ثم قال وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. هذا بيان فيجب اعتقاده في عيسى عليه السلام. وانما خص عيسى بالذكر في هذا الحديث لان قوما جعلوه الها او ابنا للاله فنازعوا الله حقه ببعض خلقه. نازعوا الله حقه ببعض حقه خلقه حق الله الا ان يعبد ولا يشرك به شيئا. كما تقدم في حديث معاذ حق الله ان يعبدوه على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به وحق عيسى عليه السلام مما اعتقد فيه قوم ما لا يكون والا لله عز وجل ولذلك بين النبي صلى الله عليه وسلم ما يجب اعتقاده في عيسى ابن مريم عليه السلام وهو احد اولي العزم من وهو اخر الرسل قبل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فليس بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم رسول وان عيسى عبدالله فليس ابنه ورسوله فليس اله ان يعبد بل هو رسول لله عز وجل. وفي هذا رد على فريقين من الناس ظلوا في عيسى ابن مريم رد على اليهود. الذين قالوا انه ابن زانية كاذب ليس رسولا ورد على النصارى الذين جعلوه والها فقال وان عيسى عبد الله هذا رد على النصارى ورسوله رد على اليهود. فهذان ايقان من الناس ظلوا الطريق في شأن عيسى ابن مريم عليه السلام. فهو عبد فهو عبد لله لا يعبد. وهو رسول له لا يكذب بل يجب ان تقرر برسالته وتحفظ مكانته. ثم بين ما الذي خصه الله به مما ميزه مما وقع به الضلال في حق من انحرف عن الصراط المستقيم. فرفعه عن مقام العبودية فجعله الها؟ قال وكلمته القاها الى مريم اي ان اي ان عيسى عليه السلام كلمة الله القاها الى مريم. ومعنى كلمة الله اي ان الله تعالى خلقه بالكلمة وهي قوله تعالى كن فيكون. وقد ذكر الله جل وعلا ذلك في محكم كتابه حيث قال ان مثل عيسى عند الله كمثل ادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون. فقوله كلمته اي ان الله خلقه بالكلمة. ان الله خلقه بالكلمة. وهذا مما اختص به جل في مما اختص به عيسى عليه السلام. الامر الثاني انه روحه انه روح منه انه روح منه قوله تعالى في حق عيسى وروح منه اي ان الله تعالى خصه باضافته اليه اليه. فمن هنا ليس كما يقول من ظل السبيل بانها تبعيضية اي انه اي انه الله تعالى الله عما عما يقول الجاهلون علوا كبيرا. بل ان عيسى عليه السلام روح من الله اي ان الله ابتدأها وذلك ان الله تعالى ارسل جبريل عليه السلام فنفخ في مريم عليه السلام روح عيسى فكان خلق الله له على خلاف المعتاد الجاري لخلق بني ادم من انهم يخلقون من ماء اباء من ماء الرجال ومني النساء بل خلقه الله تعالى بالكلمة وبروح منه نفخها جل وعلا او كلام جبريل عليه السلام بنفخها في درع مريم فكان من تلك الكلمة والروح عيسى ابن مريم عليه السلام فقوله منه ليس ليس التبعيضية بل هي بل هي بيانية. ومما يبين هذا ان الله قال قال في محكم كتابه وسخر لكم ما في السماوات وما في الارض ما في السماوات وما في الارض جميعا منه فهل كل ما في السماوات والارض بعظ الله تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا انما منه هنا بل بيانية وليست تبعيضية كقوله النبي صلى الله عليه وسلم وكلمته القاها الى مريم وروح منه ثم قال صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ادخله الله على ما كان نعم. والجنة حق والنار حق اي واقر بان ان الجنة حق اي ثابتة. ومن ما يعتقده المؤمن في الجنة انها نار انها دار النعيم الكامل اعد الله تعالى فيها لعباده الصالحين. ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. هذا مما يعتقد المؤمن في الجنة ومما يعتقد الجنة انها موجودة الان اعدها الله لاوليائه وعباده الصالحين هذا من اعتقاد ان الجنة حق والنار حق ايضا ان يعتقد ان النار هي هي دار العذاب التي اعدها الله تعالى لمن كفر وعصى من عباده وانها موجودة الان وهذا من اعتقاد المؤمن بان الجنة حق والنار حق وهاتان الداران يصير اليها كل الخلق. فالخلق من الانس والجن سائرون الى هذين الدارين الى هاتين الدارين كما قال الله تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير. اذا حقق المؤمن هذا الايمان بانه لا اله الا الله وان محمدا رسول الله والايمان بعيسى ابن مريم كما بين الله عز والايمان باليوم الاخر لان الجنة والنار مما يتعلق باليوم الاخر ان الداء لان الدار الاخرة حق بما اخبر الله تعالى مما يقول فيها ادخله الله الجنة على ما كان من العمل وهذا من فضائل التوحيد ان من فضائل التوحيد ان يدخل صاحبه الجنة على مكان من عمل على ما كان من العمل يعني وان قل. قال بعض اهل العلم وان قبح فان سلامة الاعتقاد ترفع العبد الى هذه المنزلة ان يبلغه الله تعالى الجنة نسأل الله ان نكون من اهلها. ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. لكن لا يعني هذا الا يعاقب قبل ذلك بما يقضيه الله تعالى ان شاء ان يعاقبه فان الله تعالى قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ثم ذكر قال ولهما اي للبخاري ومسلم في حديث عتبان عتبان بن مالك رضي الله تعالى عنه قال فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. هذا من فضائل التوحيد من فضائل تحقيق لا اله الا الله ان الله يحرم صاحبها على النار. وتحريم التحريم على النار نوعان. تحريم كلي. تحريم وتحريم الدخول المطلق الذي لا ينال فيها الانسان النار بالكلية لان النار دار تسمع قسم من دخلها فلا يخرج منها وهذا لاهل الشرك والكفر وقسم يدخلها شاء الله تعالى من اهل الايمان ثم ينجيهم الله تعالى بما ينجيهم به من آآ الشفاعة من رحمته ومن استيفاء ما عليهم من الحقوق ان لم يخرجهم الله عز وجل. هذا هذا النوع ثاني من الدخول للنار او ثاني المراتب مما يتعلق باحوال الداخلين الى النار قوله فان الله حرم على النار اي تحريما التحريم الذي يقتضي البقاء وقد يقال ان التحريم هنا التحريم بالا يمس الا تمسه النار مطلقا فان الله حرم على النار اي منع على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. واقول كل من حقق الاخلاص لله كان اخلاصه لله يقيه التورط في المعاصي والسيئات. فيتحقق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. دليل ذلك ان الله سبحانه وبحمده ذكر في خبر في الفاحشة عن يوسف عليه السلام. ان سبب ذلك الصرف بان وقاه الله وحماه من ان يقع في الزنا بعدما توافرت اسبابه وتيسرت اه معالمه انه كان من المخلصين كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين. فكان اخلاصه من اعظم اسباب وقايته التورط في معاصي الله عز وجل. وبه يعلم ان قوله فان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله ان تمام الاخلاص وكماله اذا تحقق فانه يقي الانسان ان يقع في العصيان واذا عصى فانه يستدرك بالتوبة وتختم له آآ تختم تختم اعماله بالاستغفار والانابة الى الله الذي يحط الخطايا والسيئات. فقوله فان الله حرم على النار اي منع وحظر على النار. من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله. وقد قال الله سبحانه وبحمده انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار هذا مقابل تحريم النار على الموحدين تحريم الجنة على المخالفين للتوحيد من اهل الشرك فان الله تعالى حرم الجنة عليهم. نسأل الله السلامة من سعيهم وعملهم. اما الحديث الاخر الذي ذكره المصنف وهو حديث ابي سعيد في قصة موسى عليه السلام وما طلبه من الله عز وجل. عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال موسى عليه السلام موسى من اولي العزم من الرسل ومن انبياء اسرائيل وهو من اعظم الانبياء. رسالة واجلهم مكانة. ذكره الله تعالى في القرآن كثيرا وبين دعوته ورسالته وما لقيه من قومه عليه الصلاة والسلام. قال موسى يا رب هذا دعاء وسؤال وطلب يا رب هذا نداء مقدمة الدعاء والسؤال والطلب يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به. اي دلني على شيء اذكرك اي امجدك بذكره وقوله وادعوك به اي واطلب منك به اي قوله ذكره. فقوله اذكرك وادعوك فرق بين الذكر والدعاء. وهناك فرق بين الذكر والدعاء ان الذكر اعم من الدعاء. فالذكر يشمل تمجيد الله وتقديسه وتعظيمه وتسبيحه وحمده والثناء عليه ومن ذلك ايضا سؤاله يشمل سؤاله فمن سأل الله فقد ذكره من سأل الله وطلبه فقد ذكره فيكون هذا من باب عطف ايش؟ الخاص على العام فان الذكر هو الدائرة الواسعة التي تشمل الثناء والتمجيد والتقديس والتسبيح والحمد وتشمل السؤال والطلب ثم قال وادعوك به اي تخصيص فهو يطلب ذكرا يمجد الله تعالى به ويسأل به في قضاء الحوائج وادراك المطالب قال يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال الله تعالى قل يا موسى لا لا اله الا الله فلا اله الا الله ذكر ودعاء. لا اله الا الله ودعاء قل يا موسى لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله. لا يستحق العبادة الا الله قال موسى عليه السلام يا ربي كل عبادك يقولون هذا يعني هذه ليست خاصة موسى عليه السلام طلب من الله ذكرا ودعاء يختص به دون الناس. يتميز به على غيره من الناس فلما قال الله تعالى له قل لا اله الا الله قال كل عبادك يقولونها هذا فليس فيه خاصية ولا ميزة. قال الله عز وجل يا موسى. وانتبه الى السر في هذا الكلام الالهي لموسى عليه السلام. يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبع في كفة. يعني لو جمعت السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع ومن فيهم ووضعت جمعت والله على كل شيء قدير ووضعت في كفة اي في احدى كفتي الميزان. ولا اله الا الله في كفة. اي ووضعت لا اله الا الله بما فيها من المعنى وما لها من الاجر والثواب في كفة مالت بهن لا اله الا الله اي رجحت بهن لا اله الا الله. وهذا يبين ان هذه الكلمة التي يقولها الناس ليست في الوزن على حد سواء. بل الناس فيها متفاوتون. فمن قال لا اله الا الله وتعلق قلبه بغير الله محبة وتعظيما وتعلق قلبه بغير الله خوفا ورجاء ونطق لسانه بدعاء غير الله وهتف طلبا للاغاثة من غير الله عز وجل من الاموال او الملائكة او الصالحين او الاولياء. هل يكون لهذه وزن؟ لا وزن لها. لانها لم تحقق لكن عندما يقولها من عبر قلبه بمعنى لا اله الا الله فلا محبوب في قلبه اعلى من محبة الله. وقد بلغ بحب الله غاية طاقته وجهده. وكذلك ليس بقلبه معظم اعظم من الله بل الله اعظم في قلبه من كل شيء. هل هذا يكون كذلك لا هذا يتحقق له ثق تماما ان من قال لا اله الا الله صادقا من قلبه لا يمكن ان يهتف باسم غير الله في دعاء ولا في في سؤال ولا في طلب ولا يلتجئ الى غير الله ولا يتوجه الى احد سواه سبحانه وبحمده بل في عبادته وطاعته ودعائه ومسألته واستغاثته وحلفه وسائر اشياء احواله وما يصدر عنه في السر والعلن لا يكون الا معظما لله مخلصا له. ولهذا ترجع هذه الكلمة بهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في بقوله لو ان السماوات السبع والارضين السبع وعامرهن غيري في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله وهذا تنبيه من رب العالمين لموسى ان الشأن ليس في احرف الكلمات ليس في الذكر الذي يجري على اللسان انما الشأن كل شأن في ان يطابق ما يتكلم به الانسان ما حواه الجنان ما كان في القلب من تعظيم الله من اجلاله من محبته من تعظيمه فعند ذلك ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من ثقل الميزان بهذه الكلمة كما قال صلى الله عليه وسلم ما بهن لا اله الا الله. انما تميل لا اله الا الله في السماوات وبالارض ومن فيهن اذا كانت قد عبرت القلب بتمام المحبة عبرت القلب بتمام التعظيم لله جل وعلا. عند ذلك يكون صاحبها قد بلغ هذه المنزلة. هل رد موسى شيئا بعد هذا البيان؟ لا. اكتفى بهذه الكلمة. افضل الذكر واعظم الدعاء لا الا الله لكن من قالها صادقا من قلبه. من قالها يبتغي وجه الله. من قالها مخلصا لله عز وجل وهذا يبين فضل لا اله الا الله وان لا اله الا الله في المنزلة والمكانة على هذا النحو الكبير الذي لا يبلغه شيء من اقوال الناس. ولا يبلغه شيء من اعمالهم. فلنحرص ايها على تحقيق هذا المعنى لهذه الكلمة لاجل ان نفوز بهذا الفضل العظيم والاجر الكبير الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الحديث ضعفه بعض اهل العلم ولكن له شاهد مما رواه احمد بسند صحيح ان نوحا عليه السلام قال لابنه اني قاص عليك الوصية اي ساذكر لك وصية الزمها واحفظها. الزمها واحفظها. امرك باثنتين انهاك عن اثنتين هذا نوح يوصي ابنه فيقول امرك باثنتين وانهاك عن اثنتين بلا اله الا الله وهذا الشاهد فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعت في كفة لا اله الا الله في كفة رجحت بهن لا اله الا الله وهذا اذا كانت صادقة من القلب. ولو ان السماوات السبع اراضينا السبع كنا حلقة مبهمة اي حلقة تامة الاغلاق محكمة الصنع فصمتهن لا اله الا الله. اي قسمتهن وازالت لقوتها وعظيم نفوذها هذه الحلقة المبهمة. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فضل لا اله الا الله. في حديث صاحب البطاقة وهذه لكل موحد وهي ما جاء فيما رواه الترمذي من حديث اه في من حديث عبد الله بن عامر في انه يصاح برجل يوم القيامة يصاح به ينادى فيؤتى به له تسعة وتسعون سجلا كل سجل مد البصر اي طوله كل خطايا وسيئات فيقال له فيقال له الك عمل صالح؟ توضع هذه السيئات في كفة. فيقال له الك عمل صالح؟ فيقول لا يا رب ما اذكر شيء فيؤتى ببطاقة فيقول يا ربي ما هذه البطاقة في تلك السجلات؟ تسعة وتسعين سجل كل سجل لا ينتهي حتى ينتهي بصره مد البصر. فما هذه السجلات؟ في فما هذه البطاقة امام تلك السجلات؟ فيقال له انك لن تظلم شيئا فتوضع البطاقة هذه البطاقة توضع في الكفة الثانية فتطيش تلك السجلات تتطاير تلك السجلات ما الذي في تلك البطاقة؟ فيها لا اله الا الله. كل واحد منا اسأل الله ان نكون من اهل الاسلام كل واحد من اهله الاسلام له هذه البطاقة. لكن مو كل واحد منا تكون هذه البطاقة في هذا الثقل. فتطيش تلك السجل انما ثقل هذه البطاقة بتمام اعتقاد معناها وانه لا معبود حق الا الله. وبتمام تحقيق مقتضاها من ان يكون الله تعالى احب اليك مما سواه فهو اعظم محبوب في قلبك ان تذل له وتخضع غاية الخضوع والذل عند ذلك تثقل كل ما زادت المحبة في قلبك محبة الله وتعظيم الله ثقلت هذه حتى تبلغ هذا هذا القدر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من كون هذه البطاقة تتطايش تلاشى لها تلك السجلات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم. اما الحديث الاخير الذي ذكره المصلي رحمه الله في باب فضل التوحيد فهو حديث انس بن مالك وهو يبين ثقل هذه الكلمة وعظيم منزلتها عند الله عز عز وجل قال فيما رواه الترمذي وحسنه عن انس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قال الله تعالى يعني حديث ايش حديث يسميه العلماء حديث قدسي. حديث الهي وهذا ادق في التعبير. ان يسمى الحديث الذي ينقل فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قولا حديث الهي. هذا الحديث الالهي وهو الحديث الذي يروي فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن به قولا قال الله تعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي هذا فضل الله عز وجل ما دعاه ورجاه احد الا حصل له هذا غفرت لك ما كان منك ولا ابالي فسبحان من تتلاشى بجنب مغفرته وفضله واحسانه الذنوب. لو يا ابن ادم وهذا هو الشاهد لو بلغت ذنوبك عنان السماء اي السحاب. كثرة وتنوع بلغت هذا الحد وهذه الكثرة ثم استغفرتني غفرت لك ولا ابالي. سبحان الله العظيم اعظم فضل الله واوسع مغفرته جل في علاه. يا ابن ادم وهذا هو الشاهد هذا هو الشاهد من حديث لو اتيتني بقراب او تراب الارض خطايا. تراب يعني ملء الارض او ملء قرب الارض خطايا جئت الى الله عز وجل بهذا والخطايا هنا يشمل الصغير والكبير. ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها او قرابها مغفرة. وهذه المغفرة تمحو تلك السيئات تتجاوز عن تلك الخطايا تصفح عن تلك الذنوب. هذا الحديث ذكره المصنف رحمه الله في بيان عظيم فضل التوحيد. وانه يكفر كل الذنوب. فقوله وتكفيره الذنوب ما يكفر من الذنوب اي ان العبد اذا حقق التوحيد حط الله خطاياه مهما عظمت وذلك بتوفيقه للتوبة او لاعمال صالحة يتجاوز بها عنه جل في علاه. وهذه الاعمال لا يلزم ان تكون اعمال ظاهرة. قد تكون اعمال خفية بينه وبين ربه قد تكون اعمال قلبية والاعمال القلبية قد تبلغ بك العطاء وقد تقعد بك عن الفضائل. فاحذر اعمال القلوب. وكن على وعي وعناية بان يكون قلبك لله خالصا. مدى كل ما حققت العبادة لله بقلبك نلت من عطائه. اذا اذا اختل تحقيق العبادة بقلبك لربك فان ذلك ينعكس على عملك ويضعف عطاء الله لك. لذلك يقول الله تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين الذين يريدون علوا في الارض سواء كان عيوبي مال علو بجاه علو بنسب علو بي سبب من اسباب الدنيا او حتى علو على الخلق بالعلم الشرعي بحفظ القرآن بالصلاح اذا اراد ان يعلو على الخلق فانه ممنوع ان ينال الاخرة والجنة. فان الله عز وجل قال تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا تريدون علوا في الارض ولا فسادا وارادة العلو امر قلبي لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث عبد الله بن مسعود قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة وزر ذرة من كبر لماذا؟ ليش؟ كان الكبر ادنى ما يكون منه في القلب سبب لمنع دخول الجنة. لانه يتنافى مع اذ ان العبودية مقتضاها تمام الذل لله عز وجل. ومن ذل لله لم لم يعلو على خلقه. ولم ولم يطلب العلو في الخلق بل لا يطلب الا رضاه جل في علاه. لهذا اقول ان اعمال القلوب هي التي يدور عليها تحقيق التوحيد. فاذا سلمت هذه الاعمال من الافات ومن الشرك سلم قلبك من الانحراف افظل ظلال سلم قلبك من الزين. سلم مسيرك الى الله عز وجل من التعثر. هذا ما ذكره الامام رحمه الله في بيان فضائل التوحيد وما يكفره من الذنوب. وبه يتبين ان ان التوحيد من اوجب ما ما يكون من اوجب الواجبات على اهل الاسلام. يا اخواني اذا نظرنا الى حال الناس وجدنا الانحراف في هذا الامر كبير سواء كان ذلك في شأن الاقوال او كان ذلك في شأن الاعمال او كان ذلك في شأن قلوب فينبغي الحذر من ان يتسرب اليك شيء مما يناقض التوحيد. لذلك سيأتينا في باب الخوف من الشرك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اخوف ما اخاف عليكم الشرك الاصغر. فيدل هذا على ان القضية كبيرة و قضية خطيرة يجب على الانسان ان يكون وعى على وعي في السلامة منها والخروج عنها نسأل الله ان يقينا واياكم شر الشرك شر الشرك ظاهرا وباطنا. اللهم اعذنا من ان نشرك بكنا ونحن نعلم ونستغفرك لما لا نعلم. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين وفقنا الى ما تحب وترضى من القول والعمل يا رب العالمين. اللهم انا نسألك الاخلاص لك في الاقوال والاعمال في السر اجعلنا من اوليائك وحزبك واصرف عنا السوء والفحشاء. اجعلنا ممن يفوز بلا اله الا الله خالصا من قلبه. اللهم هذه الكلمة خالصا من قلوبنا اللهم ارزقنا تحقيقها في قلوبنا واقوالنا واعمالنا واحوالنا وارزقنا ان تكون اخر كلامنا من الدنيا لا اله الا الله. اللهم وفقنا اليها يا رب العالمين. وارفعنا بها واعف عنا يا ذا الجلال والاكرام ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد