سم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد وقال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره في تفسيره لسورة البلد قال ابو داوود حدثنا عيسى ابن محمد الرملي قال حدثنا ضمرة عن ابي عن ابن ابي عبلة عن الغريف ابن الديلمي قال اتينا واثلة بن الاصقع فقلنا له حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان فغضب وقال ان احدكم ليقرأ ومسحا ان احدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته. فيزيد وينقص. قلنا انما اردنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صاحب لنا قد اوجب يعني النار بالقتل. فقال اعتقوا وعنه يعتق الله بكل عضو منه عضوا منه من النار وكذا رواه النسائي من حديث ابراهيم بن ابي عبلة عن الغريف بن عياش الديلمي عن واثلة به. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين قول وافلة رضي الله عنه لما قالوا له حدثنا حديثا ليس فيه زيادة ولا نقصان ان احدكم ليقرأ ومصحفه معلق في بيته فيزيد وينقص كانه آآ ثقل عليهما اشترطوا عليه من عدم الزيادة والنقصان فقال ان احدكم ليقرأ مصحفه ومصحفه او مصحفه معلق اي عنده يستطيع ان يراجعه بخلاف النبي صلى الله عليه وسلم الذي حفظ عنه اصحابه ما قال ثم انه لا سبيل التحقق من عدم الزيادة والنقصان لان النبي صلى الله عليه وسلم قد مات فاذا كان هذا يجري فيه الزيادة والنقصان مع حضوره وان كان مراجعته فما يحدث به الانسان من حفظه هو كذلك على ان الصحابة رضي الله عنهم لانه شديد التحري بما ينقلونه عن النبي صلى الله عليه وسلم خشية ان ينسب اليهما لم يقل وقد سمعوا منه صلى الله عليه وسلم قوله من آآ كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار نعم حديث اخر قال احمد حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام عن قتادة عن قيس الجذامي عن عقبة ابن عامر غني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اعتق رقبة مسلمة فهو فداؤه من النار وحدثنا عبدالوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة قال ذكر ان قيسنا الجذامي حدث عن عقبة بن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار. تفرد به احمد من هذا الوجه حديث اخر قال الامام احمد حدثنا يحيى ابن ادم وابو احمد قال حدثنا عيسى ابن عبدالرحمن البجلي من بني بديلة من بني سليم عن طلحة قال ابو قال ابو احمد حدثنا طلحة بن مصرف عن عبدالرحمن بن عوسجة عن البراء بن عاز بن قال جاء اعرابي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني عملا يدخل الجنة. فقال لئن كنت اقصرت الخطبة لقد اعرضت المسألة اعتق النسمة وفك الرقبة. فقال يا رسول الله اوليستا بواحدة؟ قال لا. ان عتق النسمات ان عتق ان تنفرد بعتقها وفك الرقبة ان تعين في مكة وفك الرقبة ان تعين في عتقها والمنحة والمنحة الوقوف والفيء على ذي الرحم الظالم فان لم تطق ذلك فاطعم الجائع واسق الظمآن وامر بالمعروف وانهى عن المنكر فان لم تطق ذلك فكف لسانك الا من الخير والمنحة الوقوف اي المنحة العظيمة المأجور عليها صاحبها هي منيحة البهيمة التي يكسر لبنها يكونوا لبنها غزيرا نعم وكل هذه الاحاديث في معنى ما تقدم من بيان فضيلة الرقاب فان الله تعالى قال فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة فكوا رقبة وما ذكره من فك الرقبة كله في العتق او المشاركة فيه يدخل في فك الرقاب العتق والمشاركة فيه وقد ذكر جماعة من المفسرين انه يدخل فيه ايضا اه فكاك اسرى وكذلك فكاك من وجب عليه القتل يدخل في فك الرقبة من حيث المعنى ومن حيث اه سلامة رقبة صاحبها بعمل من بذل مالا في هذه الابواب وهذه وهذه الامور نعم وقوله او اطعام في يوم ذي مسغبة. قال ابن عباس ذي مجاعة وكذا قال عكرمة ومجاهد والضحاك وقتادة وغيره واحد والصغب هو الجوع. وقال ابراهيم النخعي في يوم الطعام فيه عزيز. وقال قتادة في يوم يشتهى فيه الطعام طيب قوله تعالى واطعام في يوم ذي مسغبة اي اه ذي مجاعة كما قال ابن عباس رضي الله عنه وفي وفي وجه وذكرت قراءة او اطعام في يوم ذا مسغبة فيكون هذا بيانا للمطعم اي صاحبة مجاعة واما الموجود فوصف اليوم بانه اه صاحب مجاعة والامر قريب في هذا وذاك. المعنى من حيث المعنى اه ليس هناك كبير فرق وهذا ثاني ما اه تتجاوز به العقبة التي قال فيها تعالى فلا اقتحم العقبة وما ادراك ما العقبة قال فك رقبة ثم قال او اطعام في يوم ذي مسغبة وهذا يبين فظيلة الاطعام وانه مما يصرف الله تعالى به عن الناس الشدائد ويدركون به الخيرات لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون نعم وقوله وقوله يتيما اي اطعم في مثل هذا اليوم في مثل هذا اليوم يتيما ذا مقربة اي ذا قرابة منه قال ابن عباس وعكرمة والحسن والضحاك والسدي. كما جاء في الحديث الذي رواه الامام احمد. حدثنا يزيد قال اخبرنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن سلمان بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة. وقد رواه الترمذي والنسائي وهذا اسناد صحيح. وهذا فيه بيان ان الاجور تتضاعف اه كثرة اوصافه الاوصاف الموجبة للحاجة الفقر يوجب الحاجة واليتم يوجب الحاجة او اه فاطعام الفقير يوجب الاجر لوجود الحاجة واطعام اليتيم يوجب الاجر للحاجة او للاحسان لليتيم ذاك ان اليتيم قد وتر بفقد من اه يسنده وغالبا ما يقترن اليتم بالفقر غالبا ما يقترن اليتم بالفقر لكن هذا ليس مضطردا فقد يكون اليتيم مستغنيا بما تركه مورثه ولكن في الغالب يقترن ذلك مع الحاجة والفقر يقترب وصف اليتم مع الفاء من الحاجة والفقر. نعم فما اورده من حديث هنا بيان ان العمل الواحد قد يتضاعف اجره بالنظر الى آآ تعدد الصفات الموجبة للاجر في المحسن اليه فصدق على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم لانه فيه جهتان اثنتان صدقة وصلة نعم وقوله او مسكينا ذا متربة اي فقيرا مدقعا لاصقا بالتراب وهو الدقدعاء ايضا. قال ابن عباس متربة هو المطروح في الطريق الذي لا بيت له ولا شيء يقيه من التراب. وفي رواية هو الذي لصق بالدقعاء من الفقر والحاجة ليس له شيء. وفي رواية عنه هو البعيد التربة قال ابن ابي حاتم يعني الغريب عن وطنه وقال عكرمة هو الفقير المديون المحتاج وقال سعيد بن جبير هو الذي لا احد له. وقال ابن عباس وسعيد وقتادة ومقاتل ابن حيان هو ذو العيال. وكل هذه قريبة المعنى والمقصود بالمتربة الفقر وشدة الحاجة وعدم وجود ما يملك لان التراب اه يملكه كل احد وهو عبارة وهو يكنى به عمن لا يملك شيئا او عن من افتقر فقوله تعالى او مسكينا ذا متربة اي مسكينا قد بلغ به الحاء الحال والحاجة والفقر مبلغا لا يملك شيئا لا في مأكله ولا في اه ملبسه ولا في ذات يده فقد خلت يده من كل شيء وهذا بالتأكيد اه الانفاق عليه اعظم الانفاق على من هو اعلى منه منزلة ذاك ان الاجر يعظم آآ قدر ما يترتب عليه من المصلحة فاذا ودفع الحاجة فبقدر ما تندفع الحاجة وتتحقق المصلحة في المال المبذول يعظم اجره وثوابه ثم كان هذا بيان اوصاف من اه اه تفاءه هذه هذا بيان اعمال من آآ تفكر رقابه تفك رقابه تفك آآ تقتحم العقبة به قد بين الله تعالى عملين اقتحام العقبة وتجاوزها وهما من الاحسان للخلق لكنه احسان يرجو الانسان عاقبته عند الخالق فانه يعطي هؤلاء لا لطمع فيهم. فاليتيم لا يرجى منه نافع كما المسكين ذا المتربة آآ كم المسكين ذو المثربة لا يرجى منه نفع الانفاق على هؤلاء لقطع النظر الى الانتفاع من الانفاق عليهما في الدنيا كما قال الله تعالى انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا هذا يبين انه انفاق ابتغي به وجه الله. لم يبتغى به سواه. فلم تكن الاموال منفقة في الفخر والرياء واظهار الغنى وعلى من ليس اهلا كما ذكر الله في وصف من تقدم الذي قال اهلكت مال اللبدا فذاك اهلكه في الفخر والرياء وهنا اهلكه في طاعة الله تعالى وابتغاء ما عنده دون نظر الى فخر والى ذكر اه ذكر الناس والرياء هذا هو عمل من اراد ان يعتق نفسه من العذاب من اراد ان يقتحم العقبة ويتجاوزها وينال البر الذي قال فيه تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون. قبل ذكر انقسام الناس ذكر الله تعالى وصفا فارقا بين هذا المنفق وبين المنفق السابق لانه قد يستوي في النظر ان هذا اهلك ماله كما ذاك اهلك ما له لكن الفارق انه بمن اقتحم العقبة انفقه كما ذكرت يرجو ما عند الله ولذلك ان شاء الله تعالى هذا المعنى بقوله ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة فهذا الانفاق مقترن بالايمان وليس انفاقا لابتغاء عز وذكر وثناء ومدح ورياء انما هو انفاق الابتغاء ما عند الله قال تعالى ثم كان من الذين امنوا وهذا هو ايضا القسم الاول من اقسام آآ الناس فيما جاءت به الرسل نعم وقوله ثم كان من الذين امنوا اي ثم هو مع هذه الاوصاف الجميلة الطاهرة مؤمن بقلبه محتسب ثواب ذلك عند الله عز وجل كما قال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا وقال من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن وقوله وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. اي كان من المؤمنين العاملين صالحا اصين بالصبر على اذى الناس وعلى الرحمة بهم. كما جاء في الحديث الراحمون يرحمهم الرحمن. ارحموا من في الارض يرحمكم من وفي السماء وفي الحديث الاخر لا يرحم الله من لا يرحم الناس. وقال ابو داوود حدثنا حدثنا ابن حدثنا ابن ابي شيبة قال حدثنا سفيان عن ابن ابي نجيح عن ابن عامر عن عبد الله ابن عمر يرويه قال من لم يرحم صغيرنا اعرف حق كبيرنا فليس منا صحيح. ويعرف حق كبيرنا فليس منا وقوله اولئك اصحاب الميمنة اي المتصفون بهذه الصفات من اصحاب اليمين هذه الصفات التي ذكرها من فك الرقاب واطعام ذوي الحاجات والتواصي والايمان بالله تعالى والتواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة اولئك الموصوفون بهذه الصفات اصحاب الميمنة الميمنة اسمه لليمين كما قال تعالى واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين في صدر مخضوض وطلح منضوض الى ما الى اخر ما ذكر الله تعالى من النعيم الذي اعده لهم وآآ ونسبوا لليمين لكثرة اليمن والبركة التي يدركونها بايمانهم وآآ لما آآ تميزوا به من اخذ كتابهم باليمين فهم يأخذون كتابهم بايمانهم نسأل الله ان نكون منهم و يفاض عليهم من البركة واليمن ما يكون وصفا لهم فلذلك هم اصحاب اليمين واصحاب الميمنة خلافا لاصحاب الشمال واصحاب المشئمة الذين ذكر الله تعالى وصفهم في قوله والذين كفروا باياتنا هم اصحاب المشامى هذا هو القسم الثاني نعم نعم اي نعم يدخل فيهم المقربون هم اعلى اصحاب اليمين نعم. ثم قال والذين كفروا باياتنا هم اصحاب المشأمة اي اصحاب الشمال عليهم نار مؤصدة اي عليهم فلا محيد لهم عنها ولا خروج لهم منها. قال ابو هريرة قال ابو هريرة وابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحمد بن كعب القرضي وعطية العوفي والحسن وقدادة وسدي مؤصدة اي مطبقة قال ابن ابن عباس مغلقة الابواب وقال مجاهد قصده قصد الماء احسن الله اليك. وقال مجاهد الباب بلغة الباب بلغة قريش اي اغلق وسيأتي في ذلك وسيأتي في ذلك حديث في سورة ويل لكل همزة لمزة. وقال الظحاك مؤصدة حيط لا باب له. وقال قتادة مؤصدة مطبقة فلا ضوء فيها ولا فرج ولا خروج منها اخر لا خروج منها اخر الابد بالله. وقال ابن عمر يعني كل هذه الاوصاف مطابقة للنار مو صدفة هي مغلقة مؤصدة حيطة حيطة لا باب لها وهذا اذا اغلقت على اصحابها والا فجهنم لها ابواب كما قال تعالى وسيقة للذين كفروا الى جهنم زمرا حتى اذا جاؤوا حتى اذا جاءوها فتحت ابوابها نعم وقال ابن عمران الجوني اذا كان يوم القيامة امر الله بكل جبار وكل شيطان وكل من كان يخاف الناس من في الدنيا شره فاوثقوا في الحديد ثم ثم امر ثم امر بهم الى جهنم ثم ثم اوصدوها ثم اوصدوها اي اطبقوها قال فلا والله لا تستقر اقدامهم على قرار ابدا. ولا والله لا ينظرون فيها الى اديم سماء ابدا ولا والله لا تلتقي جفونا جفون اعينهم على غمض نوم ابدا. ولا والله لا تذوقون فيها لا يذوقون فيها بارد شراب ابدا. رواه ابن ابي حاتم اخر تفسير سورة البلد لله الحمد والمنة هذا هو القسم الثاني الذي ذكره الله تعالى والذين كفروا باياتنا الكفر بالايات هنا يشمل الكفر بالايات الشرعية وهي القرآن وما انزله الله تعالى من ايات الكتب على المرسلين ويشمل ايضا الايات الكونية وما اجراه الله تعالى على ايدي المرسلين من البراهين الذين كذبوا بايات الانبياء والذين كذبوا بهذه الايات وما تدل عليه في الافاق وفي الانفس كلهم يدخلون في قوله تعالى الذين والذين كفروا باياتنا فايات هنا جمع مضاف فيعم كل ايات الله عز وجل سواء كان منها الايات المقروءة او الايات المشاهدة كانت الاية المعجزة التي اجراها الله تعالى على ايدي الانبياء او كان من الايات التي بثها الله في الافاق وفي الانفس حتى يعرف الناس آآ ربهم ويستدلون به او يستدلون بها عليه فكل ذلك يدخل في قوله والذين كفروا باياتنا هم اصحاب المشأمة اي اصحاب الشؤم والشؤم هو ما يكره من الحال والمآل السوء في النفس والمال والاهل فهؤلاء اصحاب ما شئنا اصحاب شؤم ونقص وشر عذاب عليهم نار مؤصدة عليهم اي كتب عليهم وقضي عليهم واطبق عليهم نار وذكرها هنا لتعظيمها وتفخيمها وانها نار عظيمة لا تقوى لا تقوى عليها ابدانهم ووصفها بانها مؤصدة لي دلال ليدل على انه عذاب لافكاك منه فما اوصد لا يمكن التخلص منه فلذلك لا محيص ولا مناص كما ذكر الله تعالى بل هو عذاب لازب عذاب لازم لا ينفكون عنه وكل هذه المعاني مأخوذة او مستفادة من قوله مؤصدة اي انها مغلقة عليهم وهذا عظيم ما كانوا عليه من كفر وتكذيب بايات بينات تدل على الله عز وجل وآآ هذا العذاب هو حال القسم الثاني من اقسام الناس فاولئك اصحاب واولئك اصحاب اولئك اصحاب الميمنة ولم ما اعد لهم من الاجر لكن يكفي وصفهم بالميمنة للدلالة على ما هم عليه واما اصحاب المشمة فذكر عقابهم وقد ذكر ذلك تعالى مفصلا في قوله واما واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا ندم ولا كريم الى اخر ما ذكر الله تعالى من احوالهم واوصافهم وبهذا تكون قد انتهت سورة البلد وتضمنت ما اه تضمنته من الاقسام بالبلد وساكنها فيعني طغيان الناس وكفرهم واحاطة الله بهم ثم ما انعم الله تعالى به على الناس الذين من النعم التي بها يعرفون الحق من الباطل. ثم ذكر العمل المنجي واقسام الناس الى