما احاط قبره وما اهل الاسلام من صيانة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ان يصل اليه احد من الناس هذا ما يفيده قوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا قبوركم لا تجعلوا بيوتكم قبورا فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا اي لا تدفنوا فيهن موتاكم كذلك من معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا اي لا تجعلوها مهجورة من العبادة والطاعة بل اعمروها بالطاعات والعبادات. فان البيوت اذا هجرت الطاعة فيها كانت كحال المقابر فان المقابر ليست محلا للطاعة والعبادة وما يكون فيها من ذكر وصلاة وتلاوة القرآن ولذلك حياة البيوت وصلاحها بكثرة ذكر الله تعالى فيها. وبعمارتها بطاعة الله عز وجل. فان البيوت اذا عمرت بذلك تصالحات وحياة واذا عطلت عن هذا كانت كالمقابر في خلوها من الاعمال الصالحة التي تحييها ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم فيما رواه البخاري ومسلم من حديث عبدالله ابن عمر رضي الله تعالى عنه اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تجعلوها قبورا. اذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا المعنى الاول اي لا تدفنوا الموتى فيها والمعنى الثاني لا تعطلوها عن العبادة والطاعة. بل اعمروها بالطاعات والعبادات كما قال صلى الله عليه وسلم اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا ولا تتخذوها قبورا. وقد جاء عنه صلى الله عليه في حديث زيد ابن ثابت رضي الله تعالى عنه انه قال صلى الله عليه وسلم افضل صلاة الرجل في بيته الا فدل ذلك على هذا المعنى الذي دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا. ثم قال صلى الله عليه وسلم في ثاني جملة جاءت في هذا الحديث قال ولا تجعلوا قبري عيدا. اي تصير قبري محلا للاعتياد. فان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ان ان يجعل قبره عيدا يعتاد والعيد هو ما اعتاد ما يعتاد الناس مجيئه. ما يعتاد الناس مجيئه وقصده اما منفرد فيدعو اي في ذلك المكان. فقال له علي بن الحسين بن علي علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه قال الا احدثكم حديثا سمعته من ابي عن جدي اي سمعه سمعه من الاماكن او من الازمان فهي نوعان الاعياد نوعان اعياد زمانية واعياد مكانية الاعياد المكانية هو كل مكان اعتدت المجيء اليه فقد سيرته عيدا فمن وعرف ومزدلفة هذه كلها تسمى اعيادا باعتبار ان الناس يعودونها ويأتون اليها العبادة والطاعة بين بين فترة واخرى وذلك في حجهم ونسكهم. فهذا يسمى من الاعياد المكانية البيت الحرام عيد كما قال الله جل وعلا ما ذكره في اوصاف البيت جعل الله الكعبة جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس وامنا وجعله مثور وجعله مثابة للناس اي يثوبون اليه ويعودون اليه كلما قضوا حاجتهم منه بالزيارة وانصرفوا الى بلدانهم وجدوا في قلوبهم شوقا ورغبة في تكرار المجيء اليه فكان ذلك من الاعياد المكانية. اذا قوله صلى الله عليه وسلم اللهم لا ولا تجعل ولا تجعل قبري عيدا ولا تجعلوا قبور ولا تجعلوا قبري عيدا اي لا تصيروه مكانا تعتادون جيء اليه كذلك يذكر العيد في الزمان وهو الغالب في الاستعمال ان الاعياد تذكر على ما يتكرر من مجيء الايام او آآ او الزمان بين فترة واخرى. فعلى سبيل المثال الجمعة تعيد الاسبوع وهي تعود كل اسبوع على الناس بما فيها من خيرات ومبرات. وعيد الفطر وعيد الاضحى كله من الاعياد فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان على قبره محلا لاجتماع لاجتماع معتاد. يعود يعاد يعود الناس اليه او يرجعون اليه كل شهر او كل سنة او كل يوم او كل صلاة او كل دخول للمسجد ولذلك كره الامام مالك رحمه الله ان يأتي رجل الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم كره الامام مالك رحمه الله ان يأتي الانسان الى قرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم وقال ان هذا ليس عليه امر ولم يأتي به فعل فعل من الصحابة الكرام فالصحابة الكرام اشد الناس محبة للنبي صلى الله عليه وسلم. واعظم الناس رغبة في اتباعه وفي بره صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم ينقل عنهم انهم كانوا اذا دخلوا المسجد كل صلاة عمدوا الى قبره او فعلوا ذلك كل يوم فلم يفعل ذلك منهم رظي الله تعالى عنهم فدل ذلك على انه ليس مشروعا. ولهذا قال الامام مالك يكره ان يأتي القبر كل يوم. بل قال ويكره له اي يكره ان يكثر المرور به اي بحجرته صلى الله عليه وسلم يسلم عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. هكذا قال امام دار الهجرة الامام مالك رحمه الله والصحابة كانوا يأتون مسجد النبي صلى الله عليه وسلم. في اليوم مرات عديدة وكانوا وكان يتكرر مجيئهم النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته التي بجوار المسجد لم يدخلها احد منهم ولا كان يتقصد المجيء الى حجرتي احد منهم ذلك كله امتثالا لما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ولا تجعلوا قبري عيدا وغاية ما رواه مالك عن عبد الله ابن دينار ان عمر ابن ان عبد الله ابن ان عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه كان اذا خرج ورجع اي من سفره رضي الله تعالى عنه جاء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقال السلام عليكم عليك يا رسول الله ثم تقدم الى قبر ابي بكر وقال السلام عليك يا ابا بكر ثم تقدم الى قبر عمر وقال السلام عليك يا ابتاه. هذا غاية ما ورد في بمجيئ الصحابة رضي الله تعالى عنهم الى قبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. كان ذلك عند القدوم من السفر ولم يفعله جميعهم بل بل اكثرهم وساداتهم وائمتهم لم يفعلوه. انما جاء ذلك عن عبد الله ابن عمر رضي الله تعالى عنه. فلو فعله سأل فاذا فعله الانسان على وجه على وجه ما فعل ابن عمر رضي الله تعالى عنه لكان ذلك مأذونا فيه لا بأس به. اما ان يكرر المجيء الى قبره صلوات الله وسلامه عليه بعد كل صلاة او في كل يوم او ما اشبه ذلك فان هذا مما كره العلماء ويخشى ان يدخل فيما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من اتخاذ قبره عيدا. ولما كان الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولما كان الناس من من من الحسن عن من سمعه من الحسين آآ ابن علي عن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه يقول رضي الله تعالى عنه الا احدثكم حديثا سمعته عن ابي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوهم ان من لازم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ان يقصد قبره قال صلى الله عليه وسلم وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني كيف كنتم وصلوا علي اي قولوا اللهم صلي على محمد او صلى الله على محمد او اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد باي صيغة حصلت الصلاة فلا حاجة لمن اراد ان يصلي ان يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي الى قبره بل يكفيه ان يصلي حيثما كان ولذلك وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم اي ما يكون من الصلاة علي ما يفتحه الله تعالى عليكم من الدعوات والصلوات يصلني دون ان تتكلف المجيء الى قبري. ولهذا تعرظ الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة كما جاء في حديث اوس بن اوس الثقفي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان من افضل ايامكم يوم الجمعة. فاكثروا فيه من الصلاة علي فان صلاتكم معروضة علي. وعرضها عليه الله عليه وسلم هو ما يجري من تبليغه صلوات الله وسلامه عليه بصلاة المصلين عليه صلى الله عليه وسلم. فلا يحتاج فلا يحتاج احد ان يأتي الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه بل يصلي عليه المؤمن حيث كان ان الله تعالى قد اوكل ملائكة سياحة تسيح في الارض تبلغه صلى الله عليه وسلم من امته السلام صلى الله عليه وسلم. لذلك لا يحتاج الانسان الى ان يأتي الى القبر ولا ان يقصده لاجل الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وما جاء من قول من مما ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي في غيره بلغته هذا حديث ضعيف لا يثبت عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كما انه يعارض ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم فان في قوله ان لله ملائكة سياحين في الارض يبلغوني عن امتي السلام وليعلم انه لا يمكن ان يأتي احد الى قبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فان قبره صلى الله عليه وسلم بينه وبين الناس بينه وبين الناس مسافة لا يتمكنون فيها من المجيء الى قبره. فان عائشة رضي الله تعالى عنها مكثت مدة حياتها في حجرتها ثم لما ماتت رضي الله تعالى عنها دفنت في البقيع واغلق الصحابة قبر واغلق الصحابة رضي الله الله تعالى عنهم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم منذ ذلك الاغلاق الى يومنا هذا لم تفتح بل احيطت بجدران فلا يتمكن احد ان يأتي الى قبره صلى الله عليه وعلى اله وسلم مباشرة انما يأتي الى قريب من القبر فيما يكون من خارجه وليس احد يصل الى قبره وذاك تحقيق دعوته التي دعا الله عز وجل ان تكون وهو ما قاله صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث لا تجعلوا قبوركم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي حيث كنتم فان صلاتكم تبلغني وتبلغه بما يبلغه الله تعالى اياه من الملائكة السياحين كما جاء في المسند والسنن من حديث عبد الله ابن مسعود ان لله ملائكة سياحين في الارض يبلغوني السلامة من امتي. اما الحديث اما الاثر الاخير الذي ذكره المصنف رحمه الله في بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم حذر امة من كل ما يمكن ان يوقعهم في الشرك او يخرجهم عن عبادة الله وحده فهو ما جاء عن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه وهو زين العابدين علي ابن الحسين ابن ابن علي ابن ابي طالب علي ابن الحسين ابن ابن علي ابن ابي طالب زين العابدين وهو من خيار التابعين رضي الله تعالى عنه وارضاه. وقد كان من علماء اهل البيت رحمه الله ورضي عنه ومن علماء الاسلام جاء رأى رجلا يجيء الى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم. رأى رجلا يأتي الى فرجة كانت قريبة من حجرة النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من محل دفنه صلى الله عليه وسلم ولكن هذا لا يعني انه يدخل الى حجرته فان ذلك لم يكن لاحد اذ انه كما تقدم قد اغلق و لا يتمكن احد من الدخول الى قبره صلى الله عليه وسلم الذي في حجرته. فيدخل في تلك الحجرة ولعلها زاوية او مكان قال لا تتخذوا قبري عيدا. لا تتخذوا اي لا تصيروا قبري عيد اي مكانا تعتادون اليه والتكرار في زيارته وادامة المرور عليه وقد تقدم قبل قليل ما قاله الامام مالك رحمه الله في كراهيته ان يتقصد رجل المرور بقبر النبي صلى الله عليه وسلم ليسلم عليه. وكراهية ان يأتي اليه كل يوم. حيث قال ليس الامر على ذلك اي لم يكن عمل الصحابة وعمل الائمة من اهل الاسلام في صدرها الاول في صدره الاول على هذا النحو مما يفعله بعض الناس من تكرار المجيء الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم. لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا. ثم قال وصلوا علي فان تسليمكم ليبلغني اينما كنتم. وهذا يقرر المعنى الذي تقدم في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فانه قد قال صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تتخذوا قبري عيدا ثم قال لمنع توهب ان المجيء للصلاة عليه او السلام عليه وانه لا يتحقق للانسان صلاة ولا سلام على النبي صلى الله عليه وسلم الا بالمجيء الى قبره قال صلوا علي حيث كنتم فان صلاتكم تبلغني وفي رواية علي ابن الحسين عن ابيه عن جده انه قال فان تسليمكم ليبلغني حيث كنتم اي يصل الي اينما كنتم ثم اذا صليتم وسلمتم علي فينبغي للمؤمن ان يعي هذه المعاني العظيمة التي قررها رسول الله صلى الله عليه وسلم وسد بها كل طريق يوصل الى الشرك. فان تعظيم القبور من اعظم ما حصل به على الناس الشر وحصل به الفساد والخروج عن عبادة الله وحده لا شريك له. وهذا يدركه كل من عرف ما جاءت به الرسل فان الرسل صلوات الله وسلامه عليهم جاؤوا ينهون الناس عن عبادة غير الله عز وجل. وكان اول انحرافا حصل في البشرية الانحراف الذي جرى في زمن نوح حيث اتخذ قوم نوح رجالا مواضع رجال صالحين كانوا اتخذوا انصابا لهم في مواضع عبادتهم او عند قبورهم. فغلوا فيهم حتى عبدوهم من دون الله. كما قال تعالى قالوا لا تذرن الهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا. اولئك رجال صالحون كانوا على طاعة واحسان وعبادة فلما ماتوا اوحى الشيطان الى قوم ان انسبوا الى مجالسهم انصابا ايجعلوا في اماكن جلوسهم او في اماكن اجتماعهم او عند قبورهم انصابا اي علامات تذكركم بهم فعلوا فلم تعبد مدة من الزمن مدة اولئك ومدة انتشار العلم وظهوره. فلما مات هلك اولئك ونسي اي ذهب ولم تبقى رسومه وذهاب العلم بموت حملته. فلما هلك اولئك نسي العلم عبدت من دون الله. فلذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شديد العناية والحذر والتحذير من ان تتخذ القبور بيوتا من ان تتخذ القبور محلا للعبادة او ثانيا تعبد من دون الله. ولتعرف وتدرك عظيم الفتنة بالقبور تذكر ما في صحيح الامام مسلم من حديث بريدة ابن الحصيب رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كنت نهيتكم عن زيارة زيارة القبور فزوروها الا فزوروها فانها تذكر الاخرة. الاخرة. كنت نهيتكم عن زيادة القبور. اي في اول الرسالة واول البعثة نهى رسول الله صلى الله وسلم الامة عن زيارة القبور. لماذا يا اخوان؟ لماذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم الامة عن زيارة القبور في اول وقت في اول رسالته واول بعثته السبب هو ان القبور كانت من اعظم الاسباب التي صرفت الناس عن عبادة الله وحده لا له الى عبادة ما سواه. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم الامة عن ان تزور القبور في اول الامر مع ما في زيارة القبور من العظة والعبرة صيانة للتوحيد. ومنعا للامة من التورط في شيء من انواع شرك واعمال الكفر فلذلك نهاها عن زيارة القبور حتى اذا استقر التوحيد وظهرت اعلامه وبدت رسومه واستقر قراره في قلوب اهل الايمان اذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزيارة لتحقيق المصالح المترتبة على الزيارة من الاتعاظ والعبرة والذكرى قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا فزوروها فانها تذكر الاخرة. بهذا يتبين بجلاء يتضح على وجه بين ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يترك في طرق الشر والفساد والانحراف عن عبادة الله وحده لا شريك له طريقا الا وحذر الامة منه. وهو دليل على ذكر المؤلف رحمه الله من حماية النبي صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. ومن سد كل طريق يوصل الى الشرك وحري بالمؤمن ان يكون على نحو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الاحتياط في هذا الباب والصيانة لكل ما يمكن ان يكون فتنة للناس وان من الناس من يتساهل في مثل هذه الامور حتى تصير في نهاية الحال الاحوال على ما كان عليه اهل الشرك والكفر من عبادة غير الله عز وجل. وقد من الله تعالى على اهل الاسلام في هذه البلاد مباركة بهذه الدعوة المباركة دعوة الشيخ محمد بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله التي جاءت لتقرير التوحيد وتجديده والنهي عن كل ما يوقع الناس في التعلق بغير الله والشرك به. فكانت على هذا النحو مما يشاهده المسلمون في كل مكان كانت بلادا سالمة من الشرك. سالمة من تعظيم القبور والاضرحة والمقامات وما يفعل عندها من الشرك بالله العلي العظيم. فكان ولله الحمد الناس على تماما في توحيدهم وعلى سلامة من الشرك والانحراف وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فنحمد الله عز وجل ونسأله وان يديم على بلادنا وعلى بلاد المسلمين الامن والامان والتوحيد والاسلام وان لا وان لا يتسرب الى بلاد ولا الى بلاد المسلمين شيء من اعلام الشرك والكفر فان ذلك من الموبقات التي تلحق الناس بمقت رب العالمين فان الشرك اعظم ما يوجب الغضب. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. فالقضية خطيرة وهي موجبة لغضب الله ومقته موجبة لحلول النقم والمثلات فان الله انما اهلك الامم السابقة على ما عليه لاجل ما كانوا عليه من كفر وشرك بالله العظيم. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يسلك بنا سبيل الهدى والرشاد وان يرزقنا التوحيد ظاهرا وباطنا. ان يمن علينا بتصديق لا اله الا الله في الاقوال والاعمال وان يجعلنا من اهلها وان يختم لنا بها وان يحشرنا في زمرة رسولها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى عنا على ذكرك وشكرك وطاعتك وحسن عبادتك. وفقنا الى ما تحب وترضى احفظ بلادنا وولاتنا وبلاد المسلمين من كل سوء وشر يا رب العالمين