الله يهدي هكذا ام له اسباب في هدايته؟ وله اسباب في اظلاله جل في علاه. الجواب من القرآن الحكيم كل ما يشاءه رب العالمين فلا يمكن ان يكون الا عن علم وحكمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ما لك يوم الدين احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين رب العالمين. لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمد عبدالله ورسوله. خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ومن اتبع سنته فعثره باحسان الى يوم الدين. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم السداد في القول والعمل وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. اما بعد فنقرأ قول الله عز وجل ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم ثم يعلق بما فتح الله تعالى في تفسيرها وبيان معناها بسم الله الرحمن الرحيم ثم تدخل الجنة ولهم ما يأتيكم مثل الذين الله حتى يكون رسول الله يسألونك عن المساكين وابن السبيل. وما هذه الاية الكريمة ذكرها الله تعالى في سورة البقرة بعد ان ذكر حال الناس من حيث اختلافهم عما خلقوا من اجله وانقسامهم في تحقيق الغاية من الوجود يقول الله تعالى كان الناس امة واحدة اي في اول الخليقة كان الناس على دين واحد وعلى عمل واحد. وعلى عمل واحد وهو هو توحيد الله تعالى وعبادته وحده لا شريك له. فلم يكن في الارض شرك ولا كفر. وان كان فيها معصية وخطأ لكن لم يكن الخطأ والمعصية تبلغ حد الكفر. كما قص الله تعالى نبأ ابني ادم حيث قتل احدهما اخاه واتلو عليهم نبأ ابن ادم بالحق قرب قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر. قال لاقتلنك. فهدده بالقتل واوقع القتل فيه. كما قال تعالى فقتله فكان من الخاسرين. ثم كانت للناس ما كان من سيء الاعمال دون الشرك بالله عز وجل. حتى طالب الناس العهد ومضى الناس على التوحيد قرونا متعاقبة جاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه ان الناس داموا على توحيد الله تعالى لا يعبدون سواه. ولا به غيرة عشرة قرون كانوا على التوحيد يعبدون الله وحده لا شريك له ثم طلع الشرك بسبب ما زينه الشيطان من الغلو في الصالحين. حيث زين الشيطان لقوم نوح ان يجعلوا انصابا وتماثيل. لقوم صالحين ماتوا فارادوا ان يتذكروا عبادتهم فصوروا لهم تلك التصاوير يتذكرون به ما كانوا عليه من عبادة وطاعة. حتى طال العهد ونسي العلم وهلك اولئك. فجاء من فجاهم الشيطان فقال ان ابائكم كانوا يعبدون هؤلاء ويتقربون بهم الى الله عز وجل فوقع الشرك حينئذ وهذا ما قصه الله تعالى في قوله كان الناس امة واحدة اي جماعة واحدة على ملة واحدة على دين واحد وهو التوحيد. ثم لما خلق حصل الانحراف وانصرف الناس عن عبادة الله الى عبادة غيره فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين بعث الله النبيين مبشرين من امن بالله ووحده ومنذرين من خالف امره وايد الله تعالى هؤلاء النبيين بما ايدهم به من البراهين. قال وانزل معهم الكتاب تاب بالحق فايدهم بكتب تقرأ ويعلم بها ما لله من الكمال وما له من الحق والواجب. ولهذا جميع المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم. كانوا على هذا النحو كانوا على هذا الطريق يدعون الناس الى امرين الى معرفة الله عز وجل وتعليمهم من هو الله وما له من كمالات والثاني مما جاءت به الرسل تعريف الناس بحق الله طريق الموصل اليه جل في علاه. فكانت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. وكان النبيون عليهم الصلاة والسلام يعملون هذين العملين الجليلين العظيمين التعريف بالله والتعريف بالطريق الموصل اليه وهذا هو دأب وظيفة ورثة الانبياء. التعريف بالله والتعريف بالطريق الموصل اليه. فبعث الله النبيين ومبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب والكتاب هنا جنس ما انزله الله من الكتب على المرسلين والنبيين فما من بعثه الله تعالى الا وانزل معه كتابا يهدي الى صراط مستقيم يدعو الى التوحيد يعرف الخلق بالله ويبين لهم الطريق الموصل اليه. وقوله جل وعلا بالحق اي مقترنا بالحق. مصاحبا بالحق. فهو كتاب محكم صادق. يبين للناس الهدى ويبين الطريق الذي يصلون به الى الله فهو بالحق لانه يخبر عن الحقيقة. فالحق هو ما وافق وما وافق الواقع وما كان ثابتا مستقرا. ثم قال جل في علاه ليحكم بين الناس فيما اختلفوا هذا الكتاب الذي انزله الله مع الرسل بالحق وظيفة الحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. والحكم هنا يشمل الحكم بين اهل الايمان واهل الكفر. ببيان طريق المؤمنين. عقيدة وعملا وطريق المنحرفين عن صراط اهل الايمان عقيدة وعملا ولذلك قال جل وعلا ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه. وانما اختلفوا في حق الله. وليس المقصود فيما اختلفوا به في كل كل شيء اختلفوا فيه انما في الاختلاف الذي اوجب بعثة الرسل وهو عدم قيامهم بتوحيد الله عبادته وحده لا شريك له وعدم وهو ايضا عدم معرفتهم للطريق الموصل الى الله جل وعلا. يقول سبحانه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم. يعني كل ومن جاءه الحق وتبين له الهدى ثم تركه ولم يعمل به فان اتي من بغيه وعدوانه وظلمه وعدم انقياده للحق ورغبته فيه لو كان صادقا في طلب الحق لما اخطأه ولما ولعنه فان الله تكفل لكل من طلب الحق ان يهديه اليه. قال جل في علاه والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. فكل من صدق في طلب الحق والوصول اليه فان الله سيهديه وسيوصله وسيبلغه ما يؤمنه الى الحق والهدى ولذلك كل من ضل عن الحق انما اوتي من خلل اما في سوء قصف اما في قصده واما في فهمه والخلل الداخل على الناس في عدم الاهتداء الى الحق يأتي من واحد من هذين الامرين. سوء القصد وسوء الفهم سوء القصد بان لا يقصد الوصول الى الحق قصدا سليما صحيحا. فهنا لا يوصل لا وصل هذا الى الحق لانه لم يقصده بصدق. فلك ما نويت ولم تنوي اصابة الحق. انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. والله عز وجل يقول والذين جاهدوا فينا والجهاد مبدأه صدق النية وصحة العزيمة في ارادة الحق. فان سلم القصر وصحة النية وكان الانسان يريد عصابة الحق والوصول اليه لكنه اخطأه فهذا قد يكون بسبب سوء الفهم وهنا يحتاج الى ان يعيد النظر في فهمه ان يرجع الى اهل العلم وان يلزم الطريق الذي سار عليه علماء الامة فانه اذا وعلى هذا سلم من الضلالات والانحرافات. فان الضلالات والانحرافات كثيرة. وقد تظهر بمظهر العقل قد تظهر بمظهر الثقافة قد تظهر بمظهر الحضارة قد تظهر بمظهر من هذه المظاهر التي يزين بها الباطل. وحقيقة الامر انها او سوء قصد. فلهذا ينبغي للمؤمن ان يرجع في معرفة الحق اذا التبس عليه الى من امر الله بالرجوع اليهم والله تعالى قد بين ذلك فقال فاسألوا من؟ فاسألوا اهل الذكر ان انتم لا تعلمون ومن هم اهل الذكر؟ الذكر هو القرآن العظيم فاسألوا اهل القرآن. وليس المقصود باهل هنا من يجوده ويحسن تلاوته فحسب بل المقصود باهل الذكر هنا هم اهل العلم بكلام الله عز وجل لفظا ومعنى. فان العلم بكلام الله لفظا ومعنى هو من كان عالما بكلام الله لفظا ومعنى هو الحقيق بان يكون من اهل الذكر. فاهل الذكر هم المتأهلون له الصابرون عنه المعظمون له. وهذا يصدق على كل من استمسك بالكتاب والسنة لان القرآن هو الذكر. صاد والقرآن بالذكر. انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. والذكر هنا والقرآن. وانه لذكر لك ولقومك. وسوف تسألون فالمقصود من ذكر القرآن فقوله فسألوا على الذكر اي اهل العلم بالقرآن ولا يكون عالما بالقرآن الا من علم سنة سيد الانام فان الله انزل عليه القرآن ليبينه للناس ويترجم ويوضحه توضيحا بينة فمن اراد شيئا من الحق التبس عليه فعليه ان يرجع الى هؤلاء الذين سمى الله تعالى في كتابه فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. اذا كل من انحرف عن الجادة كل من خرج عن المستقيم فثمة سبب اما في سوء قصده واما في سوء فهمه. ومن كمل له حسن واضاف الى ذلك سلامة الفهم فانه لن يخطئ الحق ولن يخطئ اصابة الهدى وبلوغ الصراط المستقيم وسلوكه. يقول الله جل وعلا فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. هنيئا لمن امنوا فان الله تكفل له بالهداية. هنيئا لمن اقر بما جاء عن الله وبما جاء عن رسوله يا اخواني هو الاقرار بكل ما اخبر به الله عز وجل او اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الاقرار يستلزم قبولا وادعانا. القبول للاخبار. والاذعان لايش؟ للاحكام وهذا اذا ملأت صدرك بها الان ملأت صدرك بانك تقر بكل ما جاء عن الله وعن رسوله قابلا للاخبار مذعنا للاحكام فقد حققت الايمان المجمل الذي تقابل به كل مفردة من مفردات الايمان ترد عليك. في الاخبار والعقائد او في الاحكام والشرائع. واذا كنت كذلك فابشر بهداية الله. لذلك يقول الله تعالى بعد ان اختلاف الناس وذكر انقسامهم قال فهدى الله الذين امنوا لما اختلف فيه من الحق باذنه بامره وقظائه جل في علاه. والهداية التي اثبتها للمؤمنين في معرفة فيما اختلف فيه نوعان النوع الاول تمييز الصواب عن الخطأ. تمييز الهدى عن الضلال تفريق الرشد عن الغيب وهذا فضل عظيم ومنحة كبرى من رب العالمين للعبد اذا وفق اليها ان يرزقك الله نورا. تبصر به الحق وتعرف الفرق بين الهدى والضلال بين الغي والرشاد. بين صراط الله المستقيم وسبل الشيطان الرجيم من الله عظيمة وهذه هي المرتبة الاولى من مراتب الهداية في قوله تعالى فهدى الله الذين امنوا لما اختلف فيه من الحق باذنه. فاذا اختلف الناس في امر قضية دينية او قضية تتعلق بالمسير الى الله والوصول اليه في اسمائه في صفاته في العقائد في الاحكام هداك الله تعالى لما اختلف فيه الحق باذنه. بين لك مميزته الهدى من الضلال الحق من الباطل الرشد من الغيب. ثم النوع الثاني من الهداية هو ان يوفقك في سلوك صراط الله المستقيم. في القيام بالحق فانك اذا ميزت بين الحق والباطل ولم تعمل بالحق ولم تعتقد الحق لم تنتفع. كنت من المغضوب عليهم. الذين علموا ولم يعملوا الذين علموا ولم يعملوا. ولذلك قوله تعالى فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه الهداية نوعان هداية بيان وايضاح تستدين به الحق وتعرف به الطريق الموصل الى غايته وهدفك واما النوع الثاني من الهداية هو هداية الالهام والتوفيق والارشاد التوفيق والالهام والعمل التوفيق والالهام والعمل وهذي التي يوجد بها الحق ويعمل به ويعتقد او يفعل وبه تكمل الهداية وتسلم من كل انواع الانحرافات لان انواع الانحراف عن الهداية نوعان اما علم بلا عمل علم بلا عمل هذي هذا نوع من الضلال وهو اشده واما عمل بلا علم وهذا نوع اخر من الضلال. ونحن في كل صلاة نسأل الله السلامة من هذين السبيلين والتوفيق الى الذي يجمع علما وعملا. عندما تقول في صلاته اهدنا الصراط المستقيم. انت تسأل الله ان يبين لك الطريق الموصل اليه الصراط المستقيم هو السبيل هو الطريق الذي يوصلك الى الله وتصل به الى جنته وفضل تصل به الى سعادة الدنيا وفوز الاخرة. هذا السبيل هذا الطريق يقوم على امرين علم نافع وعمل صالح قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح ليظهره على الدين كله ليصبح ظاهرا عاليا منتصرا على كل ملة ودين. اهدينا الصراط المستقيم صراط العلم النافع صراط العمل الصالح وضحه لنا وبينه لنا واعنا على سلوكه فانك اذا اتضح لك الطريق وقعدت لن تكمن لك الهداية بل ان كنت قد تركت سلوك هذا الطريق عن عمد وقصد فانك من الذين قال فيهم غير المغضوب عليهم. ولا الضالين فالله تعالى استثنى صنفين من هذا السبيل وهذا الطريق وهم المغضوب عليهم والثاني الضالون. والمقصود بالمغضوب عليهم من هم المغضوب عليهم ها؟ المغضوب عليهم يعني كثير من المفسرين يذكر هذا الذي ذكر ذكر بعض الاخوان انهم المغضوب عليهم اليهود والضالون النصارى. لكن ينبغي ان يعرف المؤمن لماذا كان هؤلاء مغضوبا عليهم ولماذا كان اولئك ضالين ان اليهود اتصفوا بالغضب لانهم علموا الحق ولم يعملوا به. فكل من علم الحق ولم يعمل به فهو مغضوب عليه من اي جنس كان؟ وكل من عمل بلا هدى ولا علم ولا بصيرة ولا اتباع لسنة فهو من الضالين. وهذا هو السبيل المخالف الذي يوقع الانسان في في الانحراف لذلك قوله تعالى فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه هو بيان لما من الله تعالى به على اهل الايمان. اذا اردتم الهداية يا عباد الله ايها الاخوة الاكارم اذا اردتم الهداية حققوا الايمان اذعنوا لله عز وجل بقبول احكامه بالتسليم لاحكامه القبول لاخباره فانه من سلم قياده للنصوص سلم من كل انحراف. اما من عارض النص بعقله او ظن ان عقله اكبر من حجمه الذي هو عليه وما اوتيتم من العلم الا قليلا فانه سيقع في انواع من الضلالات والانحرافات. اخواني ما ضل من ضل الا لتركه العلم النافع او العمل الصالح اما لتركه العلم النافع او لتركه العمل بالعلم. فان من ترك العلم ومن ترك العمل به كان من زمرة المغضوب عليهم. يقول الله تعالى بعد ذلك والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. والله يهدي بعد ان ذكر هدايته لاهل الايمان لسائل ان يسأل لماذا يهدي الله تعالى اهل الايمان؟ الجواب والله يهدي من يشاء. سؤال الهداية حضور عمياء تصيب اي احد بلا سبب ام هي وفق علم وحكمة قاعدة مطردة في كل ما شاءه الله. فليس ثمة شيء يشاءه الله الا عن علم. والا عن حكمة وكلنا نسمع هذا في كثير من الاحيان لكننا نغفل عن دلالته. يقول الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. ثم قال في السورة الثانية في الانسان وما تشاؤون الا ان يشاء الله اثبت ان مشيئة الخلق لا تخرج عن مشيئته لكن مشيئته ما ضابطها؟ وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فكل ما يشاء يصبر عن علم لا جهل فيه ويصدر عن حكمة ولذلك هو اعلم جل وعلا بالمهتدين وهو اعلم بمن اتقى. ايش معنى هو اعلم بمن اتقى؟ هو اعلم بالمتقين. ما معنى هذه الاية؟ يعني يعرف المهتدي من غير المهتدي يعلم من مخطئ من هو مهتد او لا هذا بعض دلالة الاية. لكن من دلالات الاية ان الله يعلم من يستحق الهداية يعلم من يستحق ان يكون من المتقين. ولهذا يقول جل وعلا في جواب لماذا اصطفى الله الرسل الله عز وجل يقول في كتابه الله يصطفي من الملائكة رسلا ها ومن الناس على اي اساس يكون هذا الاصطفاء على اي قاعدة يكون هذا الاختيار. قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فهو عليم حكيم في من يصطفيه ويختاره. جاء النص على هذا في قوله ايه؟ الله اعلم حيث يجعل رسالته. فوضع الرسالة في في موسى في عيسى في نوح في إبراهيم في سائر النبيين صلوات الله وسلامه عليهم ليس هكذا بلا سبب بل الله اعلم حيث يجعل رسالته. فما اصطفاه ولا اختاره وما اصطفاهم ولا اختارهم الا انهم متأهلون لذلك بما منحهم جل في علاه من زكاء القلوب وصلاحها وتهيئها لاستقبال هذه الانوار العظيمة التي اشرقت بها الارض بعد ظلماتها. ثم ان الاصطفاء في المرسلين ليس مقصورا عليهم بل حتى في اتباعهم ولذلك ابن القيم في تفسير هذه الاية يقول الله اعلم حيث يجعل رسالته اصلا واتباعا اصلا في المرسلين واتباعا في من يتبعهم من المؤمنين. فالله يصطفي من الناس من يجعلهم حمله لهذا الدين حملة لهذه الرسالة يرثون العلم عن النبيين. وكل مؤمن مهما كانت درجة ايمانه ما دام في دائرة الاسلام فله نصيب من الاصطفاء. له نصيب من الاختيار قال الله تعالى ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم تقسيمهم ايش ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات. فهنيئا لكل مسلم على اي مرتبة كان من مراتب الايمان ما دام في دائرة الاسلام فله نصيب من الاستتار. ثم اورثنا الكتاب والقرآن الذين اصطفينا من عبادنا. فمنهم هذه مراتبهم واقسامهم. ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ظالم لنفسه هو المسرف بالخطايا والسيئات اما بترك واجبات او فعل محرمات. والمقتصد هو القائم بالواجب على حد ما فرض المجتنب للمنهي على حد ما نهي. والسابق بالخيرات هو فلنسارع في كل بر واحسان وفضل وخير من صالح الاعمال في السر والاعلان. هذا هو السابق بالخيرات نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم. اذا الله عز وجل اعلم بمن اهتدى وهو جل وعلا يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وفق حكمته ووفق علمه ولهذا اهل نفسك ان تكون من اهل الهداية ابذل جهدك في ان تكون من المصطفين الاخيار. من الذين يمن الله تعالى عليهم بالانوار التي تشرق بها القلوب وتصلح بها الاعمال. وان اعظم ما يقذف النور في قلبك ويميز به المؤمن بين الحق والباطل التقوى. نسأل الله ان يجعلنا من المتقين. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله ايش؟ يجعل لكم فرقانا. ان حققتم التقوى في قلوبكم وحققتموها في اعمالكم بفعل ما امرتم به وترك ما نهيتم عنه الله فرقانا نور تميزون به بين الهدى والضلال. تعرفون به الحق من الباطل وما احوجنا يا ما احوج الناس لا سيما في زمن الاشتباه والالتباس الى هذا النور. هذا النور يقيك الفتن هذا النور يهديك مواقع الهدى هذا النور يبعد عنك سبل الغواية وطرق وطرق سبل الغواية وطرق الانحراف. لذلك استمسك به. فالله عز وجل يقول والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فحقق اسباب الهداية اعظم اسبابها الايمان قال جل في علاه الله قال جل وعلا فهدى الله الذين امنوا بما اختلف فيه من الحق باذنه والله يحيي ان شاء الله صراط المستقيم. ولهذا اذا اشكل عليك شيء من من امور العلم او من امور العمل. اذا حصل عندك اشتباه في امر لا تعرف اين الحق هل هو في قول فلان او في قول فلان؟ هل هو في الطريق الفلاني او المسلك الفلاني؟ ولم يكن لك معرفة؟ اجتهد في خصام الايمان فان الله تكفل للمؤمنين بالهداية فهدى الله الذين امنوا لما اختلف فيه من الحق باذنه. واليوم ما اكثر خلاف الناس. وما اكثر تشعب الطرق؟ وما اكثر المتكلمين في الدين؟ على غير علم ولا ولا يسلم الانسان من هذا وهو يسمع المنحرفين المضللين المشككين المشبهين الطاعنين في الكتاب والنائلين من السنة والمتنقصين لصحابة رسول الله ما اكثر ما يسمع هؤلاء في مجالات شتى ما الذي يسلمك من هذا المحيط الكبير من الانحرافات؟ الايمان الذي يصدر عن كتاب الله وسنة رسوله. فالزم هذين وحقق الايمان وسيشرح الله صدرك لسبل الحق. بعد ان بكى الله عز وجل باختلاف الناس. اختلاف الناس يقتضي ان وان يتصارعوا وان وان يطلبوا وان يطلب كل فريق الغلبة على الاخر الغلبة على خصمه. ولذلك ذكر الله تعالى بعد هذا الاختلاف وذكر اقوى سلاح مع المؤمن وهو الكتاب وهداية الله عز وجل التي تتنزل على اهل الايمان ذكر ما يصيب اهل الايمان من ابتلاء الايمان نعمة عظيمة. لكن هذا لا يعني ان يسلم الانسان من البلاء الف لام ميم احسب الناس ان يدركوا ان يكونوا امنا وهم لا يفتنون هذا لا يكون لا يكون هذا هذا الحسبان غلط فلا بد ان يختبر ايمان المرء ليميز الله الخبيث من الطيب والاختبار له اوجه حديدة وله صور كثيرة منها ما يتعلق بالاصابة بالمكاره منها ما يتعلق بفتن الشبهات منها ما يتعلق بفتن الشهوات صنوف لكنها ترجع الى هذه الابواب الثلاثة اما فتنة شبهة واما فتنة شهوة واما اصابة بمكروه. و اذا صدق العبد الله عز وجل اخرجه من هذه الفتن قوية صلبا ثبت قدم رسخ الايمان سلمه الله تعالى من الشرور واعطاه قوة للمضي في في سبيله وطريقه. يقول الله تعالى في الاية والخطاب هنا لاهل الايمان ام حسبتم ان تدخلوا الجنة لماذا ذكر الجنة؟ لانها منية الطالبين. كل الساعين بانواع العمل الصالح في هذه الدنيا يسعون للفوز بالجنة. فالله عز وجل يقول لنا ام حسبتم ان تدخلوا الجنة. اتظنون لعلكم تدخلون الجنة دون بلاء واختبار والجنة ايها الاخوة اسم بدار النعيم التام الكامل الجنة اسم لدار النعيم الكامل التام الذي لا الذي لم تر مثله عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب بشر كما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى اعددت لعبادي الصالحين ما العين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فما في الجنة شيء يفوق الخيال. وما ذكره الله من صور النعيم في كتابه الحكيم انما هي نماذج لا تشبه مما في الدنيا من الاسماء كما قال تعالى وعودوا به متشابها. في معنى في بعض معاني تفسيرها يقول ابن عباس ليس في دنيا مما في الاخرة الا الاسنان. واما الحقائق والمعاني فانها محترفة شتان بين دار الخلد التي اعدها الله لعباده الصالحين وبين الدنيا المجبولة على القدر الكدر لقد خلقنا الانسان فكر. فشتان بين دار الكبد ودار الخلد شتان بين دار النعيم والدار التي ليس فيها من النعيم الا نزر يسير هو الذي يحفزك للوصول النعيم في الدار الاخرة