به فماذا قال له النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله وجهه النبي صلى الله عليه وسلم الى دوام ذكر الله عز وجل باللسان بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول ابن القيم رحمه الله وكل من زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين وهذا قيد مضطرد واضح مستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا. كلما زاد عليك خلقا زاد عليك في الدين اي كان دينه امتن واقوى من دينك. يقول رحمه الله فجعل كمال الايمان في كمال حسن الخلق ثم بين المؤلف رحمه الله معنى حسن الخلق قال ومعلوم ان الايمان كله تقوى الله وتفصيل اصول التقوى وفروعها لا يحتمل هذا الموضع فانها الدين كله يعني كل ما امر الله به ايجابا او استحبابا ثم قال رحمه الله في الاشارة الى ما ينبغي ضبطه فيما يتعلق بتحقيق التقوى وهو ضبط اصولها بان يضبط كلمة التقوى تحقيقا وعملا كلمة التقوى هي لا اله الا الله فاذا ظبطها تحقيقا وعقدا وعملا فقد طاب عمله وتحقق له من حسن الخلق ما لم يتحقق لغيره. يقول رحمه الله لكن ينبوع الخير واصله ينبوع الخير يعني الذي يصدر عنه كل خير. واصله يعني المعدن الذي يبنى عليه ويصدر عنه ويأتي منه اخلاص العبد لربه ولا شك ان الاخلاص مصدر كل خير فلا خير في سلوك الانسان ولا في دنياه ولا في اخرته الا في اخلاص العمل لله عز وجل واخلاص العبادة له. ولذلك ينبغي للانسان ان يحقق توحيد الله عز وجل بقلبه قولا وعقدا يقول رحمه الله اخلاص العبد لربه عبادة واستعانة اما العبادة بان لا يعبد غير الله جل وعلا كما قال الله تعالى اياك نعبد فرغ رحمه الله من الجواب المجمل في ما يتعلق بالوصية التي طلبها هذا السائل انتقل رحمه الله الى جوابه عن سؤاله اي الاعمال افضل قالوا اما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض افلا يجوز صرف العبادة لغير الله عز وجل واما الاستعانة فقوله تعالى اياك نستعين ولذلك قال عبادة واستعانة كما في قوله اياك نعبد واياك نستعين. وهذه الاية التي تظمن هذين الافرادين في سورة الفاتحة يقرأها كل مؤمن وكل مسلم حتى يحققها لا ليتكلم بها لفظا ويغفل عنها معنى فان مناط الخيرية في الدنيا والاخرة في تحقيق هذه الاية اياك نعبد واياك نستعين. فمن افرد العبادة لله عز وجل افرض الاستعانة اي طلب العون من الله عز وجل افرد الله بذلك فقد تحقق له سعادة الدنيا وفوز الاخرة نعم وفي قوله فاعبده وتوكل عليه وفي قوله عليه توكلت واليه انيب وفي قوله فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له. كل هذه الايات فيها ما في الاية الاولى اياك نعبد واياك نستعين. يقول وفي قوله عليه توكلت واليه انيب. اين الاستعانة في هذا عليه توكلت واين العبادة اليه انيب. الانابة هي الرجوع الى الله عز وجل بالقلب والعمل يقول بعد ذلك وفي قوله فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له. اين الاستعانة في هذا ايضا فابتغوا عند الله الرزق واين العبادة؟ في قوله تعالى واعبدوه واشكروا له. ثم يقول المؤلف رحمه الله في بيان تحقيق افراد العبادة لله عز وجل وتحقيق افراد الاستعانة له سبحانه وبحمده يقول نعم. بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعا بهم او عملا لاجلهم بهم اي طلب النفع منهم او رجاء النفع منهم يقطع العبد تعلق قلبه ولم يقل يقطع الاسباب واخذها انما المقصود والكلام في تحقيق الاخلاص والاستعانة هو ان يقطع التعلق لا ان يعرض عن الاسباب ويهملها فان الاعراض عن الاسباب مما جاءت الشريعة بالنهي عنه بل هو نقص في العقل. الاعراض عن الاسباب الشرعية او الحسية نقص في عقل فالمقصود هو ان يأخذ الانسان السبب مع كمال تعلق قلبه بالله عز وجل. ولذلك يقول بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعا واو عملا لاجلهم فهو لا يرجو منهم نفعا كما انه لا يقصدهم عملا فعمله لله عز وجل وخشيته وخوفه وطمعه ورغبته كلها فيما عند الله عز وجل ولله جل وعلا نعم ويجعل همته ربه تعالى وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقة ومخافة وغير ذلك والعمل له بكل محبوب. الله اكبر. ومن احكم هذا فلا يمكن ان يوصف ما يعقبه ذلك. نعم يقول رحمه الله في بيان تتمة ما يحصل به ايش يا اخوان تحقيق العبودية لله عز وجل وتحقيق الاستعانة به يقول رحمه الله اسمع الكلام من اول يقول بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين انتفاعا بهم وعملا لاجلهم ويجعل همته ربه. اي يجعل همه وطلبه ورغبته وسائر تعلقه بالله عز وجل لا يتعلق بغيره ولا ينظر الى غيره. يقول وذلك في بيان كيف يجعل همته ربه؟ يقول وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب حتى ايسر الامور سله الله جل وعلا وانزل حاجتك بالله عز وجل فهو الصمد الذي تنزل به الحوائج وهو القادر على قضائها جل وعلا. وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من وحاجة ومخافة وغير ذلك من فاقه اي فقر وحاجة لا يلزم ان تكون عام فقط ومخافة يعني ما يرهبه الانسان ويخشاه من مخاوف اعدائه او مخاوف ما تأتي به الاقدام قال وغير ذلك ثم قال ومن احكم هذا ايمن ظبط هذا الاصل وهو ما تقدم من افراد الله بالعبادة وافراده بالاستعانة على ما وصف رحمه الله فلا يمكن ان يوصف ما يعقبه ذلك. اي لا يمكن ان نصف ما يحصله صاحب هذا العمل من سعادة الدنيا وفوزها وانشراح الصدر وراحته وطمأنينته. وذلك ان ما يحصله فوق ما يصفه الواصفون ولذلك لا يمكن ان يوصف هذا الا بان يجرب. ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا قال الله تعالى الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فمن حقق هذا يدرك من الانشراح والسعادة والطمأنينة ما لا يمكن ان يحد ولا ان يوصف وذلك لعظمه وكبر شأنه. ثم يقول رحمه الله واما ما سألت اما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض. فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب اوقاتهم فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل احد. رحمه الله هذا من فقهه. بعد ان وهذا يفهم منه ان المفاضلة بين الاعمال انما هو بعد اداء الفرائض. اما الفرائض فانها ليست محلا للمفاضلة بل هي مما الاتيان به ولا يجوز الاخلال به ولو كان الفضل فيها متفاوتا فمثلا صلاة الفجر وصلاة العشاء فيهما من الفضل ما ليس في صلاة الظهر وصلاة العصر فيها من الفضل ما ليس في سائر الصلوات ومع هذا الكل يشترك في الوجوب والمفاضلة في الواجب لا تجعل وجوبه اخف او اهون من غيره بل المفاضلة فيه مدعاة للحرص عليه والاتقان له لا ان يكون ذلك سببا ما هو ادنى من الواجبات. اذا المفاضلة في العمل هو بعد الفراغ من الواجبات. بعد الاتهام بما فرض الله عز وجل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الالهي وما تقرب الي عبدي باحب الي مما افترضته عليه فهذا اول المراتب في تحقيق محبة الله عز وجل. ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فالتقرب بالنوافل بعد الفراغ من ثم النوافل ليست على درجة واحدة. يقول رحمه الله واما ما سألت عنه من افضل الاعمال بعد الفرائض فانه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه هذا واحد وما يناسب اوقاتهم هذا اثنين فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل حال. ايضا يرجع المفاضلة في الشخص قدرة وحالا وزمانا ومكانا فاجمل الشيخ رحمه الله اوجه المفاضلة بجانبين يقول يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب اوقاتهم ايضا مما يؤثر في المفاضلة الوقت المكان يؤثر في المفاضلة الحال مما يؤثر في المفاضلة نوع العمل ذاته يقول رحمه الله فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل لكل احد وهذا يدل على انه يختلف باختلاف احوال الناس وهذا هو الجواب عن اختلاف جواب النبي صلى الله عليه وسلم عمن سأله اي العمل افضل؟ فمرة يقول ايمان بالله ورسوله ومرة يقول الصلاة على وقتها ومرة يقول الجهاد في سبيل الله فهذه المفاضلة وهذه بين الاعمال انما هو ناشئ عن اختلاف احوال السائلين. فمنهم من يناسبه الجهاد ومنهم من يناسبه الحج ومنهم من يناسبه بر الوالدين فيكون الاختلاف مبناه على اختلاف احوال السائلين نعم لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما. الله اكبر. هو ما شغل العبد به نفسه في الجملة وعلى ذلك دل حديث ابي هريرة الذي رواه مسلم سبق المفردون قالوا يا رسول الله ومن المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا وفيما رواه ابو داوود عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من اعطاء الذهب والورق. الله اكبر. ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناق قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله والدلائل القرآنية والايمانية بصرا وخبرا ونظرا على ذلك كثيرة. يقول رحمه الله بعد ان بين اختلاف احوال الناس في افضل الاعمال وانه ليس فيها جواب جامع مفصل لكل احد قال لكن مما هو كالاجماع بين العلماء بالله وامره. ما الفرق بين العلماء بالله؟ والعلماء بامر الله العلماء بالله هم الذين علموا من صفات الله عز وجل وافعاله وما يتعلق به ما لم يعلمه غيرهم فالعلم بالله هو العلم بصفاته وما يجب له سبحانه وبحمده واما العلماء بامره فهم العلماء بالشرع وقدم العلماء بالله لان العلماء بالله اعظم درجة من العلماء بالشرع. اي العلماء بالامر بالحلال والحرام فان العالم بالله ها يحمله علمه به على تقواه. قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء اي العلماء به والعلماء بشرعه فافضل منازل العلماء العلماء بالله وشرعه ثم العلماء بالله ثم العلماء بالشرع وهي امور متلازمة قد لا يتمكن الانسان من فصلها لكن على كل حال قدم العلم بالله لانه اصل العلم بشرعه. فمن علم بالله قد يهتدي لاحكامه في اجتهاده دون ان يكون عنده نص قد يوفق لموافقة شرع الله دون ان يسبق علمه بنص شرعي في مسألة معينة. يقول رحمه الله لكن مما هو كالاجماع بين علماء بالله وامره ان ملازمة ذكر الله دائما هو افضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة وهذا لا ريب فيه فان النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل كما في الصحيح قال يا رسول الله ان شرائع الاسلام كثرت علي فدلني على امر واعلم ان الذكر انواع ذكر لله عز وجل باللسان وذكر بالقلب وذكر يتواطأ فيه ذكر اللسان والقلب وهذا اعلى انواع الذكر وذكر الله بالقلب هو شهود نعمه وفضله واحسانه وعظيم صفاته وافعاله جل وعلا هذا هو الذكر بالقلب بان يكون العبد مقبلا على الله عز وجل بقلبه متأملا في نعمه. فاذا اظاف الى ذلك ذكره باللسان كان نورا على نور فهذا افظل ما شغل به العبد نفسه واستدل لذلك بحديثين. الحديث الاول حديث ابي هريرة الذي في مسلم سبق المفردون قالوا يا رسول الله ومن المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات وانظر لم يقل الذاكرون الله والذاكرات انما قال الذاكرون الله كثيرا يا ايها الذين يكثرون ذكر الله عز وجل وهذا سيتبين لنا حده الادنى من كلام الشيخ رحمه الله الحد الادنى من الذكر سيتبين لنا من كلامه رحمه الله. يقول وفيما رواه ابو داوود عن ابي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال الا انبئكم بخير اعمالكم يعني باخير خير على وزن افعل لكن حذفت الهمزة تخفيفا. والمعنى اخير الاعمال وهو اعلاها فظلا يقول الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من اعطاء ذهب والورق الورق الفضة يعني خير لكم من انفاق الذهب والفضة ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله والسبب ان ذكر الله ممتد وله من الاثار والفوائد والاعانة على الطاعة ما ليس لغيره من الاعمال فكل عمل فاضل يكون الذكر حاثا عليه مشجعا له معينا عليه حاملا على الاستزادة منه. يقول رحمه الله والدلائل القرآنية والايمانية بصرا وخبرا ونظرا على ذلك كثيرة اي دالة على ذلك كثيرة اي كثيرة من حيث العدد. يكفي ان الله سبحانه وتعالى في كتابه لم يذكر الذكر في موارد ذكره الا على وصف الكثرة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا اي في الغدو في اول النهار وفي اخر النهار وقال تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا. وقال تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات ذكر الله سبحانه وتعالى موصوف بالكثرة او مقيد بالكثرة في كلام الله عز وجل وذلك انه انما يؤتي ثماره ويحصل مقصوده بكثرته لا بادنى شيء منه نعم واقل ذلك اقل ما يحافظ عليه من الذكر الذي يحصل به على الفضائل السابقة يقول اي لازم العبد الاذكار مأثورة عن معلم الخير اللهم صلي وامام المتقين صلى الله عليه وسلم اللهم صلي كالاذكار المؤقتة تأتي في اول النهار واخره. وعند اخذ المضجع وعند الاستيقاظ من المنام وادبار الصلوات والاذكار المقيدة مثل ما يقال عند الاكل والشرب واللباس والجماع. ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك وعند المطر والرعد الى غير ذلك وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل اليوم والليلة ثم ملازمة الذكر مطلقا. وافضله اله الا الله. اذا اقل ما يكون من الذكر الذي يحصل به ما تقدم من الفضائل الملازمة للاذكار المؤقتة والاذكار المقيدة. الاذكار المؤقتة هي الاذكار التي حدد لها الشارع اوقاتا عينة واما الاذكار المقيدة فهي الاذكار التي جعل الشارع لها اسبابا اذا وجدت اسبابها شرع قولها اذكار مؤقتة كاذكار الصباح والمساء. هذه من اذكار المؤقتة بوقت عند اخذ المضجع عند الاستيقاظ من المنام ادبار الصلوات هذه كلها قد قيدت اوقات فالمندوب المحافظة على الاذكار او على اقلها في هذه الاوقات التي وقتها الشارع للاذكار لما لها من الاثر في قوة القلب وصلاحه وقوة البدن واستقامته فان هذه مما يتحقق بها الوصية التي ذكر المؤلف رحمه الله الوصية العامة التي امر الله بها واوصى بها الاولين والاخرين تقوى الله سبحانه وتعالى. يقول الاذكار المقيدة مثل ما يقال عند الاكل والشرب واللباس والجماع ودخول المنزل والمسجد والخلاء والخروج من ذلك وعند المطر والرعد والى غير ذلك اي من الاذكار التي لها اسباب اذا وجدت اسبابها فانها تشرع. يقول وقد صنفت له الكتب المسماة بعمل اليوم والليلة. كتاب عمل يوم والليلة السني رحمه الله وغيره. المراد ان المصنفات في الاذكار كثيرة ومنها مصنف لشيخ الاسلام رحمه الله بعنوان الطيب الكلم الطيب هذا شيخ الاسلام وابن القيم له الوابل الصيب يقول ثم ملازمة الذكر مطلقا وافظله لا اله الا الله مطلقا يعني بدون تقييد فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تكبيرة صدقة هذا مما ينبغي ان يعمل الانسان نفسه. الانسان يا اخواني اما ان يسكت واما ان يتكلم بخير واما ان يتكلم بمباح واما ان يتكلم بباطل افضل هذه المراتب ان يتكلم بخير يليها السكوت يليها التكلم بالمباح. ثم اما التكلم بالمحرم فهذا خارج عن الفضل. وهو موقع للانسان في الوزر والاثم فينبغي للمؤمن الا يتكلم الا بالخير كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت. والخير انواع من الخير ذكر الله جل وعلا بل هو من اعلى الخير. قراءة القرآن والذكر ومنه ايضا العلم النافع وتعليمه ومنه ايضا دعوة الناس الى البر والخير ومنه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ومنه ايضا ما هو خير فيما يؤول اليه وينتهي اليه. من ادخال السرور على الاخ المسلم والتبسط له والتقرب اليه الذي هو في ذاته من جملة المباحات لكن فيما يؤول اليه وينتهي اليه يكون من الخير هذا ايضا مما ينبغي ان يحرص عليه الانسان لما له فيه من الاجر من ادخال السرور والتحبب لاخوانه المسلمين. اما ما عدا هذا فهو من الكلاء اما ان يكون مباحا او يكون محرما نعم. وقد تعرض احوال يكون بقية الذكر. مثل سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا حول ولا لا قوة الا بالله. تعرظ احوال يكون بقية الذكر يعني اذا الافضل على وجه الاطلاق دون تقييد قول لا اله الا الله لكن هذا الفاضل ليس في كل مقام وفي كل حال فمثلا ادبار الصلوات يقول لا اله الا الله ثم هل يستمر؟ قائلا لا اله الا الله؟ ام يأتي بالاذكار الاخرى من التسبيح والتحميد والتكبير التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة بعد قول لا اله الا الله من الكلام الذي هو افضل من لا اله الا الله والفضل هنا ليس في ذات الكلام انما قد يكون الفضل لمعنى اخر مثلا القرآن افضل الذكر لكن هل يجوز ان يقوله الانسان راكعا او ساجدا؟ الجواب لا. نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال اني نهيت ان اقرأ القرآن وانا راكع وانا ساجد لا لكون القرآن ليس فاضلا لكنه في هذه الحال غيره افضل منه والله حكيم في شرعه وحكيم في امره ونهيه فينبغي للمؤمن ان يراعي هذه الفضائل ويلاحظ الاحوال التي يكون فيها صاحب الفضل العام المطلق نازلا عن هذا الفضل. فقوله رحمه الله وقد تعرض احوال يكون بقية الذكر مثل سبحان الله والحمد لله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله افضل منه. لان نقف على اهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد