بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن جزيل الله تعالى في كتابه التسهيل وقوله تعالى الله يستهزأ بهم فيه ثلاثة اقوال تسمية العقوبة باسم الذنب كقوله ومكروا ومكر الله وقيل يملي لهم بدليل قوله ويمدهم وقيل يفعل بهم في الاخرة ما يظهر لهم انه استهزاء بهم كما جاء في سورة الحديد ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا ويمدهم يزيدهم. وقيل يملي لهم. وقد ذكر يعمهون الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير السراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ذكر الله تعالى حلا المخادعين المنافقين وما يزعمونه وما اجابوا به اهل الايمان ثم ذكر انهم اذا دعوا الى الايمان كان جوابهم كما قالوا انؤمن كما امن السفهاء الا انهم هم سفاء السفهاء ولكن لا يعلمون و اذا لقوا الذين واذا لقوا اه الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون انما نحن مستهزئون والهزوء هو السخرية الاستخفاف سواء كان ذلك بالقول او بالفعل فالاستهزاء يكون بالقول ويكون بالفعل وهؤلاء جمعوا الاستهزاء بالقول حيث زعموا الايمان على وجه الاستخفاف باهل الايمان انهم يقبلون ذلك وبما يفعلونه من اظهار اعمال الايمان التي تعصم دماءهم واموالهم وكذلك بالفعل حيث انهم ابطنوا الكفر و ولو اعداء الله فاذا لقوا الشياطين قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. يعني فيما يصدر منا من قول او فعل فلسنا مؤمنين انما نحن نسخر بهم ونظهر موافقتهم لتحقيق مصالح الله عز وجل ذكر عقوبة هؤلاء فقال الله يستهزئ بهم والمفسر رحمه الله ابن جزيء ذكر في معنى هذه الاية ثلاثة اقوال والحقيقة انهما قولان الاول من قال ان قوله الله يستهزئ بهم انما هو على وجه المشاكلة قال تسمية العقوبة باسم الذنب والا فليس من الله استهزاء بهم فليس من الله استهزاء بهم انما هذا على وجه المشاكلة ونظر له بقوله ومكروا ومكر الله. والمكر ذكر في اضيف الى الله عز وجل على وجه المشاكلة لا على ارادة الحقيقة هذا المقصود بقوله تسمية العقوبة باسم الذنب مشاكلة ومقابلة لا على وجه الحقيقة وهذا مسلك اهل التأويل الذين نفوا ان يضاف الى الله تعالى هذه المعاني وقالوا هي مجاز ليست بحقيقة لانها من صفات الذم فلا تظافوا الى الله والحق ان هذه المذكورات ليست صفات ذم باطلاق بل هي من الافعال التي تكون في مواضع محمودة وتكون في مواضع مذمومة ومثل هذه الافعال التي لها وجه محمود ولها وجه مذموم اذا اظيفت الى الله عز وجل فانه لا يضاف اليه منها الا المحمود ويستحيل ان يستحضر المعنى المذموم بكل وجه فيقال ان الاستهزاء والمكر ونظائرهما مما يحتمل وجهين ما اظافه الله تعالى لنفسه حقيقة وليس مجازا لكنه ما كان من تلك الافعال على وجه الحمد والمدح والتمجيد وليس المعنى المذموم المستقبح هذا هو الصواب الذي جرى عليه كلام الائمة من الصحابة والتابعين وتابعهم اهل القرون المفضلة ومن سار على سبيلهم ولاجهم اذا كان كذلك ان هذا ليس مشاكلة ولا مقابلة ولا تسمية للعقوبة بالذنب فما معنى الاستهزاء المضاف الى الله هو ما ذكره رحمه الله في القول الثاني والثالث القول الثاني والثالث هو بيان وجه الاستهزاء الذي ذكره الله تعالى واخبر به في عقوبة هؤلاء الله يستهزئ بهم وذلك على وجهين. الوجه الاول في الدنيا وهو في قوله ويمدهم في طغيانهم يعمهون هذا الوجه الاول ويمدهم في طغيانهم يعمهون الوجه الثاني في الاخرة وهو ما يكون من حال هؤلاء يوم القيامة اذ ان الله جل وعلا اذا اجتمع الناس وجاء لفصل القضاء نادى مناد لتتبع كل امة ما كانت تعبد فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ومن كان يعبد القمر القمر ويلقون في النار فتبقى هذه الامة وفيها منافقوها فيظنون النجاة فاذا سجد اهل الايمان يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون اذا سجد اهل الايمان تمايز حال اهل النفاق اعطوا اعطي اهل الايمان من النور بقدر ما معهم من الايمان ثم يعبرون الصراط بما معهم من النور هؤلاء يتبعون اهل الايمان لكن ليس معه نور يقولون انظرونا نقتبس من نوركم هم ما عندهم نور انما يريدون ان ينتفعوا بالنور الذي مع اهل الايمان ليعبروا الصراط وينجوا من المهالك اعاذنا الله واياكم من تلك الحال فيقال لهم ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا. هذا الاستهزاء بهم وهذا الذي اشار اليه في قوله يفعل بهم في الاخرة ما يظهر له لهم انه استهزاء بهم كما جاء في سورة الحديد ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوره ولا يمكن ان يجدوا نور اذ انها ظلمات فلا نور الا ما وهبه الله تعالى لاهل الايمان فكان هذا من صور الاستهزاء بهم في الاخرة فيكون المعنى الثاني والثالث اللذان ذكرهما المؤلف هما معنى واحد ولكنه في موضعين استهزاء بهم في الدنيا بالاملاء لهم والامداد ليمضوا فيما هم فيه من كفر ونفاق وعناد وفي الاخرة بتلك الحالة المذمومة التي ينالهم فيها من العذاب ما يكون مناسبا لما فعلوه من استكبار وعناد ونفاق نعم يعمهون لا يبصرون العمى العمى قوله اشترى الضلالة. فقوله تعالى الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم اي فيما هم فيه يعمهون اي لا يبصرون حقيقة ولا هدى ولا اه سوءا لما هم عليه من نفاق. نعم الا ينظر لأعمى هون معناها عمى بس هذا العمى هو موجب استمرارهم انهم لا يبصرون الهدى نعم قوله اشتروا الضلالة عبارة عن تركهم الهدى مع تمكنهم منه ووقوعهم في الضلالة فهو مجاز بديع اشتروا الضلالة قال عبارة عن تركهم الهدى مع تمكنهم منه تمكنهم منه. كيف تمكنوا منه انهم ملكوه اشتروا الضلالة بالهدى اشتروا الضلالة يعني اخذوا الضلالة ودفعوا مقابل تلك الظلالة الهدى فالباء هنا باء الثمانية والمعاوضة. الثمن المبذول للظلالة هو ايش الهدى كما تقول اشتريت خبزا بريال فالمشترى هو المأخوذ هو ايش الخبز والثمن المبذول هو الريال. هنا يقول الله تعالى اشتروا الضلالة يعني اخذوها ودفعوا ثمنا لذلك الهدى وهذا يدل على انهم كانوا على هدى وصلهم شيء من الهدى لكنهم لم يحافظوا عليه بل بذلوه وعاوضوا فيه بابخس المعاوضات حيث اخذوا عوضا عنه آآ الضلالة فهؤلاء تمكنوا من الهدى وعرفوه وابصروه ثم تركوه بعد القدرة عليه. في كلام لابن لابن تيمية جميل في في هذه الاية يقول فهذه حال من اخذ الضلالة التي لم تكن عنده واخرج الهدى الذي كان عنده اخذ الظلالة التي لم تكن عنده واخرج الهدى الذي كان عنده وان كان قد يقال ان مثل هذا قد يقال للقادر على الامرين يعني انه يستطيع ان يأخذ الهدى ويأخذ الضلالة كما قال الله تعالى وهديناه النجدين اذا ترك هذا واخذ هذا لكن سياق الكلام يدل على الاول انهم كانوا قد تمكنوا من الهدى فتركوا فتركوا وليس انهم قدروا على هذا وهذا درجة واحدة واختاروا الضلالة على الهدى نعم قدروا يدفعوه اي نعم والذي يدل على ان المعنى هذا المعنى الاول آآ اقرب هو ما سيأتي من مثل حيث قال جل وعلا مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فكان عنده نار لكنه فقدها ايه نعم اذا يعني اشترى الضلالة على ما ذكر الشيخ رحمه الله فيها وجهان. الوجه الاول انهم كانوا على قدرة وتمكن من الهدى فرطوا فيه وتورطوا في الضلالة الوجه الثاني ان انهم على قدرة من الامرين ولهم خيار في هذا وهذا لم يملكوا هذا ولم يملكوا ذاك لكن خيروا بينهما فاختاروا الضلالة على الهدى نعم قال رحمه الله فما ربحت تجارتهم ترشيح للمجاز لما ذكر الشراء ذكر ما يتبعه من الربح والخسران واسناد عدم الربح الى التجارة مجاز ايضا. لان الرابح او الخاسر هو التاجر وما كانوا مهتدين في هذا الشراء او على الاطلاق قال الزمخشري نفى الربح في قوله فما ربحت ونفى سلامة رأس المال في قوله وما كانوا مهتدين فمن في امران الربح وسلامة رأس المال الربح في قوله فما ربحت تجارته بل هي في غاية الخسران وهو ليس محقا او خسار للعوائد فقط بل يعود الى رأس المال وما كانوا مهتدين فخسروا رأس المال وهو ما كان قد اودعه الله في قلوبهم من موجبات الهداية من الفطرة والدلائل الدالة على الهيته وانه المستحق للعبادة كل هذه يملكها الانسان. خسرها وخسر ما ينتج عنها من الارباح لو استثمرها في معرفة الله عز وجل وعمل بها بل هو اعرض عنها كما قال تعالى وكاين من اية في السماوات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون فاجتمع لهم الخساران بهذا الشراء. خسار الربح خسار رأس المال اعوذ بالله نعوذ بالله من الخسران قوله مثلهم كمثل ان كان المثل هنا بمعنى حالهم وصفتهم فالكاف للتشبيه وان كان المثل بمعنى الشبه فالكاف زائدة. طيب مثلهم اي صفتهم كمثل اي كصفتي فالكاف هنا للتشبيه اذا كان المقصود بالمثل هنا الصفة لان مثل تأتي بمعنى الصفة منها قول الله تعالى ولله المثل الاعلى يعني له الصفة العليا ومنه قوله تعالى مثل الجنة التي وعد المتقون اي صفتها فمثل هنا بمعنى صفة هذا المعنى الاول تكون كالكاف للتشبيه الوجه الثاني ان كان المثل بمعنى الشبه اي ان كان المثل بمعنى الشبه فالكاف زائدة يعني مثلهم مثل فتكون آآ الكاف زائدة لتوكيد المعنى بالزيادة الافظل والمقصود بها توكيد التشبيه نعم مثلهم كمثل الذي استوقد نارا استوقد اي اوقد وقيل طلب الوقود على الاصل فاستفعله. يعني استوقد اصل اصلها طلب الوقود لكن هذا تركيب استفعل يأتي على وجهين يأتي في طلب الفعل يأتي بمعنى طلب الفعل استوقد ستة استسقى طلب السقيا استطعم طلب الطعام استكسى طلب الكسوة وتأتي بمعنى الفعل ذاته ومنه استجاب بمعنى اجاب ومنه قول الله تعالى واستغنى الله اي وانه اغتنى جل في علاه هو الغني سبحانه وتعالى وليس طلب الغنى ومنه قوله تعالى واستعمركم فيها وانشأكم من الارض واستعمركم فيها طلب عمارتها تفسير والقول الثاني اعماركم فيها اي اسكنكم فيها استفعل تأتي على وجهين تأتي على طلب الفعل وتأتي على افعل وهو قد ذكر المعنيين. هنا استوقد اي او قد او انه طلب من يوقد له نعم فلما اضاءت فلما اضاءت ان تعدى فما حوله مفعول به وان لم يتعدى فما زائدة او او ظرفية. قوله تعالى مثل كمثل الذي استوقدنا نارا فلما اضاءت اضاءت ما حوله فلما اضاءت ما حوله انارت ما حوله اضاءت لها وجهان الوجه الاول تأتي بمعنى انارت فتكون متعدية ولذلك قال فلما اضاءت اي تعدى فيكون ما حوله موضع المفعول فيكون بمعنى تحت انا المعنى الثاني قال وان لم يتعدى يعني كان لازما بمعنى ضاء ضاء هو في ذاته فيكون ماء زائدة او ظرفية زائدة او انها ظرفية ظاء ما حوله فلا تكون مفعولا به وكلا المعنيين ماشي يعني كلاهما يؤدي الغرض ولكن هذي اوجه في اه اه اختلاف المقصود باضاء من التعدي واللزوم. نعم. فلما اضاءت ما حوله نعم لا قد يضي ما حوله دون ان يضيفه. على كل حال كلاهما له وجه. ويمكن حمل الاية على المعنيين لان القاعدة ان الاية اذا احتملت اكثر من معنى كل هذه المعاني صحيحة فانها تحمل عليها. نعم وهذا من اعجاز القرآن. نعم ذهب الله بنورهم اي اذهبه. وهذه الجملة جواب لما. فالضمير في بنورهم عائد على الذي. وهو على هذا بمعنى الذين وحذف النون منه لغة ذهب الله بنورهم ذهب الله بنورهم اي ازاله والمقصود بالنور ذاك الذي استوقدوه فليس معهم نور بعد ذهابه. قال رحمه الله ذهب الله بنورهم اي اذهبه وهذه الجملة جواب لما وهي قوله تعالى فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم فالضمير في قوله بنورهم عائد على الذي في قوله تعالى فلما ذهب نعم آآ مثل كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله الله بنورهم. فيكون هنا عائد على الذي وهو على هذا المعنى بمعنى الذين يعني لان الذي اصل اسم موصول يطلق على المفرد في الغالب لكن يكون بمعنى الذين وحذف النون منه لغة وقيل الوجه الثاني قيل جواب لما محذوف. وقيل جواب لم محذوف تقديره طفأت النار. وهي قول مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم طفئت النار مقدر الجواب مقدر بطفئة النار او خمدت النار المقصود انه ان النار التي اوقدوها ازالها الله تعالى. طيب وقوله ذهب الله بنورهم هذه جملة مستأنفة والسبب في هذا هو قوله ذهب الله بنورهم آآ في السبب هو انه قال نوء انه اتى في الاية بظمير الجمع بنورهم وفي اول الاية في في المثل المذكور ذكر ما يفيد المفرد استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله مثلهم كمثل الذي استوقد نارا هذا السبب في تنوع الاوجه وكلاهما يعني سائغ. قال قال وذهب الله بنورهم وذهب الله بنورهم جملة مستأنفة والضمير عائد على المنافقين. فعلى هذا يكون الذي على بابه من الافراط والاول ارجح. والارجح انه انما اعيد عليه ضمير الجماعة. لانه لم يقصد بالذي واحد بعينه. انما المقصود تشبيه بمن استوقد نارا سواء كان واحدا او جماعة ثم اعيد الضمير بالجمع ليطابق المشبه لانهم جماعة فان قيل ما وجدت؟ طيب ويمكن ان يقال ان الذي استوقد واحد والمنتفع النور جمع وليس واحدا ويكون هذا لكون المنافق باسلامه يعصم دمه وماله فالمنتفع بهذا هو وما في يده او ما تحت يده من من مال ونحو ذلك فيعصم ما له فيعصم دمه وماله فيكون العود لان المنتفع بالايقاد اكثر من من شخص وهذا وجه يعني يمكن ان يحمل عليه عود الظمير اه ذكر عود ضمير الجمع على المفرد عود ضمير الجمع في قول بنورهم على المفرد في قول مثلهم كمثل الذي استوقد نارا نعم فين قيل؟ فان قيل ما وجه تشبيه المنافقين بصاحب النار التي اضاءت ثم اظلمه فالجواب من ثلاثة اوجه احدها ان منفعتهم في الدنيا بدعوى الايمان شبيه بالنور. وعذابهم في الاخرة شبيه بالظلمة بعده والثاني ان اختفاء ان اختفاء كفرهم كالنور وفض وفضيحتهم بعده كالظلمة والثالث ان ذلك فيمن امن منهم ثم كفر. فايمانه نور وكفره بعده ظلمة. ويرجح هذا قوله ذلك بانهم امنوا ثم كفروا فان قيل لما قال ذهب الله بنورهم ولم يقل ذهب الله بضوئهم مشاكلة لقوله فلما اضاع فالجواب ان ذهاب النور ابلغ لانه اذهاب للقليل والكثير بخلاف الضوء فانما ينطلق على الكثير دليل ان الظوء ينطلق على الكثير قوله جل وعلا وجعل الشمس ضياء والقمر نورا نعم قوله صم بكم عم يحتمل ان يراد به المنافقون او المستوقدون المشبه بهم. في قوله تعالى بعد ان ذكر ما ال اليه حالهم من الظلمة قال لا يبصرون. صم تكمن عمي فهم لا يرجعون نعم يقول جل وعلا سم بكم عمي يقول المفسر يحتمل يحتمل ان يراد به المنافقون او المستوقدون المشبه بهم وهذه الاوصاف مجاز عبارة عن عدم انتفاعهم بسمعهم وابصارهم وكلامهم وليس المراد فقد الحواس. هذه حقيقة اوليست مجاز صم عن الحق فلا يسمع فلا يسمعونه. بكم عن الهدى فلا يتكلمون به عمي عن انوار الرسالة فلا يبصرونها وقد قال الله تعالى انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فهو عمل حقيقي لكنه ليس عائدا الى الحواس انما الى منافعها وما خلقت لاجله وهذا ابلغ من ان يقال مجاز للاجابة عن اشكال انهم يبصرون ويسمعون ولهم عقول يدركون بها. نعم وكل من لم ينتفع بما اتاه الله من سمع وبصر وفكر يوصف بانه اعمى اصم ابكم اذا كان لا يتكلم بالحق لا عقل له ان كان آآ لم لم ينتفع به في الاستدلال على الهدى والعمل به قول فهم لا يرجعون فهم لا يرجعون ان اريد به المنافقون فمعناه لا يرجعون الى الهدى وان اريد به اصحاب النار فمعناه انهم متحيرون في الظلمة لا يبرحون ولا يهتدون الى الطريق والحقيقة انه المراد به المنافقون ولهذا يقدمهم. وانما ذكر هؤلاء على وجه التشبيه والتمثيل نعم هذا هو المثل الاول الذي ذكره الله تعالى في بيان وصف اهل النفاق وبيان حالهم مثلا هم كمثل الذي استوقد نارا فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون ويسمى هذا المثل المثل المثل الناري المثل الناري واما المثل الثاني الذي ذكره الله تعالى للمنافقين فهو المثل المائي وبينهما فروقات قال تعالى او كصيد من السماء هذا شروع في ذكر المثل الثاني وهو المثل المائي الذي مثل الله تعالى به حال المنافقين نعم قوله او كصيد عطف على الذي استوقد. والتقدير والتقدير او كصاحب صيب واو للتنويع لان هذا مثل لان هذا مثل اخر ضربه الله للمنافقين. التنويع اما تقريبي حالهم او لتعدد احوالهم فمنهم من ينطبق عليه المثل الاول ومنهم من ينطبق عليه المثل الاخر الثاني وقيل ان او للتخيير ومعناه مثلوهم بهذا او بهذا فيكون هذا ليس للتنويع اي ان منهم من ينطبق على المثل الاول ومنهم من ينطبق عليه المثل الثاني بل هم يصدق عليهم ان شئت نزلت عليهم المثل الاول وان شئت نزلت عليهم المثل الثاني فهي تكون او للتخيير في في تمثيل وتنظير حالهم ووصفهم