الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واختفى اثره باحسان الى يوم الدين اما بعد نواصل ما كنا قد قرأناه في نظم اسباب حياة القلب كان اخرها ذكر المؤلف رحمه الله فيما قرأناه تقسيمه القلوب رحمه الله الى قسمين حيث قال وفاقد ذا اي فاقد الاعانة على الاقبال على الله عز وجل والتعظيم وما تقدم ايضا من التدبر وفاقد ذا قد مات لا شك قد مات قلبه او اعتل. او هنا للتنويع كما تقدم بالامراض ثم قال في ذكر وصفين من اوصاف الامراض كالرين والعمى اي مثل الرين والعمى فهذان مثالان للامراض التي تصيب القلوب ولا ريب ان الرين طبقة غليظة تغشى القلب وتغلفه وتمنعه من الهدى وعقل الكتاب والسنة كذلك العمى العمى عمى القلب يمنعه من ابصار الحق ويمنعه من قصده وطلبه والعمل به المؤلف بعد ان ذكر مرض القلب بما ذكر ذكر رحمه الله علامة مرض القلب لكن لان مرظى القلب امر معنوي قربه بمرظ الجوارح حتى يعرف ما معنى مرض القلب قرب المؤلف رحمه الله الناظم تعريف مرض القلب بمرض الجوارح اذا مرض اذا مرضت اليد فهي اما ان يذهب نفعها بالكلية واما ان ينقص نفعها هذا هو مرض الجوارح ومنه نفهم معنى مرظ القلب وحقيقته. يقول المصنف رحمه الله في بيان مرض الجوارح الذي من خلاله نصل الى معرفة وفهم مرض القلب يقول واية واية سقم في الجوارح منعها منافعها او نقص ذلك مثلما. وصحة تدرى باتيان نفعها كنطق وبطش والتصرف والنمم. وعين امتراض القلب فقد الذي له اريد من الاخلاص والحب فاعلما. طيب اذا الان المؤلف رحمه الله اتى بهذه الابيات الثلاثة لبيان حقيقة مرض القلب فقال رحمه الله واية سقم اي علامة مرض في الجوارح وهي الاعضاء الظاهرة من اليد والقدم وسائر اعضاء البدن الحسية علامة مرضها نوعان ذكر رحمه الله منعها منافعها هذا المعنى الاول منعها منافعها بمعنى تعطل منافع هذه اعضاء او نقص ذاك او نقص ذلك اي نقص منافعها وبهذا يعلم ان مرظى الجوارح له صورتان الصورة الاولى مرض يعطل الجوارح ويذهب بمنافعها بالكلية فالعين جارحة مرضها الذي يذهب بنفعها هو العمى الاذن جارحة مرضها الذي يذهب بنفعها هو الصمد اليد جارحة مرضها الذي يذهب بنفعها الشلل هذا النوع الاول من امراظ الجوارح وهي الامراض التي تعطل الاعضاء وتذهب بنفعها بالكلية اما النوع الثاني من الامراض فهي الامراض التي تنقص منافع الاعضاء اي ينقص بها المصالح المدركة بهذه الاعضاء فمن امراظ العين ظعف ادراكها اما ببعد نظر او قصر نظر ظعف السمع مرض السمع بضعفه بان لا يدرك الاصوات مرض الاعضاء اليد بان لا يتحكم او لا يقوى على الرفع بها والحمل والانتفاع بها مع ان كان حركتها وبهذا يعلم ان امراظ الجوارح اما ان تذهب بالمنفعة بالكلية وهذا تعطيل تام واما ان تنقص المنفعة وهذا نقص وكلاهما يوصف بانه مرض ولذلك قال واية سقم في الجوارح منعها منافعها يعني بالكلية او نقص ذلك مثلما اي نقص ذلك مثل منعها ثم قال رحمه الله وصحتها بعد ان بين علامة سقم ومرض الجوارح بين علامة صحتها. قال وصحتها تدرى باتيان نفعها سلامة الجوارح وعافيتها بان يؤتى بمنافعها على وجه الكمال كنطق وبطش والتصرف والنماء. ذكر اربع صور من صور الانتفاع بالجوارح. النطق في اللسان هذه امثلة لمنافع بعض الجوارح التي تعلم بها سلامة هذه الجوارح كنطق هذا في في اللسان تعرف به القدرة على النطق والكلام وصحة وصحة الاركان وسلامتها بالقدرة على الحركة وهو قوله وبطشا فالاركان اليد والقدم بطشها اي حركتها والتصرف وانما اي فيما يستخلف ينمو فان نمو الاعضاء في زمن نموها دليل صحتها فلو توقف نماء الاعضاء في وقت نموها كان ذلك دليلا على سقمها. ليس المقصود بيان علامات سقم الجوارح انما الغاية من هذا هو الوصول الى فهم ايش معنى مرض القلب لان مرض القلب معنوي والامور المعنوية لا تعلم في الغالب الا بادراك ما يشابهها او يفسرها من الامور من الامور المشاهدة وهذا من بديع تقريب المؤلف للمعاني اذ انه سهل ادراك معنى مرظ القلب بمرظ الجوارح ليعلم بالمشاهد المحسوس معنى الغائب الخفي فيكون الامر المشاهد دليلا معرفا بحقيقة الامر الغائب الخفي ومعرفة عين الشيء عادة لا تحصل الا بمعرفته بذاته او معرفة نظيره يعني ما يشابهه ولهذا مرض القلب وصحته هو بالتمام مثل مرظ الجوارح وصحتها فمرظ القلب اما ان يكون موتا وذلك بتعطل نفعه بالكلية وانطماس النور فيه وعدم الاهتداء واما ان يكون مرضا لا يذهب النفع بالكلية بل ينقصه بان يكون فيه ميل الى شهوات او تتطرق اليه شبهات فيكون بذلك ناقصا فيما خلق له القلب خلقا لمحبة الله وعبادته فكلما نقص في القلب حب الله وتعظيمه وعبادته نقص من ذلك ما هو مطلوب منه فيكون مريضا. ولهذا يقول رحمه الله وعين امتراض القلب يعني حقيقة مرض القلب وسقمه فقد الذي له. اريد فقد اي غياب الذي له اريد اي الذي له قصد من الاخلاص والحب فاعلما من الاخلاص يعني من التوحيد وافراد الله تعالى بالقصد والحب اي حب الله جل في علاه فان حب الله عز وجل هو المقصود الذي من اجله خلق الخلق لان العبادة قوامها على الحب لا تتحقق عبادة الله الا بحبه ولذلك قال الله جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فالذي يراد من القلوب هو محبة الله جل وعلا وبه يعلم ان القلوب لا تصح ولا تسلم ولا تحيا الا بالاخلاص هذا رابع ما تحيا به القلوب. مر معنا من اسباب حياة القلب ايش؟ التدبر تدبر القرآن والسنة مر معنا من اسباب حياة القلب الاقبال على الله عز وجل مر معنا من اسباب حياة القلب تعظيم الله جل في علاه الان من اسباب حياة القلب وهو الرابع الاخلاص لله عز وجل ما معنى الاخلاص لله عز وجل الاخلاص هو الا تقصد بالعمل الا الله وحده لا شريك له الا تبغي من غيره جزاء ولا شكورا. ملخص الاخلاص في قوله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكور وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في رجل سأل عن القتال طلبا للاجر والذكر ما له؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم لا شيء له. اعاد الرجل السؤال مرة ثانية. قال الرجل يقاتل. يبتغي الاجر يعني من الله والذكر يعني من الناس ما له؟ قال لا شيء له. اعاد السؤال مرة ثالثة. قال يا رسول الله الرجل يقاتل يبتغي الاجر والذكر ما له؟ قال لا شيء له انما يتقبل الله من العمل ما كان خالصا هذا واحد ما معنى خالصا هذا التفسير في الجملة الثانية وابتغي به وجهه اي قصد به وجه الله هذا معنى الاخلاص الا تطلب الاجر من سواه الا تطلب ثوابا على عمل صالح الا من الله. هذا هو الاخلاص وبقدر ما يحققه العبد ينال من الاجر والفظل. القلب اريد منه الاخلاص قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقال تعالى قل اني امرت ان اعبد الله مخلصا له الدين وقال جل في علاه الا لله الدين الخالص فالاخلاص هو مقصود العبادة هو المطلوب من القلوب فعلى الاخلاص مدار النجاة بقدر ما يحقق العبد من اخلاص العمل لله يدرك من الاجر والثواب. قال قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قال والحب هذا خامس ما تحيا به القلوب ان يعمر القلب بمحبة الله عز وجل. فالقلوب تحيا القلوب تستنير القلوب تضيء بمحبة الله عز وجل. وحب الله هو اصل الايمان وهو عمل القلب وبكمال الحب يكمل الايمان بكمال الحب تكمل العبادة وحقيقة محبة الله عز وجل هي ان يمتلئ قلب العبد حبا لله جل في علاه وانجذابا اليه وميلا اليه وارادة له فلا يكون في القلب محبوب سواه سبحانه وبحمده وهي اي المحبة هي التي خلق من اجلها الانسان وبها سعادته فعبادة الرحمن غاية حبه اي منتهى الحب مع ذل عابده هما قطبان وعليهما فلك العبادة دائر ما دار حتى قامت القضبان حتى قام الحب والتعظيم ولذلك جدير بالمؤمن ان يحقق هذا المعنى بان يخلص الله جل في علاه بالمحبة فمحبة الله من لوازم عبوديته تحقيق العبودية له فبقدر كمال الحب تكمل العبادة له جل في علاه. هذا هو السبب الخامس من اسباب صلاح القلب. طبعا السؤال كيف يحب العبد الله عز وجل تحب الله اذا عرفت ما له من كمال فاذا عرفت انه الرحمن الرحيم انه القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر انه الخالق البارئ المصور انه خالق السماوات والارض انه الذي لا تنفك من نعمه واحسانه انه الذي هو ارحم بك من نفسك ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما فهو ارحم بنا من انفسنا. كل هذا يقدح يبعث في القلب محبة الرب جل في علاه وبقدر علمك بكمالاته وجميل افعاله وعظيم احسانه يكون حبك له سبحانه وبحمده هذا خامس الاسباب التي تحيا بها القلوب. قال رحمه الله ومعرفة الشوق ومعرفة الشوق اليه انابة بايثار ذا دون المحبات فاحكما. بايثار ذا دون المحبات فاحكما ومؤثر محبوب سوى الله قلبه مريض على جرف من الموت والعمى. واعظم ان خفى موت قلبه يقول رحمه الله ومعرفة الشوق اليه انابة. معرفة الشوق الشوق الى الله عز وجل هو ثمرة محبته اذا احب العبد ربه اشتاق اليه اعظم ما في الدنيا من الاعمال الشوق الى الله واعظم ما في الاخرة من النعيم النظر الى وجهه الكريم نسأل الله ان ان يمن علينا بذلك. ولهذا جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في دعائه. اللهم انا نسألك اللذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. فالشوق الى الله تعالى هو ثمرة المحبة وهو من اسباب بحياة القلب فهذا هو السبب السادس من اسباب حياة القلوب والشوق هو حركة القلب وانجذابه الى ربه جل في علاه رغبة في لقائه ولذلك جاء في الحديث في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب لقاء الله احب الله لقاءه وحركة القلب في تعريف الشوق لان السير الى الله تعالى سير القلوب وليس سير الابدان فان السير الى الله تعالى انما يكون السيدة القلوب اليه جل في علاه فالشوق عمل قلبي وقد قيل باب الله لا يطرق بالاظافر يعني بالعمل والسعي البدني فقط بل بوجيف القلوب اي اضطرابها وحركتها وسيرها. قطع المسافة بالقلوب اليك لا بالسير فوق مقاعد الركبان فالمسافة الى الله عز وجل لا تقطع بسير الابدان والاقدام انما تقطع بسير القلوب ولهذا جاء في الحديث ذكر الشوق في ما يسأله المؤمن في هذه الدنيا لانه اعلى ما يكون من درجات المحبة. فانه اذا كمل حبه اشتاق الى ربه جل في في علاه يقول ومعرفة الشوق اليه ومعرفة الشوق اليه انابة انابة ومعرفة الشوق اليه انابة بايثار ذا دون المحبات فاعلما هذا بيان معيار صدق الشوق الى الله عز وجل ان يقدم محبته جل في علاه على سائر المحبوبات بذكر الانابة. قال الانابة فالانابة هي علامة الشوق وهي السبب السابع من اسباب حياة القلب. الانابة الى الله عز وجل والانابة ايها الاخوة هي الرجوع الى الله عز وجل بالطاعة والاحسان وحقيقة الانابة لزوم القلب طاعة الله تعالى مع محبته والاقبال عليه ان يلزم القلب طاعة الله بمحبته والاقبال عليه. المحبة عمل قلبي والاقبال عليه عمل بدني. بامتثال امره وترك ما نهى عنه وزجر سبحانه وبحمده فالانابة الانابة الى الله التي اثنى الله تعالى على اهلها بل امر الله تعالى بها في قوله وانيبوا الى ربكم واسلموا له الانابة لا تتحقق الا بمحبته والخضوع له والاقبال عليه والاعراض عما سواه. اربعة امور بها تتحقق الانابة الى الله. المحبة الخضوع الاقبال عليه الاعراض عن غيره بهذا يتحقق الانابة التي امر الله تعالى بها في قوله وانيبوا الى ربكم واسلموا له وهي مرتبة عالية في الطاعة والعبادة. وصف الله بها خليله فقال ان ابراهيم لحليم اواه ايش منيب فوصف بها ابراهيم عليه السلام والمنيب هو من لزم قلبه طاعة الله عز وجل. من لزم قلبه محبة الله عز وجل والاقبال عليه ايه؟ فالانابة علامة صحة الشوق يعني لو قال واحد انا لست مشتاق الى ربي احب ربي قيل له اين انابتك؟ فان كان صادق الانابة الى الله عز وجل كان صادقا في انابته الى الله والانابة من علامات الشوق وصحة الانابة ايثار محاب الله على ما على غيره وهذه من علامات الشوق الى الله وعلامة الانابة الصحيحة ان يؤثر العبد ما يحبه الله على ما يشتهيه و يميل اليه وهذا ثامن ما تحيا به القلوب وتستنير ان يقدم محبوبات الله على محبوبات نفسه ان يقدم ما يحبه الله على ما يحبه هو وهذا مما جعله النبي صلى الله عليه وسلم من اوثق عرى الايمان. فقد قال صلى الله عليه وسلم اوثق عرى الايمان اي اوثق اي اي اكدها في الدلالة على رسوخ الايمان وصدقه الحب في الله والبغض في الله وقد جاء في بيان ان المحبة الصادقة تقتضي ان يحب الله وان يحب ما يحبه الله وان يكره ويبغض ما يبغضه الله ويكرهه في حديث انس ابن مالك في قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كنا فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ان يحب الرجل لا يحبه الا لله ان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار بعد هذا قال طيب اذا حصل تقديم محبة غير الله على الله قال ومؤثر محبوب سوى الله قلبه مريض على جرف من الموت من الموت والعمى اذا اذا اختل هذا الميزان وهو تقديم محاب الله على محاب النفس فعند ذلك يظهر كذب حب الله عز وجل في قلب العبد. فان من قدم محاب نفسه ومشتهياتها على محاب الله عز وجل كان ذلك دليلا على عدم صدقه في محبته وبقدر ما يقدم المؤمن محاب الله على محاب نفسه يدرك بذلك صحة الايمان وصدقه لذلك قال الله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها ثمانية محبوبات ذكرها الله عز وجل ثمانية وهي اصول ما يحبه الناس ويتعلقون به ويقدمونه على محبة الله ورسوله. قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله احب اليكم من الله ورسوله واحب اليكم من طاعة الله وجهاد في سبيله. فتربصوا انتظروا تدرون ايش العقوبة فتربصوا حتى يأتي الله بامره ولا يتوعد الله بالعقوبة الا على معصية وعلى ذنب هذا يدل على ان ان هذه الاحوال تقديم هذه المحبوبات على محبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه الله ورسوله من الاعمال الصالحة دليل على ضعف الايمان ولهذا ايقول الناظم رحمه الله اه في في في اه في دلالة هذا على ظعف الايمان قال ومؤثر محبوب سوى الله قلبه مريظ فكل من قدم محبوبا غير الله على الله ورسوله وطاعة الله ورسوله فقلبه مريض ويوشك ان يفضي به الى الهلاك لذلك قال مريض على جرف اي على هاوية فالجرف هو ما يخشى معه السقوط والهوي على جرف من الموت والعمى يعني على مقاربة ان يصيبه موت القلب او يصيبه عمى القلب وكلاهما بلية لا نجاة منها الا بتسليم الله عز وجل ووقايته. فان موت القلب انطماس نوره وعماه عدم ابصاره وكلاهما يعمى به الانسان عن مواقع الهدى ويقع فيما هو لظى من عذاب معجل هوى غيركم نار تلظى ومحبس وحبكم الفردوس بل هو افسح. نعم. حب الله عز وجل هو جنة الدنيا ولذلك يقول الشاعر رحمه الله احبكم الفردوس او هو افسح اوسع فما يناله المؤمن بمحبة الله من الانشراح والبهجة والسعادة والسرور والاطمئنان لا يوازيه محبة من المحبوبات مهما كانت ولهذا مما يعين الانسان على ترك المعصية على تقديم محاب الله على محبوبات نفسه ان يوقن انه ان قدم محبوبات الله على محبوبات نفسه فسيعقبه الله في قلبه لذة تفوق اللذة التي سيدركها بمواقعة المحرم الله امر بغض البصر ووعد على ذلك اجرا ونعيما اعظم من نعيم اطلاق البصر ذلك ازكى لهم ازكى لهم الزكاة بهجة وسرور وانشراح وطمأنينة في القلب اذا قورنت لذة زكاء القلب بلذة النظر المحرم تلاشت تلك اللذة. لم يبقى مع لذة المحرم من لذة المحرم شيء. بل على العكس لذة المحرم تعقب حسرة وندامة وظلمة في القلب الم حجز النفس عن المحرم يعقب سرورا وبهجة لذلك قال صلى الله عليه وسلم حفت الجنة بايش بالمكاره عفت يعني احيطت فانت تقتحم هذه المكاره لتصل الى الجنة التي هي السعادة والطمأنينة والبهجة والسرور والنعيم في حين تماديك في المعصية يوقعك في الهلاك وحفت النار بايش الشهوات فدخولك فيما تشتهيه هو في النهاية يوصلك الى النار. النار ليست فقط هي النار التي تكون في الاخرة. بل ما يكون في قلب الانسان من الم المعصية واذى مخالفة امر الله والوحشة والظلمة الناتجة عن معصيته جل في علاه اعظم اعظم مما يدركه من ملذات هذه المشتهيات لهذا قال الشاعر هوى غيركم نار تلظى ومحبس احبكم الفردوس او هو افسح. نسأل الله السلامة والعافية