ردة وانه كفر واما الجحود فالجحود هو احد ذلك الذي ينتقل بالانسان من الايمان الى الكفر بعد ذلك عاد المصنف رحمه الله الى تقرير ما هو الايمان فقال رحمه الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد وكنا قد وقفنا عند قول المصنف رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه القراءة هذا قرأته طيب قول المصنف رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه هذه المسألة تتمة ما تقدم من مسائل الاسماء والاحكام وهي من صلة مبحث الايمان وحقيقته وسيأتي مزيد بيان وايظاح وتفصيل للايمان وحقيقته في كلام المصنف رحمه الله بعد الفراغ من هذا المقطع يقول رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان والمقصود بالعبد هنا المؤمن الذي ثبت له وصف الايمان الانسان لا ينتقل عن الايمان الى الكفر الا بانكار الاقرار بما يدخله في الايمان فكل ما يدخل في الايمان انكاره كفر مثال ذلك وجوب الصلاة وجوب تحريم الخمر ونحو ذلك من جحود كل ما هو معلوم من الدين بالظرورة فلا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه اصل ذلك ورأسه التوحيد لكن يلحق به كل ما هو معلوم من الدين بالضرورة فقوله رحمه الله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه اي ما يدخل به في الايمان وهو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ويلحق بهذا جحود كل ما هو معلوم من الدين بالضرورة فجحود ما هو معلوم من الدين بالظرورة كله يخرج على الايمان وسيأتي مزيد بيان في قوله المصنف رحمه الله في مسألة الايمان والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان والجحود يناقض الاقرار وينقض الايمان الذي في القلوب وقوله ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله في حصر لما يخرج لما يخرج به العبد عن وصف الايمان وفي هذا الحصر نظر بين حيث جعل المصنف رحمه الله الناقل عن الايمان هو الجحود فقط ومعلوم ان ذلك غير صحيح فالخروج عن الايمان يكون بالجحود ويكون بغيره وقد ذكر المصنف رحمه الله التكفير بالاستحلال بما تقدم فقال ولا نكفر احدا من اهل القبلة بذنب الا ما لم يستحله وجعلنا استحلال ناقلا عن الايمان وهذا ينقض هذا الحصر الذي ذكره المصنف رحمه الله في قوله ولا يخلو العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه ويمكن ان يقال انه اذا استحل ما حرم الله تعالى فانه جحد فلا يكون ثمة تناقض بين كلام المصنف رحمه الله لكن في كل الاحوال الايمان ينتقض ويخرج العبد عن حدوده بامور عديدة فالاجماع منعقد على حصول الكفر والانتقال عن الايمان بامور عديدة غير الجحود كما ان من الاعمى كالشك مثلا والارتياب وهذا محل اتفاق وكذلك بعظ الاعمال منها ما يكون كفرا وليست جحودا بالاتفاق كالاستهزاء بايات الله فالاتفاق منعقد على ان الاستهزاء بايات الله كفر وان كانت ليست جحودا كذلك سب الله وسب رسوله هذه كلها ليست جحودا وهي مما ينقل عن الايمان كلام مصنف رحمه الله هنا يحتاج الى شيء من التحرير والذي يظهر انه يخرج العبد من الايمان بكل ما جاء في النص انه ينقل صاحبه من الايمان الى الكفر ليشمل كل ما دلت النصوص على انه نعم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فاللهم اغفر لنا ولشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق. والايمان واحد واهله في اصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى لازمت الاولى وملازمة الاولى والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن واكرمهم عند الله اطوعهم واتبعهم للقرآن والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى. ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله نصدقهم كلهم على ما جاءوا به. واهل الكبائر من امة محمد صلى الله هذا ما يتصل بما ذكره المصنف رحمه الله من مسائل الايمان آآ المؤلف رحمه الله من المؤاخذات التي وردت على هذه العقيدة عدم الترتيب والتكرار فتجده تجده يقدم ما حقه التأخير ويؤخر ما حقه التقديم تجده يذكر المسألة بعدة مواضع من كتابه اه بقريب مما ذكرها في المواضع الاخرى وهذا في التأليف الكتابة قد يؤدي الى شيء من التشويش على القارئ فلو جمع كل مسائل باب او اصل من اصول الاعتقاد في موضع لكان ذلك اجمع وافظل من ذلك الايمان فقد تقدم الحديث عن الايمان في ما سبق وهو الان يكرر لكنه يذكر امورا زائدة تتعلق بالايمان منها تعريف الايمان المصنف رحمه الله قال والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان هذا تعريف الايمان الذي ذكره المؤلف رحمه الله بين حقيقة الايمان بهذه العبارة فقال فقال الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان والايمان من حيث اللغة اكثر اهل العلم على انه التصديق هذا الذي عليه اكثر اهل اللغة وقيل هو الاقرار وهو مأخوذ من الامانة لان اصله في القلب وهو سر بين العبد وبين ربه جل في علاه لا يطلع عليه احد قيل ان الايمان تصديق خاص وهذا ليخرج عن ما ذكره اكثر الاصوليين من اطلاق الايمان في مقابل التصديق اذا التصديق ثمة ثلاث طرق في تعريفه ان الايمان والتصديق ان الايمان تصديق خاص ان الايمان هو الاقرار هذا في اللغة واما في الاصطلاح فقد عرفه المؤلف بقوله الاصطلاح المقصود بالإصطلاح يعني في الكتاب والسنة الإيمان الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وامر الله تعالى به الأولين والآخرين قال هو الإقرار لساني والتصديق بالجنان فجعل حقيقة الايمان دائرة على امرين الامر الاول الاقرار باللسان والثاني التصديق بالجلال وقوله رحمه الله والايمان هو الاقرار باللسان. اي ان حقيقة الايمان اثبات ما يجب اثباته مما جاءت به النصوص باللسان نطقا واظهارا ولذلك كان الايمان لا يتحقق الا بالشهادة فيشمل النطق بالشهادتين قوله رحمه الله هو الاقرار باللسان يشمل النطق بالشهادتين وهما اول واجبين على المكلف وكذلك الاقرار ببقية اصول الايمان من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وكل ما يجب الايمان به هذا الاقرار باللسان اما الامر الثاني الذي بين به المؤلف حقيقة الايمان او عرف به حقيقة الايمان قال والتصديق بالجنال اي من حقيقة الايمان قبول ذلك الذي نطق به بلسانه قبول ذلك بقلبه فالجنان مشتق من جنة وهي كلمة تدل على الخفاء والاستتار ولم يذكر المؤلف رحمه الله في تعريف الايمان العمل بل اقتصر على قول اللسان وتصديق القلب وقد جرى المؤلف في تعريف الايمان هنا على ما اشتهر عن ملجأة الفقهاء عن ابي حنيفة رحمه الله واصحابه حيث انهم اخرجوا عن الايمان مسمى العمل فاخرجوا العمل عن مسمى الايمان خلافا لمعانيه علماء الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن بعدهم فانه قد حكى الاجماع على ان الايمان قول وعمل جماعات من اهل العلم يقول ابن عبد البر رحمه الله اجمع اهل الفقه والحديث على ان الايمان قول وعمل ولا عمل الا بنية الا ما ذكر عن ابي حنيفة واصحابه فانهم ذهبوا الى ان الطاعات لا تسمى ايمانا يعني الاعمال وكان الشافعي رحمه الله يقول وكان الاجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركنا ان الايمان قول وعمل ونية لا يجزئ واحد من هذه الثلاثة عن الاخر فنقل الاجماع الشافعي رحمه الله عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم ممن ادركهم من علماء الاسلام ان الايمان قول وعمل ونية وانه لا يجزئ واحد من هذه الامور عن الاخر هذه الامور الثلاثة على الاخر قد قال وقد قال الامام البخاري رحمه الله وهو من علماء القرن الثالث الهجري لقيت اكثر من الف رجل من علماء الامصار فما رأيت احدا منهم يختلف في ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص والقول باخراج العمل عن مسمى الايمان كما جرى عليه المصنف في التعريف قول مرجعة الفقهاء وهم جماعة من الفقهاء في الكوفة خالفوا الجماعة في حقيقة الايمان وكان اول من تكلم في هذا رجل يقال له ذر ابن عبد الله الهمداني وهذا غفر الله له لم يكن عالما بل كان من العباد منه ذر ابن عبد الله الهمداني اول من تكلم في حقيقة الايمان على خلاف ما عليه اهل السنة من مرجئة الفقهاء ذر بن عبدالله الهمداني وكان من العباد وقد سئل الامام احمد رحمه الله عن اول من تكلم في الايمان فقال يقولون اول من اول من تكلم فيه الذر وقد مات قبل المئة وقيل ان اول من احدث هذا القول حماد بن ابي سليمان شيخ ابي حنيفة رحم الله الجميع وغفر له وتبع له ذلك وتبعه على ذلك اهل الكوفة وكان من تلاميذ النخعي وقد اغلظ النخعي عليه القول حيث نقل عنه انه قال لا تدعوا هذا الملعون يدخل عليه يريد حماد ابن ابي سليمان هذا النخعي شيخ حماد بن ابي سليمان يعني حمد بن ابي سليمان حين تكلم في الارجاء. والذي يظهر ان حماد بن ابي سليمان هو الذي اشهر هذا القول واظهره ولذلك نسب اليه وكان قد اخذه عن ذر ابن عبد الله الهمداني وكلاهما في الكوفة وعن حماد اخذ ابو حنيفة رحمه الله هذا القول ولذلك انتشر هذا القول في فقهاء الحنفية وجرى عليه الطحاوي في هذه العقيدة حيث قال والايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان ومعلوم ان الايمان اسم شرعي جاء في الكتاب وفي السنة وتكلم به الصحابة رضي الله عنهم فلا يجوز ان يؤخذ معنى الايمان من غير الكتاب والسنة وما فهمه الصحابة رضي الله عنهم وقد دلت النصوص في الكتاب وفي السنة على ان الايمان عقد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح حقد القلب وقول اللسان وعمل الجوارح وعلى هذا جرى علماء الامة كما نقل الاتفاق على ذلك الشافعي والبخاري وابن عبدالبر وغيرهم من علماء الاسلام ومن اظهر ذلك من اظهر الادلة ذلك ادلة هذا القول وهو ان الايمان يكون في القول والعمل قول الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين خلفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة احتج بهذه الشافعي احتج بهذه الاية الشافعي رحمه الله على من قال ان الايمان قول باللسان وتصديق بالجنان. قال ليس عليهم احج من هذه الاية. فالدين عقد بالاخلاص لله وقول وعمل بالصلاة والزكاة قد استدل الاوزاعي رحمه الله على ان الدين قول وعمل بقول الله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين قال ابن رجب رحمه الله في بيان وجه الدلالة من الاية قال والدين هو الاسلام كما صرح به في مواضع اخرى واذا اطلق الاسلام دخل فيه الايمان وبالعكس فقوله تعالى فان تابوا واقاموا الصلاة واتوا الزكاة فاخوانكم في الدين اي في الايمان اي في الاسلام ومن اظهر الادلة في السنة على ان الايمان قول وعقد وعمل ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان وسبعون شعبة وفي رواية بضع وستون شعبة فافضلها قول لا اله الا الله هذا اعلى ما يكون هذا دليل على ان الايمان قول وادناها اماطة الاذى عن الطريق وهذا دليل على ان الايمان حمل والحياء شعبة من الايمان. وهذا دليل على ان ايمان عمل القلب فالحياء من اعمال القلوب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم شعب الايمان شاملة لقول القلب وهو تصديقه واقراره ومعرفته وقول اللسان وهو نطقه وتكلمه و جعل ذلك افضل شعب الايمان وهو قول لا اله الا الله وكذلك جعله جعله شاملا لاعمال الجوارح فجعل ادنى شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق ومن طالع النصوص في الكتاب والسنة ايقن يقينا جازما ان العمل من الايمان وانه لا يخرج عن مسمى الايمان وقد اختلف العلماء رحمه الله في حقيقة خلاف مرجعة الفقهاء. مع عامة علماء الامة هل هو خلاف اللفظ او خلاف حقيقي هل هو اللي خلاف لفظي تترتب لا يترتب عليه اثار؟ ام انه خلاف معنوي حقيقي تترتب عليه اثار فذهب طائفة من اهل العلم الى ان الخلاف لفظي قالوا لان الجميع يتفق على وجوب العمل وان مرتكب الكبيرة مذموم وانه متوعد بالعقوبة جعلوا الاتفاق في هذه الامور دليل على انه خلاف لفظي ليس له حقيقة القول الثاني انه خلاف حقيقي يترتب عليه اثار وجعلوا من اثار ذلك ان الايمان عند مرجئة الفقهاء شيء واحد لا يزيد ولا ينقص خلافا لقول اهل السنة وقالوا ايضا مرجئة الفقهاء لا يرون جواز الاستثناء في الايمان لا يرون جواز الاستثناء في الايمان خلافا لاهل السنة والذي يظهر والله اعلم ان الخلاف منه ما هو لفظي ومنه ما هو حقيقي فمن قال انه لفظي ظهر نظر الى بعض الاثار وهي المتقدمة في الوجه الاول ومن قال انه حقيقي نظر الى المسائل التي ترتبت على ذلك مما ذكره اصحاب الوجه الثاني فالذي يظهر انه خلاف لفظي في مواضع وحقيقي في مواضع والصواب الذي لا شك فيه ان الايمان قول وعمل واعتقاد وانه الذي كان عليه سلف الامة وتوافرت عليه كلمات الائمة عبر القرون والعصور خروج الخروج عن ذلك هو خروج عن الصراط المستقيم في هذه المسألة ثم قال رحمه الله وجميع ما صح عن الرسول من الشرع والبيان كله حق هذا عطف على ما تقدم من تعريف الايمان فانه ذكر في تعريف الايمان انه الاقرار باللسان والتصديق بالجنان قال والجميع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق فهذا معطوف على تعريف الايمان وهو بيان للايمان المجمل الواجب لان الايمان نوعان ايمان مجمل وايمان مفصل فالايمان المجمل هو ما اندرج تحت هذا الظابط جميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق ان يؤمن بهذا على وجه الاجمال فكلما صح فهو حق بلغنا او لم يبلغنا عرفناه او لم نعرفه اطلعنا عليه او لم نطلع عليه كل ذلك حق وهذا هو الايمان المجمل وهو الايمان بجميع ما جاء في القرآن وما نزل على خير الانام صلى الله عليه وسلم وجامع ذلك ما تضمنه حديث جبريل في تعريف في بيان الاسلام والايمان والاحسان فالايمان الواجب على جميع المكلفين من الانس والجن هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره انا مجملا وذلك ان الاحاطة بتفاصيل هذه الاصول غير مقدور عليه للعباد كلهم اذ لا يوجد احد الا وقد خفي عليه بعض ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم فيكفي الايمان المجمل ومن امثلة ذلك نحن لا نعرف عدد الانبياء ولا نعرف كثيرا من اسمائهم لكن نؤمن بجميعهم وهذا الذي يكفينا في الايمان الذي تحصل به النجاة اما الايمان المفصل فهو الاقرار بكل ما جاء بكل ما بلغك من تفصيل في القرآن او في السنة من اصول الايمان كالايمان باسماء من قص الله تعالى ورسوله خبرهم من الرسل والملائكة والكتب ونحو ذلك. كل هذا من جملة الايمان المفصل وقول المصنف رحمه الله كله حق اي ثابت لا ريب فيه ولا مرية فهو مطابق للواقع يجب قبوله والايمان به واعتقاده بعد هذا انتقل المصنف رحمه الله الى ذكر جملة من المسائل المترتبة على ما تقدم من تعريف وهي من مسائل الايمان فعرف الامام بقوله الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان وجميع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق قال والايمان واحد الان انتقل الى بيان حقيقة الايمان بعد تعريفه والمقصود بحقيقة الايمان يعني في القلوب. ما هو الايمان الذي في القلوب قال رحمه الله والايمان واحد اي ان الايمان شيء واحد لا يتبعظ ولا يتفاضل ولا يتجزأ ولا يزيد ولا ينقص هذا معنى قوله رحمه الله وغفر له الايمان واحد فهو حقيقة واحدة لا يثبت فيها شيء مما ذكرنا من تفاضل او تبعظ او تجزئة او نقص او زيادة فاذا صدق الانسان بقلبه واقر بلسانه ثبت له وصف الايمان و هذا الاعتقاد هو اصل ظلال الفرق التي ظلت في حقيقة الايمان اصل ظلال الفرق التي ظلت في حقيقة الايمان منشأه هو اعتقادهم ان الايمان واحد. يقول رحمه الله والايمان واحد كل من ظل في هذه في هذا الباب يرجع الى هذا الاصل فكل الضلال في هذا الباب على اختلافه لا شيء عن الاعتقاد بان الايمان واحد ومعنى ان واحد اما ان يثبت جملة او ينتفي جملة فلا يتجزأ ولا يتبعظ وبالتالي اذا انتفى الايمان عن صاحبي وعن عن موصوف لم يكن مؤمنا فلا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ينتفي الايمان بانتفاع هذا الوصف على الانسان فيخرج عن الايمان بالكلية لان الايمان شيء واحد. وهذا خلاف ما دل عليه الكتاب والسنة من ان الايمان خصال شعب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الايمان بضع وسبعون شعبة وهل الشعب تزيد وتنقص وتعظم وتضعف وتقل وتكثر ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة لا يزنزان حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس اليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن بنى في الايمان عن الزاني حال الزنا وعن شارب الخمر حال شربه وعن السارق حال السرقة وعن النهاب حال نهبه وكل هذه كبائر وهذا ليس نفيا للايمان بالكلية انما هو نفي للايمان المطلق الكامل الذي يستلزم فعل الواجبات وما امروا به كله وترك المحرمات وما نهوا عنه كله ولهذا لا يقع اسم الايمان المطلق على من ارتكب كبيرة من الكبائر ما لم يتب منها او ترك فريضة من الفرائض لان اسم الشيء الكامل انما يقع على الكامل منه ولذلك جاز اطلاق نفيه عنه كما في قوله صلى الله عليه وسلم لا يزلزال حين يزني وهو مؤمن ومثله الاحاديث الكثيرة التي نفى النبي صلى الله عليه وسلم فيها الايمان عن بعض اصحاب الاعمال كقوله والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن قالوا من يا رسول الله؟ قال من الا يأمن جاره بوائقه وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم ما من احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه فهذا الذي ذكره المصنف رحمه الله خلاف ما دلت عليه النصوص فالايمان اجزاء وابعاظ وخصال وشعب وليس شيئا واحدا قال رحمه الله واهله في اصله سواء واهله اي اهل الايمان في اصله يعني في اصل الايمان مستوون واصل الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان كما تقدم فيكون معنى كلامه ان المؤمنين لا لا تفاوت بينهم في الاقرار فكلهم على حد سواء في الاقرار والتصديق بل هم في ذلك مستوون لا فرق بينهم فلا فرق بين ايمان النبي صلى الله عليه وسلم وايمان جبريل وبين ايمان سائر المؤمنين ومن هذا ما نسب الى ابي حنيفة رحمه الله انه قال ايماني كايمان جبريل وانه قال ايضا في كتاب العالم والمتعلم ان ايماننا مثل ايمان الملائكة لانا امنا بوحدانية الله تعالى وربوبيته وقدرته وما جاء من عند الله بمثل ما اقرت به الملائكة وصدقت به الانبياء والرسل فمن ها هنا ايماننا مثل ايمانهم وهذا خلاف ما قرره علماء اهل السنة والجماعة في هذا الاصل فليس منهم من يقول ان ايمانه كايمان جبريل وقد ذكر البخاري تعليقا عن ابي عن ابن ابي مليكة انه قال ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ما منهم احد يقول انه على ايمان جبريل وميكائيل وما ذكره مرجئة الفقهاء من ان الاشتراك في التصديق والاقرار يقتضي الاستواء فالايمان غير صحيح لا شرعا كما تقدم ولا عقلا فان التصديق درجات فالتصديق تصديق من بلغه الخبر عن واحد او اثنين ليس كتصديق من بلغه الخبر متواترا اليس كذلك لما يخبرك واحد او اثنان بقضية هو هل هو في في يقينك وتصديق قبولك؟ كما لو اخبرك الف او مئة؟ الجواب لا اذا التصديق ليس على درجة واحدة بل هو على درجات بل تصديق الشخص نفسه يتفاوت فتصديق من يعرف بالصدق والظبط والحفظ والفهم والنباهة ليس كتصديق من خفت في هذه الاوصاف وان كان صادقا اذا التصديق لا يمكن ان يكون سواء فلا يستقيم قوله رحمه الله واهله في اصله سواء قد نقل عن ابي حنيفة رحمه الله خلاف ما تقدم من نقل ولذلك اختلف الحنفية فيما نقل عنه رحمه الله فقد نقل عنه انه قال اكره ان يقول الرجل ايمانك ايمان جبريل ولكن يقول امنت بما امن به جبريل وهذا هو اللائق بامامته وعلمه رحمه الله تعالى وقوله اهله في اصله سواء يفهم منها ان الايمان له اصل وفروع اوله اصل وفرع والاستواء انما هو في الاصل فقط واما الفرع فقد يتفاضل والفرع اما ان يكون ايمانا او لا يكون ايمانا فان كان الفرع ايمانا لم يكن الايمان شيئا واحدا فينتقض ما ذكره المؤلف رحمه الله بل هو اصل وفرع يختلفان حقيقة وحكما اما ان يكون الفرع غير الاصل بمعنى ليس تابعا له ولا متصلا به ففي هذه الحال لا ينسب اليه. هذه مسألة نقف عليها ولعلنا ان شاء الله تعالى نزيدها بسطا في يوم الاحد القادم باذن الله