بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى في منظومته وفاقد ذا لا شك قد فمات قلبه او اعتل بالامراض كالرين والعمى. واية سقم في الجوارح منعها نقص ذلك مثلما وصحتها تدرى باتيال نفعها كنطق وبطش والتصرف والنمى وعين امتراض القلب فاقدوا الذي له اريد من الاخلاص والحب فاعلم ومعرفة الشوق اليه نآبة بايثار ذا دون المحبات فاحكما. ومؤسر محبوب اي والله قلبه مريض على جرف من الموت والعمى. طيب. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد كنا قد وقفنا على قوله رحمه الله وفاقد ذا لا شك قد قد مات قلبه والبيت الذي قبله قال فيه المؤلف عنوان اسعاد الفتى في حياته مع الله اقبال مع الله اقبالا عليه بعد هذا قال وفاقد ذا فاقد اي الذي عدم الشيء. فالفقد هو عدم الشيء بعد وجوده وبه نعلم ان الفقد اخص من العدم. لان العدم هو عدم الشيء اما الفقد فهو عدم بعد وجود وقول وفاقد ذا ذا اسم اشارة. وهو يشير بهذا الى ايش؟ الى الاقبال المصاحب للتعظيم. الذي هو عنوان السعادة فمن فقد تعظيم الله تعالى مات قلبه طيب التعظيم هل كان موجودا وفقده الانسان؟ نعم التعظيم فطر الله القلوب عليه. فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله لخلق الله اي لدينه. وهو ما ركزه في الفطر من عبوديته جل وعلا. يشهد لهذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل مولود يولد على الفطرة. فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسان والفطرة هي الاسلام وكذلك اوضح منه في الدلالة ما رواه الامام مسلم من حديث عياض ابن حمار ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى خلقت عبادي حنفاء. فاتتهم الشياطين فاجتالتهم. اي صرفتهم عن الهدى والحق فحرمت عليهم ما احلت لهم ما احللت لهم فحرمت عليهم ما احللت لهم. وهذا يدل على ان الاصل في النافلة في الفطرة وفي القلب المحبة والتعظيم رب العالمين ولهذا عبر عنه المؤلف بالفقر لانه غياب بعد وجود وعدم بعد ان كان وفاقد ذا لا شك قد مات قلبه. لا شك اي لا ريب ولا انفرى. فالشك هو التردد قد مات قلبه او اعتد او هنا ليست للشك. انما هي للتقسيم من فقد التعظيم اصيب باحد امرين اما موت القلب واما مرضه ولذلك يقول قد مات قلبه او اعتل بالامراض كالرين والعمى وموت القلب هو تعطله عما فيه النفع والخير لان الموت هو ذهاب قوة الشيء هو ذهاب قوة الشيخ الاصل هذا معناه في اللغة فالميم والواو والتاء اصل يدل على ذهاب القوة من الشيء وهو يضاف الى اشياء كثيرة وبمعاني عديدة فيضاف الى الارض كما قال الله تعالى احيا الارظ بعد موتها واعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها ويضاف الى البلد وسقناه الى بلد ميت ويضاف الى اشياء متنوعة وله معان مختلفة. وعليه فنفهم ان موت القلب ليس معناه عدم حركته ونبضه بل موت القلب هو تعطله عما فيه نفعه وخلوه مما خلق لاجله. هذا موت القلب تعطله عما فيه نفعه وخلوه مما خلق من اجله وهو قد خلق للعبودية وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فاذا خلا القلب من هذا المعنى مات ولذلك جاء في الصحيح بل في الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رظي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت. والذكر حياة القلب لانه يزيد من محبة الله تعالى وتعظيمه فاذا قل النصيب وغفل القلب عن ذكر الله كان ذلك من اسباب موته حتى اذا نسي ذكر الله بالكلية هلك. استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله اما مرض القلب طيب هل نسب الله تعالى الموتى للقلب في كتابه؟ الجواب لا ذكر الله تعالى مرض القلب وذكر قسوته وذكر اوصافا كثيرة للقلب لكنه ولم يذكر موته في كتاب الله انما جاء ذكر موت القلب في كتاب الله تعالى بالاشارة وليس بالتصريح وذلك في قول الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ثم قال بعد ان ذكر هذه الاية التي عاتب فيها المؤمنين على تأخرهم في حصول الخشية والخشوع لله جل وعلا قال واعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها وفي هذا كما قال ابن كثير وجماعة من اهل التفسير اشارة الى ان الله تعالى يحيي القلوب بعد كقسوتها وموتها كما يحيي الارض. بعد موتها وجذبها فهذا اشارة الى موت القلب وليس نصا وذكر جماعة من اهل العلم ان الله لم ينسب الموت للقلب في كتابه لان انه جل وعلا فتح الباب لعباده ان يعودوا اليه ويرجعوا. اذ لو وصف القلب بالموت لايس صاحبه من الحياة ولكن الله تعالى وصفه بالقسوة والمرض ولم يصفه ولم ينسب اليه الموت تحسن لعباده ان يعتنوا بقلوبهم وان يصلحوها قال المؤلف رحمه الله قد مات قلبه او اعتل. اعتل اي مرض. من العلة والمرض ضد الصحة وهو العلة والاصل في العلل اطلاقها على ما يصيب البدن مما يخرجه عن صحته. لكن ايضا المرظ يضاف الى القلب وهو ان يصيب انه ما يخرجه عن كماله واستقامته فالمرض القلبي هو ما يخرج به القلب عن الصحة والاستقامة والسلامة وقد ذكر الله تعالى مرض القلب في كتابه في مواضع وهو على انواع فذكر الشك ووصفه بمرض يعني اطلق مرظ القلب على الشك. قال الله تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرظا في المنافقين وهذا مرض الشك والريبة وذكر مرظ القلب ايظا في مرض الشهوة والفجور فقال تعالى ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض. علم من هذا ان امراظ القلوب انواع واشكال وهي في الجملة تنقسم الى قسمين. امراض شهوات وامراض شبهات امراض شبهات وامراض شهوات وايهما اخطر وافتك؟ لا شك انه ما يتعلق بمرض الشبهة. لان اثره اعظم من مرض الشهوة وكلاهما خطر على القلب ثم بعد ان بين المؤلف ان فقد تعظيم الله تعالى سبب لموت القلب وسبب او سبب لمرضه ذكر انواع من البلايا التي تصيب القلب. فذكر الريب والعمى فقال شرين والعمى والريب مأخوذ من قول الله جل وعلا ويل للمكذبين. الذين يكذبون بيوم الدين. وما يكذب به الا كل معتد اثيم اذا تتلى عليه اياتنا قال اساطير الاولين ثم قال كلا بل على قلوبهم ما كانوا يكسبون. واتيت بالايات من اولها لبيان ان الرين ان الرين موت للقلب لان الله نسبه الى اهل الكفر المكذبين. فهو من اغلب الطبقات التي تغشى القلب والطبقات التي تغشى القلب درجات اشدها الريب الذي نسبه الله تعالى للكافرين هناك طبقات تغشى قلوب المؤمنين. منها الغيب. الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح الامام مسلم انه ليغان على قلبي. واني لاستغفر الله مئة مرة وهذا يدل على انه تصيب قلب المؤمن طبقة تحجب عنه كمال الاطمئنان والانشراح سعادة وهي طبقة الغيب وهي ارق الطبقات التي تغشى القلب الغيب ارق الطبقات التي تغشى القلب. والرين اغلظ الطبقات التي تغشى القلب. وبينهما طباق وما الذي يكون هذه الطبقات المعاصي بشتى صنوفها. ترك الواجبات وفعل المحرمات. والغفلة وهي اعظم ما يصيب القلب بالطبقات التي تحجب عنه الخير والبر والسلامة والحياة ثم ذكر المؤلف رحمه الله صورة اخرى من صور الامراض التي تصيب القلب العمى. وقد اضاف الله تعالى العمى الى القلب فقال تعالى فلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان افلم يسيروا في الارض فتكون لهم؟ قلوب يعقلون بها. او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار. ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فاظاف العمى الى القلب بعد ان نفى ان يكون العمى هو عمى البصر. يعني العمى الذي تحصل به المضرة الفادحة. والكارثة الكبرى هو ما القلوب لا عمى الابصار يقول رحمه الله او اعتل بالامراض كالرين والعمى. وفيه ان ترك التعظيم سبب للهلاك فقط بقدر ما ينقص تعظيمك لله تعالى بقدر ما ينقص اجلالك لله سبحانه وبحمده تنطمس قلبك ويبلى بموت او مرض. وذكر المؤلف نماذج من الامراض ولم يستوعب ثم قال رحمه الله في بيان مرض القلب كيف يكون؟ القلب مريضا مثل في تعريف المرظ بما يذيك الانسان في الاشياء المشاهدة مرظ القلب مرظ او معنوي مرض معنوي. ادراك المعاني او الامور المعنوية من المناسب لتقريب في تقريبها للذهن ان تمثل بما يشبهها من المعاني الحسية امراض الابدان كل الناس يعرفونه. فالمشلول يشاهد. من فيه حرارة يشاهد. من فيه مرض في جلده او في بدنه يشاهد. ولذلك قال المؤلف في تعريف مرض القلب وتقريبه قال واية سقم في الجوارح منعها منافعها او نقص ذلك مثلنا. هذه علامة اية يعني علامة السقم يعني المرض في الجوارح يعني في البدن. منعها هو على صورتين. منعها منافعها هذي الصورة وهو اعلى ما يكون من الامراظ ان ان تتعطل الجارحة عن النفع فمثلا اذا اصاب اليد شلل هذا مرض او ليس مرضا؟ اذا اصيبت اليد بالشلل مرض او ليس مرضا هذا المرض يمنعها منافعها بالكلية او ينقص. لا يمنعها بالكلية لا تتحرك مشلولة. لكن لو ان اليد كسرت مثلا من المرفق واصبحت حركتها ضعيفة ولا يستطيع ان ان ينتفع بها انتفاع كامل هنا المنفعة نقصت او زالت نقصت هذا مرض او ليس مرضا ها يا اخواني هذا مرض اذا اية الامراظ في الابدان هي ان تتعطل منافعها او ان تنقص كذلك امراظ القلوب ولذلك يقول المؤلف واية سقم في الجوارح منعها منافعها. او نقص ذلك مثل ما اي مثل ما تمنع فمثل ما يعني مثل الذي تقدم في المنع ثم لما ذكر المرض ذكر علامة الصحة فقال وصحتها تدرى باتيانها وصحتها تدرى باتيان لا لنفعها اي تعلم صحة الابدان بتحقق المنفعة منها. فصحة اللسان ايش؟ النطق ولذلك قال كنطق وبطش والتصرف والنماء النطق للسان والبطش اي الحركة والذهاب والاياب ليس المقصود بالبطش الغاء الغشم والظلم المقصود بالبطش الحركة والانتفاع لسائر صنوفها كنطق وبطش والتصرف اي عمل ما ينشأ الانسان بهذه الجوارح. قال وانما يعني الزيادة. فان هذا علامة نفعها وعلامة صحتها ان تؤتى ان تأتي بمنافعها. ثم رجع المؤلف الى مقصوده وهو ذكر ما هي امراض القلوب؟ ما حقيقة مرض القلب؟ قال رحمه الله وعين تراض القلب. بعد ان ذكر المثال المشاهد والامر الحسي انتقل الى بيان المعنى المعنوي وهو مرض القلب. قال رحمه الله وعين امتراض القلب فقد الذي له اريد من الذي له اريد من الاخلاص والحب فاعلما هذا تعريف المؤلف امراض القلوب هذا تعريف جامع فمرظ القلب هو فقده لما خلق من اجله. وهو قد خلق لاجل تحقيق العبودية لله تعالى وهذا كله استطراد في السبب الثاني من اسباب حياة القلب. ما هو السبب الثاني من اسباب حياة القلب؟ اللي ذكره المؤلف تعظيم الله جل وعلا المؤلف ذكر سببين. السبب الاول تدبر الكتاب والسنة والسبب الثاني الاقبال على الله تعالى بالتعظيم. ثم ذكر اثار فقد التعظيم من الموت والحياة وبعد من الموت والمرض ثم بعد ذلك عرف المرض وبين هذا المرض حتى يدركه الانسان لانه لانه الواحد قد يقول ما معنى مرض القلب؟ هذا قلبه قوي كقول بعض آآ الكافرين في آآ بعض ما حرم عليهما ها انا اشرب الخمر واكل الخنزير وبدن هي اقوى من ابدانكم. قاله بعضهم. لكن هذا غفل عن ايش؟ عن ما تسببه تلك الافات من مرض اعظم من مرض البدن وهو مرض القلب. ثم بعد هذا ذكر المؤلف رحمه الله السبب الثالث من اسباب حياة القلب وصلاحه وهو محبة الله تعالى فقال ومعرفة الشوق اليه انابته بايثار ذا دون المحبات تحكما ومؤثر محبوب سوى الله قلبه مريض على جرف من الموت والعمى هذا هو السبب الثالث من اسباب حياة القلب الذي ذكره المؤلف رحمه الله في هذا النظم وهو محبة الله تعالى ومحبة الله تعالى لها شأن عظيم ومنزلة كبرى وهو سر العبودية. الله جل وعلا ذكر فيما ذكر من صور الشرك في اول سورة المحبة. قال ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبون كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله فالمحبة محبة الله تعالى هي مفتاح العبودية. بقدر ما مع العبد من محبة الله بقدر ما يكون معه من العبودية زاد في المحبة زاد تحقيق العبودية. نقص في المحبة نقص في تحقيق العبودية ولاجل ان تتأكد من هذا المعنى استمع الى ما في الصحيحين من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ثلاث من ثلاث منكن فيه وجد بهن حلاوة الايمان طعمه ذاق. هذا الطعم لا يذاق باللسان لكنه يذاق بالقلب انشراح وطمأنينة ولذة وبهجة ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. هذي الاولى الخصلة الاولى من الثلاث. الثانية ان يحب الرجل لا يحبه الا لله هذا فرع عن الاول. لانك تحب الله تحب من يحبهم الله. الثالث ان يكره ان يعود في الكفر بعد اذ انقذه الله منه كما يكره ان يعود في الكفر وهذا من تمام المحبة ان تكره ما الله فدارت هذه الخصال كلها على راحة واحدة وهي محبة الله جل وعلا وبه يتبين شريف هذا المقام وعلو هذه المنزلة وانها منزلة عليا كبرى لمن تحققت له. نسأل الله ان يرزقنا محبته وان يحشرنا في زمرة اولياءه وان يعمر قلوبنا بمحبته وتعظيمه. ونكمل هذا ان شاء الله تعالى في الدرس القادم. والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا