الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون احمده له الحمد كله اوله واخره ظاهروا وباطنه واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد فان الله سبحانه وبحمده ما انزل من داء الا انزل له دواء. فما من داء ينزل بالناس سواء كان الداء حسيا او معنويا في الابدان او في القلوب الا وانزل الله تعالى من الدواء ما يندفع به ذلك الداء علمه الناس او جهلوه ولذلك تعالج وتدفع الادواء بما فتح الله تعالى على الناس من الادوية الا انه مما يجب على المؤمن ان يتنبه له فيما يتعلق بشأن الدواء ان الدواء قد يكون محرما لما فيه من المضرة اكبر من المنفعة التي ترجى من استعماله ولهذا لا يجوز للمؤمن ان يتعاطى دواء محرما ولو كان هذا الدواء يحصل به بعض النفع فان الله جل وعلا ذكر في كتابه سؤال من سأل عن الخمر والميسر حيث قالوا يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما. ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر تتخذ علاجا وتوضع في الادوية قال النبي صلى الله عليه وسلم انها ليست بدواء انها داء وهذا بيان انه ينبغي فيما يتعلق بالادوية ان يأخذ المؤمن من الدواء ما نفعه ارجح من مبرته فان كانت المضرة راجحة وفي الدواء منفعة فان هذه المنفعة فان هذه المنفعة فان هذه المنفعة فان هذه المنفعة ملغاة ذلك ان الله جل وعلا شرع للعباد من الاعمال والاحوال والادوية وسائر ما شرع لهم ما فيهم مصلحة راجعة على المفسدة. ولهذا في الخمر لما بين التزهيد فيها قال يسألونك عن الخمر والمسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس. فثمة منافع ومصالح تحصل من هذين لكن بالموازنة بين المصالح والمفاسد يتبين ان المفاسد في هذين الامرين الخمر والميسر ارجح من المصالح المرجوة. فلذلك حرمتهما الشريعة وجعلتهما من عمل الشيطان. كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والاذناب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون وكثير من الناس في شأن الدواء لا ينظر الى هذا الميزان الشرعي الدقيق فيما يتعلق بما يقبل من الدواء هو ما يرد انما نظر محدود ومحصور في حصول النتيجة وادراك مطلوبه من الشفاء بهذا الدواء ولو كان ذلك الدواء محرما. وهذا نظر منقوص فان المؤمن يطيع الله عز وجل في شأنه كله. فالدواء الذي فيه مضرة اكبر من منفعته. لا يقدم عليه المؤمن بل يجتنبه رغبة فيما عند الله تعالى وطمعا في شفاء قلبه وليعلم ان هذه الادوية المحرمة وان حصل منها مقصود فان المفسد المرتب عليها في قلب الانسان ودينه وبدنه دنيا واخرته اعظم من المصلحة المرجوة او المحصلة اخذ هذه الادوية وبالتالي ينبغي ان يكون الامر واضحا جليا عند المؤمن. ان المحرم وان ادرك بهما يريد. الممنوع ان حصل به مقصوده فانه محرم لا يجوز له ان يقدم عليه. وانه اذا اقدم عليه رجاء ما فيه منفعة فان المضرة المترتبة على هذا العمل المحرم اعظم بكثير من المنفعة المحصلة والعاقل اذا وازن بين هذا وذاك وجد ان ترك الدواء المحرم والبحث عن دواء مباح حلال اولى به من ان يقدم على دواء محرم مفسدته في قلبه في دينه في دنياه ارجح من مصلحته المرجوة وهذه القاعدة في الدواء قاعدة مهمة لا سيما مع كثرة امراض الناس الحسية والمعنوية واقبالهم على التداوي كيفما كان. فان الحقيقي هو دواء القلوب وصلاحها واستقامتها. وكل معصية تفسد القلوب وقد تفضي الى هلاكها ظلمتها فلذلك يجب على المؤمن ان يتروى وان لا يعجل والا يغريه حصون بعض مقصودة من الشفاء في ان يقدم على دواء حرمه الله ورسوله وليعلم ان غالب الادوية المحرمة هي فيما يتعلق بالادواء النفسية المعنوية هذا غالب ما يقع فيه الناس من الوان الادوية المحرمة. فعلى سبيل المثال السحر من اعظم البلاء الذي ينزل بالناس فيكون سببا لفساد امور دنياهم وفساد احوالهم وتعثر معاشهم في كثير من الاحيان لكن هذا لا يسوغ للمؤمن ان يطلب دفع السحر علاجه من الطرق المحرمة وهي الاكثر حضورا قد يوجد الانسان لنفسه من المبررات في سلوك تلك الطرق المحرمة التي يدفع بها السحر ما يوجده لنفسه تبريرا اخذه بالمحرم ومخالفته ما امر الله تعالى ورسوله. ولهذا لما ذكر المؤلف رحمه الله السحر وانواعه وما يعالج به السحر ذكر طريقين. الطريق الاول الطريق المحرم والطريق الثاني الطريق المباح الطريق المحرم هو الذهاب الى الكهان. واللجأ الى غير الله عز وجل. وسلوك الطرق المنحرفة التي يدركون بها ما يتوهمونه طبا وعلاجا وصلاحا لاحوالهم. والطريق الثاني هو الطريق المباح. الذي اذن الله تعالى وقد يقول الانسان سلكت طريقا مباحا فلم ادرك ما اؤمل من الشفاء وهذا يكفي في ان انتقل الى طريق وهذا من الجهل والغرض والجناية على نفسه قبل غيره. فان سلوك الطرق المحرمة لدفع اي ظرر وشر السحر. لا شك انه يجلب على الانسان دمارا وفسادا في دينه ودنياه. ولهذا يقول الله جل وعلا في محكم كتابه انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فماذا كانت النتيجة؟ فزادوهم رهقا وفي تفسير هذه الايات عدة اقوال ومن ذلك انهم زادوهم الما وتعبا وزاد الجن تسلطا على الناس وتمكنا من ايصال الاذى اليهم وبه يتبين ان الطرق المحرمة لا توصل الى نتيجة. ولا يدرك بها الانسان خيرا ولو لم يكن فيها الا الوعيد الوارد في نظير قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة اربعين يوما لكان كافيا في انزجال المؤمن عن هذه الطرق المحرمة التي لا توصله الى غاية ولا تبلغه مقصودا. وان حصل له بعض مراده من اندفاع شر او انكفاف اذى. فان الشياطين وهم الذين يستعملون في كثير من الاسحار قد يكفون شرهم عمن يتولاهم وعمن يدعوهم وعن من يلجأ اليهم لكن لا يدفع عنهم لا يدفع عن المريض الضر بل ما يقع في قلبه من الظلمة والفساد واثر المعصية وشر اللجأ الى الله اللجأ الى غير الله عز وجل اعظم بكثير مما يؤمنه من الطيب والشفاء والعافية في هذا المجلس ان شاء الله تعالى نقرأ ما ذكره اهل العلم في شأن علاج السحر وحله وهل يجوز حل السحر بالسحر اولى في بيان ما نقل عن الائمة وما جاء في دلائل الكتاب والسنة وكذلك نبين الطرق المشروعة لحل السحر ودفع اذاه. فنسأل الله عز وجل ان يدفع عنا وعنكم شر الاشرار وكيد الفجار وان يكفينا شر طوارق الليل والنهار. ونسأله ان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا. وفي نهاية المجلس ان شاء ان شاء الله تعالى نجيب على ما ورد من اسئلة سم الله يا اخي المين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله باب ما جاء في النشرة عن جابر رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة فقال هي من عمل الشيطان رواه احمد بسند جيد وابو داود وقال سئل احمد عنها فقال ابن مسعود رضي الله عنه يكره هذا كله وفي البخاري عن قتادة رضي الله عنه قلت لابن المسيب رجل به طب او يؤخذ عن امرأته ايحل عنه او ينشر قال لا بأس به انما يريدون به الاصلاح فاما ما ينفع فلم ينهى عنه وروي عن الحسن لا يحل السحر الا ساحر قال ابن القيم النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فين تقرب الناشر والمنتشر الى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور والثاني النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والادوية المباحة فهذا جائز يقول المؤلف رحمه الله باب ما جاء في النشرة اي ما جاء من النصوص والاثار في شأن النشرة. والنشرة مأخوذة من النشر وهذه المادة مادة النشر في لغة العرب دائرة على الكشف والاظهار والابادة ومنه نشرة الاخبار اي كشفها واظهارها وابانتها. هذا معنى النشرة في اللغة اما معنى النشرة في الاصطلاح اي في كلام النبي صلى الله عليه وسلم واهل العلم فالنصرة تطلق على حل السحر عن المسحور وتطلق ايضا على جميع اوجه الاستقبال الذي تسلك فيه ادراك المأمول من دفع الاذى النازل بالقلب او البدن. فالنشر لما يحصل به من الاستطباب وطرقه المتنوعة. ومن ذلك حل السحر عن المسحور. فتطلق على ما يستعمل في حل السحر عن المسحور وتطلق على كل اوجه الاستطباب. فالرقية من النشرة والاستعاذة والتعويذات من النشرة وكذلك الاغتسال للمحسود من النشرة فالنشرة تطلق على كل اوجه ومنه حل السحر عن المسحور هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله لبيان ما يحل من النشرة وما يحرم اي ما يحل من طرق دفع الظر الحاصل بالسحر عن المسحور وما يحرم. وليعلم ان الطرق تعود الى طريقين طرق مباحة اذن الله تعالى بها وهي داخلة في عموم ما ندب اليه من طلب الدواء ما انزل الله من داء الا انزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله. هذا الطريق المباح. اما الطريق المحرم وهو الطريق الثاني فهذا كل طريق يفضي الى الشرك او الكفر او هو متظمن لشرك او كفر. فالطرق التي يدفع بها اذى السحر نوعان. طرق مباحة وطرق محرمة من الطرق المحرمة الظاهرة ما تقدم الحديث عن من الذهاب الى الكهان او الى من يعرفون بالعرافين او المنجمين او الاطباء الروحانيين او النورانيين الذين يسمونهم انفسهم بهذه الاسماء تظليل الناس واخفاء ما هم عليه من ظلال وباطل هذا الطريق طريق لا يسلكه مؤمن فانه طريق يفضي الى الكفر بما انزل على محمد لانه اما ان يكون كفرا في ذاته بان يعبد غير بان يدعى غير الله عز وجل ويعبد سواه واما ان يكون وسيلة الى ذلك اما الطريق الثاني وهو الطريق المباح فهذا سيأتي تفصيله وبيانه من الرقى والتعويذات والادعية وما اشبه ذلك الحديث الاول الذي ذكره المؤلف رحمه الله حديث جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنه وهو في المسند باسناد جيد مسند الامام احمد باسناد جيد قال جابر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة اي سأله سائل عن النصرة فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم هي من عمل الشيطان وهنا نحتاج الى ان نقف على من مسؤول عنه الذي اجاب عنه النبي صلى الله عليه وسلم بانه من عمل من عمل الشيطان. تقدم قبل قليل في تعريف النشرة ان اسم لحل السحر عن المسحور وتطلق ايضا على كل اوجه الاستطباق كل اوجه الاستقبال وطرق العلاج للامراض النفسية والروحية تسمى نشرة فمنه الرقى ومنه التعويذات ومنه اغتسال العائن للمعيون كل هذا يسمى نشرة فهل هذا هو المقصود فيما اجاب عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لما سئل عن النشرة قال هي من عمل الشيطان؟ الجواب لا. بل المقصود قول في هذا السؤال الذي سئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم في شأن النشرة هو النشرة المعهودة التي انتشرت بين الناس في ذلك الزمان وهي حل السحر بالسحر فقول سئل عن النشرة اي سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حل السحر بالسحر او حل السحر مجيء الى الكهان وما اشبه ذلك من الطرائق التي كان الناس يسلكونها في حل ما نزل بهم من السحر. فاجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الطرق بانها من عمل الشيطان. اي ان اي ان النشر التي فيها ارتكاب لما حرم الله عز وجل من المجيء الى الكهان او استعمال الاسحار لحل السحر ذلك من عمل الشيطان وسعيه وتزيينه وكل عمل يضاف الى الشيطان فهو محرم فان اضافة العمل للشيطان تدل على انه محرم مبغوض لله عز وجل. ولهذا في اعظم المحرمات اظاف الله تعالى ذلك المحرم من الشيطان كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان. رجس اي نجس والنجاسة هنا نجاسة نجاسة مع لانه عمل فيه من القذر للقلوب والقذر الانسان ما يورده المهالك لكن لم يقتصر على هذا بل قال رجس من عمل الشيطان فكل ما اضافه الله تعالى او رسوله الى الشيطان فهو محرم ضار فقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الاية في هذا الحديث هي من عمل الشيطان يفيد تحريم النشرة وانها مما يزينه الشيطان للناس ليوقعهم في فساد وضر وتأكيدا لهذا المعنى قال الامام احمد رحمه الله عندما سئل عن النشرة ما ذكره عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فقال ابن مسعود وهو عبد الله ابن مسعود الهزلي من المهاجرين الاوائل ومن فقهاء الصحابة وعلمائها قال يكره هذا كله اقرأوا هذا كله يعني يكره النشرة الشركية. التي فيها الذهاب الى الكهان. واللجأ اليهم او فيها الذهاب الى السحرة لاجل رفع ما نزل بالانسان من السحر. وقوله رحمه الله يكره ذلك كله المقصود بالكراهية هنا ليست الكراهية التي يذكرها الفقهاء والاصوليون وهي ما يطلب ما يذم فاعله ولا يعاقب على فعله انما الكراهة هنا بمعنى التحريم وذلك ان الكراهة في كلام السلف تطلق على التحريم وليست فقط على ما يطلب تركه ولا يعاقب فاعله. بل الكراهة في كلام السلف تطلق على المحرم. فقوله في ما نقل قول الامام احمد فيما نقل عن عبد الله ابن مسعود انه يكره النشرة كلها المراد بذلك التحريم هذا الذي جرى عليه كلام الصحابة والسلف في اطلاق كلمة الكراهية في الحكم على الاشياء اذا الان اول ما ذكر المؤلف نصا عن النبي صلى الله عليه وسلم ونقلا عن عبد الله ابن مسعود وهو من فقهاء الصحابة رضي الله تعالى عنهم الطريق المحرم في حل السحر عن المسحور وهو النشرة وذلك من خلال طريقين اما حل السحر سحر مثله واما حل السحر بالذهاب الى الكهان واللجأ اليهم في ازالة ما نزل بالانسان. هذا هو الذي انطلق منه ويشار اليه فيما يتعلق حل السحر عن الساحر وان حل السحر عفوا حل السحر عن المسحوق وان حل السحر عن المسحور بالسحر هو من العمل المحرم الذي الله الذي اضافه النبي صلى الله عليه وسلم الى الشيطان. وليعلم ايها الاخوة ان حل السحر بسحر مثله مما اختلف فيه العلماء رحمهم الله على طريقين في الجملة وقد اشار المؤلف رحمه الله فيما نقله الى هذا الخلاف فنقل في ما ذكر في هذا الباب عن البخاري فيما نقله عن قتادة قال قلت لابن المسيب وهو من فقهاء التابعين سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه. قال رجل به طب رجل به طب يعني به سحر فالطب يطلق على السحر ومنه ما جاء في الصحيحين من حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم اصيب بسحر فكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يفعل الشيء اي مما يتعلق بمعاشه مع اهله تخيلوا اليه انه فعل الشيء ولم يفعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فجاءه ملكان فقال احدهما للاخر ما طبه اي ما ما الذي به؟ قالوا الرجل مطلوب اي مسحور. قال من طبه اي من الذي سحره؟ قال احد من الاخر ابن لبيد ابن الاعصم فقول سعيد بن المسيب فيما سئل عنه رجل به طب اي به سحر او اخذ عن امرأته يعني يمنع عن امرأته بينه وبين امرأته والحيلولة هنا اما بالا يستطيع جماعها واما ان لا يستطيع معاشرتها بالمعيشة العادية وهذا يقع وهو حاظر في حال كثير من الناس واكثر السحر دائر على هذا المعنى. التفريق بين الازواج وصرف بعظ عن بعض كما قال الله تعالى في ما ذكر من السحر في سورة البقرة واتبعوا ماتته الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ثم قال في جملة ما يجري من الشر الواقع بالسحر قال يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد الا باذن الله فغالب الاسحار تقع فيما يتعلق العلاقات الزوجية فيما يتصل بالصرف والعطف فيقول عبد الله يقول سعيد بن المسيب في رجل به طب اي مسحور او يؤخذ عن امرأته يعني يصرف عنها ولا يحسن معاشرتها او لا يستطيع جماعها سئل فقيل له ايحل عنه او ينشر؟ يعني هل يجوز ان يحل السحر الذي نزل به او او ينشر اي يكشف عنه ذلك بالنشرة قال سعيد بن المسيب في بجواب السائل لا بأس به. يعني يجوز. فقوله رحمه الله لا بأس به اي ان ذلك جائز ثم قال في تعليل الجواز قال انما يريدون به الاصلاح اي هذا الذي يفعل من النشرة التي يصلح بها ما بين الرجل وامرأته غرضها وغايتها الاصلاح. فاما ما ينفع فلم ينهى عنه. هذا تعليم سعيد بن المسيب رحمه الله فيما ذهب اليه من اباحة النشرة وهي حل السحر بسحر مثله ان ذلك يقصد به الاصلاح وان فيه نفع وبالتالي بما انه يقصد به الاصلاح خلافا لمقصود الساحر من الاظرار والافساد و فيه مصلحة خلافا مقصود الساحر من حصول المضرة فانه يرى رحمه الله ان ذلك جائز لا بأس به. هذا القول هو احد اقوال اهل العلم فيما يتعلق بحل السحر بسحر مثله. لكن المؤلف رحمه الله وحكى ايضا قولا اخر وهو قول الحسن رحمه الله وهو من ايضا من التابعين ومن علماء الامة قال رحمه الله وروي عن الحسن وهو الحسن البصري انه قال لا يحل السحر الا ساحر يعني لا يتمكن من هل للسحر الا ساحر؟ واذا كان كذلك فان هذا يفيد التحريم. لان الساحر محكوم عليه بفساد سعيه وعدم فلاح عمله كما قال تعالى في محكم كتابه ولا يفلح الساحر حيث اتى. اذا اشار المؤلف رحمه الله فيما نقل من الاثار ان للعلماء في للسحر بسحر مثله اولا لكن ينبغي ان يوضح ذلك ويبين بما لا يلتبس فليس من مراد سعيد بن المسيب ان يفعل الانسان شركا او كفرا ليحل السحر عن المسحور. هذا لا شك انه غير مراد. لان الشرك لا يبيح ظرورة ولا تحله مرض يطلب كشفه او زواله. فان ذلك لا تحله لا تبيحه الضرورة. ولذلك يحمل كلام سعيد ابن المسيب على الذهاب للساحر لحل السحر دون وقوع ناشر الذي يطلب حل السحر دون وقوعه في شرك او كفر. اما اذا كان يقع في شرك او كفر كأن يطلب منه ان يدعو غير الله. او ان يذبح لغير الله او ان يفعل شيئا من الافعال الكفرية او الشركية فانه بالاتفاق لا يجوز في هذه الحال حل السحر بالسحر لما يتضمنه من الكفر والشرك بالله عز وجل. انما الذي اذن في سعيد المسيب ومن قال من اهل العلم بجواز ذهاب بجواز حل السحر اه عن المسحور بسحر مثله هو فيما لا يوقع الانسان في الشرك. اما ما كان موقعا له في الشرك فان ذلك لا يحل. اذا هذه الصورة خارجة عمن نتكلم عنه اذا كان الانسان يقع في حل السحر عن المسحور بسحر في شرك يطلب منه ذبح لغير الله يطلب منه دعاء غير الله يطلب منه الاستعانة بغير الله يطلب منه الاستعاذة بغير الله يطلب منه النذر لغير الله كل هذا لا خلاف بين العلماء في عدم حله واباحته. وانه لا يجوز ان يسلكه الانسان في حل السحر عن المسحور. لكن لو ان احد ذهب الى ساحر وطلب منه حل السحر دون ان يتورط في شيء من الشرك فهذا الذي ذكر المؤلف رحمه الله فيه قول الحسا فيه قول سعيد بن المسيب رحمه الله وليعلم ان حل السحر بالسحر للعلماء فيه ثلاثة اقوال القول الاول الجواز وهذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله فيما نقله عن سعيد ابن المسيب رحمه الله وهو قول ابن سيرين وقال به الطبري وهو قول بعض الحنابلة والمالكية واختاره بعض الشافعية لكن هذا كما ذكرت مقيد بما اذا كان العمل لا يقع فيه الانسان بشرك ولا يباشر فيه ما حرم الله تعالى من دعاء غير الله او الذبح لغير الله او ما الى ذلك. هذا القول الاول. اما القول الثاني فهو ما اشار الى المؤلف فيما نقله عن الحسن من انه لا يجوز حل السحر بالسحر لانه لا يحل السحر الا ساحر. لا يحل السحر الا ساحر والساحر لا يفلح حيث اتى اما القول الثالث فهو التوقف اي من العلماء من لم يمنع ولم يبح بل توقف الاشتباه الحال والادلة والاثار عنده. وهذا منقول عن الامام احمد رحمه الله فانه نقل عنه التوقف في جواز حل السحر بالسحر وقد ذكر صاحب الفروع ان الامام احمد الى الجواز اميل هذي ثلاثة اقوال وعندما تذكر الاقوال في مسائل العلم ليس معنى هذا ان يسلك الانسان ما شاء من هذه الاقوال او يأخذ ما اشتهى من هذه الاقوال. بل الواجب على المؤمن فيما اذا عرضت عليه اقوال اهل العلم التي تستند الى ادلة وثمة اسباب لهذا الخلاف ان يبحث عن الارظ لله عز وجل ان يطلب الارظ لله عز وجل اما ما يفعله بعض الناس اذا حكي اليه اذا اذا سمع بخلاف او علم به او حكي اليه خلاف يأخذ ما يشتهي وما يحب دون نظرا في الادلة ودون اجتهاد في معرفة الارظ لله عز وجل فان هذا خلاف طريق اهل التقوى الذين يبحثون عما يرضي الله جل وعلا فان خلاف العلماء لا يسوغ للانسان ان يطلب من هذا الخلاف ما يشتهي ويأخذ ما يحب انما المطلوب ان يبحث عن ارضى لله عز وجل وبالنظر الى هذه الاقوال الثلاثة وهي القول بجواز حل السحر بالسحر والقول بتحريم حل السحر بالسحر والتوقف وهذا ثالث الاقوال من نظر الى هذه الاقوال نحتاج الى ان لنعرف الراجح وبالنظر الى الادلة يتبين ان ارجح هذه الاقوال الثلاثة القول بتحريم حل السحر بالسحر مطلقا وهو ما ذهب اليه الحسن وقال به كثير من اهل العلم وادلة هذا ظاهرة وهو الذي دل عليه حديث جابر رضي الله تعالى عنه عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن البشرى فاجاب هي من عمل الشيطان واذا كانت كذلك فلا يحل لمؤمن ان يقدم على عمل اظافه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الشيطان. فان الاصل في عمل الشيطان الظرر والفساد عدم تحصيل المقصود فالشيطان عدو مرسل كما قال الله جل وعلا ان الشيطان للانسان عدو مبين معلوم ان كل عمل اضافه الله تعالى للشيطان فانه محرم رجس يجب على المؤمن ان يجتنبه. هذا الدليل الاول على القول بتحريم حل السحر بالسحر قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن النشرة هي من عمل الشيطان. اما الدليل الثاني الدال على انه لا يجوز حل السحر بالسحر ان الله جل وعلا نفى الفلاح عن الساحر ونفي الفلاح عن الساحر نفي عام مطلق يشمل كل عمل الساحر ولذلك قال جل وعلا ولا يفلح الساحر حيث اتى يعني من اي طريق جاء ومن اي جهة اقبل وعلى اي حال عمل فانه لا يفلح الساحر مطلقا. وقد نفى الله تعالى الفلاح عن الساحر ونفي الفلاح عن الساحر يقتضي ان الساحر لا يدرك مطلوبه. وانه يقع في المكروه ويوقع غيرهم في المكروه. فلا يكون في فعل الساحر نفع بالكلية وقد يقول قائل ذهبنا للساحر الفلاني وحصل وحصل لنا كذا وكذا من المصالح فيقال له هذا نظير ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من خبر الكهان ان الكاهن يخبر بالكلمة التي تسمع من السماء عن طريق الجن وتكون مطابقة للواقع صدقا ويكذب معها مئة كذبة فيصدق كذبة فيصدق بكلمة واحدة مائة كذبة. فما في عملهم وسعيهم آآ ما به فساد عريظ وما يمكن ان يكون في عملهم من صلاح او اصلاح لا يذكر بل هو مغمور في هذا الفساد العظيم المحيط بصنيعهم وعملهم. ولذلك اضاف النبي صلى الله عليه وسلم عملهم الى الشيطان فقال لما سئل عن النصرة قال هي من عمل الشيطان فلا يغتر الانسان بان فلانا من الناس ذهب الى ساحر وحل به السحر وحل به السحر عن المسحور. وسيأتي ان من عمل الشيطان لان السحر في غالب صوره يرتبط بالشياطين. فاذا ذهب الانسان الى اولياء الشيطان من السحرة ودفع لهم مالا وتقربوا الى الشياطين كان ذلك سببا كان ذلك سببا لرفع تسلط عن هذا المسحور فقد يخف عنه ما يجد وقد ينكشف عنهما ما ما نزل به لكن هذا لا الطريق فان النتائج ليست كافية في صحتك الطرق. حصول النتيجة لا يكفي لتصحيح الطريق وقد مثلت لكم بمثال لو ان فقيرا احتاج الى مال لاجراء عملية او لتحصيل امر ضروري يجد طريقا لتحصيل المال الا ان يسرق. سرق وحصل المال. هل هذا يبرر حاجته للمال وضرورته اليه لعلاج نفسه او تحصيل مصلحة من المصالح هل يبرر سرقته؟ الجواب لا النتيجة لا يبرر صحة الطريق فلا بد من النظر الى الطريق الذي توصلت توصل به الى النتيجة حتى يحكم على العمل هو صحيح او لا؟ اذا ثاني عدم جواز حل السحر بالسحر قول الله جل وعلا ولا يفلح الساحر حيث اتى. اما الدليل الثالث من ادلة تحريم حل السحر بالسحر ان الله تعالى قال فيمن يتعلم السحر قال جل وعلا ويتعلمون ما يضر ولا ينفعهم. فاثبت الله تعالى الظرر في السحر. ونفى النفع به وعنه بالكلية فدل ذلك على انه لا يأتي نفع من السحر وان السحرة لا يحصل منهم خير ولا نفع ولا بل ما يكون من عملهم هو ظرر وشر وفساد. اما الوجه الرابع والدليل الرابع من ادلة تحريم حل السحر بالسحر ان السحرة لا يتوصلون الى ما يريدون من حل السحر الا بكفر وشرك ولجأ الى غير الله وهذا يستلزم واباحة حل السحر بالسحر تستلزم اعانتهم على الاثم والعدوان والله تعالى يقول ولا تعاونوا على الاثم والعدوان ويستلزم اقرارهم على ما يفعلونه من شرك بالله عز وجل وتقرب الى الشياطين بانواع القرب ليبطل السحر ليبطل ليبطل لتبطل الشياطين السحر عن المسحور ولهذا قال الحسن رحمه الله لا يحل السحر الا ساحر فمن ادلة تحريم حل السحر بالسحر انه يفضي الى الشرك بالله عز وجل وانه من التعاون على الاثم والعدوان الذي حرمه الله عز وجل. اما الوجه الخامس من اوجه تحريم حل السحر بالسحر ان القائلين بجواز حل السحر بالسحر عللوا ذلك بان ذهابا المسحور الى من يحل السحر عنه من السحرة انما هو ظرورة. يعني الذي اباح ذلك الظرورة. وقالوا الظرورات تبيح ايش المحظورات وهذا في الحقيقة استدلال غير صحيح لان الضرورة لا تبيح المحظور والمحرم بالمطلق انما تبيحه بشروط والشروط التي ذكرها العلماء رباء الاستباحة المحرم بالضرورة غير متوفرة في هذه الصورة. فان من شروط اباحة المحرم بالضرورة شربان ثمة شرطان لاباحة الظرورة لاباحة المحرم بالظرورة وانتبه لهذين الشرطين لانك تحتاج اليهما في هذه المسألة وفي غيرهما يعني ما يمكن ان تقول الظرورات تبيح المحظورات الا اذا توافر شرطان الشرط الاول الا يكون هناك طريق لدفع الضرورة الا هذا الطريق المحرم هذا الشرط الاول الا يكون هناك طريق لاباحة لدفع المحرم الا هذا الطريق المحرم ليس ثمة طريق لدفع الضرورة الا ارتكاب هذا المحرم الامر الثاني ان يتحقق انه اذا ارتكب المحرم اندفعت ظرورته. واظرب لذلك مثلا حتى يتضح تتبع هذه الشروط التي لا بد من توافرها لاستباحة المحرم من اجل الضرورة الشرط الاول ذكرت انه لابد لاباحة المحرم بالظرورة ان ان يتعين ارتكاب المحرم دفع الضرورة. اما الشرط الثاني ان يتحقق اندفاع الظرورة بارتكاب المحرم. رجل غص بلقمة واحتاج الى دفعها حتى يسلم من الهلاك وليس عنده الا خمر فشرب جرعة من الخمر ليدفع الغصة هل يحل له ذلك او لا؟ نأتي الى الشرطين الشرط الاول الا يكون هناك طريق لدفع الضرورة الا ارتكاب المحرم الا يكون هناك طريق لدفع الضرورة الا ارتكاب المحرم. فاذا كان عنده ماء وعنده خمر هل يجوز ان يشرب الخمر لدفع غصته التي اضطر الى دفعها؟ مع وجود الماء؟ اسألكم هل يجوز؟ لا لماذا؟ لانه ما تعين المحرم لدفع الظرورة. لكن لو لم يكن عنده الا خمر فهل يحل له شرب جرعة من الخمر لدفع غصته التي يوشك ان يهلك منها؟ الجواب نعم لانه في هذه الحال تحقق الشرط وهو انه لا يوجد سبيل لدفع الضرورة الا ارتكاب المحرم الامر الثاني وهو الشرط الثاني ان يتحقق انه اذا ارتكب المحرم اندفعت ظرورته. الان في الجاري في العادة والعرف انه اذا شرب سائلا لدفع كغصة اندفعت الغصة بالسائل فهو يتحقق انه اذا شرب هذه الجرعة المحرمة من الخمر اندفعت ضرورته وبالتالي تحقق عندنا الشرطان اللذان اذا وجد حلت الحل المحرم لدفع الضرورة وهو ان يتعين ان يتعين المحرم لدفع الضرورة وان يتحقق من اندفاع الضرورة بالمحرم. لكن لو ان في صحراء وليس عنده وعطش عطشا شديدا اشرف على الهلاك ولم يجد الا خمرا ليدفع عطشه هل يحل له شرب الخمر ليدفع العطش الان هل يوجد غير الخمر من السوائل التي يشربها؟ الجواب لا. اذا عندنا الشرط الاول تحقق انه ما في وسيلة لدفع الضرورة الا هذا السائل وهو الخمر. طيب الشرط الثاني ما هو؟ ان يتحقق انه اذا شرب الخمر دفع ظرورته وهو انه لا يحتاج الى شرب الماء لا يحتاج الى انه سيسلم من الهلاك. انه سيسلم من الهلاك لو نظرنا الى الخمر قال العلماء ان شرب الخمر لا يروي العطشان بل يزيده عطشا وبالتالي الان اختل شرق من الشرطين الشرط الذي اختل هو انه لا يتحقق ان شرب الخمر سيدفع عطشه وبالتالي هنا نقول له لا تشرب الخمر لدفع العطش ولو هلكت. لان الخمر لن يدفع ما ضرورتك بل سيزيدك عطشا فالضرورة ليست مبيحة للمحرم في كل الصور انما الضرورة تبيح المحرم اذا تحقق هذا نأتي الى مسألتنا وهي حل السحر بسحر مثله. هل يجوز ان يذهب الانسان لساحر ليحل السحر عنه؟ بناء على ان هذا ظرورة؟ الجواب شروط اباحة الظرورة في هذه الصورة للمحرم غير موجودة انه لا يتعين هذا الطريق لدفع الظرورة. بالتأكيد ان نزول السحر بالمسحور وتأذي السحر وتأذي المسحور بالسحر نوع من الضرورة لكن هذه الضرورة ليس طريق دفعها الوحيد هو ان يأتي الى الساحر بل هناك طرق عدة لاندفاع الظرورة بغير هذا الطريق. فلم يتعين الطريق المحرم لدفع الضرورة هذا اختلال للشرط الاول في مسألة حل السحري بسحر مثله. اما الشرط الثاني وهو ان يتحقق ان تندفع اذا اتى الى الساحر والواقع ان كثيرا من الناس يذهبون الى السحرة ويدفعون اموالا طائلة ويقعون فيما حرم الله عز وجل من المحرمات التي بها السحرة ولا يدركون مطلوبهم في حل السحر عنهم. فهنا يفوت الشرط الثاني وهو انه من شروط ارتكاب المحرم للظرورة ان يتحقق انه اذا ارتكب المحرم اندفع ظرورته وهنا لا تندفع الظرورة يقينا بل ثمة احتمال. وبالتالي لا يسوغ ان يقال ان الذهاب الى الكهان او الى السحرة لاجل حل السحر طريق لحل السحر عن المسحور لانه ضرورة وان المبيح لذلك ضرورة فان الضرورة في هذه الصورة لا تبيح المحرم هذا مجموع ما يذكر من الادلة الدالة على تحريم الى السحرة لحل السحر عن المسحور. فثمة خمسة اوجه تبين انه لا يجوز للمؤمن ان يذهب الى السحرة لحل السحر عن المسحور. وفي اخر ما ذكر المؤلف رحمه الله كلام ابن القيم وهو كلام رصيد. و جيد في بيان الطريق المباح والطريق المحرم في حل السحر عن المسحور. يقول ابن القيم رحمه الله النصرة حل السحر عن يعني بسحر مثله وهي نوعان النشرة حل السحر المسحور في الجملة وقد تقدم ان حل السحر عمل المسحور اما ان يكون بطريق مباح واما ان يكون بطريق محرم اذا كان بطريق مباح فانه لا بأس به واذا كان بطريق محرم فهو من عمل الشيطان ويجب تركه. يقول رحمه الله احدهما حل بسحر مثله. يحل السحر بسحر مثله عن المسحور. يقول وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر من يطلب حل السحر ومن يحله يتقربان الى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور يبطل الشيطان عمله عن المسحور لاجل ان الناشر والمنتشر تقربا له بالشرك. وهذا هو الذي ذكر النبي وسلم ليه لما سئل عن الاسرة قال هي من عمل الشيطان. اما النوع الثاني قال النشرة بالرقية والتعوذات والادوية والدعوات المباحه فهذا جائز هذا هو النوع الثاني من حل السحر على المسحور وهو المشروع. وذلك بالرقية بالقرآن وغيره من الاذكار والادعية والتعويذات والدعوات والادوية المباحة فثمة من الادوية المباحة ما يدفع السحر عن المسحور قال المؤلف رحمه الله فهذا جائز. وليعلم ايها الاخوة ان الطريق المشروع احنا عرفنا الان ان اللجأ الى السحرة من اجل حل السحر طريق محرم ويكفي فيه والصد عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن البشرى قال هي من عمل الشيطان طيب ما الطريق المشروع لحل السحر عن المسحور. الطريق المشروع قراءة ايات الكتاب الحكيم الرقية بالقرآن فالرقية بالقرآن من اعظم ما يدفع الله تعالى به عن الانسان الشرور. قد يقول قائل قرأت القرآن ولن ادرك نتيجة نقول ان قراءتك للقرآن خير لك يدفع الله تعالى بها عنك من الاذى والشر ما ليس لك على خاطر ولا على بال فاستمر في قراءة القرآن. التعويذات الشرعية بالاذكار التي ثبتت في الكتاب ثبتت في السنة او جاء ذكرها في القرآن من سورة الفلق وسورة الناس فانها من اعظم ما يدفع الله بها الشرور على الناس الادعية وذلك باللجأ الى الله عز وجل والاعتصام به وانزال الحاجة به والتوكل عليه والثقة به كذلك مما يدفع الله تعالى به عن المريض بالسحر وغيره شيئا عظيما من الشر. فالله هو الذي انزل الداء وهو قادر على رفعه جل في علاه. ولذلك كان الدعاء من اسباب رفع الاذى عن عن المسحور. وهذا سيد الورى صلوات الله وسلامه عليه لما سحر لما سحره آآ لبيد بن الاعصاب تقول عائشة رضي الله تعالى عنها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم في يوم فدعا ثم دعا وقال اما رأيت ان الله تعالى قد افتاني فيما اصابني فحل الله تعالى عن رسوله بالدعاء ما كاده به اعداؤه من السحر الذي كان لا تأثير له على الوحي وانما كان تأثيره على عليه صلى الله عليه وسلم في معاشه فكان يخيل اليه انه يأتي الشيء انه يفعل شيء ولم يكن ولم يكن قد فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم مما يتعلق بالمعاش مع اهله ومعاشرتهم فالدعاء من اعظم الطرق التي يدفع الله تعالى بها عن المسحور ما نزل به من السحر واما الطريق الرابع التي الذي ذكره ذكر الرقية وذكر التعويذات وذكر الادعية الطريق الرابع الادوية المباحة والمقصود الادوية المباحة ان ثمة انواع من الادوية يحصل بها دفع اذى السحر وكشف ضر السحر عن المسحور ومن ما يذكر من نفع السدر والاغتسال في دفع السحر وكشف ضره. وقد ذكر ذلك بعض اهل العلم ومنهم شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله فيما يتعلق بطريقة المعالجة بالسدر لدفع اذى السحر. فقال رحمه الله في ما ذكر من طريق انه يؤخذ سبع سبعة اتبع اوراق من اوراق السدر فتطحن ويصب عليها من الماء ما يذيبها ثم بعد ذلك يغتسل بها ويكون ذلك من اسبابه اما دفع السحر على المسحور واما تخفيف اثر السحر عن المسحور. اذا السحر طرق علاجه المشروعة الرقية بالقرآن العظيم الاذكار تعويذات نبوية الدعاء الادوية المباحة قد يقول قائل استعملت هذه الطرق فلم يندفع بها ظر السحر. فهل هذا يعني انه يجوز للانسان ان يطلب حل السحر المحرم وذلك بالذهاب الى الكهان او بالذهاب الى السحرة؟ الجواب لا حتى لو فعل الانسان ما فعل من الاسباب المباحة ثم لم يدرك علاجا ولم يدرك شفاء ولم يدرك طيبا ولم يدرك اندفاعا للسحر واثره عنه فان ذلك لا يباح لا يبيح له الذهاب الى الكهان ولا الذهاب الى السحرة لحل السحر على المسحور وذلك ان الذهاب الى السحرة والكهاد لا يزيده الا شرا وضرا واذى وقد قال الله تعالى الا انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ما ادركوا ما يأملون انما ادركوا زيادة شر وعناء ورهق وتعب واذى ولم يدركوا ما يؤملون. ولهذا لا يجوز للانسان ان يذهب الى الساحر ولو قال دعوت سنوات متطاولة واستعملت الرقى والتعويذات والادعية والادوية المباحة ولم اجد نفعا له ذهابك للسحرة سيزيدك شرا وفسادا ويا اخواني انا اقول لكم الان في ادواء البدن. احيانا يصاب الانسان بداء لا يجد له علاجا. فماذا يصنع يسلم امره لله اليس بعض المصابين ببعض الامراض الخطيرة بعض انواع السرطان على سبيل المثال لا يجد للناس لا يجد الاطباء لها علاج يقولون للمريض ما لنا ما في علاج لك ما عندنا لك علاج ماذا يصنع؟ يذهب لسحرة يذهب لكهنة او انه يسلم امره لله ويتوجه اليه بالدعاء والسؤال والصبر على ما نزل به ولو افضى ذلك الى هلاك وموته؟ الجواب نعم هذا الذي يجري كذلك في ادواء الارواح والقلوب والادواء المعنوية نظير ما في الادواء الحسية والبدنية فاذا كان هناك ادواء بدنية لا يجد الانسان لها علاجا لعدم الطب لعلاجها فكذلك الادواء الروحية والمعنوية اذا عجز الانسان عن علاجها بالاسباب الشرعية لا لا ولا يبيح له ان يطلب علاجها بالاسباب المحرمة. فان الاسباب المحرمة لا توصله الا الى فساد وهلاك خلاصة ما ننتهي اليه في مجلسنا هذا ان حل السحر بالسحر حرام لا يجوز وقد تظافرت الادلة في الكتاب والسنة على ان ذلك محرم. فالله عز وجل قال ولا يفلح الساحر حيث اتى. وقال تعالى ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم. وقال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لما سئل عن النشرة قال هي من عمل الشيطان وقال النبي صلى الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم في منع التعاون على وقال الله عز وجل في منع التعاون والعدوان قال ولا تعاونوا وقالت قال جل وعلا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. فالادلة متوافرة على تحريم حل السحر بالسحر وان الضرورة لا تبيح ارتكاب المحرم لحل السحر عن المسحور وذلك لما تقدم من عدم تضافر شروط الضرورة المبيحة للمحرم. اسأل الله عز وجل ان يشفي مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين. اللهم حل السحر عن المسحورين. واكشف الضر عن المستظرين. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والرشاد والغنى. زد علما وبصيرة وهدى يا ذا الجلال والاكرام. اللهم وفقنا الى ما تحب وترضى واصرف عنا السوء والفحشاء. واجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين واوليائك الصالحين يا رب العالمين