ذكرنا القراءة قراءة ذكرنا قيام الليل وتلاوة القرآن ومدارسته هذا العمل الثاني العمل الثالث كثرة الدعاء لا سيما قول اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا واما العمل الرابع فهو الاحسان الى الخلق نقرأ شيئا من احاديث المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ثم نستمع الى ما جاء من اسئلتكم. اللي عنده سؤال يبعث به للاخ ونجيبه ان شاء الله الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللسامعين والمستمعين ولجميع المسلمين الاحياء منهم الميتين. قال الامام محمد ابن ابن المغيرة البخاري رحمه الله ورضي عنه. باب العمل في العشر الاواخر من رمضان. روى البخاري بإسناده عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر شد مئزره بكل اوجه الاحسان هذا مما يشغل به هذا الزمان. وقد تضمن هذا الحديث اشارة الى ذلك فان النبي صلى الله عليه وسلم وصفت عائشة عمله فقالت كان اذا دخل العشر يا ليله وايقظ اهله الحمد لله رب العالمين. يقول البخاري رحمه الله باب العمل في العشر الاواخر من رمضان اي ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من العمل والاجتهاد في الطاعة في العشر الاواخر من رمضان ذكر في ذلك ما باسناده ما رواه عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل العشر اذا دخل العشر والمقصود بالعشر العشر الاواخر من رمضان وقوله كان النبي يدل على الدوام والاستمرار والملازمة وهذا في كل ما جاء فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم بانه كان يفعل امرا لا تستعمل هذه الصيغة فيما فعله مرة ثم تركه بل لا يكون هذا الا في ما دام عليه واستمر عليه حاله صلى الله عليه وسلم. كان اذا دخل العشر العشر الاواخر من رمظان شد مئزره. شد مئزره المئزر هو ما يستر به اسفل البدن المأزر هو ما يستر به اسفل البدن. ومعنى شد مئزرة اي انه اعتزل النساء هكذا قال بعض اهل العلم وذلك انه كان يعتكف العشر الاواخر وقد قال الله جل وعلا ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد قول شد المأزر كناية عن تجنب النساء وعدم الاستمتاع بهن وقيل بل ان شد المأزر المراد به هنا الاجتهاد والجد في الطاعة والعبادة لان من اراد ان يتكلف عملا يحتاج الى مثابرة ومجاهدة شد على وسطه شيئا وقد شد رسول الله صلى الله عليه وسلم مأزرة ليستعين بذلك على طاعة الله. اي التفسيرين اقرب للواقع؟ الذي يظهر والله تعالى اعلم في مقصود عائشة في وصف حال النبي صلى الله عليه وسلم في قولها اذا دخل العشر شد مئزره اي انه يجد في الطاعة ويربط على وسطه ما يستعين به على العبادة والقيام. اما ما يتعلق باعتزال النساء فان اعتزال النساء كان معلوما لانه كان لان النبي صلى الله عليه وسلم معتكف والمعتكف ممنوع من الاستمتاع بالنساء فلو كان غير معتكف لقلنا انه يحتمل هذا المعنى ان قولها شد مجزرة اي انه صلى الله عليه وسلم اعتزل النساء لكن هذا مفهوم من اعتكافه. فعلم من قوله اشد انه كان صلى الله عليه وسلم اذا دخل عشر شد مئزرة اجتهد في الطاعة واستعان على ذلك بربط شيء على وسطه يستطيع يستعين به على طاعة الله عز وجل وهذا يبين لنا عظيم اجتهاده صلى الله عليه وسلم. وانه كان يبذل السبب في تحقيق طاعة الله عز وجل والجد في هذه الليالي قالت رضي الله تعالى عنها واحيا ليلة احيا ليلة اي انه لم ينم منه شيئا هذا معنى احيا ليلة لكن والاحياء هنا ليس فقط ترك النوم في الليل بل عمارة الليل بما يحيا به الليل وانما يحيا الليل بطاعة الله عز وجل قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم وانما دعانا الله عز وجل ودعانا رسوله صلى الله عليه وسلم الى طاعة الله عز وجل فمعنى قولها احيا ليله اي انه عمر الليل بطاعة الله عمر الليل بطاعة الله ولم تبين عائشة رضي الله تعالى عنها في هذا الحديث بماذا كان يشغل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليال عشر من الاعمال لكن هذا يستفاد ويتضح من بقية احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي نقلها عنه اصحابه. وقد كان يحيي ليله صلى الله عليه وسلم بامور اول ذلك القيام فانه صلى الله عليه وسلم كان يقيم العشر الاواخر من رمضان طلبا وتحريا لليلة القدر ويزيد على ما كان عليه قبل ذلك فانه كان يقيم رمظان كله صلى الله عليه وسلم. لكن في العشر كان يزيد في قيام الليل رغبة في بما عند الله عز وجل وحرصا على ادراك ليلة القدر. جاء وصف ذلك فيما رواه ابو داوود في سننه من حديث ابي ذر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسابعة تبقى يعني في ليلة ثلاثة وعشرين فقام مساء ثلث الليل ثم صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خامسة تبقى اي في ليلة خمس وعشرين فصلى بنا الى شطر الليل فقال بعض اصحابه هلا نفلتنا بقية ليلتنا يعني هلا اكملت بنا بقية الليل قياما فقال صلى الله عليه وسلم من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لما كانت ليلة لثالثة تبقى ليلة سبع وعشرين قام صلى الله عليه وسلم باصحابه وجد في قيامه حتى انهم خشوا ان لا يدركوا السحور من طول قيامه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وهذا يدل على انه كلما مضى الوقت زاد في الجد زاد في اجتهاد زاد في الرغبة فيما عند الله عز وجل وهذا ابرز ما كان يحيي به ليله صلى الله عليه وسلم. لكن هل يقتصر هذا على هذا النمط من العمل؟ الجواب لا لم يكن فقط مقصورا على القيام بل كان يقرأ القرآن ويدارسه جبريل يعارضه جبريل ومدارسة القرآن انوار منها ما يتعلق باللفظ ومنها ما يتعلق بالمعنى تعليقنا على اية سمعناها في الصلاة وبيان معناها هذا من مدارسة القرآن الذي نتأسى فيه بالنبي صلى الله عليه وسلم فنسأل الله ان يتبعنا اثاره وان يحشرنا في زمرته وان يوردنا حوضه وان يجعلنا من مرافقيه في الفردوس انه على ذلك قدير وهو المتفضل بالعمل المتفضل بالقبول. اذا يا اخواني ثاني ما كان يعمله النبي صلى الله عليه وسلم في العشر وفي ليالي رمضان على وجه العموم كان يدارس جبريل القرآن ومعنى هذا انه كان يقرأ القرآن وكان يختمه صلى الله عليه وسلم في كل عام مرة مع جبريل معارضة وفي العام الذي قبض فيه عارضه صلى الله عليه وسلم مرتين. هذا ثاني الاعمال التي تملى بها هذه الليالي المباركة ثالث الاعمال التي تعمر بها ليالي العشر الاجتهاد في الدعاء الاكثار من الدعاء وذاك ان الدعاء في هذه الليالي له منزلة عند الله عز وجل فهو حري بالقبول. جاء في الترمذي والمسند وغيرهما من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت يا رسول الله ارأيت ان علمت اي ليلة ليلة القدر ماذا اقول؟ يعني لو علمت برؤية علمت باخبارك. علمت بطريقة من الطرق او سبب من الاسباب اي ليلة ليلة القدر. ماذا اقول؟ قال لها النبي صلى الله عليه وسلم قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني وهذا فيه فضيلة الدعاء. وان افضل ما يعمر به المؤمن هذا الوقت من الادعية ان يردد اللهم ان انك عفو تحب العفو فاعف عني. يجتهد في تكرار ذلك. ومعنى اللهم انك عفو اي انك تتجاوز الخطأ عن الخطايا وتمحو السيئات فالعفو يتضمن معنيين المعنى الاول التجاوز عن الخطايا بمغفرتها والصفح عنها. والامر الثاني الستر لها وعدم الخزي والفظيحة بها فلما تقول اللهم انك عفو اي انك تغفر الذنب اللهم انك عفو اي انك تستره تحب العفو اي تحب التجاوز والصفح وتحب الستر فالله ستير يحب الستر ولذلك جاء عن النبي الله عليه وسلم انه قال من ستر مسلما في الدنيا ستره الله تعالى يوم القيامة. ستره الله تعالى يوم القيامة. والستر من من اعظم ما تهفو اليه النفوس يعني ارأيتم يا اخوان لو ان احدا وقع في خطأ وعاقبه معاقب فقال له سانزل عليك العقوبة الفلانية ولكني ساكتم ذلك عن الناس الم يكن محسنا اليه بانه عاقبه ولم يفضحه اليس كذلك فاذا جمع الى الستر وعدم الاعلان عن الخطأ بالتجاوز والصفح يكون ذلك فظلا الى فظل يكون ذلك خيرا الى خير يكون ذلك احسانا الى احسان فقولك اللهم انت اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا اي تتوسل له باسمه وبفعله توسلت له باسم اللهم انك عفو فهو العفو جل وعلا وتوسلت اليه بفعله وهو انه يحب العفو فتوسلت له بوسيلتين بالاسم او الوصف وبالفعل وهو انه يحب العفو جل وعلا. ثم قدمت المسألة فاعف عنا او فاعف عني اي تجاوز عن خطئي واغفره يا رب. هذا معنى واستره يا رب. تجاوز عنه بالمغفرة واستره عن العباد وبالتأكيد ان اجتماع هذين الى العبد يحقق له ما يؤمل من الانشراح ما يؤمل من الخير ان يسترك الله ان يتجاوز عن خطأك وان يسترك فلا يفظحك بين الخلق. ارأيتم لو ان الله عفى عن العبد لكن فظحه بين الناس يوم القيامة وقال هذا العبد زنا هذا العبد سرق هذا العبد كذب هذا العبد اغتاب هذا العبد متكبر هذا العبد حسود ولكني صفحت عنه وتجاوزت عن خطأه. اليس في ذلك من قصح على الرجل؟ بلى والله. لكن من فضل الكريم المنان جل في علاه ان يجمع لك الفضلين يتجاوز عنك ويسترك ويستر خطاياك فلا يكون اظهار لما يكون من الخطأ ولذلك لنجد في سؤال الله عز وجل من فضله اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا. هذا ثالث الاعمال التي تملأ بها هذه الليالي المباركة شد مئزره واحيا ليلة ثم قال وايقظ اهله ايقظ اهله هذا من الاحسان الى الخلق ايقظ اهله يعني انه اعانهم حثهم وترغيبهم على استغلال هذه الليالي المباركة بالعمل الصالح واهله هنا يشمل كل من للانسان عليه ولاية من ولد وزوج قريب والد اذا كان يؤثر عليه ويقبل منه فيشمل كل من لهم اهل كل من لهم كل من هم لك اهل كل من لك كل من هم لك اهل من ولد ووالد وزوجة وغير ذلك ممن هم تحت يدك حتى الخدم فايقظهم وحثهم على الخير فهم من اهلك بالنظر الى انهم يطيفون بك ويعيشون معك. كل هؤلاء حثهم ورغبهم وهذا من اوجه الاحسان الذي تملأ به هذه الليالي وقد جاء ما هو صريح في ان الاحسان من الاعمال الصالحة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملأ بها هذه الليالي ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه كل ليلة يدارسه القرآن. ثم يقول ابن عباس معلقا على تأثير اللقاء بجبريل وهو من الصالحين وتأثير الاجتماع على القرآن وهو خير ما تجتمع عليه القلوب قال فلرسول الله اجود بالخير من الريح المرسلة يعني في ذلك الوقت بعد هذا الاجتماع وهذا التأثير رسول الله اجود بالخير من الريح المرسلة التي تأتي بالغيث وتأتي بالمطر وتأتي بما تهفو اليه النفوس وتحبه من كل ما تشتهيه في نعيم الارض وصلاحها فلرسول الله اجود بالخير من الريح المرسلة. وهذا يشمل الجود المالي والجود المعنوي وليس فقط الجود المالي بل الجود المالي والجود المعنوي ومنه ما جاء في خبر عائشة رضي الله تعالى عنها انها قالت وايقظ اهله. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد. فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم على عظيم قدره وسمو منزلته وان الله حط عنه الاوزار والخطايا. انها فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما غفر الله له سالف الذنب ولاحقه صلى الله عليه وسلم وقد عصمه من كبائر الذنوب وعظائم الاثم مع ذلك كان لنفحات ربه فيطلب ليلة القدر ليتحقق له من قام ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه الله اكبر هذا في غاية تحقيق العبودية لله. غاية الجود في معاملة الرب سبحانه وبحمده. ان تعامله بهذا النحو من المعاملة التي تظهر بها افتقارك اليه. وشكرك له جل في علاه. ولذلك لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم عن هذا القيام الذي كان يقيم حتى تتورم قدماه. قال افلا اكون عبدا شكورا. ان من شكر الله ان تكون له عبدا ان من شكر الله ان تتعرض لنفحاته وعطاياه وهباته وهذا ما كان عليه عمل النبي صلى الله عليه وسلم. وفيه من الفوائد ان العشر لها ميزة على سائر ليالي رمضان الاجتهاد والبذل والتقرب الى الله والاستعانة بكل ما يعينك على طاعة الله عز وجل. وان وفيه من الفوائد ان الانسان يتخذ من الاسباب ما يحصل له به اعانة على الطاعة. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يشد مئزره استعانة بذلك على قيام الليل التقرب لله تعالى بالطاعات. وفيه ان سهر الليل بطاعة الله عز وجل في هذه الليالي مشروع وهو من القربات ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحيي هذه الليالي كما دلت كما دل عليه حديث عائشة. وفيه من الفوائد ولنتنبه لهذه الفائدة ان اشتغال الانسان بالطاعة لا ينبغي ان يشغله عن من هم تحت يده. من اهل وذرية وازواج. وسائر من؟ لك عليهم ولاية. فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. بعض الناس ما يبالي يقول اهم شي انا اصلح وبعد ذلك لا يهم وهذا خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو اضاعة للامانة. الله تعالى يقول ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها. ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة. ويقول الله وعلا وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى فما تقدم هو من خصال التقوى امرك اهلك وصبرك على عليهم في الامر بالصلاة هو من التقوى التي ترجى عاقبتها. فمن فوائد الحديث ان رسول الله على عظيم اشتغاله بالعبادة والطاعة لم يشغله ذلك عن ان اهله وان يأمرهم بالطاعة وان يوقظهم ليأخذوا من هذا الخير والبر والاحسان الذي يفيض الله تعالى به على عباده في هذه الليالي نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يتفضل علينا بقيام ليلة القدر اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر اللهم وحط عنها وحط طعنا بها الوزر يا ذا الجلال والاكرام. وفقنا الى ما تحب وترضى فيها من العمل. واجعلنا من اسعد عبادك بك. ومن اوفر نعم. ومن اوفر نصيبا بفضلك واحسانك. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم انك عفو تحب العفو فاعفو عنا يا كريم