يكون من حنق وغضب وكره للخير الذي يجريه الله تعالى على غيره فيصل به ذلك الى التخلص من الغير بالقتل كما جرى من ابن ادم ولهذا قال رحمه الله في والحرص وهو الذي اخرج ادم من الجنة والحسد وهو الذي جر احد ابني ادم على اخيه ثم قال رحمه الله فمن القي هذه الثلاثة فقد وقي الشر اي سلم من كل اوجه الشر وصفاته طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قال المصنف رحمه الله في تفسير قوله جل وعلا والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميان قال ها هنا امران ذكر الغرور وتسليط النفي عليه وهل هو خرور القلب ام خرور البدن بالسجود وهل معنى لم يكن خرورهم عن صمم وعمى يعني عن فهم وادراك فلهم عليها قرور بالقلب خضوعا او بالبدن سجودا او ليس هناك غرور وعبر عن القعود هذه اسئلة لما يتصل بالاية من من معانيه والذي يظهر انه خرور قلب وبدن لان الله تعالى قال والذين اذا ذكروا بايات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانه فذكر الله عز وجل في هذه الاية صفة غرورهم وانه غرور اجتمع فيه وصفان الوصف الاول انه عم بصر وانه عن علم فلم يكن ذلك غرور بدن لا يوافقه حضور قلب وخضوع قلب ويشهد هذا المعنى وهو ان الغرور هنا الخلى المنفي هو الغرور الذي لها ادراك معه ولا فهم ما ذكره الله تعالى في اخر سورة الاسراء قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله اذا يتلى عليهم ايش يخرون للاذقان سجد هذا غرور بدل ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا فاجتمع لهؤلاء قرور القلب بالخشوع والخضوع والذل بخور البدن بالسجود وهما ما اثبته النهي في قولهم يخروا عليه لم يخروا عليها صما وعميانا نعم قال رحمه الله فصل اصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاثة تعلق القلب بغير الله وطاعة القوة الغضبية والقوة الشهوانية وهي الشرك والظلم والفواحش فغاية التعلق بغير الله شرك. وان يدعى معه اله اخر. وغاية طاعة القوة الغضبية القتل وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون وهذه الثلاثة يدعوا بعضها الى بعض فالشرك يدعو الى الظلم والفواحش. كما ان الاخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه. قال تعالى كذلك لنصرف انهو السوء والفحشاء؟ انه من عبادنا المخلصين فالسوء العشق والفحشاء والفحشاء الزنا وكذلك الظلم يدعو الى الشرك والفاحشة. فان الشرك اظلم الظلم. كما ان اعدلت العدل التوحيد. فالعدل قرين التوحيد اذ والظلم قرين الشرك. ولهذا يجمع سبحانه بينهما اما الاول ففي قوله شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط ذكر اصول هذه المعاصي باعتبار انها الاوائل في الوقوع الاوائل في الوقوع قال رحمه الله اصول الخطايا ثلاثة قصور الخطايا كلها ثلاثة الكبر وهو الذي اخرج ابليس الذي اصار ابليس الى ما اصاره واما الثاني فكقوله تعالى ان الشرك لظلم عظيم والفاحشة تدعو الى الشرك والظلم ولا سيما اذا قويت ارادتها ولم تحصل الا بنوع من الظلم والاستعانة بالسحر هو الشيطان وقد جمع سبحانه بين الزنا والشرك في قوله الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة. والزانية لا ينكحها الا زانية او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين. فهذه الثلاثة يجر بعضها الى بعض. ويأمر بعضها ببعض ولهذا كلما كان القلب اضعف توحيدا واعظم شركا كان اكثر فاحشة واعظم تعلقا بالصور وعشقا لها. ونظير هذا قوله تعالى فما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وابقى للذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون. والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون فاخبر ان ما عنده خير لمن امن به وتوكل عليه. وهذا هو التوحيد. ثم قال والذين يجتنبون كبائر الاثم الفواحش فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية. ثم قال واذا ما غضبوا هم يغفرون فهذا مخالفة القوة الغضبية فجمع بين التوحيد والعفة والعدل التي هي جماع الخير كله هذا الفصل في كلام المؤلف رحمه الله مهم لكونه اشار الى اصول ما تحصل به مخالفة ما امر الله تعالى به ورسوله قال رحمه الله اصول المعاصي اي قواعدها التي تصدر عنها واسسها التي تتفرع منها ترجع الى ثلاثة امور تعلق القلب بغير الله هذا الاول الثاني طاعة القوة الغضبية الثالث طاعة القوة الشهوانية قال وهي الشرك والظلم والفواحش. الشرك تعلق القلب بغير الله والظلم طاعة القوة الغضبية والفواحش طاعة القوة الشهوانية ثم قال فغاية التعلق بغير الله اي نهايته ومآله ان يدعى معه اله اخر فيقع الانسان في الشرك وغاية القوة الغضبية القتل وغاية القوة الشهوانية الزنا واشار الى ان هذه الاصول الثلاثة جمعها قوله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر وهذا وصف عباد الرحمن انهم سلموا من تعلق من تعلق قلوبهم بغير الله عز وجل ولا يقتل النفس التي حرم الله الا بالحق فكبحوا جماح غضبهم ولم ينفعلوا لما يدور في نفوسهم من الانتقام والاذى للخلق و الثالث ولا ينزلون فعفو عن الوقوع فيما حرم الله تعالى من الزنا فلم يميل مع شهواتهم ولم يستجيبوا لرغباتهم انما كبح ذلك بمنع انفسهم من الزنا ثم فصل رحمه الله كيف ان هذه الامور الثلاثة كيف ان هذه الامور الثلاثة عنها تصدر المعاصي. قال وهذه الثلاثة يدعو بعضها الى بعض اي يشجع بعضها على بعض ويجر بعضها بعضا. فالشرك يدعو الى الظلم بل هو اعظم الظلم كما قال تعالى ان الشرك لظلم عظيم فمن ظلم في حق الله بتسوية غيره به كان ذلك موقعا له فيما هو دونه من الظلم فالشرك يدعو الى الظلم والفواحش كما ان الاخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه كما قال تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه كان من عبادنا المخلصين فسوء العشق والفحشاء الزنا وكذلك الظلم يدعو الى الشرك والفاحشة فان الشرك اظلم الظلم الى اخر ما ذكر رحمه الله ثم قال فهذه الثلاثة يجر بعضها الى بعض ويأمر بعضها ببعض ولهذا كلما كان القلب اضعف توحيدا يعني ضعف فيه نور التوحيد واعظم شركا كان اكثر فاحشة واعظم تعلقا بالصور وعشقا لها امتلاء القلب بمحبة الله وتعظيمه يصرف عنه كل تعلق بما سواه فتجده لا يظلم ولا يعتدي بالاستجابة الى ما تدعو اليه نفسه من الملاذ والشهوات هذا الموضع ذكر فيه المؤلف رحمه الله اصول المعاصي باعتبار ما ينتج من مخالفات وفي موضع اخر قال رحمه الله اصول الخطايا كلها ثلاثة اصول الخطايا كلها ثلاثة الكبر والحرص والحسن هذا التقسيم لا يختلف عن التقسيم الذي ذكر هنا انما هو ذكر لاصول المعاصي باعتبار نتائجها وما يحمل وما آآ ينتجه كل واحد من المعاصي التي ذكرها في هذا الموضع فالكبر يوقع الانسان في الشرك ولهذا ويخرجه عن حدود العبودية ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر والحرص يوقعه في المشتهيات المحرمة ولهذا ذنب ادم عليه السلام الذي اخرجه من الجنة حرصه والثالث الحسن وهو الذي يوقع الانسان في اذى الخلق فيمتلئ قلبه بما علاماته واعماله نعم قال رحمه الله فائدة قال هجر القرآن انواع. اذا اصول المعاصي الان حسب ما ذاك المؤلف تعلق القلب بغير الله القوة الغضبية القوة الشهوانية وفي الموضع الثاني قال اصول الخطايا كم؟ ثلاثة ثلاثة الكبر واحد اثنين الحرص الثالث الحسد طيب لو اردنا ان نصل كل واحدة من هذه الثلاثة بما ذكر من اصول المعاصي. الكبر الى الشرك والخروج عن حد العبودية الحسد الظلم الظلم القوى الغضبية. نعم والحرص ان يؤدي القتل والحرص القوة الشهوانية. نعم فلا خلاف في التقسيم. الشيء قد يقسم باعتبارات مختلفة. نعم الا ادلك على ملك لا يبلى الا ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى؟ حرص دخل عليه من حرصه على الخلود والملك نعم قال هجر القرآن انواع احدها هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه والثاني هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وان قرأه وامن به. والثالث هجر تحكيمه والتحاكم اليه في اصول الدين وفروعه واعتقاد انه لا يفيد اليقين وان ادلته لفظية لا تحصل العلم والرابع هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما اراد المتكلم به منه والخامس هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع امراض القلوب وادوائها فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به وكل هذا داخل في قوله وقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. وان كان بعض الهجر اهون من بعد وكذلك الحرج الذي في الصدور منه وكذلك الحرج الذي في الصدور منه فانه تارة يكون حرجا من انزاله وكونه حقا من عند الله وتارة يكون من جهة المتكلم به او كونه مخلوقا من بعد مخلوقاته الهم غيره ان تكلم به وتارة يكون من جهة كفايته وعدمها. وانه لا يكفي العباد بل هم محتاجون معه الى المعقولات والاقيصة او الاراء او السياسات وتارة يكون من جهة دلالته وهل اريد به حقائقه المفهومة منه عند الخطاب؟ او اريد به تأويلها واخراجها عن حقائقها الى تأويلات مستكرهة مشتركة وتارة يكون من جهة كون تلك الحقائق وان كانت مرادة فهي ثابتة في نفس الامر. او اوهم انها مرادة لضرب من المصلحة فكل هؤلاء في صدورهم حرج من القرآن. وهم يعلمون ذلك من نفوسهم ويجدونه في صدورهم ولا تجد مبتدعا في دينه قط الا وفي قلبه حرج من الايات. التي تخالف بدعته. كما انك لا تجد ظالما اجرا الا وفي صدره حرج من الايات التي تحول بينه وبين ارادته. فتدبر هذا لمعنى ثم ارضى لنفسك بما تشاء هذا البيان من المؤلف رحمه الله في هذه الفائدة اشتمل على ذكر امرين الامر الاول هجر القرآن والامر الثاني الحرج الذي نفاه الله تعالى عن قلوب اهل الايمان اما بالنسبة للاول فهو بيان لقول الله تعالى وقال الرسول يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا اي متروكا منصرفا عنه فالهجر يقتضي الترك والانصراف وقد ذكر المؤلف رحمه الله خمسة انواع مما يندرج في الهجر المذموم وهي درجات متفاوتة وللانسان من الحرمان بقدر ما معه من اوصاف الهجران وانواعه اما الاول هجر سماعه والايمان به والاصغاء اليه وهذا لا يكون من مؤمن بل هذا لا يكون الا من عملي اهل الكفر فان اهل الكفر هم الذين يسمون اذانهم عن سماع الهدى وعن الاصغاء اليه كما قال نوح في سالف الزمان واني كلما دعوتهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استكبارا و قد ذكره الله عز وجل عن المشركين حيث قالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لا تسمعوا لهذا القرآن وما فيه من البينات والحجج ولا يكفي فقط عدم السماع بل التشغيب عليه والغوا فيه اي وتكلموا فيه بالباطل الذي يصرف عنه ويصد عنه هذا لا يكون الا من مشرك ممن لا يؤمن بالله واليوم الاخر هجر الايمان والاصغاء والسماع لا يكون الا ممن لا يؤمن بالله عز وجل وهو الذي شكاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي شكاه النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه في قوله وقال الرسول يا ربي ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا والثاني هجر عملي به والوقوف عند حلاله وحرامه وان قرأ وان قرأه وامن به بقية انواع الهجر هي دون الهجر الاول قد تكون من مؤمن واثرها في الايمان متفاوت هل العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه هو هجر الامتثال والعمل ولكن لا يصل بالانسان الى الكفر فالذي يقرأ اية السرقة ويسرق هجر العمل بالقرآن والذي يقرأ ايات اقام اقامة الصلاة ولا يقيمها هجر العمل بها واهل المجر قال وان قرأه وامن به يعني قرأه بلسانه وامن به بقلبه لكنه لم يمتثل عملا وهذا لا يسلم منه اكثر الناس لابد ان يقع منهم شيء من المخالفة وعلاجه بالتوبة