بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد ايها الاخوة الكرام فهذا هو مجلسنا السادس والاربعون بعون الله تعالى وتوفيقه في مجالس شرح متن جمع الجوامع. للامام تاج الدين بن السبكي رحمة الله عليه وهذا المجلس تتمة لما قد بدأناه من الحديث فيما ساقه المصنف رحمه الله في كتاب القياس وتحديدا في مسالك العلة وفي مسالك العلة مضى مجلس وهذا الثاني ويبقى ثالث. في المجلس الماظي تناولنا في في مسالك العلة اربعة منها. وهو الاجماع ثم النص الصريح. ثم الايماء ثم الصبر والتقسيم. وفي هذا المجلس ان شاء الله تعالى نتناول المسلك الخامس وهو المناسبة. لتبقى مسالك خمسة ستكون محل مجلسنا الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى والخمسة الباقية تباعا هي الشبه والدوران والطرد وتنقيح المناط والغاء الفارق. فمجلس اليوم بعون الله وهو في مجالس مسالك العلة سيكون مخصصا للمناسبة وحدها وافرد المصنف رحمه الله كلاما واسعا في مسلك المناسبة اكثر مما مضى في الصبر والتقسيم واكثر مما سيأتي في الشبه والدوران والطرد وتنقيح المناط وباقي المسالك وسبب ذلك ان الحديث عن المناسبة يأتي في رأس الحديث عن مسالك العلة الاجتهادية التي تعتمد على الاستنباط وهو اعظم المسالك وهو اكبرها والحديث فيه متفرع والحديث عن المناسبة يتناول المصالح الشرعية في مقاصدها بمراتبها المختلفة فلهذا يستطرد الاصوليون في القياس عادة اذا ما جاءوا للحديث عن مسلك المناسبة ليتناول الحديث الاوصاف الشرعية او المصالح الشرعية التي تبنى عليها مسلك المناسبة وسيأتي في هذا مكان اه طويل للحديث عنهم. ولهذا يقول بعضهم ان تخريج المناط وهو اسم اخر لمسلك المناسبة كما سيذكره المصنف الان يقولون ان تخريج المناط من اعظم مسائل الشريعة دليلا وتقسيما وتفصيلا فمجلسنا سيبدأ بهذا المسلك بتعريفه اولا ثم بذكر طريقته عند الاصوليين وبعض المسائل المتعلقة به. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله وغفر له ولشيخنا ولشيخنا وللسامعين قال الخامس المناسبة والاخالة. اذا الخامس من مسالك العلة وقد تقدمت اربعة في مجلسنا السابق قوله المناسبة والاخالة يريد ذكر هذا المسلك بمجموعة من المسميات ولهذا قال بعدها ويسمى ما استخراجها تخريج الملاط المناسبة واخذ هذا الاسم بان المعتمد فيه المعتمد فيه عند الاصول هو ابداء مناسبة بين الوصف المدعى علة وبين الحكم. مثال قال عليه الصلاة والسلام كل مسكر حرام اين الحكم حرام حرم النبي عليه الصلاة والسلام المسكر من الشراب قال كل مسكر حرام فالمناسبة هنا ان تنظر الى الحكم هذا وهو التحريم ثم تنظر وصفا يناسب هذا الحكم فقالوا هو الاسكار وصف الاسكار مناسب للتحريم وسيأتيك ما معنى المناسبة؟ وكيف يكون علاقة بين الوصف والحكم تصلح ان تسمى مناسبة. اذا فكرة هذا المسلك تقوم على اثبات ها اثبات مناسبة بين الوصف والحكم كيف يستطيع ان يثبت مناسبة سيأتي ذكرها بعد قليل؟ فيسمى هذا المسلك مسلك المناسبة ويسمى اخالة من قولك هو او تقول يعني اخال هذا الشيء يعني يظنه هكذا او يبدو له هكذا لانها ايضا تعتمد على ما يبدو للمجتهد من كون هذا الوصف مناسبا لهذا الحكم. قال رحمه الله ويسمى استخراجها تخريج المناط استخراجها يعني العلة تم استخراجها بهذه الطريقة تخريج المناط سمي الاستخراج تخريجا والمناط اسم مكان للذي يناط به الشيء ومعنى يناط ان يعلق يقال اناط به الامر يعني علقه به. ومنه سميت الشجرة ذات انواط لانهم كانوا يعلقون بها فقولهم في العلة تخريج المناط هو الامر الذي يتعلق به الحكم. سميت العلة مناطا لان الحكم يتعلق بها ومعنى التعلق هنا ان العلة اذا وجدت وجد الحكم معها. فتعلق الحكم بها. فلكونها متعلق الحكم سميت مناطا. فاذا مناط ومتعلق بمعنى واحد فقولهم تخريج المناط يعني تخريج العلة فسمى هذا المسلك مناسبة ويسمى اخالة ويسمى استخراج الوصف المناسب بهذه الطريقة تخريج المناط. نعم ويسمى استخراجها تخريج المناطق وهو تعيين العلة بابداء مناسبة مع الاقتران والسلامة عن القوادح كالاسكار ويتحقق الاستقلال بعدم ما سواه بالصبر. وهو اي هذا المسلك تعيين العلة. كيف تتعين في هذا المسلك بابداء مناسبة بين ماذا وماذا بين هذا الوصف المدعى علة وبين الحكم. قال مع الاقتران يعني ان يكون هذا الوصف مقترنا بالحكم. ومعنى ان يصحبه على الدوام فحيثما وجد هذا الوصف وجد الحكم قال مع الاقتران. ثم قال والسلامة عن القوادح. وهذا قيد مهم في كل المسالك ان يكون الوصف المدعى علة سالما من قادح يخدش في كونه علة للحكم. قال كالاسكار وقد ضربت لك به مثلا. نعم ويتحقق الاستقلال بعدم ما سواه بالصبر. ويتحقق الاستقلال بعدم ما سواه بالصبر. الان انت تدعي ان العلة في الاصناف الربوية في البر والشعير والتمر والملح هو الطعم او الكيل فلما اثبت مناسبة وتحاول ان تثبت بمسلك المناسبة ان الطعم هو الوصف المناسب او ان الكيل هو الوصف المناسب او ان العلة المركبة ان يكون طعاما مكيلا هو الوصف المناسب في هذا المسلك ربما يلزمك ان تثبت ان الاوصاف الاخر غير مناسبة فانت لماذا قلت الطعم ولم تقل غيره ولم تقل غيره لماذا قلت الكيل ولم تذكر غيره؟ قال يتحقق الاستقلال استقلال هذا الوصف الذي تزعمه يتحقق انه مستقل بالحكم بعدم ما سواه اذا لا بد ان يثبت ان وصفا اخر لا ينازعه في مشاركته لاثبات الحكم. كيف تفعل هذا؟ قال بالصبر وقد مر بك في المجلس الماضي معنى السبر ما الصبر حصد لا ليس الاختبار الصبر اختبار يقصد هنا المسلك عموما انت تحصر الاوصاف فالمقصود هنا ان الصبر لا تستخدمه هنا لاثبات العلة لا انما تحاول به ان تثبت ان الاوصاف الاخر قد احصيتها ووقفت عليها وبدا لك ان المناسب منها هو هذا. طيب هل هذا تداخل مسلك في مسلك وهل سافعل هنا مثل ما فعلت في الصبر والتقسيط؟ لا. في الصبر والتقسيم انت لما تجمع الاوصاف كيف تثبت الوصف الذي تزيد اثباته علة بابطال الاوصاف واحدا تلو واحد حتى يبقى لك الوصف الاخير. هنا انا لا اريد منك الابطال انا اريد ان تجمع الاوصاف فاذا حصرتها وتبينت لك استطعت بالمناسبة ان تقول هذه الاوصاف الذي يصلح منها هو هذا. ليس بابطال تلك الاوصاف بل بإثبات مناسبة الوصف الذي تريد. اذا هما طريقان في الصبر انت تبطل الاوصاف الاخر ليسلم لك الوصف الاخير وهنا بالعكس انت تتجه الى الوصف الذي تريد فتبدي مناسبته للحكم وتترك ما عداه. قال هنا استخدم الصبر لا لاثبات الوصف علة بل بل لتحقيق استقلاله بعدم ما سواه