نسائي وابن ماجة وغيرهم في كتبهم. ومثل مصنفات ابي بكر الاثرم. وعبدالله بن احمد وابي بكر خلال وابي القاسم الطبراني وبالشيخ الاصبهاني ابي بكر الاجري وابي الحسن الدارقطني وابي عبدالله بن احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد تقول والله الاعمال الصالحة ليست من الدين والايمان. هذا خطأ في الاسماء ويكذبون بالوعيد والعقاب بالكلية فيخرجون كل احد من هذه العقوبة ويجعلونه في الجنة مهما كان فسقه ومهما كان كفره ما دام انه مقر بالله تعالى في قول غلاة المرجئة فالمقصود ان اهل السنة والجماعة وسط بين هاتين الظلالتين فيما يتعلق بباب ايش؟ الاسمى وفيما يتعلق بباب الاحكام وقول والوعي والوعيد اي انهم يجمعون بين نصوص الوعد والوعيد. فلا يغلبون نصوص الوعد على نصوص الوعيد. كما انهم لا يغلبون نصوص الوعيد على نصوص الوعد. بل يؤمنون بهذا وهذا ويقولون كل هو الحق من ربنا. كل حق من الله جل وعلا يجب الايمان به والتصديق. بين لنا بعد ان بين ظلال الفرقتين بين قضية اهل السنة والجماعة يقول فيؤمن اهل السنة والجماعة بان فساق المسلمين معهم بعض الايمان واصله بعض الايمان الذي يناسب ما معهم من والاحسان. واصله اي الاقرار بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وسائر ما يتعلق باصول الايمان الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. قال وليس معهم جميع الايمان الواجب الذي يستوجبون به الجنة وذلك لانهم خالفوا مقتضى الايمان فيما يتعلق بالكبائر التي ارتكبوها. قال وانهم لا يخلدون في النار هذا من جهة الحكم. فهم وسط في الاسم ووسط في الحكم فلا يثبتون الايمان بالكلية ولا ينفونه بالكلية بل يكون هو مؤمن بايمان فاسق بكبيرة او بمعصيته فهم يثبتون الاسم ولا ينفونه. كذلك الحكم يقول المؤلف رحمه الله وانهم لا يخلدون في النار بل يخرج منها من كان في قلبه مثقال حبة من ايمان او مثقال خردلة من ايمان. وان النبي صلى الله عليه وسلم ادخر شفاعته لاهل الكبائر من امته صلى الله عليه وسلم. اخر ما ذكر من الوسطية وسطية اهل السنة الجماعة وسطيتها هم فيما يتعلق باصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. اصحاب النبي هم صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والصحبة تثبت لكل من لقي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مؤمنا به ومات على ذلك وان تخلل ذلك ردة. هذا هو الصحابي فكل من تحقق في هذا الوصف ولو لحظة ولو برهة من الزمن فانه صحابي لكن الصحابة في منازلهم ومراتبهم درجات وطبقات الا من عرف ما عليه اهل الكفر من الظلال والظلام العظيم الكبير. يكفي في بيان ذلك قول الله تعالى ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. انها ظلمات. ظلمات متوالية تغشى القلوب حتى يموت ويهلك قد تكلم عنها اهل العلم رحمه الله. المقصود الكلام في وسطية اهل السنة والجماعة في الصحابة. يقول رحمه الله في بيان وسطيتهم انهم وسط بين غالية اي الذين يغلون في علي رضي الله عنه او يغلون في غيره فيفضلونه على ابي بكر وعمر رضي الله عنه ويعتقدون انه الامام اصوم دونهما اي دون ابي بكر وعمر ثم يقول في بيان غلو هذه الفئة من الناس وهم غالب طوائف الشيعة والرافضة وان الصحابة ظلموا وفسقوا وكفروا الامة بعد كذلك. ولذلك اعظم التكفيريين هم الذين يكفرون سادات الامة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فالان يخرج رافظ ويقول الوهابية التكفيريين وهو اول من كفر يمكن اذا كان في وهابي اخطأ في تكفير احد او انه كفر من كفره الكتاب والسنة فالرافظي يكفر ابا بكر وعمر وعثمان وسائر صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فينبغي ان يعرف ولا يدلس ولا يغشى على الناس ويغشون بمثل هذه المقولات الضالة. اعظم المكفرين هم الرافظة الذين يكفرون هذه الامة. ولذلك كل من سلك مسلك التكفير فانه يقتدي بهم. فيجب ان يعلم هذا وان يبين وان يشهر حتى لا يلبس. لان هؤلاء يأتون الى طوائف ظلت من شباب ليس عندهم علم ولا فقه قرأوا بعظ الكتب ونتف من العلم ثم خرجوا يكفرون العلماء ويكفرون الحكام ويكفرون المسلمين ويفجرون ويقتلون جعلوا هؤلاء هم اهل السنة والجماعة. جعلوا هؤلاء هم السلفيين. جعلوا هؤلاء هم الوهابية. وهذا غلط كبير. غلط كبير وتظليل عظيم يجب ان يبين للناس ان اهل السنة والجماعة هم اشد الناس في التكفير بمعنى انهم ابعد الناس عن التكفير الامام ابن تيمية رحمه الله يقول وانا من اشد الناس ان ينسب رجل الى تكفير او تفسيق او تبديع. نحن نقول بما قال به الكتاب والسنة من كفر من وفره الله تعالى لكن يبقى هذا الكفر المعام لابد في تنزيله على الاشخاص على الافراد على الاعياد لابد من توافر الشروط وانتفاع الموانع فالصحابة رضي الله عنهم لهم من المنزلة الكبرى والمكانة العظمى ما ينبغي ان يعرف وان لا يغلى في طائفة منهم على حساب طائفة والا نسرف ففي محبة ال البيت فيكون حبنا لال البيت سببا لتكفير الصحابة. يكون حبنا لال النبي صلى الله عليه وسلم كفرا ببقية اصحاب الذين هم افضل من بعض ال البيت فينبغي ان يعرف لكل ذي حق حقه وان يبذل له ما يستحق من المحبة والتبجيل والتقدير والحق قل رحمه الله وبين الجافية الذين يعتقدون كفره اي كفر علي رضي الله عنه. وكفر عثمان رضي الله عنهما ويستحلون دمائهما ودماء من تولاهما ويستحبون سب علي وعثمان ونحوهما ويقدحون في خلافة علي رضي الله عنه وامامته. اهل السنة والجماعة ولله الحمد جمعوا الخصال الشريفة وذلك ليس بجهدهم ولا بكدهم ولا بعملهم انما منحة ومنا من رب العالمين تمت عليهم بالتزامهم ما دل عليه القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وايضا بتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. فلما تمسكوا بهذين الوحيين وعظموهما كانوا من اكمل للناس طريقا واسلمهم منهجا. فرغ المؤلف رحمه الله من المقدمة المباركة التي ذكر فيها رحمه الله ما لاهل الاسلام واهل السنة من في عقدهم وعملهم انتقل في هذا الفصل لمخاطبة ونصيحة الذين كتب لهم هذا الكتاب وهم المنتسبون للشيخ عدي بن مسافر رحمه الله والشيخ رحمه الله سلك في خطابه لهم وبيانه لهم مسلكا حسنا جميلا مستقيما. حيث انه رحمه الله ذكر في هذا الفصل ذكر شيئا من نعمة الله تعالى عليهم وعظم مشايخ هذه الطريقة وبين ما لهم من المنزلة ومن الصيت المشهور ولسان الصدق المذكور وكل هذا ما كانوا عليه وبيان ما هم عليه من خير ونقلهم الى ما يريد ان ينقلهم اليه من خير. فلم يأتي رحمه الله بالنصح المباشر انما قد مقدمة تدعو الى قبول هذا النصح. اول ما ذكر ذكرهم بنعمة الله تعالى عليهم ان هداهم للاسلام وهذه نعمة ومنحة عظيمة من رب العالمين اذا وفق اليه العبد يقول المؤلف رحمه الله في بيان النعم وتواليها على هؤلاء حتى يشكروه ويتمموها ويكملوها قال وانتم اصلحكم الله. قد من الله عليكم بالانتساب الى الاسلام الذي هو دين الله وعافاكم الله مما ابتلي به من عن الاسلام من المشركين واهل الكتاب. ثم قال والاسلام اعظم النعم واجلها. ولا يدرك هذا الا من ذاق طعم الجاهلية تصور شخص جثة هامدة بين يديك لا نفع بل هو عبء على من حظره لذلك يسرعون في تجهيزه حتى يتقون شره وما يكون منه من اذى فيسرعون في تجهيزه وغسله وتكفينه والصلاة عليه وان كان مسلما وان كان غير مسلم وروه حتى يكفوا شره. هذه الجنازة التي تراها بين يديك ما حالها لو قذف الله تعالى او او آآ وصلها الله تعالى بروح تحيا بها البدن ثم يقوم وينفع ويثمر لا شك ان الفارق كبير او ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كان مثله في الظلمات ليس بخارج منها شتان بين هذين المثلين. مثل الميت الذي ليس له نفع وليس حيا كسائر الاحياء في الظلمات ولذلك ذكر الله تعالى بعد ان ذكر الحياة ذكر نوعين من الحياة. حياة فيها نور وفيها بصيرة وفيها هدى وهي حياة من الله عليه بهذا الدين والتزام السنة وحياة من هو في ظلمات وشقاء فشتان بين هذا وذاك لا يمكن ان يستوي او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مغفر في الظلمات ليس بخارج منها يعني لا سبيل له ان يخرج من هذه الظلمات لا يستويان وشتان ما بين الفريقين. الله جل وعلا يقول ومن يبتلى الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. فاعظم منا من الله تعالى بها على العبد ان يوفقه الى الاسلام. وهذه اكبر المنن التي من الله تعالى بها على المسلمين. ويجب ان يستشعروها ويشكروه عليها. ثم بعد ذلك هناك منة اخرى وهي التوفيق الى السنة لان المسلمين كثر وقد ذكر النبي صلى الله عليه واله وسلم فرقهم وطوائفهم وهذه الفرق اقوى الطوائف والفرق كلها تتفيأ وتذوق من حلاوة الاسلام وتذوق من نفعه بقدر ما معها منه. ثم اذا العبد الى التزام السنة كان ذلك منة اخرى من الله تعالى عليه يقول وعافاكم الله بانتسابكم الى السنة من اكثر البدع المضلة مثل كثير من بدع الروافض والجهمية والخوارج والقدرية الذين وصف حالهم وبين شيئا من مقالهم فيما تقدم من الكتاب. يقول رحمه الله بحيث جعل عندكم من البغض لمن يكذب باسماء الله وصفاته وقضائه وقدره او يسب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هو من طريقة اهل السنة والجماعة. اذا طريقة السنة والجماعة بغض هؤلاء الذين يفعلون ما ذكر رحمه الله من تكذيب اسماء الله تعالى وصفاته وعدم التسليم لقضاء الله تعالى وقدره والقدح في صحابة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم والنيل منهم. يقول وهذا من اكبر نعم الله على من انعم عليه بذلك. لانه يتم له النور ويكمن له والهدى ويدخل في قول الله تعالى في منة اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. يبين هذا فيقول هذا من تمام الايمان وكمال الدين. ولهذا كثر فيكم من اهل الصلاح والدين الى اخر ما ذكر. بعد ان بين عظيم الهداية الى السنة. بين قلنا اذا اهتدى اليها العبد اخذ باطراف الخير كلها فلا تجد نوعا من البر ولا طريقا من طرق الخير الا ولأهل السنة فيه نصيب. بخلاف الفرق الأخرى ففرق تجدها تختص مثلا بجانب من التعبد او بجانب العمل او بجانب من الطاعة لكنها تغفل جوانب اخرى كثيرة. اما اهل السنة والجماعة فلما اخذوا الدين كله وعملوا بالسنة جميعهم ما كانوا على كمال في اعمالهم فتجد منهم المجاهدين تجد منهم العلماء تجد منهم العباد تجد منهم اهل الانفاق تجد منهم اهل الصلاح تجد منهم الامراء تجد منهم سائر شرائح الامة سائر طبقات الامة تجد من اهل السنة من من الله تعالى عليه بسلوك طريق من طرق البر وسبيل من سبل العمل التي يخدم بها. ولذلك يقول الشيخ رحمه الله لما كمل فيهم ما كان نقصا في غيرهم من اتباع السنة والاخذ بالقرآن قال ولهذا كثر فيكم من اهل الصلاح والدين واهل القتال المجاهدين ما لا يوجد مثله في طوائف المبتدعين وهذا ملاحظ على مر العصور وكر الدهور ان اهل البدعة ليسوا من اهل الجهاد الذين يقاتلون لاعلاء كلمة الله تعالى ويذبون عن حياض مسلمين ويردون عن ديارهم فهذا من اعلام السنة ومن سمات اهلها. قال وما زال في عساكر المسلمين المنصورة الله المؤيدة منكم من يؤيد الله به الدين ويعز به المؤمنين ويشير بهذا الى ما كان من صلاح الدين الايوبي ومن معه فانهم من اهل هذه الجهة في عدي بن مسافر من الاكراد كما تقدم عاش في الموصل ويشير بهذا الى ما كان منهم من نصرة للاسلام واهله. يقول رحمه الله وفي اهل الزهادة والعبادة منكم من له الاحوال الزكية والطريقة المرضية وله المكاشفات والتصرفات. منها هذا يعني في هؤلاء من اهل العبادة والطاعة من له الاحوال الزكية يعني المقامات الطيبة والطريقة المرظية في العبادة والطاعة وله والمقصود بالمكاشفات هنا ما يكشف لهم ويكون لهم من الكرامات فان هذا مما يمن الله تعالى به على من التزم السنة عظمها فانه يكون له من المكاشفات والتصرفات وهذا يشير به الى ايش؟ الى نوعي الكرامات. فالكرامة اما ان تكون العلمية واما ان تكون عملية. كرامة علمية بان يكشف له من العلم ما لا يكشف لغيره. سواء كان ذلك في العلم الذي يتعلق بواقع الناس وحياتهم او العلم الشرعي بان يهدى الى فهم وتوصل الى حكم شرعي يخفى على غيره. هذا نوع من انواع الكرامة وهو اشرفها واعلاها. ان الثاني من الكرامات ما يكون في التصرفات كالسير على الماء والصبر على المشاق. وكما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان من هذا جملة عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم يشير رحمه الله في قوله وله المكاشفات والتصرفات اي له الكرامات بنوعيها. ومن اولئك الشيخ عدي بن مسافر رحمه الله فان له من الكرامات وله من المكاشفات ليس لغيره. يقول وفيكم اولياء الله المتقين من له لسان صدق في العالمين. اي له قبول وثنى عام في العالمين. فان قدماء المشايخ الذين كانوا فيكم مثل الملقب بشيخ الاسلام ابي الحسن علي ابن احمد ابن يوسف القرشي الحكاري نسبة الى المنطقة وبعده الشيخ العارف القدوة عدي بن مسافر الاموي ومن سلك سبيلهما فيهم من الفضل والدين والصلاح والاتباع للسنة ما عظم الله به اقدارهم ورفع به منارهم. فالشيخ رحمه الله اثنى عليهم وبين سبب هذا الثناء. بين مراتبهم وبين كيف بلغوا وتلك المرتبة لم يبلغوها ببدعة لم يبلغوها بضلالة لم يبلغوها بسوء طوية انما بلغوا ذلك اتباع السنة والتزام قال والشيخ شيخ عدي بن مسافر قدس الله روحه كان من افاضل عباد الله الصالحين واكابر المشايخ المتبعين وله من الاحوال الزكية والمناقب العلية هذا مواصلة في ما ذكره رحمه الله من شيخ الطريقة التي ينصح اتباعها و بين رحمه الله شيء من فضائله وهذا ادعى لقبول ما يريد ان يوجهه اليهم من النصح. ولذلك تغاب الشيخ رحمه الله عن شيء من القصور او النقص او الخطأ الذي عند الشيخ وعند من ينتسب اليه نظرا الى المصلحة المقصودة وهي تأليف هؤلاء وتقريبهم ودعوتهم الى السنة. يقول رحمه الله وهؤلاء المشايخ لم يخرجوا في الاصول الكبار عن اصول اهل السنة والجماعة وهذا يبين لنا ان الاصول تنقسم الى قسمين اصول تعتبر سمات في طريق اهل السنة والجماعة وهذه الاصول التزامها يكون من دلائل النسبة لاهل السنة والجماعة. وهناك اصول دون ذلك في المنزلة قد يجري فيها خلاف اما عن جهل او عن عدم تحرير وتمحيص او لوجود شبهة لكن هذه المخالفات لا يخرج بها صاحبها عن مظلة اهل السنة والجماعة مظلة الفرقة الناجية. ولذلك يقول رحمه الله وهؤلاء المشايخ لم يخرجوا في الاصول الكبار عن اصول اهل السنة والجماعة بل كان لهم من الترغيب في اصول السنة والدعاء اليها احرص على نشرها ومنابذة من خالفها في الدين والفضل والصلاح ما رفع الله به اقدارهم واعلم نارهم وغالب ما يقولونه في اصولها الكبار وهذا من العدل والانصاف الذي عز نظيره وقل مثيله في كلام كثير من الذين يشتغلون بالنقد في كثير من العصور وفي هذا العصر الذي كثر فيه النقد والقدح في اهل الخير والنيل من ممن ينتسب الى الاسلام مع انه لابد وان يوجد في كلامهم وكلام نظائرهم من المسائل المرجوحة والدلائل الظعيفة كاحاديث لا تثبت ومقاييس لا واهل البصيرة طيب قال رحمه الله وذلك ان كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما المتأخرون من الامة الذين لم يحكموا معرفة الكتاب والسنة. والفقه فيهما ويميز بين صحيح احاديث وسقيمها وناتج المقاييس وعقيمها. ومع ما ينضم الى ذلك من غلبة الاهواء وكثرة الاراء وتغلظ الاختلاف والافتراق وحصول العداوة والشقاق طيب وذلك يعني وجود الخطأ هل هو غريب؟ هل هو نشاز؟ قال لابد ان يوجد لابد ان يوجد في هؤلاء وامثالهم يعني ممن يتبعون ويكون لهم رأي واتباع لا بد ان يوجد فيهم اخطاء وذلك ان كل احد يؤخذ من يترك ليس هناك احد لا يقول خطأ ولا يجانب صوابا بل كل احد يكون في قوله ورأيه وعمله من الخطأ ما هو لازم لكل بني ادم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون وان ما يقع من المخالفة هو امر طبيعي وامر له اسبابه وقد اجمل الاسباب في مقطع في غاية الاختصار مع غاية الدقة في تحقيق وتحليل وبيان اسباب الخروج عن السنة فيقول وذلك ان كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما المتأخرون من الامة وهذا يتكلم في القرنيش الثامن الهجري فكيف بالقرن الخامس عشر زد سبع على الثامن بالخفف في القرن الخامس عشر من البعد ما هو ضعف الزمن الذي تكلم فيه شيخ الاسلام رحمه الله ويعتذر بالتأخر عن ما جرى من المخالفة فكيف في مثل هذا الزمان الذي ضعفت فيه الافهام وقل فيه العلم وكثر فيه الجهل وتنوعت فيه الشبه لا شك ان اسباب البعد عن الحق كثيرة ولذلك يقول لا سيما المتأخرون الامة الذين لم يحكموا معرفة الكتاب والسنة. والفقه قفهما يميزوا بين صحيح الاحاديث وسقيمها وناتج المقاييس وعقيمها ناتج المقاييس يعني صحيح المقاييس وعقيمها يعني الذي لا ينتج ان حكما ولا يتوصل به الى حق مع ما ينظم الى ذلك من غلبة الاهواء وكثرة الاراء وتغلظ الاختلاف والافتراق وحصول العداوة والشقاق فذكر المؤلف رحمه الله من اسباب الخطأ في اقوال الناس وارائهم عدة امور اولها البعد عن زمن الرسالة. وهذا الذي اشار اليه في قوله لا سيما المتأخرون فالبعد عن زمن الرسالة سبب للخطأ وذلك ان القرب من زمن الرسالة من اسباب الاهتداء حيث ان نور الوحي باق وله من القوة والتأثير ما لا ينكر. وذكر الله في البعد عدة اسباب. اولا عدم احكام معرفة الكتاب والسنة وعدم الفقه فيهما وعدم تمييز الصحيح لاحاديث سقيمها وناتج المقاييس وعقيمها. ومجمل هذا يرجع الى امرين. اولا عدم الادراك للنصوص الادلة هذا واحد الثاني عدم الفهم لها. كم عدم الفهم لها؟ الفهم الكامل التام. فهناك قصور في معرفة النصوص وهناك قصور وفي فهمها وكلاهما ينتج عنه الخطأ. ثم ينضاف الى هذين الامرين امور منها غلبة الاهواء وكثرة الاراء ثم الاختلاف والافتراق اي تجذره امداده وقوته مما يمنع الانسان من الاخذ بالحق لوجود الفرقة والاختلاف. قال وحصول العداوة والشقاق قال رحمه الله فان هذه الاسباب فان هذه الاسباب ونحوها مما يوجب قوة الجهل والظلم الذين نعت الله بهما الانسان في قوله وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا فاذا من الله على الانسان بالعلم والعدل. الله اكبر. انقذه الله من هذا الضلال. وقد قال سبحانه والعصر ان انسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. وقد قال تعالى واجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا. وكانوا باياتنا يوقنون. وانتم تعلمون اصلحكم الله ان السنة التي يجب اتباعها ويحمد اهلها ويذم من خالفها. هي سنة رسول الله عليه وسلم في امور الاعتقادات وامور العبادات وسائر امور الديانات. وذلك انما يعرف بمعرفة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه في اقواله وافعاله. وما تركه من قول وعمل. ثم ما كان عليه السابقون والتابعون لهم باحسان. وذلك في دواوين الاسلام المعروفة. مثل صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنن مثل سنن ابي داوود والنسائي وجامع الترمذي وموطأ الامام ما لك ومثل المسانيد المعروفة كمثل مسند الامام احمد وغيره. ويوجد في كتب التفاسير والمغازي وسائر كتب في الحديث جملها واجزائها من الآثار ما يستدل ببعضها على بعض. وهذا امر قد اقام الله له من اهل المعرفة من اعتنى به حتى حفظ الله الدين على اهله. وقد جمع طوائف من العلماء الاحاديث اثار المروية في ابواب عقائد اهل السنة. مثل حماد ابن سلمة. وعبدالرحمن بن مهدي وعبد الله بن عبدالرحمن عن الدارمي وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم في طبقتهم. ومثلها ما بوب عليه البخاري وابو داوود وابي القاسم لا لكائي. وابي عبدالله ابن بطة وابي عمرو القط المنكي. وابي نعيم الاصبهاني ابي بكر البيهقي وابي ذر الهروي. وان كان يقع في بعض هذه المصنفات من الاحاديث الضعيفة ما يعرفه اهل المعرفة. طيب. الوالد رحمه الله لما ذكر هذا الشيخ عدي بن مسافر مشايخ هذا طريق وهذه الجماعة التي كتب اليها هذه نصيحة. وذكر انه حصل منهم من الموافقة في الاصول الكبار ما ينظمهم في جملة اهل السنة الخروج عن الحق في الاعتقادات وفي الاعمال. يقول رحمه الله وذلك ان كل احد يؤخذ من قوله ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا سيما المتأخرون من الامة الذين لم يحكموا الخروج ومخالفة قول النبي صلى الله عليه وسلم. معرفة الكتاب والسنة والفقه فيهما في القسم الاول يتعلق بالوقوف على النصوص وفهمها. معرفة الكتاب والسنة من حيث الوقوف على النصوص وبلوغ النصوص والقسم الثاني منها ما يتعلق بالفقه وهو النظر والتأمل والفهم لها. ثم قال ويميز بين صحيح الاحاديث وسقيمها وهذا يتعلق باثبات الادلة بالنظر الى طريق ثبوتها المتأخرون عندهم من الضعف في معرفة الصحيح واستقيم ما يجعل كثيرا منهم يعتمد في قوله او في رأيه على حديث ضعيف وقد يترك حديثا صحيحا لاعتقاده ضعفه. قال وناتج المقاييس وعقيمها. هذا ايضا يتعلق بالفهم. ليس عندهم دقة في معرفة المعاني والعلل والغايات والحكم في الشرائع حتى يميزوا بين صحيح القياس وضعيف اه بين قياس الصحيح والقياس الفاسد لان القياس ينقسم الى قسمين قياس صحيح وهو ما الحق فيه الفرع بالاصل لعلة جامعة لاتفاق في العلة وهناك خطأ في القياس ينتج اما عن عدم العلة واما عن عدم ادراك وجه المشابهة بين الفرع والاصل فلذلك قال ويميز بين صحيح الاحاديث وسقيمها وناتج المقاييس وعقيمها. ثم ذكر اسباب خارجة عن النصوص. يعني كل المتقدم هو في النظر العلمي المجرد اما ضعف في المعرفة النصوص ضعف في فهمها ضعف في تمييز صحيحها وسقيمها ضعف في معرفة العلل ومقاييس كل هذي ترجع الى النظر في النصوص. هناك امور ترجع للناظر وهي منفكة عن النصوص. خارجة عن ما يتعلق بالنص وهي ما ذكره هنا قال مع ما ينضم الى ذلك اي ما تقدم كثرة الاهواء فتجعل الانسان يرجح قولا على قول ويميل الى قول دون قول كذلك كثرة الاراء اي تشعبها والانسان اذا كثرت عليه الاراء انعمى فلا يدرك الصواب فيها بسهولة ويسر لكثرة الاقوال في المسألة فمثلا اذا نظرت في مسألة الاقوال فيها قولان احتمالية اصابة الصواب فيها اقرب من ان تنظر الى مسألة الاقوال فيها سبعة. اليس كذلك؟ اذا كان عندك في المسألة قولان فانت اخطأت هذا اصبت هذا فنسبة الخطأ ظعيفة قليلة لكن اذا كان عندك سبعة اقوال او ثمانية اقوال نسبة الخطأ كبيرة ولذلك كلما كثرت الاراء كثرت نسبة الخطأ في اصابة الصواب. ولذلك يقول رحمه الله ما ينضم الى ذلك من غلبة الاهواء وكثرة الاراء وكراهية الحق لاجل ان المخالف قال به وهو قوله وتغلظ الاختلاف والافتراق اي تجذره وتأصله في مؤلفات العلماء وفي طرائق التدريب هذا فيما يتعلق بالعلم فكيف فيما اذا كان التعصب ناتج عن التعصب للشيخ او التعصب للطريقة او التعصب للسبيل الذي سلكه من تجله وتحترمه لا شك انه يكون هناك من اسباب الفرقة وعدم اصابة الحق ما يجعلك تترك هذا القول لا لانه يعني غير راجح او لانك بحثت وصلت الى انه ضعيف لكن لانه القائل به من لا تحب. القائل به اصحاب الطريقة الفلانية التي لا ترتظيها. لا شك ان هذا من اسباب الخلاف. قال رحمه الله ومن اسباب عدم اصابة الحق قال فهن هذه الاسباب ونحوها مما يوجب قوة الجهل والظلم وهما اصل كل فساد وشر. الجهل والظلم اصل كل فساد وشر في الدنيا ولذلك لما ذكر الله تعالى عرظ الامانة على السماوات والارض وذكر تحمل الانسان للامانة ذكر وصفين في الانسان هما سبب القيام في الامانة التي تحملها الانسان يقول الله جل وعلا وحملها الانسان حملها ايش؟ حمل الامانة التي هي التكاليف الشرعية والقيام بما امر الله تعالى به من تحقيق العبودية الاختيارية التي بها يميز الله تعالى بين الصادق والكاذب. هذه الامانة اكبر ما يعثر به الانسان في سبيل تحقيقها اكبر ما يعيق عن تحصيلها والقيام بها هو ايش ما ذكره الله من الوصف وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. هل هذا ذم للانسان؟ هل هذا ذم لانه تحمل الامانة؟ لا ليس ذما انما هذا بيان للعائق الذي يحول بين الانسان وبين القيام بالامانة التي حمله الله تعالى اياها انه الظلم والجهل الظلم وهو وضع الشيء في غير موضعه والجهل هو عدم ادراك الحق او عدم العمل به الجهل يطلق على امرين يطلق على عدم العمل بالعلم ويطلق على عدم العلم فكلاهما جهل وكلاهما سبب يحول القيام بالامانة الشيخ رحمه الله يقول فان هذه الاسباب ونحوها مما يوجب قوة اي تجذر وصلابة الجهل والظلم الذي نعت الله بهما الانسان في قوله وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا. يقول فاذا من الله على الانسان بالعلم والعدل العلم الذي تنكشف به الضلالات والعدل الذي يحصل به القيام بالقسط او يحصل به اعطاء كل ذي حق حقه انقذه من الضلال وان تنظر الى الناس من تعرف ومن تسمع عنه ومن قرأت ترجمته من المتقدمين كلما كانوا ممتازا بهذين الامرين كلما كلما كان الانسان ممتازا بهذين اقرب الى الرضا وطاعة الله تعالى فبقدر ما مع الانسان من العلم بقدر ما يكون قريبا من الله تعالى. وقائما بما يجب عليه. بقدر ما يكون معه من العدل بقدر ما كونوا قائما بالحق الذي حمله الله تعالى للانسان والامانة التي تحملها الانسان اخلاله بواحد من هذين او بهما جميعا سبب لفساده. سبب لضياع الامانة سبب لوقوع الشر بين الناس. لذلك اذا اردت ان اعرف ما معك من خير ومن القيام بالحق الذي حملك الله تعالى اياه. انظر الى ما معك من العلم وما معك من العدل. والعلم طريق تحصيل العدل لانه ولا يمكن ان يعدل انسان الا بالعلم لكن العلم قد يوجد مع وجود الظلم وذلك لغلبة النفس والشهوة واسباب اخرى لكن من اسباب اصول العدل العلم يقول فاذا من الله على الانسان بالعلم والعدل انقذه من هذا الظلال وقد قال ان سبحانه والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات ثم قال وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. فذكر اربعة اوصاف كل صفة منها سبب للنجاة من الخسارة. الايمان ولا يكون الا بالعلم العمل الصالح الذي هو ثمرة العلم التواصي بالحق الذي هو نشر العلم ونشر العمل الصالح بين الناس. والتواصي بالصبر الذي فيه حمل النفس على طاعة الله تعالى وحمل النفس على الصبر على اقدار الله تعالى وحمل النفس على ترك ما نهى الله تعالى عنه. وقد قال تعالى وجعلناهم ائمة يهدون بامرنا لما وكانوا باياتنا يوقنون. فحققوا وصفين بهما نالوا الامامة في الدين الاول الصبر والثاني العلم الذي يختلط معه الشك والريب انما العلم الذي يبلغ درجة اليقين وهو العلم الثابت الراسخ الذي لا يتطرق اليه شك ولا ريب. وهذا لا يكون الا بالاقبال على الكتاب والسنة. بعد هذا يقول رحمه الله في بيان سنة التي يمدح صاحبها يندب الى اخذها وجاءت النصوص في الثناء على عليها وعلى اهلها قال وانتم تعلمون اصلحكم الله السنة التي يجب اتباعها ويحمد اهلها ويذم من خالفها هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. في امور الاعتقادات وامور العبادات وسائر امور الديانات وهذا فيه اغلاق الباب على كل من تعصب لاحد من الناس فظن ان السنة هي عمل ذلك الشيخ. عمل ذلك الامام عمل ذلك المقلد الذي يتبع وخذ قوله السنة التي جاء مدحها والثناء عليها والامر بها وميز الله تعالى اهلها هي سنة خير الانام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فمن اخذ بها فقد اخذ بسبب المدح والمجد. ومن تركها فقد ترك سبب الفظل والسبق. ولذلك يكون مع الانسان من السبق في الدنيا والاخرة بقدر ما معه من الاستمساك بهدي النبي صلى الله عليه وسلم. ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. هذا فيما جاء النبي صلى الله عليه وسلم من الوحي وقد قال صلى الله عليه وسلم كما كان يقول في خطبه في صحيح الامام مسلم من حديث جابر ان خير الهدي ان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. يقول وذلك انما يعرف الان اذا عرفنا ان السنة المحمودة اتباعها والاستمساك بها هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم فما هو الطريق لمعرفة هذه السنة؟ سواء في امور الاعتقادات او في امور الاعمال او في سائر امور الديانات يعني في سائر الشؤون مما يتعلق الدين ان ذلك من طريق المحفوظ من خبر المعصوم صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقول وذلك انما يعرف بمعرفة احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه في اقواله وافعاله وما تركه من قول وعمل اذا السنة الفعلية والسنة التركية ثم ما كان عليه السابقون والتابعون باحسان لان فهمهم اعظم مطابقة للحق من فهم من جاء بعدهم. فلا يستقل الانسان باصابة السنة والاخذ بها بمجرد الاستقامة من النصوص دون النظر الى فهم السلف الصالح فان فهم السلف الصالح هو الذي يقود الانسان الى الصواب. ومعنى هذا ان ينظر الانسان في النصوص ثم اذا كان ما توصل اليه موافقا لما قاله السلف. اليس خارجا عن هديهم ولا عن طريقهم فقد اصاب الحق. وهدي الى سواء السبيل ان كان قد خالف ما توصل اليه ما عرفه عن السلف وما ادركه من طريقتهم فانه بذلك يكون قد ضل عن الهدى المستقيم. ذكر المؤلف رحمه الله جملة من المراجع التي بها يعرف الحق ويدرك. فقال وذلك في دواوين الاسلام المعروفة مثل صحيح البخاري وذكر في قائمة من كتب التي تعرف بها سنة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل والعبادة ويعرف بها هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والايمان وسائر امور الديانات. الان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد