يقول او لا ترجعوا اليهم. هذه هي العقوبة الذي التي هدد بها النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هو ان هؤلاء الذين يرفعون ابصارهم اثناء الصلاة الى السماء لا ترجعوا اليهم ابصارهم وقد جاء في رواية اخرى قال او لتخطفن ابصارهم. اي لتسرقن ابصارهم. واعلم يا اخي الكريم ان عدم رجوع البصر يشمل صورتين. الصورة الاولى هو ان يفقد البصر بالكلية وهذا ليس على الله بعزيز فالذي منحك البصر قادر على ان يسلبه ان يسلبه اياك. فلا تقل والله الناس يرفعون ولا احد سلب الله بصره لا تقل هذا لا تعارض كلام النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من هذه الترهات بل قل سمعنا واطعنا فالذي منحك البصر ومن لكك اياه قادر على سلبه اياك بلمحة بصر فهو على كل شيء قدير. هذه السورة الاولى او الحالة الاولى التي يفسر بها قوله او لا ترجعوا اليهم. الحالة الثانية او لا ترجعوا اليهم اي ان ذلك يفضي الى نقص ابصارهم. فلا ترجع اليهم في القوة والحال التي كانت عليها من قبل. وهذا قد لا يدركه وقد يكون مع الوقت حاصل للانسان على نحو لا يعرف سببا ولا يدرك شيئا من موجباته ويكون ذلك عقوبة له على مخالفة ما امر به النبي صلى الله عليه وسلم من كف الابصار عن رفعها الى السماء واعلم بارك الله فيك انه لا خلاف بين العلماء ان المصلي منهي عنان يرفع بصره الى السماء. لا خلاف انه لا يجوز للمصلي في فرض او نفل ان يرفع بصره الى السماء. فما يفعله كثير من الناس عند الرفع من الركوع من الرفع الى السماء هذا محرم بنهي النبي صلى الله عليه وسلم وعليه اتفق العلماء انه من مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو من سوء الادب ومما يتنافى مع الخشوع فان الخاشع لا يرمي ببصره الى جهة من يعظم بل الخاشع تجده ذليلا قد اطرق طرفه وارخى بصره عن ان يرفعه الى من يعظمه ويجله. ولذلك كانت هذه الحال مما تتنافى مع الخشوع فانه لا يكون هذا حال الخاشع. واما ما يتعلق بفعل بعض الناس انه يرفع ذلك اثناء الدعاء في الصلاة فلا فرق في ذلك بين ان يرفعه في الدعاء او في غيره. فان الصلاة لها من الحال ما ينبغي للمؤمن ان يكون فيها على اكمل الحال ادبا مع الله عز وجل وهذا الحديث يفيد النهي عن رفع البصر في اثناء الصلاة وهذا محل اتفاق كما تقدم واختلف العلماء رحمهم الله في رفع البصر اثناء الصلاة هل يفسد الصلاة او لا؟ فذهب جمهور العلماء الى انه لا يبطل الصلاة ولكنه ينقص اجر صاحبه هذا محل لا خلاف فيه بين العلماء ان رفع البصر في الصلاة ينقص المثوبة والاجر. وذهب طائفة من اهل العلم وهو قول الظاهرية الى ان رفع البصر في الصلاة يبطلها. ان رفع البصر في الصلاة سبب اللي بطلانها فتبطل الصلاة برفع البصر الى السماء لذلك يجب على المؤمن ان يغض بصره عن ان يرفعه الى السماء هذا ما ذهب اليه الظاهرية والذي ينبغي للمؤمن ان يحذر هذا الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يكون بصره في الصلاة ذكرت ان الاتفاق منعقد لا خلاف بين العلماء انه لا يجوز ان يصلي وبصره الى هذا لا خلاف فيه طيب اين يضع بصره؟ جمهور العلماء على ان المصلي يضع بصره في موضع سجوده حال قيامه ينظر موضع سجوده وهذا سواء طأطأ رأسه او لم يطأطأ رأسه انما يكون نظره في موضع سجوده. والى هذا ذهب جمهور العلماء من حنفية والشافعية والحنابلة. ان المسنون للمصلي ان يكون بصره في موضع سجوده. ولا شك ان هذه الصفة تتضمن فائدتين الفائدة الاولى الادب مع الله عز وجل الوقوف بين يديه فان فانك اذا نظرت الى الواقف على هذه الحال الذي طأطأ رأسه ووضع بصره موضع سجوده رأيت من حال خشوعه ما هو ظاهر بين. فهذه الفائدة الاولى انه مظهر ذل وخضوع وخشوع لله عز وجل. الفائدة الثانية ان وضع البصر موضع السجود يقي الانسان الاشتغال بما حوله بين يديه. يقي الانسان الاشتغال والالتهاء بما بين يديه من المشغلات التي يمكن ان تصرفه عن حضور قلبه في صلاته. والى هذا ذهب الجمهور. ذهب الامام مالك رحمه الله الى ان المصلي ينظر بين يديه. بل ان الامام مالك يرى انه يكره ان ينظر المصلي موضع سجوده لعدم ثبوت شيء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بل الثابت عنه انه صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل وجهه وقد قال الله تعالى فولي وجهك شطر المسجد الحرام. ومعنى شطر المسجد الحرام ان يكون بصرك بين يديك هذا ما ذهب اليه الامام مالك والراجح من هذين القولين الصواب من هذين القولين وما ذهب اليه الجمهور فقد جاء ما يدل على ذلك في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة فلم يخلف بصره موضع سجوده لم يخلف بصره يعني لم يتجاوز بصره موضع سجوده. وقد جاء في سنن ابن ماجة من حديث ام سلمة ما يدل على ذلك وان كان اسناده ضعيفا وقد جاء عن ابن سيرين ان ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقلب بصره في السماء حتى نزل قول الله عز وجل وقوموا لله قانتين. فكان صلى الله عليه وسلم لا يجاوز بصره موضع سجوده الا ان هذا مرسل وحكى ابن سيرين هذا عن جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والسلف انهم كانوا يستحبون الا تجاوز الرجل بصره موضع سجوده. كل هذه الاثار وغيرها ايضا تشعر بان المصلي ينظر موضع سجوده هذا هو الذي ينبغي فيما يظهر وهو الذي ذهب اليه جمهور العلماء. لكن لو ان احدا رفع بصره الى ما بين يديه لحاجة او لعارض فلا حرج فان الصحابة كانوا ينظرون الى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض صلاته ليروا كيف يصلي ولذلك وصفوا ان وصفوا في صلاته وسكناتي وحركة ووصفوا حركة لحيته صلى الله عليه وسلم واستدلوا بها على انه كان يقرأ وهذا يعني انهم لم يكونوا في كل الوقت قد وضعوا ابصارهم موضع سجودهم. فاذا احتاج الانسان الى رفع بصره والنظر بين يديه فلا حرج في ذلك لكن الاصل ان يكون البصر اين يا اخوان؟ وين يكون البصر؟ في موضع السجود هذا هو الاصل في حال المصلي ولم يرد فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم الا حديث واحد وهو ما جاء في المسند والسنن من حديث عبدالله ابن الزبير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا جلس للتشهد اشار باصبعه الا يجاوز اصبعه بصره صلى الله عليه وعلى اله وسلم. هذا الذي جاء فيكون المصلي حالا جلوسه نظروا الى اصبعه اذا اشار بها وموضع سجوده فيما يظهر والله تعالى اعلم. وهذا كله لتحقيق الادب في صلاته من خشوع قلبه وحضوره. ثم ذكر هنا هنا فائدة وهي ان عدم وقوع العقوبة لا يعني ان ذلك ليس حرام او ليس بممنوع او ليس بمنهي عنه. بعض الناس يقول الناس يفعلون ولا حصل كذا من العقوبات. النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال هذا الحديث قال لينتهين قوم عن لينتهين قوم يرفعون ابصارهم عن يرفعون ابصارهم الى السماء الصلاة او لا ترجع اليهم هذا تهديد ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم. هذا لو قال انسان لم لم ادرك وقع له هذا نقول كونك لا تدرك لا يعني عدم الوقوع وقد يملي الله عز وجل للمخطئ حتى اذا اذن بالعقوبة حلت فالعدم الوقوع وكونك لم تدرك ذلك لا يعني ان تتمادى في الخطأ ولا تمتنع بل يجب عليك الالتزام والانقياد بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من امر او نهي. ثمة امر اخر رفع النظر الى في غير الصلاة كرفع النظر الى السماء في الدعاء. هل هذا مما ينهى عنه؟ بعض العلماء قال هذا مما ينهى عنه قياسا على النهي عن رفع البصر الى السماء في اثناء الصلاة. وهي محل للذكر والدعاء والطاعة. والصواب انه لا سواء يعني لا لا يستوي النظر في الصلاة مع النظر في غير الصلاة. فالدعاء لا تجب لهما من الواجبات والحقوق ما يكون في الصلاة وعلى هذا فيجوز للمصلي ان يرفع بصره الى السماء في دعائه فله ان يقول يا رب اغفر لي يا رب ارحمني ويرفع بصره ولا حرج في ذلك لعدم ورود الدليل النهي عن ذلك وانما جاء النهي عن ذلك حال الصلاة وذلك ان حال الصلاة فيها من الاداب والاحكام ما تختلف عنه في سائر الاحوال. ثم ذكر وبعد ذلك حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قال وله اي للامام مسلم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الاخبثات. هناك قطع المشغلات المنفصلة الانسان سواء كان ذلك بالنظر الى السماء او او النظر الى ما يلهي من الملهيات في او في غيره هنا قال صلى الله عليه وسلم لا صلاة بحضرة طعام. اي لا تشرع الصلاة حال حضور الطعام والطعام هنا يشمل الاكل والشرب فان الاكل والشرب كلاهما يصدق عليه انه طعام. قال الله عز وجل فمن لم يطعمه كما قال تعالى فلما فصل بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه ايش فانه مني فسمى الشرب ايش طعاما فالطعام يطلق على الشراب وعلى ما يؤكل فقوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة لحضرة طعام اي لا يصلي الانسان وهو بحال حضور طعامه. وقول حضرة طعام تشمل صورتين. الصورة الاولى ان يكون الطعام قد حظر وهيأ للانسان والحالة الثانية ان يكون الانسان قد تعلقت نفسه بالطعام وهو قريب الحصول ونفسه قد تعلم فهذا وذاك كله يصدق على قول لا صلاة بحضرة طعام سواء كان الطعام حاضرا قد قد هيأ للانسان او كان الطعام غائبا لكنه قريب الحضور. ويدل لذلك مجاعا ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وعبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما انهما كانا في مجلس يأكلان وقد وضع في وقد وضع اللحم في الشواء فكانا ينتظرانه فقام المؤذن ليؤذن بالصلاة فقالا له امهل حتى نقضي حاجتنا فاننا نخشى ان نقوم الى الصلاة وفي انفسنا شيء اي من التعلق بايش التعلق بالطعام الشواء حظر او لم يحضر؟ هل كان بين ايديهم؟ الجواب لا. انما كان في الشواء اي في في مرحلة الاعداد. فانتظر حتى فرغا من طعامهما. فقول لا صلاة بحضرة الطعام يشمل وقوله بحضرة طعام الفقهاء والعلماء رحمهم الله يقيدونه بما اذا كان طعاما يحتاجه الانسان او تعلم نفسه به اما اذا كان طعاما لا يؤثر على الانسان الا يتركه فانه في هذه الحال قالوا انه يصلي ولا حرج عليه في صلاته ولا ينهى عنه ولا ينهى عن الصلاة في هذه الحال لان نفسه ليست متعلقة بهذا الطعام ولا بدن ومحتاج اليه وبالتالي لن يذهب خشوعه ولن يشعر بالقلق اذا اقبل على صلاته فقوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة بحضرة طعام حمله الجمهور على الطعام الذي تتعلق به نفس المصلي نفس المصلي الذي تتعلق به نفس المصلي. اما ما لا يتعلق بنفس المصلي فانه لا حرج وقد تقدم الخلاف في هذا. والجمهور على هذا ومذهب الامام الشافعي انه لا انه لا يترك الصلاة الا اذا كان في حال مجاعة وطاقت سهولة الطعام وليس مجرد الطبقات بل التوقان مع المجاعة الشعور بشدة الجوع التي يخشى معها من عدم حضور القلب فقوله لا صلاة بحضرة طعام تحمل على الطعام الذي تعلقت به نفس الانسان وقوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة يشمل ايش صلاة الفرض وصلاة النفل فان صلاة نكرة في سياق النفي او سياق النهي فتفيد العموم. تفيد العموم يعني تشمل كل صلاة. وقوله صلى الله عليه وسلم ولا وهو يدافع هذا ثاني ما ذكره قوله وهو الا وهو اي لا صلاة والمصلي يدافع الاخبثان نباتات الخارج من الانسان من بول او غائط فانه لا يصلي وهو يدافع البول او يدافع الغائط. وهذا لاجل ان المدافعة ستشغله عن حضور قلبه. والمطلوب من المصلي ان يقبل على صلاته وقد فرغ قلبه لله عز وجل ولم يوجد ما يقلقه او يشغله. يعني لو ان الانسان صلى وهو فارغ من هذه الشواغل يخشى ان لا يحضر قلبه لسبب بسبب تسلط الشياطين والهواجس التي يلقيها في قلب الانسان. فكيف اذا صلى وهو عنده ما من من من تعلق بطعام او مدافعة اخبثين او ما الى ذلك. وقوله صلى الله عليه وسلم لا صلاة محمول على نفي الكمال في الصلاة. والاصل في النفي ان يحمل على الحقيقة. فقوله لا صلاة الاصل فيها ان تحمل على الوجود لكن الواقع ان الصلاة توجد مع حضور الطعام وتوجد مع مدافعة الاخبثين ولذلك الفقهاء والعلماء يحملون هذا على واحد من معنيين اما نفي الصحة واما نفي الكمال فالمراتب ثلاثة اذا نفي الشيء الاصل فيها ان ان المنفي هو ايش؟ الحقيقة والوجود فاذا كان الوجود قائما فعند ذلك ينصرف اما الى الصحة وهذا في المرتبة الاولى الا ان يدل دليل على صحة الصلاة او صحة العمل فيحمل على الكمال فقوله لا صلاة بحضرة حمله الجمهور على ان النفي هنا للكمال وليس للصحة. والصواب انه يحتمل انه نفي للصحة ويحتمل انه للكمال هو نفي للكمال عندما يكون الاشتغال بالاكل الذي حضر لا يغيب عنه الخشوع الواجب القدر الواجب من الخشوع وهو الاطمئنان. وكذلك اذا كان يدافع الاخبثين بحيث لا يبلغ به الحد الا يعقل ما يصلي ولا يدرك ما يكون من اعمال صلاته ولا يطمئن الطمأنينة الواجبة فيها فهذا يكون مكروها. اما اذا كان يحمله على فقد الطمأنينة الواجبة فان النفي هنا يكون نفيا للصحة. وهذا دليل على ما تقدم من انه ينبغي للمصلي ان يتجنب كل ما يشغله عن حضور قلبه في صلاته خل هذا على بالك يا اخي خلوا على بالك في كل صلاة تقبل فيها على ربك. انت تناجي الله فابعد كل ما يشغلك عن الاقبال على ربك مناجاته انك تواجه الرحمة تواجه البر تواجه الاحسان في اقبالك على الله عز وجل يعني مثل تماما انت اذا وقفت تصور ويدعو الى اسبابه ويفرح به هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم التثاؤب من الشيطان لانه من عمله ومما يسره ومما يتمكن به من الانسان ان يصده عن الخير فان الكسل نفسك بهذه الصورة اذا وقفت بين يدي الله كالذي جاء الى غني من الاغنياء ومعه كيس يغرف من ماله فيضع هذا الغني في هذا الكيس من المال ما يسعه الكيس هل سيأتي بكيس واسع قوي؟ ويكون حاضر الذهن في حفظ هذا المال والاستكثار من عطاء امن وسينشغل بالنظر يمين ويسار ويلتهي اذا كان هذا في عطاء الادميين يقبل الانسان بكل اهتمامه ليخرج باكبر قدر ممكن من العطاء فانت في وقوفك بين يدي الله تفتح باب الحسنات وديوان الحسنات فاستكثر ما استطعت من عطايا الله وهباته لا تغفل عن ذلك في ما استطعت من العمل احرص على قطع كل ما يشغلك او يبعدك عن الاستكثار من هذه الرحمات الهبات ان رحمة الله قريب من المحسنين. لك من الرحمة بقدر ما يحضر قلبك. لك من الاجر والثواب والخير بقدر ما تحقق من الاقبال على الله عز وجل ويكفي في ذلك ان الله عز وجل وعد من اقبل على الله عز وجل بل بخشوع ان يحط عنه الخطايا. جاء ذلك في صحيح في الصحيحين من حديث عثمان رضي الله تعالى عنه انه توظأ فاحسن الوضوء. فلما قال توظأ رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو وظوء نحو وظوئي هذا ثم قال من توظأ نحو وظوئي هذا ثم صلى ركعتين سواء كانت فرض او نفل ثم صلى ركعتين انتبه الى شرط العطاء لا يحدث فيهما نفسه يعني يقبل على الله ولا يشتغل بهواجس ولا وساوس ولا بانواع من المشغلات لا يحدث بهما نفسه الا غفر الله له ما تقدم من ذنبه هذا العطاء الجزيل في ركعتين تكون فيها خاشعا فكيف اذا كانت صلاتك على هذا النحو وهذا جزء من الفضل والعطاء وليس كل الفضل والعطاء الذي تدركه بخشوعك. فينبغي للمؤمن ان يحرص على قطع كل ما يشغله عن حضور قلبه والاقبال على ربه في صلاته فرغ قلبك لربك ما استطعت ثم ختم المؤلف رحمه الله احاديث الحث على الخشوع حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من الشيطان. التثاؤب معروف وهو فتح الفم بهواء مندفع او بهواء مجنون الى داخل الجوف ثمرة ونتيجة للكسل والارتقاء وعدم النشاط. النبي صلى الله عليه وسلم يقول التثاؤب اي هذه الحال التي تعتري الانسان من الشيطان من هنا هل هي للسببية؟ الجواب نعم من الشيطان اي مما يفرحه ومما يسره ومما يدعو الى اسبابه ويفرح بحصوله. وذلك ان الشيطان هو العدو المرشد للانسان كما قال الله عز وجل ان الشيطان للانسان ها عدو مبيد عدو وليس عدوا خفي العداوة ولا عدوا مهادنا ولا عدوا غافلا بل عدو مرصد مبين كما قال الله عز وجل في وصف عداوته لبني ادم منذ سالف العهد سابق الزمان لاقعدن لهم صراطك المستقيم. انت الحين لو تمشي في طريق وفي واحد قاعد لك على الطريق هذا هل تعبر او لا تعبر اذا كان ثمة عدو قد قعد لك في طريق طريق بيتك او طريق عملك او طريق الذي تسلكه لحاجتك. لا شك انك لن تعبر وهذا الشيطان وهذا العدو قاعد لك فكيف اذا اذا كان قاعد بس مسوي نقطة تفتيش او نقطة فرز فكيف فاذا كان هذا العدو ليس قاعدا فقط بل له عمل عظيم في صدك عن سبيل الله لاقعدن لهم صراطك المستقيم ثم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم يعني من كل الجهات. ما في جهة سالمة بل من كل الجهات يأتيك ليصدك عن سبيل الله ثم لاتينا من بين ايديهم وقلبهم عن الايمان وعن شمالهم والنتيجة ولا تجد اكثرهم ايش؟ شاكرين اي لا اتجد اكثرهم عابدين فالمقصود بالشكر هنا اي لا تجد اكثرهم محققا للعبادة التي امر الخلق بها كما قال تعالى واعملوا ال داود شكرا وقليل من عبادي الشكور اي قليل من عبادي من يحقق العبادة لله عز وجل. فالشكر هنا المقصود به العبادة وليس فقط شكر اللسان. ولا تجد اكثرهم شاكرين اي لا تجد اكثرهم عابدين كما قال الله تعالى وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وكما قال تعالى وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وكما قال تعالى ان في ذلك لاية وما كان اكثرهم مؤمنين فالمقصود ان الشيطان يسعى الى صد الانسان عن الطاعة والاحسان ومن ذلك ما يسلطه على الانسان من كسل الذي ينتج عنه التثاؤب التثاوب شيء تجيب لي فطري خلقي لكن الشيطان يفرح به ويدعو الى اسبابه فقول من الشيطان ليس ان الشيطان هو الذي يخلقه فالله تعالى خالق كل شيء وانما الشيطان يستثمره ينتج هذه الصورة وهي خلاف ما ينبغي ان يكون عليه المؤمن. ولذلك المشروع للمؤمن ان يقول في دعائه كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به في كل صلاة في دبر كل صلاة يقول اللهم اني اعوذ بك من ايش؟ العجز ها والكسل هذان عنوان الفشل عنوان فشل بني ادم يرجع اما الى عجز واما الى كسل العجز هو عدم القدرة على الشيء. وهذا قد يكون الانسان معذورا فيه. لانه عاجز عنه. لكن ثمة ما لا يعذر فيه وهو الكسل لان الكسل ترك الشيء مع القدرة عليه ترك للشيء مع القدرة عليه. تقدر لكن لا تفعل هنا السبب هو الكسل وقد شرع لك النبي صلى الله عليه وسلم ان تستعيذ بالله من هذين لان بهما كل قعود فضيلة وخير في الدنيا والاخرة فكل فشل في الدنيا سبب اما عجز واما كسل ولذلك اكثر من سؤال الله السلامة من هاتين الافتين. اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وقهر الرجال. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من ذلك. فالمقصود ان التثاؤب هو نتيجة الكسل الذي امرنا بالاستعاذة منه لان الكسل قعود عما فيه صلاحنا عما فيه فلاحنا عما فيه نجاتنا طيب هو امر فطري كيف نتوقاه؟ نتلقاه بالادب الذي شرعه النبي صلى الله عليه وسلم فقال فاذا تثائب احدكم اذا ما في سبيل انك ما تتثائب. التثاؤب شيء طبيعي يقع من الناس لكن احرص على ان لا الشيطان وقت ضعفك احرص على قطع الطريق على الشيطان. بالا يتمكن منك. فاذا اصابك تثاؤب فخذ بالاداب الشرعية التي تمنع فرح الشيطان وتمنع سروره وتسلطه. يا اخواني الشيطان لا يترك حالا من احوال الانسان الا والا ويبذل قصارى جهده في النيل منه. انت وانت نايم يبيت على خيشومك انت وانت نايم ما تدري ماذا يفعل بيديك ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا اذا استيقظ احدكم فليستنثر ثلاثا فان الشيطان يبيت على خيشومه. جاء ذلك في الصحيحين من حديث ابي هريرة. وقال استيقظ احدكم فلا يدخل يده بالاناء في الاناء حتى يغسلها ثلاثا فان احدكم لا يدري اين باتت يده. هو يعرف ان يده على السرير ويده في الفراش لكن ما يعلم ما الذي طرأ عليها مما يمكن ان تسلل ان يكون من تسلط الشيطان عليه. وايضا النائم كل نائم يعقل الشيطان خلف رأسه ثلاث عقد وهذا كل واحد منا يجري عليه فاذا قام ذكر الله انحلت عقدة واذا توظأ انحلت عقدة واذا صلى انحلت عقدة كل هذا من تسلط الشيطان حال في كل احوالنا فلذلك ينبغي ان نقطع الطريق عليه بلزوم الهدي النبوي والحرص هدي النبي صلى الله عليه وسلم وعمله لاجل ان يفوز الانسان بالسلامة من الشر. طيب فيما يتعلق بموضوع التثاؤب قال فاذا تثاءب احدكم اي اذا اصابه تثاؤب وهو التثاقل والكسل في صلاته او في غير الصلاة لان الحديث هنا جاء في هذه الرواية لم يقيده في الصلاة وفي رواية الترمذي جاء تقييده بالصلاة. فقال فاذا تثاوب تثاءب احدكم فليكظم ما استطاع فليكظم يكذب اي ليمنع الاستجابة الى داء الكسل الذي يدعوه الى الاسترخاء والى الاستجابة لهذا العارظ بل يمسك نفسه ويمنع نفسه ويدفع الكسل عن نفسه وذلك بالا يفتح فمه. بعض الناس اذا جاءوا التثاؤب كانما امامك اسد او هذاك الثاني وش التمساح هذا غلط وهذا من تسلط الشيطان بل المشروع في التثاؤب ان تكظم ومعنى الكذب ان تمسك وتمنع الاستجابة لهذا الانفتاح الذي يسر الشيطان ويكون سببا لتسلطه عليك والكظم اسهل طرقه قال العلماء ان يعض على شفته السفلى. وين الشفة السفلى هذه اذا اصابك تثاؤب واردت ان تمتثل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وامر به من الكظم فعظ على شفتك السفلى بس ارفق لا تجرح نفسك عظة عظة يمنع الاستجابة ويحصل به الكظم دون الاذى هكذا اذا عظ الانسان على شفته السفلى كان هذا مانعا من من الاستجابة للكسل وايظا محققا لما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في قوله فليكبر. ما استطاع يعني يكذب ويمنع نفسه بالقدر الذي يقدر عليه ويستطيعه طيب احيانا يغلب الانسان فيكون في حال من الكسل حتى الكظم يعجز عن عند ذلك فليضع يده فليضع يده على فيه يضع يده على فيه. اي اليدين؟ قال العلماء اليد اليمنى وقال اخرون بل اليد اليسرى لان هذا من الاذى الذي يطلب دفعه. واختلفوا في قدر ذلك. فقالوا هل يضع يده اليسرى باطن يده اليسرى او ظاهر يده اليسرى؟ من العلماء من قال الامر سواء ومنهم من قال بل وهذا مذهب المالكية ان السنة ان يضع يده اليسرى ظهر يدي اليسرى على فمه والامر في هذا قريب والمقصود لانه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك او شيء في ذلك فاذا وضع اليمنى او اليسرى على اي نحو كان فان ذلك هو المشروع لاجل الا يستجيب للشيطان. وقد جاء في السنن ايضا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تثائب احدكم فليضع يده على فيه. قال ولا يعوي فان الشيطان يضحك من ذلك والعواء هو هذا الصوت الذي يصدره الانسان عند تملك الكسل والعجز له فيصدر عنه هذا الصوت بذلك الشيطان ويفرح وفي بعض الروايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا تثائب احدكم فليمسك يده على فمه هذا اذا ما استطاع ان يكبر ثم قال صلى الله عليه وسلم فان الشيطان يدخل فان الشيطان يدخل. ومعنى ان الشيطان يدخل اي انه يتمكن من الانسان. والا فالشيطان من ابن ادم مجرى الدم كما جاء الخبر فيما رواه البخاري من حديث الحسين بعلي رضي الله تعالى عنه في قصة وقوف النبي صلى الله عليه وسلم مع صفية فانه قد قال صلى الله عليه وسلم فان الشيطان يجري من ابن ادم مجرى الدم وهذا يعني ان الانسان ينبغي ان يغلق كل الطرق التي يتسلط بها الشيطان عليه يشتت ذهنه عن حضور صلاته عن حضور قلبه في صلاته وعن اقامته على الوجه الذي يرظى الله تعالى به عنه. وبهذا يكون قد انتهت الاحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله ففي باب الحث على الخشوع