سم الله. بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى عن قوله تعالى والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه وقوله ايضا والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه اثبت في هاتين الايتين التشابه للزيتون والرمان. ونفاه عنهما. والجواب ما قاله قتادة رحمه الله تعالى من ان المعنى متشابها ورقها مختلفا طعمها والله تعالى اعلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الشيخ الشنقيطي رحمه الله في كتابه الماتع دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب بقوله جل وعلا والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه وفي الاية الثانية قال والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه. هذا آآ الايهام فيما يتعلق بالاضطراب هو في اية واحدة وليس في ايات والجاري فيما تقدم هو ذكر ما يكون من ايهام التعارض بين ايات مختلفة لكن في هذا الموضع الاية واحدة ووجهه اه اه ايهاب الاضطراب في انه اثبت تشابها ونفاه في نفس السياق فقال والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه وفي الاية الاخرى من سورة الانعام ايضا. قال والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه ولا يشك عاقل ان مثل هذا التوهم في الاضطراب والتعارض بين الايات بعيد جدا لكن المؤلف رحمه الله اه يذكر اه كل ما يمكن ان يكون مندرجا في آآ ما ذكره من عنوان وهو آآ دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب والا فيذكر المؤلف رحمه الله احيانا بعض الايات التي آآ توهم الاضطراب فيها ضعيف جدا لكن لما كان الموضوع يمكن ان يدرج تحته مثل هذه الايات فانه يذكرها والا فمعلوم ان التعارض في او الاضطراب في هذا ليس واردا لان ما اثبته غير ما نفاه فما اثبته من التشابه هو في بعض جوانب هذه النباتات وما نفاه وفي جوانب اخرى. فيحمل ما ثبت من تشابه على معنى وما نفي من تشابه على معنى اخر وهذا الذي اجاب به قتادة رحمه الله حيث قال متشابه متشابها مختلفا طعمها وهذا يمكن ان يكون وجها من اوجه الجواب ولكن آآ الله اعلم باوجه التشابه الاخرى واوجه الافتراق الاخرى اخرى فقد يكون ثمة ما يكون متشابها في تركيب هذه النباتات قد يكون التشابه في تكوين هذه النباتات التشابه ليس محصورا فيما ذكر انما هو مثال لدفعها من الاضطراب. فاذا وقفنا على صورة واحدة من التشابه والاختلاف كفانا عن ان نتتبع كل اوجه التشابه وكل اوجه الافتراق هذا واضح نعم الاية التي الاية التي تليها قوله تعالى لا تدركه الابصار. هذه الاية الكريمة توهم ان الله تعالى لا يرى بالابصار. وقد ايات اخر تدل على انه يرى بالابصار كقوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وكقول للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فالحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجه الله الكريم. وكذلك قوله لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد على احد القولين وكقوله تعالى في الكفار الا انهم عن ربهم يومئذ محجوبون يفهم من دليل خطابه ان ان المؤمنين ليسوا محجوبين عن ربهم. والجواب من ثلاثة اوجه آآ تعارظ يتوهم من اثبات النظر الى وجهه جل في علاه في جملة من الايات وما يمكن ان يفهم من قوله لا تدركه الابصار وهي اية في سورة الانعام ذكرها الله جل وعلا في سياق آآ ذكر آآ كمالاته ذلكم الله ربكم آآ لا اله الا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل امر الله تعالى بعبادته بعد ان عرف بنفسه جل وعلا من اه ذكر افعاله وصفاته ثم قال تا لا يقول قائل السياق يبين الاية لا تدركه الابصار. امر الله بعبادته ثم نفى امكانية ادراك الابصار له وهي في الدنيا لا تراه بالكلية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم واعلموا ان آآ احدا منكم لن يرى ربه حتى يموت هذا فيما يتعلق بادراك البصر في حال اليقظة واختلفوا في حال المنام والراجح انه لا يرى لا في المنام ولا في اليقظة. لعموم قوله صلى الله عليه وسلم واعلموا ان احدا منكم لن آآ يرى ربه حتى يموت والمقصود بالموت هنا الموتة الكبرى لا الموتة الصغرى التي هي النوم نفى الله جل وعلا في هذه الاية ان تدركه الابصار حتى لا تطمح النفوس ان ان تطلب رؤية هذا الرب الذي يعبد فانه لا يمكن ان يرى وذلك لعجز قدرات البشر عن ادراكه جل في علاه بل حتى في الاخرة عندما يرى المؤمنون ربهم جل في علاه نسأل الله ان نكون منهم فانهم لا تمكنون من ادراكه انما يرون بهاءه وجماله وحسنه وشيئا من كمالاته لكنهم لا يستطيعون الادراك. الان اه ينظر احدنا لواحد من هالكشافات وهو من اصغر ما يكون اه اضاءة لا يستطيع مع تحديد البصر ان يدركه ادراكا كاملا. يعني انا بسألكم انظروا الى هذا هل تعدون المربعات التي فيه ما ما تدركونه وهو مخلوق مع انكم تبصرونه فنفي الادراك لا يستلزم نفي الرؤيا قوله لا تدركه الابصار استدل به آآ محرفون لكلام الله عز وجل عن مواضعه آآ على انه لا على انه لا يمكن ان يرى وهو يستدل ايضا بقوله تعالى في في قصة آآ موسى لما طلب النظر الى الله عز وجل قال ربي اريني انظر اليك قال لن تراني قالوا ان هذه تفيد انه لن يرى مطلقا وهذا غير صحيح وقد رد عليه الائمة المقصود ان هذه الاية توهم عندما انقصر نظره انه لا يرى مع انه لم ينفي الرؤية انما نفى ايش؟ الادراك لكن استدل بها بعض المحرفين على انها تدل على انه لا يرى فلذلك ذكرها المؤلف وفي مقابلها ذكر الايات المثبتة للرؤيا مع انه في الحقيقة لا تعارض هنا وتوهم التعارض هو من قصور الفهم لا من حقيقة الايهام. لانه احيانا اه توهم التعارض يأتي من قصور فهم الرائي او السامع واحيانا يأتي من اشتباه اللفظ نفسه واحتماله ففي هذه الحال ليس التعارض متوهما من اللفظ لان اللفظ لا ينفي انما لا ينفي الرؤيا انما ينفي ايش الادراك معلوم ان ثمة فرقا بين نفي الادراك وبين نفي الرؤية تنفي الادراك لا يستلزم بالكلية نفي آآ الرؤية والامثلة على هذا شاهدة فيما يدركه الانسان من المبصرات فقد يرى شيئا لكن لا يدركه بمعنى انه لا يحيط به هذا معنى لا تدركه الابصار. كما قال تعالى ولا يحيطون به علما. وكما قال جل وعلا ولا يحيطون بشيء من علمه فالله اثبت انه لا يحاط به جل في علاه. فخلقه لا يحيطون به حسا عندما يبصرون يبصرونه يوم القيامة ولا يحيطون به ادراكا ورؤية في الدنيا ولا يحيطون به علما ايضا لا يعجز الخلق عن ان يحيطوا بكمالات الرب باسمائه وصفاته ولذلك كان من اسمائه ما لم يخبر به عباده قال في حديث ابن مسعود اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او المته احدا من خلقك او ايش استأثرت به في علم الغيب عندك يعني ما اطلعت عليه العباد. وهذه الاسماء تتضمن ايش صفات فثمة اسماء تتظمن صفات من صفات الرب لا يعلمها العباد لانه لا تطيقها عقولهم ولا تحيط بها اذهانهم بالحد الادنى الذي يمكن ان يدرك به المعنى. لان ما اخبر الله تعالى به من صفاته واسمائه جل في علاه لا يحيط العباد به الا بالقدر المشترك الذي يفهم به معنى اللفظ لكن حقيقة معاني المضافة الى الله ما يدركها العباد وما يعلم تأويله الا الله اي حقيقته وكونه الا الله. فنعلم ان الله سميع لكن ما ندرك حقيقة الذي يضاف الى الله ندرك ان السمع في المعنى العام المشترك انه ادراك سماع الاصوات ادراك المسموعات وهذا المعنى ثابت بما اضاف الله تعالى به آآ ما اضافه الله تعالى لنفسه من السمع كذلك في البصر ادراك المبصرات كذلك الحياة كذلك سائر ما اخبر الله تعالى به من صفاته القدر المشترك في المعنى هذا ثابت وهو الذي نعقل به النص المضاف الى الله عز وجل لكن حقيقة هذا السمع حقيقة هذه البصر هو الذي يقول فيه العلماء نثبت لله ما اثبته لنفسه من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل فالمقصود ان الادراك منفي عن كل ما يتعلق بالله عز وجل لا يدركون كما قال الله تعالى ولا يحيطون به علما ولا يحيطون بشيء من علمه جل في علاه اذا كان كذلك فما الجواب عن التوهم يقول المصنف رحمه الله هنا بعد ان ذكر ايات مثبتة للنظر الى الله جل وعلا قال هذه الاية توهم ان ان الله تعالى ما قال قل والوهم من حيث دلالات اه من حيث مراتب الادراك هو ادنى المراتب لأن الادراكات العلم والظن والشك والوهم هذه مراتب الادراك تدرك الشيء علما وتدرك الشيء ظنا وهو ما تردد بين امرين مع ترجيح وتدرك الشيء شكا من دون ترجيح وتدرك الشيء وهما وهو ايش ادنى مراتب الادراك وهو ترجيح الوجه الضعيف ترشيح المرجوح يعني الوهم يقابل الظن لان الظن ترجيح احد الاحتمالين وهو الراجح اما الوهم فانت ترجح المرجوح فهو اقل وادنى درجات الادراك طبعا يعني يقابل كل هذه الدرجات الجهل. لان الجهل عدم علم فلا فلا ادراك آآ بعلم ولا بظن ولا بشك ولا بوهم بل هو خلو ايهما اسهل؟ الوهم او الجهل ها ايهما آآ اسهل الجهل او الوهم الوهم جهل مركب بانه علم على خلاف الواقع. اما الجهل خلو واضح فقوله رحمه الله هذه الاية الكريمة توهم اي آآ في في الادراك تعطي قد يفهم منها الانسان ما ما ليس يراجع فيقع في الجهل المركب فيظن انه مدرك وهو غير مدرك. طيب وما وقد جاء وقد جاءت ايات اخر تدل على انه يرى بالابصار. شف هناك قال توهم هنا قال تدل لان دلالتها واضحة واما تلك فهو وهم وهو ترجيح المرجوح فيما يرد فيه احتمال. وذكر جملة من الادلة الدالة على اه النظر الى وجهه جل في علاه. نسأل الله ان يمن علينا بذلك اعظم نعيم اهل الجنة النظر الى وجه الله واعظم نعيم اهل الدنيا الشوق الى لقائه ولذلك كان في الدعاء اسألك لذة نظري الى وجهك والشوق الى لقائك واما قوله ان المؤمنين ليسوا محجوبين عن ربهم لان الله انما اضاف الحجب عن الكفار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون اهل الكفر الذين كذبوا بيوم الفصل نعم والجواب والجواب من ثلاثة اوجه الاول ان المعنى لا تدركه الابصار اي في الدنيا فلا ينافي الرؤية في الاخرة. الثاني هذا واحد تحمل هذا لو سلمنا ان لا تدركوا الابصار. معناه لا يرى بالابصار فهذا محمول على حال الدنيا. كقوله لموسى عليه السلام لن لن تراني. نعم الثاني انه عام مخصوص برؤية المؤمنين له في الاخرة وهذا قريب في المعنى من الاول لا مهوب قريب الحقيقة لانه هذا الاول خصه بالدنيا دون الاخرة واما الثاني فهو يقول في الدنيا والاخرة لكن المنفي هو رؤية غير المؤمنين فيكون هذا كقوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون نعم فهم ليس قريبا لانه في فرق بين الوجهين نعم والثالث الثالث وهو الحق ان المنفي في هذه الاية الادراك المشعر بالاحاطة كالكنه. اما مطلق الرؤية فلا تدل فلا تدل الاية على نفيه بل هو ثابت بهذه الايات القرآنية والاحاديث الصحيحة واتفاق اهل السنة والجماعة على ذلك. هذا الوجه الثالث وهو الحق. ويمكن من خلال قوله الثالث وهو الحق نفهم معنى قولي وهذا قريب في المعنى من الاول يعني في كونه مردودا فالقرب هنا في كونه يتفق في انه ليس الراجح فيما يظهر والله اعلم لانه يعني الشنقيطي رحمه الله صاحب علم راسخ ونظر بعيد يعني مميز مما يظهر تميزه رحمه الله هذا الكتاب يعني صاحب عمق في بالفهم للنصوص وفي البيان لها فيبعد ان يكون قول وهذا قريب في المعنى من الاول انه يعني التقارب بين المعنيين. على كل حال. الثالث قال وهو الحق ان المنفي في هذه الاية الادراك المشعر بالاحاطة بالكل ايش معنى هذا الادراك المشعر بالاحاطة بالكن اشمعنى الكل الكن هو حقيقة الشيء ماهيته هذا معنى الكن. كنه الشيء حقيقته وماهيته ومعنى قوله هنا الادراك المشعر بالاحاطة يعني المنفي ليس الادراك كله انما المقصود بالادراك الذي يحيط به المدرك بحقيقة الشيء وكنه الان اسألكم نظركم مثلا الى هذا الجهاز يعني في الادراك اقوى من نظركم الى هذه الاضاءة وهي مشتعلة لانه هذا تدركون مثلا هذا مفتاح وان هذا سماعة وان هذا غلاف يعني الادراك مستوى الادراك لمثل هذا الذي يمكن ان يكون بين يديك ليس كمستوى الادراك لهذه الاضاءة البعيدة التي لا ترى الا وهجا امام عينيك واضح فمستوى الإدراك مختلف اه يقول المنفي هنا ليس الادراك بالكلية الذي يستلزم عدم النظر وعدم الرؤية انما الادراك الذي يحصل به احاطة المدرك الرائي بحقيقة ما يراه بكونه ما يرى بماهية ما يرى وهذا هو المنفي في في هذه الاية يقول اما مطلق الرؤية طبعا هذا اذا سلمنا هذا اذا سلمنا ان ان نفي الادراك يستلزم نفي الرؤيا مع انه في الحقيقة يمكن ان يقال انه لا آآ اشتراك بين الرؤية الادراك وهذا ما سيشير اليه في قوله وحاصل هذا الجواب ان الادراك اخص من مطلق الرؤية ان ان ثمة فرقا بينهما فنفي الادراك وهو الاخص لا يستلزم نفي الرؤيا وهي الاعم نعم وحاصلوا هذا الجواب ان الادراك اخص من مطلق الرؤية لان الادراك المراد به الاحاطة والعرب تقول رأيت الشيء وما ادركته فمعنى لا تدركه الابصار لا تحيط به كما انه تعالى يعلمه الخلق ولا يحيطون به علما وقد اتفق العقلاء على ان نفي الاخص لا يستلزم نفي الاعم. فانتفاء الادراك لا يلزم منه انتفاء مطلق الرؤيا مع ان الله تعالى لا يدرك كنهه على الحقيقة احد من الخلق والدليل على صحة هذا الوجه ما اخرجه الشيخان من حديث ابي موسى مرفوعا حجابه النور او النار لو لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه فالحديث صريح في عدم الرؤية في الدنيا ويفهم منه عدم امكان الاحاطة مطلقا. وسبب عدم القدرة على الاحاطة تماله وعجز خلقه هذا هو السبب كماله وليس فقط العجز لانه العاجز احيانا قد لا يدرك آآ ناقصا قد لا يدرك ناقصا مثل الاعمى الاعمى عاجز عن النظر فهو لا يدرك لا لكمال اه الذي عجز عن رؤياه بل لنقصه تعال عجز الانسان عن الادراك لا يستلزم الكمال في الذي لا لم يدركه في كل الاحوال انما المقصود في في سبب نفي قدرة الخلق على الادراك في شأن الرب هو امران عجزهم وكماله جل في علاه فلكماله وبحمده ما يستطيع العباد ان يدركوه تلك الكمالات لا تطيق عقولهم ولا قدراتهم ان يا رب يوم القيامة يهبهم الله جل وعلا من القدرات ما هو مختلف عن حال الدنيا تماما لانه كل ما يتعلق بالاخرة مختلف عما عليه حال الناس حتى في السماء والارض الله جل وعلا يقول يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات اي والسماوات غير السماوات فالاحوال تختلف في في كل ما يحيط بالانسان لانه الانسان لو يبي يتعرض للشمس الان في هذا الوقت اه في الصيف الحارق في بعض المناطق يصاب بظربة ويموت ظربة شمس ويموت. يوم القيامة تدنو الشمس من رؤوس الخلائق على انهم يقولون الان لو دانت الشمس من الخلق قدر ادنى ما يكون من القدر يعني لو تقدمت ادنى ما يكون من موقعها لاحترقت الارض فكيف يوم القيامة؟ ليش؟ لانه في تغيرات يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار. فيهب الله تعالى في ذلك التغيير من قدوة من القدرات التي يتمكن بها الناس على تحمل اهوال ذلك اليوم وايضا التنعم بما اعده لعباده الصالحين ولهذا تتغير حتى الصورة يدخل يوم القيامة اهل الجنة يدخلون لا على صورتهم في الدنيا. طولهم واحد من حيث على طول ادم ومن حيث اللحى لا لحى لهم. يعني لهذا تغير في يدل على ان الاحوال مختلفة تماما عن حال الدنيا لا في الصورة ولا في طبيعة الخلق والله على كل شيء قدير فالمقصود ان عدم ادراك الخلق عدم قدرة الخلق على ادراك ما ما للرب من الكمالات هو لعجزهم ولان كما نأتي سبحانه وبحمده تفوق قدراتهم انا ولذلك يقول وما قدروا الله حق قدره نعم والحاصل ان رؤيته تعالى بالابصار جائزة عقلا في الدنيا والاخرة. لان كل موجود يجوز ان يرى عقلا ويدل تدل لجوازها عقلا قول موسى ربي ارني انظر اليك لانه لا يجهل الجائزة في حق الله تعالى عقلا واما في الشرع فهي جائزة وواقعة في الاخرة. ممتنعة في الدنيا ومن اصلح الادلة في ذلك ما رواه مسلم ابن خزيمة مرفوعا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا. والاحاديث برؤية المؤمنين له يوم القيامة متواترة. والعلم عند الله تعالى وآآ مثل ما ذكرت ان الممتنع في الدنيا هو الرؤيا يقظة ومناما واما النبي صلى الله عليه وسلم فقد آآ اتفق اهل السنة على انه رأى ربه في المنام كما ثبت في الصحيح في الحديث صحيح عنه صلوات الله وسلامه عليه. واختلفوا في رؤيته في اليقظة ذهب بعض اهل العلم الى انه يرى نقل ذلك في بعض ما نقل عن ابن عباس عن الامام احمد ولكن اه لم ينقل شيء صريح انما المنقول موهم انه رآه والفيصل في ذلك ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم سأله هل رأيت ربك؟ قال نور ان اراه يعني كيف اراه يفسر هذا ما جاء في الصحيح من قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه سبحانه وبحمده السبوحات هي الانوار سبحات وجهه من تهى اليه بصره. جل في علاه وبحمده نعم قوله تعالى واعرض عن المشركين. لا يعارض ايات السيف لانها لا يعارض ايات السيف لانها ناسخة له هذا الجواب يجيب به كثير من المفسرين على الايات التي فيها اه الاعراب والصبر على الاعراض عن المشركين والصبر على اذاهم وما اشبه ذلك يجيبون بان هذه منسوخة بايات السيف التي جاء فيها الامر بقتال اهل الكفر وهذا الجواب وان كان قد قال به كثير من اهل العلم من اهل التفسير لكن الذي يظهر والله تعالى اعلم ان اه ثمة وجها اخر للجواب وهو ان هذا يختلف باختلاف الاحوال فان اية السيف لم تنسخ كل ما يتعلق ما سبقها من الاحكام لان ذلك محمول على الحال التي نزلت فيها ايات السيف اما الحالة التي تشبه حال المسلمين قبل نزول ايات السيف فانه يستعمل فيها ما جاء من النصوص التي فيها الامر بالصبر والاعراض ما اشبه ذلك مما آآ يتناسب مع الحال فالجواب المسدد فيما يظهر والله تعالى اعلم ان قوله اعرض عن المشركين هذا في الحالة التي تقتضي المصلحة ان يكون التعامل مع ان يكون التعامل معهم على هذا. ليش نقول هذا؟ لان الشريعة بناؤها على المصلحة فحيث ما كانت المصلحة كما يقول ابن القيم فثمة شرع الله فاذا تعارضت المصالح هذا اذا كانت المصالح ظاهرة اذا تعارضت المصالح مع المفاسد فعند ذلك يقدم المصلحة الاعلى منهما الاكثر الارجح منهما احيانا تتعارض مصلحتان واحيانا تتعارض آآ آآ مفسدتان فهنا يأتي الفقه في آآ بحث وطلب اعلى المصلحتين ودفع ادنى ودفع اشد المفسدتين وعلى المفسدتين بارتكاب ابي اه اقلهما اذا قوله اعلم عن الجاهلين واشباهها من الايات اه هي في الحالة التي تكون مصلحة في التعامل ان يكون كذلك وليست منسوخة لان الاصل انه لا نصير الى النسخ الا عند الا عند تعذر الجمع فما دام اننا لا نستطيع الجمع فلا نصير الى النسخ نعم قوله تعالى قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله. هذه الاية الكريمة يفهم منها كون عذاب اهل النار غير بقاء لا انقطاع له ابدا. ونظيرها قوله تعالى فاما الذين فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والارض الا ما شاء ربك ان ربك فعال لما يريد. وقوله تعالى لابثين فيها بابا وقد جاءت ايات تدل على ان عذابهم لا انقطاع له. كقوله خالدين فيها ابدا. والجواب عن هذا من اوجه. احدها واضح وجه التعارض بين الايات او توهم التعارض بين الايات الايات التي فيها تقييد للعذاب بمدة والايات التي فيها تخليد العذاب ابدا هذا مما وقع فيه آآ التباس على بعض اه الناس حملوا الايات التي فيها اه ان العذاب غير مؤبد على ان نار تفنى وما اشبه ذلك مما يتعلق بالخلاف في هذه المسألة التي اه جماهير وعلماء الامة من سلفها وقال فيها التابعين لها باحسان على ان النار مؤبدة لا تفنى وقد جاء ذلك في ثلاث ايات من كتاب الله عز وجل اشار المؤلف رحمه الله الى موضع واحد او الموضع المشترك بين الايات في قوله خالدين ما فيها ابدا جاء في النساء وفي الاحزاب وفي الجن اشار اليها محقق اه بعزو الايات الى هذه المواضع الثلاثة وهي في ثلاث مواضع يذكر الله جل وعلا تأبيد العذاب بالنار اذا كان كذلك فنحتاج الى الجواب عن الايات التي قد يتوهم منها ان العذاب غير مؤبد لعل الجواب ان شاء الله يكون في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد