نعم رجال جمع راجل اي ماش على رجليه وهي منصوبة على الحال من الواو في يأتوك وهذا خلاف ما يتوهمه بعض الناس من ان قوله تعالى رجالا يعني ما يقابل النساء ذكور فقوله رجالا جمع راجل اي انهم يأتون ماشيين على اقدامهم اجابة لهذه الدعوة وبدأ بالراجل مع انه الاقل بيانا لعظم مكانته وشرفه وعظم هيئته حيث جاء من بلده كما سيأتي في مكان مجيئه على هذه الصفة مستجيبا لدعوة ابراهيم نعم وعلى كل ضامر معطوفة على رجال اي ويأتوك على كل ضامر والضامر البعير المهزول من التعب والظامر اصله وصف يراد به ظمور البطن وذلك مما يقصد في البهائم فان الظمور يدل على جودة المركوب وسرعته في السير وهل المقصود البعير خاصة؟ ام المقصود كله مركوب؟ المقصود كله مركوب نعم يأتينا صفة لكل ضامر باعتبار المعنى هكذا قال الشيخ رحمه الله يأتين صفة لكل ضامر فجعل الوصف للمركوب لانه لا يتمكن الراكب من ان يأتي اذا كان محله بعيدا الا على ظامر وقيل يأتين يعود الى جماعات الناس جماعات الراجلين وجماعات الراكبين وهذا قول ثان نعم طريق واسع او ما كان بين جبلين نعم عميق بعيد والاصل في العمق هو ما كان بعيدا من جهة السفول فالعمق هو نزول الى قاعة في الغالب نعم ليشهدوا ليحضروا واللام للتعليل وهذا فيه بيان ان هذا النداء ليس لنفع يحصل للرب جل وعلا بل هو لنفع الخلق ولذلك قال ليشهدوا منافع لهم فهذا النداء ليس مما يستفيد منه الرب جل وعلا فهو الغني الحميد كما تقدم. انما هو لمصالح الخلق ومنافعهم وصلاح معاشهم ومعادهم. ولذلك قال ليشهدوا ان يحضروا منافع لهم واتى بمنافع منكرة اي على صيغة نكرة وذلك لتعظيم المنافع وتكثيرها فليست المنفعة محصورة في امر معين. بل هي اعم من ذلك واوسع نعم منافع مصالح دينية او دنيوية فالمنافع التي ندبوا لحضورها وشهودها من منافع الدين ومن منافع الدنيا من مصالح الدين ومن مصالح الدنيا واعظم ما يكون من المصالح الدينية حطوا الذنوب اعظم ما يكون من مصالح الدين حطوا الذنوب وحصول الجنة فمن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة هذا في مصالح الدين. ففيه حط الذنوب وفيه حصول الجنة لمن كان حجه مبرورا وايضا فيه مصالح الدنيا فهو التقاء وتكسب وسبب النمو والزيادة والخير والتقاء اهل الاسلام في منافع كثيرة تتعلق بالدين وبالدنيا وكما قال شيخنا رحمه الله في اول كلامه ولا الحج فوائد كثيرة دينية واجتماعية ومادية كل هذه مما يحصلها الناس في حجهم ولا يلزم ان تجتمع جميع هذه المنافع لكل من حج. لكن مجموع الحج يحصل به هذا. يعني من الناس من يقول انا والله اذهب ولا اتاجر اذهب للتعبد وشعث المعتمر فما ذكر من انه ازالة للوسخ داخل في هذا المعنى ومعلوم ان المعنى اذا كان اشمل واوسع فانه يحمل عليه اللفظ ولا يقصر على بعض المعاني مع احتمال ما هو اكثر فنقول انتقد حصلت من المنافع ما هو خير. ومن الناس من يذهب لاجر الاخرة ونفع الدنيا فهذا حصل هذا وهذا فالمقصود تنوع المنافع باعتبار المجموع لا انها تجتمع في كل واحد من الحجاج. نعم. يذكر اسم الله يذكر الله اسمه بالتكبير وغيره. في قوله تعالى ويذكر اسم الله يذكر اسم الله فسر يذكر بنفس التفسير والذكر اصله ضد الغفلة والنسيان وهو على نوعين ذكر بالقلب وذكر باللسان ذكر بالقلب وهو ان يذكر العبد ربه بقلبه وذكر باللسان ان يلهج لسانه بذكر الله جل وعلا بذكر اسمه والثناء عليه وتحميده وتمجيده وخير ما يكون من الذكر ما كان اللسان فيه موافقا للقلب فانه يجتمع في ذلك للانسان فوائد الذكر وخيراته نعم اياما معلومات اي مشهورات وهي عشر ذي الحجة الى اخر ايام التشريق ايام معلومات قال اي مشهورات وهي عشر ذي الحجة الى اخر ايام التشريق هكذا فسرها الشيخ رحمه الله فايام المعلومات عشر ذي الحجة الى اخر ايام التشريق وقيل ان الايام المعلومات هي الايام العشر والمعدودات هي يوم النحر ايام التشريق. وهذا عليه اكثر اهل التفسير واهل العلم وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه في البخاري معلقا وفي غيره اي ان الايام المعلومات هي ايام العشر. وان الايام المعدودات هي ايام التشريق وقيل غير ذلك. قيل ان الايام العشر والايام المعدودات هي يوم النحر والايام بعده فقط والصحيح ما ذكره ابن عباس رضي الله عنه وعليه جمهور اهل العلم من ان الايام المعلومات هي عشر ذي الحجة والمعدودات هي ايام التشريق الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر وسميت معلومات قال الشيخ في بيان معلومات قال مشهورات وقيل في معنى معلومات اي التي يحرص على علمها لان الناس يحرصون على معرفتها وعلمها حتى يؤدوا الحج ويوافقوه ولذلك سميت معلومات واما المعدودات فلان الحاج يعدها لينظر متى ينفر فهذا وجه تسمية ايام التشريق بالمعدودات ووجه تسمية الايام العشر المعلومات نعم على ما رزقهم على ما اعطاهم وعلى للتعليل يعني لاجد التعليل لاجل ما اتاهم وقول ما رزقهم ماء هنا مصدرية او موصولة موصولة يعني على الذي رزقهم نعم بهيمة هي كل ذي روح ليس من ذوي التمييز وانما سميت بهذا لانها تبهر ولا تبين. ولذلك قال ليس من ذوي التمييز وهي مبهمة وهي بهيمة نعم الانعام جمع نعم وهي الابل والبقر والغنم وهذا ارجح ما قيل في معنى الانعام وقيل للانعام كل ما يكون مما احل الله جل وعلا اكله فيدخل في ذلك الطير وما اشبه ذلك لكن الصحيح ان الانعام هي الابل والبقر والغنم نعم. منها اي بهيمة الانعام بعد ذبحها في قوله تعالى فكلوا منها نعم اي من بهيمة الانعام بعد ذبحها او نحرها. نعم. البائس شديد الحاجة نعم الفقير المعدم من المال ولماذا اتى بهذين الوصفين ولم يغتني باحدهما؟ قال اطعموا البائس البائس شديد الحاجة لفقره ثم قال الفقير اتى بالبائس ترقيقا لقلوب الاغنياء و تنشيطا لهم على رحمة هذا الفقير والرأفة به حيث ذكر بؤسه والبؤس شدة الحالة وسوءها نعم ليقضوا تفثهم لينتهوا ويتخلصوا منه بازالته. قالوا ثم ليقضوا تفثهم ثم ليقض تفثهم بعد ذكر ما تقدم ثم هنا هل هي للترتيب الذكر ام هي للترتيب الزمني ثم تأتي في كلام العرب ويراد بها الترتيب الزمني. تقول جاء زيد ثم عمرو يعني عمر متى جاء بعد زيد وتأتي ثم لا لقصد الترتيب الزمني انما للترتيب الذكري والغالب ان يراد بهذا معنى اخر. وهو بيان اهمية المعطوف ومنه هذا الذي في الاية فان قوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم هنا ليس للترتيب الزمني. فقضاء التفث يكون في الايام المعلومات لان من الايام المعلومات التي يذكر فيها اسم الله يوم النحر ويوم النحر محل لقضاء التفث فالترتيب هنا ذكري لا زمني واتى به لبيان اهمية المذكور وانه اهم مما تقدم لان ذكر اسم الله ليس مما يتم به الحج انما الذي يتم به الحج ويكمن هو ما ذكره تعالى من قوله ثم ليقضوا اتفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق. هذا هو الشأن فيما يتعلق بالحج نعم ثم ليقضوا تفثهم لينتهوا ويتخلصوا منه بازالته واللام للامر المراد به الاباحة وسكنت لوقوعها بعد ثم واتفث الوسخ الحاصل بطول الاظفار ووفرة الشعر وغيرهما من شعث المحرم قوله والتفث الوسخ الحاصل بطول الاظفار ووفرة الشعر وغيرهما من شعث المحرم. هذا مما قيل في معنى التفث وقيل ان التفث هي اعمال الحج من الطواف ومن الوقوف ومن التقصير والحلق وما اشبه ذلك والذي اورد او اوجب اختلاف العلماء اختلافا كثيرا في معنى التفت انه لم يصح عندهم في معناه اللغوي معنى واضح ولذلك تباينت اقوال العلماء في المفسرين بمعنى التفث. والصحيح انه يشمل اعمال الحج ومنها حلق الرأس الذي يزول به الشعث عن المحرم فلا يخص التفث بالوسخ. لان هذا ليس علة للمجيء فانهم لم يأتوا ليزيلوا عنهم الاوساخ. ثمان الاوساخ قد لا تحصل لا سيما اذا كان الانسان قد حج حجا مرفها فالمقصود بالتفت هنا الاعمال ومن اعمال الحج ومنها الحلاق الذي او التقصير الذي يزول به الشعث الوسخ نعم وليوفوا وليتمموا واللام للامر وسكنت لوقوعها بعد واو العطف نعم نذورهم اي اعمال حجهم وسميت نزورا لان من احرم بالحج فقد الزم نفسه اتمامه نذورهم اي اعمال حجهم وهذا فيه ان النذر يطلق على العمل الواجب. باصل الشرع ولو لم يوجبه الانسان على نفسه ومنه هذا الذي في قوله تعالى واليوفوا نذورهم. هو فسر به قول الله تعالى الذين يوفون بالنذر ان يوفون بما اوجبه الله عليهم هو الصحيح ان الاية في قوله تعالى يوفون بالنذر تشمل ما كان واجبا باصل الشرع وما الزم الانسان به نفسه لان ما الزم الانسان به نفسه ان كان طاعة فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم النذر ان يطيع الله فليطعه واما هنا فالمقصود به الواجبات التي تتعلق بالحج ولذلك قال الشيخ رحمه الله اي اعمال حجهم وسميت ندورا لان من احرم بالحج فقد الزم نفسه اتمامه. لقول الله تعالى واتموا الحج والعمرة لله فان الله فرض على من دخل في الحج والعمرة ان يتمهما. وهنا فائدة مهمة يغفل عنها كثير من الناس وهو التحلل من الحج والعمرة عند ادنى سبب فان من الناس من يترك الحج لادنى سبب او يترك العمرة بعد الدخول فيها لادنى سبب. وهذا لا يجوز فان من فعل ذلك لا يرتفع عنه حكم الاحرام عند جمهور العلماء وليس فيه الا خلاف شاذ لابن حزم اما جماهير العلماء فهم على انه يلزمه ان يتم نسكه ولا يستفيد من التحلل شيئا بل لا يستفيد الا الاثم فمن دخل في حج او عمرة وجب عليه ان يتم حجه وعمرته الا ان احصر بمرض او عدو فعند ذلك له ان يتحلل وله احكام خاصة تأتينا ان شاء الله تعالى اما ان يتحلل مجانا هكذا بدون موجب دون مرض ولا حصر عدو فهذا تهاون واخلال بما امر الله به في قوله تعالى واتموا الحج والعمرة لله نعم وليطوفوا سبق معنى الطواف نعم بالبيت اي الكعبة والباء للالصاق ولذلك كلما كان الانسان قريبا من البيت في طوافه كلما كان اعظم اجرا كلما كان الانسان قريبا من البيت في طوافه كان اعظم اجرا لانه يتحقق به قوله تعالى وليطوفوا بالبيت العتيق. فالبال الالصاق لكن اذا كان الانسان اذا طاف قريبا من البيت ضاق عليه الامر ولم يحصل له خشوع ولا تدبر ولا حضور قلب واذا ابعد كان اقرب للخشوع فايما يقدم تقدم الثاني اي يبعد عن البيت ليحصله على الطمأنينة والخشوع وعدم المزاحمة لان القرب من البيت فضيلة تتعلق بمكان العبادة واما الخشوع فهي فضيلة تتعلق بالعبادة نفسها والقاعدة عند اهل العلم ان الفضيلة المتعلقة بذات العبادة مقدمة على الفضيلة المتعلقة مكانها وهذا لا فرق فيه بين الحج والصلاة وغيرهما. فمثلا اذا كان الانسان يصلى في الصف الاول لم يخشع. اما لوجود مثلا رسومات او وجود ما يشغل في الصف الاول. واذا صلى في الصف الثاني او الثالث حصل له الخشوع نقول صلي في الثاني او الثالث بالنسبة لك افضل من ان تصلي في الصف الاول. لانه يحصل لك الخشوع والخشوع فضيلة متعلقة بذات العبادة. بينما الصف الاول فضيلة تتعلق بمكان العبادة. نعم. العتيق. العتيق القديم. الاشرف المحرر من الجبابرة. نعم. هذا كل ما قيل في معنى العتيق قيل القديم الاشرف المحرر من الجبابرة فان الله حماه من ان يتسلط عليه متسلط بل كل من سعى في التسلط على هذا البيت اذله الله نسأل الله عز وجل ان يحفظ للمسلمين مشاعرهم وان يحمينا واياكم من كل سوء نعم. المعنى الاجمالي يذكر الله تعالى هذه الامة بما انعم الله به عليهم وعلى ابيهم ابراهيم. حيث هيأ له مكان البيت ليكون له مستقرا مبنيا على توحيد الله تعالى منزها عن الاقذار والاوثان لمن اراد ان يتعبد الله فيه بطواف او قيام او ركوع او سجود في الصلاة طيب هذا هو معنى قوله تعالى واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت الا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وتلاحظ في هذه الاية ان الله جل وعلا امر بتطهير البيت لاصناف فقال للطائفين ثم والقائمين ثم والركع السجود تلاحظ ان الطائفين هم اول من بدأ بذكرهم لان الطواف الصقوا العبادات بالبيت اذ انه يكون بالبيت فالطواف لا يكون الا بالبيت فهو عبادة لا يمكن ان يأتي بها الانسان في غير تلك البقعة المباركة وهذا باتفاق المسلمين فلا يشرع طواف حول غير الكعبة ولذلك بدأ بالطواف قبل غيره ثم ذكر القائمين وقلنا في معنى القائمين انهم العاكفين في قوله تعالى وعهدنا الى ابراهيم واسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين فمعنى القيام هنا هو اللزوم لزوم البيت وذلك بالاعتكاف وغيرهم مما يكون لزوما للبيت ثم قال والركع السجود فلاحظ في قوله تعالى والركع السجود ان الجمع هنا لم يأتي على الصيغة المتقدمة في الصنفين السابقين الصنفين السابقين قال الطائفين وللطائفين والقائمين. وهنا قال ما قالوا الراكعين قال والركع السجود ولم يعطف السجود على الركوع بل قال الركع السجود فوصف الركع بانهم سجود وهذا لمعنى وهو ان الركوع لا يشرع منفردا فلا يكون ركوعا شرعيا الا بسجود ولذلك لم يفردهم بذكر بل وصفهم بوصف فقال والركع السجود وهذا فيه مشروعية تطهير البيت لهؤلاء وهم اخص واحق بالبيت من غيرهم وانما اخى ذكر الصلاة الركع السجود لا لتأخر مقامها بل لكونها تكون في كل مكان في البيت وغير البيت عند الكعبة وفي كل مكان. والعكوف ايضا يكون في كل مكان من المساجد لكنه لما كان لا يكون الا في المسجد قدم على الركوع والسجود فهذا تدرج بدأ اولا بما لا يكون الا في البيت ثم ذكر ما لا يكون الا في المساجد ثم ذكر ما يكون في كل مكان وله صلة بالبيت وهو الاستقبال نعم ثم يبين تعالى انه امر نبيه ابراهيم ان يعلم الناس بفرض الحج ويأمرهم به وحينئذ يجد القبول من الناس يأتون اليه من كل جهة مشاة وركبانا على كل ضامر ضمرت من التعب للسفر من تلك الفجاج يأتون الى هذا البيت. طيب هذا معنى قوله يؤذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ظامر يأتين من كل فج عميق تقدم لنا معنى واذن فالاذان هو الاعلام فامر الله عز وجل ابراهيم ان يعلم الناس بالحج ثم بشره بان هذا الاذان سيلقى مجيبا حيث قال يأتوك رجالا وعلى كل ضامر ثم قال يأتين من كل فج عميق وان هذه الدعوة ستبلغ مبلغا بعيدا فينبغي له الا يقصر ولا يقصر فيما امره الله من الاعلان بالحج وذكرنا ان الاعلام ذكر المفسرون فيه قولين القول الاول انه بمكة وبلغه الله جل وعلا جميع الناس والقول الثاني ان ابراهيم عليه السلام كان رحالة. يتنقل في القرى والامصار والبلدان يعلم الناس بما فرض الله عليه من الحج. لاحظ ان العطف في قوله يؤذن على ما تقدم وتقديم تهيئة البيت والامر بتطهيره فيه التهيئة الى ان هذا المكان له شأن عظيم والشأن الذي له هو قوله تعالى واذن في الناس بالحج وهو تعلق قلوب الناس بهذا المكان وان تعلقهم لا يقتصر على استقباله عن بعد بل بالسير اليه لمن استطاع فهذا فيه نظير ما تقدم في سورة ال عمران في قوله تعالى ان اول بيت وضع للناس للذي بكة مباركا وهدى للعالمين فيها ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا ثم ذكر فرضية الحج قالوا ولله على الناس حج البيت فكل هذا للتهيئة لقبول هذا الاذان والاعلام انه مكان مبوء ومهيأ وميسر وان الله هو الذي امر بتهيئته وتطهيره فكل هذا مما يشحذ الهمم وينشط الناس الى اجابة هذا الاذان وهذا الاعلام وهذه الدعوة نعم ليحضروا المصالح التي كتبها الله لهم مصالح الدين والدنيا ويذكروا اسم الله تعالى بالتكبير والتلبية والتسميد وغيرها شكرا لله على ما اعطاهم وذلل لهم من بهيمة الانعام التي اذن لهم بذبحها لمصالح الدنيوية بالاكل منها والدينية باطعام المحتاجين الفقراء طيب قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم اللام هنا ايش للتعليم. هذا لبيان العلة. لماذا كل هذا؟ لماذا امر الله ابراهيم باعلام الناس جميعا بحج البيت العلة ليشهدوا منافع لهم وذكرنا العلة في تنكير قوله منافع ما العلة في التنكير؟ لماذا اتى بها على صيغة نكرة للتعظيم بالتعظيم والتكفير التنكير يأتي للتعظيم والتكفير ومنه هذا ليشهدوا منافع لهم وقلنا في المنافع مصالح الدنيا ومصالح الاخرة ثم قال تعالى اسم الله في ايام معلومات الواو هنا عاطفة على ما تقدم يعني لهذا وهذا ويذكر اسم الله في ايام معلومات. ذكر اسم الله قلنا ليس المقصود ذكر الاسم المجرد. الله الله الله كما تفعل الصوفية فانه ليس مما جاء في ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الاسم المجردة بل المقصود ذكر ما يعظم به الله جل وعلا من التكبير والتهليل والتحميد والتسبيح والتلبية وتسمية عند الذبح وما اشبه ذلك من اذكار التي يعظم فيها الله اما ذكر الاسم مجردا فهو بدعة لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد ممن يهتدى بهديه من السلف الصالح من الصحابة رضي الله عنهم بل هو امر محدث ثم انه لا معنى له. ذكر الاسم مجردا لا معنى له. الله الله الله. لو انت الان تكلم شخص وتقول له فلان فلان ليس فيه ثناء ولا مدح ولا طلب والذكر انما يكون ثناء وتمجيدا ومدحا واما ان يكون طلبا وسؤالا فذكر الاسم مجرد بدعة لا معنى له. فقوله تعالى ليذكروا اسم الله اي ليذكروا اذكارا فيها اسماء الله عز وجل. كما بينت ذلك السنة. ومن ذكر الله جل وعلا على الصفة التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو ذاكر لاسمه على وجه التعظيم هو الذي يثمر في القلب التعظيم والمحبة والقرب والانس بالله جل وعلا وقوله في ايام معلومات ما هي الايام المعلومات شيخنا رحمه الله قال العشر وايام التشريق والقول الثاني انها عشر ذي الحجة والقول الثالث انها ايام التشريق والقول الرابع انها يوم النحر ويوم ان بعده واصح هذه الاقوال انها ايام العشر ولماذا سميت بالمعلومات كيف معلومة هي مما يحرص على علمه ومعرفته هي مما يحرص على علمه ومعرفته لماذا لانها بعلمها يعرف الناس متى يحجون ولذلك سميت بالمعلومات والمعدودات لان الحاج يعدها حتى ينفر. لان الحاج يعدها ليعلم متى ينفر في الثاني او في الثالث. فسميت معدودات. ويمكن ان يقال ان معدودات لانها على وجه التقليل فهي ليست بطولة حتى يمل العابد بل هي معدودات سرعان ما تنقضي فينبغي له ان يستثمرها كما قال الله جل وعلا واذكروا الله في ايام معدودات. يعني احرصوا على كثرة الذكر في هذه الايام لقلتها فهي سرعان ما تنقضي وتزول كما قال ابن القيم رحمه الله فما هي الا ساعة ثم تنقضي ويصبح ذو الاحزان فرحان ابن القيم حكى هذا لكن ما ادري هو من نظمه او نقلا ويذكر اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم على ما رزقهم ايش معنى على ما رزقهم؟ يذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم للتعليم للتعليل يعني لاجل ما رزقهم. وما موصولة يعني بمعنى الذي وقيل انها مصدرية على رزقهم لكن الاصح انها بمعنى الذي اي موصولة من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير نعم وبعد ذبح القربان والاكل منه والاطعام لينهوا تفثهم ويزيل اوساخهم الحاصلة لهم بطول الاظفار غفرة شعور حين الاحرام فيتحلل التحلل الاول ولا يظن انهم بذلك فرغوا من اعمال الحج فليوفوا نذورهم طوفوا بالبيت العتيق المستحق للطواف به طواف الافاضة وطواف الوداع الشيخ رحمه الله مشى في هذا على تفسير التفه بانه الاوساخ فقوله تعالى ثم ليقضوا تفثهم قال ليزيلوا اوساخهم وقلنا ان التفث اختلف فيه المفسرون اختلافا كثيرا والصحيح في التفث انه اعمال الحج ومنها ما يكون من الحلاق الذي يزول به شعث الحاج ثمان قوله تعالى ليقضوا تفثهم يوحي بان هناك عمل وليس مجرد ازالة ازالة وتخلي بل هناك عمل ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم فما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا برواية فاتموا فالقضاء يشعر بان هناك عمل يقضى وهو ما يكون من الحاج من الاعمال التي تكون في حجه. ذكرنا في ثم ايضا انها للترتيب الزمني او الترتيب الذكري للترتيب الذكري لان قضاء التفت قد يكون قبل الذبح بل السنة ان يكون قبل الذبح نعم ما يستفاد من الايات اولا سبق تهيئة الله تعالى مكان البيت لإبراهيم وذلك من قوله واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت ثم جاء قوله تعالى الا تشرك بي شيئا وطهر بيتي. فدل ذلك على سبق التهيئة وان الله هيأه قبل نعم ثانيا ان هذا البيت مبني على توحيد الله عز وجل ومن اجل ذلك وجب تطهيره والحج اليه من قوله تعالى الا تشرك بي شيئا بعد ذكر التبوئة والتهيئة فدل ذلك على ان التوحيد اصل في بناء هذا البيت ومما يدل عليه ايضا ما تقدم في سورة ال عمران كما تقدم في قوله ان اول بيت وضع للناس لا الذي بمكة مباركة نعم. ثالثا وجوب تطهير البيت من الشرك والاقذار لقوله تعالى وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود وهذا يدل على وجوب تطهيره وتطهيره يكون من الشرك والاصنام والمعاصي والفسوق ويكون ايضا بتطهيره من الانجاس والقاذورات ومنه تطهيره من ان تدخله الحائض كما قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لعائشة افعلي ما يفعل الحاج غير الا تطوفي بالبيت فهذا من تطهير البيت الا تقربه الحائض وكذلك الجنب فهذا كله من تطهير البيت. وقد استدل العلماء بهذه الاية. اخذ العلماء من هذه الاية مشروعية تطهير مكان العبادة لان الله سبحانه وتعالى ذكر التطهير ثم ذكر علته وهو قوله تعالى للطائفين والقائمين والركع السجود فدل ذلك على مشروعية تطهير اماكن العبادة واماكن السجود والصلاة نعم رابعا وجوب طهارة مكان الطائف والمصلي نعم هذا ما تكلمنا عنه خامسا وجوب اعلام الناس بفريضة الحج ودعوتهم له. وذلك من قوله تعالى واذن في الناس اذن في الناس وهذا امر لابراهيم عليه السلام وهو امر لهذه الامة لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بين وجوب الحج كما في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا ايها الناس ان الله كتب عليكم الحج فحجوا. فدل ذلك على وجوب الاعلام ليكمل بذلك دين الناس فانه لا كمال لاديانهم الا اعتقادي فرضية الحج والقيام به لمن كان مستطيعا نعم سادسا جواز الحج ماشيا وراكبا لقوله تعالى رجالا او ركبانا فرجال جمع راجل وهو السائر على رجله وقدمه لفضيلته او لتعظيم طورته وعمله لتعظيم صورته وعمله طيب هل يقال ان الحج ماشيا لمن استطاع الركوب افضل من الحج راكبا؟ الجواب لا. لان النبي صلى الله عليه وسلم حج راكبا ولو كان المشي الى البيت فضيلة لمشى ولما وسأل عن الرجل الذي نذر ان يمشي فاخبر انه نذر ان يحج ماشيا قال ليركب وليمشي فان الله غني عن اتعبه نفسه او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على انه ليس المقصود الاشقاق على النفس. لكن من لم يجد ما يركب ثم جاء ماشيا فقد جاء بعمل عظيم جاء بعمل عظيم يشكر عليه ويثنى عليه به اما تقصد ذلك فانه غير مشروع نعم سابعا ان الحكمة من فرض الحج ما يشتمل عليه من المصالح وذكر الله تعالى. ان الحكمة من فرض الحج ما يجتمع عليه مصالح وليس حاجة الله جل وعلا لعمل الخلق بل الله جل وعلا الغني الحميد كما تقدم في اية فرض الحج ومن كفر فان الله غني حميد انما هو لمصالح العباد الدينية والدنيوية نعم ثامنا مشروعية الاكل واطعام الفقراء من الهدي لقوله تعالى فكلوا منها واطعموا البائس الفقير وقد اختلف العلماء في الاكل من الهدي هل هو واجب او مستحب فذهب الظاهرية الى ان الاكل من الهدي واجب والصحيح انه مستحب لان الامر بالاكل هنا لنفي الحرج عنه لا لوجوب حصوله لانهم كانوا لا يأكلون من لحم الهدايا وما يتقربون به الى الله اذن الله لهم بالاكل فقال فكلوا منها واطعموا البائس الفقير فالاكل منها سنة لامر الله به وفعل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. حيث امر ان يؤخذ من كل هدي من هديه بضعة فاكل منها وشرب من مرقها صلى الله عليه وسلم نعم تاسعا مشروعية تقديم ذبح الهدي على التحلل لقوله تعالى فكلوا منها واطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفنوا وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم فان النبي صلى الله عليه وسلم بدأ اولا بالرمي ثم بالنحر ثم بالحلق وهذا يدل على السنية في قوله تعالى ثم يقضوا تفثهم على القول بان التفت هو ازالة الوسخ من الشعر والظفر. واما على القول بانه قظاء العمل فلا يكون في ذلك دليل