هذا بناقض مستقل لخطورته ولعظيم التلبيس الحاصل به فجعلوا الوسائط بين العباد وربهم هو بوابة الشرك الكبرى ولذلك ذكره استقلالا رغم انه مندرج في الناقض الاول وهو الشرك في عبادة الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اللهم اغفر لنا ولوالدينا المسلمين اجمعين. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. في كتاب هذه مواقع الاسلام قال رحمه الله تعالى الثاني من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوفى وعليهم كفر اجماعا طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا ثاني النواة نواقض الاسلام التي ذكرها المصنف رحمه الله في هذه الرسالة الموجزة يقول رحمه الله الثاني اي من نواقض الاسلام التي جمعها وعدها في هذه الرسالة من جعل بينه وبين الله وسائط ما ان اسم موصول بمعنى الذي وجعل بينه وبين الله وسائط اي سيرها بينه وبين الله تعالى واسطة اتخذ بينه وبين الله تعالى واسطة فجعل هنا بمعنى التصوير والاتخاذ وقوله رحمه الله هو سائق وسائط جمع واسطة هكذا قال بعض اهل العلم وقال اخرون وساءت جمع وسيطة وفي كل الاحوال المقصود بالوسائط هم من يكون بين شيئين وسيلة وسببا فالمقصود بالوسائط هنا هم الوسائل والاسباب التي تجعل بين العباد وبين الله تعالى فقوله رحم الله جعل بينه وبين الله وسائط اي جعل بينه وبين الله تعالى وسيلة وسببا هذه الوسيلة وذلك السبب جعلهم بينه وبين الله سبحانه وبحمده الوسيطة او الوسيلة كل ما يتوسل به الانسان الى الشيء اي كل ما يتوصل به الانسان الى ما يريد فكل ما يتوسل به الانسان الى مراده او مطلوبه فهو واسطة وسيطة ووسيلة الوسائط نوعان نوع لا خلاف بين العلماء في اثباته بل لا يتم ايمان احد الا بالاقرار به واثباته وهو من جعلهم الله تعالى واسطة بينه وبين وبين خلقه وهم الرسل كما قال الله تعالى في محكم كتابه الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فقد جعل الله تعالى بينه وبين الخلق رسلا وهم وسائط يبلغون الناس رسالات الله تعالى كما قال جل في علاه رسلا مبشرين ومنذرين. هؤلاء واسطة بين الله تعالى وبين الخلق يبلغون رسالات الله ويبينون ما يجب على العباد يعرفون بالله ويدلون عليه والايمان بهذا النوع من الوسائط ركن واصل من اصول الايمان لا يتم الايمان الا به وليس هذا مراد المصنف رحمه الله لذلك بين المؤلف المراد بالوسائط المذمومة التي اثباتها كفر. فقال يدعونهم يدعوهم ويسألهم الشفاعة عليهم فهذا بيان الواسطة التي اراد وهي النوع الثاني من الوسائط فالايمان بهذا النوع من الوسائط وهو ان يجعل بينه وبين الله واسطة ووسيلة وسبب ل تحصيل المطالب وادراك المراغب الحصول على المطالب كل ذلك من الشرك والكفر بالله عز وجل فمن جعل بينه وبين الله واسطة في قضاء الحوائج في اغاثة اللهفات في اجابة الدعوات في قضاء الحاجات كان ذلك من الشرك وهذا لا خلاف فيه بين الائمة في انه كفر بالله العظيم. كما سيأتي تقريره وبيانه. الخلاصة الان عرفنا معنى الوسائط وان الوسائط المراد بها الوسائل التي التي بين الله تعالى وبين العباد والوسائل التي بين الله تعالى وبين العباد نوعان نوع الايمان به اصل من اصول الايمان وهم الرسل ونوع اقراره واثباته كفر مخرج عن الملة وهم من يطلب منهم قضاء الحاجات كما ذكر المصنف رحمه الله يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكلوا عليهم فهذا من هذا النوع من الوسائط هو المقصود بهذا الناقظ او هو المقصود بهذا الكلام وهو كفر مخرج عن الملة بقائل ان يقول ثم انا يا اخوان لقائل ان يقول لماذا ذكر المصنف رحمه الله هذا في ناقض مستقل رغم انه مندرج في الناقض الاول النقض الاول ما هو الشرك في عبادة الله والوسائل والوسائط التي يتحدث عنها في الناقد الثاني هي من وسائل الشرك بالله بل هي شرك بالله عز وجل اما وسيلة واما شرك بالله عز وجل فلماذا فصله بناقض مستقل الجواب على هذا ان المؤلف رحمه الله انما افرد ذكره هنا لعظيم خطره وكبير الضلال الحاصل به اذ هو اصل الشرك وهو قاعدته التي يبنى عليها الشرك يقول ابن القيم رحمه الله في الشفاعة وهي من ثمرات ومما يتصل بهذا الناقظ هي اصل الشرك كله هي اصل الشرك كله وقاعدته التي عليها مدى بناؤه واخبيته التي يرجع اليها فالشفاعة وسائل والوسائط والاعتقاد فيها هي بوابة الشرك الكبرى التي يدخل من خلالها كثير من الناس في الشرك. ولذلك خصها خصها المؤلف رحمه الله بذكر مستقل وهي حجة المشركين في شركهم فان كثيرا ممن يقع في الشرك لا يقول انا اسوي هؤلاء بالله عز وجل وان كان في قلبه قد يعظمهم اكثر من تعظيم الله عز وجل لكنه اذا نوقش وقيل له كيف تدعو مخلوقا مقبورا كيف تستغيث ميت هؤلاء الرافضة الذين يرددون يا حسين يا حسين يا حسين مثلا في كل ملمة ونازلة عند الافراح والاتراح اهذا اليس هذا استغاثة به ودعاء له وتعظيم له كتعظيم الله عز وجل يقول نحن لا نعتقد ان انه في منزلة الله لكن هو وغيره مما يدعى من دون الله سواء الحسين ذكرناه مثال وغيره مما يدعى من دون الله يدعون انه وسيلة واسطة بينه وبين الله ولهذا المشركون في الدنيا كلها قديما وحديثا يخرجون الشرك قالب التعظيم يخرجون الشرك في قالب التعظيم لله عز وجل. وانه اجلال له سبحانه وبحمده وانهم انما يتقربون اليه بالوسائط لانهم لا يرقون الى منزلة سؤاله فيخرجون الشرك بالله والكفر به في ثوب التعظيم له فيقول الله اجل من ان ندعوه بدون واسطة بل لا بد لنا من وسائط حتى ندعو الله جل في علاه وهو رب العالمين الذي قال لعباده واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فاسقط الله كل واسطة وانظر الى هذه الاية الكريمة حيث ان الله اسقط الواسطة في التبليغ فاخبر عن السؤال وباشر الجواب دون ان يقول لهم قل في في العادة يأتي بيان الجواب بالنص عليه في الاسئلة يستفتونك قل الله يفتيكم لكن هنا ماذا قال؟ واذا سألك عبادي عني ما قال فقل اني قريب انما قال اني قريب. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اسقط الواسطة حتى في التبليغ ببيان القرب التام وعدم وجود واسطة بين الله عز وجل وبين خلقه فمن اراد ان يعصي الله فلا يحتاج الى واسطة او وسيلة او سبب والمشركون الاوائل لما ذمهم الله تعالى على شركهم وعاب عليهم الرسل والمؤمنون ما كانوا عليه من الشرك اعتذروا بانهم لم يعبدوهم من دون الله ما اتخذوا هذه الاصنام والالهة معبودات من دون الله بل قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى والذين اتخذوا من دونه اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فهم يتذرعون بتعظيم الله للاشراك به وهذا من عدم قدرهم لله حق قدره جل في علاه فان هذا تسوية بين الله وبين الخلق يقولون انه اذا كنت انت يقولون على وجه القياس اذا اردت حاجة من عظيم اليست توسل اليه وسيلة وواسطة للوصول الى مرادك وهذا من شركهم بالله عز وجل وسوء ظنهم به وعدم قدرهم له. فلو قدروا الله حق قدره ما ما قاسوا هذا القياس لانه شتان بين الخالق والمخلوق وهذا القياس باطل من ثلاثة اوجه قياس سؤال الله سؤال المخلوقين بالوسائط آآ قياس سؤال الله بالوسائط على سؤال المخلوقين بالوسائط باطل من ثلاثة اوجه الوجه الاول ان اثبات الوسائط بين الملوك وبين الناس انما هي لنقصهم. والله جل في علاه لا نقص فيه بوجه من الوجوه سبحانه وبحمده اما المخلوق فهو ناقص ذاك ان المخلوق تخفى عليه احوال الناس ولا يحيط ما يريدون فيحتاج الى ان يذكر وينبه الى حاجة فلان وفلان اما الله فهو السميع البصير وهو العليم بكل شيء جل في علاه الذي يعلم السر واخفى يعلم ضجيج الاصوات واختلاف اللغات على تفنن الحاجات فليس احد يخفى على الله جل في علاه. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير سبحانه وبحمده وبالتالي بطل هذا الوجه فهذا فارق بطل هذا القول تسوية السؤال له سؤال المخلوقين وانه بما اننا نحتاج الى واسطة في قضاء حوائجنا عند الملوك والعظماء والكبراء فنحن بحاجة الى واسطة بيننا وبين الله قيل لهم هذا قياس مع الفارق فالله تعالى عليم باحوال خلقه. اما هؤلاء فقد يجهلون ولا يحيطون علما بما عليه الناس فلذلك يحتاج يحتاج الى الوساطة الى الوسائط معهم. الوجه الثاني من اوجه ابطال هذا القياس ان الملوك وغيرهم يعجزون عن تدبير امر الرعية الا اعوان فالتعاون به قوام الملك وبه قوام الناس كبراء وصغراء اشراف ووضع كلهم لا يقومون الا التعاون فلذلك احتاج هؤلاء الى من يعينهم اما الله تعالى فلا حاجة له الى احد وهو الغني عن كل معين قال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منه من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا باذنه ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له جل في علاه فالله سبحانه وبحمده غني عن العباد والخلق وما يكون من عونهم بخلاف المخلوقين وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا فكل ما في الوجود من الاسباب فانه خلق الله جل وعلا هو الغني عن كل ما سواه يا ايها الناس انتم الفقراء والله هو الغني الحميد. الوجه الثالث لابطال هذا القياس ان ارادة الاحسان عند الناس ضعيفة في الجملة وقد لا تكون حاضرة الا بمذكر ووسيط فان كثيرا من اصحاب الاموال والرياسات ليس له همة ولا نشاط في قضاء حوائج الناس فيحتاج يحتاج الى من يذكره ينبهه الى حوائج المحتاجين حتى يشفع والله سبحانه وبحمده ابتدأ الخلق بالاحسان والعطاء وجزيل المن فلا حاجة الى من يذكره جل في علاه بعباده وما كان ربك نسيا سبحانه وبحمده يبتدئ بالاحسان قبل الطلب فكيف تجعل شفائع بين شفاؤك فكيف تجعل وسائط بينه وبين خلقه سبحانه وبحمده يتبين من هذا بطلان حجة الذين قالوا انما اتخذنا هؤلاء وسائط فانما تكون الوسائط عند من يحتاج الى تذكير والله تعالى غني عن تذكير العباد ولهذا لا يجوز ان يجعل بين الخلق وبين الله تعالى وسائط في امر العبادة ولا في امر السؤال والطلب بل هو الغني الاغنى جل في علاه المصنف رحمه الله ذكر هنا بيان الوسائط فقال يدعوهم والدعاء هنا يشمل نوعي الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة دعاء العبادة بان يصلي لهم او يتصدق لهم او ينذر او يحج او يذبح او يصرف اي نوع من انواع العبادة لهؤلاء الوسائط حتى يشفع له عند رب العالمين والنوع الثاني من الوسائط هو ان يدعوهم في قضاء الحاجات. وهذا سؤال الطلب دعاء الطلب فقوله يدعوهم يشمل هذين النوعين من الدعاء دعاء العبادة ودعاء المسألة الفرق بينهما دعاء العبادة هو ان يتقرب اليهم بالطاعات والعبادات وما ان تانيك سؤال دعاء الطلب فهو ان ينزل بهم حاجة ويسألهم قضاء الحاجات واغاثة اللهفات هذا ما آآ يتصل بقوله رحمه الله يدعوهم ونستكمل ان شاء الله في الدرس القادم باذن الله