الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا علي ربنا هب لنا من لدنك رحمة ويسر لنا اليسر وجنبنا العسر يا ذا الجلال والاكرام. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك عبد الوهاب اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت لك الحمد اولا واخرا ظاهرا وباطنا ولك الحمد كما نقول وخير مما نقول فلا نسي دناء عليك انت كما اثنيت على نفسك في اصول الايمان التي لا يستقيم بها ايمان احد من الناس الايمان باليوم الاخر فان الايمان باليوم الاخر اصل عظيم من اصول الايمان تواطأت عليه كلمات الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. فجميع المرسلين من لدن نوح عليه السلام من لدن نوح عليه السلام الى خاتمهم محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم دعوا الناس الى الايمان باليوم الاخر فالايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان لا يستقيم ايمان احد الا بالاقرار به قال الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون فالله تعالى اخبر عن هذه الامم السابقة وعن اهل الايمان على وجه الاجمال والعموم انهم يؤمنون باليوم الاخر وهذا مما اتفقت عليه الرسالات ان بعد هذه الدار دارا يحاسب عليها الناس او يحاسب فيها الناس ويجزون باعمالهم ينقسمون فيها الى فريقين كما قال الله عز وجل فريق في الجنة وفريق في السعير وهذه الدار دار الاخرة تبتدأ من قبض روح الانسان فان اليوم الاخر يبتدأ بموت الانسان وينتهي بالمستقر في جنة او نار كما قال الله تعالى فريق في الجنة وفريق في السعير فالناس وفي هذا اليوم يرهنون باعمالهم ويجازون بها كما قال تعالى كل نفس بما كسبت رهينة ولا ينكر هذا اليوم الا من طمس الله بصيرته من الفلاسفة واهل الالحاد الذين ينكرون بعثا ونشورا كما كان ذلك في قوله في قول جماعة من المشركين الذين بعث النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانوا يقولون ان هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما وما نحن بمبعوثين فكانوا ينكرون البعث تنذرون اليوم الاخر والناس في اليوم الاخر مؤمن به وهذا الفريق الاول كافر به هذا الفريق الثاني غافل عنه غير مبال به وهذا هو الفريق الثاني والفريقان الاخير ان من لا يؤمن باليوم الاخر ومن لا يرفع به رأسا ولا يعتني به ولا يهتم له ولا يجعله على باله فانه كالقسم الثاني لانه متفق معه في النتيجة. فان الجاحد لليوم الاخر لا يعمل له اذنه ايضا من لا يبالي ويقول اعيش ايامي واستمتع بحياتي ولا ابالي ما يكون بعد ذلك من بعث او نشور فهذاك القسم السابق فهذا كفره كفر اعراض وذاك كفره كفر جحود فالكفر باليوم الاخر اما الكفر جحود وهم الذين ينكرون البعث والنشور. انا يحيي هذه اللهو بعد موتها وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم هذا هو القسم الاول الجاحد لليوم الاخر والقسم الثاني الذين لا يصرحون بالجحود لكن يقولون هذا موضوع لا يهمنا. ولا يعنينا ولا نشغل به اذهاننا وليس محل عناية في فكرنا واهتمامنا. هؤلاء كالقسم الاول كفرهم هم كافرون باليوم الاخر لكن نوع الكفر مختلف فهو كفر جحود فهو كفر اعراب. فهو كفر اعراب معرضون عن ذكر الله عز وجل وعما جاء به الخبر مما يكون يوم القيامة. وقد قال الله عز وجل بمحكم كتابه ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى فهذا هو القسم الثاني من الاقسام الكافرين بهذا اليوم العظيم نقرأ ما يسر الله تعالى مما يتعلق الايمان بهذا الاصل وما جاء فيه من الاخبار والاحاديث وما جاء فيه تفاصيل والوقائع نسأل الله ان يجعلنا واياكم ممن يفوز يوم العرض عليه ممن يقدم امنا بقلب سليم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم يقول رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المؤلف وفقه الله في شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فصل ومن الايمان باليوم الاخر. الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون بعد الموت. الايمان باليوم الاخر اصل من اصول الايمان. وهو من الاصول الثلاثة التي اتفقت عليها المنن كما قال الله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر. وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والايمان بالله واليوم الاخر يتضمن الايمان بالمبدأ والميعاد. وهو الايمان بالخلق والبعث. كما جمع بينهما في قول الله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين. وقال الله وتعالى ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة. وقال الله تعالى وهو الذي يبدأ ثم يعيده. ويتضمن ايضا على وجه الاجمال الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت. ولم يخالف في الاقرار بهذا الاصل الا الفلاسفة الباطنية فانهم لا يقرون بمعاد الابدان. ومنهم من ينكر معاد الانفس كما ينكر معاد الابدان وهو قول الطوائف منهم وكثير منهم يقول بالتناسق. وليس شيء من ذلك ايمانا باليوم الآخر. اذا اليوم الآخر سمي بهذا الاسم لانه يلي الدنيا فهو اخر الايام اذ انه يكون بعد اليوم الاول وهو ما يكون في هذه الحياة الدنيا من ابتلاء واختبار خلق الله تعالى الخلق لغاية عظمى وهي عبادته. ولمآل عظيم وهي مجازاتهم. وحسابهم يوم القيامة فاليه يرجعون وهو سبحانه وتعالى الذي يتولى محاسبتهم. فسمي اليوم باليوم الاخر لاجل هذا على وهو يبدأ بالنسبة للافراد بموت كل واحد على الانفراد فكل انسان يبدأ اليوم الاخر في حقه بموته. لانه يرتهن بعمله ويرى حقيقة ما اخبرت به الرسل فالرسل اخبروا بالمعاد واخبروا بالبرزخ واخبروا بما يكون بعد الموت يعاين ذلك الانسان بموته. ولهذا قال رحمه الله في بيان ما يتعلق بالايمان باليوم الاخر قال الايمان بكل ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيشمل هذا خروج الروح وتنزل الملائكة على المحتظر فان الملائكة تتنزل عليه بقبظ روحه فاما روح وريحان واما عذاب اليم ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم فيبتدأ كل ذلك بنزول الموت ثم بعد ذلك اذا مات الناس كان ما جاءت به الرسل من الاخبار المتعلقة بالحياة البرزخية وسيأتي بيان ذلك من فتنة القبر وعذابه ونعيمه. وما يكون بعد ذلك من البعث والنشور والخروج من القبور للحشر يوم المعاد ثم بعد ذلك ما يكون من اهوال يوم القيامة ثم ما يكون بعد ذلك من فصل القضاء ثم بعد ذلك ما يكون من انقسام الناس الى قسمين في في المنتهى والمآل فريق في الجنة وفريق في السعير. كل هذا وتفاصيله مما يندرج في الايمان باليوم الاخر. فالايمان باليوم الاخر لا يقتصر فقط على ما يكون يوم القيامة بل يشمل كل ما يكون مما اخبرت به الرسل مما يكون بعد الموت الى استقرار الناس اما في جنة واما في نار وقوله رحمه الله الايمان باليوم الاخر من الاصول التي اتفقت عليها الملل يعني اتفقت عليها كلمات الرسل في الدعوة اليه وهي ثلاثة. الايمان بالله الايمان واليوم الاخر الدعوة الى العمل الصالح هذه ثلاثة اصول تواطأت عليها كلمات الرسل وهي بيان للمبدأ والميعاد. فالمبدأ العمل الصالح والميعاد اليوم الاخر الذي يجازى فيه الناس على اعمالهم وقد جمعها الله تعالى في مواضع عديدة منها قوله تعالى ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجر عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون و قد قرن الله تعالى في ايات كثيرة الايمان به باليوم الاخر فاكثر ما يذكر الله تعالى اقتران الايمان في الله مع الايمان باليوم الاخر. من ذلك قوله تعالى ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين نظائر هذا كثيرة يقرن الله تعالى الايمان به باليوم الاخر. لان الايمان باليوم الاخر يحمل العبد على ان يبادر الى تحقيق للغاية من الوجود من عبادة الله وحده لا شريك له سبحانه وبحمده والناس كما تقدم قبل قليل من حيث اقسامهم في الايمان باليوم الاخر على ثلاثة اقسام. القسم الاول مؤمنون به هؤلاء متفاوتون في درجة الايمان ليسوا على درجة واحدة فمنهم من صدق وايقظ في هذا اليوم فعمل له ومنهم من ضعف ايمانه فهم فيه درجات ومراتب واما القسم الثاني فهم الذين كفروا بهذا اليوم وجحدوه وكذبوه وقالوا لا معاد ولا حشر ولا مرجع ولا قيامة بل هي حياة نعيشها ونقضيها ثم ننتهي وتنتهي بذلك كل شؤوننا وما يتعلق بنا وهؤلاء هم فئة من المشركين الدهرين ومن سار على طريقهم من الفلاسفة الذين انكروا اليوم الاخر القسم الثالث من اقسام الناس في الايمان باليوم الاخر المعرضون عن ذلك اليوم المشتغلون بدنياهم عن اخرتهم فاعمتهم الدنيا عن ان يؤمنوا بيوم الميعاد الذي يحشر الله تعالى فيه الناس ليجازيهم على اعمالهم هذا هو القسم الثالث وهم الكفار كفر اعراض الذين كفروا كفر اعراض هذه اقسام الناس فيما يتعلق بالايمان باليوم الاخر. اما ما يتعلق بتفاصيل الايمان باليوم الاخر. ذكر جملة من ذلك فقال رحمه الله في اول ما ذكر مما يتعلق بالايمان باليوم الاخر الايمان بفتنة القبر وهي اول المنازل التي تكون بعد موت الانسان. عندما يؤويه قبره يقول المؤلف رحمه الله فتنة القبر هي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان كما سيأتي تفصيله. وقد تواترت الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الفتنة من حديث البراء بن عازب وانس بن مالك وابي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم وهي عامة للمكلفين الا النبيين فقد اختلف فيهم. اما من ليس مكلفا كالصغير والمجنون فقد اختلف فيهم على قولين للعلماء. احدهما انه يمتحن وهو قول اكثر اهل السنة ذكره ابو الحسن ابن عبدوس عنهم وذكره ابو حكيم النهروان وغيرهما والثاني انه لا يمتحن في قبره. كما ذكره القاضي ابو يعلى وابن عقيل وغيره قالوا لان المحنة انما تكون لمن يكلف في الدنيا. ومن قال بالاول يستدل بما في الموطأ عن ابي هريرة رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم صلى على صغير لم يعمل خطيئة اتى قط فقال اللهم قه عذاب القبر وفتنة القبر. وهذا يدل على انه يفتن وهو مطابق لقول من يقول انهم يكلفون يوم القيامة كما هو قول اكثر اهل العلم واهل السنة من اهل الحديث والكلام. وهو الذي ذكره ابو الحسن الاشعري. واختاره وهو مقتضى اوصي الامام احمد هذا هو اول ما يتعلق منازل الايمان مسائل الايمان باليوم الاخر. الايمان بفتنة القبر والفتنة هي الاختبار والامتحان والابتلاء هذا معناها في كلام العرب ولا استعمالات اخرى الف لام ميم احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون. اي لا يختبرون وقال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة اي اختبار وامتحان قوله رحمه الله يؤمنون بفتنة القبر اي بالامتحان الذي يكون في القبور والامتحان الذي يكون في القبور جاءت به الاخبار وجاء بيانه في احاديث متواترة كما ذكر المؤلف رحمه الله عن جماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله فالايمان بفتنة القبر اي الاختبار الذي يختبره المقبورون الموتى جاءت به الاخبار عن البراءة بن عازب وانس بن مالك وابي هريرة وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تا هو مما ثبت ثبوتا لا ارتياب فيه وقد جاء في احاديث سيأتي ذكر بعضها وذكر ما فيها من تفاصيل من ذلك ما في الصحيحين من حديث قتادة عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم صوت خطاهم ومشيهم اذا انصرفوا اتاه ملكان فيقعدانه اي فيجلسانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل هذا ابتداء الاختبار. ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم تأمل مؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله واما المنافق والكافر فيقول ها ها لا ادري لقد سمعت الناس يقولون قولا فقلت فيقال له لا دريت ولا تليت هذا هو الاختبار والحديث حديث انس تظمن ذكر شيء من هذا الاختبار وهو سؤالهم عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذا فتنة القبر هي الامتحان والاختبار للميت حين يسأله الملكان اللذان يأتيان اليه اذا قبر وقوله رحمه الله يؤمنون بفتنة القبر القبر هو مدفن الموتى اضيفت الفتنة الى القبر لانه لا يكون الا فيها في غالب حال الناس لكن لا يعني هذا ان من لم يقبر لا تجري عليه هذه الفتنة بل هذه الفتنة جارية في حق جميع الاموات سواء اكانوا ممن قبل او ممن لم يقبر كمن يحرق مثلا او تأكله السباع او يغرق فتأكله الطيور او ما الى ذلك من اوجه احوال التي تعتلي الموتى دون ان يقبر فاظيفت الفتنة للقبر لانه حال اغلب الناس من المؤمنين والكافرين ان يقبروا فان هذا مما جرى عليه عمل البشر في الدنيا كلها ان يدفنوا بعد موتهم وكان ذلك بتعليم الله عز وجل بني ادم كيف يواروا سوءاتهم اذا ماتوا كيف يوارى ابدانهم اذا هلكوا وماتوا هذا ما يتصل فتنة القبر اذا هو الاختبار الذي يكون في القبور ولكن لا يلزم من هذا ان من لم يقبر لا تجري عليه فتنة بل الفتنة جارية على كل مقبور هذه الفتنة عامة للمكلفين كلهم فجميع المكلفين يسألون في قبورهم ويفتنون هكذا دلت الادلة فان النبي صلى الله عليه وسلم في حديث البراء وفي حديث ابي هريرة وغيرها قال صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وهذا يشمل كل مقبور اذا وضع في قبره صغيرا كان او كبيرا ذكرا كان او انثى برا كان او فاجرا ولذلك قال العلماء ان فتنة القبور جارية على جميع المقبورين الا النبيين واختلفوا كجماعة من المكلفين هل يفتنون في قبورهم او لا فاختلفوا في الصغير والمجنون هل يسأل في قبره او لا على قولين لاهل العلم فمن اهل العلم من قال انهم لا يسألون لان الصغير غير لانهم غير مكلفين. وانما يمتحن المكلف والقول الثاني وهو قول اكثر اهل العلم من اهل السنة ان الجميع يمتحن حتى الصغار والمجانين وذلك انه يمتحنون يوم القيامة ويمتحنون في قبورهم بما يناسب حالهم فحال الاخرة حال الدنيا واما القول بانهم لا يمتحنون فانه يوم القيامة يقام لهم امتحان يختبرون فيه كما دلت على ذلك الاحاديث في حق من لم تبلغه الرسالة على وجه تقوم به الحجة عليه فانهم يمتحنون يوم القيامة وعلى كل حال فتنة القبر الاصل فيها العموم وما خرج فانه لا بد فيه من دليل. ومما استدل به القائلون على ان الفتنة تعم الصغار ان ابا هريرة رضي الله تعالى عنه صلى على جنازة صغير فقال اللهم قه عذاب القبر ومذنة القبر فدل ذلك على ان الصغيرة يفتن في قبره اي يختبر هذا ما يتعلق بهذه الفتنة العظيمة تفصيلها سيأتي فيما يريده الوالد رحمه الله من الاحاديث المتعلقة بعذاب القبر ونعيمه والعذاب والنعيم يأتيان بعد الاختبار فالاختبار هو اول منازل القبر واول ما يجري فيه للمقبورين ثم بعد ذلك ينقسم الناس في احوالهم الى قسمين على نحو ما ذكر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فيما جاء من حديث انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه انه قال اذا انه قال صلى الله عليه وسلم ان العبد اذا وضع في قبره وتولى عنه اصحابه وانه ليسمع قرع نعالهم اتاه ملكان فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم. فاما المؤمن فيقول اشهد انه عبد الله ورسوله فيقال له تلك الفتنة واما النتيجة فيقال له انظر الى مقعدك من النار قد ابدلك الله به مقعدا من الجنة ويفسح له في قبره واما الاخر وهو المنافق او الكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا ادري كنت اقول ما يقول الناس فيقال له لا دريت ولا تليت فشل فشل في الاختبار قال ويظرب بمطرقة من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين يسمعها يعني كل الخلق من البهائم وغيرهم الا الانس والجن فانهم لا يسمعون هذه الصيحة وهذا نتيجة اختباره وعدم وعدم توفيقه فيما جرى من اختبار. حيث قال لا ادري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته او قال لا ادري كنت اقول ما يقول الناس اي من غير ايمان ولا يقين فكان المآل ان قيل له لا دريت ولا تليت ويضرب بمطرقة من حديد فيصح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين