هنا في كلام كثير من المفسرين في بيان معنى الاية لكن نقتصر على تفسير ابن عباس ابن عباس قال وظنوا انه قد كذبوا اي كذبهم خشوا وقع في نفسهم في نفوسهم ظن ان اذا قول ام حسبتم ان تدخلوا الجنة اي ان تنالوها وتدركوها وتفوزوا بها ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم. اتظنون ام حسبتم هنا الجملة استفهامية وهي لم يسبق فيها اداة استفهام لكن الاستفهام معروف مفهوم من هذه الصيغة ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يهتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ان كنتم حسبتم ذلك فانكم جاهلون. وان حسبتموه فالواجب عليكم ان تصبروا حتى تجتاز الاختبار فأن تأتي للمعادلة بين امرين في العادة والمقابلة بين شيئين فاذا كانا متقابلين على وجه ظاهر علم المعنى والا ادرك المعنى بالسياق فقوله جل وعلا ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم اتظنون انكم تدخلون الجنة ولم ينزل بكم ولم يحل بكم ولم يصبكم ما اصاب الامم السابقة من بلاغ وفتنة ليميز الله الخبيث من الطيب. فقوله جل وعلا ولما يأتيكم اي ولم يأتكم. مثل الذين خلوا من قبلكم صفتهم وما جرى لهم من البلاء والاختبار. ثم ذكر الله تعالى نماذج مما جرى للامم السابقة. مستهم البأساء والضراء البأساء قال المفسرون في الاموال والضراء في الابدان. البأساء في الاموال اصيبوا في اموالهم والضراء في الابدان. طيب باقي القلوب قال وزرزلوا. اي زلزلت قلوبهم فالزلزال هنا ليس زلزال اقدام بل هو زلزال القلوب وزلزلوا اي اصاب قلوبهم من الوجل والخوف وشدة البلاء ترقب الوعي وخوف فوات ما يشبه الزلزال في ما يصيب القلب من الاضطراب فالزلازل اضطراب وحركة وهواء تتهدم به البيوت وتخرب ويخرب به العمران فكذلك زلزال القلوب زلزال القلوب يحركها. وقد ذكر الله تعالى لذلك نموذجا في قوله لما جاء الاحزاب ماذا قال؟ اذ جاءوكم من فوقكم. من فوقكم من اعلى المدينة ومن اسفل منكم. وان زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر. من شدة ما اصابهم من الخوف. الرعب وخشية تسلط الاعداء وخشية تمكنهم من النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه واستئصالهم لشأفة اهل الايمان هذا ما وصف الله تعالى وهو نموذج لزلزال القلوب الذي ذكره الله تعالى في هذه الاية وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا حتى يقول الرسول الرسول هنا يصدق على كل رسول ارسله الله تعالى الى قومه لان هذا خبر عن حال اجراها الله تعالى في الامم السابقة عن سنة لرب العالمين ليست خاصة بهذه الامة بل هي في هذه الامة وفي سائر الامم المتقدمة. يقول الله جل وعلا وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا مع اي الذين وافقوه على دعوته واتبعوه على هدايته وساروا على طريقه فالمعية هنا معية قلب وقالب. نحن مع الرسول صلى الله عليه وسلم مع اننا لا نشاركه في الزمان ولا في المكان لكننا معه بقلوبنا واعمالنا واتباعنا له صلى الله عليه وسلم فالمعية لا تقتضي والاتفاق زمانا او مكانا. فقوله جل وعلا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه اي وافقوه في الايمان سواء شاركوه في النازلة التي اخبر به بها جل وعلا او انها حصلت بعد الرسول قال والذين معه مكان نصر الله. متى نصر الله؟ اما ان يكون استعجالا لنصر الله واما ان يكون استبعادا لحصول نصر الله. فمتى تأتي على عدة انحاء والذي يظهر ان متى هنا في سياق الاستعجال طلب حصول النصرة واستعجال الاتيان بها لتأمن الاموال والابدان والقلوب وهذا الذي ذكره الله تعالى جرى للنبي صلى الله عليه سلموا اصحابه قبل هجرته صلى الله عليه وسلم على وجه بين واضح. روى الامام البخاري في صحيحه من خباب بن الارت رضي الله تعالى عنه وخباب ابن الارت من قدماء اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انا اجزم البعض الحاضرين اول مرة يسمع به. وهذا من جهلنا بسير الصالحين من اصحاب سيد الانام. هذا من اول من اوائل الصحابة اسلاما. وهو من اوائل من اظهروا اسلامهم مع ابي بكر وصهيب وبلال. وكان قد اوذي اذى شديدا حتى المقدمة هذه تفيد في ادراك ما ذكره البخاري عنه في قصة مجيئه الى النبي صلى الله وسلم. حتى ان عمر رضي الله تعالى عنه في خلافته دخل عليه خباب ابن الارك. خباب الارك ما توفي رضي الله الله تعالى عنه سنة سبعة وثلاثين للهجرة صلى عليه علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه. وكان مقدما في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. شهد بدرا وبقية الغزوات المهم انه دخل على عمر في زمن خلافته رضي الله تعالى عنه فادناه حتى اجلسه على اريكته قال ليس احد احق بهذا المجلس منك الا عمار. وعمار مات رضي الله تعالى عنه عمار ابن فاجلسه على اريقته لسابقته في الاسلام وعظيم ما اصابه من بلاء. قال حدثني عما اصابك عمر يحدث خباب يذكره يريد ان يستذكر معه البلاء الذي اصابهم من قريش. قال لقد صحبت على جمر لم يكن يطفئه الا وجه ظهره. رضي الله تعالى عنه كشف له عن ظهره فرأى عجبا. كيف هذا الكلام؟ يقول اني سحبت على نار على جمر ما طفى الجمر ما جابوا ماء وطفى دخول داء الجمر انما اطفأه ما خرج من ظهره من سوائل الودك السمن الزيت هو الذي اطفأ الجمر فثبت رضي الله تعالى عنه حتى وافاه الله تعالى هذا الرجل حتى نعرف ان ذكرت هذه القصة التي قصة يا عمر حتى تدرك كلامه الذي ذكره البخاري. يقول خباب ابن رضي الله تعالى عنه جئت الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد عند الكعبة هنا كان صلى الله عليه وسلم متوسد بردة عند الكعبة قبل الهجرة في الاسلام فقلت يا رسول الله الا تستغفر لنا؟ الا تدعوا لنا؟ وهذا عندما اشتد اذى قريش للصحابة الذين اسلموا مع النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم خباب رضي الله تعالى فكان من المستضعفين كما وصف انه كان يجر على الجمر فلا يطفئ الجمر الا ما يخرج من ظهره رضي الله تعالى عنه من من اذا من شحم مذاق من الشحم المذاب الذي يخرج من ظهره هو الذي يطفئ الجمر. يقول الا تستنصر لنا؟ الا تدعو سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه عليه ارحم الخلق بهذه الامة. لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما ان يشق عليه كل شيء يكون سبب للمشقة لكم. عزيز عليه ما عنتم. حريص عليكم. بالمؤمنين رؤوفون قال له صلى الله عليه وعلى اله وسلم مصبرا ما يعني لا تستنصر لنا هو صلى الله عليه وسلم ممدود بالوحي من السماء ودائم الصلة بربه جل في علاه. لكنه صبر خباب بتذكيره بحال المتقدمين. قال لقد كان يؤتى بالرجل من قبلكم فيوضع المنشار على رأسه فيفرح فيقطع بالبشار حتى يسقط فرقين لا يصده ذلك عن دينه وكان يؤتى بالرجل فيمشط بامشاط الحديد. ما دون لحمه وعظمه لا يصبه عنه. ذلك عن دينه هذا تصبير هذا تصدير من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لخباب ابن العرس فيما يلقونه من اذى المشركين اذى قريش التي اشتد اذاها على اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى بلغ ما وصف رضي الله تعالى عنه فيما قصه لعمر رضي الله تعالى عنهم وارضاهم ثم يأتي مأفون لا علم له ولا عمل صالح يتكلم على هؤلاء الجبال وينال منهم رضي الله تعالى عنه. جهلنا بسيرتهم هو الذي يجعل سوق هؤلاء مفتونين الذين يتكلمون باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تروج ويسمع كلامهم. قال له النبي بعد ان صبره بذكر سير المتقدمين قال صلى الله عليه وسلم والله انظر اليقين التام والله ليتمن الله هذا الامر هذا ما يكون الا عن تمام علم. معناه يتم ان الله هذا الامر اي ان الله سيظهر دينه. والله ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله والذئب على غنمه ثم قال صلى الله عليه وسلم في تنبيه مهم لكل من ابتلي في دينه ولكنكم تستعجلون المشكلة انكم تستعجلون نسأل الله تستعجلون فرج الله عز وجل لكم كل شيء عنده بمقدار قد جعل الله لكل شيء قدرا. فلا ينبغي للمؤمن ان يستعجل قدر الله مهما بلغ انما عليه ان يفتش في نفسه ومدى تحقيقه لطاعة ربه وقيامه ما فرض عليه. واما وعد الله فان الله لا يخلفه اذا قول الله قول الله عز وجل في هذه الاية فيما وصف من حال الرسول والذين معه هو لشدة ما اصابهم من البلاء والمصاب حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متان الصوم الله ليس استبعادا انما استعجالا وطلبا لنزول نصره جل في علاه وقول متى نصر الله اي النصر الذي يأتي من الله ولا نصر لك الا من الله. ليس ثمة نصر في نصر خاص او عام نصر يخصك في قضاياك الخاصة او نصر عام للامة لا يمكن ان يأتي نصر الا من الله. يقول تعالى ان ينصركم الله فلا خير فلا غالب لكم وان يخذلكم مقابل النصر والخذلان فمن ذا الذي ينصركم من بعدكم فلا تطلب النصر الا من جل في علاه. ولذلك من دعائه صلى الله عليه وسلم رأى اللهم اعني ولا تعن علي اللهم انصرني على من بغى علي. من دعائه صلى الله عليه وسلم المحفوظ. الذي فيه جاء جوامع مما يحتاجه الانسان في زمن البلاء والفتنة قوله وانصرني على من بغى عليه. فقوله جل وعلا متى نصر الله جاء الجواب السريع الا ان نصر الله قريب ليس بعيدا. نصر الله قريب. لكن قريب اذا حقق المؤمن شروطه ومتطلباته حتى يفوز به قال الله جل وعلا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم هذا ما في هذه الاية من معاني لها فيها فوائد كثيرة نقرأ ما ذكره الامام البخاري ثم يعلق على ما يسر الله تعالى مما يتعلق بمعنى هذه الاية الكريمة. نعم عن ابن جرير قال سمعت ابن ابي حنيفة يقول خالد ابن عباس رضي الله عنهما قال الله حتى لنفسه ثم ظنوا انهم قد كذبوا. خفيفة ذهب بها هناك وتلاهم الله حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا فقال قال عائشة رضي الله عنها وعن الله. والله ما وعدنا رسوله من شيء قط الا علما انهم دائما قبل ان يموتوا. اللهم صلي وسلم على رسول الله. ولكن لم يزل البلاء بالرسل حتى خافوا ان يكون من وهم يكذبونهم وكانت تقرأ ما فهم قول الله تعالى وظنوا ان كذب. طيب الامام البخاري رحمه الله عندما ذكر الاية التي تكلمنا عليها في سورة البقرة وهي قوله تعالى ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتيكم مثل الذين دخلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه. متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب ذكر في تفسيرها اية تشابهها في المعنى وهي ما نقله رحمه الله من طريق باسناده عن ابن جريج قال سمعت ابن ابي مليكة يقول قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه حتى اذا حتى اذا استيأس الرسل وظنوا ان انهم قد كذبوا خفير خفيفة ذهب بها هناك وظنوا انهم قد كذبوا الذال مخففة. خلاف القراءة الثانية للاية التي ذهبت اليها عائشة رضي الله تعالى عنها وهي المثقلة قد كذبوا قد كذبوا وبين الايتين فرق حتى نكون في تصور معنى الاية نقرأ ذكره الله تعالى في هذه الاية من سورة يوسف هذه الاية جاءت في خواتيم سورة يوسف. جاء اخبر الله تعالى فيها عن ارسال الرسل وما يجري لهؤلاء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من بلاء. يقول الله تعالى اقرأ هذه الاية وما ارسلناك من قبلك الا رجال من نوح اليهم من اهل القرى افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ودار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون اللهم اجعلنا منهم اللي بعده حتى اذا استيئزنا انهم قد كتبوا جاءهم نصرنا فنجي منجي نجاة ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين ابن عباس رضي الله تعالى عنه فسر اية البقرة ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولم يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه. متى نصر الله؟ فسرها على ان الله قريب فسرها بما قصه الله تعالى من حال المرسلين. الذين بعثهم جل في علاه يقول الله تعالى لرسوله وما ارسلنا من قبلك الا رجال النوح اليهم. من اهل القرى. هذا شأن الرسل. فمن طلب ملكا يأتيه ليصلي فيما جاء به من الهدى فانه لن يبعث الله تعالى ملكا رسولا. انما جرت سنته في ان يبعث رجالا من اهل القرى عرفوا بالصدق والامانة وهم صفوة الخلق ولهم من الله النصر والتأييد ايدهم الله بالايات والبراهين الدالة على صدقهم. يقول الله جل وعلا افلم يسيروا في الارض. فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم. وهذا خطاب لكل من عارض الرسل صلوات الله وسلامه عليه. كيف لا يعتبر ولا يتعظ بما اجراه الله في الارض من حوادث لاولئك الذين كذبوا بالرسل وقد ابقى الله اثارهم وديارهم ليعتبر المعتبرون افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم اي كيف كانت نهاياتهم العاقبة هي النهاية كيف كانت عواقب اهل الايمان؟ وعواقب اهل الكفر والعصيان؟ كيف كانت عاقبة المرسلين؟ ومن صدقوهم وكيف كانت عاقبة المكذبين المعارظين للرسل صلوات الله وسلامه عليهم. يقول الله جل وعلا في كتابه ولدار الاخرة خير للذين اتقوا افلا تعقلون. ليش يا ذكر الدار الاخرة هنا ما ما موضع الدار الاخرة في هذا السياق؟ انه كل ما يصيبك في الدنيا وانت على الايمان والهدى فلم ينقصك في الاخرة شيئا. بل الاخرة خير لك من كل نعيم تلقاه في الدنيا. فاصبر على كل بلاء لتدرك اين في الاخرة؟ ولذلك قال ولدار الاخرة خير للذين اتقوا. افلا تعقلون؟ فتأخذون بخصال التقوى وتعملون بها. يقول الله تعالى بعد ان ذكر انه ارسل رسل واجرى ايات دالة على صدقهم واقام في الارض شواهد على ما كانت عليه نهايات الفريقين فريق اهل الطاعة والايمان من المرسلين واتباعهم وفريق اهل الكفر والعصيان من والمشركين والكفار. قال الله تعالى حتى اذا استيأس الرسل. هذي صورة من البلاء الذي اجراه الله تعالى في الامم السابقة وهو تفسير لقوله ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم ايش اللي صار للذين من قبلنا؟ بينه هناك مستهم البأس الداء والضراء والزلزل وهنا قال في بيان شدة ما اصابهم حتى اذا استيأس الرسل من ماذا؟ استيأسوا من ايمان قومهم لشدة كفرهم ومعارضتهم واستيئاس الرسل اي يأس الرسل من ان يؤمن بهم اقوامهم يرجع الى واحد من سببين الا بوحي من الله عز وجل كما جرى لمن؟ لنوح عليه السلام. ماذا قال الله تعالى له؟ لن يؤمن من قوم الا من قدمى خلاص. لن يؤمن بعدها من امن احد. اذا استيأس. هنا اليأس من ايمانهم مبني على ايش على وحي النوع الثاني من الاستيئاس الذي ذكره الله تعالى في قوله حتى اذا استيأس الرسل هو ما بدا للرسل من شدة معارضة الكفار وشدة عنادهم كما قص الله تعالى خبر المعارضين والمعرضين الذين ملأ ملأ الله تعالى القرآن بذكر اخبارهم في شدة معارضتهم لانبيائهم واستهزائهم بهم واستخفافهم بما دعوهم اليه لشدة المعارضة وقع اليأس في قلوب الرسل ان يؤمن قومه فقوله حتى اذا استيأس الرسل ان يئسوا من ايش؟ سؤال من ايش حصل اليأس؟ من ايمان قومهم. وظنوا انهم قد كذبوا وظنوا اي المرسلون. الظمير يعود الى المرسلين. انهم قد اتباعهم سيصيبهم نوع من الشك الذي يلتحقون به وبسببه بالمكذبين. لان النصر تأخر الان عند الرسول فريقان. الفريق الاول المعارضون المكذبون له. وهؤلاء استيأس منهم اما واما بايش؟ واما بمعرفة ورؤية شدة معارضتهم. الفريق الثاني المتبعون للرسل الرسل من شدة خوفهم على اتباعهم خشوا ان تأخر النصر يكون سببا لفتنة بعض من امن بهم فيلتحق بالمكذبين وظنوا انهم قد كذبوا اي انهم سيكذبون انهم سيكذبهم من امن بهم لاجل ان النصر قد تأخر. هذا معنى هذه القراءة التي ذهب اليها ابن عباس رضي الله تعالى عنه وجماعة من الصحابة وهي قراءة مشهورة. وهي التي في مصاحفنا. قراءة التخفيف. وظنوا انهم قد كذبوا اما على قراءة عائشة رضي الله تعالى عنها فهي بالتثقيل وظنوا انهم قد كذبوا كذبوا فالظن هنا فعل الظن وقع من الرسل. وكذبوا ليس من الرسل. انما كذبوا كذبوا من قبل الكفار ويكون الظن هنا بمعنى اليقين وليس بمعنى الشك. والظن يأتي بمعنى اليقين. في مثل قوله في اهل النار اذا رأوها وظنوا انهم مواقعوها اي اعتقدوا هنا الظن ما هو بشك الظن في هذا السياق ليس شكا الكفار اذا رأوا النار يوم القيامة اعتقدوا جزما انهم مواقعها انهم سيدخلونها فقالوا الظن هنا هو ان الرسل تيقنوا تكذيب قومهم لهم وظنوا انهم قد كذبوا مثل ما ذكرت لكم هذا بعض ما قيل في تفسير الاية والا الاية فيها كلام عريض طويل فيما يتعلق حل الضمائر حتى ان مسلم ابن يسار من كبار علماء الصدر الاول. يقول كنت يعني لا احب ان اقرأ سورة يوسف اجل هذه الاية لما يقع في قلبي. حتى سألت حتى سألت سعيد ابن جبير عن تفسيرها فبينها لي فانحل عني كل اشكال. وهذا يبين انه اذا وقع في نفسك شيء من عدم فهم كلام الله او التبس عليه فالمرجع الى من؟ فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. ارجع للعلماء حتى اذا ما حلها لك واحد يمكن يسأل عالم ولا اما انه لا يعلم. واما انه يعلم لكن ما يستطيع ان يوصل المعلومة لانه ثمة اشكال احيانا العالم بشر قد يحسن البيان وقد يعجز عن ايصال المعلومة لضعف بيانه. وقد يكون هناك تشويش ايضا عندك انت في استقبالك. فبالتالي اذا لم تصل الى المعلومة من عالم لا تقف بل ابحث عنها واطلبها عند اخر حتى تصل الى ما تريد من الهدى والحق المقصود ان عبد الله ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال في قوله تعالى حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا خفيفا يعني الذال مخففة ذهب بها هناك وتلا. قول الله تعالى فسرها بقوله حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله قريب. يقول فلقيت عروة فذكرت له ذلك اي علمته ذلك. فقال فقالت عائشة معاذ الله والله ما وعد الله ورسوله من شيء قط الا علم انه كائن. هذا اشارة الى ان من المفسرين من قال وظنوا اي المرسلون الظال هم المرسلون انهم قد كذبوا اي انهم لم يأتوا برسالة حقة عائشة رضي الله تعالى عنها ترد على هذا التفسير تقول معاذ الله لا يمكن ان يكون هذا معنى الاية. فان فانه ما ارسل الله رسولا الا وهو متيقظ ان ما قال الله انما قال الله عز وجل واقع. مثل ما قال عبدالله بن رواحة رضي الله تعالى عنه. وفينا رسول الله يتلو كتابه. اذا انشق معروف من الفجر ساطع ثم يقول ارانا الهدى بعد العمى يعني النبي صلى الله عليه وسلم ارانا الهدى عرفناه ببعثته وما جاء به بعد ان ارى ما الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات ان ما قال واقع ما قاله لابد ان يقع صلوات الله وسلامه عليه. ليش؟ لانه لا ينطق عن الهوى. اذا كان هذا قلوب اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انه بلغ بهم اليقين الى هذه الدرجة ان كلما قاله صلى الله عليه وسلم لابد ان يقع فكيف تكون قلوب المرسلين الذين يوحى اليهم بوحي من السماء وعرفوا واطلعوا انار الله فاطلعوا على شيء من العلم والمعرفة لم ينله الناس. حتى قال صلوات الله وسلامه عليه اما والله اني لاعلمكم بالله واتقاكم له. فلا يمكن ان يكون الرسول الممدود بالوحي من السماء يتطرق الى قلبه شك. ولذلك قال تعالى عائشة رضي الله تعالى عنها معاذ الله ان يفسر هذا بهذا المعنى معاذ الله والله ما وعد الله رسوله من شيء قط الا علم يعني الرسول انه كائن يعني انه واقع ولا بد. قبل ان يموت. اي انه كائن كما وعد الله تعالى قبل ان يموت ثم قال ولكن لم يزل البلاء بالمرسل بالرسل. لم يزل يعني لم ينقطع البلاء بالرسل حتى خافوا ان يكون من يكذبهم. ففسرت رضي الله تعالى عنها الاية حتى اذا استيأس الرسل اي من ايمان قومهم ظنوا انهم ايظا للرسل انهم قد كذبوا من الذين كذبهم؟ الذين امنوا بهم الذين كذبوهم هم من امن بهم ولذلك قال حتى خافوا ان ان يكون من معهم من اهل الايمان يكذبونهم لماذا يكذبونهم لتأخر النصر. قالت فكانت تقرأها وظنوا انهم قد كذبوا مثقلا طولنا اليوم بالدرس الساعة ستة الا عاشر. ما اجبنا على الاسئلة نقتصر على هذا ونجيب على ما يسر الله من الاسئلة قبل ان اسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم فقه كتابه. امين. ان ان يعلمنا التأويل. اللهم علم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل. اللهم فقهنا في الدين وعلمنا التأويل. اللهم اشرح صدورنا لفهم كتابك والعمل به والدعوة اليه يا رب العالمين. اللهم امر قلوبنا وقبورنا وحشرنا بكتابك الكريم. اللهم اجعله شافعا لنا يوم نلقاك. فان القرآن يأتي شفيعا لاصحابه يوم القيامة. اللهم انا نسألك الهدى والتقى العفاف والرشاد والغنى اللهم سددنا في الاقوال واعمالك واختم لنا شهرنا بالقبول يا ذا الجلال والاكرام. اللهم امنا في اوطاننا اصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك. وفق ولي امرنا الى ما تحب وترضى يا ذا الجلال والاكرام. وصلى الله وسلم على نبينا محمد