انزلت الي او علي الليلة لم يرى مثلهن. لم يرى مثلهن اي في النفع وحصول الصيانة والوقاية من الشرور قل اعوذ برب الفلق قل اعوذ برب الناس. فالظاهر ان اه نزول هذه السورة وهذا معنى مهم لبيان ما هي التسوية التي وقعت من المشركين نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد الحمد لله رب العالمين احمده سبحانه واثنى عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وهو صفيه وخليله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد قال رحمه الله وهاتان السورتان اعظم عوذة في القرآن وجاءت الاستعاذة بهما وقت الحاجة الى ذلك وهو حين سحر النبي صلى الله عليه وسلم وخيل له انه يفعل الشيء وما فعله. واقام الا ذلك اربعين يوما كما في الصحيح وكانت عقد السحر احدى عشرة عقدة فانزل الله المعوذتين احدى عشرة اية فانحلت بكل اية عقدة اقبل الشريك يقول وهاتان السورتان هذا يعني نوع استطراد. لكن هذا فيه بيان عظيم ما يحصله الانسان بتحقيق التوحيد. اذا فائدة هذا الكلام هو بيان ثمرة التوحيد وان من حقق التوحيد فانه يفوز بصيانة الله تعالى وحفظه وعصمته عنايته جل وعلا يقول رحمه الله وهاتان السورتان والمشار اليهما سورة الفلق وسورة الناس اعظم عودة في القرآن اعظم رقية في القرآن. اعظم رقية في الوقاية وفي الرفع لان الرقية تستعمل في دفع البلاء قبل نزوله وتستعمل في الرفع بعد النزول. من الرقية التي تستعمل في الدفع ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من قراءة الاخلاص والمعوذتين والنفت على في اليد ومسح ما استطاع من جسده فان هذا من الرقية التي يتوقى بها الانسان الشر قبل وقوعه. ومن الرفع ما اخبر به المؤلف رحمه الله ما ذكره المؤلف رحمه الله من استعمال النبي صلى الله عليه وسلم لهاتين السورتين في رفع السحر الذي نزل به. يقول رحمه الله وهاتان السورتان اعظم عودة في القرآن. اعظم ما يستعاذ به في القرآن و الاستعاذة قال قلنا او الرقية تكون في امرين ما هما الاستعاذة تكون في امرين الرقية تكون في امرين للدفع والوقاية والرفع بعد نزول البلاء يقول وجاءت الاستعاذة بهما وقت الحاجة الى ذلك اي جاء بها الوحي وقت الحاجة الى ذلك وهو حين سحر النبي صلى الله عليه وسلم وخيل اليه انه يفعل الشيء وما فعله واقام على فذلك اربعين يوما كما في الصحيح. نزول هاتين السورتين ليس مقترنا حادثة سحر النبي صلى الله عليه وسلم. فان الظاهر ان هذه السورة نزلت قبل ذلك. رواه الامام مسلم في صحيحه من طريق بيان ابن بشر عن قيس ابن ابي حازم عن عقبة ابن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الم ترى ايات متقدم ولكن تجدد نزولها في رقية النبي صلى الله عليه وسلم لما سحر. يقول وهو حين سحر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا فيه اثبات سحر النبي صلى الله عليه وسلم. ان النبي صلى الله عليه وسلم سحر هذا امر دلت عليه السنة كما في الصحيحين من طريق هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى خيل اليه انه يفعل الشيء وما فعل وهذا لا يقدح في نبوته فان ذلك فيما يتعلق بالمعاش فكان يرى انه اتى اهله ولم يكن فعل ذلك. تقول عائشة ثم انه دعا ثم انه جاء ذات يوم ودعا ودعا اي اطال في الدعاء ثم قال اشعرت ان الله قد افتاني فيما فيه شفائي. فقد جاءني رجلان احدهما عند رأس والاخر عند رجلي فقال احدهما للاخر ما بال الرجل؟ قال مطلوب او ما طب الرجل؟ قالوا مطلوب يعني مسحور. قال من طبه اي من سحره؟ قال قال الاخر لبيد بن الاعصم ثم بين موضع سحر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ عليه المعوذتين شفي صلى الله عليه وسلم ورفع الله ما نزل به من السحر. هذا في الصحيحين وقد انكر جماعة من اهل العلم سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا انه يعارض قول الله تعالى يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته ها والله يعصمك من الناس فكونه يسحر هذا يعارض العتمة لكن الجواب على هذا ان العصمة التي وعد بها هو وصول الشر المستقر الى النبي صلى الله عليه وسلم والعصمة فيما يتعلق بالقتل والصد عن تبليغ الشريعة فان الله عز وجل مكنه حتى اظهره كما قال قال تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. فالله جل وعلا حقق وعده وعصم رسوله لم يتمكن احد من صده عن تبليغ رسالة الله تعالى وما اصابه انما هو عارض كسائر البشر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم انما انا بشر انسى كما تنسون وذكره للنسيان صورة منصور ما يعتري البشرية والا فجميع ما يجري على البشر من العوارض يصيبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ومن ذلك السحر لكن الله جل وعلا وقاه فلم يكن السحر يتطرق لشيء يتعلق بالوحي بل انه لم يتبين لكثير من الناس لقصر مدته وعدم ظهور اثره ولذلك لم يحدث بذلك الا عائشة رضي الله عنها. لم يحدث بسحر النبي صلى الله عليه وسلم الا عائشة. فلم يلاحظه الصحابة ولم يعرفوه ولم يظهر عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. المؤلف يقول واقام على ذلك اربعين يوما. كما في الصحيح ليس في الصحيح ان السحر استمر اربعين يوما انما جاء ذلك في بعض طرق الحديث في غير الصحيحين وفي بعضها انه استمر ستة اشهر كما في مسند الامام احمد. وليس هناك ما يسار اليه في تحديد مدة سحر النبي صلى الله عليه وسلم وهاتان الروايتان ظعيفتان لكن على القول بثبوتهما كما قاله جماعة من اهل العلم الجمع بينهما يكون اشتداد السحر اربعة ايام ومدة اربعين يوما ومدته ستة اشهر. فيكون مدة الشدة اربعين يوما. تكون مدة شدته اربعين يوما. واما اه المدة التي استمر فيها السحر ستة اشهر هذا على ثبوت هذه الروايات والا فالذي اظهر ان سحره صلى الله عليه وسلم لم يدم طويلا انما كان اياما قليلة ولذلك لم يحفظه احد الا عائشة ولم ينقله احد سواها ولم يلاحظ ذلك احد من الصحابة وكانت عقد السحر احدى عشرة عقدة. هذا ليس فيه شيء ثابت انما هو من الاخبار التي في السير. ولا يثبت في ذلك شيء. فانزل الله المعوذتين احدى عشرة اية فانحلت بكل اية عقدة. فرفع الله تعالى ما حل نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من سحر قال رحمه الله وتعلقت الاستعاذة في اوائل القرآن باسمه الاله وهو المعبود وحده صفات الكمال فيه ومناجاة العبد لهذا الاله الكامل بالاسماء الحسنى والصفات العليا المرغوب اليه في ان يعيد عبده الذي يناجيه بكلامه. الذي يناجيه بكلامه من الشيطان بينه وبين مناجاة ربه. ثم انسحب التعلق باسم الاله في جميع المواطن الذي يقال فيها فاعوذ بالله من الشيطان الرجيم لان اسم الله هو الغاية للاسماء ولهذا كان كل اسم بعد انه لا يتعرف الا به فنقول الله هو السلام المؤمن المهيمن فالجلالة تعرف غيرها وغيرها لا يعرفها. طيب يقول رحمه الله وتعلقت الاستعاذة في اوائل القرآن باسمه الاله. مقصود في اوائل القرآن اي في اوائل قراءة القرآن. وايضا في المواطن التي امر ان يستعيذ فيها بالله تعالى. كقوله تعالى فاذا قرأت القرآن فاستعذ بالله. واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله فهذه المواطن التي امر الله تعالى فيها بالاستعاذة جاءت الاستعاذة فيها باي اسم بالاله بالله المشتق من الاله هذا عن سيبويه وجمهور اصحابه وانه ما خالف في ذلك الا من شرب قالوا ان الله اسم جامد لفظ الجلالة الله اسم جامد والصحيح انه مشتق من الاله. ولا اشكال في هذا لا يترتب على هذا الاشكال في الاعتقاد ولا اشكال في اللغة. يقول رحمه الله وتعلقت الاستعاذة في اوائل القرآن باسمه يعني عند الاستعاذة بالله في القرآن او عند الامر بها وهو المعبود باسمه الاله وهو المعبود وحده لاجتماع صفات الكمال فيه. اي الاجتماع صفات العظمة والعلو والكبرياء فيه جل وعلا. يقول رحمه الله ومناجاة العبد ما معنى اجتماع صفات الكمال فيه؟ جميع صفات الكمال ونعوت الجلال تعود الى هذا الاسم. ولذلك قال جماعة من اهل العلم ان الاسم الاعظم هو الله لانه يدل على غيره وسيأتي في كلام المؤلف ايضا تعليلات لهذا يقول ومناجاة العبد لهذا الاله الكامل ذي الاسماء الحسنى يعني صاحب الاسماء الحسنى والصفات العليا المرغوب اليه في ان يعيد عبده الذي يناجيه بكلامه من الشيطان الحائل بينه بين مناجاة ربه اذا المناجاة العبد لهذا الاله الكامل تعلقت بهذا الاسم لانه الذي يحصل به الوقاية من سوء وشر هذا المرصد يقول رحمه الله ثم انسحب التعلق باسم الاله في جميع المواضع يعني في جميع مواطن الاستعاذة فانه تذكر الاستعاذة باسمه باسم الله بسم الاله جل وعلا في جميع المواطن التي يقال فيها اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. عاد وعلل قال لان اسم الله هو الغاية للاسماء يعني منتهى فجميع الاسماء يعني دلالات اسماء الله تعالى دلالات الاسم ثلاثة دلالة مطابقة اول شيء تظمن ودلالة التزام هذا معروف الدلالات هذي معروفة دلالة المطابقة هي دلالة الشيء على جميع ما يدل عليه على معناه المطابق. فالله يدل على ايش؟ الالهية. دلالة الله على معنى الالهية ايش؟ ايش نوع الدلالة؟ دلالة مطابقة دلالته على بعض ما يتضمنه هذا الوصف تسمى دلالة تظمر فدلالته على انه رب العالمين انه الملك انه الرحمن انه الخالق الرازق انه اه المحيي المميت انه النافع الضار كل هذه ايش؟ دلالة ايش؟ دلالة تظمن لان لان هذه بعظ دلالات هذا الاسم دلالة التزام وهو ما يثبت بثبوت هذا المعنى. الالتزام هو ما يثبت بثبوت المعنى. امثل بمثال يمكن يتضح اكثر ثم ننتقل الى دلالة التزام فيما يتعلق باسماء الله تعالى. البيت دلالة البيت على الغرف والممرات والصالات والابواب والنوافذ دلالة ايش؟ يعني دلالة البيت على جميع اجزائه. دلالة مطابقة طيب دلالة اذا قلت هذا بيت تفهم من هذا ان هذا يدل على ان البيت له باب اليس كذلك؟ طيب وان فيه حجرا تمام؟ دلالته على هذه الاشياء دلالات تظمأ على بعظ اجزائهم دلالة تظمن دلالته على ان هذا البيت لابد له من ارض يبنى عليها ايش؟ التزام التزام ما يمكن ان ان يكون بيتا ان يكون بيتا في الهواء بل لا بد ان يكون البيت على ارض فهذه دلالة التزام هذه الدلالات الثلاثة لفظ الجلالة اسم الله تعالى الله يدل على جميع الاسماء اما بدلالة المطابقة واما بدلالة التظمن اما بدلالة الالتزام واضح؟ ولذلك يقول المؤلف رحمه الله لان اسم الله هو الغاية للاسماء المنتهى للاسماء فيمكن ان بسم الله على جميع اسماء الله تعالى. فتستدل على علمه بانه الله. تستدل على حلمه بانه الله استدل على رحمته بانه الله. تستدل على خلقه بانه الله. وهذا معنى قوله رحمه الله لان اسم الله هو الغاية يعني المنتهى ولهذا كان كل اسم بعده لا يتعرف الا به. لا يمكن ان تعرف غير الله بالله. فما تقول الرحمن هو الله انما تقول الله هو الرحمة وهذا معنى قوله رحمه الله ولهذا كان كل اسم بعده لا يتعرف الا به فنقول الله هو السلام المؤمن المهيمن. يقول فالجلالة تعرف غيرها وغيرها لا فلا يقال الرحمن الرحيم هو الله انما يقال الله هو الرحمن الرحيم. واذا نظرت الى ذكر هذا الاسم مع اسمع في القرآن تجد ان الاسماء تأتي تابعة كما قال الله تعالى هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم الى اخر ما ذكر الله تعالى في هذه الاسماء والصفات التابعة لهذا الاسم العظيم. وكذلك قال الله جل وعلا في سورة غافر. حم تنزيل تاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب للطول كل هذه تابعة للانسان. وحيثما نظرت في كلام الله تعالى وجدت ان الله هو المقدم وغيره تابع. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين كلها تابعة وهذا معنى قوله رحمه الله فالجلالة اي اسم الجلالة اسم الله العظم هذا اسم الله الله جل وعلا لفظ جلالة تعرف غيرها وغيرها لا يعرفها. اذا خلاصة هذا نعود الى ما نحن فيه من دراسة هذا الكتاب اللي هو التوحيد. ما صلة هذا الكلام في التوحيد ان توحيد الالهية يحصل لكل من حقق توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات. يمكن ان نقول توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات يستلزمان انه الاله المستحق للعبادة. طيب ثم يقول رحمه الله والذين اشركوا به تعالى في الربوبية منهم من اثبت معه خالقا اخر وان لم يقولوا ان له مكافئ له وهم المشركون ومن ضاهاهم من القدرية. طيب هذا الكلام الحقيقة يعني المؤلف رحمه الله قد يقدم ويؤخر ويكرر بعض الكلام تأكيدا للمعنى الان المؤلف عاد الى ذكر الشرك الذين اشركوا في الربوبية الشرك في الربوبية سيأتي له كلام مفصل طويل في كلام المؤلف رحمه الله حيث قال وشرك الامم كله نوعان شرك في الالهية وشرك في الربوبية لكن المؤلف توطئة لهذا التقصير ذكر نوعي الشرك فيما تقدم ذكر الشرك ايش الالهية شركا الالهية الان اشار الى الشرك في الربوبية قال والذين اشركوا به تعالى في الربوبية الربوبية هي افراد الله تعالى بالخلق والملك والرزق والتدبير. الذين اشركوا بالله تعالى في شيء من هذه الامور. منهم من اثبت معه خالقا اخر. وهم الثانوية المجوسية الذين قالوا اله من النور واله الظلمة. لكن هؤلاء يقول وان لم يقولوا انه مكافئ له. يعني ليس مساويا له فعلم ان الشرك في الربوبية وهذه مسألة سيأتي تقريرها ليس هناك من يقول ان للعالم خالقين متكافئين في الصفات والافعال وما يجب لها. ما في احد يسوي هذه التسوية في الربوبية مطلقا. وسيأتي تقرير هذا في كلام المؤلف رحمه الله لكن هنا اشار انه من الذين اشركوا في الربوبية من جعل معه خالقا اخر لكنهم يقول وان لم لم يقولوا انه مكافئ له وهم المشركون ومن ظهاهم من القدرية. المشركون المجوسية المجوس الذين يعبدون اله اه الظلمة واله النور وان كانوا جعلوا اله النور هو المحمود المحبوب وذاك المذموم المكروه قال ومن ظاهاهم القدرية اي من شابههم والقدرية هنا هم الذين اخرجوا افعال الله الافعال العباد عن خلق الله تعالى فجعلوا العباد يخلقون افعالهم كما سيأتي الان نقل المؤلف رحمه الله نقلا عن ابن القيم من كتاب مدارج السالكين قال وربوبيته سبحانه للعالم الربوبية الكاملة المطلقة الشاملة تبطل اقوالهم. اي ربوبية الله تعالى العامة التي دل عليها قول الله تعالى ان الحمد لله رب العالمين. هذه الربوبية تبطل ما يقوله هؤلاء من ان هناك ربا سواه يخلق. وربوبيته سبحانه للعالم الربوبية الكاملة المطلقة الشاملة تبطل اقوالهم. لانها تقتضي ربوبيته لجميع ما فيه من الذوات والصفات والحركات والافعال وحقيقة قول القدرية المجوسية انه تعالى ليس بل لافعال الحيوان ولا تتناولها ربوبيته. اذ كيف يتناول ما لا يدخل تحت قدرته وخلقه. يقول والذين اشركوا به تعالى في ربويته. منهم من اثبت معه خالقا اخر. وان لم يقولوا انه مكافئ وهم المشركون. ومن ظهاهم اي شابهم ووافقهم من القدرية وهم الذين قالوا بان الله لا يخلق افعال العباد. يقول رحمه الله في بيان قول هؤلاء الشذاذ الذين اثبتوا مع الله خالقا اخر. قال وربوبيته سبحانه للعالم الربوبية الكاملة المطلقة الشاملة التي دل عليها قول الله تعالى الحمد لله رب العالمين التي دل عليها قول الله تعالى الله خالق كل شيء ان دل عليها قول الله تعالى ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا اذ دلها عليها قول الله تعالى قل من يرزقكم من السماوات والارض ام من يملك السمع والابصار من يخرج الحي من الميت ومن يخرج الميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله. والايات في هذا كثيرة جدا الدالة على هويته العامة الشاملة وهي قيامه بمصالح الخلق. وانه قائم على الخلق بما يصلحهم. خلقا ورزقا وملكا وتدبيرا الربوبية الشاملة الكاملة المطلقة تبطل اقوال من جعلوا مع الله خالقا اخر. وان كان هذا الخالق جعلوه دون الله جل وعلا لكن هذه الربوبية تبطل وتبين انه لا خالق الا الله جل وعلا. فلا يخلق الا هو جل وعلا كما انه لا يرزق قل له ولا يملك الا هو ولا يدبر الا هو جل وعلا. قال كيف تبطل؟ قال لانها تقتضي ربوبيته لجميع ما فيه. اي ما في الكون ما في العالم من الذوات والصفات والحركات والافعال الذوات والصفات والحركات والافعال يعني الاعيان وما يصدر الاعيان وما يصدر عنها فالعيان الذوات والصفات وما يصدر عنها الحركات والافعال فجميع ما في الكون ما في العالم هو مخلوق الله جل وعلا عينه يعني عين هذا الشيء وصفاته وما يصدر عنه. فجميعه مخلوق لله تعالى. ثم لما ذكر اراد ان يبين كيف كان القدرية يشابهون المشركين في انه مع الله في انهم اثبتوا مع الله خالقا اخر قال وحقيقة قول القدرية المجوسية وهم الذين قالوا ان الامر انف وانه لم يسبق خلق من الله ولا مشيئة لافعال العباد بل لا يقدر الله جل وعلا على افعال العباد من الملائكة والجن والانس والبهائم فلا يقدر على طاعة الطائعين ولا على معصية العاصين هؤلاء هم القدرية المجوسية وجه كونهم شابه المشركين انهم قالوا ليس انه تعالى ربا لافعال الحيوان اي ليس خالقا لافعال الحيوان يعني كل الاحياء ولا تناولتها ربوبيته ولا ولا تدخل تحت انها مربوبة له اذ كيف يتناول ما لا يدخل تحت قدرته ومشيئته وخلقه فهو سبحانه وتعالى على زعمهم لم يخلق افعال العباد وهي خارجة عن ملكه فليست ملكا له ولا خلقا له ولا يقدر عليها وهذا تكذيب لما دل عليه القرآن من انه خالق كل شيء جل وعلا فقول هؤلاء يتضمن جحد قدرة الله تعالى التامة فما يتضمن جحد مشيئته سبحانه وتعالى النافذة قول القدرية فيه آفتان جحد القدرة التامة وجحد المشيئة النافذة ثم بعد هذا سيأتي تفصيل لهذا في كلام المؤلف في شرك الربوبية بعد هذا الاجمال في انواع الشرك اتى المؤلف رحمه الله لبيان نوع الشرك قال رحمه الله ضعف وشرك الامم كله نوعان شرك في الالهية وشرك في الربوبية فالشرك في الالهية والعبادة هو الغالب على اهل الاشراك. وهو شرك عباد الاصنام وعباد الملائكة وعباد جن وعباد المشايخ والصالحين والصالحين الاحياء والاموات الذين قالوا انما انعبدهم ليقربونا الى الله زلفى. ويشفعوا لنا عنده. وينالنا بسبب قربهم من اه وكرامته لهم قرب وكرامة كما هو المعهود في الدنيا من حصول الكرامة والزلفة لمن يخدم اعوان الملك واقاربه وخاصته. والكتب الالهية كلها من اولها الى تبطل هذا المذهب وترده وتقبح اهله وتنص على انهم اعداء الله تعالى اه وجميع الرسل صلوات الله عليهم متفقون على ذلك من اولهم الى اخرهم وما اهلك الله تعالى من اهلك من الامم الا بسبب هذا الشرك ومن اجله. طيب يقول رحمه الله والشرك في الامم كله نوعان الشرك كله على تنوع اصنافه ومراتبه ودرجاته يرجع الى نوعين شرك كن في الالهية اي شرك واقع في الهية الله تعالى يعني في استحقاقه للعبادة وشرك في الربوبية اي في انه الخالق والمالك الرازق المدبر. يقول رحمه الله فالشرك في الالهية والعبادة هو الغالب على اهل الاشراك. هذا النوع من الشرك وهو شرك في الالهية هي الشرك في العبادة هو الغالب المنتشر الشائع في من وقع في الشرك من الناس وتعريف هذا هذا النوع من الشرك تعريفه ان يجعل لله تعالى ندا في عبادته او ان يجعل لله تعالى ندا في عبادته او محبته او خوفه او رجائه او الانابة اليه فان من جعل لله مثيلا في شيء من ذلك فانه قد وقع في الشرك وقد تقدم تعريف الشرك في اول الدروس وذكرنا انه تسوية الخالق للمخلوق او المخلوق بالخالق وهذا هو المعنى الذي يدور عليه الشرك مهما يعني غيرت في العبارة ونوعت في تعريف الشرك فانه يدور على التسوية كما سيأتي تقريره في كلام رحمه الله لكن من التعريف المشهورة في تعريف الشرك في الالهية انه ان يتخذ مع الله تعالى ند وهو الذي ذكره الله تعالى في قوله فلا تجعلوا الا هي الانداد فلا تجعلوا الا هي اندادا وانتم تعلمون. فلذلك عرفه بعض اهل العلم بانه ان يجعل لله ندا في عبادته. وفصل انواع من العبادة تمثل اصول العبادة. في المحبة والخوف والرجاء والانابة. قال رحمه الله ابشركم في الالهية والعبادة هو الغالب على اهل الاشراك وهو شرك عباد الاصنام. يعني هو الشرك الذي وقع من عباد الاصنام الذين يطوفون حولها ويذبحون لها ويسجدون لها وينذرون عندها. وعباد الملائكة وعباد الجن وعباد المشائخ والصالحين الاحياء والاموات اذا استوى في هذا استوى في هذا الشرك عبادة الملائكة مع عبادة الاصنام والاحجار فالجميع كله شرك. وان كان هذا الشرك متفاوت في القبح والسوء لكنه يتفق في انه قبيح كله وانه في قول الله تعالى ان الشرك لظلم عظيم. قال رحمه الله الذين قالوا انما نعبدهم ليقربونا الى الله زلفى. هذا بيان ان الذين قالوا هذه المقولة منهم من عبد الملائكة ومنهم من عبد الجن ومنهم من عبد الانبيا والاولياء والصالحين ومنهم من عبد الاصنام ومنهم من عبد الاموات فلم يكونوا على شرك واحد او على طريقة واحدة في الشرك. بل كانوا على طرائق وسبل مختلفة في الشرك وان كانوا يتفقون في كونهم صرفوا العبادة لغير الله تعالى فهؤلاء كلهم مشركون وهم داخلون في قول الله تعالى لما ذكر شرك المشركين وحجتهم فيما اشركوا به مع الله تعالى قال تعالى في حكاية قولهم في خبر قولهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. ولذلك قال الذين قالوا انما نعبد ليقربونا الى الله زلفى. وهذه حجتهم التي استندوا اليها في تسويغ الشرك وتبريره. ومعنى قولهم ليقربونا الى والله زلفى اي يقربون اليه منزلة كما قال قتادة. وقال غيره الزلفى هي الخطوة وعلى كل حال سواء فسرت بهذا وفسرت بهذا المعنى انهم اتخذوهم وسيلة ليدخلوا بها على الله تعالى وهم في هذا معرضون عن قول الله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. قال رحمه الله الله ويشفع لنا عنده قال وينالنا بسبب قربهم من الله وكرامته لهم قرب وكرامة هذا كله من بيان ما يحتج به هؤلاء في تسويق الشرك الذي يقعون فيه كما هو المعهود في الدنيا اذا المشكلة هو القياس وهو تسوية الله تعالى بغيره تشبيه الله تعالى بالمخلوق فلما كان ملوك الدنيا وكبراؤها لا دخل عليهم الا بشفعاء ولا يوصل الى ما عندهم في الغالب الا بوسطاء جعل هؤلاء الله تعالى كهؤلاء فجعلوا انه لا دخل عليه ولا ينال ما عنده من هبات وعطايا الا بالوسائط والشفعاء ولذلك قال كما هو المعهود في الدنيا من حصول الكرامة والزلف لمن يخدم اعوان الملك واقاربه وخاصته. يقول رحمه الله والكتب الالهية كلها من اولها الى اخرها تبطل هذا مذهب وترده لان جميع الرسل جاؤوا بالامر بعبادة الله وحده كما قال الله تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وكما قال الله تعالى اه ينزل الروح من امره على من يشاء من عباده ان انذر انه لا اله الا انا فاتقون. والايات في بيان ما جاءت به الرسل كثيرة وكلها دالة على انهم دعوا الى عبادة الله وحده فنوح دعا قومه الى ان يعبدوا الله وحده ليتقوا الله وان يعبدوه جل وعلا وحده لا شريك له وكذلك صالح وكذلك هود وكذلك موسى وكذلك عيسى وكذلك ابراهيم وكذلك سائر الانبياء والرسل. جاءوا لعبادة الله وحده. وهذا معنى قوله والكتب الالهية كلها من اولها الى اخرها الى اخرها تبطل هذا المذهب يعني هذا الطريق وترده وتقبح اهله وتنص على انهم اعداء الله تعالى وهم اعداء الله حقيقة لانهم ضادوا الله تعالى في حقه وحاربوه جل وعلا فيما اوجب افراده به وهو العبادة. يقول وجميع الرسل صلوات الله عليهم متفقون على ذلك من اولهم الى اخرهم كما دلت على ذلك النصوص وكما دل عليه قول النبي صلى الله عليه على اله وسلم كما في الصحيح الانبياء اخوان لعلات ابوهم واحد دينهم واحد وامهاتهم متفرقة اي شرائعهم ودينهم متفرغ وعملهم متفرغ اما الدين الذي هو عبادة الله وحده فانهم كانوا عليه جميعا لا خلاف فيه. قال وما اهلك تعالى من اهلك من الامم الا بسبب هذا الشرك ومن اجله. فجميع الامم المهلكة التي قص الله خبرها في كتابه انما سبب اهلاكها ما وقعت فيه من الشرك وعبادة غير الله تعالى. وهذا يدل على عظيم خطورة الشرك وانه من اكد واعظم اسباب الهلاك. وان ما حاق بالامم السابقة لما اشركت مع الله غيره وعبدت مع الله سواه فانه قريب من كل امة تشابه تلك الامم. يقول رحمه الله واصله الان بحث في بيان اصل الشرك الذي وقع في الامم السابقة يقول الشرك في محبة الله تعالى. قال تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا من يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فاخبر سبحانه انه من احب مع الله شيئا غيره كما يحبه فقد اتخذني الدم من دونه. وهذا على اصح القولين في الاية انهم يحبونهم كما يحبون الله. وهذا هو العدل المذكور في قوله تعالى ثم الذين كفروا بربهم يعدلون. والمعنى على اصح القولين انهم به غيره في العبادة فيسوون بينه وبين غيره في الحب والعبادة. وكذلك قول المشركين ان في النار لاصنامهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين. اذ نسويكم برب العالمين يقول رحمه الله واصله الشرك في المحبة اصل الشرك الواقع في الامم في الالهية الشرك في محبة الله تعالى وذكر لانها الاصل الذي يصدر عنه كل شيء فالمحبة هي اصل الاعمال كلها ولا يتحرك الانسان الا بالمحبة. فالمحبة هي الحادي القائد الانسان ان يعمل ويتحرك. فاذا احب شيئا تحرك اليه واذا كرهه وابغضه قعد عنه. بل قد يفر منه. على حسب درجة الكراهية والخوف. فالمحبة هي الاصل يقول رحمه الله واصل الشرك في محبة الله تعالى يعني في ان يحب مع الله غيره. واذا احب القلب مع الله غيره. فانه قد ادخل عليه فسادا لا يمكن ان يجبر. وكسرا لا يمكن ان يصلح. ذلك ان القلب مجبول مفطور على محبة الله تعالى في حاجة ظرورية وحاجة جبلية فطرية لمحبة لمحبة الله تعالى. فاذا زاحم هذه المحبة غيرها فانه يضطرب سيره ولا يهتدي الى انشراح ولا الى سعادة. ولذلك ذكر الله تعالى في اول سور الشرك في الكتاب بعد ذكر الشرك اجمالا الشرك في المحبة قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. وهذا يفيد ان القلب لا بد ان يحب شيء. ما في قلب خالي من محبة لان الله جل وعلا قسم الناس الى قسمين. اناس اخلصوا المحبة له فسعدوا وفرحوا وفازوا واناس خلطوا في هذه المحبة فكانوا في وبال واضطراب وشدة حال وسوء مآل ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي امثالا ويمكن ان تفسر الامداد بالاضداد لان من اتخذ مع الله من يصرف اليه العبادة فقد جعله ضدا لله تعالى. فيصلح هذا ويصلح هذا في تفسير انداده. ما هو وجه التنديد؟ كيف جعلوهم لله امثالا قال يحبونهم كحب الله اي صرفوا لهم من المحبة ما لا يصرف الا لله الواحد القهار. ثم قال امنوا اشد حبا لله اعظم حبا لله من هؤلاء والاية فيها قولان لاهل التفسير في قوله والذين امنوا اشد حبا لله ممن من هؤلاء لالهتهم وهذا مبني على معنى يحبونهم كحب الله. فقوله يحبونهم اي يحبون الانداد كما محبتهم لله فجعلوا محبة الانداد مثل محبة الله فسووا فسووا بالله غيره في المحبة تووا بالله غيره في المحبة. والمعنى الثاني انهم احبوهم من دون الله يعني جعلوا محبتهم لهؤلاء ولم يحبوا الله تعالى والذين امنوا اشد حبا لله اعظم حبا لله من هؤلاء لاصنامهم او اعظم حبا لله من هؤلاء لله يعني الذين امنوا تميزوا عن هؤلاء بانهم افردوا الوجهة وحدوا القصد فلم يحبوا الا الله فكانوا بهذا اعظم من محبة اولئك لله لماذا؟ لان اولئك خلطوا هذا على احد المعنيين ان اولئك احبوا الله واحبوا اصنامهم وعلى المعنى الثاني انهم احبوا اصنامهم او معبوداتهم ولم يحبوا الله فالذين امنوا ايضا اشد حبا من محبة اولئك لالهتهم. لماذا؟ لان الله تعالى حبه موافق للفطرة. فجاءت الشريعة جاءت الانبياء بما يوافق الفطرة حتى غدا الامر كما ذكر الله جل وعلا نور على نور نور الفطرة مع نور الرسالة التي اضاءت بها القلوب واشرقت لها الدنيا فاستنار العبد الصراط المستقيم الذي يهديه الى الله تعالى. يقول رحمه الله سبحانه انه من احب مع الله شيئا غيره كما يحبه يعني مثل ما يحب الله تعالى فقد اتخذ ندا من دونه. وهذا على اصح القولين الاية انهم يحبونهم كما يحبون الله يعني يحبون معبوداتهم من الملائكة من الجن من الاصنام من الاموات من الانبياء من الاولياء مثل ما يحبون الله وهذا شاهد اشاهده واقع يعني قد الانسان في القراءة اذا كان الله من عليه بان بعد عن الاجواء المشحونة بالشرك في بلد ليس فيه شرك ولم ينشأ في بلد يدعى فيه غير الله يستبعد كيف يحب العبد مخلوقا من المخلوقات كمحبة الله لكن اذا شاهد وسمع وقرأ ما يقوله عباد الاموات من النداءات استغاثات واه سائر الاعمال التي تدل على امكان ان يحب العبد غير الله تعالى محبة عبادية اعرف ان هذا ممكن ان يقع ويمكن ان تكون محبتهم لالهتهم اعظم من محبتهم لله. وليست مثل محبة الله فقط وهذا مشاهد انتم انظروا الى الذين يستغيثون بالاموات ويدعونهم من دون الله يقدمونهم على الله تعالى في الشدة والرخاء. خلافا لما كان عليه اهل الشرك في الزمن المتقدم فانهم كانوا يقدمون الهتهم في الرخاء واذا اشتد الامر اخلصوا الدين لله تعالى. كما قال الله تعالى اذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. في الشدة والكرب يدعون الله وحده. وهؤلاء الذين نشاهدهم يدعون ويهتفون بالاموات ويستجيرون بهم ويستغيثون بهم ويقدمونهم في السؤال والطلب على الله تعالى بل لا يذكرون الله الا قليل كما قال الله تعالى واذا الله وحده اشمئزت قلوب الذين لا يؤمنون. فتجد انهم اذا ذكر الله اشمئزت قلوبهم ونفرت واذا ذكر هؤلاء استبشروا ولانت جلودهم واقبلوا. المراد ان الاية فيها معنيين. ان الاية فيها معنيان. المعنى الاول يحبونهم كحب الله يعني انهم احبوا مع الله غيره فسووا بالله غيره في المحبة والذين امنوا اعظم محبة منهم لماذا؟ لان المؤمنين اخلصوا لله تعالى محبتهم ولان المحبة وافقت محبة الله وافقت الفطرة هي التي جبلت عليها القلوب فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى. فلا يغنيه عنه حب ثاني. وصلاحه فلا يغنيه حب ثاني صلاحه وفلاحه ونعيمه تجريد هذا الحب للرحمن فاذا تخلى عنه اصبح حائرا هذه حالهم. حيرة لا يدركون خيرا ولا يصيبون فلاحا. ويعود في ذا الكون ذا هيماني لا يدري وجهه ولا يدرك معنى للوجود ولا غاية لهذا الخلق. يقول رحمه الله واما المعنى الثاني للاية فهي انهم احب الهتهم دون الله تعالى وهذا قد يقع فيه بعض عباد آآ الاوثان والاصنام ومن عبدوا غير الله جعلوا الهتهم اعظم من الله تعالى فيدخلون في الاية. يقول رحمه الله وهذا هو العدل. يعني المذكور في هذه الاية هو العدل يعني التسوية ليس العدل الذي هو في مقابل الظلم اما العدل بمعنى التسوية تسوية الشيء بغيره المذكور في قوله ثم الذين كفروا بربهم يعدلون والمعنى على اصح القول انهم يعدلون به غيرة اي يسوون به غيرة في العبادة. يقول فيسوون بينه وبين غيره في الحب والعبادة. قال رحمه الله قول المشركين في النار لاصنامهم تالله ان كنا لفي ضلال مبين. يقسمون بالله الذي انكروا عبادته. وشوف سبحان الله العظيم ذكر هذا الاسم. القسم بهذا الاسم دون غيره. ما قالوا وربنا ما قالوا وخالقنا انما اتوا بالاسم الذي انكروه وكذبوا بمعناه ولم يقروا به وهو انه الله هو الذي لا اله غيره الذي لا يستحق العبادة سواه تالله ان كنا لفي ضلال مبين. يعني واضح وبين يدركه كل احد. اذ نسويكم رب العالمين اي جعلناكم امثالا لله تعالى. طيب يقول رحمه الله المؤلف ومعلوم قطعا ان هذه التسوية لم تكن بينهم بين الله في كونه ربهم وخالقهم. يعني التسمية التي كانت من المشركين لله تعالى بالهتهم لم تكن في الخلق. ولم تكن في الرزق بل هم مقرون بانه لا خالق الا الله جل وعلا كما دل عليه قول الله تعالى قل من يرزقكم من السماوات والارض ومن يملك السمع والابصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج للميت من الحي ومن يدبر الامر فسيقولون الله اذا عندهم اقرار تام بالربوبية في هذه الجوانب التي ذكرها الله تعالى في هذه الاية لكن بلاءهم وشرهم وشركهم كان في انهم سووا بالله غيره في العبادة