لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله في العقيدة الطحاوية ونؤمن بالملائكة والنبيين والكتب المنزلة على المرسلين نؤمن تقدما اي نعتقد آآ ندين الله تعالى ونقر بالملائكة تكلمنا عن الملائكة وما يتعلق بهذا الاصل من اصول الايمان على وجه الاجمال والنبيين كذلك وهم من آآ نبأهم الله تعالى بالوحي اليهم و اتاهم من العلم ما لم يؤت غيرهم وهم كثر اه من بني ادم و آآ هم نوعان انبياء ورسل والرسل اعلى منزلة من الانبياء ولذلك قال الله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس والنبوءة يا اه من انباء وهي الاخبار او الاخبار ومن النبوء وهو الارتفاع والعلو وكلاهما متحقق لمن نبأه الله تعالى من من من الخلق والكتب المنزلة هذا من ايضا اصل من اصول الايمان الايمان بالكتب المنزلة والكتب المنزلة هي كل ما اوحاه الله تعالى الى رسول من رسله وما من رسول بعثه الله الا وقد انزل عليه كتابا المعروف من الكتب هو ما ذكره الله تعالى في القرآن من التوراة وهو اعظم الكتب بعد القرآن والانجيل وصحف إبراهيم و صحف موسى وهي التوراة الزبور الذي اوتيه داود عليه السلام وآآ ما عدا هذا فنحن نؤمن به نؤمن به في الجملة فالايمان بالكتب كسائر الايمان بالملائكة والنبيين ايمان مجمل بكل كتاب انزله الله تعالى على احد من خلقه من النبيين والرسل و ايمان مفصل وهو ما نص الله تعالى عليه بكتابه او ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في سنة نبيه من اه في سنته صلى الله عليه وسلم مما اه يتعلق بهذا الاصل ثم قال ونشهد انهم كانوا على الحق المبين ونسمي اهل قبلتنا مسلمين نشهد انهم اي النبيون الظمير يعود الى النبيين انهم كانوا على الحق المبين على الحق اي على الامر الصواب على الامر الثابت على الامر المستقير المستقر على الصراط المستقيم وقوله المبين اي الظاهر الذي بانت ادلته وظهرت علاماته تبينت دلائله وبراهينه فنشهد ان الانبياء الذين ارسلهم الله تعالى على الحق المبين لا نفرق بين احد من رسله نؤمن بهم جميعا وانهم جاؤوا بالهداية الى الخلق وان الله من على الخلق بهذه النبوات التي دلت الناس على الخير وحثتهم عليه وعرفتهم بالله وبالطريق الموصل اليه قال رحمه الله ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين. نسمي اي نصف اهل قبلتنا اي اهل القبلة وهي الكعبة التي يستقبلها اهل الاسلام النبي صلى الله عليه وسلم صلى داخل الكعبة ثم خرج فقال هذه قبلتكم احياء وامواتا كما في السنن القبلة المقصود بهالقبلة في الصلاة وهي الكعبة التي يتوجه اليها المسلمون من كل مكان ونسمي اهل قبلتنا اي من استقبل قبلتنا والاصل في هذا ما جاء في الصحيح من حديث انس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فهو المسلم الذي له اه ما لنا وعليه ما علينا وفيها رواية الذي له ذمة الله ورسوله فلا تغفر الله في ذمته. اي عهده الذي اعطاه كل مؤمن بعصمة دمه وماله وعرضه قال ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين اي كل من استقبل القبلة فهو مسلم وهو مؤمن والقاعدة في هذين الوصفين الاسلام والايمان انهما عند الاجتماع يدل كل واحد منهما على معنى خاص وعند الافتراق يدل كل واحد منهما على الاخر كمسلمين اي اهل اسلام ومؤمنين اي اهل ايمان وذلك صادق على اهل القبلة في الجملة فان اهل القبلة هم اهل اسلام وايمان لانه لا بد لهم من عمل ظاهر وعمل باطن فعمل الظاهر هو بالشرائع وعمل الباطن هو بالايمان والاخلاص والصدق محبة والتعظيم وسائر اعمال القلوب التي لا يخلو منها قلب مسلم فيسمون مسلمين مؤمنين لكن لا يثبت لهم اسم الايمان المطلق انما المقصود به انهم اهل ايمان واسلام بامتثال الظاهر بقبول الظاهر والباطن مما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم قد يقال ان المصنف رحمه الله جرى في هذا المساق على عدم التفريق بين الاسلام والايمان لكن هذا امر محتمل للكلام معنى آآ آآ قريب وهو ان الاسلام عمل الباطن وان الاسلام عمل الظاهر والايمان عمل الباطن لا حاجة الى تحميل كلام المصنف رحمه الله ما هو محتمل لكن لا دلالة عليه الا ان يكون ان الايمان عندهم شيء واحد واصله واهله في اصله سواء فلا فرق بين اهل الايمان في ايمانهم وهذا القول تقدم مناقشته على هذا القول فيكون الاسلام والايمان هو الذي جرى فيه المؤلف على انهما شيء واحد حتى في حال الاقتران وهذا خلاف ما عليه اهل التحقيق وخلاف ما دلت عليه النصوص من ان الايمان عند الاجتماع مع الاسلام يكون اه خاصا باعمال الباطن والاسلام باعمال الظاهر اه وهذا الامر هو احتمال وارد لكن لعلنا نجري على المعنى الاول ولو ان احدا قال مثل هذا القول فكلام المؤلف يحتمله بالنظر الى ما سبق تقريره في مسألة الايمان وما ذكره وما جرى عليه المؤلف من قول مرجعة الفقهاء قال ما داموا بما جاء به النبي معترفين هذا قيد لما تقدم نسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين. الى متى مدة ذلك قال ما داموا اي مدة دوامهم على موجب الايمان والاسلام مدة دوام على موجب وصف الايمان والاسلام وهو الاعتراف بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم و التصديق لما قاله واخبر به صلى الله عليه وسلم ولذلك قال ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين معترفين اي مقرين بقلوبهم غير منكرين له ولا معارضين له وله بكل ما قال واخبر مصدقين والتصديق هنا تصديق القلب الذي يتضمن الاقرار والطمأنينة بما جاء به صلى الله عليه وسلم وهنا يعلم ان وصف الايمان والاسلام اذا ثبت للشخص فانه يبقى ما دام لم ينقضه بناقض فاذا وجد منه ناقض لا يقال انه كان مسلما فكما كان قد يزول نسأل الله الثبات والهداية ودوام اقامة فالانسان قد يكون على حق ثم يزول ذلك بناقض من النواقض ولهذا استدرك المصنف حتى لا يقال انه ما دام انه ما دام انه قال لا اله الا الله فلو جاء بما ينقضه من ردة او كفر فانه لا يزول عنه وصف الايمان والاسلام بل الله عز وجل في كتابه اثبت الردة فقال ومن يرتدي منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه وهذا يدل على ان من الناس من يعود عن الايمان ويرجع الى الكفر بموجب من موجبات الخروج عن الاسلام وناقض من نواقضه فهم اهل القبلة يسمون مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي معترفين وله بكل ما قال واخبر مصدقين فاذا نقضوا ذلك بشيء من النواقض بتكذيب ما هو معلوم من الدين بالضرورة او عدم قبول ما جاء به صلى الله عليه وسلم من الشرائع فانه يكون بذلك قد نقض تكذيبه وعدم قبوله وانقياده واذعانه ينقض ايمانه ويرتفع اسلامه بعد هذا قال المصنف رحمه الله ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله. نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى لا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن ونشهد انه كلام رب العالمين نزل به الروح الامين فعلمه سيد المرسلين محمدا صلى الله عليه وسلم. وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين. ولا نقول بخلقه ولا نخالف جماعة المسلمين يقول المصنف رحمه الله في هذا المقطع ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن هذا مقطع مستقل ذكر فيه رحمه الله جملة من مسائل الاعتقاد بعضها تقدم وبعضها مبتدأ ذكرا فقوله رحمه الله ولا نخوضه في الله اي ان اهل السنة والجماعة لا يتكلمون في الله تعالى وفي اسمائه وفي صفاته وفي افعاله وفي كل ما هو من شأنه لا يتكلمون في شيء من ذلك بالباطل ولا يلجون ذاك الباب بغير حق فان الخوظ في الاصل هو الولوج في الماء هكذا في اللغة ثم استعمل هذا اللفظ في كل دخول في شيء على وجه باطل فاصبح الخائض في الباطل الداخل في الباطل يوصف بانه حائض اهل السنة والجماعة اهل تعظيما لكتاب الله وسنة رسوله فلا يخوضون في الله على وجه مخالف لما جاءت به النصوص وهم لا يتكلمون في الله ولا في اسمائه وصفاته وافعاله الا بالحق ذلك ان الله تعالى ذم الخائضين اياته وفيما جاء به الخبر عنه قال جل وعلا واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين وجعل الخوظ فيه جل في علاه وفي دينه من موجبات دخول النار قال الله تعالى ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نكن نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين فذكر الله تعالى في جملة ما استوجبوا به النار واستحقوا به سقر انهم كانوا اهل خوض في الباطل في الله تعالى وفي دينه والخوض في الله تعالى له صور الخوض في الله تعالى في في بالباطل له صور اعظمها الالحاد به والكفر بوجوده وهذا شأن المكذبين الملحدين الذين يكذبون وجود الله تعالى وهؤلاء ارذل الخلق واقبحهم فقد دلت الدلائل في السماء والارض وفي الانفس وفي كل شيء ان للكون ربا مدبرا لا اله الا هو جل في علاه لذلك كان اعظم الجاحدين والمكذبين الذي يقول ليس للكون اله وانه لا رب لهذا الكون اعوذ بالله هذا اغلظ الكفر واعظم الخوظ في بالله بالباطل ومنه من الخوف بالباطل في دين الله عز وجل انكار ما اخبر الله تعالى به عن نفسه في كتابه. ومن الخوظ في اللهب الباطل تمثيله جل وعلا بخلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن الخوظ في الله بالباطل تسميته جل وعلا بما لم يسمي به نفسه او وصفه بما لم يصف به نفسه جل وعلا فلا يوصف الله تعالى ولا يسمى الا بما سمى وصف به نفسه في كتابه لا يتجاوز القرآن والحديث كما قال الامام احمد رحمه الله ومن الخوظ ومن الخوظ بالله تعالى بالباطل اثبات النقص والعيب في صفاته او في شأنه جل وعلا كقول اليهود ان الله فقير عليهم لعنة الله وكقول النصارى المسيح ابن الله وكقول اليهود يد الله مغلولة وكقول المشركين الملائكة بنات الله كل هؤلاء اثبتوا لله نقصا وعيبا هو منزه عنه جل في علاه ومن الخوض في الله بالباطل التفكر في ذاته على وجه يفضي الى الشك والريب كل هذا من الخوظ بالله بالباطل ولهذا جاء الطبراني باسناد به ضعف من حديث ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تفكروا في الاء الله ولا تفكروا في ذات الله والمقصود لا تفكروا في ذات الله اي تفكرا يفظي بكم الى الشك والريب والقول عليه بغير علم ومنه اي مما يدخل في التفكر المنهي في ذات الله ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشيطان احدكم فيقول من خلق كذا من خلق كذا حتى يقول من خلق ربك اذا بلغه اي وصل الى هذا الحد من التفكر المذموم فليستعذ بالله ولينتهي. يقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقطع التفكير فامر النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم بالكف على الخوض والتمادي في الباطل باتباع الوساوس وما يلقيه الشيطان في قلوب الناس وطلب ما خفي عليك علمه مما لا يعلم تأويله الا الله هو من التنطع المذموم الذي يفضي الى الهلاك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث عبد الله ابن مسعود هلك المتنطعون هلك المتنطعون هلك المتنطعون كررها ثلاثا صلى الله عليه وسلم ولما ذكر المصنف رحمه الله ان من طريق اهل السنة والجماعة انهم لا يتكلمون في الله بالباطل ذكر انهم لا يجادلون فيه وفي دينه فقال ولا نماري في دين الله لا نماري اي لا نجادل بالباطل في دين الله. فالمماراة هي المجادلة بالباطل. هذا غالب اطلاقها ولذلك انكر الله تعالى على المشركين مجادلتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فيما اراه الله تعالى من دلائل عظمته والهيته وماله من كمالات قال افتمارونه على ما يرى اي افتجادلونه فتجحدون ما رآه وابصره بعينه وقد قال الله تعالى في وصف المشركين المكذبين للرسول صلى الله عليه وسلم وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق اي ليبطلوا به الحق وهذا هو المعنى الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم بالتغليب فيه حيث قال المراء في القرآن كفر وسيأتي هذا في الجدال بالقرآن. لكن لان القرآن هو منبع الدين وهو اصله ومعدنه فكل نهي عن الجدال في القرآن هو نهي عن الجدال في الدين فقوله القرآن المراء في القرآن كفر اما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم به فردوه الى عالمه واذا كان المراء منهيا عنه في سائر الاحوال فهو في دين الله من باب اولى ولذلك جاء في حديث باسناده مقال من طريق عكرمة عن ابن عباس في الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تماري اخاك و جاء بالسنن من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا زعيم ببيت ربظ الجنة بمن ترك المراء وان كان محقا وكل هذا يبين ذم المراء مطلقا وفي الدين خاصة ولذلك جاء في الصحيحين من حديث ابن ابي مليكة عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم الالد الخصم يعني الذي يديم الخصومة بجفاء شدة اما اذا كان جدالا لتقرير حق وبعلم وبصيرة والمصلحة فيه ظاهرة فهذا مما امر الله تعالى به في قوله وجادلهم بالتي هي احسن وفي قوله ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن لكن لابد ان يكون بعلم وبصيرة لذا ذم الله الجدال بغير علم فقال ومن الناس من يجادل الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير الرد على اهل الباطل وتحذف شبههم ينبغي ان يكون بعلم وهدى ومنطلق من كتاب منير الله اكبر اي ذو انارة تستمر به القلوب والنفوس ويستبصر بها الانسان السبيل الموصل الى الله عز وجل فيرى الحق وهذا من نعم الله اسأل الله ان يرزقني واياكم البصيرة في الدين من نعم الله ان يقذف الله في قلبك نورا ترى به حقائق الامور فيصبح ما يراه الناس شكا وريبا وعما عندك كالشمس ولذلك الله تعالى يقول للمكذبين افتمارونه كيف افتمارونه على ما يرى اذ قلنا هنا الرؤيا للايات البصرية او الايات العلمية التي كشفها الله له فعرف بها الحق. لا يمكن ان يقبل المرء في هذا ولذلك كان السلف في غاية الحذر من المجادلة مجادلة اهل الباطل اذا لم يكن فيها مصلحة فذموها توافرت كلماتهم في النهي عنها. فجاء عن عمر بن عبد العزيز انه قال من جعل دينه عرظة للخصومات اكثر التنقل من جعل دينه عرضة للخصومات يعني المجادلات والمناقشات مع كل غد ورائح مع كل شاك وضال اكثر التنقل ولذلك قال محمد بن حسن وبهذا نأخذ لا ينبغي يقول لا ينبغي الخصومات في الدين ولذلك تحمل كلمات الائمة على هذا المعنى الحسن البصري لما جاء له رجل فقال يا ابا سعيد اني اريد ان اخاصمك فقال اليك عني فاني قد عرفت ديني وانما يخاصمك الشاك في دينه اليك عني ان ينصرف ولما جاء رجل الى مالك يريد ان يجادله قال اما انا فعلى بينة من ربي. واما انت فشاك فاذهب الى شاك مثلك فخاصمه وقال ايضا رحمه الله سأله وناقشه قال يلبسون على انفسهم هنا نقطة مهمة يلبسون على انفسهم ثم يطلبون من يعرفهم يعني هم يوقعون انفسهم في الشكوك والتلبيسات ثم يجون يقولون دلونا على الطريق الموصل الى الحق ومثل هؤلاء يقال لهم يداك اوكتافك نفخ. لا سيما اذا كان لا يطلب هدى انما يعرض شبه ويشكك بثوابت وهذا الموضوع حري بالعناية من طلبة العلم لكثرة الوسائل التي ينفذ منها المشككون لعقول شباب ويجعلون كل شيء قابل للمناقشة وبالتأكيد ان كل شيء يمكن ان يجاب عنه ما في شي الانسان يخاف انه يتكلم فيه المؤمن الذي يرى الهدى ويبصر طريق الحق يقوى على مجابهة والاجابة على كل مشكل لكن شتان بين من يأتي ويقول دلني على الطريق الموصل الى الله وبين من يريد ان يشكك ويلقي في قلبك الريب هذا يشبه من ذكره النبي في حديث ابي هريرة الشيطان يأتي الى احدكم فيقول من خلق هذا؟ فيقول الله من خلق هذا؟ فيقول الله ثم يقول من خلق ربك هنا ماذا قال المعالجة؟ هل هل قال قابله بمناقشة ومجادلة؟ قال فليستعذ بالله ولينتهي الذين يوسوسون ويشككون لا ينفع منهم معهم مناقشة لانهم لا يريدون الحق ولا يصبون اليه انما يريدون ازاغة القلوب والتنفيس عما في صدورهم من ريق واضطراب هو يشعر بقلق وهذا القلق يترجمه في لسانه او في مناقشاته وقد يجد من يصفق له او من يشجعه او من يحرضه على مزيد شكوك لكنه لا يصل الى سكن بل هم كما قال الله تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءوا فهم في فهم في امر المريج اي مضطرب والمريش لك ان تتخيل اضطراب واختلاف واختلاط هكذا هم وهذه حال قلوبهم يقول رحمه الله ولا نجادل في القرآن لا نجادل في القرآن اي لا نخاصم في القرآن بالباطل فان ذلك من فعل اهل الكفر كما قال الله تعالى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا والجدال هنا يشمل الجدال في الايات الشرعية والايات الخلقية الكونية فهذا دليل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه احمد واصحاب السنن من طريق ابي سلمة عن ابي هريرة المراء في القرآن كفر المراء في القرآن كفر المراء في القرآن كفر كررها ثلاثا صلى الله عليه وسلم في رواية احمد قال فمن عرفت فما عرفت منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه الى عالمه وفي المسند حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فلا تمالوا فيه يعني في القرآن فلا تتمارو فيه ان المراء فيه كفر نقف على قوله ولا نجادل في القرآن